|
هل تؤدي سياسات الإنقاذ الخرقاء بمعارضيها إلى نقل حروبهم إلى الخرطوم!!!
|
هل تؤدي سياسات الإنقاذ الخرقاء بمعارضيها إلى نقل حروبهم إلى الخرطوم!!!
مرت علينا نيفاشا و تداعياتها المؤلمة بفقدان الزعيم جون قرنق دي مابيور احد صمامات أمان تنفيذها الأشداء!! و بعيد رحيله المفاجئ حل إحساس عميق بالإحباط وسط الشعب السوداني و لسان حاله يقول لماذا تسخر الأقدار من بلدنا إلى هذا الحد، و ما أن توشك شمس سلام و عدالة على البزوغ حتى يعاجلها القدر بسهامه فتتراجع عميقا ليمتد ليلنا ويلقي بكلكله على أجسادنا المنهكة بعد 16 عاما عجافا من حكم الإنقاذ الظالم. لم توارى جثة رجل الحركة الشعبية القوي الثرى و لم يعرف ما حدث بصندوق طائرته الأسود بعد، حتى بدأت الإنقاذ في مسيرة النكوص و التنكر من اتفاقاتها معه و كأنها قد لاحت لها فرصة ذهبية بزوال الرجل القوي فمارست لولوة سياسية فظيعة أدت إلى إحباط مفاوضيها الذين كانوا في حالة من الذهول بعيد فقدهم لقائدهم و الأحداث المصاحبة لرحيله، استغلت الإنقاذ تلك الظروف أيما استغلال كي تمرر مشروعها بالسيطرة على مفاصل الدولة و جعل الوزراء الجنوبيين ضيوفا غير مدعوين في أقصى مائدة السلطة تقذف لهم من على البعد بالفتات بعد أن تغولت على وزارات الطاقة و المال و الداخلية والدفاع.. و ما هكذا تبنى الأوطان. بعد ذلك استمرت الإنقاذ في أجندتها و عدم جديتها في إنجاح أية مفاوضات سلام قادمة مع ثوار غرب دارفور بافتعال الحروب قبيل المفاوضات خاصة بعد أن ضمنت رضاء الجانب الأمريكي المهموم هذه الأيام بتوفير البترول مهما بلغت التنازلات للديكتاتوريات و كعهدنا بالأمريكان فان نفسهم قصير في معالجة الأمور المستعصية مما أدى بهم إلى نقض تصريحاتهم بعدم دعم الحكومات العسكرية في أول امتحان حقيقي لهذه التصريحات حيث ثبتوا حكومة الجنرال برويز مشرف الانقلابية في الباكستان نتيجة لتعاونه معهم إبان أزمة أفغانستان و القاعدة، ولأن دهاقنة الجبهة الإسلامية متمرسون في الاصطياد في الماء العكر، فان رضا العم سام بناء على التنازلات الأمنية العديدة و آخرها مؤتمر مكافحة الإرهاب في الخرطوم في أكتوبر الجاري و الذي حضره ممثلو الـ سي آي إيه الأمريكية و الإم آي 6 البريطانية أعطاهم الإحساس بالمنعة و القوة. و لعمري فهو إحساس كاذب. فكيف يمكنك السيطرة على بلاد تعج بالمحبطين و المهمشين و الفقراء و المعدمين، كيف يمكن تثبيت الحكم بسياسات الطعن من الخلف و خلق العداوات و تقسيم الأحزاب السياسية و إذلالها و الضرب بعرض الحائط بكل القيم، و خلق دولة يسيطر عدم الرضا على أفئدة السواد الأعظم من شعبها. الإنقاذ في زهوها بتحقيق سلام نيفاشا و رفع فاتورة حرب الجنوب عنها تتناسى شعبا تدوسه المعاناة كل يوم و يموت أبنائه لأتفه الأمراض و الأسباب، كما تتمادى في سياساتها بتشريد الفقراء يوميا من أماكن سكن قانونية و عشوائية لهم في العاصمة و أطرافها كمآسي تدمير قشلاقات البوليس و مآسي مناطق شمال أمدرمان العشوائية المسماة "القرية" التي هشمتها الجرافات الحكومية على رؤوس ساكنيها حيث قتل العشرات لبيعها للأغنياء و المترفين من حاشية النظام كمشاريع استثمارية. و أخيرا دارفور الإقليم النازف في خاصرة الوطن، و الذي استعاضت الإنقاذ في حربها ضده بتكتيك أكثر بشاعة و اقل تكلفة، فاستفادت من حرب الجنوب لا لنبذ الحرب بعد رؤية ويلاتها، بل لابتكار وسائل أخرى لإدارتها و تقليل نفقاتها مع مضاعفة ويلاتها، و حشرت معارضيها هناك في زاوية الدفاع عن أهاليهم، و استخدمت مليشيات الجنجويد في حرب عصابات داخل الوطن، و هي بذلك تستخدم تكتيكات حرب العصابات ضد الذين كان يفترض عليهم استخدامها في الأساس فوجد ثوار دارفور أنفسهم في دور الجيش النظامي الذي يقاوم عصبجية و ضيوف ليل لا يمكن تحديد أماكنهم لمحاربتهم لذلك فهي حرب خاسرة سلفا، ذلك لان الإنقاذ لا تستهدف تحقيق نصر في هذه الحرب فميدانها بعيد عن التأثير عليها كسلطة بقدر ما تستهدف إجلاء السكان و تقليص عددهم و تدمير قراهم و طمر آبارهم و اغتصاب نسائهم لأذلالهم معنويا و دفعهم دفعا إلى دول الجوار حتى تفتك بهم الأمراض و سوء التغذية، و يستحيل عليهم العودة لاحقا لعمق الجراح النفسية و الجسدية التي تعرضوا لها في مراتع صباهم تلك. في كل ذلك تجهل الإنقاذ ما توصل إليه عرابها الترابي في وقت سابق و توصل إليه ميكافيلي في كتابه الشهير الأمير قبل مئات السنين، أن الدول يمكن أن تقام بالقوة و العنف لكن لا يمكن أن يستمر الحكم فيها بالقوة و العنف إلى ما لا نهاية. نقلت الإنقاذ طيلة الــ 16 عاما السابقة حروبها إلى أعدائها بينما ترفل هي و محسوبيها في القصور الخرطومية الشامخة، و بينما تستنزف سكان عاصمتها و أبنائهم و أبناء قبائل الشمال كلهم في الدفاع عن مستنفذيها بدعاوى الدفاع عن الدين تارة والعروبة و القبلية تارة أخرى، تنظر الإنقاذ إلى كل هؤلاء من علٍ في خيلاء و لسان حالها يقول ".. ربي اشغل أعدائي عني بأنفسهم".. لقد أبانت أحداث الاثنين الدامي كيف استهانت الإنقاذ بأرواح حتى أبناء الشمال أنفسهم الذين تدعي التماهي معهم و الدفاع عنهم باستخدامهم كدروع بشرية لتمرير مشروع الانفصال و لتسهيل مفاوضاتها مع الحركة الشعبية، وقد ذكر ذلك السيد ياسر عرمان في مقابلة تلفزيونية مع وزير الخارجية السابق مصطفى عثمان إسماعيل حيث قال " .. لقد أعطينا الحكومة وقتا كافيا لحماية المواطنين بتأخير الإعلان عن موت الدكتور جون قرنق لكنها لم تفعل شيئا".. ما لم يخطر ببال الكوماندر ياسر سعيد عرمان في ساعة حزنه تلك إن الإنقاذ فعلت شيئا حقا، وهو أنها أمّنت منازل محسوبيها و متنفذيها جيدا بينما تركت المواطنين ليأكلوا نارهم (على حد التعبير الشعبي) لاستغلال ذلك في تأجيج دعوات الانفصال البغيضة، ما لفت نظري مؤخرا تفاخر رموز الإنقاذ علنا بشيء من ذلك عبر تصريحات وزير المالية الأسبق عبد الرحيم حمدي و هو يدعو إلى عمل تنمية في محور الشمال حتى يصوت مواطنيه للإنقاذ مستقبلا، المحور الذي اسماه محور دنقلا الخرطوم سنار و ترك الأقاليم بحروبها و معاناتها حتى تفنى بسكانها و الترويج للاستعلاء العروبي الإسلاموي على بقية السلالات السودانية في بجاحة تفوق الوصف و أتساءل من أية قرية من قرى هذا المحور ينحدر هذا الوزير الهمام الذي أقام في أرقى فنادق العاصمة لسنوات مبذرا أموال الدولة التي يطالب الآن باستثمارها في محوره الغريب هذا، و قد قدم السيد حمدي بورقته تلك دليلا ماديا على ما تختزنه الإنقاذ من أحاييل للتضليل في المستقبل القريب. أقول للإنقاذ مثلما تدين تدان، و اتفاقيات السلام ليست بصحائف مقدسة و يمكن التراجع عنها إذا ما تنكر احد أطرافها لبنودها، و حالما سينتبه الجنوبيون لذلك الخداع فغابتهم ليست ببعيدة و قد استعدوا لذلك فلم يحضروا جيوشهم معهم، أما أهل شرق و غرب و شمال السودان فلن يسكتوا طويلا على الحروب و الإخلاءات و الاغتيالات التي تقوم بها الإنقاذ في ظهرانيهم عند أول مظاهرة أو إضراب مطلبي، و يرقّى من يقوم بهذه التصفيات و الاغتيالات إلى مناصب أعلى في الدولة، و حسب ظني فإنهم سينقلون حروبهم إلى الإنقاذ في عقر دارها، بل إلى عقر دور متنفذيها و قصورهم و أبنائهم و ذويهم، كما نقلت الإنقاذ حربها إلى خيم و قطاطي هؤلاء في أقاصي السودان. و شواهد هذا الأمر كثيرة فقد قتل ابن احد الوزراء و هو يحاول إنقاذ امرأة صدمها خطاءً بسيارته الفارهة لأنه مثل للعامة تجسيدا لطبقة السلطة المستهترة بحيواتهم، و دمرت سيارة احد الأغنياء و حرقت أمام عينيه بعد مشادة مع احد الباعة قبل أكثر من عام، إنها مراحل من العنف المضاد تتصاعد حدتها كلما تزايدت ممارسات الظلم من قبل النظام، فمن كان منا يتخيل أن يتمرد الشرق أو تتمرد دارفور أو أن يتمرد المناصير. و الجايي أعتى من اللي فات. و ذلك يذكرني بالمثل الانجليزي القائل. "قد تستطيع خداع بعض الناس بعض الوقت لكنك لا تستطيع خداع كل الناس كل الوقت."
أمجد إبراهيم سلمان 15 أكتوبر 2005 [email protected]
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هل تؤدي سياسات الإنقاذ الخرقاء بمعارضيها إلى نقل حروبهم إلى الخرطوم!!! (Re: Amjad ibrahim)
|
الاخ الودود الاستاذمحمد
كل الود و رمضان كريم على الجميع، و ان كان صيامه هنا في اوروبا يفتقد الكثير من دفء اللقاءات، فنضطر الى ان نفطر بكوب من القهوة و نحن نخف الخطى الى بيوتنا المتواضعة، و اذكر افطارا لنا انا و الدكتور الصاوي يوسف في قطار و نحن وقوف لزحمة القطار ببضعة تمرات و قزازة موية لقد كان افطارا سداري على مقولة ناس السودان لك مودتي و قد كنت ارسلت لك ردا عبر المسنجر اخوك امجد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل تؤدي سياسات الإنقاذ الخرقاء بمعارضيها إلى نقل حروبهم إلى الخرطوم!!! (Re: Amjad ibrahim)
|
سلام جميعا الاخ العزيز مكي النور صدقت فعلا الانقاذ تتعامل مع الامور بعقلية فاتت عليك، و كما قلت اعلاه فان الاوطان لا تبنى هكذا.. أيضا تتبع الانقاذ منهجا استفزازيا تجاه شعبها بتوزير المفسدين من استقالوا في فضائح تزكم الانوف كعبد الرحيم محمد حسين الذي استقال شخصيا و قاموا بتبرئته، و ان كانت استقالته كافية لعدم تولي اي منصب حكومي لفترات طويلة ايضا رأينا اعادة الوسيلة في احد المراكز و في عهده حدثت مأساة بورتسودان التي راح ضحيتها اكثر من 25 مواطنا رميا بالرصاص الحي... و الانقاذ تفعل ذلك و تمد لسانها في وجوه معارضيها بصورة مزعجة، حيث تفاوضهم بمن عذبهم حيث ارسلت د. نافع علي نافع كي يفاوض التجمع الوطني الديمقراطي امعانا في المهانة و الاذلال، و هو سلوك يحدث انشقاق و تباعد بين المواطن و السلطة يجعله في موقف المتفرج في وطنه، و سيحدث لنا كما حدث في العراق حيث وقف العراقيون في تفرج كامل على الامريكان و كأن البلد التي دخلها الامريكان حينئذ هي ليست بلدهم خاصة و ان السلطة الصدامية لم تكن تعبر عنهم باية حال.. و بمناسبة صدام فبعد ان اشتد طغيان هذا الاخير فقد هاجم مسلحون ابنه بصواريخ و جعلوه شبه عاجز لفترة طويلة، ايضا هاجم هاشم بدر الدين الشيخ الترابي في مشاجرة كندا و لكمه عدة لكمات في سلوك غريب على السوداني العادي في عدم التعدي على الشيوخ. انها حواجز نفسية كما ذكرت سرعان ما تزول و لن نخجل حتى من ضرب العجائز في السوق العربي
الانقاذ اليوم تدق طبول الحرب من جديد و تعد العدة حتى اعلاميا للتلاعب باتفاقيات السلام لماذا بالذات بعيد وفاة جون قرنق اختفت تقريبا برامج الاقاليم و عاد خاصة في رمضان برنامج ساحات الفداء البغيض.. انها ارهاصات و لا يتم امر في كافكاوية الكيزان دون ترتيب، لكن على الباغي تدور الدوائر، و هي حواجز نفسية عند البشر تتحطم عند اشتداد الاحباط، لقد قام بعض الاشخاص بتصفية حساباتهم القديمة مع ضابط امن ابان احداث الاثنين الاسود و قاموا باغتياله، و للشعب جراحات عميقة من هؤلاء.. و اذا استمر الحال على ما هو عليه فلا نستبعد ان يصل العنف الى مناطق اخرى القائمون على الامور في الخرطوم في بروجهم العاجية لا يرون ما يعيشه الشعب من آلام لم نرى منظمات تقدم الغذاء لمعدمي و مشردي الخرطوم اليوم و في تخوم الخرطوم مناطق لا تقوى حتى الشرطة على دخولها في الليل.. في العام 2004 هاجمت مجموعة مسلحة داخلية مصعب ابن عمير في الكلاكلة و قامت بتطويقها و ضرب الطلاب لان احد الطلبة قام بالشجار معهم في سوق شعبي هناك و فر الى الداخلية ، في الانفس في السودان احزان و احزان و مظالم و الام، ازدياد الفارق بين الاغنياء و الفقراء، خاصة بعد ان لا تظهر الى السطح الاثار الايجابية لثروة البترول، فان عذر السلطة بعدم توفر الموارد لن يكون مقنعا خاصة لملايين البشر في العاصمة المثلثة، و قد راينا ما حدث للشرطة عندما حاولت ازالة بعض المنازل العشوائية بامر المتعافي، عندما هاجمها السكان حتى باسلحة نارية و قتل من افرادها حينها الكثيرين... انها كلها اشارات لكن اجهزة استقبال السلطة مظبوطة على موجات اخرى تسمع زلازل الباكستان و تسونامي جنوب شرق اسيا و اعاصير مثل ريتا و كاترينا و تعجز عن سماع براكين الغضب و هي تهدر في صدور الملايين من مواطني العاصمة
هذا هو ما احسه و الله يكضب الشينة
| |
|
|
|
|
|
|
|