|
Re: جــــــــدران بيتنا (Re: ودقاسم)
|
وجدتي الرابعة هذه كانت حكاية هي الأخرى ، فقد أنجبت من البنين عشرة ، ومن البنات سبعا ، وعاشت مايقارب المائة وخمس وثلاثين عاما .. وكانت تقوم بأعمال الرجال وأكثر ، كانت تجلب الماء ، وتجلب الحطب ، وترعى مواشيها ، وتركب ناقتها تتجول بها بين الوديان والفرقان ، وكانت تحلب بنفسها ، وتحضّر الروب والسمن وتطبخ على قدور صنعتها هي بيدها .. قيل انها كانت تعمل في كل وقت ، وتحت كل ظرف دون شكوى .. كانت تقوم بعملها وهي حبلى ، ومرضع ، وكانت تربط طفلها خلف ظهرها وتستمر في عملها دون توقف إلا لإرضاع الطفل .. حين كانت أمي تحدثني عنها أسميتها المرأة القاطرة .. لم تمر فترة طويلة ، لكن بعد جهد وصبر كبيرين كانت هناك بئر عذبُ ماؤها في الركن الشمالي الشرقي ، ما لبث أن تدفق منها الماء واجتمعت حولها الطيور ونبت نبات السعدة على جوانبها ، وحفرت الكلاب حفرة ظلت تنام فيها نهارا ، ثم تتجه لحراسة الماشية ليلا .. وتماما كما حدث بذاك الوادي المجدب من جزيرة العرب ، توافد الناس إلى هنا ، ونصبوا خيامهم ، في مساحات متباعدة كأنهم يتحسّبون لمستقبل بعيد .. كان جدي يوزع عليهم أماكن سكناهم وكأنه قد ملك هذه الأرض منذ وجدت الخليقة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جــــــــدران بيتنا (Re: ودقاسم)
|
وبعد أقل من عام كانت خلوة جدي الرابع أول خلوة تقام في تلك البقعة ، وكان المرتحلون والمسافرون يأوون إليها ، فيطعمون ويشربون وينامون وتوفر لهم الأباريق المملوءة بالماء والبروش فيؤدون صلواتهم ، ويغتسلون ويغسل بعضهم ملابسه ، وفي حفظ الله ورعايته تنام مواشيهم ودوابهم ، ويقدم لكل منها الأكل الذي يناسبه ، قصب ، فتريتة ، أمباز ، تبن .. وقد ظلت هذه الخلوة عبر السنين ملاذا لكل المسافرين على الدروب التي تقود الناس في مرورهم عبر قريتنا ، والآن يطلق عليها الديوان ، ويخيل إلي حين أزور أهلي أن هذا الجزء من بيتنا مملوك لدولة وليس لأسرة . فهو دائما عامر بالضيوف ، وعامر بما ظل يقدمه أهل الدار لضيوفهم ، يقومون به كواجب يؤدونه وكأنه التزام أبدي فرض عليهم من فوق سبع سموات ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جــــــــدران بيتنا (Re: ودقاسم)
|
شكرا على امتاعنا.. لك اسلوب سلس وموهبة امتعتني بحكاية سرت كالماء السلبيل في هذا الزمن الفميء الذي يتجبر فينا كوارث يتوهمون انهم خلفوا للسلطة والثراء عن طريق افقار الجميع ةارهابهم حتى يضيع ما فعله اجدادك من حياة من اجل اسرتهم واجل الصيف الغريب ايضا واصل الحكوة ربما جعلتنا نستعيد التوازن ونشد الحيل ونلقي بجكامنا الكذوبين بعيدا عن سدة الحكم ونستمتع بالأدب والفن بعد ذلك سعاد إبراهيم أحمد الكثيبة في الخرطوم 17 يونيو 2009
| |
|
|
|
|
|
|
|