|
الصيف: ولغة العطووور..
|
عطرك يا صاح الذي تسكبه على اطراف مختلفة من جسدك يخبر او قل يفضح مزاجك، واسرارك، ويكشف شخصيتك امام نفسك وامام الدائرة التي تحيط بك، وامام العالمين، فكلما ما كان المرء ميالا للاستخدام العطور الطيبة الفواحة الدواخة، كل ما تحملق الاخرين حوله حتى ليصبح مثل هالة النور التي تصطدم بها بعض المخاليق المرئية او غير المرئية كما ورد في بعض الاثار المثيوليجية اليونانية القديمة.
الابداع في استخدام العطور يعرض بعض الرجالة (بتشديد الجيم) المتزوجين مع نصفهم الاخر لمطبات عائلية، كونوا انو بعضهن عقدة ضعفهن انواع معينة من العطر الرجالي، او ينجذبن اليه بشكل لا ارادي، وهنا تمكن عقدة المنشار، العطر يجعل من الرجل شخص مختلف، فان كان قميء الشكل فبالعطر والهندام يمكن ان يكون كائن اخر مطلوب بل محبوب، وان كان منطوي فانه باستخدامه لعطور معينة يمكن ان يكون اجتماعيا غصبا عنه، وان كان مسكين لا ينطق ببنت شفه في المجالس فان لغة العطور الطيبة التي تفوح منه تجعله عكرود.
كثرين كانوا عاطلين عن العمل وفشلوا في معظم مقابلاتهم مع اصحاب الشركات ودوواين الحكومة، ولكن بعد ان اكتشفو سر لغة العطور واجادوها من الالف الى الياء لم يشتغلو فحسب ، بل تزوجو نساء موظفات في السلك العالي في ذات الشركات، وسبحان مبدل الاحوال من حال الى حال، وكلووووو بسبب لغة العطور.
وبواسطة لغة العطور انتحرت بعضهن (موسم الهجرة الى الشمال) وبواسطة لغة العطور الفواحة اصبح المجهولين مشاهير (رواية باسم الوردة-امبرتو ايكو) والخ.
افدح من ذلك كله، يمكن لشخص موغل في العفونة (اكرمكم الله) معطون في سوق السمك، ان يتحول الى ساحر في الجمال وفن العطور ويصبح مثل المغنطيس يجذب كل ثابت ومتحرك وهنا نستدعي شخصية (غرنوي) الشين البعاتي ابن الحرام، في رواية العطر القاتل للروائي الفرنسي الشهير باتريك زوسكيند التي نفقت عن بكرة ابيها في اشهر قليلة من اصدارها عام 1985م، .
|
|
|
|
|
|