دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: عبدالحميد البرنس يناشد شوقى بدرى..? (Re: elsharief)
|
لم اعلم ان عم شوقي توقف عن الكتابة احتجاجا ولا اعلم سبب الاحتجاج لاكن اي سبب لن يرقى لالم حرماننا من كلامه العذب وحكاياته الجامعة يا عم شوقي انا لسة في سنة اولى, فاضل علي كتير عشان اتخرج يرضيك تمشي وتخليني لايصة في النص؟؟
تحياتي زولة123
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالحميد البرنس يناشد شوقى بدرى..? (Re: zola123)
|
Quote: بســــــــــــــــــم الله الرحمــــــن الرحيـــــــــــــــــــــــــم
الأخ ود الشيخ وكل الاخوة المتداخلين
لكم التحية ،،،
آسف للتأخير لعدم وجود الطــــابع ا لذى كان فى اجازة فى فرنســــــــا . ولكن وجدنا ضحية جديد . ياود الشيخ أقول لك بملىء فمـــى آسف لأى ألم سببته لك أو كلمة مضايقة ، فليس لى غرض هنا أن أسيىء اليك أو آؤلمك . مرة أخرى اعتذارى لأى ألم أو مضايقة سببتها لك . واذا كانت هذه الكتابات تدخلنى فى مشاكل مع أسرة أحبها وأقدرها كأسرتك ، فلا داعى للكتابة .
قديما كان يحدث أن بعض المناضلين والشيوعيين يقولون < والله أنا وصلت معاكم لحدى هنى وقطعت بنزين> فالعفو والعافية . فيا ناس البورد أنا وصلت معاكم لحدى هنى . وما قادر وما بعرف أقيف أتفرج أو أخش فى نبذ ومهاترات أنا ما بعرف ليها . لا بتاقل ولا بتعزز . ما فى زول يقول تعال راجع و لا ….. الراجل قال لى جحا سلفنى حبل الغسيل بتاعكم ، قال ليهو شارين فيه الدقيق . قال ليهو يا جحا فى حبل بشرو فيه الدقيق . قال ليه انت كلمة لا دى ما بتعرفها , أها يا جماعة لا< أبيت> .
هذا البورد صار زى الخور . الناس تتطالع فيه شكل ونبذ وعنصرية . بالنسبة لى العنصرية يجب أن تقيف وأن يتفادى الابن دينق والأخت روضة المواضيع التى تستفز الناس والتى فيها تعميم لأنهم أهل قضية عادلة . والقصد هو أن يكسبوا حلفاء لا أن يدفعوا الناس للتخندق ، وهذه غلطة مارستها أنا و لا أزال أمارسها فى دفاعى عن قضية جنوب السودان .
بما أن هذا آخر بوست أكتبه فى هذا المنبر فمرة أخرى أستميحك والآخرين العزر لأى مضايقة . الغرض من كتاباتى كان التواصل مع الآخرين وفتح قنوات وبناء جسور . الكتابةعن أشياء قد لا تكون مطروقة أو معروفة للسودانى العادى. فمثلا من يعرف عالم النشالين فى أمدرمان أو المخنجية أو الفــــــــــتوات والبلطجية . ثانيا : وهذا ما يهمنى جدا جدا منذ طفولتى الشوفينية والعنصرية فى السودان . ثالــــــــــــثا : المسحوقين والمهمشين فى المجتمع السودانى , رابعا وأخيرا : الهجمة على الاخوة المسيحيين خاصة بعد حكومة الانقاذ واجبارهم على ترك السودان والكثير منهم من خيرة السودانيين خلقا ووطنية . وتكفير حتى المسلمين الذين ليسوا فى خط الدولة .
فى القنوات الفضائية اليوم وكما عرفت مباشرة من صحفيين أوروبيين فان الهنود فى الشواطىء الشرقية بعد كارثة تسونامى الأخيرة قد تعرضوا للموت والتشريد . وعندما هرع الأوربيون لبناء الملآجىء صدموا عندما اكتشفوا أن الهنود يرفضون الهنود الآخرين لأنهم من المجموعات العرقية أو الدينية التى هى اقل منهم . و لا يقبلوا حتى التواجد بالقرب منهم ولا يلمسون حتى جرحاهم ناهيك عن جثث موتاهم . والغريب أن هذه المجموعات وخاصة المنبوذين يتقبلون الأمر كحقيقة مفروغ منها
زلزال التسعينات فى مدينة كوبى فى اليابان خلف آلاف القتلى والجرحى ولكن الانقاذ والاهتمام تركز على اليابانيين وأهمل الكوريون لأنهم يعتبرون حسب رأى المجتمع اليابانى أقل من البشر . واليابانيون يفرقون أى انسان حتى الصينيين الذين يدينون لهم بثقافتهم ودينهم وطريقة الكتابة ....., الخ وينادون حتى الأمريكان والغربيين بالبرابرة وكلية الهندسة كانت تسمى كلية العلوم البربرية . والنساء الكوريات كن يستخدمن كفتيات متعة للجنود اليابانيين أثناء الحرب وعلى الكورية أن تضاجع أربعين الى خمسين جندى فى اليوم . والضابط الكورى لا يجد احترام حتى من الجندى اليايانى بالرغم من انهما فى نفس الجيش .
هذه الأمور قد تبدو غير مصدقة وبشعة . ولكن نحن فى السودان مارسنا و لا نزال نمارس أشياء أسوأ من هذا . عشتها وشاهدتها أمامى فى السودان . شاهدت أعظم الرجال من هم خير منى والأغلبية بمراحل يتعرضون للأهانة والاحتقار بواسطة بشر لا يعنون أى شيىء ويصفونهم < بعب ابن ......> بل يتعاملون معهم على أساس أنهم بلداء أو أغبياء فقط لأنهم ليسوا من أهل الوسط ويمكن الرجوع الى بوستاتى القديمة .
الغريب يا ود الشيخ عندما قرأت زوجتى هذا البوست بعد أن أنزلته مباشرة . كان ردها < الراجل دا هسى ما لك عليه > . وأخيرا عندما عرفت من أنت ، قلت لها الراجل طلع أهل . والما بيعرفك بجهلك كان ردها < تستاهل > . بالمناسبة فقدت حليف فى هذا المنزل فى شكل زوجتى . باشارتك الى زوجاتى العديدات . الحقيقة ليس هنالك سوى زوجة واحدة الا وهى أم الوليدات وأنا لا اؤمن بتعدد الزوجات , زيجاتى السابقة قد انتهت .
فى كثير من الأوقات بسبب <قوة الرأس والعناد> من جانبى . وفى بعض الأحيان بسبب تصرفات عنصرية . ولهذا أتالم وأعرف احساس دينق والآخرين . والدة ابنتى <نضيفة> لا تزال تحضر الى زيارتنا بانتظام مصحوبة بابنتها التى صارت فتاة كبيرة فى الثامنة عشر من عمرها رجعت من أمريكا هذا الصيف بعد دراسة الاعدادية . انفصالنا كان لأن جدة الفتاة كان عنصرية . لأن والدها عاش فى أمريكا ومدينة كالقرى فى كندا . وابنتى لا تزال رضيعة وفى منزلى قالت لى الجدة التى كانت فى الأربعينات من عمرها < نيقر بالوبا ملعون> وعندما لم تتدخل والدة ابنتى لفت نظرها لصفاقة والدتها , وعندما لم تحرك ساكنا فتحت الباب وخرجت ولم أرجع الى الآن . وآخذ ابنتى من الباب كل هذه السنين عندما أزورها . كلمة بالوبا يستعملها السويديون بكثرة . وهى قبائل محاربة فى الكنغو ، أشتهروا فى الحرب الكنغولية أيام الزعيم لوممبا ويستعملها الاوربيون لوصف الانسان المتوحش البليد .
أحد الاخوة تكرم وذكر لأم ابنتى ان اسم ابنتى يطلق على الرقيق فسألتنى الام اذا كانت نظيفة هى أمة . وعندما واجهت الصديق قال لى : < ما حرام عليك المرة السويدية الجميلة دى تسمى ليها بنتها اسم خدم >> .
بمناسبة البالوبا عندما سألت صديقى العزيز عثمان ناصر قديما فى أمدرمان : << انتو يا عثمان جنسكم شنو ؟ >> رده كان : << جنسنا شنو يا شوقى . تسألنى من جنسنا ، انت قدامى فى الموردة ما قلت لواحد انت بليد ارقيمة . >> ووقتها كنت فى السادسة عشر من عمرى ولم أكن أعرف أن الارقيمة جنس ، ولكن الكلمة تستعمل دائما فى السودان كوصف انسان بالبلادة والغباء والجهل . ومنزل العم ناصر بلآل وابنائه الكثيرين علمنى الكثير وله القدح المعلى فى أى نوع من التربية والادب الذى قد يكون من نصيبى .
يجب ألا ننسى بأن بعض أبناء ابى من امهات جنوبيات . أحدهم و أكثرنا وسامة وأحدنا ذكاء ، صاحب الذاكرة الحديدية الذى يعرف كل السودان ، قبائله ، مشاهيره ، مدنه وقراه ، كان فى بداية شبابه <فردة > الفنان ابراهيم عوض عبدالمجيد ، وسليمان قلووز صاحب ورشة حدادة كبيرة فى أمدرمان .
فى بداية الحرب اجتهدت فى احضارمنقلة أم عمر الى أمدرمان وأخيرا أفلحت . وكان هنالك من لا يهمه الامر من النساء من احتجوا قائلين << كيف تجيب الخادم دى تسكنها مع أمك ؟ >> وردى كان << الخادم دى كانت ست البيت قبل أمى , والخادم دى بت السطان عمر مرجان ، أبوها سلطان . ابراهيم بدرى جدو محمد ود بدرى تربال من الرباطاب ما فك الخط ، وابوى ذاتو كان يفتخر بأنه كان متزوج بت السطان >> . عند وفاة والدى فى يوم الاثنين فى 2ر12ر1961 توفى ابراهيم بدرى . وبعد أيام من وفاته ظهر عمر بدرى الذى كانت أخباره قد انقطعت لفترة طويلة فواجهه شخص تافه تربطه صلة بعيدة بأسرة بدرى قائلا : << اوعه تكون جاى تطلب بى ورثتك؟ . لو عملت كده حيقولوا رجعت لى أصلك >> فرد عمر << أول حاجة المات دا ابوى انت تعزينى فيه . وانا ما حارجع لى اصلى لانه ما خليتو واسى جيبوا ورقة وقلم أنا حااتنازل لاخوانى الصغار . >> ولقد فعل . الورثة كانت تشمل مشروع أم هانى الزراعى خارج كوستى < 9000> فدان من أنجح المشاريع الزراعية .
ابن عمتنا الدكنور الطيب ميرغنى شكاك فى كتابه < الاحفاد> تطرق الى ابن خاله عمر بدرى وذكر أنه من منقلة . ومنقلة هى مدينة شمال جوبا على النيل الابيض . ولكن عمر ووالدته من بحر الغزال . والدكتور لم يكن يعرف أن منقلة هى زوجة خاله وأم ابن خاله . كما ذكر الدكتور الشاعر على شبيكة فى كتابه < علمتنى الاحفاد> عمر بدرى . ولكن بدون حميمية وكأن عمر ليس بقريبه ، وعلى شبيكة والطيب ميرغنى شكاك تحدثا بحميمية كبيرة عن الكثيرين ممن درسوا معهم فى الاحفاد احدهم الشاعر بازرعة بالرغم من أنه قضى بضع شهور فى الاحفاد وهو من بورتسودان وانتقل الى وادى سيدنا .
يكفى أن البعض قد شتم الرمز السودانى وشيخ الادباء السودانيين الفاضل بشرى الفاضل وماذا بعد هذا . عندما عرفت من محجوب شريف الذى تزين صورته غرفة نومى حاملا مريم وهى فى شهورها الاولى بأن الرقابة قد منعت نشر رواية الحنق التى تبرعت بها الى مركز عبدالكريم ميرغنى ، كما منعوا المشبك لسنين بسبب الاهداء . ومنعوا كتاب حكاوى أمدرمان والبقية، لا يمكن حتى ذكرها فى السودان اتصلت بابن العباسية الشاعر التيجانى حاج موسى مسئول الرقابة والمصنفات وتربطنى معرفة بخاله ابدربين ، أحد مشاهير العالم السفلى فى أمدرمان ، ومنه عرفت أنه قد تعرض للشتم والاساءة فى سويسرا عندما كان يقرأ الشعر فى احتفال كبير ، ووصفه بعض السودانيين ب << عب ابن ....... >> والكثير الذى لا يمكن أن يكتب ، وختموا كلامهم ب << بالله يا عب شوف شكلك دا وشكل القاعة الجميلة دى ، مش خسارة عب زيك يجى يقرا فيها شعر >> وهذا الكلام فى القرن الواحد والعشرين. ان الجرح عميق ومتقيح ، والالم يعصف بى كثيرا , وبالرغم من أن الاخ التيجانى منع نشر الرواية فانا لا احقد عليه . بالرغم من غضب محجوب شريف واعتراضه ، نشرت آخر قصيديتين للتيجانى فى هذا البورد . فالتيجانى رمز وشاعر سودانى كبير .
كما أوردت من قبل فى بوستاتى القديمة ، فان مدرس الأدب الانجليزى <جون هينيق> المستشرق والمتزوج بفلسطسنية وهو مسلم أسمه عبدالرازق ويلبس الدمور فقط والمراكيب فى السودان ، وقال لنا فى مدرسة الأحفاد الثانوية ما قد صار صدمة للكثيرين ، وكان معروفا بالنسبة لى .
مارك توين الكاتب الامريكي أشتهر بكتابين : الأول < توم سوير> والثانى مغامرات < هكلبيريفين> ووردت فى الكتاب كلمة <نيقرو> . والفصل كان مكونا من خمسة وأربعين طالبا . منهم عثمان عبدالمجيد على طه ، شمس الدين ميرغنى ، أشتهر كلاعب كرة فى برى .و عبدالمنعم عبدالله حسن عقباوى شقيق الوزير عقباوى فى أيام نميرى وهم مصريون يمتون بالقرابة لآل ابو العلاء وآل السكى فى الموردة . وخاطر من آل خاطر المشهورين فى أمدرمان . وعبداالله ابراهيم النور سوار الدهب . وعبدالله فرح من آل فرح فى أمدرمان العرضة الذى صار مواطنا فى الامارات العربية . ومحمد البشيرالطيب من أبناء الرباطاب بأمدرمان ، والرشيد مكى بحى الملازميين وشقيق الشنقيطى بدرى . ومحمد مهدى مسعود الحلو . وفقوق نقور <مصطفى> حفيد المحارب الأسطورى جوك من الدينكا أبلنق – أعالى النيل ، ومامون النقر حفيد بابكر بدرى ، والزين محمود من شارع كررى < من أصل مصرى > وعبدالمنعم محمد يوسف ابن تاجر الأقمشة المشهور فى المحطة الوسطى أمدرمان <مصريون> وبخارى محمد على من الدويم ، وطه عبدالله امام شقيق مولانا قاضى محكمة الاستئناف وبطل أكتوبر عبدالمجيد امام < جنوبيون > .
عندما وردت كلمة < نيقرو > بدأ من يحسبون أنفسهم غير < نيقرو > يقولون للأستاذ < نيقرو زى فلان وفلان وفلان ،> وأشاروا كذلك الى ابن عمتنا وحفيد طه الجعلى صاحب البلدة < عمارة طه > بالقرب من الحصاحيصا < المعروف بعثمان العب > كنوع من المداعبة . ولكن نفس الكلمة قد تعنى اساءة كذلك . وما قد يقصد به أخونا ود الشيخ بالمداعبة والمكاواة لدينق والاخرين لأنه اسرته ليست من النوع الذى يتعامل بالعنصريى واقصاء الاخرين خاصة الحبيب عبدالله فرح الذى يفتح قلبه للجميع قد يأخذ ويفسر بطريقة أخرى . وعندما كثر الكلام عن < نيقرو ونيقرو زى فلان وعلان > وضع المستشرق جون الكتاب وقال لنا < Listen , you are all negro وصدم الكثيرون . ولأيام كان هذا موضوع النقاش < والتنفض والغضب >
الذى يؤلمنى ويحز فى نفسى كثيرا هو رؤية أعظم الرجال والنساء من أصول غير شمالية يتعرضون للاهانة بسبب العنصرية . بعد ردة نميرى 1970 تعرض الكثيرون من الشيوعيين و المرتدين أو الديمقراطيين الذين انضموا الى الاتحاد الاشتراكى للضرب والمضايقات فى شرق أوروبا بواسطة الشيوعيين السودانيين . أحدهم محمد بشير الطيب ، وخالد أبو جبل وكثيرين فى براغ . ولم يعتدوا على محمد بشير فى داخلية < بودولى> فى براغ 4 الا بعد أن أخذوا صديقه وزميل دراسة الثانوى الشيوعى الشنقيطى بدرى لسكرة فى داخلية الاقتصاد البعيدة ومبيت هنالك . محمد بشير كان شيوعيا منذ بداية الاعدادية , وبسبب نشاطاته تعرض للطرد بواسطة والده ، ولفترات قصيرة كان يسكن معنا فى أمدرمان . ولكن كل لحظة أتذكر القصة التى حكاها لى محمود اسماعيل ابراهيم وآخرون أكاد أنفجر باكيا وأمتلىء غيظا وأحس بالقهر والعجز . فلقد أحاطت مجموعة من االشيوعيين بمنوا بيج رحمة الله عليهم وانهالوا عليه ضربا وركلا وشتما ووصفوه بالعبد الأغلف وابن الغلفاء وابن وابن ….. وأشياء لا يمكن كتابتها. وأخيرا رفضوا علاجه بالمستشفى بالخرطوم حتى مات وقالوا << ما كنا قايلنوه عب ساكت أو خدام >> .
الدكتور كمال جميل من مدنى دردق يسكن معنا هنا فى السويد وزوجته سويدية ومتأثر بالوضع والحالة فى السويد , قبل بضع سنوات شاهد حادث سير فى مدنى . فترك شقيقه مع صاحب البوكس وحمل المصاب فى سيارته الى المستشفى . وصرخ فى الممرضين طالبا منهم الاسراع والاهتمام بحمل المصاب من السيارة . فرجع أحد الممرضين وجلس بدون اهتمام وخلف رجله قائلا :< مصاب شنو دا عب جنوبى > .
كما أحاط الشيوعيون الذين أشاركهم فى الفكر الاشتراكى شقيقى منوا وأوسعوه ضربا وشتما ,احاط بى البيض عدة مرات ومن قمة رأسى ووجهى الى قدمى لا يخلو شبر من جسمى من طعنة أو قطع . ,اذكر أن الدكتور بشير الياس قد قال لى مازحا عندما كشفت عن جسمى < انت يا شوقى زمان كنت راعى > . وأذكر خاصة معركة استمرت لفترة طويلة ابتدأت فى نهاية شارع لينين وانتهت على بعد ثلاثة كيلومترات فى نهاية شارع المحاربين اليوغسلاف وداخل أكبر هوتيل فى براغ وقتها < انترناشيونال هوتيل> .
بدأت المشكلة عندما تعرض ثلاثة جنود للأخ <ارصد حمد الملك> حفيد ملك الدناقلة المجود الآن فى الخرطوم فى اجازة وقال لصديقته <ايفا> عندما ….. معك هذا الزنجى ستلدين زنجيا صغيرا بوجه مخطط مثله . ولأنه كان أمام داخلية الصيدلة فلقد استنجد بصديقه وداعة محمد يوسف وكنت أقضى الليل معه بالصدفة فخرجت حافيا . و لا أزال الى الآن أتذكر وجه الجندى والنصل فى يده وظهرى يواجهه وهو يشتمنى بلكنة مورافيا < أيها العبد النتن > وانا مشتبك مع رفيقه ومعيدا ضربه براسى . والآن عندما أتعب أو يبرد الجو أحس بكتفى الأيمن يميل فلقد قطعت الطعنة الأولى التى انغرست بقوة تحت ابطى العضلات . وقبل أن انتزع منه المدية تمكن من جرحى ثلاث جرحات سطحية . ولا أزال أحمد الله بأننى بالرغم من الألم والغضب بأننى لم أذبح أى أحد منهم . وسحبت الذى طعننى نحو الهويتل للأتصال بالشرطة ، وعدة مرات حاول زملاؤه تخليصه . الا أننى كنت اسلمه الى أرصد الذى انضم الى أخيرا وانطلق خلفهم فيهربون .
وفى الميدان الضخم أمام الفندق شاهدنى مجموعة من الشيك أسحب الجندى وجسمى مغطى بالدماء . وبدلا من مساعدتى هاجمونا من كل صوب وسط الشتائم العنصرية . و لا أزال أذكر شيكى يرتدى بنطلونا أزرق وفنيلة صفراء بفتحة فى شكل سبعة يزينها خط رفيع عند العنق أخضر يجاوره خط رفيع أبيض . كان يجلس مع صديق له على كنبة ويتقاسمون زجاجة كبيرة من النبيذ الأبيض . وعندما احتدمت المعركة من جديد وجد الشيكى أن الزجاجة الفارغة لا تساوى كثيرا فقرر تحطيمها على رأس العبد وأنا غير منتبه له . وعندما سقطت ، أفلت المدية فأخذها الجندى وهرب وانفض الجميع وأمسكت بتلأليب الشيكى صاحب الفنيلة الصفراء وسحبته الى داخل الهوتيل وطلبت من موظفة الاستقبال الاتصال بالشرطة فشتمتنى . فقلت لها سأعطيك سببا لتستدعى الشرطة . وبعد أن صرفت للشيكى ثلاث نطحات قالت لى سأفعل ما يأمر به السيد . وفجأة صرت سيدا عندما بدأ الشسكى فى النزيف فدماؤه تستدعى الشرطة أما دمائى فلا قيمة لها . الششيكى لم يظهر فى المحكمة وقالوا أنه سيحاكم عسكريا , أما انا فقد قدمت الى محكمة بتهمة الاشتراك فى حرب وليس مشاجرة لأن العدد كان أكثر من سبعة أشخاص .
ليس هنالك ما يكفى من الوقت لكى أحكى لكم كم مرة تعرضت لاساءة عنصرية ، وكم مرة أهضم حقى وشتم أبنائى وكم فروا أمام < اسكين هيدز> كما نصحتهم أمهاتهم رغم اعتراضى الذى هو خطأ . فلماذا يخاطروا بحياتهم . يكفى أن ابنتى سابينا قبل عشرين سنة وهى فى التاسعة من عمرها قد تدربت مع فصلها على أغنية سويدية قدموها فى عدة أماكن . وعندما كانوا على وشك تقديمها فى الكنيسة التى تتوسط شارع الملك فى مالمو أمسكها القسيس من يدها وأخرجها خارج الكنيسة وأغلق الباب . ووقفت مزعورة فى البرد باكية ثم بدأت المشى والبحث عن منزلنا ووصلت بعد جهد . القسيس لم يرد أن يرى فتاة زنجية تغنى فى كنيسته . أرجو أن يفكر الجميع فى هذه الأشياء .
فى سنة 1992 عندما دخلت المطبخ فى منزلى لاحضار < الشية > رجعت لأجد ابن عمتى الحجاج يوسف المأمون وهو يعمل كمهندس لاسلكى فى الخطوط البحرية السودانية يقول لمجموعة من البشر منهم الدكتور محمد محجوب عثمان ، والدكتور طبيب معذ الخليفة ، والمهندس أحمد الفكى الشيوعى المحترف الذى كان يحرر صفحة فى الميدان مع وراق وابن عمتى ابراهيم مجذوب مالك وهو رجل تعليم ومسجل معهد عالى ، وهؤلاء جميعهم شيوعيون ، وكان معهم آخرون . وحجاج يقول بملىء فمه : < ياخى احنا العبيد الجنوبيين ديل ما بندورهم ، وما بنفعوا معانا ، الناس ما تكتر الكلام ، فى زول بيرضى يعرس اختو لجنوبى .> فتوقفت متوقعا أن القيادات الشيوعية سترد عليه . ولكن لا حياة لمن تنادى . فقلت له بعد أن خاب ظنى < أنا دا ما عندى مانع ، أمى تعرس جنوبى . وهى معرسة جنوبى لانو خالك ابراهيم بدرى معتبر نفسو دينكاوى , والجنوبيين أحسن منك . والحقيقة أن ابن عمتى حجاج يمكن ببساطة جدا أن يخاطر بحياته اذا ذهب الى أنجولا ، لأنه ، خاصة بعد أن ربى لحية ، صار صورة من سافيمبى زعيم يونيتا الانفصالية وعميل جنوب افريقيا .
الدكتور المعز مالك ابراهيم مالك خريج سانت باربرا . فى كاليفورنيا . والده أول حفيد لبابكر بدرى ووالدته اختى فاطمة ابراهيم بدرى يكبرنى بسنة ويحب النقاش . وكان يقول لنا عندما نناقش موضوع جنوب السودان ، << الجنوبيين ديل احنا الشماليين ديل ما بندورهم . الحل الوحيد نفتح عليهم المصريين يختلطوا بيهم يمكن الخلطة دى انحنا نقبل بيها .>> جد المعز هو القاضى الشرعى ابراهيم مالك الرباطابى ابن عم بابكر بدرى لا يتكلم الا باللغة العربية الفصحى . ينادى زوجته عشة بدرى << يا عائشة أحضرى ......... >> عندما اراد أن يحج كتب فى خانة الجنسية رباطابى . وعندما طلب منه الموظف كتابة سودانى قال غاضبا : << لن أكتب بيدى أننى سودانى عبد , أنا لست بعبد أنا عربى حر .>> ورفض ابراهيم مالك الجواز السودانى ورفض الذهاب للحج .
وفى الثمانينات تعرض المعز لاساءة فى دلالة بواسطة احد مواطنى الامارات وعندما واصل المعز حقه فى المزاودة وصفه المواطن بانه عبد . وفى المحكمة قال المواطن بسبب وجود الشهود : << نعم قلت له عبد . واقصد أننا جميعا عبيد الله >> . وبالرغم من شرح المعز بأن الكلمة قد قيلت فى حالة غضب وبدون سابق معرفة والمقصود بها هو التحقير والاساءة . قال القاضى السودانى << ياخى ما خلاص الراجل شرح ليك وفهمك انو ما قاصد حاجة >> . وشطبت القضية . وترك المعز الامارات بدون رجعة . ترى ماذا كان سيكون شعور القاضى الشرعى ابراهيم مالك الذى رفض الجواز السودانى حتى لا يكون عبدا ؟ .
شقيقى خليل ابراهيم بدرى الذى يحمل أنفا اقنى وشفاه رفيعة ما قد يعتبر فى السودان << ود عرب تمام>> وصف فى اليمن فى مشادة تجارية بأنه عبد قليل أدب . بس للمعلومية .
فى نفس السنة ظهر الدكتور فضل المولى كنجوم فى منزلنا مصحوبا بالدكتور عبدالله سبيل أخصائى الكلي . وكنجوم فوراوى ، وسبيل زغاوى من أم كدادة . والاثنين من أهل الاطلأع والمعلومات الواسعة والذكاء الشديد . وسبيل فى نهاية المدة زود بشهادة بأنه أحسن أخصائى فى مرض الكلي فى السويد من بين مائتين طبيب أخصلئى وأنه كان متوفقا بمراحل على زملأئه السويديين . وفى نقاش ماركسى أفحم كنجوم أحد الزملاء عندما أتى بالبينة , وانتهت الليلة بمشاجرة خاصة فى غيبتى فى توصيل أحد المدعويين , وعندما استخدم الطبيب الشمالى الذى تربطنى به صداقة طويلة الكلمات العنصرية . ووضع ذلك حدا لصداقتنا
ولسوء الحظ فى نفس السنة كانت هنالك حملة اشترك فيها كثير من الأطباء ضد دكتور كنجوم . لأنه استلم مبالغ ضخمة من السويديين لمكافحة الختان الفرعونى فى دارفور . ولسوء الحظ تزعم دكتور معز تلك الحملة . وحدث أن اتصل بدكتور معاذ الخليفة فى منزلى الذى رفض أن يشارك فى تلك الحملة . وأنا هنا لا أقول أن حملة دكتور معز كانت عنصرية ولكن البعض أخذوها من منطلق عنصرى .
عندما ذهب دكتور عبدالله سبيل الى الخرطوم بعد تخصصه سألت أحد أصدقائه الأطباء اذا كان دكتور سبيل قد تزوج كما ذكر فكان رد صديقه ونديمه الطبيب < ما عرس ، دا كمان عندو تطلعات عجيبة . بدل امشى يعرس من أهله، دا كمان عاوز يعرس مننا > . وبعدها صارت علاقتى مع هذا الصديق فى حكم المنتهية .
من المأكد ان الانسان لا يمكن أن يخوض كل المعارك ويواجه كل البشر . وكما قال لى صديقى وتوأم روحى بلة : عندما اردت أن أمسك بتلابيب صاحب طلمبة البنزين بالقرب من جامع القوات المسلحة عندما قال لى < شنو بتسألنى من الراجل النزلنا ، ما تقول لى العب السواق > وهذا أمام جاك السواق وجاك توأم الروح .فاوقفنة بلة وقال لى ما كلهم كده وبفكروا كده انت حتضارب كل الناس .
سريسيو ايرو الوزير وعضو مجلس السيادة والجنتل مان سكن فى أمدرمان فى بداية حياته السياسية وتعرف بعمنا المليح نجار العناقريب فى سوق العناقريب بأمدرمان وصار يزوره . وفى احدى المرات قال ابنه عندما طرق العم سريسيو ايرو الباب < يا ابو عمى العب جاء>> فقال العم سيرسيو < يالمليح يا اخوى السودان دا ما حيتصلح ، يمكن فى زمن أحفادى وأحفادك >> . والآن فى زمن أحفاد سيرسيو ايرو والعم المليح ، صار السودان أسوأ وأقبح وأكثر عنصرية وعصبية . شكرا على الأيام الفاتت ومع السلامة .
شـــــوقى |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالحميد البرنس يناشد شوقى بدرى..? (Re: elsharief)
|
شوقي بدري.... رقم في الادب السوداني..... دا كلام ما بينكرو علا زولن داير يكاويهو وزعلان منو ساكت....وفعلا ليهو نكهتو الخاصة....انا شخصيا كنت بقرا كل بوستاتو..... لسببين... السبب الاول انو رباطابي... السبب التاني اني كنت بستمتع جدا... بما يكتب.......حتى لو كنت زعلان منو وداير اطرشق....دا بي دربو وداك بي دربو.....انا شايف المنبر بتوقف شوقي بدري فقد اهم اركانو.....واعمدتو.....وبقى واقف علي الضُلالة بس.....لو كان المنبر ضلاله..... وعرش.... شوقي بدري هو المرِق.....ونحن ديل فينا المراين وفينا الجريد ساكت.......وفينا البروش...... اتمنى من كل قلبي انو شوقي يعدل عن قرارو ويرجع.......
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالحميد البرنس يناشد شوقى بدرى..? (Re: سجيمان)
|
Quote: لقرار شوقى بدرى بالتوقف عن الكتابة مؤخرا |
والله انه لقرار مؤسف..
اتمنى ان يستمع الاستاذ القدير لهذا النداء وان يعاود الكتابة.. فهو صوت متفرد..زاخر بتاريخ السودان المعاصر..وسارد للحكاية من الدرجة الممتعة..
كل عام وانت بخير يا استاذ الاساتذة شوقى بدرى..وارجو ان اراك هنا..جابرا للخواطر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالحميد البرنس يناشد شوقى بدرى..? (Re: elsharief)
|
الاب شوقى توقف ان اردت فقط اترك لنا مايقينا لهيب البعد عن البقعة امدرمان وماتكتبة ملكك ولكنة لنا نحن فا اعلم ان بعادنا عن البقعة حزن وبعادك عنا حزن فالجرح لايتسع لحزنان
وكيف انساها واتناسا طريت امدر حليل ناسا
الاخ البرنس معا حتى يعود
ali elhassan
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالحميد البرنس يناشد شوقى بدرى..? (Re: elsharief)
|
Quote: المتواجدون الان بالمنبر الحر 248 شخص » (19 )عضو و (229) زائرا
»Adrob wad Elkhatib »ali elhassan »Asskouri »Esameldin Abdelrahman »farda »Hani Abuelgasim »killer »Kostawi »Magdi Is'hag »mohamed osman bakry »Mohammed Elhaj »Muhib »osama elkhawad »Rashid Elhag »Rawia »shawgi badri »سماح سيد ادريس »عبدالله وداعه الامين »محمد امين مبروك هذه الصفحة يعاد تحديثها كل 120 ثانية |
الف حمدلله على سلامة الاستاذ شوقى بدرى لمواصلة ما انقطع من كتابه للمنبر
| |
|
|
|
|
|
|
|