دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
رسالة ، أقول قولي هذا وأسغفر الله لي ولكم
|
المنبر العام بموقع سودانيزأون لاين دوت كوم والذي أطلق عليه مؤسسه وصاحبه ( وطن من لا وطن له ) ، كان لنا وطنا .. حين كانت الصحف السودانية ملجمة ، وحين أصبحت عرضة للرقابة القبلية ، وحين أصبحت حكرا على كتّاب بعينهم ، وحين تم اختراع القيد الصحفي لإيجاد المزيد من الموانع . ظل موقعنا حرا يتيح الفرصة لنا لنطرح رؤانا وفكرنا وفهمنا بمنتهى الحرية وبالأسلوب الذي نرتضي .. وكان النشر ولا يزال محدود الوسائل في بلادنا ، عالي التكلفة ولا يدع مجالا للمبتدئين لينشروا أعمالهم ، فكانت الإنترنت وسيلة سهلة ، وكان موقعنا كريما ولطيفا في تعامله معنا فاستطنا أن ننشر الكثير من الأعمال عبره ، وأنشأ صاحب الموقع مكتبة مجانية لكل مشترك تقريبا، كما قامت مكتبات عامة لكتاب وعلماء ومفكرين رحلوا عن هذه الدنيا بهدف حفظ الأعمال الفكرية والأدبية لهؤلاء من أجل تقديمها للأجيال القادمة .. وعبر المنبر قامت علاقات إنسانية طيبة وبناءة انطلقت منها أسر ومجموعات أصدقاء وجماعات عمل عام ومنتديات حية ، كما انطلقت أفكار أفادت الوطن كله وأفادت المغتربين وربطتهم ببلادهم فكرا وأدبا وفنا وأعان المنبر على إيصال العامية السودانية لأبناء المنافي وتعريف كل المتواصلين عبر المنبر بمفردات ومعاني العامية السودانية وبالتراث والفن . وعبر المنبر تواصل الأعضاء فيما بينهم وتواصلوا مع مجتمع السودان كله عبر علاقاتهم المختلفة فأقيمت المآتم ، وأقيمت الأفراح ورفعت الدعوات والصلوات من أجل المرضى وكل من مرّت عليهم ظروف ضيق أو عسر .. وعبر المنبر تم علاج عدد من الحالات التي استعصت على مستشفيات السودان ، واستعصت على إمكانيات الأسر ، وأعيدت البسمة إلى الشفاه والفرحة للأهل والأصدقاء .. وعبر المنبر تواصل الأعضاء ببعضهم أسريا وفي منازلهم ، وفتح صاحب المنبر داره لكل الأعضاء وللأصدقاء بأريحية وكرم فاق كل تصور .. وقد عرفنا الناس – نحن قدامي الأعضاء – عبر مساهماتنا في المنبر ، وأتاحت لنا هذه المساهمات العديد من الفرص للولوج إلى قلوب الناس وإلى تجمعاتهم ومنتدياتهم فكانوا يستأنسون برأينا ويحرصون على مشاركتنا ويقدرون إسهامنا ، فصنع المنبر منّا نجوما بعد أن كنّا محرومين من الكتابة في أي مكان آخر من أماكن النشر.. وكثيرة أفضال المنبر علينا ، وكثيرون هم قراء المنبر من المجتمع السوداني وغيره في الداخل والخارج .. لكن المؤسف حقا أن المنبر ، هذا الذي كان وهّاجا ، قد بدأ يفقد بريقه ، وفقد الكثير من أعضائه الذي صنعوا مجده ، وأثروا الحوار فيه ، فانسحب عدد كبير من المجوّدين وتركوا المنبر للغث والضعيف والهزيل .. وطردت العملة الرديئة العملة الجيّدة ، وبدأ القارئ يحصد الرماد ، ويتردد ألف مرة في زيارة المنبر مخافة إضاعة الزمن في ما لا يسمن ولا يغني من جوع .. وقد تابعت ولعدة أيام ، ما يكتب بالمنبر فلم أجد إلا ما يستلزم العزاء .. وأحيي الصابرين والمرابطين من المجوّدين وأصحاب الكلم الطيب والذين يسعون لإشعال بعض الشموع لإضاءة النفق المظلم .. والمسألة ليست في زيادة عدد المشاركين ، أو قبول ( برالمة ) جدد ، كما المسألة أيضا ليست موجهة ضد هؤلاء ولصالح القدامى دون فتح الفرص للجدد وللأجيال المتعاقبة .. الموضوع أن هناك من الناس من هو مؤهل للكتابة ومنهم من هو غير مؤهل ، والإبداع الأدبي والفكري ليس حكرا على أحد دون الآخر وليس حكرا على جيل دون جيل ، لكنه أمر له أسسه وله مقوماته وله مؤشرات لا تخفى على أحد .. وليس كل من يعرف الدخول إلى الإنترنت بالضرورة مبدعا ، أو بالضرورة كاتبا ، لكنه يمكن أن يكون قارئا ومطّلعا ، ومجتهدا في بناء نفسه ، وعندما يتأهل للكتابة ربما يصبح كاتبا في المنبر أو حتى كاتبا متفردا يشار إليه بالبنان .. إذن أنا هنا لست بصدد قمع الذين يحاولون الكتابة لكنّا لا نرى إلا صورهم مع بضع كلمات لا ترقى إلى مستوى عضوية المنبر ، ولست بصدد فرض كتّاب بعينهم ، لكني أطلب غربلة المنبر ، لمصلحته ، ولمصلحة من يكتبون ، ولمصلحة القراء ، وذلك بتقييم أداء كل الكتّاب ، وتقييم إسهاماتهم ، ومدى التزامهم باللوائح ، ومدى استخدامهم لوسائل الحوار السلمي المهذب والعقلاني والمنطقي ، ومدى بعدهم عن الإسفاف وتناول الناس بالباطل وإثارة الفتن .. أي أنني أطالب بإيجاد معيار ، وتطبيق هذا المعيار . ومن يسقط في هذا التقييم ينسحب طوعا ، أو يتم إيقافه دون حرج ودون مجاملة ... وأعتقد أن المهندس بكري يعرف جيدا من الذي يقدم للمنبر عملا مفيدا ومن الذي يمارس اللجلجة والتأتأة ...
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رسالة ، أقول قولي هذا وأسغفر الله لي ولكم (Re: Elmosley)
|
صديق الفنان الموصلي تحايا وشوق صدقني أنني أشتاق إلى القدامى الذين بذلوا الكثير في هذا المنبر والذين كانوا سببا في أن يصبح مرجعا للمعلومة والخبر والتحيليل والحوارات الفكرية والثقافية .. وأنت كنت نجما بين هؤلاء ، كتبت لنا في الموسيقى والغناء وعرّفتنا الكثير مما لم نكن نعرفه وكتبت لنا تماضر عن المسرح ، وكتب لنا الخاتم عدلان في السياسة والفكر وكتب لنا فضيلي جماع والكتيابي وأبا ذر المطر وغيرهم في الشعر ، وكتب لنا بشرى الفاضل في القصة والرواية ، وكثيرون ، كثيرون كتبوا كأروع ما تكون الكتابة ، علما ، وفكرا ، وأدبا ... أحنّ إلى زمان كنت أشعر فيه بالسعادة وأنا أتابع المنبر .. لك التحية والمودة ..
| |
|
|
|
|
|
|
|