الشعب السوداني هو الأنصار ، والختمية ، والطرق الصوفية ، هو الكجور هو الرث هو الانجليكانية هو الأرثوذكسية ، هو الطار والنوبة والتحلق حول حلقات الذكر ، هو الكرير في حلقة الشيخ ، هو القباب تنتشر بالآلاف تضوي الليل وتهدي الناس سلام وأمان ، هو الكم الهائل من المزارعين والرعاة والرحل والعمال السائبين وبائعي الموية والعجور وحزم الجرجير ، هو بائعات الشاي وبائعات الكسرة تحت شجر النيم ، هو الأميون ، هو أنصاف المتعلمين . هو القلة من المثقفين الذين يعون كل هذا هناك من يطلق جزافا على كل هؤلاء الجهلة ، المتخلفون ، الطائفيون ، السذج ، هناك من يقول لهؤلاء أنكم تلدغون من نفس الجحر آلاف المرات لكنكم لا تدرون ، هناك من يقول لهم أنكم لا تمتلكون من الحكمة شيئا ، هناك من يقول لهم فقط اتبعونا لنهديكم سبل الرشاد ، هناك من يقول لهم إن عقولكم المغيبة لن تقودكم إلى شئ يفيدكم ، فتمسكوا فقط بما تمليه عليكم عقولنا ، هناك من يقول لهم لا خيار لكم إلا أنا فاتبعوني هذه البيئة السودانية كما يراها كل عاقل ، وبيئة كهذه ، أو حتى أي بيئة أخرى لا يمكن هدم قديمها مرة واحدة وبقرار يصدر من حزب صغير لم يسمع به غالبية ساكني هذه البيئة ، وأي بيئة لا يمكن حرق مراحلها كلها استجابة لفكر يظن أنه متميز وأنه هو المخرج . الإلغاء ، الكنس ، التهميش ، القهر ، محاولات الهيمنة ، كلها أمور تجاوزتها الإنسانية ، التعالي الأكاديمي أو المهني أو الثقافي كله غير مقبول للبشرية اليوم المثقف الحق ، والثوري الإنسان ، والأكاديمي الناضج لابد له أن يكون عالما بميدان تجاربه ، ولابد له أن يكون عالما بإمكانيات معمله ، ولابد له أن يكون عارفا بحدوده وحدود الآخرين لا تظن أبدا أنك بلا حدود وأن حدود الآخرين ضيقة ، لا تظن أبدا أنك خير بلا شر وأن غيرك شر بلا خير ، لا تظن أبدا أن جديدك يمكن أن يحل محل حكمة متوارثة امتدت عبر أجيال الإنسانية حتى الأديان أخذت مما قبلها من جاهلية ، حتى الإسلام أتى ليكمل مكارم الأخلاق وما أتى ليهدم القديم وينهض على أنقاضه ، أخطاء القديم ليست أخطاء مطلقة ، لكنها جاء ت لتتناسب مع سياقها التأريخي ، وحين يتجاوزها الزمن علينا أن نستبدلها بالجديد وحسب ما يتطلبه زماننا . قلنا ذلك حتى عن الدين نفسه . لا أحد يدعي أنه جاء بشئ مقدس ولا أحد يدعي القدسية لنفسه ، لكن الممارسة الحياتية أفرزت الكثير من الظواهر كانت صالحة لوقتها وهي ربما لا تكون صالحة لزماننا ، وهذه لا مانع من استبدالها بما يناسبنا ويناسب زماننا حين ننطلق من القديم ونطوره ونعالج ما نراه من سلبياته ، فإننا نكون قد سعينا للبناء على الأساس ، وتحاشينا الهدم ، وتحاشينا الإلغاء وتحاشينا الكنس ، وتنازلنا عن تعالينا وعن نظرتنا إلى أنفسنا أننا المنقذ الوحيد السودان الجديد ليس سودانا للحرب ، وليس سودانا للإلغاء وليس سودانا للشك والريبة ، السودان الجديد سودان للكل ، السودان الجديد ليس نبتة جديدة في بيئة مستوردة ، هو نبتة قديمة في بيئة السودان القديم نبتت فيه وهي تعاني من بعض الاعوجاج وعلينا أن نقومها ، ونتعهدها بالرعاية إلى أن تثمر ، أما قطعها من جذوها فهو دعوة جديدة لحرب جديدة من نوع جديد
09-22-2003, 10:42 AM
Shinteer Shinteer
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 2525
عفارم عليك يا ود قاسم ظنوا وكذب ظنهم إننا إستحلينا الإنقياد ولكن شعب صنع أكتوبر وأبريل إن صبر فهو لا يستكين لظلم ولا ينكسر لجبار حقود وقديما قالوا إتقي غضبة الحليم.. عساه يكون صبحا أكثر إشراقا وسلمت أيه النبيل
09-22-2003, 01:27 PM
ودقاسم ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
أخي أبا لك التحية الشعب الذي صنع اكتوبر وابريل موجود ويكتسب كل يوم معرفة وكل يوم خبرة وكل يوم منعة وقوة ولا ينتظر أن يأتيه الفوقيون ليرسموا له طريقه فهو يرى ويسمع ويملك حسا وقلبا وشجاعة وجرأة
09-22-2003, 12:09 PM
ودقاسم ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
الزميل شنتير أيها الراعي الواعي يريدوننا أن نصفق لهم وهم يستأصلوننا ويستأصلون ثقافتنا ويستأصلون وعينا ويخطبون في آذاننا أن لا حياة لكم إلا أن تركبوا معنا ، نحن متمسكون بإرثنا وبمكارم أخلاقنا ومستعدون لتقبل كل ما يضيف إلينا إضافة جميلة ، أما أن يقتلعونا فلن نقبل ذلك أبدا وما نراه أن السودان يتسع لنا جميعا فقط لكم دينكم ولنا ديننا
09-22-2003, 11:34 AM
HOPEFUL HOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542
Quote: المثقف الحق ، والثوري الإنسان ، والأكاديمي الناضج لابد له أن يكون عالما بميدان تجاربه ، ولابد له أن يكون عالما بإمكانيات معمله ، ولابد له أن يكون عارفا بحدوده وحدود الآخرين لا تظن أبدا أنك بلا حدود وأن حدود الآخرين ضيقة ، لا تظن أبدا أنك خير بلا شر وأن غيرك شر بلا خير ، لا تظن أبدا أن جديدك يمكن أن يحل محل حكمة متوارثة امتدت عبر أجيال الإنسانية
اخي العزيز ودقاسم كل التحايا لك
استمد من حديثك الجميل هذه القصاصه لجمال ما تحتويه وهذه هي الحكمه التي ننشدها في كل مثقف بل في كل سوداني
كما لا بد من البناء علي الأساس لا بعيد عنه حتى لا ينهار البنيان
الاخ ودقاسم لك الود والاحترام واجد في كتاباتك دائما مااريد ان اعبر عنه، انهم لا يستطعون اقتلاع مابؤمن به وندافع عنه وهو ان السودان يتسع لجميع ،وهو بلد ذو ثقافات وديانات وتعددات عرقية ودينية وثقافية . ونحن ندعوا ايضا لسودان جديد يحترم اختيارات الافراد في السياسة وطريقة الكل والشراب والمعتقد، دون الحجر على الاخر ووصمه بالجهل والتخلف والطائفية لمسحه من خارطة السودان ، بدعوى تكوين سودان جديد ، فهذا النمط قد مارسته الجبهة لمدة 14 عاما بدعاوى دينية مقدسة ولكنها فشلت في تلوين الاخرين بلونها الذي اختارته ، بدعاوى مقدسة، ولكن تبخر كل مشروعهم الاحادي كما الثلج في يوم دافئ ، ان الشعب السوداني لا يمكن ان تتهمه بانه جاهل ومتخلف وطائفي و قاصر لا يعرف اين مصالحه ، لتجعله يصطف خلفك خوفا من ان تهمه بالتخلف والجهل ، فان كانت الدعوة موجهة لهؤلاء الجهلاء لاصطفاف خلفك فانك تدعوا ايضا لطائفية اخرى ولكن بمسمى ثوري وليبرالي، انني اتساءل ، هل مؤسسي الحزب سيكونوا هم القيادة لحزب، او قل الاباء الروحيين له، ولهم الرئاسة منذ الان ؟ وهل ستنتقل الرئاسة لاعضاء اخرين في التنظيم؟ اني اتساءل عن اشياء غير منظورة الان ، فهل سيسمح عادل بان يتولى قيادة الحزب شخص اخر غيره ؟
09-22-2003, 03:31 PM
ودقاسم ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
الأخ محمد البشرى لك التحية غريب أن الأحزاب القزمية دائما تحاول أن تطغى على الأحزاب الجماهيرية ، ودائما تدعي عضويتها الثورية وأنها المنقذ وكلما طالتهم مصيبة من مصائب الزمان السياسية ولولوا واحتموا بالأحزاب الجماهيرية ، ولأن من طبيعتهم التشرذم وعدم الثبات في المبدأ فإنهم دائما ينقسمون على بعضهم نقول أن المرحلة مرحلة وفاق ، وأنها مرحلة تصالح وأنها فرصة للتراضي والاعتذار وقبول الاعتذار ، ومنح التعايش السلمي فرصة ونؤكد للجميع أن السودان يتسع لنا ولهم أما حواري مع الأخ عادل فقد أعدته إلى مجراه في بوست الأخ عادل، ولكن هذا الموضوع أتيت به للرد على بعض ما يتردد هذه الأيام في البورد وفي مجالس القزميين وهم يتناولون الآخر بالسب واللعن والتصغير والتهميش ، وهذا تعامل نأمل أن يترفع الناس عنه خاصة أؤلئك الذين ينتمون إلى الثقافة والمثقفبن
09-22-2003, 07:45 PM
ودقاسم ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
ومشكلة هؤلاء أنهم مع صغرهم فهم يركبون أدوات العداء السافر ، وهي في العرف السوداني تعتبر قلة أدب ، أن تكون صغيرا وفي نفس الوقت تتمشدق في وجه الكبير ، ومجتمعنا له تقاليده الراسخة ، ولكل قوم كبير وبدون أن نحافظ على نظام احترام الكبير فإن المجتمع سيصيبه فساد وسيفقد واحدة من أهم قيمه ، ومن الواجب أن نربي أولادنا على احترام الكبير وعلى توقيره ، وسينال صغارنا عطف المجتمع فيرعاهم فيكبرون تحت رعايته وتحت نظره ويحملون قيمه وعاداته فيتم تأهيلهم لهذه الحياة تأهيلا كاملا فيه العلم وفيه الأدب ، وبغير ذلك فستكون مؤسساتنا وتنظيماتنا حاملة لهراء لا يفيدنا ولا يفيد أجيالنا وهذا الذي نقول به هو ديدن المجتمع على اختلاف ثقافاته وتباينها وعلى اختلاف أديانه وعلى اختلاف أعراقه لا يتصورن أحد أن لديه المقدرة على الخروج على قيم المجتمع هكذا فجأة دون تدرج وستبقى القيم الجميلة طالما بقي الانسان السوداني ، وستزول كل قيمة يتجاوزها الزمن وتتجاوزها الإنسانية وسيتطور مجتمعنا تطورا طبيعيا وسنرفض كل ما هو قسري
09-22-2003, 08:05 PM
kamalabas kamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673
الاخ ود قاسم تحيه أي دعوه للتغير لا تأخذ في الاعتبار المكونات الثقافيه والروحيه لشعبها وتغفل التركيبه الاجتماعيه ـ لايمكن ان تنجح فالتغير لايتم بالقفز علي الواقع ولا باحلام الصفوه التي تعالج الواقع بعيدا عن غباره ... ولكن هل يعني هذا ان كل شي علي ما يرام ولا شي يدعو للتغير؟؟ الواقع لا فهناك اميه وهناك جهل وهناك تبعيه وانقياد هناك المرض والفقر والتخلف ... كل هذا يحتاج للتغير ولكن كيف؟؟ انا شخصيا من انصار دعم قوي الاصلاح داخل احزاب الوسط في صراعهم من اجل المؤسسيه واشاعه الديموقراطيه من القاعده الي القمه في هياكل هذه الاحزاب وان تعبر هذه الاحزاب عن هموم الناخب ... هناك تيارات داخل احزاب الوسط ـ الامه الاتحادي ـ تدعو للاصلاح تحتاج للدعم والمسانده من اجل تطوير واقعهاالحزبي... ولكن في نفس الوقت لا اري مبرر للانزعاج من نقد هذه الاحزاب او او ممارسه قيادتها من قبل قوي سياس يه من مواقع اخري من دون طبعا الاغصاء والقفز علي الواقع
الأستاذ كمال عباس لك النحية والتقدير أولا دعني أشيد برجاحة عقلك التي أتلمسها دائما وأنت تستصحب النفس الهادئ ، ودعني أتفق معك أن هناك مشكلة ، وأن هناك جهل ، لا بل وأتفق معهم أن هناك طائفية ، لكن هذه الطائفية تقود قطاعات كبيرة من الشعب السوداني ، وهم يظنون أن الطائقية موجودة في الشمال فقط وتنحصر في طائفتي الختمية والأنصار فقط ، لكني أقول أن هناك جيوبا أصغر للطائفية في السودان ، وأنها موجودة حتى في أوساط غير المسلمين وفي أوساط اللادينيين ، ، وأقول ان على حاملي مشاعل السودان الجديد أن يعملوا على تطوير إنسان السودان القديم ، بل أجزم أن السودان الجديد ما هو إلا كيان وفكرة لتطوير إنسان السودان القديم ، إن السودان الجديد ليس هياكل سياسية لا تمس الواقع الاجتماعي ولا هو حرب على الناس ومعتقداتهم وتقاليدهم وعاداتهم ، لذا أقول أن على حاملي مشاعل السودان الجديد أن يتأكدوا أولا من أنهم بشر مستنيرون وأنهم يفهمون الواقع ويضعون له اعتباراته ويتفحصون طرائق معالجة سلبياته وأعتقد أن الانخراط في الكيانات الموجودة أصلا هو عمل حكيم ، لأن هذه الكيانات هي المؤثرة بالمجتمع وهي التي سيقع عليها اختياره ، وبالتالي فإنه يتقبل منها وسيفرح بجديدها وسيتلقفه ويتبناه وللذين لا يريدون الانخراط في الكيانات السياسية الموجودة أصلا عليهم أن لا يعادوا كيانات المجتمع وأن لا يكيلوا لها السباب والشتائم ، وأن لا يقنعوا أنفسهم بأن هذه الكيانات هزيلة وأنها لن تستطيع الدفاع عن نفسها وعن وجودها ، وأنبههم إلى مغبة ذلك ، فإن لم يرعووا فإنهم سيكونون دعاة حرب
09-24-2003, 03:38 AM
kamalabas kamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673
فضل الأخ دقنة أن يفتح نافذة للحوار في هذا الموضوع في موقع آخر ، وقد رددت عليه هناك ، وأنقل الرد لمن يتابع هنا
الأخ الغالي دقنة لك التحية وعميق الود كنا دائما متفقين ولم نختلف غير هذه المرة ، وأنا كنت أعلم تماما أن النار ستنفتح علي لأن العديد من الزملاء لن يفهموا ماهو هدفي ، أنا لم أقل أن الأحزاب الكبيرة هي الصواب وما عداها باطل ، أنا أثبت حق كل من يسعى لتكوين حزب ، وأقول أن ذلك حق دستوري له بل هو حق إنساني ، والانسانية أشمل من الدستور ، لكن قلت أنه ليس من حق أحد أن يسئ إلى فكر الآخر أو إلى ثقافة الآخر أو أن يبخس مشاركة الآخر واسهامه في بناء الوطن ، وليس من حق أحد أن يقول أننا لا نريد طائفية فالطوائف جزء من المجتمع السوداني لها جذور عميقة في تاريخه وجغرافيته ، ولم أحصر الطوائف على الطائفتين الأكبر إنما قلت أن المجتمع السوداني ينوء بحمل الكثير من الطوائف ويمتد هذا الحمل ليشمل غير المسلمين وحتى اللادينيين البعض يذم هذه الطوائف ويرى أنها لا بد من تجاوزها وإلغائها مرة واحدة لأنها شر بلا خير ، وأنا قصدت أن أقول لهؤلاء أن الواقع السياسي وأن الحق الإنساني وأن الحق الدستوري لن يسمح لهم بفعل ذلك ، وأن التنابذ بالألقاب لا يؤدي إلا إلى المزيد من التنابذ والإساءة ، وها أنت أخي دفنة تستفزك كلمة ( القزمية ) وكلمة القزمية أوردتها أنا قصدا لأدلل للغافلين أن ما يطلقونه من إساءات لغيرهم هي شي مستفز ومنفر وغير مرغوب به إذا أرادوا سودانا جديدا فكلمات مثل الطائفية البغيضة والأحزاب المترهلة ، والرجعية والتخلف والمرتمين في أحضان الطائفية وغيرها كثير ، كل هذا لا يقودنا إلا إلى احتراب ، وقد شبعنا احترابا بسبب تحقيرنا للآخر ناديت أخي دقنة من خلال بوستين وثالث للأخ عادل عبد العاطي ، ناديت ونادى غيري بهزيمة التخلف بالفكر المستنير وهزيمة الجهل بالعلم وهزيمة العنصرية بالقومية الشاملة ، وقلت أن إنشاء الأحزاب الجديدة لن يفيد السودان الجديد شيئا وإنما يزيد أبناءه فرقة ، ولو راجع دعاة الأحزاب الجديدة لوائح وأنظمة وبرامج الأحزاب الموجودة أصلا لوجدوا فيها ما يرجونه من أحزابهم الجديدة ، ولوجدوا في الأحزاب القديمة الفرصة للوصول إلى السلطة أو المشاركة فيها وبالتالي ستتاح لهم الفرصة ليضعوا أفكارهم موضع التنفيذ ، لكن ما فائدة حزب يطرح الشعارات الرنانة ويدغدغ مشاعر البعض ويبقى عشرات السنين بعيدا عن السلطة ولا يجد للتطبيق فرصة ، كون السودان تغير هذه سمعناها كثيرا ، وقد ظن النميري أنه غير السودان ، وظنت الإنقاذ أنها غيرت السودان ، وظن المتعلمون أن السودان هو ما يرونه فقط ، لكن كل هؤلاء لو أرادوا أن يحققوا تغييرا جوهريا في السودان وأن ينقلوه من التخلف إلى التطور عليهم السعي لتطوير الأحزاب الليبرالية الموجودة والقائمة أصلا والتي تمتلك الجماهير التي توصلها إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع النزيهة ، اما من يحلم بالانقلاب أو من لا يمل الانتظار أبد الدهر أو من يحلم بتطور تلقائي عبر سنين طويلة فإننا نقول له لك ما ترى وقد بصرناك وأوضحنا لك لكنك آثرت أن تكون منطويا وأخشى ما أخشاه أخي دقنة ان يكون انتماءك لحزب جهوي لأن في مثل هذا الحزب إضرار ما بعده إضرار بجهتك التي تناضل من أجلها لأنك تصرخ وتقول أنا أقلية وسأظل أمثل أقلية وسأناضل من أجل أقليتي هذه وسيقول لك الأخرون أننا نحترم أقليتك لكن السودان كله مجموع من الأقليات فإذا كانت كل قبيلة ستنشئ حزبها ووستنغلق على مطالبها الخاصة فعلى الوطن السلام لابد أن نكون سودانيون ، لابد أن يكون لنا الوطن كله ، لابد أن نسعى لأن تكون المواطنة هي الأصل ولابد أن نطالب بتنمية متوازنة وبتوزيع عادل ، ليس لقبيلتنا ولكن لكل أبناء وطننا
09-25-2003, 09:59 AM
ودقاسم ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
أخي الحبيب دقنة لك التحية أخي كيف يستغل قادة الأحزاب الدين لنيل الأصوات وأنت تعلم أن الميرغني وقع اتفاقا مع قرنق سنة تسع وثمانين ينص على تجميد أحكام الشريعة وأن الحزب الاتحادي الديمقراطي كان يرفع صوته بإلغائها ، وأن الصادق المهدي والميرغني وقعا مع قرنق على اتفاق القاهرة الأخير ينادون فيه بالدولة المدنية ، وأنت تعلم أن مقررات أسمرا والتي كان الحزبان من دعائمها تنص على فصل الدين عن الدولة ، أظنك لا تعرف أن الجزيرة بأكملها لا يوجد قيها ختمية ولا يزورها الميرغني لكنها تمنح أصواتها للاتحادي الديمقراطي ، أظنك تعلم أن مدينة مدني ومدينة الفاشر ومدينة بورتسودان والأبيض وغيرها كلها تمنح أصواتها للحزب الاتحادي الديمقراطي دون أن يكون أهلها ختمية ، أظنك تعلم أن القاعدة تقول أن كل أنصاري حزب أمة ولكن ليس كل حزب أمة أنصاري
لو أنك عاصرت الانتخابات الأخيرة قبل الانقلاب واسترجعت ذاكرتك لوجدت أن اليسار كان يقترب من الصادق المهدي ، فهل هذا حدث لأن الصادق المهدي استغل اليسار بإسم الدين ؟ لو تابعت ما يقوم به التجمع لرأيت أن أقرب الناس في التعامل مع الحركة الشعبية هو الميرغني ، فهل استغل الميرغني الحركة بإسم الدين ؟ هناك ختمية وهناك أنصار لكنك لا تعلم كيف يتعامل هؤلاء مع قياداتهم ، ولو رجعت بذاكرتك لما يقوم به حزب الأمة وما يكتنفه من حركة وكيف أن بكري عديل وبشير عمر وغيرهم يسقطون أقرب الناس للصادق المهدي في انتخابات اللجنة المركزية لعرفت أن الجماهير هي التي تخيف الصادق وليس العكس قد يكون هناك أناس مستغلون ومثلهم موجود في كل الأحزاب ، وحتى في الأحزاب الجهوية فإن القادة يستغلون عواطف الناس وللأسف على أسس عرقية ويتقدمون صفوفهم وعندما يفوزون في دوائرهم يجدون أن المخرج لهم أن يأتلفوا مع الأحزاب القومية ، وفيهم من ينسى كليا من انتخبوه حقيقة أخي دقنة كم كنت أود أن لا تكون عضوا في حزب جهوي ، وما أوردته أنت عن رأي المثقفين حول الأحزاب الجهوية فأنا أحد من يحملون هذا الرأي ، ولم أجد في كل ما اطلعت عليه من فكر إنساني ما يمجد مثل هذه التكوينات وأنا أرى أن الاستغلال بإسم الدين - إذا كان فيه خير - فهو أفضل من الاستعلال باسم العرقية والعنصرية ، إذ العنصرية واحدة من أبغض ما أفرزت الإنسانية ولكن أخي لك ما تختار ولك مني أن اسمعك وأن أحاورك وأن أقر أننا شركاء في هم واحد رغم اختلاف طرق المسير
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ودقاسم
Shinteer
aba
HOPEFUL
kamalabas
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست