دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: أول مايو...... ذكرى نضال....... وبرنامج عمل (من ارشيف الحزب) (Re: elsharief)
|
نضال الحركة الجماهيرية
في ذكرى أول مايو
تحتفل الطبقة العاملة وجماهير العاملين بأعياد أول مايو هذا العام والعالم يشهد تطوراً خطيراً تمثل في الغزو الأمريكي البريطاني للعراق واحتلالها عسكرياً بهدف واحد محوري هو نهب ثروات الشعب العراقي جميعه (شيعة وسنة ولا دينيين ومسيحين وغيرهم) وجعل البترول محتكراً للشركات الأمريكية والبريطانية ومن ساعدهما. وتأسيس قاعدة عسكرية في العراق رديفة لتلك التي في إسرائيل وصنواً لها في حماية المصالح الأمريكية في المنطقة جنباً إلى جنب مع تلك المزروعة أصلاً في بعض البلدان العربية العميلة الفاسدة.
وبهذا يوضع أمام جماهير الطبقة العاملة وكل العاملين بند جديد يضاف إلى أجندة نضالهم وهو : التضامن مع شعب العراق ضد الهيمنة الأمريكية ولخروج القوات الغازية من أرضه.
وشعب العراق الذي لعب دوراً متقدماً في انهاء حلف المعاهدة الوسطى، وحلف بغداد وأطاح بنوري السعيد وغيره من الجلادين الشموليين الفاسدين قادر بوحدة صفوفه – رغم التقسيم المقصود والمزروع منذ سنين ضاربة في القدم – إلى شيع وقبائل – قادر على اكتشاف من العدو الأساسي في هذه المرحلة وكيف يهمش خلافاته الدينية والعرقية ويتحد ليبقى العراق موحداً ومحافظاً على ثرواته وخيراته من النهب .. وسيجد التضامن العالمي مجسداً في المظاهرات التي خرجت في كل انحاء العالم وبالملايين، بما في ذلك جماهير العاملين في المدن الأمريكية – سيجده واقفاً إلى جانبه مطالباً بخروج القوات الغازية واسترداد شعب العراق لكينونته وأرضه وعرضه وبتروله. ولن يتم ذلك إلا بوحدة الشعب العراقي.
في هذا العيد، فان أفضل هدية يقدمها الحزب الشيوعي السوداني للطبقة العاملة وجماهير العاملين هو البيان الذي أصدرته سكرتارية اللجنة المركزية للحزب والذي نورد هنا نصه ليكون اداة مساعدة في تنوير وتنظيم العاملين واداة رافعة لنضالهم. وبمناقشته في مواقعها المختلفة ستجد انها الأقدر على تنفيذه وتطوير ما ورد فيه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أول مايو...... ذكرى نضال....... وبرنامج عمل (من ارشيف الحزب) (Re: elsharief)
|
الميدان العدد 1992 ابريل 2004 كلمة العدد
أول مايو ، عيد العمال
كان حدثاُ مثيراً ومدهشاً، إصدار اتحاد عام نقابات عمال السودان في مايو 1951م كتيباً صغيراً من بضع صفحات بعنوان"أول مايو، عيد العمال". ثم استقر تقليد الاحتفاء بعيد أول مايو من خلال أسلوب الليالي العمالية التي تقيمها نقابات العمال في مدن السودان من بورتسودان إلى الجنينة ومن حلفا إلى جوبا، ويتلى فيها خطاب موحد يعده اتحاد العمال حول المطالب والمعارك والقوانين وكل ما يمس حياة العامل وأسرته ونقابته.
تبدلت بالعمال والحركة النقابية الأحوال – من دكتاتورية مقيمة إلى ديمقراطية عابرة، ومن قيادات نقابية موالية للعمال إلى قيادات موالية للمخدم والحاكم، ومن معارك نقابية لإرجاع المشردين، إلى التشريد للصالح العام.. ومع ذلك ورغمه لم تتوقف مقاومة جماهير العاملين، وظل تقليد الاحتفال بعيد أول مايو حياً في الذاكرة سواء في الاحتفال به في المعتقلات أو في مبادرة حميمة ابتدرتها مجموعة شباب في إحدى حارات مدينة الثورة تكريماً لمناضل نقابي عريق، شاركه في الاحتفال أبناؤه وبناته وأحفاده.
هذا العام ومع بطاقة التهنئة التي تبعث بها الميدان للعاملين والقادة النقابيين تدعوهم ان يلتقوا ويتفاكروا في مصير وقضايا الحركة النقابية في فترة السلام والتحولات المرتقبة. ولا نظن إننا نبتعد عن همومكم وما تفكرون فيه ان اقترحنا عليكم إدراج القضايا التالية ضمن أجندة مشاوراتكم:
قانون ديمقراطي بديل للنقابات ولائحة ديمقراطية لهياكل التنظيم النقابي، عقد مؤتمر يضم الحكومة والمخدمين والعمال ومندوبين من منظمة العمل الدولية لمراجعة وتطوير القوانين العمالية – ضد سياسة التشريد بحجة الصالح العام أو فائض العمالة أو الخصخصة. وتسوية أوضاع من أحيلوا للصالح العام والحد من ظاهرة العمالة الأجنبية التي تستوردها الشركات الأجنبية سواء في مجال البترول أو الحلويات أو المخابز. وقف ظاهرة تشغيل الأطفال وتشغيل الطالبات والشابات بعقود مؤقتة تحرمهن من حقوقهن ومن تكوين نقابة … ولا تمتن الطبقة العاملة على العاملين في الجنوب ان هي مدت يد المساعدة لهم والتضامن معهم لإعادة تأسيس حركتهم النقابية التي كانت مزدهرة وواعدة حتى دمرها تمرد 1955. إنها دعوة جادة ومخلصة تستوجب وضعها في أجندة كل الحادبين على وحدة وديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أول مايو...... ذكرى نضال....... وبرنامج عمل (من ارشيف الحزب) (Re: elsharief)
|
الميدان العدد 1978 فبراير 2003
من داخل السكة حديد
كغيرها من قطاعات الدولة تعرضت السكة حديد إلى التدمير، وبشكل أكبر لأن النظام يستهدف نشاطها الرائد في الحركة الوطنية منذ الاستعمار، وقد بدأت عملية انهيار السلكة حديد ابان مايو في منتصف السبعينات واكتملت الحلقات في عهد الاتقاذ وتستعرض (الميدان) في هذه المساحة بعض التقارير التي توضح مسلسل انهيار السكة حديد:
(1) تبلغ مديونية السكة حديد لوزارة الدفاع وحدها حوالي 5 مليار جنيه (تحديداً 4.875.000.000 ) ولم تستجب وزارة الدفاع على الاطلاق لمطالبات السكة حديد لتغطية المديونية وقد صدر خطاب من مدير السكة حديد إلى رئيس الجمهورية وعلق الأخير بالاسراع بالتسوية وكالعادة لا استجابة.
(2) حول وضع العاملين: كانت جملة العاملين في السكة حديد عام 1989 (31.200) فرداً وبعد إضراب نوفمبر 1990 الشهير تقلص هذا العدد إلى (19.364) أي بنسبة (38%) تقريباً. وقد ارتفع عدد المفصولين في الخمس سنوات الأولى من عمر الإنقاذ إلى (15.295) أي بنسبة (49%) من جملة العاملين في 1989. وفي العام 2001 وصل عدد العاملين إلى (11.250) فرداً أي انكمش عدد العاملين بنسبة (64%) في العام 2001 مقارنة بالعام 1989. هذا الوضع كان الخطوة الأولى في طريق خصخصة السكة حديد ولا نستغرب ان معظم المفصولين من الكوادر الشابة (دون الثلاثين).
أضبط !
مدير عام السكة حديد عمر محمد محمد نور أخلى منزله الحكومي بحجة انه آيل للسقوط، اجر منزله بالحاج يوسف بمبلغ 2 مليون ونصف ج.س. شهرياً، وبعد ذلك تقدم بطلب حيازة منزل وهذه المنازل مخصصة للعمال وصغار الموظفين. وهذا أحد أمثلة (القوي الأمين) في (المشروع الحضاري) الذي (فِطِسُ). ويالها من أمانة ونزاهة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أول مايو...... ذكرى نضال....... وبرنامج عمل (من ارشيف الحزب) (Re: elsharief)
|
الميدان العدد 1990 فبراير 2004
مذكرة النقابيين المقدمة إلى مؤتمر النقابات الوطنية الأفريقية
مقدمة: تنفرد الميدان بنشر المذكرة التي كتبها عدد من النقابيين البارزين الذين يمثلون الحركة النقابية السودانية إلي مندوبي مؤتمر النقابات الوطنية الأفريقية الذي عقد في الخرطوم في يناير 2004، ومنعت سلطات الأمن كاتبي المذكرة من الحضور حتى كمستمعين بل واعتقلت عدداً منهم ومعهم نص هذه المذكرة وقد أشرنا إلى ذلك في عدد الميدان – يناير2004.
السادة الموقرون مندوبي النقابات الوطنية الأفريقية
نرجو ان تسمحوا لنا بان نخاطبكم، مع الاحترام الواجب لشخصياتكم الكريمة، ولمنظماتكم النقابية الوطنية.
نحن نتكلم باسم الحركة النقابية السودانية التي كانت ذات تقاليد تنظيمية عريقة، وداومت على ان تكون كذلك حتى حلت المنظمات النقابية بواسطة النظام الذي استولى على السلطة في بلادنا في سنة 1989. نحن القادة الحقيقيون للنقابات السودانية والذين تم انتخابهم ديمقراطياً عبر انتخابات حرة، نظمتها قواعد النقابات، وأشرفت عليها منظمات محايدة، قبل حلول النظام العسكري. نحن نرحب بكم بحرارة في وطننا، ونتمنى لمؤتمركم النجاح التام متطلعين ان يصدر مؤتمركم قرارات تخدم مصالح شعوبنا ومصالح حركتنا النقابية. وبالرغم من إننا لا نعترف بقانونية القيادة الراهنة لاتحاد عمال السودان ولا بأحقيتها في تمثيل العمال السودانيين . فإننا لا نطالب بالاعتراف بنا بديلاً تلقائياً لهذه القيادة المرفوضة. فالحركة النقابية السودانية تخوض معركتها الخاصة لتصحيح هذا المسار المعوج ونحن على ثقة بان معركتنا هذه ستكلل بالنجاح.
ونلتمس في هذه المخاطبة ان تفحص النقابات الوطنية عن قرب قانونية القيادة الحالية لاتحاد نقابات عمال السودان، وان تشهد رفض القواعد النقابية لأداء هذه القيادة والتنظيمات النقابية القائمة. ونلتمس ان يتخذ مؤتمركم قرارات تدافع عن حقوق آلاف النقابيين السودانيين الذين شردوا، وحرموا من وظائفهم بسبب نشاطهم النقابي أو بسبب الخصخصة أو بسبب آرائهم السياسية. ونلتمس تضامنكم مع نضال أعضاء نقاباتنا لرفع الحالة المزرية للأجور والحياة المعيشية التي يرزحون تحت وطأتها حالياً. ونتوقع تضامنكم بصفة خاصة مع النقابيين السودانيين في مطالبهم بإلغاء قانون نقابات العمال الصادر في سنة 2001 وإصدار قانون جديد يمتثل لإعلانات منظمة الأمم المتحدة ومواثيق منظمة العمل الدولية. ونمدكم هنا بنسخ لهذا القانون الراهن، الصادر في سنة 2001، لتمكنكم من الوقوف على التجاوزات الصارخة التي يفرضها هذا القانون على الحقوق النقابية. نلفت انتباهكم إلى البنود التالية من هذا القانون:
الفصل ( البنود رقم 35،36 – الفصل (7) البنود رقم 27 (1،2،3)، 29 (3)، 31(أ،ج)، 32 (1،2)، 33. الفصل (4) البنود 12 (2،1)، 14. الفصل (5) البند رقم 20. الفصل (3) البند رقم 9 (1،5،7). الفصل (2) البنود رقم 5 (أ، هـ)،6. الفصل (1) البند رقم 4 (أ، ج). هذه البنود وحدها تحرم النقابات من حقها في ان تكون ، بحرية، نقاباتها الخاصة، وان تضع لها أهدافها الخاصة، ولوائحها الداخلية الخاصة، وان تنظم، وتجرى انتخاباتها بنفسها. ولهذا فان النقابات المكونة زائفة ونتائج انتخاباتها مزيفة.
نحن نحترم بعض النقابيين، في بعض البلدان، الذين يكونون نقابات تضم مهناً مختلفة في نقابة واحدة. ولكن لكل أمة تقاليدها الخاصة، وثقافتها الخاصة، وتجاربها الخاصة. وبجانب ذلك، فانه من إرادة النقابيين ان يختاروا نوع التنظيم الذي يودون الانضمام إليه طوعاً. وهذا النوع من النقابات، الذي ضمن مهناً مختلفة، في نقابة واحدة قد فرض في بلادنا بلا تشاور حقيقي مع النقابيين، بل وضد إرادتهم الخاصة. وهي رغبة العمال والموظفين، والمهنيين والصحفيين والمعلمين والمحامين في بلادنا ان تكون لهم نقاباتهم المنفصلة والمستقلة.
نحن نثق في روح التضامن النقابي الأفريقي، ونثق في ان نقاباتكم الوطنية يمكن ان تؤيد مطالبتنا بقانون نقابي جديد، يصدر ممثلاً للحقوق الطبيعية للنقابيين، ويلبي رغبتهم في تكوين نقابات حرة، وديمقراطية، ومستقلة، وقادرة على الدفاع عن حقوق أعضائها للحصول على أجور عادلة وحياة معيشية كريمة.
مرة أخرى،نرجو لكم إقامة سعيدة في بلادنا، ونجاحاً تاماً لأعمال مؤتمركم.
(توقيعات):
--------------------------------------------------------------------------------
تواصل قواعد الحركة النقابية حراكها وضغوطها على القيادات الموالية للسلطة كيما تؤدي واجبها في الدفاع عن المطالب المشروعة للعاملين. وهذا ما بادر به تجمع المعلمين في القضارف – الصحافة 21 يناير – حيث رفع مذكرة إلى مسجل التنظيمات النقابية بالولاية، يطالب فيها بعقد جمعية عمومية لسحب الثقة من النقابة الفرعية وانتخاب نقابة جديدة تعمل على حل مشاكل المعلمين، وتحسين البيئة المدرسية حيث تراجعت نسبة استيعاب التلاميذ إلى أقل من 51%،وتأخير صرف مرتبات المعلمين واستحقاقاتهم التي بلغت ملياري جنيه.
وما يجدر ذكره هنا، ان قواعد الحركة النقابية وهي تمارس ضغوطها على القيادات، تتقيد بضوابط ومبادئ التنظيم النقابي التي أرستها الحركة النقابية السودانية عبر تاريخها النضالي الممتد لأكثر من نصف قرن، في مواجهة عسف الدكتاتوريات والقوانين واللوائح الجائرة والتشريد والملاحقة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أول مايو...... ذكرى نضال....... وبرنامج عمل (من ارشيف الحزب) (Re: elsharief)
|
محمد إبراهيم نقد لـ«الشرق الاوسط»: اختفائي لم يكن نزوة أو نزهة... إنه قرار سياسي صاحب أطول سجل في الاختفاء السياسي يكشف أسرار 11 عاما قضاها في الخفاء محمد سعيد محمد الحسن
كشف محمد ابراهيم نقد، زعيم الحزب الشيوعي السوداني، وصاحب أطول سجل في الاختفاء السياسي (11 عاما) على مدى ثلاث حقب، في حديث مع «الشرق الأوسط»، ظروف اختفائه الاخير في 18 فبراير 1994، وحتى ظهوره المفاجئ في مطلع أبريل (نيسان) 2005 . وقال انه كان يمارس نشاطه السياسي كالمعتاد وانه اجرى اكثر من لقاء مع زعيم حزب الأمة الصادق المهدي. مشيرا الى ان اختفاءه لم يكن نزوة أو نزهة بل كان قرارا سياسياً. وروى نقد لـ«الشرق الاوسط» وقائع أول لقاء له مع الرئيس عمر البشير، العام 1991 بعد خروجه من السجن، وقال انه أكد له رفضه أي انقلاب عسكري، يمينيا كان أو وسطيا أو يساريا. وقال انه كان متابعا لصراع السلطة بين البشير والترابي، مشيرا الى ان الاخير وصل الى السلطة «بسيف البشير، وسقط به». وطالب بعقد مؤتمر جامع للتداول في اتفاق السلام حول الجنوب ليكون قوميا وليس ثنائياً. واعتبر نقد ان التحفظات التي ابداها عدد من السياسيين تجاه اتفاق السلام، جاءت «لانه اتفاق فرض من جانب آلية الغرب واميركا لصالح الجنوب وعلى حساب الشمال، ولذلك انفجر الغرب والتهب الشرق». وقد اشتهر نقد، بالاختفاء عن أعين أجهزة الامن، لكن قادة هذه الاجهزة قالوا انهم كانوا يعرفون مكانه لكنه لم يكن مطلوبا لديهم. وعندما تم اعتقاله لعدة ساعات في مطلع ابريل، كان لتوجيه رسالة اليه بأنه لا داعي لاستمراره في الاختفاء، وانه غير ملاحق، وانهم كانوا يعرفون اين يختبئ، وتم اطلاق سراحه.
ووجه له الرئيس عمر البشير وعدد من قيادات سياسية ومن منظمات المجتمع دعوه للخروج والعمل الوطني العلني لصالح السودان، لكن نقد ظل صامتاً ومختفياً. وقد حملت صحف الخرطوم يومها (الجمعة 8 أبريل) عناوين بارزة منها مثلا «نقد.. فوق الأرض»، وعنوان آخر «مدير الأمن الوطني ونائبه فاجآ نقد في مخبئه بالخرطوم» و«الحكومة ترحب بنقد وتعلن استعدادها للحوار مع الشيوعي». وعندما التقته «الشرق الأوسط»، بمنزله بحي الفردوس بالخرطوم بدا في صحة طيبة وهدوء ورصانة، وعندما جاء التساؤل كيف استطاع بعد اختفاء دام نحو احدى عشرة سنة في فترة الانقاذ وحدها الاحتفاظ بوجه خال من التجاعيد وقامة بلا ترهل أو نحافة، وصحة جيدة، رد بالقول ان أهم جانب اثناء سنوات الاختفاء كان يتعلق بالمحافظة على الصحة، ليس من باب الحرص على اللياقة فحسب ولكن حتى يتفادى الظهور أو لقاء الاطباء مما يعرضه الى المخاطر، ولان «المعدة بيت الداء» فقد تجنب الدهون واللحوم واكتفى بالخضروات والفواكه والزبادي.
ورغم أنه التزم عدم الحديث لنا في السياسة، ولا عن سنوات اختفائه إلا أنه كان كريماُ في حواره مع «الشرق الأوسط» الذي اجاب فيه على معظم اسئلتنا.
* كيف تنظر لعملية الاختفاء على ثلاث مراحل، نوفمبر 1958 ومايو 1969 ويونيو 1989؟
ـ دعنى أقول، الاختفاء، ليس نزهة، ولا مغامرة، ولا مزاج، فهو قرار سياسي لأنه نتاج لواقع سياسي، ففى الحكم النوفمبري 1958 ـ 1964، أي عهد الفريق إبراهيم عبود كان وضع السودان مختلفا، وعندما أعلن النظام النوفمبري حل الاحزاب وظهر النشاط السياسي، وكنا وقتها شبابا، وكانت العاصمة محدودة العدد والسكان، أظن تعدادها كان ما بين 150 و300 الف نسمة، وكانت الأمور أسهل وخالية من المطاردات، او المحاذير بنوعيها. في العهد المايوي 1969 - 1985، أي عهد اللواء جعفر نميري فهو انشأ جهاز الأمن والأجهزة السياسية كالاتحاد الاشتراكي ومنظمات أخرى، وكنا معروفين، اسما وملامح، ولذلك كانت درجة الحذر أكبر واساليب التخفي أوسع للحيلولة دون الوصول أو التعرف على الاتجاه. أما في العهد الانقاذي 30 يونيو 1989 - 2005، فهو قد بدأ بالاعتقالات الجماعية، ووضع القيادات السياسية في سجن كوبر، ودفع إلى هجرة واسعة للكفاءات والخبرات إلى خارج الحدود، والنظام كله يستند على قاعدة امنية، ولذلك كانت الحركة اضيق وأصعب لأن امكانيات الرقابة والملاحقة الأمنية فيه أكبر.
* ماذا دار بينك وبين الرئيس عمر البشير في منزل عبد الباسط سبدرات (وزير الإعلام الحالي) باركويت في اعقاب اطلاق سراحك عام 1991؟
ـ كان اللقاء استطلاعيا، وحوار لمعرفة الرأي الآخر من الجانبين، لقد شرح الرئيس البشير دوافع الاستيلاء على السلطة في 30 يونيو ومنها تردي الأوضاع في السودان، ووجود مخاطر جمة إذا لم يحدث تصد لوقفها، وأنهم مستعدون للتعاون مع كل الناس، لا تهمهم الخلفيات والانتماءات السابقة وإنما المهم التعاون لصالح الوطن. وكان تعقيبي، بأننا نحن لدينا تجارب مع الأنظمة العسكرية التي أطاحت الديمقراطية وحكمت حكماً شموليا. ووصلنا إلى قناعة أن لا نتعامل مع انقلاب عسكري أو تدعم انقلابا عسكريا، يسارياً كان أو وسطياً، أو يمينياً. وفي الجانب الآخر جاءت قناعتنا بالإصرار على الديمقراطية والتعددية، كما أن تجربتنا مع الانقلابات العسكرية التي طرحت نفسها كبديل للأحزاب، فان اي نظام عسكري انتهى لزوال وكان أكثر فساداً وفشلاً من الأحزاب.
* وكيف كان انطباعك من شخصية الفريق البشير وقتها؟ ـ كان البشير يتحدث كضابط جيش سوداني.
* هل فاجأك وقتها انقلاب 30 يونيو 1989؟
ـ انقلاب 30 يونيو لم يكن اطلاقا مفاجئاً، لأني كنت في الليالي السياسية في مطلع عام 1989 احذر من وقوع انقلاب عسكري، وأهمية الالتفاف حول الديمقراطية للحيلولة دون نظام عسكري ثالث، وكذلك فان جريدة الميدان الناطقة باسم الحرب الشيوعي السوداني ثابرت في مقالاتها وتحليلاتها واخبارها على التحذير من انقلاب عسكري وشيك، ولكثافة ما كتبته صحيفة الميدان اوشكت المخابرات العسكرية للقيادة العامة على تحريك قضية ضد جريدة الميدان فاما أن يكون لديها معلومات تبرر هذا التركيز واما ان تكون اشاعات ضارة.
* نعود إلى فبراير 1994، كيف تمت عملية الاختفاء؟
ـ الواقع أن قرار الاختفاء لا يتم بين يوم وليلة، وهو غير معزول من الظروف التي املته، كان القرار سياسياً اقرته اجهزة الحزب وكانت هنالك ترتيبات وتعديلات ولكن حتى تأتي اللحظة المناسبة، كنت أثابر على الخروج من منزل شقيقي في حي الرياض وممارسة رياضة المشي أحيانا تطول وأحيانا تقصر ولكني كنت اعود، واعتاد الحراس، أو من وضعوا علي الرقابة والمتابعة على هذا البرنامج، ثم أخذت في الذهاب لمقر دار الوثائق القومية وسط الخرطوم حيث كنت اطالع وثائق ومذكرات علاقات الرق في المجتمع السوداني وعلاقات الأرض وقوانينها ووثائق لمواضيع أخرى، وحرصت ان تكون تحركاتى قاصرة على رياضة المشي، وعلى زيارة دار الوثائق، فاستنادا الى تجربتي السابقة، فان اي تحرك زائد يصبح لافتا وبالتالي تضيق دائرة الرقابة حتى يصبح البرنامج عاديا ومألوفا وروتينياً.
* كيف جاء توقيت الاختفاء؟
ـ توقيت الاختفاء يقترن عادة بالأوضاع السائدة، ويحتاج لدقة والترتيب الذي يحظر وقوع ثغرة ما، ولدى اكتمال ما هو مطلوب لتطبيق القرار جاء تحديد يوم 18 فبراير 1994 والساعة المحددة وهي الصباح لاقترانها بنشاطي الذي أصبح روتينيا، أي الرياضة ثم العودة ثم الذهاب لدار الوثائق.
* هل ساورك شيء من الاضطراب أو القلق لدى تنفيذ قرار الاختفاء تحت الأرض؟
ـ جزء من نجاح عملية الاختفاء ان تكون مهيأ نفسيا وفكريا وبدنيا وسلوكيا فهذا يقود لمسار الاختفاء بلا قلق أو اضطراب، واحياناً، بلا حذر لاحق.
* ألم ينتبك شيء من الضيق البشري، أو الحنين، لدى مغادرة الحياة الأسرية والضوء إلى حياة مغايرة؟
ـ الواقع أنني اخطرت أهلي بالبيت باعتزامي المغادرة، كانوا يتفهمون طبيعة المغادرة ودوافعها، ولكن كانت نقطة الضعف في نجلي شقيقي، لقد اعتدت على رؤيتهما واللعب معهما في الصباح، وقبل المغادرة اقتربت من غرفتهما لرؤيتهما وهما نائمان، ولكن خشيت أن اقترب منهما أكثر فيصحوان، فخرجت بلا التفات وبلا عودة، ووجدت السيارة في مكانها المحدد ونقلتني إلى منزل امضيت فيه نحو عامين.
* هل تعني أنك كنت تمارس حياة شبه عادية؟
ـ نعم، احيانا، التعامل بشكل طبيعي، في حي لا يعرفك فيه أهله، سوى أنك (ساكن جديد) هذا يضفي شيئا من الاطمئنان، وكنت التقي بالناس واشارك لقاءات واجتماعات.
* هل يتم كل ذلك بشكل طبيعي؟
ـ في عملية الاختفاء ليس هنالك شيء طبيعي ثابت، فكلما تلمست نوعا من الانفراج هنا أو هنالك فذلك يعني أنه بالمقدور أن تتسع اتصالاتك، وكلما ضاقت الأحوال، فذلك يعني أن تضيق حركتك، ولكن في كل الحالات كنت حريصا على المشي، إنها رياضتي المفضلة، ثم إنها الرياضة الرخيصة وهي لا تحتاج لمال ولا تلفت النظر لأن الناس يسيرون هنا وهنالك.
* ألم تصادفك مشكلة؟
ـ المشكلة التي صادفتني في رياضة المشي بالذات، الكثافة السكانية المتزايدة في العاصمة والتي لم تعد مخضرة وأغلب الأوقات يكتنفها الغبار والتراب.
* كيف كنت تمضى الوقت؟
ـ وقتي كان مليئاًَ تماما فأطالع الصحف اليومية المحلية والمجلات الأجنبية، والإصدارت والكتب الجديدة، وأحيانا أجد نفسي اقوم بتدوين ملاحظات على كتب، (وطالعت «الشرق الأوسط» مجموعة من الكتب التي سجل على حواشيها ملاحظات وتعليقاته). وكذلك اتابع الفضائيات، استمع لتقاريرها، واتابع الانترنت، وأدون المستجدات والمعلومات اما للمتابعة أو المناقشة والخص ما هو هام في التقارير.
* وهل التقيت بقيادات سياسية؟
ـ نعم فكلما طرأت تطورات سياسية في البلد تكون الحاجة ملحة لمعرفة المزيد أو التحاور حولها، وقد التقيت اكثر من مرة بالسيد الصادق المهدي.
* هل فاجأك صراع السلطة بين الرئيس عمر البشير والدكتور حسن الترابي؟
ـ أبدا، منذ مطلع التسعينات ومن خلال متابعة التصريحات والقرارات، كان هناك خلاف واختلاف وتباين بين أهل النظام وكان تحليلي لها أنها ستقود إلى انقسام، كما أن الخطاب الدعائي للنظام كان مغايرا ومختلفا في أدائه الفعلي والتنفيذي، فالأجهزة المحلية والولائية والمركزية استوعبت كوادر الحزب، ولذلك عندما يطالع المرء قرارات مجلس الوزراء ويتمعن قرارات الحزب الحاكم يجد التباين وكذلك متابعتي لمذكرة العشرة في المؤتمر الوطني أظهرت أن الانقسام واقع لا محالة، بل وحتى لدى مطالعة الصحف الرسمية، الانقاذ الوطني والسودان الحديث، كانت الأحاديث والمقالات السياسية تكشف دون كبير عناء عن تباين حاد في وجهات نظر الأطراف المعنية الذي يمسكون بمقاليد الأمور.
* هل توقعت قرارات الرئيس البشير في ديسمبر 1999 الخاصة بصراع السلطة وعزل الدكتور حسن الترابي؟
ـ الانقسام كانت له ارهاصاته وبداياته طوال السنوات التي سبقته، ولذلك لم يكن الصراع غريبا بالنسبة لي، والواقع أن قرارات البشير في تلك الفترة كانت انقلابا ثانياً، فهو قاد الانقلاب الأول في يونيو1989، وقاد الانقلاب الثاني في ديسمبر 1999 والدكتور الترابي ارتفع بسيف البشير في 89، وسقط ايضاً بسيفه عام 1999 .
* وكيف جاءت المتابعة بالنسبة لأوضاع الجنوب؟
ـ تابعت تصعيد الحرب في الجنوب حيث عمل النظام على اسلمة الحرب، واعتبرها جهاداً مما اثار حفيظة الكنائس والغرب خشية اسلمة الجنوب ولذلك اتسعت وتفاقمت الحرب. وتابعت الدراسات والبحوث التي اعدها مركز الدراسات الاستراتيجية الأميركى وشارك فيها الدكتور فرانسيس دينق في مطلع التسعينات، ونقلت لي شخصية سودانية عن صحافي اميركي قوله (ان لدى الجنوب امطارا غزيرة وغابات وحيوانات برية، وفيه بترول ومعادن فلينفصل الجنوب ويترك الشمال لله والصحراء) اراد ابلاغي بأن الولايات المتحدة أو جانبا من المؤثرين فيها يضعون ثقلهم على حائط الجنوب ولا يأبهون بالشمال. ثم تابعت اختيار جون دانفورث كمبعوث اميركي خاص للسودان ليلعب دوره في عملية وقف الحرب واحلال السلام، واللافت في اختياره انه رجل كنسي، أي ان المهمة دينية وسياسية فيما يتعلق بتحركه في هذا الجانب، وهو الذي قال «إن ما يهمنا هو السلام» وجاء حديثه وبتركيز عن وجود دولة واحدة بنظامين «اسلامي وعلماني».
* هل أنت مع هذا الاتجاه؟
ـ ان مفاوضات ماشاكوس، ومفاوضات نيفاشا والبروتوكولات والاتفاق الذي تم التوصل إليه في نيروبي استندت إلى وثائق ودراسات مركز الدراسات الاستراتيجية الأميركي لحل مشكلة الجنوب ووقف الحرب واحلال السلام استناداً إلى وجود دولة واحدة بنظامين (إسلامي /علماني).
* هل تعتقد بانفصال الجنوب والاتجاه نحو اوغندا او كينيا؟
ـ الاتجاه نحو السوق الأوسع هو مع الدول العربية، فلا بد أن الجنوب عندما تستقر احواله ويؤسس البنى التحتية ويستثمر موارده تحت الأرض وفوقها يتطلع الى سوق ارحب وأكبر ولذلك وبلغة الحساب فان التعامل المحدود، ليس هو الأفضل له.
* لماذا اتجه الغرب والولايات المتحدة إلى الجنوب بهذه الكثافة؟
ـ الاتجاه أو الالتفات ليس الجنوب أو السودان وحده، الالتفات إلى افريقيا كلها والتعبير الأصح هو الاستهداف، من الغرب استهدف افريقيا قبل أكثر من مائة سنة، واستخدم تجارة الرق بنقل الشباب الأفريقي من دول أفريقيا وعبر البحار والمحيطات الى أوروبا واميركا الجديدة لتشغيلهم واستنفاذ طاقاتهم في ترقية وتطوير أوضاعهم في أوروبا والولايات المتحدة.
* ولكن ماذا يريدون في المرحلة الثانية؟
ـ في المرحلة الثانية اتفقوا على وقف الصراعات والحروب الأهلية وفرض السلام ومحاربة الفساد وعدم الاعتراف بالأنظمة الديكتاتورية والعسكرية أنهم يريدون تهيئة أفريقيا لعودتهم بالكامل عبر الاستثمارات واسواق الأوراق المالية والاستفادة بالكامل من الموارد المخزونة خاصة البترول واستخدام الناقلات الضخمة لنقله بعيدا عن منطقة الشرق الأوسط، وفي نفس الوقت ينادون بمراجعة أوضاع الأنظمة في المنطقة العربية وإقامة انظمة ديمقراطية ويستخدمون دعوة محاربة الارهاب العالمي للتشجيع على هذه التحولات ولكن المقصود في نهاية الأمر الانتفاع بالكامل من المخزون البترولي في المنطقة وبوجه خاص العراق.
* رغم الترحيب الواسع بوقف الحرب واحلال السلام، فالى ماذا تعزى تحفظ الكثيرين على اتفاق السلام والخشية منه؟
ـ لأنه سلام مفروض بآلية الدول الكبرى وشركاء الايقاد ولا يستند الى قناعة وارادة واحساس اهل القضية انفسهم، كما أن الاتفاقية في نظر الكثيرين حسمت لمصلحة الجنوب وعلى حساب مصلحة الشمال ولذلك انفجرت احداث دارفور بالغرب والتهب الشرق، ليس بمقدور احد رفض السلام، فهو مبدأ وحياة وأمن ولكن المطلوب السلام العادل المعبر عن إرادة كل أهل السودان.
* هل أنت متشائم من عملية السلام القادم؟
ـ لست بمتشائم وفي نفس الوقت لست بالمتفائل الساذج.
* وكيف يتحقق التفاؤل غير الساذج بالنسبة لتحقيق السلام الشامل؟
ـ يتم ذلك إذا طرح اتفاق السلام الثنائي في مؤتمر جامع لكل القوى السياسية ليتداولوا حوله، فلا أحد يعارض السلام، والجميع معه، كما أن احداً لم يطالب بالغاء الاتفاق الثنائي، وهذا المطلب لا يقتصر على القوى السياسية الشمالية وانما القوى السياسية الجنوبية.
* ولكن هذا المطلب ورغم معقوليته الا ترى ان جدولة تطبيق اتفاق السلام اخذت في السريان؟
ـ لسنا بمجانين، ولا أحد يطالب بما لا يمكن تحقيقه، اننا كقوى سياسية لدينا ملاحظات حول بنود الاتفاقية، وهي ملاحظات تستند إلى حجة ومنطق، والاتفاقية نفسها نصت على ذلك وقالت إن اي تعديل يمكن أن يعرض على المجلس الوطني أو على مجلس الحركة وإذا اقر بأغلبية الثلثين يضمن في الاتفاقية والتعديل والاضافة في اي دستور أو قانون أو اتفاق ليس بدعة انما هو مبدأ ثابت وله سوابق.
* ولكن الا ترى ان هذا الجانب الخاص والملاحظات يمكن اثارتها في لجنة دستور الفترة الانتقالية؟
ـ النسبة في تكوين اللجنة التي حددت طبقاً لاتفاق السلام، يعطي النسبة الأعلى لطرفى التفاوض أي الحكومة والحركة، ولا يمكن في قضية مصيرية تمس حاضر ومستقبل الوطن أن يكون تمثيل القوى السياسية رمزيا. يجب ان تكون المشاركة واسعة تشمل كافة القوى السياسية دون استثناء.
* وكيف يتحقق ذلك؟
ـ إذا كان المبدأ - الثابت هو جعل المصلحة العليا هي الأساس، وبالتالي تعدل القوانين وتراجع الدساتير وتغير فما الذي يحول دون توسيع عددية لجنة الدستور لتستوعب كافة القوى السياسية.
* وكيف يتم ذلك؟
ـ يجب على طرفي التفاوض واتفاق السلام ان يتجاوزا نوع الممارسات المماثلة للاتحادات الطلابية، فلا يمكن في قضية تخص وطنا بكامله ان يقال ان هذا الطرف يتنازل عن نسبة من مقاعده أو من حصته.
هذا فهم محدود، فالمطلوب توسيع عضوية لجنة الدستور لتحقيق مشاركة القوى السياسية وهذا لا يحتاج لتنازلات وانما يحتاج لقدر كبير من الفهم الصحيح لما هو مطلوب تجاه البلد.
* هل تعتقد أن القوى السياسية بعد محاربة الأنظمة الشمولية لها بمقدورها الاضطلاع بدورها السياسي المطلوب؟
ـ الدول الغربية والولايات المتحدة متفقة على تصور يهدف إلى عدم عودة الاحزاب التقليدية إلى الحكم مرة أخرى، ويمكن ان تحل مكانها الشخصيات الوطنية، وقيادات منظمات المجتمع المدني، وهذه الصيغة لم تبدأ بعد، ولذلك يتعين على القوى السياسة اعداد نفسها جيدا للتحول الديمقراطي وللممارسة الديمقراطية لأن المحك هو صندوق الاقتراع، أي الديمقراطية.
* وهل توافق على اتجاه الحركة الشعبية لأفرقة السودان على غرار اوغندا وكينيا ؟ ـ السودان قام قبل زمن طويل من ظهور الحركة الشعبية، والسودان تتعدد فيه الاديان والاعراق، وهو عربي واسلامي ومسيحي وهذه التركيبة ليس بمقدور احد أو طرف تغييرها، ليس بمقدور طرف تغيير هوية وتاريخ السودان، ويجب التعامل الناضج مع هذا التنوع والتطور على أساس أنه السودان الذي عاش فيه الجميع على مر الحقب البعيدة.
| |
|
|
|
|
|
|
|