دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
عمر الصائم: للحاج ورَاق لماذا لا تكون انصاريا؟ ردا على مقال لماذا يكرهون الامام؟
|
رداً على الحاج وراق لماذا لا تكون أنصاريا؟! بقلم عمر الصائم في عموده (مسارب الضي) المنشور بجريدة الصحافة 26 فبراير 2005 م بذل الحاج وراق جهدا خارقا في الإجابة على السؤال موضوع كتابته "لماذا يكرهون الإمام ؟"، بيد أنه جهد معيب ومضلل ، لكونه انصب في الإجابة على سؤال صيغ على نحو مغرض ومضلل هو الآخر ، فالصادق المهدي محل النقد والتساؤل المشروع لتصديه للعمل العام من خلال رئاسة حزب الأمة أو رئاسة الوزراء، وبالتالي فإن ما يطرحه سيجد بالضرورة اختلافا حوله، وهذا غير علاقة الكراهية التي افترضها المقال ونسج على ضوئها الإجابات فكان قمين به - وللأمانة - أن يطرح السؤال على نحو :- لماذا ينتقدون أو يختلفون مع السيد الصادق ؟ ولكنه تلبيس متعمد لإظهار خصوم الصادق المهدي وكأنهم مجموعة من الحاقدين،الذين لا يستندون على رأى أو استنتاج نظري يتيح لهم حق الاختلاف مع العقلية الملهمة للإمام، فقط تحركهم دوافع الكراهية، وبذلك سيتمكن كاتب المقابل من تعرية أحقادهم والحيازة على أهلية المحبة، وهذا هو الهدف الخفي للمقال، وإن طمرته عبارات على شاكلة إنني أختلف مع الأمام الصادق المهدي فكريا وسياسيا وبرامجيا) أو (والصادق المهدي يفهم الإسلام - وإن اختلفنا معه - فهما مرنا ومنفتحا) فكل التواءات المقال تنتهي إلى هذا الهدف..... ولاتساق التوليفة فقد افترض الحاج وراق أن خصوم الصادق المهدي يمثلون معسكر الشر، وقد نعتهم بذلك سبعة مرات ، وحتى لا نتهم بالدس أو الانتقاء فيمكن أن نصدرها كالآتي: 1- (ولكن الذين يريدون الشر بالسودان لا يختلفون مع الأمام الصادق وإنما يكرهونه فلماذا؟). 2-( الذين يريدون الشر بالسودان يريدون قاده لا يترددون). 3-(ولهذا يكرهونه فقوى الشر تريد أحد خيارين ). 4-(ولهذا فإن الذين يريدون الشر بالسودان يريدون نفس مركز الاعتدال). 5-(لهذا فإن القوة الشريرة الراغبة في تمزيق السودان تود لو يختفي الصادق المهدي). 6-(وتريد قوى الشر توظيفها لتزلق البلاد الى حمأة الفوضى). 7-(مما يشير إلى إمكان نجاح مخططات القوى الشريرة تجاه البلاد).
وعلى الجانب الآخر يشمخ الصادق المهدي مجسدا لمعسكر الخير، يقول الحاج وراق في ذلك (فإننا يجب أن نتعامل معه بحسابات عقلانية ومسئولة بوصفه ثروة قومية ).. وهكذا صاغ كاتب المقال ثنائية الخير والشر في تلبيس يستهدف الإخلال بالمسألة، وإعادة تركيبها على النحو الذي يخدم أهدافه الشخصية، فلو أن الحاج وراق بعقلانيته الحاذقة، أو بحدوساته الكشفية تبصر هذه القوة الشريرة وهي تحدق بالبلاد، أما كان الأجدر به أن يفصلها لنا بدلا من تركها طلسما ؟ وكيف يتحول معارضو الصادق المهدي إلي أشرار؟ ومن ذا الذي يخترق ذوات الآخرين ليزن الكراهية، والشر بداخلها؟ إنها ألفاظ تجعل من السياسة فخاخ عاطفية ! وتطرح خلافات السياسة وكأنها توترات وهذيان، فيمتزج الشخصي بالعام ليطمس الحائق الموضوعية، إنني لا أستبعد أن يكون الحاج وراق قد تصور – وله الحق فيما يتصور- أن الصادق المهدي سيكون مخلصه، ومن ثم يكون له الحق في اختيار لفظ الإمام –وهو لقب حديث- بدلا عن رئيس حزب الأمة، بكل ما تحمله لفظة الأمام من دلالات دينية، ولكن ليس له المقدرة أو الحق في توزيع صكوك الخير أو منعها عن الآخرين ، ثم إن إمامة الصادق المهدي، أو عدمها لا تخص سوي طائفة الأنصار، وعلى هذا فهي ليست مسألة قومية إلا من خلال دور حزب الأمة في السياسية ،وإن كان ثمة دور يقع على عاتق المستنيرين فهو الدعوة إلى فصل الطائفة عن الحزب، أو على نحو أكثر تواطؤ تقليل تأثير الطائفة على الحزب، وهذا هو الاتجاه الذي نكص عنه الصادق المهدي ، فعلى أي خلفية انتقي الحاج وراق لفظ الإمام بالذات دون سائر النعوت التي نالها الصادق المهدي، خاصة انه لا يعني بقوى الشر آل المهدي، أولئك الذين من حقهم منازعة الصادق المهدي في إمامته إنما يعني قادة الأحزاب السياسية ،الذين يتخذون مواقف متعارضة مع الصادق المهدي، وفق ما يرونه صائبا في المجال الاجتماعي ، والفكري ، والسياسي ، الخ....... إن القول بوجود معسكرين للخير والشر يتنافى كليا مع الديمقراطية ، بحيث أنه يسم الصواب والخطأ بالأبدية فيجعل من أناس أخيار للأبد وآخرين أشرار إلى الأبد، وهذا ما لم يفعله الخصوم السياسيين للصادق المهدي، فكل ما فعلوه إنهم رصدوا و انتقدوا أطروحته دون أن يمتنع الصواب في أفعاله مطلقا. ولكن المرافعة الوراقية ولأغراض اكتمالها فإنها تضع الصادق في قفص الاتهام وهو في كامل براءته بينما تصور خصومه السياسيين كمجموعه حاقدة تدفعها نوازع شريرة ومبهمة للزج بالمتهم البريء إلى ساحة الاتهامات، و لسوء حظه- أي وراق- فان المرافعة تتمتع بهشاشة قوضها من الداخل، إذ لا يستقيم أن يكون شخص ما مقتنع بالشيء ونقيضه كأن يكون وراق معجبا بالفكر الجمهوري وفي ذات الوقت بشخص الصادق المهدي، وإمامته لطائفة الأنصار، ففي أدبيات الفكر الجمهوري هناك كتاب اسمه (هذا هو الصادق المهدي) اختص بفضح تناقضات الصادق. مما يجعل الجمهوريين- حسب اعتقادات وراق- في خانة الأشرار خاصة وان حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي قد شارك بفعالية في الزج بأطروحة الدستور الإسلامي إلي العمل السياسي السوداني، ووقف وراء وضع مادة الردة في مشروع الدستور، تلك التهمة التي استخدمت لتصفية مفكر في الرابعة والسبعين من عمره . وسيأتي وراق في ذكرى استشهاده ليخرجه بقدرته السحرية من معسكر الأشرار ويضعه في محله كشهيد للفكر . وهكذا تستمر حلقات التلفيق المنتقى بعناية فائقة لإغواء الشعب السوداني وحرفه عن الحداثة والمدنية، من مواقع تزعم التنوير والتحديث. وهذا ما حاول الحاج وراق فرضه على حركة القوى الجديدة الديمقراطية حق و أدى إلى مفاصلة كلية وقد جاء في بيان اللجنة التنفيذية لحركة حق في 8 فبراير 2000 ميلادية التعليل الآتي لإعلان البراءة من الخط الذي تزعمه وراق (دشنت تحالفا علنيا مع يمين حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي وما تسميه بالتيار الديمقراطي (تيار التوبة) داخل الجبهة الإسلامية بقيادة حسن الترابي) وقد جاء في التقرير الاستراتيجي الأول الذي يصدره مركز الدراسات السودانية ص 103 رد الحاج وراق معللا هذه العلاقة كما يلي :- ( ليست معيبة نخجل منها أو نتوارى عنها فالصادق مفكر وزعيم سياسي ورئيس الوزراء المنتخب شرعيا ورئيس اكبر حزب سياسي في البلاد) هذه دفوعات الحاج وراق قبل خمس أعوام وقد تطورت هذه المسألة عنده من الإعجاب بالصادق كرئيس لأكبر حزب في البلاد على حد تعبيره إلى إعجابه به كإمام لطائفة الأنصار مما يشير إلى ارتداد المسيرة التفكيرية، وانسحابها في سجن التطبيل لعلاقة الولاء المقدس، إذن فإن معسكر قوى الشر سيشمل أيضا الخاتم عدلان، لأن جزء مهم من الخلاف داخل حق كان حول الموقف الذي اختطه الحاج وراق ببناء علاقة تحالفية مع حزب الأمة، ابتدرها بمباركة لقاء الصادق الترابي في جنيف ابريل 1999 م، ولقاء الصادق البشير في جيبوتي وتطورت لاحقا لتكون بمثابة هيئة دفاع وظهير لحزب الأمة، وهذا ما لم تكنه حق في يوم ما، ولا يعزى هذا إلى شعور البغضاء والكراهية للإمام لكنه يرجع إلى طبيعة المشروع الذي تأسست من أجله حق والذي يتعارض - حتى الآن- مع مشروع حزب الأمة فهل يجب التنازل عن مشروع السودان الجديد حتى يتم إضفاء الخيرية على الضالين؟ في معرض دفاعه عن الصادق نفى تهمة التردد بقوله (إلا إنه متردد؟ و هذه التهمة الرئيسية في الدعاية ضده و أجيب بنعم فالإمام الصادق بعقل المثقف الذي لا يعرف الوثوقيات والذي لديه تحفظ ولكن في كل حكم وبرزانته التي هي بعض من خصائصه الشخصية وخبرته السياسية تعود أن يقيس سبع مرات قبل أن يقص) وبالنظر إلى ضخامة التهمة فان الدفاع ضحلا للغاية،وخاليا من الشواهد السياسية منتفخا بالعموميات مثل الوثوقيات، الرزانة ، الخبرة السياسية الخ....... وهنالك شواهد ماثلة حول تردد الصادق ليست بعيدة عن الأذهان،أبرزها كيفية تعامله مع مبادرة السلام السودانية بين الحزب الاتحادي الديمقراطي والحركة الشعبية في عام 1988 م فبرغم التأييد الشعبي للاتفاقية إلا أن الصادق عكف على المناورة والتردد والمماطلة، فأعاق الاتفاقية ووفر فرصة ذهبية اهتبلتها الجبهة الإسلامية لإنجاز انقلابها العسكري في يونيو 1989 م فلماذا يعرف الصادق المهدي وثوقيات الجبهة الإسلامية ويرفض غيرها؟ وبعد أن أفاض وراق في وصف الصادق بالاعتدال وبالفهم المرن للإسلام جاء إلى ما يعتقد أنها نقطة جوهرية في حديثه وهي على حد تعبيره. (ولذا فان الذين يريدون تمزيق البلاد يفضلون إما ساسة الشمال الذين لا يفهمون ولا يتغيرون أو الساسة الذين من الممكن إخضاعهم بما يتيح في حالة فشل سيناريو التفكيك قبولهم سيناريو إعادة التشكيل و هو سيناريو يحول مطلب القسمة العادلة بين أقوام السودان إلى قسمة ضيزى إلى مركزية مضادة بديلاً عن المركزية القديمة أي إلى تغير المستفيد في الاضطهاد دون تغيير علاقة الاضطهاد من أساسها) وهنا يفترض الحاج وراق إن السيناريو الأول للقوى الشريرة للتفكيك، و السيناريو الثاني لإعادة التشكيل على نحو استبدال المركزية الإسلامية العربية بمركزية افريقية زنجية فيتحول العرب إلى مضطهدين ، و الزنج إلى مستفيد من الاضطهاد ، بينما تظل علاقة الاضطهاد باقية و منذ بداية معرفتي بوراق ظلت هذه فكرته الأثيرة دون أن يحدث أدنى تطوير، فأين عثر على هذا الاستنتاج الخطير في أدبيات القوى التي تدعو إلى تفكيك بنى السودان القديم و إعادة بناءه على أسس جديدة؟ لقد ظلت هذه القوى تنتقد علاقات إنتاج السلطة في السودان و التي تسببت في غياب الديمقراطية ودوران البلاد في حلقة شريرة، و أفضت إلى بناء دولة فاشلة، تمارس الاضطهاد، والاستعلاء العرقي، الهيمنة السلالية، و التمييز على أساس العرق والدين والنوع، وبهذا الوصف فان من لا يدعوا إلى تفكيك هذه الدولة يجب أن يكون من كبار المستفيدين منها ، أما إعادة التشكيل فهو أمر يرتبط بتفكيك الدولة القديمة، و ليس سيناريو منفصل لأنه إحلال لأسس جديدة لبناء الدولة ، تقوم على الديموقراطية بديلاً للشمولية والدولية الدينية، و إرساء حقوق الإنسان بديلاً لانتهاكاتها، و العدالة الاجتماعية بديلاً للتهميش بأنواعه المختلفة، دولة تفسح المجال لإنسانها أن يعبر عن نفسه في أرضه بدلا ً من أن تشرده في أصقاع الأرض، فلماذا الممانعة وتركيب القضايا الزائفة؟ لماذا يفترض وراق أن الديمقراطية لن تكون ضمانة كافية لإلغاء علاقات الاضطهاد؟ فيعمل على تصدير الدعاية المضادة بان السودان القادم هو سودان مركزية افريقية مضطهدة للآخرين ويستدعى الصادق المهدي ليكون عنصر يتماسك حوله السودان القديم ، وهكذا ينكشف بجلا ء الموقف من دولة المواطنة باعتباره موقفا كاذبا ... إذ كيف يمكن أن ندعو للوحدة الوطنية ونحن لا نتخيل أن من حق الآخرين لعب أدورا قومية ، ودائما نضعهم في خانة الكيد والمؤامرة؟. لا ينسى الحاج وراق تقديم مقترحاته - كالعهد به دائما - فيقول ( لذا فان واجب الأنصار وحزب الأمة النظر في ذلك ، واقترح عليهم أن يبقى الأمام إلى حين انقشاع الأوضاع في مصر، فمن هناك يستطيع القيادة والتأثير، ومن جانب آخر سيكون خلف خطوط النار ، فحاليا، وللمفارقة ، فان الصادق هو الوحيد من زعامات البلاد الأكثر تعرضا فالآخرين أما تحت حماية جيوشهم ، أو خارج البلاد أو في أقبية الاختفاء ولذا فمن الأفضل أن يبقى مؤقتا في مصر) فأحل وراق للصادق المهدي ما حرمه لغيره فقد كتب سابقا واصفا قادة الأحزاب بالخارج بأنهم فرار، يدعون فروسية مزعومة ، بينما يستطيع الصادق من هناك القيادة والتأثير، فهل حبا الله الصادق المهدي بجين أو بكرموزوم للقيادة عن بعد وحجبه عن الآخرين؟ إن كثرة المقترحات التي ظل وراق يقدمها لقوى السودان القديم ابتدءا من مقترحاته حول ضرورة توحيد الحركة الإسلامية، مرورا بمقترحاته للنائب الأول بتشديد القبضة الأمنية وصولاَ لمقترحاته للصادق المهدي تجعله ملكياَ أكثر من الملك نفسه، وهذه ظاهره تستدعي الدراسة . ثمة سؤال يجب أن نوجهه لوراق . فلو انك تري في الصادق المهدي كل السمات التي أوردتها في مقالك ، وبالرغم من وجود خلاف مشروع ومبرر ومرغوب، وعلي أهمية الصادق التي تستوجب النظر إليه كثروة قومية، فلماذا لا تكون أنصاريا؟ فلو انك فعلتها لتفهمنا ذلك في إطار الولاء الطائفي، و لأرحت بعض الناس من الردود عليك، والبعض الأخر من تنصيبك قائداَ لهم. ولإعلان البراءة من تهمة الكراهية فإنني أعلن أنني لا أكره الحاج وراق، ولا الصادق المهدي ،.كما لا أحبهما. ولا أرى ضرورة في ذلك البتة لاتخاذ موقف سياسي حيالهما . أما الصادق المهدي فإن هذا المقال لا يعني به إلا من باب الرد علي ما طرحه الحاج وراق الذي أقام مرافعته لنصرة الصادق فإذا به يخزيه، في تطبيق رائع للمثل ( عداوة عاقل خير من مودة أحمق).....
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عمر الصائم: للحاج ورَاق لماذا لا تكون انصاريا؟ ردا على مقال لماذا يكرهون الامام؟ (Re: Amjad ibrahim)
|
سلام جميعا الاستاذة لنا مهدي شكرا على المرور فعلا ذهبت في رحلة طويلة للوطن عدت منها بتجارب ثرة و رؤيا واسعة للكثير مما غاب عني و كان عندي عبارة عن تصورات،
الحقيقة يمكن ان نتفق او نختلف مع الاستاذ عمر الصائم، لكن من الايجابي ان يتحاور السياسيون عبر وسائل الاعلام، و الخروج من الشفاهية الى الكتابة الموثقة التي توضح اختلاف وجهات النظر، و توضح الخطوط السياسية لكل منهم.
شخصيا لي مآخذ اخرى على الموضوع المنشور، فانا لا احبذ اللغة الحادة في السياسة، و قد نقلت تحفظاتي هذه للاخ عمر الصائم قبل نشر هذا الموضوع في هذا المنبر.
لا اعتقد ان هناك مشكلة في ان يشهد احدهم لمدرسة سياسية لا ينتمي اليها، لكن في حالة الحاج وراق، و امثاله من يحتسبون على الحداثة يصير الامر ذو حساسية عالية، لانهم في منابرهم الحداثية تلك، ينادون باشياء و نقائضها في نفس الوقت، و لذا لزم التوضيح، و كما قال الاخ عمر فليس هناك كراهية شخصية للسيد الصادق المهدي، و لكن هناك تحفظات على معظم تجربته السياسية، التي اعتقد انا شخصيا انها لم تكن موفقة مطلقا، و خذي على سبيل المثال ابعاده لسياسي محنك من رئاسة الوزراء مثل المحجوب من حزبه فقط كي يصير هو رئيسا للوزراء، هذه امور مثبتة و سلبية و ذكرها و الحوار حولها ليس من مدعاة العداء و الكراهية الشخصية بل التحليل لما يطرحه الحزب السياسي من برامج و اساليب في الممارسة الديمقراطية.
في زيارتي الاخيرة للسودان بين 25-12-2004 و 25-2-2005، تفاجأت بمأساة السيد محمد على المرضي، و خلافاته مع السيد الصادق المهدي، و الذي ادراها السيد الصادق حسب تقييمي بصورة سيئة ادت الى انسلاخ اكثر من 183 عضوا فاعلا من حزب الامة من ابناء كردفان، و انضمامهم الى حزب المؤتمر الوطني، و قبل عدة اسابيع بلغني ان عدد المنضمين الى مجموعة المرضي قد بلغ عدة الاف من اعضاء حزب الامة السابقين.
و لكي لا ادخل في التفاصيل و يمكنك تقصي هذا الامر، فانا اورده هنا ككارثة حدثت فعلا تؤدي الى تقزيم حزب الامة و تبعده من المؤسسية تحت قيادة السيد الصادق المهدي الأبدية، و هذا ما يستوجب الانتقاد، لاننا شئنا ام ابينا فان حزب الامة هو اكبر الاحزاب في السودان على الاقل حاليا و انتقاد بنائه يصب في محاولة تقويم الديمقراطية نفسها، فلا توجد ديمقراطية حقيقية بدون احزاب ديمقراطية.
محاولات مثقفين يدعون الحداثة كالحاج وراق و عبد الله علي ابراهيم، يجب من هذا المنطلق ان تجد التحليل الجيد، دون الجنوح الى العنف اللفظي.
لك ودي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عمر الصائم: للحاج ورَاق لماذا لا تكون انصاريا؟ ردا على مقال لماذا يكرهون الامام؟ (Re: Amjad ibrahim)
|
سلام جميعا الاخ محمد عبد الرحمن شكرا على مساهمتمك و آسف على تأخر الرد لظروف المشغوليات ما وددت ذكره اننا لم نقبع في خانة العداء للحاج، و مضت منذ خروج الرجل 5 سنوات، و قد التفتنا فيها تماما لبناء حركتنا من جديد، و نرى ان غرسها الطيب اصبح يطرح ثمرا يانعا..
لكن الرد على بعض مقالات الاستاذ الحاج يصب في خانة توضيح الفرق في الخط السياسي للحركتين، و ان نعمق رؤيتنا لهذا الخلاف، و لا بعاده من دائرة الشخصنة، فالخلاف بين حركتي حق الحديثة و الجديدة يكمن في اختلاف الخط السياسي و المفاهيم، و هذا ما وضحه الاخ عمر الصائم في مقاله هذا و مقاله الاخر حق لماذا..
سنواصل في طرح وجهة نظر تنظيمنا بصبر و مواظبة حتى يوضح خطه السياسي المختلف... و ذلك دون الوقوع في اسر الخلاف من اجل الخلاف مع الحاج وراق و غيره، فالحاج يكتب مقالا يوميا، ولم نرد عليه الا عندما وضحت بعض الاشارات حول طريقة تفكير الرجل و منطلقاته الفكرية...
لا نستبعد ان تقوم تحالفات او تبني مواقف مشتركة مع حزب الامة او غيره من الاحزاب، و لكن ذلك لن يمنعنا من انتقاد ما لا نراه ديمقراطيا داخل حزب الامة، و خاصة تغول الطائفة عليه، فهو حزب غير ديمقراطي التكوين بل يتعارض حتى مع اتفاقات وقع عليهابنفسه كحزب امة، في مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية (عدم قيام حزب على اساس ديني) و اننا بذلك نفتح الباب على مصراعيه امام اي نقد ايجابي تجاه حركتنا ايضا...
لك الشكر و تحياتي لبهاء الدين و كل سكان الدوحة اخوك امجد
| |
|
|
|
|
|
|
|