ســـــــــلام ســــامى الحـــاج

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 06:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-05-2008, 09:34 AM

عاصم الحاج
<aعاصم الحاج
تاريخ التسجيل: 11-16-2006
مجموع المشاركات: 679

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ســـــــــلام ســــامى الحـــاج

    العـــــائد من منــــافى أمريـــــــكا

    هجم السرور علي حتى أنني
    من فرط ما قد سرني أبكاني
    يا عين صار الدمع منك سجية
    تبكين من فرح ومن أحزاني

    أخيراً و بعد رحلة طويلة من المعاناة و الترقّب , و شاقة مع المرض والتوحّد , و حصن حصين من التعتيم و إنتهاك متمادى للحقوق و القيم الإنسانية , الشرعية و المهنية.. و فى ليلة الجمعة المباركة حطت طائرة الأمريكيين على أرض مطار الخرطوم بسلام معلنة انتهاء الحرب المفتوحة و غير المتكافئة بين ساسة الولايات المتحدة الأمريكية و الصحفى سامى الحاج على و جه الخصوص .. ذلك الشاب المناضل الذى استطاع أن يثبت للعالم أجمع بعزيمة نادرة أن إرادة الإنسان أقوى من كل ما يملكه على ظهر هذه البسيطة... بينما ما زالت ترواح مكانها و مئات من عامة شعوب العالم "الثالث " الإسلامى بمختلف ألوانه , وجهاته , أطيافه , و أعمار رهائنه على وجه العموم ...




    فما أن توقفت عجلات تلك الطائرة الضخمة حتى نزل رفقاء السجن و العودة للديار بعد رحلة مضنية مع العذاب و الترحال بين القواعد العسكرية و أوكار التعذيب فى غوانتانامو و افغانستان .. و ما هى إلا لحظات حتى ظهر ذلك الرجل المتهالك محمولاً بأيدى زبانية الإدارة الأمريكية ... لم تكن رحلة الأصفاد الحديدية ثم البلاستيكية التى أوثق بها سامى الحاج و رفيقيه حتى وصولهم للخرطوم هى آخر المطاف فى تلك الحرب متعددة الوجوه .. و لم يكتفى الأمريكيون عند ذاك الكم الهائل من الإحتقار و تلك السنين التى ضاعت من أعمارهم هكذا بلا رقيب و لا حسيب , بل أصّروا أن يواصلوا سياسة الإذلال حتى النهاية حينما رفضّ الحرّاس بالأ يفك أحد سواهم أصفاد المفرج عنهم حتى فى الخرطوم نفسها ... و بينما مُنع ذوى العائدين من الوصول لإستقبالهم حسب الشروط الامريكية , أصطف نفر من الرسميين و بعض الشخصيات المنتقاة و كاميرا تلفزيونية واحدة دون غيرها توثق تلك اللحظة التاريخية...



    لم تكن هى كاميرا سامى الحاج التى نزعت منه عند إعتقاله ( و هو يؤدى واجبه المهنى جهاراً نهاراً ) و لم ترد له حتى اليوم , و لا حتى كاميرا الجزيرة التى بذلت فى سبيل القضية من الدعم و الوفاء لمنسوبها ما لم يبذله حتى أولئك الذين أصطفوا على جنبات المدرج أو أمام العدسات , آخذين عندها فقط زمام المبادرة ... ظهر المصور المضرب عن الطعام لأكثر من 16 شهراً منتصراً لكرامته بصفة خاصة و للإنسانية عامة بعد ان دفع ثمناً باهظاً و قد بدا الأعياء عليه و قد اخذ منه الكثير حتى أبيضّ شعره , هرمت ملامحه , نحل جسمه و بانت عروقه ... لم يكن سامى الحاج عندها يبحث عن شهرة و لا غاية و هو السجين الأشهر على الإطلاق .. و بين الشوق و الإعياء لم يكن يدور بخلده حينها سوى إحتضان صغيره و لا سيما أهله وأحبابه حتى دخل فى صدمة غلبت أشواقه , فراح يتحسس بعينيه ويديه فقط سريره المتحرك ...



    و بينما غالب النوم الملايين و هم يراقبون بشغف كبير مراسم وصول ذلك المناضل السودانى عبر الكاميرا نفسها التى لا تعرف الغش فتنقل الحقيقة كما هى ... و ليس بعيداً عن المطار كنا ننتظر خارج مستشفى الأمل و جيراننا و أصداقاء سامى و مريدوه و الكثير من الإعلاميين تضئ آمالنا و آلامنا عتمة الليل .. حتى بدت لنا فى الافق أنوار تلك الطائرة العسكرية .. حينها فقط دخلت فى دائرة الإحساس بالحقيقة التى طالما حاربتنى بسيف الشك ... و أدركت ان لحظة الحقيقة قد أقتربت بلا سيف عند سماعنا صوت عربة الإسعاف ... بدأ الأهل فى الهرولة ناحية بوابة المستشفى بهستيريا لا تخطئها العين و هم يرددون... سامى جابوه ..



    حاول الحراس منعنا لكنهم فشلوا فى وقف أمواج تلك المشاعر العاتية ... البعض أخذ يدعو الله أن يلهمه القوة على لحظة اللقاء .. البعض أغمض عينيه .. و البعض هرول خلف السرير المتحرك و أنا أحاول أن أربط بين هذا الشائب و أخى الشاب الذى فارقته زهاء السبع سنوات .. و عند اللقاء أختلطت مشاعرى بين الصدمة و الألم .. أهو حلم أم علم ؟؟؟ هزمنى الجلد فرحت أصرخ و أبكى ... أغشى علىّ حتى الصباح .....

    و قبل ان أفتح عينى كنت أرجو و أدعو الله أن يكون المكان هو نفسه المكان .. فما عدت قادراً على التحمّل أوالإحتمال .. الحمد لله كما يبغى لجلال وجهه و عظيم سلطانه ... أنا فى مستشفى الأمل و قربى أخى سامى الحاج الذى أفتقدته كثيراً .. يالها من مشاعر ...




    فرح بعودة سامى الحاج من جحيم غوانتانامو و حزن على عمرٍه الذى ضاع .. خوف على صحته و مستقبله... و أمل ان يطفئ الله سريعاً الرماد ... كم هومؤثر ومؤثر جداً أن يحتضن الأب الصامد الأبن الصابر ... و ليس غريباً أن تسيل أدمع كل من رأى تفاصيل المشهد .. فسامى دخل قلوب الملايين من أوسع الأبواب فنال حظاً من العطف و الرحمة و هو فى أشد الحوجة لهما .. كان من المستحيل ان يرد الله أكف الملايين التى أرتفعت طمعاً و إحتسابا .. و ينسى عبده الذى صبر و شكر ... ( وهل جزاء الإحسان إلاّّ الإحسان )

    كم صبرت يا سامى على البلاء وكم صمدت على المحن والإحن لتثبت لللعالم أجمع أننا نعيش فى زمن الحرية والديمقراطية التى تلد فى كل يوم آلاف المساجين...

    عاد سامى بعد سنوات شداد عجاف لم تسمع أذنيه خلالها سوى التعليمات و لم ترى عينيه سوى البذات العسكرية و رجال مذلولين , مطأطأى الرؤوس , مجنزرين بالسلاسل فى ثوب أحمر ..

    خرج سامى من ظلمة الوحشة و التوحّد و ذل الحديد و حياة العبيد .. لم توجّه له أى تهمة ..

    لم يقدّم إلى أى محاكمة .. و لم يقدّم له أى إعتذار ... لقد قيل للعالم بأن غوانتانامو شيد لتحقيق العدالة و سجن أعتى المجرمين .. لكن العالم بمؤسساته الأممية و الحقوقية و الإنسانية يجمع على رفضه ...




    عاد سامى الحاج و ترك إنسان غوانتانامو و غيره من مراكز الإذلال البشرى حول العالم على ذات المصير ... و لسان حالهم يقول :

    هاتوا برهانكم ؟؟؟

    حاكمونا أو أطلقوا سراحنا ؟؟؟

    إفتحوا جميع مرافق الإعتقال ذات الصلة بما يسمى الحرب على الإرهاب للتفتيش الخارجى

    أو

    أغـــــــــــلقوهــا الآن ؟؟

    =================================================================

    شكراً لراعى الحوش الكبير و لكل من وقف مع سامى هنا فى هذا المنبر ... شكراً لكل من أجتهد فى حل قضية سامى من الحكومة و لا شك أن الأفراج جاء بعد مفاوضات جادة بعد أن عزل الأمريكيون و مازالوا الحكوميين من خارطة الديمقراطية الامريكية لانهم رفضوا السير مع أتجاه الديمقراطية و رسلها الجدد ... شكراً للرجل الإنسان الأستاذم خضر عطا المنان و مهما حاولت أن أصف شكرى فإن لسانى يعجز عن الشكر .. من أشكر .. شكراً للتنسيق العالمى من اجل إغلاق غوانتانامو .. شكراً للأحرار الذين سانوا سامى كإنسان أعتدى على حقوقه بكل بشاعة و قبح .. شكراً لله من قبل و بعد لانه أثبت لنا ولهم انه القادر المقتدر المتعالى عن المشاركة و المشاكسة عن سائر البشر ... شكراً لله لأنه برهن ان قدرته اكبر من كل كبير و هى التى لم تفلح كل أمبراطوريات الإنسان و ما بلغت من قوة و مكر من ان تقلت من قدرته أو عقابه ....

    و أخيراً نقول : الحمد لله كما يبنغى لجلال وجهه و عظيم سلطانه .......





    ============================================================

    (عدل بواسطة عاصم الحاج on 07-05-2008, 10:18 AM)
    (عدل بواسطة عاصم الحاج on 07-05-2008, 10:24 AM)
    (عدل بواسطة عاصم الحاج on 07-05-2008, 10:28 AM)
    (عدل بواسطة عاصم الحاج on 07-05-2008, 10:35 AM)









                  

07-05-2008, 09:57 AM

كمال عكود
<aكمال عكود
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 541

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـــــــلام ســــامى الحـــاج (Re: عاصم الحاج)

    الحمد على سلامته ومبارك عليكم الاجتماع بعد الافتراق

    قد يجمع الله الشتيتين بعد ما **** يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
                  

07-05-2008, 09:57 AM

Nasruddin Al Basheer
<aNasruddin Al Basheer
تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 4083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـــــــلام ســــامى الحـــاج (Re: عاصم الحاج)

    الأخ العزيز عاصم
    لك التحايا والسلام

    الحمد لله الذي أنعم على سامي الحاج بالحرية وأعاده إلى أهله وهو
    ظافراً منتصراً ..
    والتحية لأسرته وأهله الذين صبروا على فقده وحرموا من وجوده بينهم
    لأكثر من ست سنوات قضاها في أكثر المعتقلات وحشية وقسوة..
    ونقول لك عوداً حميداً برجوع سامي وعوداً حميداً بعودتك إلى المنبر..
                  

07-05-2008, 04:24 PM

عاصم الحاج
<aعاصم الحاج
تاريخ التسجيل: 11-16-2006
مجموع المشاركات: 679

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـــــــلام ســــامى الحـــاج (Re: عاصم الحاج)

    شكراً لمرور الأخوان ...
                  

07-07-2008, 02:44 PM

عاصم الحاج
<aعاصم الحاج
تاريخ التسجيل: 11-16-2006
مجموع المشاركات: 679

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـــــــلام ســــامى الحـــاج (Re: عاصم الحاج)

    وطنٌ اسمه.. الجزيرة

    محمد ولد سيدي - نواكشوط




    سنوات ست أو تزيد أمضاهن مصور الجزيرة سامي الحاج قيد أصفاده بلا تهمة في معتقل غوانتنامو الأميركي، المكان الأكثر ظلماً وهتكاً لحقوق الإنسان في تاريخ البشرية.
    وبرغم ظلام زنزانته الحالك، ورطوبتها المنتنة كان السجين 345 على يقين أن هناك من يعملون في الخارج بتؤدة من أجل حريته، لم يساوره الشك للحظة أنه خلف الأسلاك الشائكة المكهربة - التي تحيط بالجزيرة الكاريبية التي أصبحت أشهر سجن في العصر الحديث - هناك من لن يتخلى عنه، هناك من حمل قضيته لكل أصقاع الدنيا حتى غدا المصور الشاب المغمور الذي أختطف من جبال باكستان - وكان يمكن أن يعتقل أو حتى يقتل دون أن يعلم به أحد- رمزاً عالمياً لحرية التعبير وللصمود على المبادئ في وجه قساوة السجان ووسائل قمعه الرهيبة التي يحاول بها طمس الحقيقة.
    سنوات ست لم تفتر فيهن عزيمة الجزيرة ولم تهن وتيرة جهودها من أجل إطلاع العالم على محنة مصورها الأسير لدى من وجدوا في كونه مسلماً أسمر البشرة وفوق ذلك مصوراً للقناة الوحيدة التي حاولت أن تكون ناقلاً للحقيقة في زمن التعتيم، ما يكفي من الذرائع لوصمه بالإرهابي الخطير. رغم كل التهديدات والضغوط لم تتخلى الجزيرة عن سامي، ورغم الترهيب والترغيب الذي مارسه سجانوه المحترفون لم يتخلى سامي عن الجزيرة. حتى ولو كان الثمن حريته - وهو الرجل الهزيل الضعيف البنية الذي قطعت صلته بالدنيا في زنزانة أشبه بعلبة السردين الباردة، وكبر أبنه الوحيد ولم تره عيناه - رغم كل هذا رفض سامي الحاج أن يطلق سراحه مقابل أن يكون عيناً للأميركيين تنقل ما يجري داخل الجزيرة..
    وفي حين استقبل اغلب من كان أفرج عنهم من غوانتنامو بالسجن والتنكيل وانتقلوا من قيد أميركي الصنع إلى قيد جديد في بلدانهم التي تراهم مجرمين حتى يثبت العكس، استقبلت الجزيرة سامي الحاج استقبال الإبطال المظفرين، وخصصت له من الزخم الإعلامي والتغطية الإخبارية ما لم يخصص حتى لنيلسون مانديلا حين أفرج عنه نظام الفصل العنصري بعد ربع قرن من السجن. وفي حين تتبرأ بعض الدول العربية من أبنائها المعتقلين ظلماً خوفاً من أن يصفها بوش بدعم الإرهاب ومساندة القاعدة. كانت صورة سامي الأسير لا تفارق شاشة الجزيرة.
    سامي الحاج في أول كلمات تنبس بها شفتاه بعد رؤيته لنور الحرية، لم يتحدث عن أصناف التنكيل والعذاب التي عاشها لسنين، ولا عن سنين شبابه التي ضاعت، ولم يذكر اشتياقه المؤكد لرؤية فلذة كبده الذي كبر بعيداً عنه وحرم من مجرد سماع صوته، بل قال أن فرحته لن تكتمل حتى يطلق رفقائه الذين خلفهم ورائه في ذلك المكان البغيض، والذين وصف الحالة النفسية التي وصلوا إليها وصفاً تقشعر له الأبدان.
    أولئك المعتقلون الذين تركوا لمصيرهم البائس وفقدوا عقولهم لمجرد أن أوطانهم لم تكن كما كانت الجزيرة لسامي وطناً، فالوطن الذي يقتّل أطفاله وتجوّع نسائه ويبقي ساكتاً لا حراك فيه، بل ويتبرأ من أبنائه خوفاً من غضب أميركا ولكي لا يوضع في لائحتها السوداء ليس بوطن.

    هنيئا للفتى " سامي " الثبـاتُ *** عـــلى ما فيه للموتى حيــــــــاةُ
    سُجنتَ فللقـــــــلوب إليك منا *** - تفيضُ به مشاعرُهــــــا – التفاتُ
    وعاني كالذي عانيْتَ قـــــــومٌ *** قناتُهم " الجزيــرةُ " واستمـــاتوا
    وذاقوا كالذي ذقتَ المنــــايا *** فما لانت لهــــم فيهــــــــا قناةُ
    إلى أن كان للفجر ابتســـــامٌ *** وولى الليلُ والْتــــــأم الشــتاتُ
    وعاينتَ الأحبَّــــــــاءَ احتفاءً *** وماتتْ في العِنـــــاق الأمنيــــاتُ



    ==================================================================

                  

07-07-2008, 02:52 PM

عاصم الحاج
<aعاصم الحاج
تاريخ التسجيل: 11-16-2006
مجموع المشاركات: 679

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـــــــلام ســــامى الحـــاج (Re: عاصم الحاج)

    وطنٌ اسمه.. الجزيرة

    محمد ولد سيدي - نواكشوط




    سنوات ست أو تزيد أمضاهن مصور الجزيرة سامي الحاج قيد أصفاده بلا تهمة في معتقل غوانتنامو الأميركي، المكان الأكثر ظلماً وهتكاً لحقوق الإنسان في تاريخ البشرية.
    وبرغم ظلام زنزانته الحالك، ورطوبتها المنتنة كان السجين 345 على يقين أن هناك من يعملون في الخارج بتؤدة من أجل حريته، لم يساوره الشك للحظة أنه خلف الأسلاك الشائكة المكهربة - التي تحيط بالجزيرة الكاريبية التي أصبحت أشهر سجن في العصر الحديث - هناك من لن يتخلى عنه، هناك من حمل قضيته لكل أصقاع الدنيا حتى غدا المصور الشاب المغمور الذي أختطف من جبال باكستان - وكان يمكن أن يعتقل أو حتى يقتل دون أن يعلم به أحد- رمزاً عالمياً لحرية التعبير وللصمود على المبادئ في وجه قساوة السجان ووسائل قمعه الرهيبة التي يحاول بها طمس الحقيقة.



    سنوات ست لم تفتر فيهن عزيمة الجزيرة ولم تهن وتيرة جهودها من أجل إطلاع العالم على محنة مصورها الأسير لدى من وجدوا في كونه مسلماً أسمر البشرة وفوق ذلك مصوراً للقناة الوحيدة التي حاولت أن تكون ناقلاً للحقيقة في زمن التعتيم، ما يكفي من الذرائع لوصمه بالإرهابي الخطير. رغم كل التهديدات والضغوط لم تتخلى الجزيرة عن سامي، ورغم الترهيب والترغيب الذي مارسه سجانوه المحترفون لم يتخلى سامي عن الجزيرة. حتى ولو كان الثمن حريته - وهو الرجل الهزيل الضعيف البنية الذي قطعت صلته بالدنيا في زنزانة أشبه بعلبة السردين الباردة، وكبر أبنه الوحيد ولم تره عيناه - رغم كل هذا رفض سامي الحاج أن يطلق سراحه مقابل أن يكون عيناً للأميركيين تنقل ما يجري داخل الجزيرة..



    وفي حين استقبل اغلب من كان أفرج عنهم من غوانتنامو بالسجن والتنكيل وانتقلوا من قيد أميركي الصنع إلى قيد جديد في بلدانهم التي تراهم مجرمين حتى يثبت العكس، استقبلت الجزيرة سامي الحاج استقبال الإبطال المظفرين، وخصصت له من الزخم الإعلامي والتغطية الإخبارية ما لم يخصص حتى لنيلسون مانديلا حين أفرج عنه نظام الفصل العنصري بعد ربع قرن من السجن. وفي حين تتبرأ بعض الدول العربية من أبنائها المعتقلين ظلماً خوفاً من أن يصفها بوش بدعم الإرهاب ومساندة القاعدة. كانت صورة سامي الأسير لا تفارق شاشة الجزيرة.



    سامي الحاج في أول كلمات تنبس بها شفتاه بعد رؤيته لنور الحرية، لم يتحدث عن أصناف التنكيل والعذاب التي عاشها لسنين، ولا عن سنين شبابه التي ضاعت، ولم يذكر اشتياقه المؤكد لرؤية فلذة كبده الذي كبر بعيداً عنه وحرم من مجرد سماع صوته، بل قال أن فرحته لن تكتمل حتى يطلق رفقائه الذين خلفهم ورائه في ذلك المكان البغيض، والذين وصف الحالة النفسية التي وصلوا إليها وصفاً تقشعر له الأبدان.
    أولئك المعتقلون الذين تركوا لمصيرهم البائس وفقدوا عقولهم لمجرد أن أوطانهم لم تكن كما كانت الجزيرة لسامي وطناً، فالوطن الذي يقتّل أطفاله وتجوّع نسائه ويبقي ساكتاً لا حراك فيه، بل ويتبرأ من أبنائه خوفاً من غضب أميركا ولكي لا يوضع في لائحتها السوداء ليس بوطن.



    هنيئا للفتى " سامي " الثبـاتُ *** عـــلى ما فيه للموتى حيــــــــاةُ
    سُجنتَ فللقـــــــلوب إليك منا *** - تفيضُ به مشاعرُهــــــا – التفاتُ
    وعاني كالذي عانيْتَ قـــــــومٌ *** قناتُهم " الجزيــرةُ " واستمـــاتوا
    وذاقوا كالذي ذقتَ المنــــايا *** فما لانت لهــــم فيهــــــــا قناةُ
    إلى أن كان للفجر ابتســـــامٌ *** وولى الليلُ والْتــــــأم الشــتاتُ
    وعاينتَ الأحبَّــــــــاءَ احتفاءً *** وماتتْ في العِنـــــاق الأمنيــــاتُ



    ==================================================================

    (عدل بواسطة عاصم الحاج on 07-07-2008, 03:06 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de