|
إمراة خلف الكواكب
|
تركت بيتها وجاءت للإقامة معنا .. سمعت بخبر مجيئها وأنا خارج القرية .. وفضلت أحسب الساعات للرجوع إلي القرية .. وكنت أتحرق شوقاً للقياها ومعايشتها عن قرب ..
لكنها !!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إمراة خلف الكواكب (Re: عصام الجيلي)
|
حملتُ إليها طعامها ذات يومٍ .. ودخلت إلي غرفتها المكتظة بحاجياتها التي صحبتها معها . وأصرت علي إبقائها بقربها رغم إن جُل حاجياتها من سقط المتاع .. ماكينة خياطة يدوية عبث بها الزمن .. لفة حصير طويت بإحكام وأسندت للجدار .. جرتان من فخار وضعتا بعناية تامة فوق التربيزة .. بعض الأواني تم رصها فوق صندوق خشبي عتيق نقشت عليه بعض الزخارف البسيطة .. قِدِر ضخم أحتل مساحة شاسعة من الغرفة !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إمراة خلف الكواكب (Re: عصام الجيلي)
|
وضعت الطعام علي طرف السرير بجانبها وهي مستلقية شاردة الذهن .. تنبهت لوجودي لحظة حركت يدها ليلسعها طبق الطعام الساخن .. أدارت وجهها نحوي بنظرات متفحصة أربكتني ..
ثم أشاحت به عني !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إمراة خلف الكواكب (Re: عصام الجيلي)
|
الاستاذ عصام
لك التحية
Quote: صدمتني !!!
لأنها كانت حبيسة غرفتها.. صامتة صمت القبور .. تتعامل معنا بجفاء وكأننا لا نعني لها شيئاً .. |
نتمنى ان تنطق
ولتفصح عن اسباب الصمت
و فى الصمت كلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إمراة خلف الكواكب (Re: عصام الجيلي)
|
ثمة سؤال بات يؤرقني منذ قدومها ؟؟ واجهت به أمي ذات يومٍ : تري هل أحبت جدتي أبي كما أحببناه ..؟ فلم تلتفت إليّ وهي تقلب الطعام بمعلقتها الخشبية الطويلة .. لتكتفي بالقول فقط: ولمَ لمْ تحبه وهو ولدها الوحيد الذي رزقته بعد خمس فتيات.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إمراة خلف الكواكب (Re: عصام الجيلي)
|
يا زول ما تواصل مالك وقفت
من يوم ما فارقت حسين عوضاي شايف قلمك بقى سَنين خليك كده كلمات ولا أحلى بس ما تشحتف روحنا وريّحنا
مع عظيم تقديري وامتناني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إمراة خلف الكواكب (Re: محمد خليل ساني)
|
الزول الرائع .. محمد ولد خليل تحايا بحرارة جو بورتسودان في أيام الصيف الغائط شكراً كثيفاً لوجودك ولدعمك ومساندك .. محاولة علها تجد القبول ..
Quote: من يوم ما فارقت حسين عوضاي |
ياراجل بجد البفارق حسين عوضاي مابيتعشي
كن بخير صديقي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إمراة خلف الكواكب (Re: عصام الجيلي)
|
كانت تقيه لأبعد الحدود .. فحينما كانت تمتهن الحياكة ويسألها أحدهم عن صاحبة القماش تقطع عليه الطريق .. لترسم بعدها علي شفتيها ابتسامتها الساحرة .. وكثيراً ما غدت مقولتها تلك مدعاة لتندر الآخرين عليها .. متهمين إياها بالسخرية .. لكن ذلك مما كان يضاعف شغفي بها وإكباري لها.. "هذا ما كان يردده .. في أمسياتنا الجميلة " ليسترسل بعدها في حديث شيق عنها وقد فاضت ملامحه بشراً. وذدنا منه التصاقا . لم تكن إمكانياتها المادية المتواضعة جداً حجر عثرة في طريقها لفعل الخير .. فدائماً ما كانت سبّاقةٌ إليه رغم ما كايدته في تربية ستة أيتام .. أكبرهم كانت هي فتاة في الرابعة عشر .. وأصغرهم كان رضيعاً لم يتم عامه الثاني بعد .. كانت تهفو لفعل المستحب كما لو كان واجبا مقدساً .. كإصرارها مثلاً علي الذهاب يومياً حتى في الأيام الممطرة , أو الشديدة القيظ إلي المسجد البعيد عن دارنا .. بغية أداء الصلاة جامعة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إمراة خلف الكواكب (Re: عصام الجيلي)
|
ويواصل إبنها الوحيد قائلاً : كانت تلف قدميها بقطة قماش بالية .. لازال لونها الكالح عالقاً في ذاكرتي .. في زمن لم تعرف الأحذية طريقها إليهم بعد .. اتقاء شمس الهجير .. كانت تلثم كل شيء يذكرها برحلة حجتها اليتيمة .. وكان لها قلباً عطوفاً لا يعرف الشر طريقه إليه .. تغدق علي الجميع حباً وحناناً ..
تري هل كان مبالغاً فيما كان يقول ؟ أم أن ضوءها خفت بوفاته ؟ سؤال أورثني الغصة طويلاً .. وودت لو أجد له إجابة شافية؟؟.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إمراة خلف الكواكب (Re: عصام الجيلي)
|
حذرت أمي أخواتي الصغار ذات مساء مكفهر من إحداث صخب أثناء لهوهم .. مخافة إزعاج جدتي
قائلة : جدتكم نائمة أو في حالة سكون لذا لا تحدثوا ضجيجاً يثير سكونها .. أبرموا لها مواثيقهم الزجاجية التي سرعان ما تطايرت شظايا مع أولي صرخاتهم العابثة .. أما أنا .. اكتفيت بحمل الطعام لها كل يومٍ علي مضض , فقد سئمت صمتها المطبق , وانتابني منه الضجر .. إلي أن أيقظني ذات ليلٍ موحش بكاؤها وأنينها الذي تسلل إليّ .. وتساءلتُ في صمتٍ : تري هل استيقظت فطرتها النائمة وبُعثت مشاعرها الميتة في هذا الليل البهيم ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إمراة خلف الكواكب (Re: عصام الجيلي)
|
ولأول مرة منذ أن سكنت دارنا دخلتُ غرفتها متلهفٌ بعد أن تعالي نشيجها .. لأجدها أمامي قابعة في ركنٍ بعيد .. محتضنة قِدْر "البركة " الكبير .. تتحسس أطرافه بأناملها كما الأم الرءوف .. وعيناها تسحان دمعاً بلل حافته .. وتدحرج إلي قاعه .. تمتلكني عندها الدهشة وأنا أنشدها : لمَ البكاء يا جدتي ؟ ولأول مرة أبصر في عينيها التائهتين علي الدوام بريقاً أخاذا .. سلب لبي .. وهي ترفع إليّّ رأسها ببطء هامسةً رايته في المنام .. رايته !! قربت إليها متسائلاً من يا جدتي ؟ أجابتني بفرحٍ غامر : أبوك يا ولدي أبوك .
عاجلتها بالسؤال:أخبريني ماذا رايتِي ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إمراة خلف الكواكب (Re: حنين للبلد)
|
حنين للبلد .. تحية بقامة الأساتذة .. وتمنيات بدوام الصحة والعافية ممنون للحضور والمتابعة .. أرجو عودتك ثانيةً لكي تدلي بدلوك ..
عايني .
.
.
. شايف قهقهاتك حايمة ـــــــــــــــــ إنشاء الله لقيتي ليكي شلة
| |
|
|
|
|
|
|
|