مصطفى سند ... أستاذى لك حبى !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 04:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-25-2008, 03:33 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مصطفى سند ... أستاذى لك حبى !



    مصطفى سند ... أستاذى لك حبى


    (1)

    منذ أشهر حينما علمت بأن الشاعر الكبير مصطفى سند يصارع المرض، كنت أود أن اكتب مقالاً أعبر فيه عما أكنه لشخصه الكريم ولإبداعه الأدبى من إعجاب وتقدير. شغلتنى ظروف العمل والحياة اللاهثة فى تسارع أزمانها، فلم تتح لى فرصه للكتابة. خاصه وأن الكتابه عن أديب أريب مثله تحتاج لتروى ولمزاج خاص. و لكن يد القدر والأجل المكتوب كانت أسرع. برحيله فقد السودان شاعراً وأديباً بحجم الوطن. إمتلك ناصية اللغة نظم شعراً راقياً غنياً فى تعابيره ومعانيه وموسيقاه. و كتب نثراً بلغة جذلى وتعابير يستمتع بها القارئ متعةً ما بعدها متعة. فليرحمه الله، أعزى أهله ومعارفه و أهل السودان جميعاً فى رحيله.

    معظم أشعاره حفظت فى دواوين شعره، وأحسب بالأمكان جمع إنتاجه الحديث ونشره وإعادة نشر دواوينه االسابقة. إلا أن كتاباته النثريه ما نشر منها بالصحف يحتاج إلى مجهود لتجميعها، وأتمنى طامعاً أن يكون لديه نسخ مما كتب من نثره الرائع. و لا يفوتنى هنا أن أذكر بالخير المرحوم الأديب على المك، عندما كان يشغل مدير مكتب النشر بجامعة الخرطوم. فقد كان له فضلاً كبيراً فى حفظ وتوثيق ونشر أعمال أدبيه لأدباء سودانيين، على سبيل المثال مصطفى سند، النور عثمان أبكر، محمد المكى إبراهيم.









                  

05-25-2008, 03:37 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)


    مصطفى سند .. أستاذى لك حبى
    (2)

    الأستاذ مصطفى سند إرتباطى به عبر أعماله الأدبيه ـ وخاصه ديوانه البحر القديم ـ يمتد لأكثر من ربع قرن من الزمان. منذ فترة السبعينيات وأنا تلميذ بالمرحله الثانويه العامه. قابلته ً فى فتره إمتدت لثلاث أشهر، حين عملت فى الإجازة المدرسية الصيفيه بمصلحه البريد والبرق بأم درمان، حيث كان يعمل. ولم أحظ برؤياه مرة أخرى إلا عبر التلفاز. وقد كنت من على البعد أترقب برنامج شوارد الذى كانت تقدمه الإعلامية المتميزة صاحبه الحس الأدبى الأستاذة كوثر بيومى، والتى كانت تتحفنا من حين لآخر بلقاء مع مصطفى سند. ولا أعلم لماذا قام جهابذة التلفزيون بإبعادها عن هذا البرنامج الذى إرتبط نجاحه بها وليس بدونها!

    أستمتع بقرأة الشعر العربى قديمه وحديثه، ومن ضمنها أعمال لأدباء سودانيين. و بسماع أغانى سودانيه لمطربين عديدين، تجذبنى كلمات الأغانى إلى جانب روعه التطريب. ولكن وسط كل ذلك الإبداع الشعرى والغنائى الضخم، لدى رفيقان دائمان صاحبانى بإبداعهم طوال حياتى ـ وما زالا ـ مصطفى سند وهاشم ميرغنى. ولهذا فاجعتى وحزنى كبيراً على رحيل مصطفى سند، و ما زلت حزيناً على رحيل صديقى هاشم ميرغنى.
                  

05-25-2008, 03:39 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)



    مصطفى سند .. أستاذى لك حبى
    (3)

    فى رأى أن الشعر التقليدى فى أوزانه و قوافيه المعروفه يحتاج لملكات وقدرات شعريه عالية. أما الشعر الحديث فتحرره من قوالب الشعر التقلدى وقوافيه أتاح مرونه وسهولة التعبير عن الأفكار، و سهل على الكثيرين أن يكتب شعراً تتفاوت درجات جودته. بعضه سجع أجوف، وبعضه شعراً راقياً زاخراً بالمعانى والتعابير والمفردات الرائعة. و الأستاذ مصطفى سند من رواد شعر الحداثه بالسودان. وإن كان من أشهر شعراء الحداثة بدر شاكر السياب ونزار قبانى، إلا أننى أعتبر مصطفى سند أشعر شعراء الحداثة على الإطلاق.

    من أجمل ما كتب السياب أنشودة المطر و المومس العمياء، فى شعره تجده مصوراً بارعاً بالكلمات والتعابير يطرح فكرته بوضوح. يقول فى أنشودة المطر:

    عيناك غاباتا نخيل ساعة السحر
    أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
    عيناك حين تبسمان تورق الكروم
    وترقص الأضواء كالأقمار فى نهر
    يرجفه المجداف وهناً ساعة السحر

    ونزار قبانى صاحب ملكه شعريه طاغيه يجيد التعبير ببراعة فى أشعار الحب والغزل، والوطنيه والرثاء. من قصائده قارئة الفنجان، إنى خيرتك، ورثائه للزعيم جمال عبد الناصر:
    قتلناك يا جبل الكبرياء
    و يا آخر قنديل زيت يضئ فى ليل الشتاء
    قتلناك وقلنا المنيه ...
                  

05-25-2008, 03:52 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)


    مصطفى سند .. أستاذى لك حبى(4)

    أما مصطفى سند إلى جانب ملكاته التعبيريه الراقيه وإستخدامه للمفردات بمعانى مجازية جديدة، أشعاره تتميز بعمق فى مضمونها ومعانيها وتعابيرها ورمزيتها. يصف مصطفى سند شعره قائلاُ:

    فى القلب تطفح زفرتى شعراً كئيب اللون منغلق الرموز
    تجتازه للسطح تعجز عن معاينه الكنوز
    شعرى كساه الليل ثوب الحزن، يغرف من جيوب القاع،
    ينهل من جذور القلب، يعتصر العروق
    ويلاه أين أفر منه ؟ يلاحق الأنفاس فى صدرى
    وينتخب العواصف والبروق
    سأظل أركب جامحات الوعر، أضرم فى الجبين
    حرارة اللهب المدارى الحريق
    وسأستعيد الرعش فى الأضلاع، حمى الوحى،
    أنزل بالكلام إلى الطريق
    للناس، لو يدرون كيف أطوع الكلمات فى حلقى،
    عذاب الأخرس المخنوق يلتمس الصياح
    تتراكم الألفاظ خلف لهاته الحمراء، يحبس جرسها
    الطافى كزمجرة النباح
    برقُ ينير الجوف، يلمس مركز الإعصار،
    يطلق من عقال الموت أشرعة الرياح
                  

05-25-2008, 04:04 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)


    مصطفى سند .. أستاذى لك حبى
    (5)

    ولد مصطفى سند بمدينه أم درمان عام 1936 ، تلقى تعليمه بأم درمان والأبيض والخرطوم بحرى. عمل بمصلحة البريد والبرق، وخدم بفروعها بمناطق مختلفة من ضمنها بورتسودان، والجنوب وأم درمان، وإنتدب للعمل بقنصلية السودان فى جميلا بأثيوبيا. يجدر الإشارة أن من فحول الشعراء من الأجيال التى سبقته من عمل بمصلحهة البريد والبرق كان الرحل خليل فرح. وقد خصه فى ديوانه أوراق من زمن المحنه بقصيدة أسماها "كلمات إلى خليل فرح". إرتبطت ذكرياته وبعض أشعاره بجنوب السودان الذى أحبه وأحب أهله. يقول فى قصيدته مقاطع إستوائية وهو مودعاً لأهل الجنوب عائداً لأم درمان:

    أنا فى الطريق إلى الشمال
    أعزكم أبداً وأحلم أن ألاقيكم
    بلا جسرٍ يحول ولا عوائق

    (عدل بواسطة نادر الفضلى on 05-25-2008, 05:52 PM)

                  

05-25-2008, 04:11 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)


    مصطفى سند .. أستاذى لك حبى(6)


    قدم ديوانه "البحر القديم" الشاعر صلاح أحمد إبراهيم، فكتب:

    "أن اللغة الشعرية لدى مصطفى سند قد بلغت شأواً عظيماً، كما أن موسيقى شعره عارمة جارفة."

    وقدم ديوانه "أوراق من زمن المحنة" الأستاذ عيسى الحلو فكتب:

    "مصطفى سند من الشعراء الرواد الذين برزوا فى فترة الستينيات، من أصحاب الموهبة الكبيرة، والذوق المرهف، الذى صقلته الثقافة، دونما تشويه لفطرته الفنية السليمة. ومن هنا كان نقاء الشعر عنده، فهو لا يجر وراء شكل فنى منبت الجذور، يسود فينال الرضاء العام فى موسم أو موسمين. سند يعرف أن مثل هذا الشعر سينطفئ. فهو لا يكتب من أجل النقد الأدبى، ولا يسعى إلى الشعر السهل الذى يتملق عواطف الجمهور العريض. وهو من الشعراء والأدباء السودانيين القلائل، الذين يمتازون بالنفس الفنى الطويل، لقد وهب العمر للكتابة. وتتجلى الموهبه الكبيرة فى قدراتها على طرح الأسئلة الجادة فى محاولات جاهدة لأن تصوغ إجابات حقيقيه. ولهذا تراه رغم موسيقاه التصويرية الجياشه يتخفى فينظم المعانى ويطرح القضايا. وذلك لأنه لا يريد أن يكون مغنياً فقط. الشعر عنده ليس تعبيراً، ولكن موقف من العالم ملتزم، وهو أيضاً رؤيا. وهنا يبدع نوعاً من الموقف المتجانس بين الطرفين .. بين اللغة بوصفها حاملة للموضوع وبين اللغة كصوت .. موسيقى وشكل .. صورة فنية .. ومن مجموع صراع هذه العناصر الجمالية تتولد موسيقى خافتة تختبئ وراء الكلمات. وتعبر عن المعانى الرؤيوية بشكل درامى عظيم الفن. ولهذا فإن القاموس الشعرى عند مصطفى سند هو أن تختار الكلمات معانيها الجديدة .. كما تتولد فى نفس الوقت كلمات جديدة كأنما هى قد ولدت الآن فقط."
                  

05-25-2008, 04:27 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)


    مصطفى سند .. أستاذى لك حبى
    (7)

    و لنسبر أغوار بحار كنوزه الشعرية و لغته وتعابيره ومعانيه الراقيه. ففى قصيدته "مقاطع إستوائية"، لديه وصف جميل للمطر (بلور ضرعك يا عصير الريح):
    بلور ضرعك يا عصير الريح سال على
    النوافذ والزجاج
    مطراًُ كدمع الشمع يغسل مدخل الكوخ
    العتيق من السياج إلى السياج
    قلبى تعلق بالرتاج

    وفى نفس القصيدة ً يقول:
    يا صندل الليل المضاء
    أفرد قميص الشوق حين تطل سيدة النساء
    فالمجد جاء
    ***
    أنا فى جحيم الغاب وفى أبد التلاحم والصراع
    غنيت للسود الغلاظ وللعبيد وللرعاع
    وللحاملين غشاوة الجهل الضرير حقائقاً
    تعلو على صنم الحقائق
    للعائدين من الحدود .. لكل كذاب وصادق
    للشمس تغسل بيتنا العالى علو الشمس
    من مطر البنادق
    للجاهلين الهاربين وللذين أحبهم
    ماتو بأيديهم و من يبسوا بأعواد المشانق
    أنا فى الطريق إلى الشمال
    أعزكم أبداً وأحلم أن ألاقيكم
    بلا جسرٍ يحول ولا عوائق

    (عدل بواسطة نادر الفضلى on 05-26-2008, 07:45 PM)

                  

05-25-2008, 04:16 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)

    تمترسنا ونحن فى بدايات تعلم معنى الكتابة
    الى خندق الكلمة لدنه
    تعلمنا منه رصانة القول
    وعمق الكلمة التى تصب فى خانتها تماما
    وارتبط لدينا بالبحر القديم
    عببنا من بحره
    وتسكعنا على اقواس كمنجاته
    واحبننا انه كان انسانا عاديا
    وحميما
    لم التق به
    لكنى عرفته من خلال قصيدته
    وقاموسه العاج الضاج بجديد الحرف
    وعميق المعنى
    له كل الرحمة
    فلقد ملك علينا الحواس جميعا
                  

05-25-2008, 04:35 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    Quote: تمترسنا ونحن فى بدايات تعلم معنى الكتابة
    الى خندق الكلمة لدنه
    تعلمنا منه رصانة القول
    وعمق الكلمة التى تصب فى خانتها تماما
    وارتبط لدينا بالبحر القديم
    عببنا من بحره
    وتسكعنا على اقواس كمنجاته
    واحبننا انه كان انسانا عاديا
    وحميما
    لم التق به
    لكنى عرفته من خلال قصيدته
    وقاموسه العاج الضاج بجديد الحرف
    وعميق المعنى
    له كل الرحمة
    فلقد ملك علينا الحواس جميعا


    الأستاذة سلمى
    تحياتى
    نعم لقد كان رحمه الله عليه قريباً منا عرفناه بكلماته، مدرسة أدبيه نهلنا منها وستنهل منها أجيال قادمة
                  

05-25-2008, 04:40 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)


    مصطفى سند .. أستاذى لك حبى
    (8)


    فى رائعته "البحر القديم" أقتطف كلمات ربما بعضها يصلح رثاء له، وهذه روعه أشعاره التى تتفق مع مواقف شتى:

    بين وبينك تستطيل حوائطٌ ،
    ليلٌ وينهض ألف باب
    ****
    عبرت ملامحك النضيرة خاطرى
    فهتفت ليتك لا تزال
    للريح خمرك للمساء وللظلال
    والبرق لى .. والرعد .. والسحب الخطاطيف الطوال
    تروى هجير النار تحت أضالعى الحرّى
    وتلحف فى السؤال
    كيف إرتحالك فى العشىّ
    بلا حقائب أو لحاف ؟
    ترتاد أقبية المكاتب والرفوف السود
    والصحف العجاف
    زمناً يمص الضؤ من عينيك
    يصلب وجهك المنسىّ فى الدرج العتيق
    أثراً كومض شرارة تعبى على خشب الحريق
    كيف إرتحالك أيها المصلوب مثل شواهد الموتى
    بزاويه الطريق

    ومن التعابير الجميله:
    * أنا فى الرياح مسافر يلقى على الأبواب جارحة الردود
    * بينى وبينك سكة السفر الطويل من الربيع إلى الخريف

    ووصف نفسه:
    بينى وبينك قصة الشعراء، صدر غمامةٍ
    يلهو فى الأفق الشفيف
    هذا أنا ..
    بحر بغير سواحلٍ .. بحرٌ هلامىٌ عنيف
    لا بدء لى .. لا قاع لى .. لا عمر لى ..
    لكننى فى الجوف ينبض قلبىّ النزق اللهيف
                  

05-25-2008, 04:48 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)


    مصطفى سند .. أستاذى لك حبى
    (9)


    فى قصيدته "أحزان قديمة" ( أثناء حرب الجنوب الأولى) يقول:

    "توريت" تفتح فى مطار الليل صندوقاً من اللحم الجريح
    "توريت" ترفع شارة البابا ولافتة المسيح
    وتدق بالكفّين شرفة غيمها الصيفىّ
    تنبح بالأسى
    *****
    "توريت" نافذتان دامعتان تحت الصبح،
    ساقيتا أنينْ
    جرس الكنيسة ضائع الدّقات مخنوق الرنين
    تتناثر الأصداء كالبومات
    تلويها بصدر الأفْق زوبعةٌ حرون
    *****
    "توريت" تدفن فى المساء ضغائن الأحقاد
    تولد من جديد
    تقف المساجد والكنائس فى برود التبر
    تضحك للصباح البكر والفجر الوليدْ
                  

05-25-2008, 04:56 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)


    مصطفى سند .. أستاذى لك حبى
    (10)

    من قصيدته "عينان على الجدار" أقتطف العبارات التالية:

    ما بين وجهك والصحاب قذائف الآهات،
    طيف الجوع، كلّ نوائب الزمن الحزينْ
    يا ويح قلبك أزهر الفولاذ بعدك مرتين
    وأنت قلبك لا يلينْ
                  

05-25-2008, 05:00 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)


    مصطفى سند .. أستاذى لك حبى
    (11)

    أقتطف من قصيدة "الكمنجات الضائعة":

    و طرحت قوس كمنجتى جسراً ببحر الليل
    ثم هويت للقاع
    متورم العينين تنبض عبر أسماعى
    طبول العالم الهدّار: لا تأسى لمن فاتوا
    فبعض مساكنٍ تبقى وبعض مساكنٍ تنأى
    فتدنيها المسافات
    *****
    وأهتف أيها المنثال كالأمطار أين زمان تلقانا
    بساح الجمر نحرق فى سبيلك سوسنات العمر
    نضرع، ثم تأبانا
    لعلك يا عذاب الليل كنت تزورنا كرهاً
    وترحل قبل ان تأتى
    و نحن نمزقّ الأعصاب، نسمع دمدمات الوحى
    خلف ستائر الصمتِ
    ونرقب ساحة الميلاد، برق خلاصنا
    المرصود بين الآه و الآهِ
    *****
    سقيت الناس من قلبى، حصاد العمر،
    ذوب عروقى الولهى .. بأكوابْ من النورِ
    أقبل كل من ألقى فى الطرقات،
    من فرحى وألثم أعين الدورِ
    كمنجاتى التى ضاعت تردد صوتها
    المخمور يهدر فى بحار الليل، يهدر كالنوافيرِ
                  

05-25-2008, 05:11 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)


    مصطفى سند .. أستاذى لك حبى
    (12)

    قصيدة "عودة أوكيتا (2)" وكأن مصطفى سند يوصف بها واقع حال السودان الآن، وحال المغتربين المهاجرين المسافرين وأن لعنه الغجر أصابتهم. أورد منها:

    غريبةٌ ملامح البيوت،
    واجهات العرض، ضجة الطريقْ
    غريبةٌ عيون أخوتى الصغارْ
    غرقت فى دموعها ..
    وحين أوشكت خطاى أن تتوه
    شممت طعم النار والحريقْ
    وجدّته كما رحلت سيّد الوجوه
    الحزن فى بلادنا يقيم دون كلفةٍ
    الحزن فى بلادنا كالليل والنهارْ
    ******
    فى الصبح حين يرجع المهاجرونْ
    من آخر البحار، فجأةً يسافرون
    لأن لعنة الغجر
    منقوشةٌ على عيونهم
    لأن فى عيونهم سحابة الضجرْ
    ********
    والأخذ لا يكون دائماً بغير ما عطاءْ
    والعدل كى يصير ثابتاً فى كفة الميزانْ
    لابد من وجهين للذى يموت،
    والذى يعيش فى الدماءْ
    ليسقط الكلام عن تراحم الإنسان عالياُ
    ليسقط الضجيج والهراءْ
    أعود لا دراهمى لقيت لا شممت ريح عافية
    بحكمةٍ كالشجر القديم فى منابع السيولْ
    تعضّه الرياح كلّ ساعةٍ
    تشيخ فى عروقه الفصولْ
    لكنه يطولْ
    لن تمطر السماء فى عيونكم خلاصها ،
    لن تمطر الحلول
    فلتغسلوا النفوس من غشاوة الذهولْ
    وليعرف الذى يضجّ بالصراخ والذى يريد أن يقولْ
    بأن فى مماتكم حياتكمْ
    وأن باكراً ولادةٌ عسيرةٌ وشافيةْ
    *****
    تعبت فلتنم شموع هذه القافيةْ

    (عدل بواسطة نادر الفضلى on 05-25-2008, 08:40 PM)

                  

05-25-2008, 05:16 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)


    مصطفى سند .. أستاذى لك حبى
    (13)


    قصيدة "عودة أوكتا (3)" أورد منها:

    صيفان وسبع ليالٍ من أحزانْ
    صيفان وظلّك فوق جبينى يحفر بئر الخوف،
    ويحفر حتى الآنْ
    أترانى أعبر سهل الريح وأرجع للأحياء بغير أوان ْ؟
    أترانى أقرع طبلة أذنٍ تُملأ كلّ صباحٍ بالأسرار ْ؟
    أترانى أحمل ما كُلفّت، أضمّد جرح الموجة والتيار ؟
    يا وجه الشمس الفاضح كل حقير كل جبانْ
    ******
    صيفان وسبع ليالٍ أسمع خلف الطاق
    الريح تزغرد فوق النيل
    يا حجر العاشق هذا إبنك يلعق آخر
    قطرة زيت فى القنديلْ
    عفواً عفواً ظّلى يجثم فوق الصدر فأرقد كالمشنوق،
    أهمهم كالمخدور
    ماذا أفعل ؟ ماذا يجدى يا روّاد هروب سجينٍ
    يعبر دون عبور ؟

    (عدل بواسطة نادر الفضلى on 05-25-2008, 05:23 PM)
    (عدل بواسطة نادر الفضلى on 05-25-2008, 05:27 PM)

                  

05-25-2008, 05:16 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)


    مصطفى سند .. أستاذى لك حبى
    (14)


    من قصيدة "أمسيات الصمت والمرض":

    قلبى سقاه الليل كأس الحزن، رغم بوادر الضحك
    المجنزر فى الشفاه
    ويلاه كيف أحسّ بالحمىّ تعضّ العظم
    بالهذيان يبلغ مرّة أخرى مداه ؟
    رباه كيف أشمّ رغم الصيف أنسام الربيعْ ؟
    والنار عبر الحلق والأذنين، أسمع فى جفاف
    النهر رقرقة المياه
    هذا حصاد العمر فى الأضلاع رمح تناقضٍ
    يهرى عروق اللحم والجسد الوجيعْ
    فى البيت تولد أحقر الأشياء، تسرج مهرىَ
    العاتى نسور الصمت، تلجم عزمىّ المهزوم
    ألسنة الخشوعْ
    فأجن أحبس نفسى المتلوفة الأعصاب
    فى القفص الجدارى السميك
    أضحك للعراك الطاحن الدموىّ، أضحك من بعيدْ
    ما عدت أحفل بعد موت مواهبى لبناً بمائدة العشاءْ
    فلطالما قَدّمت ذوب النفس، كنت أدور طول الليل،
    أربط عنقىَ الواهى بساقية العبيد
    ما كان يرحم زلتى أحدٌ بطعم الدمع فى العينين،
    كنت أقيد الشكوى وأجتنب البكاء
    شرّقت حتى جئت سقف الشمس، خضت جحيمها
    النارىّ عدت بلا ضياءْ
    وجريت تحت ذوابع الأمطار، قسمت الرعب
    بالكفّين، ومض البرق فى الغابات، ومجرة الرعود
    ورجعت غير الركل والصفعات ما صافحت،
    غير الذمّ، غير طلائع النهم الشديد
    إن عانقت عيناى صفحة مرمر جذلى،
    أحسّ الخوف يخنق رعشة النغم الوليد
    فى القلب تطفح زفرتى شعراً كيب اللون
    منغلق الرموز
    تجتازه للسطح تعجز عن معاينة الكنوز

    (عدل بواسطة نادر الفضلى on 05-25-2008, 05:29 PM)

                  

05-25-2008, 05:18 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)


    مصطفى سند .. أستاذى لك حبى
    (15)

    وفى ديوانه (أوراق من زمن المحنة) مصطفى سند يخاطب خليل فرح فى قصيدته "كلمات لخليل فرح" أقتطف منها:

    يا سيد الخليل هل رأيت روح أمّةٍ تموت
    والحناجر الطريّة الدماء تنزف الحرير والربيع ْ؟
    وتنزفُ الغناء والدموع ؟
    وترفع الآذان من قبابها المسورات بالصلاح والخشوع
    *********
    الليل موغل فى داخل النفوسْ
    والموت صولجان الحقُّ فى معارج الشموس
    فكيف ينتشى بصوته الذى يهزُّ تربة المدينة السمراء
    كلّ لحظة ويعلن الكفاحْ ؟
    يا سيد الخليل صبرك الجميل برهةً وينبت الصباح
    ******
    كأنَّ فى مدينة الإمام مأتماً
    ومرَّةً تفور فى مشكاتها براءةُ الأنساغ، حكمة السؤالْ
    مدينة تقيم حائطاً للصمت، تنتشى بصمتها
    تخاف رعشة الخيالْ
    ********
    وأنت يا مولاى تشتهى المسير حافياً
    كأنما الزمان واقفٌ يقيك من شراسة الذى يفورُ فى عيونهم
    ويحبس النهار فى غنائك الرقيقْ
    لعلّ وجه زينب الضحى يرفُّ طالعاً من السنابل المعلقات
    فى مواسم الحريق
    فينثر الضياء والبريقْ

    نسأل الله المغفرة والرحمة لمصطفى سند وأن ينعم على أهله وعلينا الصبر وحسن العزاء

    نادر الفضلى
    أوهايو فى 25 مايو 2008

    (عدل بواسطة نادر الفضلى on 05-25-2008, 05:38 PM)

                  

05-25-2008, 06:28 PM

شهاب الفاتح عثمان
<aشهاب الفاتح عثمان
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 11937

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)

    Quote: نسأل الله المغفرة والرحمة لمصطفى سند وأن ينعم على أهله
    وعلينا الصبر وحسن العزاء


    ونعـــم الاستاذ ..
    ونعـم السند ..

    بديع مقال, كريم خصــال , وسحاب تميز .


    _______________________________________________

    ليتهم يعلمون ان عمر اللحظـه في بعـدك يا خـرطـوم سنين طـوال
    د شهـاب الفاتح ـ كوالالمبـور
                  

05-25-2008, 08:47 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: شهاب الفاتح عثمان)

    Quote: ونعـــم الاستاذ ..
    ونعـم السند ..

    بديع مقال, كريم خصــال , وسحاب تميز .

    الشفيف دكتور شهاب
    تحياتى
    فقدناعظيم فى مصطفى سند

                  

05-25-2008, 06:33 PM

هند محمد
<aهند محمد
تاريخ التسجيل: 05-30-2007
مجموع المشاركات: 4300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)

    شاعر بقامة وطن له الرحمة والمغفرة والتحية والاجلال
    شكرا نادر للمسة الوفاء برغم الحزن
                  

05-25-2008, 08:51 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: هند محمد)

    Quote: شاعر بقامة وطن له الرحمة والمغفرة والتحية والاجلال
    شكرا نادر للمسة الوفاء برغم الحزن


    الأخت الكريمه هند
    تحياتى
    كما تفضلت شاعر بقامة وطن .. فقده عظيم وإن كان سيبقى مقيماُ بيننا بإبداعه الشعرى

    مع شكرى وتقديرى
                  

05-25-2008, 11:08 PM

نهي محسن أبوراس
<aنهي محسن أبوراس
تاريخ التسجيل: 04-02-2008
مجموع المشاركات: 488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)

    أخي الأصيل نادر

    إبداع ووفاء تشكر عليهما...
    رحم الله الشاعر الانسان الرائع مصطفي سند
    وأسكنه فسيح الجنان مع الصديقين والشهداء..

    شكرا ليك
                  

05-26-2008, 07:37 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نهي محسن أبوراس)

    Quote: أخي الأصيل نادر

    إبداع ووفاء تشكر عليهما...
    رحم الله الشاعر الانسان الرائع مصطفي سند
    وأسكنه فسيح الجنان مع الصديقين والشهداء..

    المرهفة نهى أبوراس
    لك تحياتى وتقديرى
    كنت أتمنى أن تصل كلماتى فى مصطفى سند فى حياته، ففى ذلك تكريم وعرفان له. ووقوف معه فى صراعه مع المرض. وهو الذى عاش بنبض الأحرف والكلمات، ووهب ذوب مشاعره أشعاراً سرت فى وجدان الكثيرين. جئت مساء الجمعة من عملى وفى خاطرى فى عطله نهايه الأسبوع الطويله هذه بأمريكا، أن أكتب كلمات لتصله بعنوان "أستاذى لك حبى"، ففجعت بقرأة نبأ وفاته. لتأتى كلماتى رثاءً له. وأنا الذى كنت أحاول أن أفرغ وقتى لأتخير الكلامات والعبارات لأخاطب أمير الكلمه وفارسها المغوار، وكان يقينى أن كلماتى ستعجز عن التعبير عما بدواخلى ولن توفيه حقه. رغم ذلك كنت متيقناً بأنه سيسعد بها وبشفافيته سيدرك صدق إحساسى. واليوم بعد رحيله ففى رثائه تتضائل الكلمات وتستعصى حتى على من إمتلكوا ناصيه البيان واللغه، للتعبير عما يجيش فى الخواطر عن مصطفى سند الأديب الأريب، الشاعر الفنان، والأنسان. فاليوم نحتاج لمصطفى سند ليرثى لنا مصطفى سند! وهو القائل:

    سقيت الناس من قلبى، حصاد العمر،
    ذوب عروقى الولهى .. بأكوابْ من النورِ

    والقائل:
    فى القلب تطفح زفرتى شعراً كئيب اللون منغلق الرموز
    تجتازه للسطح تعجز عن معاينه الكنوز
    شعرى كساه الليل ثوب الحزن، يغرف من جيوب القاع،
    ينهل من جذور القلب، يعتصر العروق
    ويلاه أين أفر منه ؟ يلاحق الأنفاس فى صدرى
    وينتخب العواصف والبروق
    سأظل أركب جامحات الوعر، أضرم فى الجبين
    حرارة اللهب المدارى الحريق
    وسأستعيد الرعش فى الأضلاع، حمى الوحى،
    أنزل بالكلام إلى الطريق
    للناس، لو يدرون كيف أطوع الكلمات فى حلقى،
    عذاب الأخرس المخنوق يلتمس الصياح
    تتراكم الألفاظ خلف لهاته الحمراء، يحبس جرسها
    الطافى كزمجرة النباح
    برقُ ينير الجوف، يلمس مركز الإعصار،
                  

05-30-2008, 04:45 AM

نهي محسن أبوراس
<aنهي محسن أبوراس
تاريخ التسجيل: 04-02-2008
مجموع المشاركات: 488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)

    Quote:
    فى القلب تطفح زفرتى شعراً كئيب اللون منغلق الرموز
    تجتازه للسطح تعجز عن معاينه الكنوز
    شعرى كساه الليل ثوب الحزن، يغرف من جيوب القاع،
    ينهل من جذور القلب، يعتصر العروق
    ويلاه أين أفر منه ؟ يلاحق الأنفاس فى صدرى
    وينتخب العواصف والبروق
    سأظل أركب جامحات الوعر، أضرم فى الجبين
    حرارة اللهب المدارى الحريق
    وسأستعيد الرعش فى الأضلاع، حمى الوحى،
    أنزل بالكلام إلى الطريق
    للناس، لو يدرون كيف أطوع الكلمات فى حلقى،
    عذاب الأخرس المخنوق يلتمس الصياح
    تتراكم الألفاظ خلف لهاته الحمراء، يحبس جرسها
    الطافى كزمجرة النباح
    برقُ ينير الجوف، يلمس مركز الإعصار،


    ماأجملها من كلمات وماأروعه من إحساس ذلك الذ يلج القلوب بخفة وحنان..
    حنين يعتصر الافئدة وشجن يذهب الالباب...
    متابعين معاك كل تلك الروائع وفي انتظار المزيد من أوفي تلميذ للراحل..
    مودتي يااصيل..
                  

05-26-2008, 00:32 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)

    نادر :
    رحم الله مصطفى سند.
    شكراً على مختاراتك من الشعر السندي و أظن أن جينات والدكم العزيز بدأت تنازع مساخة الهندسة التي تسكنك. مرحباً بك في منتدى ال الفضلي الفضلاء للأدب و الشعر ,العرجاء دائماً للمراح الصاح ترجع.
                  

05-26-2008, 07:44 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: Masoud)

    Quote: نادر :
    رحم الله مصطفى سند.
    شكراً على مختاراتك من الشعر السندي و أظن أن جينات والدكم العزيز بدأت تنازع مساخة الهندسة التي تسكنك. مرحباً بك في منتدى ال الفضلي الفضلاء للأدب و الشعر ,العرجاء دائماً للمراح الصاح ترجع.

    أخى وأستاذى مسعود
    أعزيك ونفسى فى رحيل مصطفى سند.
    ليت لى مثل والدى ملكة الشعر وسحر الكلمه والبيان لأرثى مصطفى سند.

    و لعل العلاقه قائمه بين مصطفى سند والهندسة. فهو يصمم ويبنى بيوتاً من الشِعر بأساسٍ متينٍ من الأحرف والكلمات، يسبكها بكيماويات تعابير من ذوب نفسه وعروقه الولهى. فتفوح من حوائطها و نوافذها عبيق مسكٍ وعبيراً فياحاً يتسرب و يسرى فى الوجدان ويتملك القلوب، فيسكن فيها وتسكن فيه. هو مهندس إلكترونى للكلمات، يصمم إلكترونياتها للتتناغم موجاتها بالإتصال بالوجدان والمشاعر والأفكار والقلوب. بل ويتحكم فيها من على البعد ليرتقى بالأحاسيس والمشاعر ويضيئها بأنوار إبداعه الفريد. يتعامل بمعادلات وشفرات خاصة، تتضائل عندها معادلات إسحق نيوتن ، وإختراعات ماركونى وجراهام بيل.

    و ما أجمل العودة للمراح الصاح ! رغم أن بينى وبينه تستطيل حوائط .. ليل وينهض ألف باب. وبينى وبينه سكة السفر الطويل من الربيع للخريف.

    وأتمنى لك ولى العودة لمراح الوطن وأن ينعم الله عليه بالرحمه ويرفع عنه المعاناة والشقاق والحزن. وأن يرفع عنا لعنة ترحال الغجر فى أسفار وهجرات لا بدء لها .. لا نهاية لها. و رحم الله مصطفى سند حين قال:

    وجدّته كما رحلت سيّد الوجوه
    الحزن فى بلادنا يقيم دون كلفةٍ
    الحزن فى بلادنا كالليل والنهارْ
    ******
    فى الصبح حين يرجع المهاجرونْ
    من آخر البحار، فجأةً يسافرون
    لأن لعنة الغجر
    منقوشةٌ على عيونهم
    لأن فى عيونهم سحابة الضجرْ

    مع تقديرى وإحترامى
    نادر الفضلى
                  

05-26-2008, 11:01 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)

    وداعا غالى الحروف فحزننا تعجز عنه الكلمات يا غالى الحروف
    رحم االله النورس صاحب البحر القديم وآنسه فى وحشته بقدر ما اسعدنا واثرى وجداننا بالكلم الجميل
    شكرا نادر فضلى فلا يعرف الفضل لأهل الفضل الا اهل الفضل
    جنى
                  

05-27-2008, 05:28 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: jini)

    Quote: وداعا غالى الحروف فحزننا تعجز عنه الكلمات يا غالى الحروف
    رحم االله النورس صاحب البحر القديم وآنسه فى وحشته بقدر ما اسعدنا واثرى وجداننا بالكلم الجميل

    الأخ الفاضل / جنى
    نعم حزننا تعجز عنه الكلمات، وأسأل الله الإستجابة لدعائك بإن يؤانس وحشه مصطفى سند فى قبره، وأن يجعل قبره روضاً من رياض الجنة.
    نقول تعجز الكلمات ، وما أروع مصطفى سند يقول " الليلة ما بال الشعر تجمّد يبست حتى الكلمات" ، وأيضاً يصفها "ذيل حروف منسحقات". أقتطف الأبيات التاليه من قصيدته "عريس الموت والغفران":

    يا عين الشمس عليه
    كونى عطراً يغسل رشح الجرح النازف من عينيهِ
    كونى فرحاً يمسح ظل الآهة من شفتيهِ
    كونى إيماناً، كونى درباً لا تعبره الخيلْ
    ********
    الليلة مابال الشعر تجمّد يبست حتى الكلماتْ
    الصمت، الرهبة، ظلّ حديثٍ حط كصقر الخوف
    ينوش الأعين، يهرب ثم يعود بلا أصواتْ
    يتعثر بالشفتين يدور فحيحاً همساً
    ذيل حروفٍ منسحقات
    لا يجد طريقاً، يجثم فوق الباب يحّدق فى الباكين
    ويربض كالكابوس


                  

05-26-2008, 11:25 PM

ناهد بشير الطيب
<aناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)

    عيناك غاباتا نخيل ساعة السحر
    أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
    عيناك حين تبسمان تورق الكروم
    وترقص الأضواء كالأقمار فى نهر
    يرجفه المجداف وهناً ساعة السحر


    شكرا اخ نادر تقديرك لاستاذ الجميع الاستاذ الراحل مصطفى سند
    رحمة الله عليه



    فقد عظيييييييييم ولكن تبقى احرفه هى المنار ...

    خالص الود
                  

05-27-2008, 05:40 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: ناهد بشير الطيب)

    Quote: شكرا اخ نادر تقديرك لاستاذ الجميع الاستاذ الراحل مصطفى سند
    رحمة الله عليه

    فقد عظيييييييييم ولكن تبقى احرفه هى المنار ...

    الأخت ناهد
    حقاً تبقى أحرفه هى المنار. يقول مصطفى سند فى "عودة أوكتا (2)":

    قبرى كان هناك هجرت القبر
    وجئت لأحفر بئر الحكمة للأحياء

    مع تحياتى وتقديرى
                  

05-27-2008, 06:22 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)


    والأخذ لا يكون دائماً بغير ما عطاءْ
    والعدل كى يصير ثابتاً فى كفة الميزانْ
    لابد من وجهين للذى يموت،
    والذى يعيش فى الدماءْ
    ليسقط الكلام عن تراحم الإنسان عالياُ
    ليسقط الضجيج والهراءْ

    مصطفى سند
                  

05-27-2008, 11:20 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)

    رحمه الله بما خلف من معارف لا يختلف عليها إثنان اللهم أغفر له ما تقدم و ما تأخر وأوسع له القبر وزينه له بالأنوار كما زين عقولنا بالدرر النوادر وابعثه فردوسك صديقا شهيدا والعزاء لآله وذويه ومعجبيه وتلامذته ولك يا الفضلى السلام فقد أوفيت ووفيت.................


    منصور
                  

05-28-2008, 04:19 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: munswor almophtah)

    Quote: رحمه الله بما خلف من معارف لا يختلف عليها إثنان اللهم أغفر له ما تقدم و ما تأخر وأوسع له القبر وزينه له بالأنوار كما زين عقولنا بالدرر النوادر وابعثه فردوسك صديقا شهيدا والعزاء لآله وذويه ومعجبيه وتلامذته ولك يا الفضلى السلام فقد أوفيت ووفيت.................

    آميييين
    الأخ الفاضل/ منصور المفتاح
    لك التحيا .. وأنت من متذوقى الأدب شعراً ونثراً. مرحباُ بك فى رحاب إبداعات مصطفى سند.


    إن كان شعرك فى جحيم الصدق غطَّ جناحه
    لعرفت كيف يموت نسرُ العزِّ محترقاً
    وكيف يمزّق الشعرُ القناعْ ..
    ويُطل رغم تيبُّس الأمواتِ،
    رغم برودة الأكفانِ،
    ينبض بالحياة وبالرجولة والتدفقِِ
    والتفجُّرِ والإصراعْ ..



                  

05-27-2008, 11:23 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)

    Quote: بدر شاكر السياب - أنشودة المطر
    من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
    اذهب إلى: إبحار, بحث

    * عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ،
    * أو شُرفتان راحَ ينأى عنهما القمرْ.
    * عيناكِ حين تَبسمانِ تورقُ الكروم.
    * وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ
    * يرجّه المجذاف وهناً ساعة السَّحَرْ
    * كأنما تنبض في غوريهما، النّجومْ ...

    * وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
    * كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساءٍْ،
    * دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريفْ،
    * والموت، والميلاد، والظلام، والضياءْ؛
    * فتستفيق ملء روحي، رعشة البكاءْ
    * ونشوةٌ وحشيّةٌ تعانق السماءْ
    * كنشوة الطفل إذا خاف من القمرْ!
    * كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
    * وقطرة فقطرةً تذوب في المطرْ ...
    * وكركر الأطفالُ في عرائش المكرومْ،
    * ودغدغت صمت العصافير على الشجرْ
    * أنشودةُ المطرْ ...
    * مطرْ ...
    * مطرْ ...
    * مطرْ ...
    * تثاءب المساء، والغيومُ ما تزالْ
    * تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثِقالْ.
    * كأنّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينامْ:
    * بأنّ أمّه ـ التي أفاق منذ عامْ
    * فلم يجدها، ثمّ حين لجّ في السؤالْ
    * قالوا له: (بعد غدٍ تعودْ .. )
    * لابدّ أن تعودْ
    * وإنْ تهامس الرفاق أنها هناكْ
    * في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
    * تسفّ من ترابها وتشرب المطرْ؛
    * كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباكْ
    * ويلعن المياه والقَدَرْ
    * وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ.

    * أتعلمين أيَّ حُزنٍ يبعث المطرْ؟
    * وكيف تنشج المزاريب إذا انهمرْ؟
    * وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياعْ؟
    * بلا انتهاء ـ كالدَّم المراق، كالجياعْ،
    * كالحب، كالأطفال، كالموتى ـ هو المطرْ!
    * ومقلتاكِ بي تطيفان مع المطرْ
    * وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
    * سواحلَ العراق بالنجوم والمحارْ،
    * كأنها تهمّ بالشروقْ
    * فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ.
    * أصيح بالخليج: (يا خليجْ
    * يا واهب اللؤلؤ، والمحار، والرّدى!)
    * فيرجعٍُ الصّدى
    * كأنه النشيجْ:
    * (يا خليج
    * يا واهب المحار والردى .. )

    * أكاد أسمع العراق يذْخُر الرعودْ
    * ويخزن البروق في السّهول والجبالْ،
    * حتى إذا ما فضَّ عنها ختمها لرّجالْ
    * لم تترك الرياح من ثمودْ

    في الوادِ من أثرْ

    * أكاد أسمع النخيل يشربُ المطرْ
    * وأسمع القرى تئنّ، والمهاجرينْ
    * يصارعون بالمجاذيف وبالقلوعْ،
    * عواصف الخليج، والرعود، منشدينْ:
    * (مطرْ ...
    * مطرْ ...
    * مطرْ ...
    * وفي العراق جوعْ
    * وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
    * لتشبع الغربان والجَرادْ
    * وتطحن الشّوان والحجرْ
    * رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ
    * مطرْ ...
    * مطرْ ...
    * مطرْ ...
    * وكم ذرفنا ليلة الرحيل، من دموعْ
    * ثمّ اعتللنا ـ خوفَ أن نُلامَ ـ بالمطرْ ...
    * مطرْ ...
    * مطرْ ...
    * ومنذ أنْ كنّا صغاراً، كانت السماءْ
    * تغيمُ في الشتاءْ
    * ويهطل المطرْ،
    * وكلَّ عام ـ حين يعشب الثرى ـ نجوعْ
    * ما مرَّ عامٌ والعِراق ليس فيه جوعْ.
    * مطرْ ...
    * مطرْ ...
    * مطرْ ...
    * في كل قطرةٍ من المطرْ
    * حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ.
    * وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراةْ
    * وكلّ قطرةٍ تُراق من دم العبيدْ
    * فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسم جديدْ
    * أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ
    * في عالم الغد الفتيّ، واهب الحياةْ!
    * مطرْ ...
    * مطرْ ...
    * مطرْ ...
    * سيُعشبُ العراق بالمطرْ ... )

    * أصيح بالخليج: (يا خليج ..
    * يا واهب اللؤلؤ، والمحار، والردى!)
    * فيرجع الصدى
    * كأنّه النشيج:
    * (يا خليج
    * يا واهب المحار والردى.)
    * وينثر الخليج من هِباته الكثارْ،
    * على الرمال: رغوه الأُجاجَ، والمحارْ
    * وما تبقّى من عظام بائسٍ غريقْ
    * من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
    * من لجَّة الخليج والقرارْ،
    * وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
    * من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى.
    * وأسمع الصدى
    * يرنّ في الخليجْ
    * (مطرْ ...
    * مطرْ ...
    * مطرْ ...
    * في كلّ قطرةٍ من المطرْ
    * حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ.
    * وكلّ دمعة من الجياع والعراة
    * وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
    * فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديدْ
    * أو حُلمةٌ تورَّدت على فمِ الوليدْ
    * في عالم الغد الفتيّ، واهب الحياة.)
    * ويهطل المطرْ ..

    رحم الله السياب و سند
    اكتب لى يا غالى الحروف صدى لوجدان شفيف وبوح لخاطر عبقرى
    نص اكتب لى يا غالى الحروف يا فضلى اذا سمحت
    جنى
                  

05-28-2008, 04:36 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: jini)

    الأخ العزيز جنى

    للأسف ليس لدى نص قصيده "أكتب لى يا غالى الحروف" ،التى كتب كلماتها الراحل مصطفى سند رحمه الله وغناها الفنان صلاح مصطفى أنعم الله عليه بالصحه والعافية. وهماكان زميلين بمصلحه البريد والبرق. ومصطفى سند لديه قصائد قليلة غنائيه. ويقال أن له أشعار أغانى نسبت لآخرين. أرجو من أحد القراء المشتركين ان يتحفنا بنص القصيدة التى طلبها الأخ جنى.

    جنى مشكور على نشر أنشودة المطر للشاعر الكبير بدر شاكر السياب. عندما نقارن أمير الشعر الحديث مصطفى سند نقارنه بعمالقة مثل السياب، وسنأتى بأمثله أخرى.


    * أنشودةُ المطرْ ...
    مطرْ ...
    مطرْ ...
    مطرْ ...
    تثاءب المساء، والغيومُ ما تزالْ
    تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثِقالْ.
    كأنّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينامْ:
    بأنّ أمّه ـ التي أفاق منذ عامْ
    فلم يجدها، ثمّ حين لجّ في السؤالْ
    قالوا له: (بعد غدٍ تعودْ .. )
    لابدّ أن تعودْ
    وإنْ تهامس الرفاق أنها هناكْ
    في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
    تسفّ من ترابها وتشرب المطرْ؛
    كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباكْ
    ويلعن المياه والقَدَرْ
    وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ.

    (عدل بواسطة نادر الفضلى on 05-28-2008, 05:49 AM)

                  

05-28-2008, 05:05 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)



    مصطفى سند:
    الشمس آخر ما يباع


    لا طيف يورق فى عيونك مرَّةً أخرى ولا سفن الخيالْ
    من كوكب الأحلام تبحر، والزمان يجود بالذكرى،
    وصوتك شاعرٌ، والريح بيتك والمرافئُ والظلالْ ..
    لا قلب يخفق بين صدرك مرَّةً أخرى ولا مطر الجمالْ
    يُحييكَ حين تُفجَّر الغيماتُ برقَ الحسن،
    حين يرنًُ بالأشواق ناقوس المدى ويطوف قديسُ المحالْ ..
    فعلى الرصيف هجرتها وحملت وجهك عائداً
    ونسيت أنك أول الموتى وأنك لست أنتً
    وأن وجهك مستعارْ ..
    يروون فى الأخبار .. كان الحرف بين يديك قلب مراهقٍ
    والشعر كان على شفاهك صوت نارْ ..
    يروون عنكَ حكاية العشَّاقِِ،
    حين يرقُّ صفوُ غنائهمْ
    يروونَ ...؟
    آهٍ منك كيف سلبت عين الشمس عزَّتها
    وكيف دفنتها فى الطين، كيف سرقت آنية النهارْ ..؟
    هذا هو الخسران يولد كالرموز على يديكَ
    وأنت ترجع للوراء تودِّع المرسى وتبحر فى الدوارْ ..
    هذا هو الخسران جمر الشكِّ
    و الرَهق المعذب وإرتعاشات الجنونْ ..
    يُلقون فوقك ظلّها المطعون، ظلَّ عيونها وجبينها
    ***************
    لا نار تورق فى عيونك مرَّةً أخرى ولا سفن الحنانْ ..
    من قلبك الصخرى تبحر، يا صريع الهمِّ والأحزان بعتَ البعثَ والإشراقَ
    بعت الوعىَ، بعت الشمسَ، آخر ما يُباعْ ..
    فى ليلةٍ نزفت دماء عيونها الأقلامُ
    فجًّر صدره الإبداع دبَّ الوحى والإلهامُ،
    رفَّ ندى اليراعْ ..
    إن كان شعرك فى جحيم الصدق غطَّ جناحه
    لعرفت كيف يموت نسرُ العزِّ محترقاً
    وكيف يمزّق الشعرُ القناعْ ..
    ويُطل رغم تيبُّس الأمواتِ،
    رغم برودة الأكفانِ،
    ينبض بالحياة وبالرجولة والتدفّق
    والتفجُّرِ والإصراعْ ..

                  

05-28-2008, 06:06 AM

هاشم أحمد خلف الله
<aهاشم أحمد خلف الله
تاريخ التسجيل: 01-16-2007
مجموع المشاركات: 6449

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)

    له الرحمة والمغفرة اخي نادر وياريت لو الناس تتعلم من الشاعر الراحل المقيم مصطفي سند
    حب الناس وحب الحياة نفسها ونحن نعمل باننا في يوما ما راحلون عنها , الكلمات لا تكفي
    في وصف قامة من قامات السودان الادبية , فمصطفي سند رحل بجسده ولكن روحه ما زالت
    في دواخلنا وكلماته راسخة في اذهاننا .
    شكراً جميلاً اخي الحبيب نادر وانت تتناول سيرة الاستاذ مصطفي سند الشاعر الفنان الإنسان .
                  

05-28-2008, 07:08 AM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: هاشم أحمد خلف الله)

    نعم المربي .. الشاعر الإنسان .. نعم القدوة ونعم وفاء من إقتدى .. الفقد عظيم والجرح غائر .. ألآ رحم الله مصطفى الشاعر الإنسان ؛ عفيف السريرة نظيفها ؛ عف اللسان .. الخلوق الدمث .. إلى جنات الخلد في عليين يا مصطفى
                  

05-29-2008, 02:42 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)

    Quote: نعم المربي .. الشاعر الإنسان .. نعم القدوة ونعم وفاء من إقتدى .. الفقد عظيم والجرح غائر .. ألآ رحم الله مصطفى الشاعر الإنسان ؛ عفيف السريرة نظيفها ؛ عف اللسان .. الخلوق الدمث .. إلى جنات الخلد في عليين يا مصطفى

    الأخ الكريم/ أبوبكر يوسف إبراهيم
    نعم الجرح غاير .. أخى كلماتك الموجزة عبرت بالكثير و عددت خصالاً وصفات كريمه للراحل المقيم. أعزيك وكل القراء فى الفقد العظيم، ونسأل الله الرحمة والمغفرة لمصطفى سند.


    سقيت الناس من قلبى، حصاد العمر،
    ذوب عروقى الولهى .. بأكوابْ من النورِ
    أقبل كل من ألقى فى الطرقات،
    من فرحى وألثم أعين الدورِ
    كمنجاتى التى ضاعت تردد صوتها
    المخمور يهدر فى بحار الليل، يهدر كالنوافيرِ

    مصطفى سند

                  

05-29-2008, 02:31 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: هاشم أحمد خلف الله)

    الأخ الفاضل/ هاشم أحمد خلف الله
    تحياتى .. وأنت أخى تنظم الشعر، وتتذوق حلاوة وعذوبه الكلمات وروعة المعانى، تدرك عظم الفقد للشاعر الكبير مصطفى سند. وكما تفضلت الكلمات لا تكفى فى وصف القامه الأدبية مصطفى سند، رحل بجسده وما زال باقياً فى دواخلنا وأذهاننا.


    يسوقنى إلى مداهُ ذلك الذى يسوقنى بلا أوانْ
    إذا نعست جرََّنى من صرعة الدوار، مدنى على الخوانْ
    وحطنى على الشفاه لسعةً تُدير كبرياءَ الليل والزمانْ
    أنا الذى مرضت حين هزَّنى المطّيبون، سال فى عروقى الهوانْ ..
    *************
    فمن هنا أشقُّ سكَّةَ الرجوع، ألتقى بهنَّ
    حادياتِ الزين والعديلْ ..
    يسوقنى إلى مداه ذلك الذى يسوقنى
    بغير شاهدٍ، ولا دليلْ ..
    لجوهرى القديمِ، جوهرى الكريمِ، جوهرى الأصيلْ ..

    ... مصطفى سند

                  

05-29-2008, 04:18 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)


    مصطفى سند .. العودة إلى ساحل الجوهر

    يسوقنى إلى مداهُ ذلك الذى يسوقنى بلا أوانْ
    إذا نعست جرََّنى من صرعة الدوار، مدنى على الخوانْ
    وحطنى على الشفاه لسعةً تُدير كبرياءَ الليل والزمانْ
    أنا الذى مرضت حين هزَّنى المطّيبون، سال فى عروقى الهوانْ ..
    *************
    يسوقنى لفاتحات الشمس عارياً، لآخر البلادْ ..
    أطيعه، وما تبين فوق رمشىَ الجريح رعشةُ العنادْ ..
    له علىَّ فى غصون منبتى حداثتى، كما له صبايا ..
    يسوقنى لمنسج الوضوح ننبشُ الخفايا ..
    فما لنا بباب قهرنا القديم ما نُحسُّ من تبايُن الأصولْ ..
    و مالنا من النقوش فى كتاب الريح غير هذه السهولْ ..
    بجمرها، وغيمها المطلّ كالصدى البعيد حين تعدل الفصولْ ..
    مدارها، وحين تكشف الرياحُ عن وداعة الرمالِ
    وجهها المخيف ..
    فتنبض الشكوك .. للذى نراه كلَّ ليلةِ يمصُُّ من عيوننا النزيفْ ..
    ** ** **
    تسوقنا إلى مداركَ يا أبا العواصف العتاقِ
    فلتجُرّنا إلى نداك لحظةً فنستريحْ ..
    من هذه النوافذ المجنزراتِ، من فنائك القبيحْ ..
    يا قدرة العطاءِ ثبِّتى خطاى، كنت فى ممالك الجياعِ
    صاحب الندى، وصاحب الديارْ
    أسحُّ، لا أشحُّ، حين ينزلون من دمى شرابهم
    وحين يرحلون أهدم الجدارْ..
    لعلّ سائلاً يمرُّ لا يرى سقيفتى،
    و لا يشم رغوة الحليب فى فم الصباحْ
    يا قدرةَ الخناجر التى تشقُّ أضلع الرياحْ ..
    خذى رقيق لحمىَ اليبيس، شهوة الرقادِ،
    حين تهتف الشوارعُ المسوَّ راتُ بالأصيلْ ..
    ـ قناعُ وجهك القديم، سرُّك الذى دفنته إستبان ليلة الرحيلْ ..
    وداومى طعانك الوحشىَّ، (عدَّلى) علىَّ بالطبولِ والصهيلْ ..
    فمن هنا أشقُّ سكَّةَ الرجوع، ألتقى بهنَّ
    حادياتِ الزين والعديلْ ..
    يسوقنى إلى مداه ذلك الذى يسوقنى
    بغير شاهدٍ، ولا دليلْ ..
    لجوهرى القديمِ، جوهرى الكريمِ، جوهرى الأصيلْ
                  

05-30-2008, 02:05 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)


    صيفان وسبع ليالٍ من أحزانْ
    صيفان وظلّك فوق جبينى يحفر بئر الخوف،
    ويحفر حتى الآنْ
    أترانى أعبر سهل الريح وأرجع للأحياء بغير أوان ْ؟
                  

05-30-2008, 03:28 AM

malamih

تاريخ التسجيل: 01-28-2003
مجموع المشاركات: 2781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)

    ( يسوقنى إلى مداهُ ذلك الذى يسوقنى بلا أوانْ
    إذا نعست جرََّنى من صرعة الدوار، مدنى على الخوانْ
    وحطنى على الشفاه لسعةً تُدير كبرياءَ الليل والزمانْ
    أنا الذى مرضت حين هزَّنى المطّيبون، سال فى عروقى الهوانْ ..
    *************
    فمن هنا أشقُّ سكَّةَ الرجوع، ألتقى بهنَّ
    حادياتِ الزين والعديلْ ..
    يسوقنى إلى مداه ذلك الذى يسوقنى
    بغير شاهدٍ، ولا دليلْ ..
    لجوهرى القديمِ، جوهرى الكريمِ، جوهرى الأصيلْ ..)



    وكأنه كان يرثي نفسه هنا.. ومضى كالسحابة( التي توردت عروقها) ..
    تحمل البروق والأحزان ..
    عزيزي نادر الفضلي.. إي كلمات تحملها إلينا في هذا المقام ..
    هي إستراحة ومضة نجئ إليها بعد معارك وقذائف في المنبر تتراءى هنا وهناك فندخل دارك (الفضلي) نلتمس الأمان..!
    أيها الأعزاء بالمنبر .. من دخل دار الفضلي فهو آمن,.^^
    من جعبة ( التلميذ إلى أستاذه) لكم حبنا..
    وألف رحمة تنزل على قبرك إيها الراحل المقيم مصظفى سند..
                  

06-01-2008, 01:02 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: malamih)

    Quote: وكأنه كان يرثي نفسه هنا.. ومضى كالسحابة( التي توردت عروقها) ..
    تحمل البروق والأحزان ..
    عزيزي نادر الفضلي.. إي كلمات تحملها إلينا في هذا المقام ..
    هي إستراحة ومضة نجئ إليها بعد معارك وقذائف في المنبر تتراءى هنا وهناك فندخل دارك (الفضلي) نلتمس الأمان..!

    أخى الفاضل/ ملامح
    وأنت من فى جيناتك إبداع اليراع وعشق الكلمه نثراً وشعراً، مرحباً بك معنا ونحن نهيم فى آفاق إبداعات مصطفى سند ونتنسم عبيرها الفيّاح!
    صدقت وكأنه يرثى نفسه فى الأبيات التى إقتبستها. وهذه روعه وعبقرية مصطفى سند، يشعر بصدق،


    طال إحتضارك يا أساى سئمت
    وجهك فالوداع
    إنى تجدّدنى المصائب، معدنى للناس
    يكشفه الصراع
                  

05-30-2008, 10:24 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)

    ما عدت قادر انتظر
    سامحني غلطان بعتذر

    ما كنت قايل من عتاب تحكم علي
    بالوحدة والشوق والعذاب
    انت القبيل شلت الصعاب
    في دربو عديت ألف باب

    لو انت زهو الحسن في عيونك بدا
    خليك أمين في العشرة لي آخر مدى
    كيف تنسى لهفة قلبي ليك
    تنسى الحنان الكان لديك
    لو مرة اسمك في البعيد شايلو الصدى
    بلّ النسايم الحلوة بي قطر الندى
    تلقاني واقف مرتعش ضارع إليك

    عارف تمام ده المستحيل
    الحسن والطبع النبيل
    يغضب يجور
    لحظات خصامو المرة تتمدد شهور
    صدقني لو أغلط معاك دايماً أقول
    انت الأصيل انت الوفي
    عن حبي ما ممكن يميل
    يضحك سلام الدنيا في عيونك دليل
    من بعدو ما داير دليل

    ما عدت قادر انتظر
    سامحني غلطان بعتذر



    كيف تنسى لهفة قلبي ليك
    تنسى الحنان الكان لديك
    يا سلام يا سند من تانى البسندنا بالكلام الجميل!
    جنى
                  

06-01-2008, 01:31 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: jini)

    عزيزى جنى

    ما عدت قادر انتظر
    سامحني غلطان بعتذر


    Quote: كيف تنسى لهفة قلبي ليك
    تنسى الحنان الكان لديك
    يا سلام يا سند من تانى البسندنا بالكلام الجميل!
    جنى


    حقاُ سنفتقد منبع الكلام الجميل
    مشكور لنقل هذه القصيده لمصطفى سند والتى غناها
    الفنان الكبير صلاح مصطفى .. ولسه منتظرين منك المزيد

    كما أسلفت مصطفى سند لديه قصائد غنائيه قليله،
    ويبدو أن زمالته للفنان صلاح مصطفى بمصلحه البريد والبرق
    هى من أسباب تأليفه لقصائد غنائيه، تختلف عن أشعاره
    السائدة. ويلاحظ القارئ الفرق بينها وإن كانت كل منها
    له نكهته. ولعل طبيعة مصطفى سند، جعلته يتحاشى أشعار
    الغزل الصريح التى تتطلبها الأغانى. وفضل أشعاره
    المليئه بالتوريه والرمزيه وعمق المعانى.
    وهذا لا يقلل بأى حال من الأحوال من قدر أشعار وشعراء
    الأغانى الذين أتحفونا بأبداع راقى جميل
                  

06-01-2008, 01:58 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)

    Quote: ماأجملها من كلمات وماأروعه من إحساس ذلك الذ يلج القلوب بخفة وحنان..
    حنين يعتصر الافئدة وشجن يذهب الالباب...
    متابعين معاك كل تلك الروائع وفي انتظار المزيد من أوفي تلميذ للراحل..
    مودتي يااصيل..


    نهى .. وأنت صاحبة حس مرهف بالكلمات .. عبرت بصدق عن إبداعات الراحل المقيم مصطفى سند

    لك أطيب التحايا

    ناقوسنا إلتهم الصباح من الصباح إلى المساء
    فترنحّت مقل النهار ودبّ فى الألق العياء
    يا صندل الليل المضاء
    أفرد قميص الشوق حين تطل ّ سيّدة النساء
    فالمجد جاء
    وتناثر الأحد الصبىّ يهزّ أعمدة الغناء
    لو زندها إحتمل الندى لكسوت زندك ما تشاء
    ثوباً من العشب الطرىّ وإبرتين من العبير وخيط ماء

    .. مصطفى سند
                  

06-01-2008, 11:17 AM

عبدالله احيمر

تاريخ التسجيل: 02-24-2008
مجموع المشاركات: 3012

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)

    يـــــوم وفــاتـه

    عض العقــرب رأس أخيــه وكف عن الدوران
                  

06-01-2008, 07:53 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: عبدالله احيمر)

    Quote: يـــــوم وفــاتـه

    عض العقــرب رأس أخيــه وكف عن الدوران

    الأخ عبدالله إحيمر
    كلماتك بليغه .. نعم يوم وفاته توقف الزمن
    وكف النبع عن أن يفيض بالإبداع الفريد
    وكفت الكلمات عن التعبير عما يجيش بالخواطر المحزونة

    فمرحباً بك فى رحاب مصطفى سند

    يا عين الشمس عليه
    كونى عطراً يغسل رشح الجرح النازف من عينيهِ
    كونى فرحاً يمسح ظل الآهة من شفتيهِ
    كونى إيماناً، كونى درباً لا تعبره الخيلْ
    ********
    الليلة مابال الشعر تجمّد يبست حتى الكلماتْ
    الصمت، الرهبة، ظلّ حديثٍ حط كصقر الخوف
    ينوش الأعين، يهرب ثم يعود بلا أصواتْ
    يتعثر بالشفتين يدور فحيحاً همساً
    ذيل حروفٍ منسحقات
    لا يجد طريقاً، يجثم فوق الباب يحّدق فى الباكين
    ويربض كالكابوس
                  

06-07-2008, 02:44 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)

    أعود لا دراهمى لقيت لا شممت ريح عافية
    بحكمةٍ كالشجر القديم فى منابع السيولْ
    تعضّه الرياح كلّ ساعةٍ
    تشيخ فى عروقه الفصولْ
    لكنه يطولْ
    لن تمطر السماء فى عيونكم خلاصها ،
    لن تمطر الحلول
    فلتغسلوا النفوس من غشاوة الذهولْ
    وليعرف الذى يضجّ بالصراخ والذى يريد أن يقولْ
    بأن فى مماتكم حياتكمْ
    وأن باكراً ولادةٌ عسيرةٌ وشافيةْ
    *****
    تعبت فلتنم شموع هذه القافيةْ
                  

06-09-2008, 02:00 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)
                  

06-24-2008, 01:31 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)


    بينى وبينك قصة الشعراء، صدر غمامةٍ
    يلهو فى الأفق الشفيف
    هذا أنا ..
    بحر بغير سواحلٍ .. بحرٌ هلامىٌ عنيف
    لا بدء لى .. لا قاع لى .. لا عمر لى ..
    لكننى فى الجوف ينبض قلبىّ النزق اللهيف
                  

06-28-2008, 08:51 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)

    سأعود لتقديم نماذج لمن وصفتهم بأشهر شعراء الحداثة والذين يقف مصطفى سند بينهم شاعرا عملاقا

    نزار صاحب ملكة شعرية عارمة و تعابير جميلة .. ومتحرر فى وصفه وتعابيره
    وومعانيه مباشرة ليست مغلفة أو تميل للتورية والرمزية التى تجدها عند مصطفى سند

    نزار قبانى فى الغزل:

    حبُّ ..بلا حُدُودْ

    يا سيِّدتي:
    كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي
    قبل رحيل العامْ..
    أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ
    بعد ولادةِ هذا العامْ..
    أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ و بالأيَّامْ.
    أنتِ امرأةٌ..
    صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..
    ومن ذهب الأحلامْ..
    أنتِ امرأةٌ..كانت تسكن جسدي
    قبل ملايين الأعوامْ..

    يا سيِّدتي:
    يا لمغزولة من قطنٍ و غمامْ.
    يا أمطاراً من ياقوتٍ..
    يا أنهاراً من نهوندٍ..
    يا غاباتِ رخام..
    يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..
    وتسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.
    لن يتغَّرَ شيءٌ في عاطفتي..
    في إحساسي..
    في وجداني..
    في إيماني..
    فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ...

    يا سيِّدتي:
    لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ, و أسماء السنواتْ
    أنتِ امرأةً تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ
    سوف أحِبُّكِ..
    عد دخول القرن الواحد و العشرينَ..
    وعند دخول القرن الخامس و العشرينَ..
    وعند دخول القرن التاسع و العشرينَ..
    وسوفَ أحبُّكِ..
    حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..
    وتحترقُ الغاباتْ..

    يا سيِّدتي:
    أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..
    ووردةُ كلِّ الحرياتْ..
    يكفي أن أتهجى أسمكِ..
    حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..
    وفرعون الكلماتْ..
    يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..
    حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..
    وترفعُ من أجلي الراياتْ...

    يا سيِّدتي:
    لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ
    لَن يتغيّر شيءٌ منّي..
    لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ..
    لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ..
    لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ..
    حين يكون الحبُ كبيراً ..
    والمحبوبة قمراً..
    لن يتحول هذا الحُبُّ
    لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ...

    يا سيِّدتي:
    ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني
    لا الأضواءُ..
    ولا الزيناتُ..
    ولا أجراس العيد..
    ولا شَجَرُ الميلادْ.
    لا يعني لي الشارعُ شيئاً.
    لا تعني لي الحانةُ شيئاً.
    لا يعنيني أي كلامٍ
    يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ...

    يا سيِّدتي:
    لا أتذكَّرُ إلا صوتَكِ
    حين تدقُّ نواقيس الأحيادْ.
    لا أتذكر إلا عطرَكِ
    حين أنام على ورق الأعشابْ.
    لا أتذكر إلا وجهكِ..
    حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..
    وأسمع طَقْطَقَةَ الأحطابْ..
    ما يُفرِحُني يا سيِّدتي
    أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ
    بين بساتينِ الأهدابْ..
    ما يبهرني يا سيِّدتي
    أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..
    أعانقُهُ..
    وأنام سعيداً كالأولادْ..


                  

06-28-2008, 09:02 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)


    نزار قبانى قصيدته في رثاء جمال عبدالناصر من أجمل ماقيل فى رثائه


    جمال عبد الناصر

    قتلناكَ.. يا آخرَ الأنبياءْ
    قتلناكَ..
    ليسَ جديداً علينا
    اغتيالُ الصحابةِ والأولياءْ
    فكم من رسولٍ قتلنا..
    وكم من إمامٍ..
    ذبحناهُ وهوَ يصلّي صلاةَ العشاءْ
    فتاريخُنا كلّهُ محنةٌ
    وأيامُنا كلُّها كربلاءْ..

    نزلتَ علينا كتاباً جميلاً
    ولكننا لا نجيدُ القراءةْ..
    وسافرتَ فينا لأرضِ البراءةْ
    ولكننا.. ما قبلنا الرحيلا..
    تركناكَ في شمسِ سيناءَ وحدكْ..
    تكلّمُ ربكَ في الطورِ وحدكْ
    وتعرى..
    وتشقى..
    وتعطشُ وحدكْ..
    ونحنُ هنا نجلسُ القرفصاءْ
    نبيعُ الشعاراتِ للأغبياءْ
    ونحشو الجماهيرَ تبناً وقشاً
    ونتركهم يعلكونَ الهواءْ

    قتلناكَ..
    يا جبلَ الكبرياءْ
    وآخرَ قنديلِ زيتٍ..
    يضيءُ لنا في ليالي الشتاءْ
    وآخرَ سيفٍ من القادسيةْ
    قتلناكَ نحنُ بكلتا يدينا
    وقُلنا المنيةْ
    لماذا قبلتَ المجيءَ إلينا؟
    فمثلُكَ كانَ كثيراً علينا..
    سقيناكَ سُمَّ العروبةِ حتى شبعتْ..
    رميناكَ في نارِ عمَّانَ حتى احترقتْ
    أريناكَ غدرَ العروبةِ حتى كفرتْ
    لماذا ظهرتَ بأرضِ النفاقْ..
    لماذا ظهرتْ؟
    فنحنُ شعوبٌ من الجاهليةْ
    ونحنُ التقلّبُ..
    نحنُ التذبذبُ..
    والباطنيةْ..
    نُبايعُ أربابنا في الصباح..
    ونأكلُهم حينَ تأتي العشيةْ..

    قتلناكَ..
    يا حُبّنا وهوانا
    وكنتَ الصديقَ، وكنتَ الصدوقَ،
    وكنتَ أبانا..
    وحينَ غسلنا يدينا.. اكتشفنا
    بأنّا قتلنا مُنانا..
    وأنَّ دماءكَ فوقَ الوسادةِ..
    كانتْ دِمانا
    نفضتَ غبارَ الدراويشِ عنّا..
    أعدتَ إلينا صِبانا
    وسافرتَ فينا إلى المستحيل
    وعلمتنا الزهوَ والعنفوانا..
    ولكننا
    حينَ طالَ المسيرُ علينا
    وطالتْ أظافرُنا ولحانا
    قتلنا الحصانا..
    فتبّتْ يدانا..
    فتبّتْ يدانا..
    أتينا إليكَ بعاهاتنا..
    وأحقادِنا.. وانحرافاتنا..
    إلى أن ذبحنكَ ذبحاً
    بسيفِ أسانا
    فليتكَ في أرضِنا ما ظهرتَ..
    وليتكَ كنتَ نبيَّ سِوانا…

    أبا خالدٍ.. يا قصيدةَ شعرٍ..
    تقالُ.
    فيخضرُّ منها المدادْ..
    إلى أينَ؟
    يا فارسَ الحُلمِ تمضي..
    وما الشوطُ، حينَ يموتُ الجوادْ؟
    إلى أينَ؟
    كلُّ الأساطيرِ ماتتْ..
    بموتكَ.. وانتحرتْ شهرزادْ
    وراءَ الجنازةِ.. سارتْ قريشٌ
    فهذا هشامٌ..
    وهذا زيادْ..
    وهذا يريقُ الدموعَ عليكْ
    وخنجرهُ، تحتَ ثوبِ الحدادْ
    وهذا يجاهدُ في نومهِ..
    وفي الصحوِ..
    يبكي عليهِ الجهادْ..
    وهذا يحاولُ بعدكَ مُلكاً..
    وبعدكَ..
    كلُّ الملوكِ رمادْ..
    وفودُ الخوارجِ.. جاءتْ جميعاً
    لتنظمَ فيكَ..
    ملاحمَ عشقٍ..
    فمن كفَّروكَ..
    ومَنْ خوَّنوكَ..
    ومَن صلبوكَ ببابِ دمشقْ..
    أُنادي عليكَ.. أبا خالدٍ
    وأعرفُ أنّي أنادي بوادْ
    وأعرفُ أنكَ لن تستجيبَ
    وأنَّ الخوارقَ ليستْ تُعاد..


                  

06-28-2008, 09:32 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)


    الشاعر العراقي بدر شاكر السياب
    أورد له الأخ جنى أعلاه قصيدته أنشودة المطر
    ومن روائعه أيضا المومس العمياء

    المومس العمياء
    للشاعر بدر شاكر السياب

    الليل يطبق مرة أخرى، فتشربه المدينه
    والعابرون، إلى القرارة... مثل أغنية حزينه.
    وتفتحت كأزاهر الدفلي، مصابيح الطريق،
    كعيون "ميدوزا"، تحجر كل قلب الضغينه،
    وكأنها نذر تبشر أهل "بابل" بالحريق
    من أي غاب جاء هذا الليل؟ من أي الكهوف
    من أي وجر للذئاب؟
    من أي عش في المقابر دف أسفع كالغراب؟
    "قابيل" أخف دم الجريمة بالأزاهر والشفوف
    وبما تشاء من العطور أو ابتسامات النساء
    ومن المتاجر والمقاهي وهي تنبض بالضياء
    عمياء كالخفاش في وضح النهار، هي المدينة،
    والليل زاد لها عماها.
    والعابرون:
    الأضلع المتقوسات على المخاوف والظنون،
    والأعين التعبى تفتش عن خيال في سواها
    وتعد آنية تلألأ في حوانيت الخمور:
    موتى تخاف من النشور
    قالوا سنهرب، ثم لاذوا بالقبور من القبور!
    أحفاد "أوديب" الضرير ووارثوه المبصورن.
    (جوكست) أرملة كأمس، وباب "طيبة" ما يزال
    يلقي "أبو الهول" الرهيب عليه، من رعب ظلال
    والموت يلهث في سؤال
    باق كما كان السؤال، ومات معناه القديم
    من طول ما اهترأ الجواب على الشفاه.
    وما الجواب؟
    "أنا" قال بعض العابرين...
    وانسلت الأضواء من باب تثاءب كالجحيم
    يبحثن في النيران عن قطرات ماء... عن رشاش.
    لا تنقلن خطاك فالمبغى "علائي" الأديم:
    أبناؤك الصرعى تراب تحت نعلك مستباح،
    يتضاحكون ويعولون.
    أو يهمسون بما جناه أب يبرؤه الصباح
    مما جناه، ويتبعون صدى خطاك إلى السكون
    الحارس المكدود يعبر متعبات،
    النون في أحداقهن يرف كالطير السجين،
    وعلى الشفاه أو الجبين
    تترنح البسمات والأصباغ ثكلى، باكيات،
    متعثرات بالعيون وبالخطى والقهقهات،
    أوصال جندي قتيل كللوها بالزهور،
    وكأنها درج إلى الشهوات، تزحمه الثغور
    حتى تهدم أو يكاد. سوى بقايا من صخور.
    جيف تستر بالطلاء، يكاد ينكر من رآها
    أن الطفولة فجرتها ذات يوم بالضياء
    كالجدول الثرثار - أو أن الصباح رأى خطاها
    في غير هذا الغار تضحك للنسائم والسماء،
    ويكاد ينكر أن شقا لاح من خلل الطلاء
    قد كان - حتى قبل أعوام من الدم والخطيئة -
    ثغرا يكركر، أو يثرثر بالأقاصيص البريئه
    لأب يعود بما استطاع من الهدايا في المساء:
    لأب يقبل وجه طفلته الندي أو الجبين
    أو ساعدين كفرختين من الحمائم في النقاء.
    ما كان يعلم أن ألف فم كبئر دون ماء
    ستمص من ذاك المحيا كل ماء للحياء
    حتى يجف على العظام - وأن عارا كالوباء
    يصم الجباه فليس تغسل منه إلا بالدماء
    سيحل من ذاك الجبين به ويلحق بالبنين -
    والساعدين الأبيضين، كما تنور في السهول
    تفاحة عذراء، سوف يطوقان مع السنين
    كالحيتين، خصور آلاف الرجال المتعبين
    الخارجين خروج آدم، من نعيم في الحقول
    تفاحة الدم والرغيف وجرعتان من الكحول
    والحية الرقطاء ظل من سياط الظالمين
    أتريد من هذا الحطام الآدمي المستباح
    دفء الربيع وفرحة الحمل الغرير مع الصباح
    ودواء ما تلقاه من سأم وذل واكتداح
    المال، شيطان المدينه
    إبر تسل بها خيوط من وشائع في الحنايا
    وتظل تنسج، بينهن وبين حشد العابرين،
    شيئا كبيت العنكبوت يخضه الحقد الدفين:
    حقد سيعصف بالرجال
    والأخريات، النائمات هناك في كنف الرجال
    والساهرات على المهود وفي بيوت الأقربين
    حول الصلاء بلا اطراح للثياب ولا اغتسال
    في الزمهرير، ودون عد لليالى والسنين!
    ويمر عملاق يبيع الطير، معطفه الطويل
    حيران تصطفق الرياح بجانبيه، وقبضتاه
    تتراوحان: فللرداء يد وللعبء الثقيل
    يد، وأعناق الطيور مرنحات من خطاه
    تدمي كأثداء العجائز يوم قطعها الغزاه
    خطواته العجلي، وصرخته الطويلة "يا طيور
    هذي الطيور، فمن يقول تعال..."
    أفزعها صداه
    عمياء تطفئ مقلتاها شهوة الدم في الرجال.
    وتحسسته كأن باصرة تهم ولا تدور
    في الراحتين وفي الأنامل وهي تعثر بالطيور،
    وتوسلته: "فدى لعينك - خلني. بيدي أراها".
    ويكاد يهتك ما يغلف ناظريها من عماها
    قلب تحرق في المحاجر واشرأب يريد نور!
    وتمس أجنحة مرقطة فتنشرها يداها،
    وتظل تذكر - وهي تمسحهن - أجنحة سواها
    كانت تراها وهي تخفق... ملء عينيها تراها:
    سرب من البط المهاجر، يستحث إلى الجنوب
    أعناقه الجذلى... تكاد تزيد من صمت الغروب
    صيحاته المتقطعات، وتضمحل على السهوب
    بين الضباب، ويهمس البريد بالرجع الكئيب
    ويرج وشوشة السكون
    طلق... فيصمت كل شيء... ثم يلغط في جنون.
    هي بطة فلم انتفضت؟ وما عساها أن تكون؟
    ولعل صائدها أبوك، فإن يكن فستشبعون.
    وتخف راكضة حيال النهر كي تلقى أباها:
    هو خلف ذاك التل يحصد. سوف يغضب إن رآها.
    مر النهار ولم تعنه... وليس من عون سواها
    وتظل ترقى التل وهي تكاد تكفر من أساها.
    ...........

    يا ذكريات علام جئت على العمى وعلى السهاد؟
    لا تمهليها فالعذاب بأن تمري في اتئاد.
    قصي عليها كيف مات وقد تضرج بالدماء
    هو والسنابل والمساء -
    وعيون فلاحين ترتجف المذلة في كواها
    والغمغمات: "رآه يسرق"... "واختلاجات الشفاه
    يخزين ميتها، فتصرخ يا إلهي، يا إلهي
    لو أن غير "الشيخ"، وانكفأت تشد على القتيل
    شفتين تنتقمان منه أسى وحبا والتياعا
    وكأن وسوسة السنابل والجداول والنخيل
    أصداء موتى يهمسون رآه يسرق في الحقول
    حيث البيادر تفصد الموتى فتزداد اتساعا
    .......

    وتحس بالدم وهو ينزف من مكان في عماها
    كالماء من خشب السفينة، والصديد من القبور،
    وبأدمع من مقلتيها كالنمال على الصخور
    أو مثل حبات الرمال مبعثرات في عماها
    يهوين منه إلى قرارة قلبها آها فآها.
    ومن الملوم وتلك أقدار كتبن على الجبين؟
    حتم عليها أن تعيش بعرضها، وعلى سواها
    من هؤلاء البائسات وشاء رب العالمين
    ألا يكون سوى أبيها - بين آلاف - أباها
    وقضى عليه بأن يجوع
    والقمح ينضج في الحقول من الصباح إلى المساء
    وبأن يلص فيقتلوه... (وتشرأب إلى السماء
    كالمستغيثة وهي تبكي في الظلام بلا دموع)
    والله - عز الله - شاء
    أن تقذف المدن البعيدة والبحار إلى العراق
    آلاف آلاف الجنود ليستبيحوا، في زقاق
    دون الأزقة أجمعين
    (ذاك اسم جارتها الجديد، فليتها كانت تراها
    هل تستحق اسما كهذا: ياسمين وياسمين؟)
    يا ليت حمالا تزوجها يعود مع المساء
    بالخبز في يده اليسار وبالمحبة في اليمين.
    لكن بائسة سواها حدثتها منذ حين
    عن بيتها وعن ابنتيها، وهي تشهق بالبكاء
    كالغيمة السوداء تنذر بالمجاعة والرزايا،
    أزراره المتألقات على مغالق كل باب
    مقل الذئاب الجائعات ترود غابا بعد غاب
    وخطاه مطرقة تسمر، في الظلام، على البغايا
    أبوابهن، إلى الصباح - فلا تجاهر بالخطايا
    ويظل يخفرهن من شبع وينثر في الرياح
    أغنية تصف السنابل والأزاهر والصبايا،
    وتظل تنتظر الصباح وساعديه مع الصباح
    تصغى - وتحتضن ابنتيها في الظلام - إلى النباح
    وإلى الريح تئن كالموتى وتعول كالسبايا
    وتجمع الأشباح من حفر الخرائب والكهوف
    ومن المقابر والصحاري بالمئات وبالألوف..
    فتقف من فزع وتحجب مقلتيها بالغطاء،
    ويعود والغبش الحزين يرش بالطل المضاء
    سعف النخيل... يعود من سهر يئن ومن عياء
    - كالغيمة اعتصرت قواها في القفار، وترتجيها
    عبر التلال قوي تجوع - لكي ينام إلى المساء:
    عيش أشق من المنية، وانتصار كالفناء
    وطوى يعب من الدماء وسم أفعى في الدماء
    وعيون زان يشتهيها، كالجحيم يشع فيها
    سخر وشوق واحتقار، لاحقتها كالوباء
    والمال يهمس أشتريك وأشتريك فيشتريها
    ........

    ........

    يا ليتها إذن انتهى أجل بها فطوى أساها!
    لو أستطيع قتلت نفسي.. همسة خنقت صداها
    أخرى توسوس: والجحيم؟ أتبصرين على لظاها؟
    وإذا اكفهر وضاق لحدك، ثم ضاق، إلى القرار
    حتى تفجر من أصابعك الحليب رشاش نار
    وتساءل المكان فيم قتلت نفسك يا أثيمه؟
    وتخطفاك إلى السعير تكفرين عن الجريمه.
    أفتصرخين أبي فينفض راحتيه من الغبار
    ويخف نحوك وهو يهتف قد أتيتك يا سليمه؟
    حتى اسمها فقدته واستترت بآخر مستعار
    هي - منذ أن عميت - "صباح"...
    فأي سخرية مريره!
    أين الصباح من الظلام تعيش فيه بلا نهار
    وبلا كواكب أو شموع أو كوى وبدون نار؟
    أو بعد ذلك ترهبين لقاء ربك أو سعيره؟
    القبر أهون من دجاك دجى وأرفق، يا ضريره
    يا مستباحة كالفريسة في عراء يا أسيره
    تتلفتين إلى الدروب ولا سبيل إلى الفرار؟
    ...........

    وتحس بالأسف الكظيم لنفسها: لم تستباح؟
    ألهر نام على الأريكة قربها... لم تستباح؟
    شبعان أغفى، وهي جائعة تلم من الرياح
    أصداء قهقهة السكارى في الأزقة، والنباح
    وتعد وقع خطى هنا وهناك: ها هو
    هو ذا يجيء - وتشرأب، وكاد يلمس ... ثم راح
    وتدق في أحد المنازل ساعة... لم تستباح؟
    الوقت آذن بانتهاء والزبائن يرحلون.
    كالدرب تذرعه القوافل والكلاب إلى الصباح؟
    الجوع ينخر في حشاها، والسكارى يرحلون،
    مروا عليها في المساء وفي العشية ينسجون
    حلما لها هي والمنون:
    عصبات مهجتها سداه وكل عوق في العيون،
    والآن عادوا ينقضون -
    خيطا فخيطا من قرارة قلبها ومن الجراح -
    ما ليس بالحلم الذي نسجوا ما لا يدركون ...
    شيئا هو الحلم الذي نسجوا وما لا يعرفون،
    هو منه أكثر: كالحفيف من الخمائل والرياح،
    والشعر من وزن وقافية ومعنى، والصباح -
    من شمسه الوضاء... وانصرفوا يضحكون!
    ستعيش للثأر الرهيب
    والداء في دمها وفي فمها. ستنفث من رداها
    في كل عرق من عروق رجالها شبحا من الدم واللــ
    شبحا تخطف مقلتيها أمس، من رجل أتاها
    سترده هي للرجال، بأنهم قتلوا أباها
    وتلقفوها يعبثون بها وما رحموا صباها،
    لم يبتغوها للزواج لأنها امرأة فقيره،
    واستدرجوها بالوعود لأنها كانت غريره،
    وتهامس المتقولون فثار أبناء العشيره
    متعطشين - على المفارق والدروب - إلى دماها.
    وكأن موجة حقدها ورؤى أساها.
    كانت تقرب من بصيرة لبها صورا علاها
    صدأ المدينة وهي ترقد في القرارة من عماها:
    كل الرجال؟ وأهل قريتها؟ أليسوا طيبين؟
    كانوا جياعا - مثلها هي أو أبيها - بائسين،
    هم مثلها - وهم الرجال - ومثل آلاف البغايا
    بالخبز والأطمار يؤتجرون، والجسد المهين
    هو كل ما يتملكون، هم الخطاة بلا خطايا
    ليس الذين تغصبوها من سلالة هؤلاء:
    كانوا مقطبة الجباه من الصخور
    ثمتص من فزع الضحايا زهوها ومن الدماء
    متطلعين إلى البرايا كالصواعق من علاء!
    وتحس، في دمها، كآبة كل أمطار الشتاء
    من خفق أقدام السكارى، كالأسير وراء سور
    يصغي إلى قرع الطبول يموت في الشفق المضاء.
    هي والبغايا خلف سور، والسكارى خلف سور،
    دميت أصابعهن: تحفر والحجارة لا تلين،
    والسور يمضغهن ثم يقيئهن ركام طين:
    وطلول مقبرة تضم رفات "هابيل" الجنين!
    سور كهذان حدثوها عنه في قصص الطفوله:
    "يأجوج" يغرز فيه، من حنق أظافره الطويله
    ويعض جندله الأصم، وكف "مأجوج" الثقيله
    تهوي، كأعنف ما تكون على جلامده الضخام.
    والسور باق لا يثل... وسوف يبقي ألف عام،
    ... الطفل شاب وسورها هي ما يزال كما رآه
    من قبل يأجوج البرايا توأم هو للسعير!
    لص الحجارة من منازل في السهول وفي الجبال
    يتواثب الأطفال في غرفاتها ويكركرون...
    والأمهات يلدن والآباء للغد يبسمون،
    لم يبق من حجر عليها فهي ريح أو خيال.
    وأدار من خطم البلاد رحى، وساط من البطون
    ما ترتعيه رحاه من لحم الأجنة والعظام،
    وكشاطئين من النجوم على خليج من ظلام
    يتحرقان ولا لقاء ويخمدان سوى ركام -
    شق الرجال عن النساء سلالتين من الأنام
    تتلاقيان مع الظلام وتفصلان مع الشروق:
    لو يقطعون الليل بحثا والنهار - على سواها
    في حسنها هي؟ في غضارة ناهديها أو صباها
    وبسعرها هي ؟ أي شيء غير هذا يبتغون؟
    عمياء أنت وحظك المنكود أعمى يا سليمه.
    .... وتلوب أغنية قديمه
    في نفسها وصدى يوشوش: يا سليمه، سليمه
    نامت عيون الناس. آه... فمن لقلبي كي ينيمه؟
    ويل الرجال الأغبياء، وويلها هي، من عماها!
    لم أصبحوا يتجنبون لقاءها؟
    عيونها، فيخلفوها وحدها إذ يعلمون
    بأنها عمياء؟ فيم يكابرون ومقلتاها
    أدري وتعرف أي شيء في البغايا يشتهون
    بنظرة قمراء تغصبها من الروح الكسيره
    لترش أفئدة الرجال بها، وكانوا يلهثون
    في وجهها المأجور، أبخرة الخمور، ويصرخون
    كالرعد في ليل الشتاء
    ولعل غيره "ياسمين" وحقدها سبب البلاء
    فهي التي تضع الطلاء لها وتمسح بالذرور
    وجها تطفأت النواظر فيه....
    كيف هو الطلاء؟
    وكيف أبدو؟
    - وردة ... قمر... ضياء!
    زور.. وكل الخلق زور،
    والكون مين وافتراء
    لو تبصر المرآة - لمحة مقلتيها - لو تراها
    - لمح النيازك - ثم تغرق من جديد في عماها!
    برق ويطفأ... ثم تحكم فرقها بيد، وفاها
    بيد، وترسم بالطلاء على الشفاه لها شفاها
    شفتاك عارية وخدك ليس خدك يا سليمه،
    ماذا تخلف منك فيك سوى الجراحات القديمه؟
    وتضم زهرة قلبها العطشى على ذكرى أليمه:
    تلك المعابثة اللعوب... كأنها امرأة سواها!
    كالجدولين تخوض ماءهما الكواكب - مقلتاها،
    والشعر يلهث بالرغائب والطراوة والعبير
    وبمثل أضواء الطريق نعسن في ليل مطير،
    تقتات بالعسل النقي وترتدي كسل الحرير.
    ليت النجوم تخر كالفحم المطفأ والسماء
    ركام قار أو رماد، والعواصف والسيول
    تدك راسية الجبال ولا تخلف في المدينة من بناء!
    أن يعجز الإنسان عن أن يستجير من الشقاء
    حتى بوهم أو برؤيا، أن عيش بلا رجاء...
    أو ليس ذاك هو الجحيم؟ أليس عدلا أن يزول؟
    شبع الذباب من القمامة في المدينة، والخيول
    سرحن من عرباتهن إلى الحظائر والحقول،
    والناس ناموا -
    هذا الذي عرضته كالسلع القديمة: كالحذاء،
    كالجرار الباليات، كأسطوانات الغناء...
    هذا الذي يأبي عليها مشتر أن يشتريه
    قد كان عرضا - يوم كان - ككل أعراض النساء!
    كان الفضاء يضيق عن سعة، وترتخص الدماء
    إن رنق النظر الأثيم عليه. كان هو الإباء
    والعزة القعساء والشرف الرفيع. فشاهديه
    يا أعين الظلماء، وامتلئي بغيظك وارجميه
    بشواظ عارك واحتقارك يا عيون الأغبياء!
    للموت جوعا، بعد موتي - ميتة الأحياء - عارا.
    لا تقلقوا.. فعماي ليس مهابة لي أو وقارا.
    مازلت أعرف كيف أرعش ضحكتي خلل الرداء
    كالقمح لونك يا ابنة العرب،
    كالفجر بين عرائش العنب
    أو كالفرات، على ملامحه
    دعة الثرى وضراوة الذهب.
    عربية أنا: أمتى دمها
    خير الدماء... كما يقول أبي.
    تجري دماء الفاتحين. فلوثوها، يا رجال
    أواه من جنس الرجال... فأمس عاث بها الجنود
    الزاحفون من البحار كما يفور قطيع دود
    يا ليت للموتى عيونا من هباء في الهواء
    ترى شقائي
    إلا العفاة المفلسين.
    أنا زهرة المستنقعات، أعب من وحل وطين
    وأشع لون ضحى...
    وذكرا بجعجعة السنين
    سعالها. ذهب الشباب!!
    ذهب الشباب!! فشيعيه مع السنين الأربعين
    ومع الرجال العابرين حيال بابك هازئين.
    وأتي المشيب يلف روحك بالكآبة والضباب،
    فاستقبليه على الرصيف بلا طعام أو ثياب،
    يا ليتك المصباح يخفق ضوءه القلق الحزين
    في ليل مخدعك الطويل، وليت أنك تحرقين
    دما يجف فتشترين
    سواه: كالمصباح والزيت الذي تستأجرين.
    عشرون عاما قد مضين، وشبت أنت، وما يزال
    يذرذر الأضواء في مقل الرجال.
    لو كنت تدخرين أجر سناه ذاك على السنين
    أثريت..
    ها هو ذا يضيء فأي شيء تملكين؟
    ويح العراق! أكان عدلا فيه أنك تدفعين
    سهاد مقتلك الضريره
    ثمنا لملء يديك زيتا من منابعه الغزيره؟
    كي يثمر المصباح بالنور الذي لا تبصرين؟
    عشرون عاما قد مضين، وأنت غرثى تأكلين
    بنيك من سغب، وظمأى تشربين
    حليب ثديك وهو ينزف من خياشيم الجنين!
    وكزارع له البذور
    وراح يقتلع الجذور
    من جوعه، وأتى الربيع فما تفتحت الزهور
    ولا تنفست السنابل فيه...
    ليس سوى الصخور
    سوى الرمال، سوى الفلاه -
    خنت الحياة بغير علمك، في اكتداحك للحياه!
    كم رد موتك عنك موت بنيك. إنك تقطعين
    حبل الحياة لتنقضيه وتضفري حبلا سواه،
    حبلا به تتعلقين على الحياة: تضاجعين
    ولا ثمار سوى الدموع، وتأكلين،
    وتسهرين ولا عيون، وتصرخين ولا شفاه،
    وغدا. وأمس ... وألف أمس - كأنما مسح الزمان
    حدود ما لك فيه من ماض وآت
    ثم دار، فلا حدود
    ما بين ليلك والنهار، وليس، ثم، سوى الوجود....
    سوى الظلام، ووطء أجساد الزبائن، والنقود،
    ولا زمان، سوى الأريكة والسرير، ولا مكان!
    لم تسحبين ليالى السأم المسهدة الرتيبه؟
    ما العمر؟ ما الأيام؟ عندك، ما الشهور؟ وما
    السنين؟
    ماتت "رجاء" فلا رجاء ثكلت زهرتك الحبيبه!
    بالأمس كنت إذا حسبت فعمرها هي تحسبين.
    كانت عزاءك في المصيبه،
    وربيع قفرتك الجديبه.
    كانت نقاءك في الفجور، ونسمة لك في الهجير،
    وخلاصك الموعود، والغبش الكبير!
    ما كان حكمه أن تجيء إلى الوجود وأن تموت؟
    ألتشرب اللبن المرنق بالخطيئة واللعاب:
    أو شال ما تركته في ثدييك أشداق الذئاب؟
    .............

    مات الضجيج وأنت، بعد، على انتظارك
    تتنصتين، فتسمعين
    رنين أقفال الحديد يموت، في سأم، صداه:
    الباب أوصد
    ذاك ليل مر...
    فانتظري سواه.


                  

07-03-2008, 02:00 PM

أحمد النور منزول

تاريخ التسجيل: 11-03-2006
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)

    التحية و الاحترام

    لأستاذنا وأبينا الرحمة و المغفرة

    ولك ولنا ولأسرة أستاذناو أبيناالصبر و حسن العزاء

    أعجبني تناولك لشعر الأستاذ و حديثك عن نثره ، لكن صدقني لم يفق شعراء صالون أستاذنا من الصدمة
    بعد ، ولهم العذر فمن عرف سند يصعب أن يغيب حضوره عنه . لكن أعدك بتوثيق بالصور يشارك فيه الشعراء
    :عماد بابكر ، مجاهد نايل ، أبوبكر الجنيد ، وشخصي فيه مجرد محاولة لرد بعض الدين الكبير لأستاذنا الراحل . لكنهم يحتاجون لبعض الوقت
    .
                  

07-04-2008, 05:01 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: أحمد النور منزول)

    Quote: أعجبني تناولك لشعر الأستاذ و حديثك عن نثره ، لكن صدقني لم يفق شعراء صالون أستاذنا من الصدمة
    بعد ، ولهم العذر فمن عرف سند يصعب أن يغيب حضوره عنه . لكن أعدك بتوثيق بالصور يشارك فيه الشعراء
    :عماد بابكر ، مجاهد نايل ، أبوبكر الجنيد ، وشخصي فيه مجرد محاولة لرد بعض الدين الكبير لأستاذنا الراحل . لكنهم يحتاجون لبعض الوقت .

    الأخ أحمد منزول

    شكراً عزيزى على كلماتك المعبرة
    الراحل المقيم من واجبنا أن نوثق له، وأسعدنى كثيراً أن شخصكم الكريم وأصدقاؤك من الشعراء عماد بابكر ، مجاهد نايل ، أبوبكر الجنيد ستقومون بتوثيق له. فمرحباً بكم وفى إنتظار مشاركاتكم. وهى دعوه مفتوحة لكل من لديه إضافة فى مسيرة هذا الأديب العظيم

    ولك تحياتى وتقديرى

    (عدل بواسطة نادر الفضلى on 07-05-2008, 05:19 PM)

                  

07-05-2008, 05:14 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: نادر الفضلى)




    بمثل ما تفضلت أخي نادر الفضلي ،
    يكون بعض الوفاء لقامات سامقة أعطتنا الكثير ،
    ربما هي تعلم ، ولكنا تعلمنا أن الخير الممدود
    سيصل آخر المطاف ، وإنا تعلمنا وليتنا نفي
    تلك الأنجُم الشواهق بعض ما أعطتنا من خير



    الملف :

    في رحيل الشاعـر : مصطفى سـند .

    **
                  

07-05-2008, 05:34 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سند ... أستاذى لك حبى ! (Re: عبدالله الشقليني)


    الأديب الشفيف عبدالله الشقلينى
    مرحبابك فى رحاب مصطفى سند
    أستأذنك فى نقل النص لمقدمة الخيط الذى أرفقته أعلاه


    في رحيل الشاعـر : مصطفى سـند



    يا نادلة الزمان الصعب أعينيني واسكُبي على رأسي جرّة ماء بارد كي أعرف أني أقدر على تحمل أشواك الصبر، فيرتد يقيني بأن أمر الجُرح مهما " غَوَّر " ستمنحنا الدُنيا جلداً لنكون بقدر ثوب المشيئة . في ضمير ذاكرة الكون : إن الأجساد تذهب لمزرعة الأرض وتعيد الطبيعة دورتها من جديد ، إذن أنت بيننا . في بطن الثرى جسداً وفي الثُريا وهجاً .
    كنت سيدي تقول :

    لك في الحروف صهيلها وعويلها.. وبيان رونقها
    وأطلس ليلها النائي وساحلها القديم
    لك في القصيدة روحها ونهار جلوتها
    وأنفاس الغناء..
    إني حملتك في يباس العمر والأيام
    أخيلة على سيف المطر

    هكذا كتبت لنا سيدي في وضوح الخيط الأبيض و عند انكسار الشفق حين كان العُمر صقراً في الفضاء الأزرق .هذا بنانك سيدي قد أشعر منذ زمان وفاح عِطراً .
    الشمسُ تُغمض أجفانها حُزناً وتأتلف الرماح على أوجاعنا الأولى والجُرح لا يبرأ .
    نبتة شعر " أرومية " الروائح ..كنت سيدي وأخذتها الريح منا .
    لا نقدر على سيف اليقين إلا باليقين .

    ترحل أنتَ من بعد هدوء الراجفة التي تهُز وطنك من أقصاه إلى أدناه .
    قبض الإله وديعته الشفافة الساحرة من كُثيب الجسد الكثيف ، وبقي ميراثك الحضاري يُرفرف في الأعالي . دُرر النفس ظلت بيننا . تحلق الروح من حولنا ويسعدنا أن بُستانك النضير حديقة ، مفتوحة نتجول بين أبنائك " الدواوين الشعرية " لنستسقي من زادك الذي لا ينضب .

    إني أزاول عن أسى جمّع أشتاته وتكور في القلب وفي مُقلتيَّ وتكلس حجارةً تحتاج ماءً لتبتلّ المحاجر . رصاص التقتيل برعده الماطر يتصيد أبناء موطني .. وترحل أنت خفيفاً كأسراب الطيور تجول من فوقنا وتنظرنا بأعيُن الغرابة كيف يفعل الحقد الأسود في وطن لم يبق في جسده موضعاً لطعنة سيف أو رمية رُمح .
    من أي الفصول أنتَ يا ملك الشعر خرجت ؟ .
    أ من زمان الشِعر " يُربِد " . خرجت علينا ومثلُكَ من الشعراء يخطفون اللغة العربية من ركود دهر تولى و تقليد أفل . كأنهُر الأحلام فضية الأمواج ترسم وعداً .الربيع الذي نَقرأ يُلملِم أشتاته والخريف برحيلك إلى يباس .

    نعم بيننا دواوينك أو فراديسكَ . صورٌ من كيف تضرب الفرشاة في مرايا الأنفس وتنحت في الوجدان .ما الحُزن وما بُكاء البنان يَخطُب وُدَكَ وقد رحلتَ يا فارس الصهيل !.
    أهو ديوان " البحر القديم "
    أم ديوان " ملامح من الوجه القديم "
    أهو ديوان " عودة البطريق البحري "
    أم ديوان " أوراق من زمن المحنة "
    أهو ديوان " نقوش على ذاكرة الخوف "
    أم ديوان " بيتنا في البحر ".
    ربما ديوان " عودة البطريق البحري " ؟ .

    أي القصائد ابنتُكَ المُدللة سيدي ؟
    ما سألناك لأنك تبذر وتترُك الحصاد لنا وللآخرين لينعموا .
    مثل رفيقك" محي الدين فارس " . في فضاء الشِعر تسامرتُما وفي الرحيل وفي وعد اللقاء الجميل هناك في أنجُم الأسحار كنتما سوياً . أنت أيضاً من مواليد الثلاثينات من القرن الماضي .في زمان النهضة وجند " شباب المؤتمر " ،كان موعد ميلادك عند قمم الرُبى . تعرف نضارك الأنوار وثُريات الأمكنة الفسيحة و أسواق عُكاظ الجديدة .

    تفترش المقاعد الوثيرة جمهرة تستمع إليكَ : فرح تأجج رغم أخلاط الهوية رسمتَ خيارك ناصعاً وباسقاً .. حلو الثمر . تحت وهج الإعلام وصولجان الخلافة القديم ناهضٌ أنت بثوبٍ جديد . قُلتَ شِعركَ سيدي وأنت ترنو بالضراعات لزمان ترغب للسلطان فيه أن يمُد يد الرفق و بالرعية أرحم .
    ليت موعدك تأخر قليلاً حتى نلتقط أنفاسنا ونتمرن على الصبر فقد ماتت الأشجار المُبدعة واقفة ونحن نتفرّج !! .جاء الحُزن الأول ثم تبعه الثاني ثم الثالث ... ورغبت أنتَ راحلاً تسبق خُطاك المنية عدواً فقد طفح الكيل . راجلاً في زمان صعب صاعداً إلى الغيبة الكُبرى ، ونهبط نحن وأحزاننا كما قلت سيدي في ورق أشعارك : ـ

    بيني وبينك تستطيل حوائطُ ُ
    . . . ليلُ ُ وينهض ألف باب
    . . . وبيني وبينك تستبين كهولتي
    . . . وتذوب أقنعة الشباب

    ألف سلام عليك يا ذبيحة الغفران من ذنب كنتَ تُحاول جُهدَكَ أن تُنجينا منه
    وأنت تنفُخ في وجداننا روح السماح .لك المآل الطيب أمنية بإذن مولاك ،
    ولك الله موطني .

    عبد الله الشقليني
    23/05/2008 م
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de