|
الحزن فى زمن الفرح
|
كانت تذهب كل يوم الى سوق السجانه تحديدا الى سوق المقاشيش كما يطلق عليه فهى لا تعرف الاستسلام عمره تسعون عام او يزيد تصلى الصبح حاضر كنت دوما اتسال هل تحفظ شيا من القران او انها تودى حركات فقط حيث انها لم تدخل المدرسه ولم تتعلم القراء او الكتابه .. تلف البرش المصنوع من سعف النخل والمصبوغ بى الوان جميله وتحمل قفاف من السعف ايضا بها هبابت للحر واشعال الفحم واشيا اخرى كانت هبابت الحر مصنوعه من الصوف الملون فى عصا صغبره وهبابت المنقد مصنوعه من السعف فى شكل دايرى ... عروق يديها علامه للزمن والقوى والتحدى والصبر ما زلت اذكر منظرها وهى ترتدى الثوب الابيض وسروال طويل وعباه وتدلل تحت ارجلها المفحضه وهى تعادل الان شنطه اليد المفحطه هى خزنه مالها وبها جيوب عديده تضع فيها كل ثروتها ولم رها مره واحده تخلعها من رقبتها حتى كنت اتسال هل تستحمى بها ايضا .... فى سوق المقاشيش ولا ادرى اذا ما زال موجود ام ان المكنسه الكهربئيه والسرميك قد قضى على السوق نرجع الى السوق حيث كانت الحاجه ست البنات لها ركن صغير تضع فيه قفافها وهبابت ومفاخر ويروش الدخان ذات الشكل الدايرى والمفتوح فى شكل دائره من النصف وبروش الصلاه حيث ان سجاجيد الحرير لم تكن متوفره فى ذالك الزمن ..... تعود حاجه ست البنات الى المنزل وهى لا تفصح اذا كان اليوم قد كسبت او باعت شياء فهي قليله الكلام شلوخها ولونها الابيض وصمتها خلق لها نوع من الهيبه والوقار ...عندم تنام تتدلا مفحضتها من بيت حبل العنقريب المهترى وكانت نفسى دايما تحدثنى ان احول الاقتراب ولاكن لا اتحمل فكره انها قد تستيقظ .... علبه كريم لا ملامح لها هى حقه صعوط حاجه ست البنات لا ادرى لماذا كل هذا الجيل من النساء يتعاط الصعوط وكانت لا تخجل ان تضع السفه فى حضور الناس ...صوتها المبحوح ينادين يا قشار تعال جيب لى بى شلن صعوط من دكان اب راس فتحت حقه الصعوط وحاولت ان اجربه اظنى قد بلعت ما وضعت فى فمى لا ادرى بى نفسى والا انا فى منزلنا محمول من حاج صديق الخليفه فقد اغمى على ... سفرت الى مصر عدت بعد عده سنوات كانت قد شاخت ووهنت ولم تكن تتحرك ...نظرت الى وانا اودع اهلى ابتسمت دون كلام احسست انها تودعنى ولاكن بصمت كما عاشت ابتسمت لها ونزلت منى دمعه فقد ايقنت انى عندما اعود قد لا نلتقى
|
|
|
|
|
|