دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
إسلام الأماكن ونمــــــــــــــــوذج بن لادن!!!
|
كان الدين الإسلامي وما يزال هو دين التوحيد والحنيفية ، كتاباً واحداً وفرقاناً واحداً ، إلا أنه عندما يحــل بمكانٍ ما يصبح إسلاماً مكانياً إن صح التعبير ، حيث يأخذ شكل ومضمون وآراء وطرائق تفكير البيئة التي وُجد فيها .
ومن هنا جاز لي تقسيم الإسلام حسب المكان تقسيماً أفقياً مثلما قسمه كثير من المهتمين تقسيماً رأسياً : سنة وشيعة ، أو مذاهب سنية أربعة. أصبح الإسلام أصنافاً لا يعتمد العقيدة في ذاتها بقدر ما يعتمد الممارسة الدينية وطقوس العبادة المختلفة وبخاصة التصرف ومحصلات التفكير، فالاختلاف أصبح بالضرورة من شعب إلى شعب ومن ظروف تاريخية في مكان ما لمكان آخر حسب الموروث الثقافي ( المتوحّط) قبل دخول الإسلام ، ولا أنكر تأثيرات الأوضاع الاجتماعية وبخاصة الاقتصادية.
سأتناول بالتقسيم المكاني اختلافات الإسلام حسب المكان دولة، إقليم ، قطر كان أم قارة ومدى اختلاف كل إسلام عن الآخر .
لم ألحظ فوارق كبيرة في الإسلام المكاني الضيق إلا بعد أن سافرت في أعماق أفريقيا في رحلة صحراوية من جنوب ليبيا إلى حدود النيجر ونيجيريا وحدود النيجر مع تشاد ومالي . سافرت في رحلة غدوها ورواحها ثلاثين يوماً بالتمام حيث الصحراء ولا شيء سوى الصحراء ، ولا أنسى ما حييت ما أظنه ألاعيب الصحراء ووسائل (خوازيق)ها التي تمارسها مع كل مسافر جديد ، فالطريق الذي تظنه ثابتاً متيناً لسير الشاحنات قد يكون دواراً يبتلع جبلاً بكامله إن لم تكن مصحوباً في سفرك بدليل ماهر، والبرك والمستنقعات المائية الرقراقة ما هي إلا سراب خلّب يشجي عطش الصادي، كما رؤية جبل أدهم ضخم على بعد أميال ما هو عند ملامسته إلا حجر متواضع أو إطار سيارة تالف ركزه المسافرون صوىً وهادياً للطريق ، أما السماء ليلاً من شدة صفائها وقربها لكأنك تقطف بيديك الثريا والزهرة وحتي ( مجرة الكبش) المجر اللبني Milky Way وتضعها في سلتك .
عرفت في هذه الرحلة أوائل التسعينات أن الزاد والرفقة الحسنة هما نصف الوصول إلى الوجهة ، وعرفت أن الإسلام في غرب أفريقيا عموماً إسلامٌ متسامحٌ ، حيث كل النساء يزاولن نفس أعمال الرجال ويختلطن بهم حتى في دور السنما، أما المساجد فنصفها من النساء أغلبهن من الشابات ، كما شاهدت في العاصمة نيامي ( مع نطق النون مثل نون نيالا وإسقاط الياء) حزب اسمه Nasarah أي النصر وهو الحزب الحاكم بقيادة حسين كونجي أنذاك- وكان له ساحر يخدمه يدعى مامدو الدجال- ينزل هذا الحزب بدعاية انتخابية قوامها فتيات ناهدات لباسهن قصير وأثداؤهن عرضة للافتضاح عند كل التفاته ، كما عرفت أن الإسلام في النيجر بلغت نسبته 98% والكنيسة الوحيدة في مدينة زندر التي أخبرني قسيسها هنري الهولندي وهو يجيد اللغة العربية باللهجة السودانية أنه لمدة عشرة سنوات وصل عدد المسيحيين إلى مئتين ، ثلاثة فقط من أصل نيجري، ومما شاهدته : أن نسي أحد المسافرين ممتلكاته في قلب السوق ولما عاد في اليوم التالي وجدها في مكانها رغم أن الشحاذين والمكسرين والعرج يسدون أغلب طرقات المدينة ، وطول تجوالي لمدة ثلاثة أشهر لم أر مشادة أو مشاجرة أو تعارك ، فاستنتجت أن أغلب المجتمعات في غرب أفريقيا إسلامها يميل إلى التسامح والعفوية خالٍ من الأمراض النفسية والزهانية ، لكنه محمل بكثير من الأساطير الأفريقية، والمعضلة الأس في تِيك البقاع هي الفساد السياسي الذي تدعمه أسبابه.
في كتاب ( الإسلام الأسود) لكاتبه محمد شفرون الذي تناول فيه الإسلام جنوب الصحراء الكبرى دلل على حقيقة اختلاف الإسلام جنوب الصحراء عن شماله ، حيث أن إسلام أفريقيا الجنوبية يغلب عليه الطابع الصوفي . الصوفية الأفريقية هي قبل أن تكون مذهباً دينياً وافداً من العراق مستوحى بدوره من البوذية وتعاليمها ( راجع كتاب البوذية وأثرها على الإسلام والديانات السماوية الأخرى للدكتور . عبد الله بامسوك) كانت أسلوب حياتي لأفريقيا.
كما نفى الكاتب وجود الإسلام الشيعي والخوارجي لعدم نجاحهما في تأسيس دولة شمال أفريقيا ! وإنما أقول : نشأت دولة الفاطميين في مصر ولم يمتد أثر التشيع إلى السودان المجاور لها بل ولم يستمر في مصر ذاتها وإنما السبب الأرجح لعدم انتشار هذه المذاهب لميلها إلى أدوات التصنيف الحادة (شروط ودورالإمامة مثلاً) واستخدام وسائل العنف حتى على مستوى العبادة كما هو واضح في عمليات التطبير الشيعية في أيام الحزن السرمدى. الإسلام الأفريقي عموماً خليط من تعاليم الإسلام والديانات والأساطير الأفريقية المستوطنة وهذا هو سبب نجاح المذهب الصوفي الذي من وسائله الدعوية على سبيل المثال الطبول والآلات الأفريقية والإنشاد الكورالي والركون إلى الغيب .
الإسلام في أفريقيا أكثر ما يميز أهله الفقر والتخلف والفساد والاتساخ فأصبح الإسلام هناك مرادفاً لكل النقائص البشرية والتي لا تصب في صالح الإسلام كخاتمة أديان أو تقدم مسيرة عجلة العولمة حسب رؤية حداة العولمة. فمثلاً قامت بعض بيوتات المال الكويتية والسعودية بإنشاء مصرف إسلامي في قلب العاصمة نيامي/ النيجر، وما أن انقضت ستة أشهر من إنشائه إلا و أغلق المصرف لأجل غير مسمى لأن كل أرصدته ذهبت في شكل قروض حسنة / ميتة ، فأضحى البنك مبنىً جميلاً في قلب العاصمة تعتمر قمته الغربان ويفترش ظله السابلة والعجزة وما أكثرهم في تلك البقاع!! هذه تجربة تكشف قِصر تصور المانح والممنوح الإسلاميين.
أما الإسلام شمال القارة تخذ نجدين : نجد عروبي يميل إلى التشدد نموذجه في مصر الجماعات المتطرفة و تونس والجزائر والسودان الإنقاذي والغريب أن تصنف السودان جنوبية المكان شمالية الفكر ، ينعقون بالإسلام ولم يبلغ حناجرهم -الإسلام هو الحل ، كيف؟- !!! ولم يتوصلوا إلى حل غير التقهقر وإراقة الدماء ، وإسلام علماني حقله النصوص الإسلامية وأدوات نقده غربية مفتوحة على علوم اللاهوت وأدوات النقد البنيوي كما هو مشاهد في منع تونس لارتداء الحجاب والجهاد المستمر لمحمد أركون وأمثاله بالقيام بدور الموصل الجيد والرديء لحرارة الإسلام ، وقد وصل به الأعياء إلى أن ألقى عصاه .
فألقت عصاها واستقر بها النوى ******* كما قرَّ من بعد الإيابِ المسافرُ
أما الإسلام الأوروبي جذوراً لم يكن له أثر في السابق نسبة لسعي أوربا للفكاك منه باعتباره من قيود التخلف كما فعل كمال أتاتورك في تركيا الذي خلع بذته الإسلامية المكوّن للهوية التركية من العدم التي منحت تركيا الاستقرار لشعب من الغجر والرحالة على ظهور الخيل ، وكما فعلت أوربا مجتمعة بطرد الإسلام من شبه جزيرة آيبريا ، وإنما يرجع نجاحهم لانغماس إسلام الأندلس في حياة الدعة والمجون وكأنما انهيار خلافة بني العباس ليست دليلاً كافياً لدواعي زوال الأمم .
ظلت بقية أوربا المسلمة في حالة كمون منكفئة على دينها نسبة لمرور الأعصار الشيوعي سواء في يوغسلافيا السابقة أو الإتحاد السوفييتي المنهار وبالتالي لا يبرز إسلام البوسنة أو دول التركمنستان كنموذج لمدى نشاط التمدن على الأقل ما دامت تحت مخدر نظام آخر.إلا أن تركيا قدمت إسلاماً أوربياً أقرب إلى فهم الإسلام الراقي من حيث الحضارة والتنظيم واحترام القانون والاهتمام بهموم الإنسان أولاً وخير دليل على ذلك حزب العدالة الحاكم بقيادة رجب أردوغان ، إسلام من مبادئه الأساسية أن تركية دولة علمانية- احتراماً لوجهة الأغلبية- ، لم يكن الإسلام هناك مستصحباً باللحي الطويلة والزي العربي القصير والحجاب الإيراني السابح في تلاوين الموضة وإنما إسلام في ركب العولمة في عمرانه ومظهره وشوارعه وأكياس قمامته النظيفة المرتبة ولغته الدينية . أوربا الآن يظللها الإسلام الوافد من دياره الأصلية بكامل مسوغات تكوينه المكاني وفلسفات تخلفه .
نزح المسلمون فرادى فرادى من ديارهم المتخلفة لضغوط اقتصادية وبعضها سياسي وقليل منها أسباب أخرى إلى أوربا الجنة الموعودة وراء البحر ، وأول ما تفتحت عيونهم على الحياة الغربية المناقضة لحياتهم أصيب كثير منهم بالصدمة الحضارية ، فانغمس الكثير في حياتها لدرجة أن نسي بعضهم ميعاد حلول شهر رمضان أو عيد الأضحى وقد سلط الكاتب القدير أحمد إبراهيم الفقيه الضوء على هكذا حال في بطل روايته ( نفق تضيئه امرأة واحدة) الذي لم يدرك أن شهر رمضان في أواخره إلا بعد أن اتصل معزياً أهله لوفاة قريب في ليبيا . اكتشف كثير من المسلمين خواء الحياة الغربية بعد ملل فأخذ يتلمس طريقه نحو إسلامه - وجلُّ الإسلام نشاطه في الوسط أوالجماعة - فتكونت الجماعات الإسلامية في أوربا ، بعضها حصل على أدوات معرفية متطورة ، استوعب أن التباين كائن ، قارن بين الأديان فقدم نموذاً يرجى منه في المستقبل ، وآخر أصابته داء الغربة فارتد إلى منظوره المكاني الأول فأصبح لا يرى انتشار الإسلام إلا بتفجير الأبرياء في المطارات والأنفاق والتجمعات والأسواق والبنايات العالية ، إسلام مشوه ، وقد علمنا الرسول الكريم أن من أكرمنا ولم نجد ما نجازيه به نشكره وندعو له بالخير حتى يستغيث وقد فعلوها هؤلاء معكوسةً !
الإسلام الآسيوي وأقصد به أواسط وأقاصي آسيا ، ففي ماليزيا أصبح الإسلام منظماً أنيقاً متحضراً يهتم بالإنسان طالباً كان أوشاباً يريد الزواج أو السياحة ، المسلمون هناك متمسكون بالأركان بحذافيرها ، أغلب المساجد مقسومة مساحاتها مناصفة بين الرجال والنساء والزكاة لها ديوان كبير في قلب العاصمة يرعى شؤون الأصناف الثمانية على مضابط ساعة بق بن ، أما الحج فأغلب الذين تجاوزوا الثلاثين من عمرهم أدوا مناسكه بدءاً من كورسات الحج وإلى إرجاع بطاقة الحج والعمرة إلى الجهات المختصة وكذا العبادات الأخرى . كل هذا والماليزي محتفظ بعاداته المكانية وثقافته السنسكريتية وأغذيته البحرية ، فإن وجد الماليزي الباب الخاص لجاره مفتوحاً قد تشتعل حاسة فضوله لرؤية ما بالداخل وإن تفقأ عيناه ، وإن بادرته بالسلام عليه توجس منك إذ عسى أن تطلب منه شيئاً ، وإن استقبلك صديقك الماليزي بعد فراق فأول ما يسألك منه أن هل قد أكلت (مكنان سوداه؟) وليس السلام عليكم والأجنيى عموماً متهم بأخذ خيرات ماليزيا حتى يرجع إلى بلاده ، والإسلام الصحيح في المذهب الشافعي وهو مذهب الدولة الرسمي والأخير .
عندما ظهر تنظيم إسلامي سري يُدعى – بعث- بتقاليد غريبة حتى على البلاد العربية ، حزب أخضر في ملبسه ومركوبه ومتعددون في زوجاتهم ويطرزون لياليهم بأناشيد وأهازيج صوفية، سارعت الحكومة بحظره وإيداعه تحت الأرض وطفق السيد مهاتير يعدد المصائب التي يمكن أن تحل بهذا البلد الآمن إذا تم استيراد النماذج العربية إلى ماليزيا مذكراً إياهم أن إسلام ماليزيا خير من إسلام العرب ألف مرة .
الحياة الجنسية الملاوية (الأندونيسية والماليزية) لم يؤثر فيها الإسلام كثيراً إذ ظلت متعددة الرخص كشأن البلدان التي يختلط وازعها الأخلاقي برغائبها عموماً ، علماً أن تلك البقاع بها ثلاث أجناس بشرية : الرجال والنساء والخناث ، وقد أدى المخنثون فريضة الحج في جماعة في أواخر التسعينات .
الهند إسلامها عربي التفكير هندي المكان، كثير السحر، ما أكثر الأنبياء في الهند! ، إذ بعد كل فترة يظهر فيها مبتدع جديد لدرجة أن منهم من إدعى النبوة وسمى نفسه الباب هو الميرزا علي وزعم أن صورته في القمر وصوان الأرض وأحجارها . المسلم الهندي يذبح البقر على مرأى من الهندوس ويطفئ النيران على أعين الصابئة ويقتل الحشرات التي تعتقد فيها جماعات هندية أخرى جهاداً ونكاية فنشأت الحساسيات بين المسلمين وكل الديانات الهندية الأخرى إلا أن الديانات الهندية الأخرى تعيش فيما بينها حالة من الاحترام والانسجام .
الإسلام الأفغاني ، إسلام باطنه التحجر وظاهرة التحجر ، لا يهتم بشؤون الناس الحياتية ويحد الحياة الاجتماعية لدرجة أن أوصد أكثر من نصف المجتمع وهن النساء في الجحور ووراء القبقاب ، كل ما أنجزه النظام الحاكم هناك هو تدمير تمثال بوذا الذي يعد من شواهد التاريخ فأثار أكثر من نصف الكرة الأرضية من العالم البوذي تجاه الإسلام، وقد مر على (أبو الهولSphinx ) نبي الله يوسف وموسى ومحمد صلوات الله عليهم ولم يأمروا بنسفه! . المرأة تعامل تماماً كما ورد في التوراة المزيفة بأنها أصل الشر وما حواء إلا من الحية التي أخرجت آدم من الجنة وتسببت في دخول معظم البشرية إلى النار ، المرأة في إفغانستان تجلد وهي في سبيل حالها تسير في الشوارع وتورث كمتاع ولا يحق لذاكرتها تخزين أكثرمن سورة الفاتحة والناس ، إسلام أفغانستان لا يعرف حدود الحلال من الحرام زارعته في الخشخاش وتجارته في الأفيون ، لهذا قدمت أفغانستان النموذج الإسلامي في أفقع تخلفه ورجعيته ، دولة كاملة عمرانها من المقابر الجماعية وفنون هندستها في شواهد القبور.
أخذ الإسلام الإيراني زينته وبدت ملامح صورته بعد اعتناق حكام الدولة الصفوية المذهب الإثنى عشري وبهذا وضعت إيران كل المذاهب الشيعية الأخري من علوية إلى زيدية إلى حنفية ( نسبة لمحمد بن الحنفية) إلى إسماعيلية إلى أباضية وغيرها في رفوف النسيان وأعطت الضوء الأخضر لمذهب واحد هو الإمامية ، مذهب مصادره متعدده : معتقدات الفرس القديمة، ديانات آسيوية قديمة، بوذية، طاوية ، كنفوشية زرادتشية وهندوسية مغموسة بكاملها في اليهودية والمسيحية ومنقعة في إناء الإسلام الكبير لينبري لك مسلم بكامل دعوته ليتوجها بتحويل مسلم سني إلى مسلم شيعي وغاية جهادة مقاتلة السنيين والانتصار عليهم وإن عجز عن تحقيق ذلك أجل نصره إلى ظهور بطل متصور سيملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً سنياً، لا يأبه لنشر دين الله في أرجاء العالم وليس هذا من أهدافه لذا لا تكاد تبين دخول الناس في العالم كله إلى هذا المذهب الإيراني إلا لماماً لكثرة علاته .
الإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية مصدره هو نفس مصدر الإسلام في أوربا : الهجرة القسرية أوالهجرة التفضيلية و محاولة الاندماج في المجتمع الجديد . المجتمع الأمريكي عموماً متدين يجري وراء الحقيقة أكثر من الركون إلى عصبية قومية أو تاريخ طارف ، لذا يمكن للمسلمين أن يقدموا نموذجاً معقولاً سوى من خلال المناسبات الإسلامية بدعوة أصدقاء من ديانات أخرى أو إهداء شرح إسلامي بلغتهم أو بتتبع معجزات الإسلام وتقديمها للمجتمع أو بجهاد النفس ، وفي آخر إحصاء لمركز بيو الأمريكي للأبحاث يشير إلى قابلية تغير وجهة نظر المواطن الأمريكي تجاه الإسلام ومن الدلائل المبشرة أن في أمريكا أكثر من 2500 مؤسسة ومركز إسلامي تقوم بأنشطة التعريف بالإسلام الصحيح ، علماً أن منظمة كير الإسلامية عجزت عن تغطية طلبات 18 ألف نسخة من المصحف الشريف للراغبين في التعرف على الإسلام ، إضافةً لاهتمام أكبر وسائل الإعلام الأمريكية مثل جريدة يو إس أيه تودي وتلفزيون سي سبان على تغطية حملة المسلمين هناك بعد حوادث تدنيس المصحف الشريف في جوانتانامو ، كل ذلك يحدو بالأمل أن تكون أمريكا القارة الإسلامية في المستقبل – الآن أفريقيا هي القارة المسلمة- إذا علمنا أن أكثر من نصف الشعب الأمريكي لايعرف اسم رب المسلمين ولا اسم كتاب المسلمين المقدس .
الإسلام العروبي أوالذي منشأه الجزيرة العربية وحواليها . العرب قبل الإسلام يعيشون في قاع السلم الحضاري بمقاييس ذلك الزمان ويلحظ ذلك جلياً في ما وصلت إليه الحضارات التي حواليهم ، إمبراطورية الفرس من الشرق والشمال والإمبراطورية الرومانية من الغرب والشمال ومن الغرب الفراعنة وممالك أكسوم الحبشية وفي الجنوب والجنوب الشرقي حضارة الهند وبلاد السند وقد وصلت بعض هذه الحضارات إلى مستويات متطورة جداً سواء في نظام الحكم مثل الرومان أو في علم الفلك والنجوم مثل الفراعنة ، حتى ذاك لم يكتشف العرب الدولة بعد ولم يدركوا نظاماً سياسياً للحكم غير القبيلة وسراتها فالولاء للقبيلة وعلم القبيلة ولغة القبيلة وعدد القبيلة ونساء القبيلة وحتى القبيلة لا تعرف الاستقرار فاليوم هنا وغدا في تهامة ، واليوم حليفة قضاعة وغدا حليفة عبس ، وكذا اليوم خمر وغداً أمر، أما كل مالٍ خارج القبيلة فهو مشروع وكل حر خارج القبيلة فهو عبد وكل امرأة خارج القبيلة فهي سبي .
الحروب تقوم لأتفه الأسباب والكرم يصل حداً أن يعقر العربي ناقته للعذارى من باب الشهرة وإلا ما هي الدواعي الماسة لأن يعقر مسافر في الصحراء ناقته الوحيدة في مكان لا تتوفر فيه أسباب الجوع حيث حزمة من العذارى ، العربي قد يلجأ لتحسين نسل القبيلة بترك نساء القبيلة للفحول كما كان يفعل بالعماليق ، كما يعالج المشكل الإقتصادي أو الأمني بقتل بناته ، ويمارس كامل طقوس عبادته في حالة تعري إذ كانوا يطوفون بالكعبة وهم عراة ، وصلاتهم بالتصفيق والجلبة وما كانت صلاتهم إلا مكاءً وتصدية ، والدعامة الإقتصادية الأولى في حياتهم هي الغارات و الحروب ، لم يكتشف السلام ولا حياة الحوار ولا الاستقرار ولا القانون وعدالته، لذا عندما ظهر الإسلام في هذه البيئة كان وجوده المكاني هنا حتمياً وإلا انمحت أجناس من البشرية وقد انمحت بالفعل العرب البائدة من ثمود وعاد وطسم وجديس ، بل وسادت أفكار وأساليب حياة تتعارض مع اتجاهات ومآلات البشرية رغم جهاد الرسول الكريم من أجل استئصالها إلا أنها عادت فور وفاته
يذكر التاريخ أن صحابياً فارق الصحابة بعد وفاة الرسول الكريم فسألوه لِمَ انضممت إلى مسيلمة؟ فقال والله إن محمداً لصادق وأن مسيلمة لكاذب ، ولكن كاذب جهينة ولا صادق مضر، رجعوا بعد 23 عاماً مصحوبين بالوحي والنبي على السواء كفاراً يضرب بعضهم رقاب بعض ، رجعوا للقبلية والتخلف والركاكة ، رجع العرب بكاملهم وأشباه العرب بعد 14 قرناً إلى الجاهلية ومازالت تلك العصبية هي التي تحكم بلدانهم ويمكنك بتتبع بسيط لخارطة الحكام العرب تجد الجواب الكافي، كلها قبائل تحكم مشيخات ، كل البلاد العربية مقسمة إما عشائر أوقبائل وأفخاذ وبطون وكروش ، إنهم لا يفهمون قول المصطفى (ص) : يا صفية عمة رسول الله لا أملك لك من الله شيئاً. كثير من المسلمين في تلك البقاع فسّر ظهور الإسلام في الأرض العربية تفسيراً خاطئاً بأن عاداتهم وتقاليدهم هي من صميم تعاليم الدين الإسلامي مثل حجر النساء وعزلهن من الحياة العامة بل الاحتفاظ بهن كمتاع ربما يورث .
عدم احترام المواعيد و الإخلال بالعهود .حالة اللاقانون المستشرية، تصنيف الناس وإن كانوا أحراراً إلى أحرار وعبيد، ظلم العمال والمخدمين والأجراء ،استغلال الأطفال القصر وعبادة الجواري والغلمان، التقوى والكرم والسماحة المشروطة مثل الذي يزاول أمام المعارف وللمفاخرة، المكر والمخاتلة والخداع التي تعد من من الحكمة والدهاء، الدعوة للإسلام بوسائل عدمية كالتفجيرات وخنق الأبرياء تحت الأنفاق ، فهم العربي الإقصائي أن الإسلام الصحيح هو ما أنتجته قريحته وما عداه باطل ، وأنه هو المسؤول الأول عن نشره كما فعل بن لادن بأحداث 11 سبتمبر بل ذهب إلى أبعد من ذلك ففي الذكرى السادسة لحوادث سبيمبر دعا شعب أمريكا إلى الإسلام وكأنما دعا شعب النعام إلى الإسلام (لاحظ الدعوة التي تعقب القتال) ، ليأتي بعده بست سنوات الشيخ سليمان العودة (مؤسسة الإسلام اليوم) ليتبرأ من فعلة بن لادن ليس في أمريكا بل في العراق وأفغانستان وكأنما لم يسمع بحوادث 9/11 إلى اليوم !!!
ظن كثير من الذين يحملون الإسلام العروبي أن الإمامة يجب أن تكون في العرب ولا أفهم كيف يولى عربي على السنغال والغابون أو البوسنة وفطاني جنوب تايلاند مثلاً ، واختص العربي نفسه بالشفاعة التي كانت لخاتم النبيين ، فُهم الإسلام في السياق العروبي فتم تصديره في شكل متفجرات وطائرات إلى المدنيين والنساء والأطفال الآمنين الذين لم يبرزوا لقتال ولم يستشاروا في حرب بل إن لم يسلم منم أحد فيرجى من أصلابهم الكثير، إسلام ظاهره اللحي الطويلة غير المشذبة والمظهر المنهك المرهق المنكوب الوجل الخشن الأغبر ، وباطنه الموت الدمار الحقد حتى على المسلمين إن لم يجد ما ينفث سمه فيه ، وفي مرة عندما لم يجد ذلك الإسلام ضالته وسط العراق قام بقتل العمال النيباليين ، وما درى ، إذ تم في غضون ثلاثة أيام حرق جميع المساجد وتهجير المسلمين من العاصمة كتماندو .
فوهة البندقية الإسلامية في جنوب تايلاند متخصصة في رجال الدين البوذي (Monks)!!! إسلام فقهاؤه يقسمون الأرض التي خلقها الله مصمتة للتفكر والرزق ونشر الدعوة يقسمونها إلى أرضين : حرب وسلام ، إسلام أهله جياع حفاة يشربون من الماء الراكد ويأكلون من فتات موائد العالم الذي يسبونه في كل صلاة ، إسلام لا يلتفت أبداً إلى كلمة الصبر التي ترد في القرآن السابقة لكل عمل إسلامي وكيف للمؤمن أن يصلي ويصوم ويحج ويزكي وبل يجاهد بل ويدخل الجنة إن لم يكن متحلياً بمزية الصبر متدثراً بها .
دخل الإسلام بعد تفجيرات 11 سبتمبر في جحر ضيق ، وظل دعاته يرهقون أنفسهم ليدللوا للعالمين أن الإسلام دين سلام وأنه لا يعارض التقدم وأنه دين حضارة وشامل وهو دين آخر غير الذي زعمه بن لادن وفيالق المنتحرين والأطباء المجرمين ، وإلى أن يتحقق ذلك ستجري مياه كثيرة في اتجاهات مختلفة وتهدر طاقات جمة كان يمكن تحويل دفعها لعلاج الأمراض التي في البلاد الإسلامية وما أكثرها .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إسلام الأماكن ونمــــــــــــــــوذج بن لادن!!! (Re: آدم صيام)
|
دخل الإسلام بعد تفجيرات 11 سبتمبر في جحر ضيق ، وظل دعاته يرهقون أنفسهم ليدللوا للعالمين أن الإسلام دين سلام وأنه لا يعارض التقدم وأنه دين حضارة وشامل وهو دين آخر غير الذي زعمه بن لادن وفيالق المنتحرين والأطباء المجرمين ، وإلى أن يتحقق ذلك ستجري مياه كثيرة في اتجاهات مختلفة وتهدر طاقات جمة كان يمكن تحويل دفعها لعلاج الأمراض التي في البلاد الإسلامية وما أكثرها .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إسلام الأماكن ونمــــــــــــــــوذج بن لادن!!! (Re: آدم صيام)
|
بانورامات لمفاهيم تُدعى إسلامية
أوضاع المرأة في أفغانستان تزداد سوءاً نساء فقدن الأمل في الحياة
لا تزال المرأة في أفغانستان محرومة من الحقوق الأساسية - وضعها اليوم أسوأ بكثير مما كان عليه قبل سقوط الطالبان ترى الناشطات الأفغانيات في منطمات حقوق الإنسان أن وضع المرأة في أفغانستان لم يتحسن منذ سقوط الطالبان، وأن كثيرا من النساء انتحرن للتخلص من العنف الأسري. تقرير عن الوضع غير الإنساني للنساء الأفغانيات.
لا تزال المرأة في أفغانستان محرومة من الحقوق الأساسية، وتعيش تحت ظروف متدهورة. وكثير منهن أُصبن باليأس من الحياة لدرجة الإقدام على الإنتحار. تصف ذلك السيدة نبيلة وفيق - التي تعمل لدى منظمة الحقوق النسائية "ميديكا مونديال" في المنطقة - قائلة: "إن معدل محاولات الإنتحار بين النساء في أفغانستان ارتفع في السنوات الأخيرة لدرجة كبيرة، وخاصة ما بين سن الخامسة عشرة والتاسعة عشرة".
الموت حرقا
ويعتبر الانتحار باشعال النار في الجسد من الوسائل المتكررة للخلاص من العنف والاضطهاد، حيث تعمد النساء - وهن حبيسات في البيوت ولا توجد لديهن فرصة للاستغاثة - إلى زجاجات البنزين وأعواد الكبريت التي تعتبر من اللوازم الموجودة في كل مطبخ.
إن عدد حالات الانتحار باشعال النار في الجسد قد ازداد في السنوات الأربع الماضية بصورة يُرثى لها. حتى أن قناة التلفاز المحلية في حيرات حذّرت من توابع ذلك في أحد البرامج. وقالت السيدة حميرة أميري، التي تعمل طبيبة في كابول: "إن معظمهن لا يدرين مطلقا شدة الألم الذي سيواجهنه إذا نجون من الحرق".
حينما تتحول الزوجة إلى خادمة
ترى منظمة "ميديكا مونديال" أن مئات النساء يحاولن وضع حد لمعاناتهن بالانتحار كل عام، وليست هناك معلومات دقيقة لأن معظم العائلات تتكتم على مثل هذه الحالات حتى لا تلطخ شرف العائلة. وعلى الرغم من أن الانتحار بين الرجال قد ازداد معدله أيضا إلا أنه يظل ظاهرة نسائية، بحسب إحدى دراسات منظمة الحقوق النسائية.
يعد السبب في حالات اليأس من الحياة هو انعدام الأمل لدى الكثير من النساء اللاتي يزوجهن الأهل في الغالب لمن يدفع أكثر ولا يعاملهن أهل الزوج إلا كخادمات. وبسبب الزواج القسري تصبح الفتيات اللواتي لا تتعدى أعمارهن الخامسة عشرة معرضات لتعسف الأزواج وأهلهم.
حسب الدراسات التي أجرتها "ميديكا مونديال" يعتبر الانتحار باشعال النار في الجسد غالبا فرارا من العنف وسوء المعاملة. وكثير من الرجال يختلقون سببا آخر لذلك، ألا وهو أنهن لا يستطعن القيام بأعمال المنزل ولا التفاهم مع أهل الزوج. أما الشرطة والقضاء فغالبا ما يهونون أيضا من خطورة المشكلة.
حبس النساء في البيوت
إن النساء الأميّات خاصة - اللاتي لا تزال نسبتهم فوق الثمانين بالمائة – لا يكدن يعرفن شيئا عن حقوقهن وليست لديهن إمكانية للحديث مع أشخاص آخرين سوى أعضاء الأسرة. علاوة على ذلك يعتبر الوضع الأمني السيء عائقا يحد من حركة الكثيرين من النساء، ويؤدي أيضا بالآباء والأزواج إلى حبس النساء والبنات في المنازل مرة أخرى.
ويقول السيد سليمان شالشكان من منظمة "ميديكا مونديال": "إن وضع المرأة اليوم أصبح أسوأ بكثير مما كان عليه قبل سقوط الطالبان. وبعد الاضطهاد الشديد من قِبل الطالبان كان هناك نوع من الأمل، إلا أن كثيرا من النساء فقدن اليوم هذا الأمل لأن وضعهن لم يتحسن". وعلى الرغم من وجود تقدم في مجال التعليم على سبيل المثال، إلا أن النساء في الريف على وجه الخصوص لم يلحظن منه إلا اليسير.
شرف العائلة
واللاتي ينجون من محاولة الإنتحار تُوجه إليهن تهمة تدنيس شرف الأسرة، ويحتقرهن المجتمع، وليس من النادر أن يطالب الأزواج باسترداد مهر الزواج من أسرهن.
أما الرجال فلا حساب ولا عقاب عليهم، بحسب السيدة مسعودة نوابي، الحقوقية في كابول. وحتى إذا صدرت ضدهم أحكام بالحبس فلا يؤدون المدة كاملة لأن العائلة تدفع ثمن خروجهم من السجن بعد بضعة شهور.
بقلم: كلاويديا إزابيل ريتيل ترجمة: عبد اللطيف شعيب حقوق الطبع محفوظة: منظمة التنمية والتعاون 2007
إضافة تعليقرسائل القراءقنطرة
حقوق المرأة، حبرٌ على ورق ليس إلا مازال وضع المرأة في أفغانستان مرعباً بحسب تقرير منظمة العفو الدولية. وما زالت المساواة، كما أقرها الدستور، بعيدة جدا عن التطبيق. لكن هناك ثمة خطوات صغيرة للأمام. تقرير بترا تابلينغ
إذاعة "صوت المرأة الأفغانية" ما أن سقط نظام الطالبان في أفغانستان حتى إستطاعت المرأة الأفغانية المشاركة في الحياة الإجتماعية من جديد. حيث أُنشئت محطة إذاعية تُعنى بالنساء منذ أمد قريب. راتبيل شامل كتبت عن ذلك
خدمة الشرطة تحت البرقع تدعم الجمعية الالمانية للتعاون التكنولوجي (GTZ) تدريب قوات الشرطة و موظفي دوائر النظام القضائي. و في نطاق هذا التعاون تمت دعوة سبع جنديات من الشرطة وموظفتين من الدوائر القضائية إلى ألمانيا لرحلة تثقيفية. تقرير مونيكا هوغن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إسلام الأماكن ونمــــــــــــــــوذج بن لادن!!! (Re: آدم صيام)
|
المسلمون في أوربا
أقسام المسلمين في أوروبا. ينقسم المسلمون في أوروبا قسمين: القسم الأول: المغتربون. وهم الذين نزحوا إليها من بلدان إسلامية، أو بلدان أخرى غير إسلامية، وهم من أصل إسلامي، كالوافدين من الدول الشيوعية، مثل المجر-هنغاريا-ويوغسلافيا وألبانيا... وغالب هؤلاء إنما نزحوا من بلدانهم لضرورات أو حاجات، وهم أصناف ثلاثة: الصنف الأول: الذين وفدوا إلى الغرب لالتماس الرزق وتوفير لقمة العيش، وأغلبهم من الجهال غير المثقفين الذين لا يحملون مؤهلات تمكنهم من تولي وظائف مرموقة، وإنما عندهم مقدرة على الأعمال الجسمانية، وقد سهلت لهم الدول الغربية طرق الهجرة في أول الأمر، لتتخذهم عمالا تقوم على أكتافهم-وليس على عقولهم-الحضارة المادية، من حمل الأثقال وأعمال التنظيف والحراسة والعمل في المطاعم والمصانع، وما أشبه ذلك.
ولم تكن الدول الأوربية تخاف من تأثير هؤلاء في مجتمعاتها بالإسلام لأسباب أربعة: السبب الأول: أن غالبهم لم يكن يهتم بدينه ولم يلتزم به هو في نفسه. السبب الثاني: عدم وجود الثقافة عندهم، إذ غالبهم أميون، والأمي لا يخشى أن يؤثر في المثقف، بل تَأَثُّر الأول بالثاني أقرب. السبب الثالث: أنهم يعملون في مهن حقيرة، لا تجعل الأوربيين ينظرون إليهم نظرة احترام وتقدير، وإنما ينظرون إليهم نظرة احتقار وازدراء، كما أنهم-أيضا-ينظرون إلى الأوربيين نظرة إجلال وإكبار، ويرون أنفسهم الأدنى والأوربيين الأعلى ، وهذه النظرة توجد لدى كثير من مثقفي من يسمون بالعالم الثالث، ومنهم المسلمون، فكيف بغير المثقف منهم الذي يخدم الأوربي في بلده؟! ولهذا لم يكن الأوربيون يخشون من تأثير هذا الصنف من المسلمين في مجتمعاتهم، وإن تمسكوا بدينهم.
السبب الرابع: أنهم أفراد قليلون في مجتمع كبير، له عقائده وأفكاره وسلوكه، وهو قادر على التأثير فيهم بضغطه الاجتماعي الذي يحيط بهم في أماكن العمل، وفي الشارع، وفي المسكن، وفي المنتزه، وفي النادي، وفي دور السينما والمسرح، وفي المطعم، إضافة إلى وسائل الإعلام ذات التأثير القوي، وأهم من ذلك كله: المرأة الغربية المصاحبة، زوجة كانت أو صديقة. وقد ذاب كثير من هذا الصنف في المجتمع الغربي، وبخاصة في الفترة التي سبقت وجود المراكز الإسلامية والاتحادات الطلابية الإسلامية. الصنف الثاني: هم الشباب الذين وفدوا إلى بلدان الغرب لطلب العلم، سواء منه ما يتعلق بالعلوم الإنسانية، كعلم النفس وعلم الاجتماع والتربية والاقتصاد والعلوم العسكرية، أو ما يتعلق بالعلوم الكونية والطبية والصناعية... ونحوها. وغالب هذا الصنف لم يكن في أول الأمر ملتزما بدينه في بلاده، والذي كان يلتزم بشيء من الإسلام، لم يكن يأخذ ما يلتزم به عن طريق العلم الإلهي والتربية الربانية، وإنما تلقاه بالوراثة من أبويه وأقاربه.
ولهذا فإن طلائع هذا الصنف انبهروا بحضارة الغرب المادية ونظمها الإدارية وأساليبها السياسية، وقادهم ذلك الانبهار إلى الاغترار بالمجتمعات الغربية، فانجرفوا إلى عقائدهم الملحدة أو العلمانية، وإلى أخلاقهم وعاداتهم الفاسدة، فوقعوا في المستنقعات التي حرمها الله عليهم في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، واعتقدوا أن الغرب هو صاحب السيادة الذي ينبغي اقتفاء أثره وتقليده في كل شيء، سواء وافق ذلك الإسلام أو خالفه.
ومن هنا انفجرت حمأة أساطين الفصل بين الدين وحياة المسلمين في الشعوب الإسلامية، وهم من يسمون بالعلمانيين الذين لا تخلو منهم بلاد من بلدان المسلمين، بل هم المسيطرون على غالب تلك البلدان، وإن كُبِتُوا وأسكت صوتهم في بعض البلدان الإسلامية إلى حين، وكثير منهم ملا حدة لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر.
وقد مكن أعداء الإسلام لهذا الصنف المفسد لحياة الأمة، أن يتسلم أزمة الأمور في كثير من الشعوب الإسلامية-على غفلة وجهل من أهلها-لينفذوا مخططات الغرب في تلك الشعوب، تلك المخططات التي لم يكن المستعمرون قادرين على تنفيذها إلا بخسارة فادحة في الأموال والأنفس، وإن هذا الصنف لهو السبب في جل المحن التي تعانيها الشعوب الإسلامية في كل أقطار الأرض اليوم! وبعض أفراد هذا الصنف من الطلاب لا زالوا موجودين في الغرب من الزمن الماضي والحاضر، وهم أدوات تساعد ساسة الغرب ومستشرقيه ومنصريه ورجال أمنه على تحقيق مصالح الغرب في بلدان المسلمين، والعمل على وضع كل الصعاب والعقبات المادية والمعنوية في طريق تطبيق الإسلام تطبيقا صحيحا في معاقله التي ألفته وألفها زمنا طويلا. من ذلك-مثلا-ما حصل من ضابط الشرطة الأفغاني الذي ابتعث من قبل حكومته سنة: 1955م، ليتدرب في أكاديمية البوليس في (فينا) عاصمة النمسا، وبعد أن أكمل دراسته بقي هناك، وأظهر للمسلمين الغيرة على الإسلام، حتى أصبح رئيسا للجمعية الدينية الإسلامية الرسمية في النمسا، وقد اعترفت الحكومة النمساوية بالإسلام دينا رسميا، لأهله كامل الحقوق التي تمنح للأديان الأخرى، ولكن هذا الرجل انحرف بالجمعية برغم أنوف أعضائها بمساعدة خفية من رجال الدولة، وهو يحاول أن يكون الموجهون للمسلمين، سواء أكان التوجيه عن طريق التدريس، أو عن طريق إمامة المساجد، أو غيرها، من الأشخاص الذين لا يرجى منهم خير للإسلام والمسلمين، بل قد يكون بعضهم وبالا عليهم، وبرغم أن النمسا بلد ديمقراطي، فإنه يرفض تطبيق الانتخابات الديمقراطية الحرة بين المسلمين، ويحتال بشتى الحيل لأن يبقى في منصب رئاسة الجمعية، مع كراهية غالب أعضائها له. وهو يتعاون مع بعض الحكام العلمانيين في بعض الشعوب الإسلامية-لأن كثيرا من المسلمين في النمسا من رعاياها-لإبعاد التوعية الإسلامية الصحيحة عن المسلمين. وقد فصلت القول في التعريف بهذا الرجل وشكوى المسلمين منه في الأصل . وللحق أنصار. وهناك فرقة من الطلاب وفدوا إلى الغرب، وهم ملتزمون بالإسلام، مع الوعي الجيد والثقافة الإسلامية والتربية الإسلامية الواقية، وهؤلاء هم الذين نفع الله بهم في الغرب، فنشروا الدعوة الإسلامية بين زملائهم من الطلاب الذين كانوا بعيدين عن هدى الله، فأعادوهم إليه، كما نفع الله بهم كثيرا من أبناء الجاليات الإسلامية الموجودين في الغرب، ومن هؤلاء الطلاب الصالحين من بقي في بلاد الغرب، فأنشئوا مراكز إسلامية وكونوا اتحادات طلابية، لها أثرها الملموس في نشر الإسلام، ومنهم من عادوا إلى بلدانهم، وهم أشد تمسكا بدينهم، مع ما أحرزوا من العلوم والثقافات من البلدان الغربية، ويوجد بعض هؤلاء الأفراد الذين تقدمت بهم السن أو أنهكتهم الأمراض بقوا قابعين في منازلهم في الغرب، لا يستفيد منهم إلا من قصدهم لمعرفته بفضلهم، ومن هؤلاء: الدكتور سعيد رمضان، والدكتور زكي علي في سويسرا، والدكتور محمد حميد الله في باريس . وقد قابلتهم جميعا وأجريت معهم حوارا حول موضوع الإسلام والمسلمين في الغرب، وقد توفي الدكتور سعيد رمضان، رحمه الله، في 8/3/1416هـ ـ 4/8/1995م في جنيف، وهو من أوائل دعاة الإخوان المسلمون، وتزوج إحدى بنات الإمام البنا، رحمهم الله جميعا. الصنف الثالث: اللاجئون، وهم فريقان: الفريق الأول: لجأ أفراده إلى الغرب بسبب احتلال أعداء الإسلام بلادهم وتقتيلهم وتشريدهم، كالفلسطينيين، والإريتريين، والفليبينيين والأفغان، والأوغنديين، وغيرهم.
الفريق الثاني: لجأ من بلاده بسبب الاضطهاد الديني، أو الكبت السياسي، أو هما معا، وهذا الصنف موجود من كل أنحاء العالم. واللاجئون بقسميهم، منهم الملتزم بالإسلام، بحسب تصوره له وتربيته عليه، فهو يعمل به ويدعو إليه، وينضم إلى من يلائمه من الجمعيات الإسلامية أو يتعاون معها، سواء أكانت من المنظمات الطلابية، أو من الجاليات الإسلامية غير الطلابية، ومنهم من لم يلتزم بالإسلام، وهو إما أن يكون منتسبا إلى بعض الأحزاب المعادية للإسلام، من المنتسبين إلى الإسلام أو غيرهم، وإما أن لا يكون منتميا إلى أي حزب من الأحزاب، وإنما همه الحصول على السكن ولقمة العيش والأمن.
وهناك صنفان آخران قد لا تطول إقامة كثير منهم في الغرب: الصنف الأول: تجار المسلمين الذين تطول إقامة بعضهم، وتقصر إقامة بعضهم الآخر، وهَمُّ غالب هؤلاء الكسب والربح المادي، وكثير منهم يسيئون إلى الإسلام بتصرفاتهم الشاذة التي قد تفوق تصرفات الأوربيين السيئة. الصنف الثاني: البعثات الدبلوماسية وملحقاتها، ومهمة هؤلاء القيام بما يكلفونه من العمل لحكوماتهم، وأغلبهم ليسوا قدوة حسنة في سلوكهم الشخصي الذي لا يخفونه في المجتمعات الغربية، هم وأسرهم، حيث يمارسون الاختلاط المحرم، ويشربون الخمور، ليس في منازلهم فحسب،بل في التجمعات العامة أمام الأوربيين في المناسبات المختلفة، وبعضهم لا يحضرون مع المسلمين المناسبات الإسلامية، كصلوات الجمع والأعياد. وبعض هؤلاء يظهرون-بدون حياء-العداء لدعاة الإسلام ويؤذونهم-إن قدروا على إذيتهم-ويُغْرُون بعض المنتسبين للدعوة إلى الإسلام، ممن هم على شاكلتهم للتجسس على دعاة الإسلام الصادقين، ونقل تحركاتهم وما يدور في اجتماعاتهم من التخطيط للنشاط الدعوي الذي يؤجج نار الغيظ في قلوبهم، وقد يكون كثير مما يُنقل لهم كذب، وهم يزيدون على الكذب كذبا من أجل الإضرار بهؤلاء الدعاة الصادقين، والهدف من كل ذلك هو عرقلة نشاطهم والتحذير منهم! ومع ذلك فإنه يوجد رجال صالحون من هؤلاء الدبلوماسيين، يساعدون الدعاة إلى الله، ويتمسكون بالإسلام، ويذكرهم المسلمون في حضرتهم وفي غيبتهم بالخير، ولكنهم قليل (كالشعرة البيضاء في الثور الأسود) وهذه هي سنة الله في الخلق أن يكون أهل الخير دائما أقل من غيرهم (كالإبل المائة لا تجد فيها راحلة). هذا حصر تقريبي لأصناف المسلمين الوافدين إلى البلدان الغربية. تابـــــع كتبه د . عبد الله قادري الأهدل
| |
|
|
|
|
|
|
|