دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
مسافة كُتب عليك أن تقطعها وحدك !
|
قيل ان الشيخ يوسف أبو شرا كان مسافرا حين وفد هو وبعض مريديه على دار رجل فقير يعيش في أطراف قرية فقيرة ، ولمّا دخلوا على الرجل لم يكن في بيته غير كسرة جافة ، فجيء بها ، وقام الشيخ برشها بماء قيل أنه من إبريق وضوئه ، فأكل الضيوف وأهل البيت حتى شبعوا ، ثم بقي منها شئ يسير ، ربطه الشيخ في قطعة قماش بالية ، وقال للرجل أن يحفظه حتى مجئ الخريف ، ثم يزرعه وكأنه بذور الذرة . ففعل الرجل ، فخرج عن زرعه نبات شبيه بالقرع ، ثم أثمر قرعا ، ثم نضج ، فحصده الزارع ، فكان عيشا أبيض ناصعا أطعم أهل البيت سنة أخرى ... لم يكن الطريق ممهدا ، لكنه ينتمي إلى نوعية الدروب التي اعتدتها . كنت لا أبالي وأنا صغير أن تنكسر في قدمي شوكة أو تجرحني حديدة صدئة انغرست تحت وجه الأرض . كنت أتأذى من إعادة انفتاح الجروح في ركبتي عشرات المرات بسبب تعثري وأنا أجري بين أزقة قريتنا ، أو ألعب الكرة مع أقراني . وفي غربتي كنت دائما استدعي طفولتي ، أستعين بها على نوائب الغربة ، وعلى حالة اليأس من إمكانية خروج الوطن من مأزقه . في ذكرى رحيله الأولى زارني أبي وأوصاني ب( الديوان ) خيرا . لم يطلب مني شيئا لأمي أو لاخوتي أو لأي من أقربائي كما كان يفعل في حياته ، فقط أوصاني بالغرباء ، الذين يأتون راجلين أو على دوابهم ، يحملون أثقالهم ويبحثون عن بيت يؤويهم ريثما يتحصلون على عمل يكسبون به قوت يومهم ... كان أبي يومها في حلة زاهية ، ينبعث من وجه النور ، وينضح بالشباب والحيوية ، وتفوح منه رائحة عطر آخّاذ ... كان طلب أبي ذاك أمرا في غاية الصعوبة ، فالديوان لا ينفعه أن يكون تحت إدارة من هو مثلي ، فأنا أضيق بأصدقائي وجلسائي ، وأثور من لا شئ ، وأول الضيق تسببه لي رائحة قد تنبعث من فم من ألتقيه ، وهو قد لا يعلم سبب ضيقي وامتعاضي . كيف يمكنني أن أحتمل رائحة عرق من قطع المسافات مشيا على الأقدام ، كيف يمكنني أن أتحمل النظر إلى ملابسهم الرثة وهم يستريحون فوق الأسرّة البادية الجمال . ومرة أخرى أستدعيت تلك الطفولة الشقية ، حين كنت أشم رائحة عرقي بأنفي ، ولا أهتم ، ولا أضيق . هذه الأباريق المصنوعة من الحديد المطلي بالزنك لابد أن تظل مملوءة ، وذاك الطست وإلى جانبه صابون من النوع غير المعطر لابد أن يظلا حاضرين ومتجاورين ، وتلك السجاجيد لابد من طرحها وإعادة طيّها خمس مرات كل يوم كما لابد من أن يكون هناك علف من حصاد العام لدواب الضيوف . وحين تتمكن من إلغاء كل ذكرياتك عن نظافة المكان والبيئة ، والتكييف البارد ، والنوم الهادئ ، والسيارة الفارهة ، والطريق المسفلت بعناية ، ستجد أنك الوحيد المؤهل لذلك ، حيث أتيحت لك طفولة شقية ، اعتدت فيها أن تمشي الدروب حافي القدمين . إذن أنت لست كأبيك ، ليس لديك أولاد يحتملون الانتهار ، أو ينفذون الأوامر بلا رأي . ولن تجد من يعينك على تنفيذ مهامك ، فأبناءك ينفضّون من حولك بترتيبات تعينهم عليها أنت بنفسك . قيل أن الشيخ أحمد أبو سن كان يراقب عملية إطعام ضيوفه ، وكان أولاده يقفون ليزودوا الضيوف بما ينقص عليهم من طعام ، ولاحظ الشيخ أن أحد أبنائه كان شحيحا في تزويد الضيوف ، فطلب منه أن يتنازل عن مهمته لأحد اخوته من أم أخرى ، فسأل الولد أباه عن سبب طلبه ، فقال الأب : لأن خاله أكرم من خالك . فقال الولد : من كان أبوه أبو سن فهو ليس بحاجة إلى خال . أما أنت فزوجتك واحدة ، وأخوال أولادك لم تتعدد مشاربهم ، فهم رضعوا من ثدي واحد ، ونشأوا هكذا ، إما كرماء أو شحيحين ، وقطعا هم لا يطيقون مشقة هذا الديوان .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مسافة كُتب عليك أن تقطعها وحدك ! (Re: msd)
|
قريبي محمد ص. دفع الله سلام وتحية معطرة للقرية في أعماقنا الكثير من الود ، فهي التي أسهمت في صياغتنا ، وأسهمت في نضجنا ، وخلقت لنا عوالم من الخيال يمكننا التجول فيها كيفما نشاء ... حكايات لا تنتهي ، وعشق لا ينتهي ، وود لا ينتهي ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسافة كُتب عليك أن تقطعها وحدك ! (Re: ودقاسم)
|
الأخ ود قاسم
رحم الله والدكم وأكرمه بأحسن منزلة وكانت أطيب وصية تعبر عن زمان كان يأمن الرجل بوائق جاره أخي علمتنا الأيام إن هؤلاء الناس الذين يأتون شعث غبر يحملون خاتم المحبة النافذ إلى القلوب ويتركون أثرهم لا ينمحي، كم من رجال منهم يغمرك العجب كيف حوتهم هذه الأجساد النحيلة وكيف أستطاعوا الترحال بهذا القدر الهائل من المعاني الإنسانية حتى تظل تردد في داخلك هم الناس هم الناس
أما الآن وقد هاجت الأرض وماجت وزحف الظلم أصبح التوجس ينهر خلف كل طارق بدأ الخوف ينسل في أثواب ما عادت تسترنا وأصبحنا نستحى من إقتراب الغريب إن بانت لنا عورة أو فاجئنا الزئير بين أنياب ظالمة...
نعم ... مازالت تلك البيوت تسرج السراج أن يهتدي إليها سارياً ضيق عليه الظلام وقع الخطى.. نعم مازالت تلك البيوت تسترسل واردها فيدلو نحو غيض الجب جهدا إن استسقاءها ركبان الطريق..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسافة كُتب عليك أن تقطعها وحدك ! (Re: المسافر)
|
المسافر لك التحية وأنت تسكب هذا الوجد الرائع ،،، إن مستقبل أيامنا سيكون أنضر وأزهى ، سنمد أيدينا للغريب ، وسيكون الغريب بشير خير وبركة ... ذلك حين تأوي قلوبنا بعضنا بعضا ، عندها ستتساقط الغربة ، والترحال ، وسنكون أعزاء في بلادنا ، وسيكون لكل منا مستقر فيها ،،، وسنعيش جيرانا وأهلا وأحبابا يربطنا رباط الوطن وحبه والإخلاص له ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسافة كُتب عليك أن تقطعها وحدك ! (Re: ودقاسم)
|
الأستاذ ود قاسم تحياتي وأمنياتي غمرتني مشكوراً بثناء لا تطاله هامتي متصوف أنا بلا فرقة ، بلا شيخ وبلا أوراد قلمي حاف القدمين على درب متراب ، وهذا أمر تدركه قلة في هذا المنتدى تعرفني حق المعرفة كإنسان لا كرسم سابح في فضاء لوالدك الرحمة و الغفران كما وأوصيك مجدداً بسلامي للأستاذ جلال داؤد أبوجهينة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسافة كُتب عليك أن تقطعها وحدك ! (Re: Osman M Salih)
|
وماادراك ماالديوان قصص وحكاوي وعبر وليالي سمر ذكريات حلوه هذا الديوان كم يصعب علي ان اكتب عنه الباب المفتوح دائماً ضيوف من غير موعد كنا ونحن اهل الجزيره نعشق هذا الديوان كونه علامة فخر ودليل كرم ينزله عابر الطريق وعمال اليوميه واللقاط والحفار اللواري الوحلانه في الخريف وقبل كل ذلك المداح والحلبه وكل هولاء يتم اكرامهم دون من او اذى بل يسعد من نزل الضيف في ديوانه اه لو انني كنت كاتباً لحكيت لكم عن هذا الكائن الحي الكثير اذكر ذات مره بقي معا رجلا ً شيخاً كبيراً من اهلنا في كردان شهور في انتظار ان يحصل على عمل وكان حاضر البديه حلو اللسان ذو قصص جميله كنا لاندري هل هي حقيقيه ام من نسج خياله وكنا نحن شباب الاسره حينا ننان اما الديوان في ليالي الصيف وكان لنا سمر قبل النوم وحكاوي ونكات وغرايب ذات مره تحدثنا عن اغرب الاشياء التي قرأناها اوسمعناها والتي لاتخلو من مبالغه احيانا فذكر احدهم ان سمع ان امطار نزلت في احد البلدان وكان فيها اسماك بحجم الحواشه فما كان من عمنا هذا الا ان قال تعرفوا ياجنيات انا شفت حلة(قِدر)اكبر من حلتكم دي كلها فقلنا جميعاً لاحولالالالالالالالالا فرد هو نان سمكتكن دي ينجضوها في شنو
ولي عوده
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسافة كُتب عليك أن تقطعها وحدك ! (Re: زول ساكت)
|
زول ساكت سلام كتير ، وشكرا لك على فتح هذه النافذة .. نعم ، الديوان كائن حي ، فيه يجتمع أبناء الأسرة ويأتيهم أقرباؤهم وجيرانهم وأصدقاؤهم ، ويدور أنس برئ ، وتتنمى مواهب التواصل الاجتماعي في هؤلاء الصبية ، ليكونوا نواة لمجتمع القرية أو الحي في المستقبل ،،، وفي كثير من الأحيان يكون الديوان مكانا لأكلهم وشربهم ونومهم ،،، وهو مكان لا يفرق بين الناس ، فتجتمع فيه ثقافات شتى ، وكان يأتينا عامر الشكري وهو تاجر متجول فينزل عندنا ضيفا ويقرأ على الناس أشعاره ويجادع أهل قريتنا في الدوبيت ، ويطلق النكات ، فيجتمع في الديوان أناس وأناس ، وكأنهم في يوم فرح ... ويأتي بركة الرزيقي ويعزف على ربابته فيجتمع حوله أهلنا معجبين بمهارته ، وأذكر لعبة لأبناء دارفور شبيهة بالسيجة عندنا وقد نسيت اسمها ، إلا أن أبناء قريتنا كانوا يجتمعون حولها ويستمتعون بالتسابق بين اللاعبين ... وفي الديوان افتتحت أول حلقة لمحو الأمية بالقرية ، وفيها تعلم أناس كثيرون ، وكانت تقام أمامه صلاة التراويح قبل أن يتوفر المسجد ، ويؤمه المداح بالطار والرق ،،، وفيه تنعقد جلسات مجلس القرية وتحل المشاكل ، وفيه تقرأ المواليد ويزونا واعظ ديني من وقت لآخر يسهر الناس حوله يستفتونه ، وتعقد فيه الزيجات ، وكنا أيضا نذاكر مجموعة في الديوان ... أنا أيضا نفسي قصير في الكتابة ،،، لكني سأعود مجددا لأكتب عن هذا الكائن ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسافة كُتب عليك أن تقطعها وحدك ! (Re: ودقاسم)
|
شكراً ليك ياقريبنا ودقاسم تعرف انا واخوي كنا حافظين الحاجات دي صم وقدمناها في احتفال المدرسه بنهاية العام الدراسي حينها وحصلنا بيها على جائزه قيمه عثمان هذا الفنان كان ابي يكلفي بتوصيل الفطور اليه وهويرعى البهائم بعيداً في الحواشات وكان ذلك في عطلة المدرسه بعد الصف السادس وفي ذلك اليوم بعد ان سلمته فطوره طلب منى ان احرس البهايم وقال لي انو حايمشي الكمبو ويشرب عبارين عشان قالو المريسه بتداوي البلهارسيا ومازلت اذكر حليفته لي (وحات الماشه على بيتا دي )يعني الشمس عبارين مابزيدن واجيك راجع ولم تنفع اعذاري له فتركني وذهب وكانت اخر مره نراه فيها فقد اختفى عثمان وكأن الارض ابتلعته وعند العصر عدت بالبهائم وحكيت ماجرى لوالدي الذي كان يحبه حباً شديداً وظل يبحث عنه لفترة طويله دون جدوى ولم يترك مكاناً محتملاً الا وذهب اليه ولسنوات طويله كان ابي يحتفظ بملابس عثمان وباقي لالوب تركه في مخلايه وعندما نطلب منه ان عثمان ربما يكون مات ولن يعود كان يزجرنا اللهم اغفرلعثمان ان كان حياً وارحمه ان كان ميتاً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسافة كُتب عليك أن تقطعها وحدك ! (Re: ودقاسم)
|
الخال ودقاسم السلام عليكم يا دفعتي يا اخوي ما بقي شئ غير بركات الوالدين وسيرتهم الطيبة نفذ وصية شيخ العركيين وخليك عشرة مع الضيوف واشتري ملايات داكنة اللون الله يرحمه ويغفر له والله يجعلك من الصالحين الداعيين للوالدين
وقول معاي بركاتك يا الشيخ ابوشرا أزمة المجاعة محلولة بس نحن ما عارفين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسافة كُتب عليك أن تقطعها وحدك ! (Re: حمزاوي)
|
فاتني ان اذكر دلاليين العده الذين يزورون الديوان بصوره منتظمه
واذكر ايضا ماكنا نسميمهم(مستعدون) وهم جماعة التبليغ باكستانيين ماشاء الله بسطة في الجسم راس حليق ولحيه كثه وكان بعد ان يتحدثوا الىنا يطلبوا منا الخروج في سبيل الله فتكون عبارة مستعدون ختام حديثهم
| |
|
|
|
|
|
|
|