دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
مبارك الفاضل ، لماذا حارب النظام ؟ لماذا صالحه ؟ وماذا يريد ؟
|
مبارك كان وزير التجارة خلال الديمقراطية الثالثة ، ثم وزيرا للداخلية ،، لم يكن أداؤه طيبا ، وكانت الاتهامات التي وجهت إليه أكثر بكثير مما يحسب له من حسنات ،، فكلنا نعلم أوضاع السوق التي كادت تتردى إلى الهاوية أيام كان مبارك وزيرا للتجارة ، ونعلم ضعف العرض السلعي الذي كان سمة من سمات تلك الفترة ، ونعلم الفوضى التي ضربت أطنابها في كل ما يرتبط بالتصديقات التجارية والتراخيص ، والتلاعب في الإعقاءات الجمركية ، والتسهيلات التجارية . وفي وزارة الداخلية ، وصل الانضباط الأمني أدنى درجاته ، وأصبح الناس في السودان يسيّرون الدوريات الأمنية الطوعية ليحرسوا الأحياء والقرى والمنازل ،، ومن جهة أخرى مورست الديكتاتورية وخرقت القوانين ووصل ذلك قمته باعتقال المشاركين في ندوة أمبو عند عودتهم لمطار الخرطوم ، وتعتبر الحادثة مثالا للديكتاتوريات المدنية التي تمارس حسب هوى المسئولين وبحساب مصالحهم الضيقة فقط ،، مما يؤسف له أن مبارك انخرط في المعارضة بعد انقلاب الإنقاذ ، والمعارضة فتحت ذراعيها لمبارك ، دون أن تحاسبه ، أو تسائله ، وتبوأ مبارك مركزا متقدما في التجمع الوطني الديمقراطي ، هو منضب الأمين العام ، ومدّ مبارك لسانا طويلا للإنقاذ ، ثم مدّ ذراعا أطول ،، وبدا مبارك وكأنه هو الذي خطط ووجه بضربة مصنع الشفاء ،، وانطلقت أصوات من داخل السودان تنادي بتجريم مبارك ومعاقبته على فعلته تلك ،، وبلغ العداء قمته بين الإنقاذ ومبارك وهدد مبارك بضرب مدينة جياد ،، كذلك تباعدت خطى مبارك عن التجمع الوطني الديمقراطي ، ولم يعد لمبارك ميدان لمعركة باردة ، كل الميادين كانت ملتهبة ، فما كان منه إلا أن اصطنع المعركة الباردة مع حزبه ، دخل في معارك مع ابن عمه الذي اخترعه ، وأعلن مبارك أن الأمد قد طال على قيادة الصادق ، وأنه يجب زحزحته عن موقعه القيادي ، أو الانشقاق عليه ،، ثم كان اختيار الانشقاق بناء على نتائج المحادثات مع الإنقاذ والتي قادها مبارك بتوجيهات من الصادق ،، وكان مؤتمر سوبا ، وكان ميلاد حزب جديد ، صاحبه هو صاحب رخص الإستيراد ، والإعفاءات الجمركية ، وتجفيف السوق ، واعتقال المشاركين في ندوة أمبو . وكانت الشراكة مع الإنقاذ التي ضرب لها مصنع الشفاء ، وقال فيها ما لم يقله فيها الترابي بعد إخراجه منها ،، وجلس المعارض الشرس ، قائد المؤامرات ضد الإنقاذ ، والذي خصصت لشتمه حلقات وحلقات في إذاعة وتلفزيون السودان ، وفتحت الأستوديوهات هواتفها لاستقبال مهاجميه ومدينيه والمطالبين بشنقه ،، جلس فوق كرسي وثير داخل القصر ،،، استأمنه الرئيس ، واعتمده واحدا من مستشاريه الذين ينتصح بنصحهم ، ويستهدي بتحليلهم ونظرتهم الثاقبة للأمور ،، سمعنا أن مبارك قد تمت إفادته أنه من الذين تم شراءهم بأموال بترول السودان ، وسمعنا أن مبارك استغلى نفسه على أموال بترول السودان فصفع من قدّم له هذه الإفادة ،، وقدم مساندي مبارك مذكرة تتحدث عن خطة حل ّ سياسي للسودان ، أسموها خارطة الطريق ، وقالوا أن مبارك كان قد أوشك على تقديمها لأمريكا ، لكنّ الإنقاذ زجرت مبارك ، ولم تدع له الفرصة للبرطعة خارج المؤسسات ،، ولا أخال مبارك جاهلا بضيق مواعين مؤسسية الإنقاذ ،، فهي في كثير من الأحيان تنحصر في شخص أو شخصين ،، النظام طرد مبارك . ومساعدو مبارك قالوا له أنهم سيقفون معه ،، لكنّ الإنقاذ سربت لهؤلاء معلومات مفادها ( المشتهي الحنيطير يطير ) ،، أكدت الإنقاذ لهؤلاء أنهم مجرد ديكور ، وأنهم وضعوا في تلك المناصب ليتيحوا للإنقاذ فرصة التحدث عن حكومة البرنامج ذات القاعدة العريضة ،، واستعصى على هؤلاء مفارقة كراسي الوثيرة ، والسيارات اللاندكروزر ، وجاه السلطة ، وامتيازاتها ، والثمن الذي يدفع من أموال البترول ،، وهم يعلمون أن مبارك لا يستطيع أن يقدم لهم بديلا ، وينظرون إلى الذين طردتهم الإنقاذ من قبل وهم يرزحون الآن في سجونها ، ويتم تجريمهم يوميا ، ويقدمون إلى المحاكمات ، وقد تشرد بعضهم في بلاد الدنيا ،، مبارك أصبح كأبليس حين طرد من الجنة ، لكنه طلب من الإنقاذ أن تمهله ، ليبدأ مرحلة أخرى من التيه ، ليبحث عن موطئ قدم ،، والمعارضة لن ترحب بمبارك ، وحزب الأمة شامت بمبارك ، ومساعديه تخلوا عنه ، وليس لمبارك قاعدة جماهيرية يستند إليها ،، وحتى عديله أصبح يعيش على هامش الإنقاذ .. ماذا يريد مبارك في مستقبل أيامه ؟
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مبارك الفاضل ، لماذا حارب النظام ؟ لماذا صالحه ؟ وماذا يريد ؟ (Re: حسن الملك)
|
أخي الحبيب حسن الملك رمضان كريم لا أعلم ماذا تعني بالمربع الأول ، إن كنت تعني أن هناك بعض الأمور يتجاوزهاالزمن فأنا أقول أن ذاكرة الشعب لا تنسى ،، أما السذاجة في التحليل فهي دعوى ظل يطلقها بعض المثقفين على كل قول لا يعجبهم ،، وإذا كان الأمر ساذجا ، فلماذا تشغل به نفسك ؟ فقط عليك أن تتجاوزه بوعيك الذي يتفوق على سذاجتي .. لا أحد هنا يا حسن مسئول عن أخطاء تاريخية ، أما إذا كان الشخص نفسه موجودا وما يزال يمارس السياسة ويمتهنها وليست له مهنة غيرها فهو إذن سيكون مسئولا عن كل أخطائه ،، وهذه ليست دعوة للتملص إنما المحاسبة لابد أن تطال الكل منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا ،، والخطأ في القرار السياسي ليس دائما فسادا سياسيا ،، يا سيد حسن أنا لم أعمم لتأتيني وتعمم ، لا سيد لي ، ولا أعلم أن هناك من يتخذ سيدا له ، الناس تتعامل مع بعضها بالاحترام اللازم وبالتوقير اللازم ، وإذا أسقطنا هذا من حساباتنا فإننا نكون قد أسقطنا السودان بكل أدب أهله وبكل أصالتهم .. لا أرى لحزب الأمة ( الإصلاح والتجديد ) أي خريطة طريق لأنه اختار طريق الشراكة مع هذا النظام الآثم ، وأي محاولة من جانبكم هي فرفرة مذبوح ،، وقد قالتها لكم الإنقاذ بوضوح في إقالة مبارك ،، إما أن تتبعوا طريقي وإما أن تذهبوا للجحيم ،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبارك الفاضل ، لماذا حارب النظام ؟ لماذا صالحه ؟ وماذا يريد ؟ (Re: ودقاسم)
|
ربما انك اخطأت الموصوف وهذه تسمى (اسقاط) في علم النفس..نحن نعرف مبارك ولكن ربما انت تفبرك من واقع وضعك ..(وكل اناء بما فيه ينضح) وكيف لي ياود قاسم ان انسي من وقع اتفاقيات المياه مع مصر .. ولماذا لا تكلمنا عن رجلات مصر في السودان ... بعدين يأأخ ود قاسم ناس الاصلاح ديل خطوا عليك والا انت روحك محرقاك .. تدخل نفسك في مشاكل مع ناس بيحترموك ...ماكفايه الكماين المفتوحة في المنتدى وانت ترفرف في اكثر من بوست .. يأخي المواطن الصالح من ياتي بالتناصح ...وبعدين من كلن فيكم بلا خطئية فاليرمني بحجر ؟؟؟ الفساد آآآل ........ بالله عليك الاختصر مصلحة الوطن كله في ذاته منو ؟؟؟ نحن نكره النفاق ...
Quote: المشكلة تكمن في أن البعض يوظف قدراته لخدمة حسابات ضيقة ، ويظن أن الناس يمكنهم نسيان كل ذلك بمنتهى السهولة ، فيختصرون مصلحة الوطن كله في مصلحتهم الذاتية .. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبارك الفاضل ، لماذا حارب النظام ؟ لماذا صالحه ؟ وماذا يريد ؟ (Re: حسن الملك)
|
على خلفية اقالة مبارك الفاضل...
الاحزاب المنخرطة في النظام ...إئتلاف أم استرداف؟؟! محمد عبدالحميد [email protected] لا يشك احد من المراقبين ان اقالة مبارك الفاضل قد كانت ادنى للإهانة منها الى اجراء اقالة عادية لوزير أو مستشار ، و ذلك لأن الطريقة التي تمت بها ، و ما تسرب من احاديث هنا و هناك عن اسبابها و التي تدور في معظمها عن نواقض الحكم الرشيد كالفساد و عدم المؤسسية تؤكد ذلك ، و لعل هناك ثمة مفارقة تبدو جلية ، حيث ورد في الحيثيات أن الاقالة قد جاءت لضرورة الالتزام بالمؤسسية و اتباع قنواتها ... مما يشير بطرف خفي الى ان مبارك الفاضل قد تخطى المؤسسية أو انه في طريقه لتخطيها ... كان يمكن ان يكون هذا اجراء مقبول لو ان الشخص الذي اتخذ قرار الاقالة قد جاء وفق اجراءات مؤسسية ، او لو ان الشخص الذي المُقال قد انخرط في النظام بطريقة مؤسسية و لم يكن قد ساق انشقاقا على حزبه بدعاوي من ذات القبيل – الإصلاح و التجديد – و هذا منهج فوق المفارقة المدهشة التي ينطوي عليها يدلل على فقر و بؤس العقلية السياسية السودانية ، و التي في العادة تضع أمامها مُثلاً Ideals هي تدرك تماما انها و بحكم تركيبها تعجز على ان تدركها و تترجم معانيها من واقع الممارسة العملية ، و تظل تحتكم لها في الخيال لا انطلاقا من خيال مبدع ، و انما من خيال متآمر على عدو مفترض او حقيقي وفق ما تقتضي الحاجة الوقتية ، و مطلوبات التكتيك السياسي و الذي لا يفضي الى استراتيجية بعينها ، و انما يقود الى التمدد في اللحظة المجمدة خارج إطار التاريخ حتى على حساب ذوي القربي السياسيين ... و هذا ما فعله البشير بالترابي و ما فعله مبارك الفاضل مع الصادق المهدي .. و هو ذات الشيء الذي سيحكم الفعل و رد الفعل السياسي طالما كانت اقطار العقلية السياسية قائمة على منهج استدراج الخصوم لحرق المراحل بهم ، او استعداء الأصدقاء لوجود خلاف مفترض.
مهما يكن من امر هذا الاجراء فإنه غير مستغرباً و لا جديداً على الحزب القابض على السلطة ، و انه حدث يدلل على الانفراد الكامل بها من حيث القدرة على ادناء من يشاء رئيسه ، و ابعاد من يشاء ، و ابلغ ما في هذه الدلالة انها تفند الطريقة التي تم بها انخراط مبارك الفاضل و حزبه في السلطة ، و من قبله الاخوان المسلمين و الشريف زين العابدين بإسم الاتحاديين . و قد يصب هذا الحدث و دلالاته في صوابية موقف معارضي النظام من الذين رفضوا الانخراط فيه ... كما انه يؤكد في ذات الوقت على سلبية ان لم يكن ضعف حيلة الاطراف المنخرطة في السلطة حيال الحزب الحاكم و رئيسه ... فالواقع ان شكل وجود هذه الاحزاب في السلطة بما هي عليه الان لا يعدو ان يكون مجرد "ديكور" تتزين به السلطة الحاكمة وقت الضرورة ، و تزايد به على من يتهمونها بالاحادية و الديكتاتورية ، فالشكل الذي قام بعد انخراط هذه الاحزاب في السلطة لم يؤد الى اي نقلة نوعية في طبيعتها ، و لم يتحرك بها نحو الانفتاح ، و اكثر من ذلك لم يستطع أي من هذه الاحزاب الثلاثة الادعاء بأنه في حالة ائتلاف في السلطة مع الحزب الحاكم ، مع العلم ان اي سلطة مكونة من حزبين فأكثر تكوِّن حكومة ائتلافية بتواضع اعضاؤها على تنفيذ برنامج موحد متفق عليه ... و يكون اعضاء هذا الائتلاف اعضاء متساويين equals برغم ما قد يكون من تفاوت في الثقل الكمي لكل من اطراف الائتلاف ... بمعنى ان الائتلاف في العادة يكون ضرورة للحصول على نصاب قانوني ضمن نطاق توازن القوى كميا و نوعيا في النظام السياسي المؤلف من وجود كيانات سياسية ذات فاعلية حقيقية لا صورية ... و قد يكون من جق اطراف الائتلاف - مهما صغر حجم الواحد منهم – ان يكون على خلاف مع الحزب صاحب الاغلبية في البرلمان بالطبع في الاوضاع الطبيعية و ان يحافظ على استقلاليته ، و ان يكون له الحق في التحرك في علاقاته الدولية بالصورة التي يريد طالما انها لا تهدد الامن القومي للبلد ، و لا تتناقض و لا تخل بجوهر البرنامج المؤتلف حوله .
فالخلاف امر وارد بطبيعة الحال ، و مقبول ، و ان وقع و هذا وارد لن يبقى امام اطراف الائتلاف غير اجراء واحد و هو ما يعرف في الادب السياسي بفض الإئتلاف ، مما قد يترتب عليه اعادة تشكيل الائتلاف اما على اسس جديدة او بالبحث عن قوى جديدة من الفاعلين في الخارطة السياسية – ممن يحق لهم الدخول في السلطة بموجب رضاء الجماهير - .
ان هذه الاشتراطات في النظام السياسي التعددي من منظور الديمقراطية الليبرالية و هي اشتراطات غير متوفرة ،و غير متحسب لها في شكل وجود هذه الاحزاب في السلطة ، لذا اصبح من اليسير على رئيس الحزب الحاكم ان يتخذ هذا الاجراء المهين ضد رئيس حزب لم ينطبق عليه وصف مؤتلف بحسب ما تبين في حين انه مختلف ، فبماذا يمكن ان يوصف هذا الحزب و هو داخل سلطة لا حول له فيها و لا قوة ؟؟! إن الوصف الانسب له و لمن مثله أي حزبي الاخوان المسلمين و الاتحادي – الشريف – بأنها احزاب مستردفة في قاطرة السلطة Bandwagon . و ان ما يتردد من انها احزاب تراضت على تنفيذ ما تجهد السلطة في تسميته " بالبرنامج الوطني " و هو مجرد محاولة لإيجاد تسمية اشرف من الاسترداف حتى ترضي كبرياء هذه الاحزاب ، و الدليل على ذلك اي على عدم فاعلية هذه الاحزاب و استردافها و على عدم وجود برنامج حقيقي ما حدث لمبارك الفاضل و اخراجه من القصر الجمهوري كمساعد للرئيس بهذه الصورة المذلة و التي ربما تفضي لحرقه سياسيا خاصة و انه قد جازف بالانشقاق على حزبه الام بحجة تلكؤه في انفاذ اتفاق جيبوتي الذي سمي نداء الوطن ، و انسلخ على اثره مكونا حزبا خاصا به في يوليو 2002 لم تكن بصمات السلطة الحاكمة بعيدة عن دفعه ليعمق جراحات حزب الامة بقيادة الصادق المهدي ، و قد كان الدور الذي يجب ان يلعبه مبارك الفاضل واضح في ذهن السلطة ، بمعنى انها تريد منه ان يكون صورة او ظلاً باهتاً لحزبه الأم ،وان يستمتع بكل شيء – حتى الفساد في المال العام او السكوت عليه – الاّ الشعور بالاستقلالية و الكينونة الذاتية و الالتزام الوطني ، و المنافسة الحقيقية للحزب الحاكم للوصول لقمة السلطة ... و هذا امر يتضح من خلال طرح اركان النظام النافذين خاصة فيما يتعلق بتوجه "البلاد الحضاري" .
و معلوم ان اي توجه حضاري هو توجه استراتيجي في تفكير اصحابه ، و ليس خافيا ان هذا التوجه هو البرنامج المعلن لسلطة الانقاذ منذ مجيئها و الى الان مرورا بكل المحطات التي تمرحلت عبرها إن كانت تلك التي حدث فيها استرداف هذه الاحزاب ، او تلك التي شهد انقسام جزء هام منها – المؤتمر الشعبي- حيث لم تحصل اي نقلة لا على مستوى الخطاب و لا على مستوى الممارسة ، حتى اتفاقية السلام التي تزمع السلطة توقيعها مع الحركة الشعبية و رغم انها تمثل خطوة اكثر تطورا من الاسترداف الى المشاركة ، الاّ ان جوهر السلطة يظل كما هو – سلطة قابضة- ببرنامج عقائدي مستند الى رؤية دينية ليس فيها مجال للتعدد والتداول السلمي للسلطة الاّ في نطاق صفقات الاسترداف نفسها لبقية القوى داخل و خارج التجمع ، لذا فان التمسك بخيار التصور الديني للسودان الشمالي هو ما دعى النظام للقبول بتلك الصيغة الاشبه بنظام كونفدرالي فضفاض مع الجنوب حفاظا على ما يسميه "ثوابت الأمة" الامر الذي سينجم عنه وجود دولة واحدة بنظامين One Country Two Systems – راجع بروتوكول قسمة السلطة و الثروة – اذاً فالحديث عن برنامج وطني يظل مجرد حجة لاسترداف بعض الاحزاب التي ارادت ان تكون في هذا الموقع الثانوي ، مجردة من اي ثقل حقيقي لها ، و مسلوخة عن اوزانها النوعية و الكمية و عن خلفياتها التاريخية ، فبإستثناء الاخوان المسلمين و الذين لا اثر لهم يذكر عدا الظاهرة الصوتية التي كانت تزعج النظام من على المنابر الدينية التي كان يمثلها عصام احمد البشير و الذي ما لبث ان صمت عقب تلقيمه ثدي السلطة ، لم يمثل الاتحاديون المنخرطون في النظام الحزب الاتحادي لا بوزنه النوعي و لا الكمي و لا التاريخي ، و إن هم فعلوا لما كانت المعادلة السياسية الان بنفس ما هي عليه ، و كذلك الحال بالنسبة لمبارك الفاضل الذي لم يمثل حزب الأمة لا بوزنه النوعي و لا الكمي ، و انزلق الى انخراط في السلطة جعله رهين حزب لا وزن له نوعيا و لا كميا و لا اسهاماً تاريخياً في المعادلة السياسية سوى انه حزب مستقوي بالسلطة و معرف بها متى ما زالت عنه زال .
لقد كان رد فعل مبارك الفاضل على الاقالة في حينها يشي بنوع من القبول بها مؤكدا انه يرحب بها حفاظا على استقلالية قراره الحزبي ، غير ان رد الفعل فيما بعد الاقالة على المستوى الحزبي قد جاء بنفس النفس ، و هو قبول الاقالة و ان في سياق تبرير مختلف ، اذ قدر بعض اعضاء مكتبه السياسي " ان الاقالة قد جاءت نتيجة قرار رئيس لمرؤوسه" لهذا يجب القبول بها في هذا الاطار ، بيد ان مبارك الفاضل قد رأى في الاقالة من المنصب سبباً كافيا لفض الشراكة مع الحزب الحاكم ، و هذا ما رفضه معظم اعضاء مكتبه السياسي بمن فيهم أمين حزبه العام احمد عقيل ووزير التعاون الدولي يوسف تكنه ، و عبدالله مسار والي نهر النيل و د.الصادق الهادي وزير الصحة و نائب والي الخرطوم ، و قد تأسس رفض هذه المجموعة و للمفارقة بنفس الدعوى التي انشق بها مبارك عن ابن عمه الصادق المهدي و هي "المؤسسية" و قد اكدوا في مؤتمر صحفي لهم في الخرطوم ان قرار "مشاركتهم" في السلطة قد جاء بناء على مقررات مؤتمرهم بسوبا ، و قد تهكموا من مبارك الفاضل تهكما لاذعا حيث قال احدهم و هو التجاني بشارة : ( كولن باول جاء من امريكا لزيارة دارفور ، و مبارك الفاضل يريد الذهاب الى امريكا و لم يزر دارفور) .
اما لهجة مسار اكثر اعضاء الحزب نفوذا فقد كانت اكثر حده ووصم طلب مبارك الفاضل فض الشراكة "بالخبل السياسي و التهجم على مقررات سوبا " و اردف بالقول : (مبارك الفاضل اعفوه لأنه موظف اخل في ادائه و من حق الرئيس ان يعفي من يشاء من الحكومة و لكن لا يعفيني من الحزب ، لذلك اعفاء مبارك لا علاقة له بالحزب ). صحيفة الرأي العام 14 اكتوبر 2004.
ما يمكن ان يستخلص من مسار هذه الاحداث ان ثمة شرخ قد حدث في صفوف الحزب ، و ان مجموعة مقدرة و نافذة قد شقت عصا الطاعة على رئيس حزبها و الذي لم يبق له حيزا كافيا للمناورة لا سيما و ان خصومه من حزبه يحتجون بدعاوى "المؤسسية" غير ان الشاهد في الامر يظل انهم سيكونون مستردفين في سلطة لا يعني القابضين عليها من الامر كله شيء غير الابقاء عليها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبارك الفاضل ، لماذا حارب النظام ؟ لماذا صالحه ؟ وماذا يريد ؟ (Re: هشام مدنى)
|
Quote: ان افترضنا كل ما يقال فى مبارك الفاضل خطاء بالله عليك اخبرنا عنه منذ ان ولج السياسية ماذا قدم لشعبه؟؟اكرمنا بواحده فقط لا اكثر من اجازاته؟ |
نفترض حسن النيه في سؤالك ... وايمانا مني ان الحوار الموضوعي هو خلاصنا سوف اكرمك بواحدة فقط علي تكون الثانية فراق بيننا اذ لم تسطيع عليه صبرا : يكفي مبارك ان عمل لترك السلطة وطلاقها لتثبيت مبادى الحزب ومبادئه تاركا بريق السلطة لمصلحة عليا لوطنه ولحزبه ... ولذا اجد ان عضو الحزب ما افتخر به وهذه بداية جيده لحزب جديد للتجديد ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبارك الفاضل ، لماذا حارب النظام ؟ لماذا صالحه ؟ وماذا يريد ؟ (Re: ودقاسم)
|
http://asharqalawsat.com/view/news/2004,10,20,261413.html شن زعيم حزب الامة السوداني المعارض الصادق المهدي، هجوما لاذعا، على مساعد الرئيس السوداني المعزول، مبارك الفاضل، ودعاه الى التخلص من «فيروس التعدي على الشرعية» اذا اراد هو ومجموعته العودة الى صفوف حزب الامة من جديد. وكان الفاضل انشق عن حزب الامة قبل عامين وكون حزبا جديدا، انضم به الى صفوف الحكومة حيث عين مساعدا للرئيس، الى ان تم عزله من منصبه اوائل الشهر الجاري، بسبب ما ذكر انه يتعامل خارج اطار مؤسسات الحكومة. وقال المهدي لـ«الشرق الاوسط» ان هذه المجموعة ستظل «تتفتت، واذا ارادت العودة الى صفوفنا فليس امامها سوى التخلص من فيروس التعدي والخروج على الشرعية».
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبارك الفاضل ، لماذا حارب النظام ؟ لماذا صالحه ؟ وماذا يريد ؟ (Re: Yasir Elsharif)
|
للاهمية الصادق المهدي لـ«الشرق الأوسط»: على مجموعة مبارك الفاضل التخلص من فيروس التعدي على الشرعية زعيم حزب الأمة السوداني: ربما يفاجأ السودانيون بواقع دولي جديد في دارفور يحل مكان الحكومة الحالية القاهرة: محمد سعيد محمد الحسن شن زعيم حزب الامة السوداني المعارض الصادق المهدي، هجوما لاذعا، على مساعد الرئيس السوداني المعزول، مبارك الفاضل، ودعاه الى التخلص من «فيروس التعدي على الشرعية» اذا اراد هو ومجموعته العودة الى صفوف حزب الامة من جديد. وكان الفاضل انشق عن حزب الامة قبل عامين وكون حزبا جديدا، انضم به الى صفوف الحكومة حيث عين مساعدا للرئيس، الى ان تم عزله من منصبه اوائل الشهر الجاري، بسبب ما ذكر انه يتعامل خارج اطار مؤسسات الحكومة. وقال المهدي لـ«الشرق الاوسط» ان هذه المجموعة ستظل «تتفتت، واذا ارادت العودة الى صفوفنا فليس امامها سوى التخلص من فيروس التعدي والخروج على الشرعية». وانتقد المهدي اداء الحكومة تجاه دارفور ولم يستبعد ان يفاجأ السودانيون بواقع دولي جديد في الاقليم الواقع غرب البلاد، يحل مكان الحكومة الحالية. وحول الجنوب قال ان المجتمع الدولي سيفرض الحل النهائي كما فرض في السابق بروتوكولات ماشاكوس ونيفاشا بكينيا. وهذا نص الحوار: * تأخر موعد عودتكم الى الخرطوم بعد حضوركم الى القاهرة من واشنطن.. ماذا وراء هذا التأخير؟ ـ الواقع لدى خروجي من السودان اشتمل البرنامج على حضور المؤتمر العام للحزب الوطني الديمقراطي بمصر وقد كان مهما، ثم زيارة نيويورك وواشنطن تلبية لدعوة نادي رؤساء الحكومات السابقين، للتداول حول القضايا العالمية. وقمت بلقاءات واتصالات مكثفة وتوفرت لدي معلومات وحقائق كثيرة قادت لرؤية جديدة. ولدى عودتي للقاهرة عكفت على صياغتها واعدادها في مذكرة لتكون موضع بحث ومناقشة في اجهزة حزب الأمة القومي. * ولكن لماذا تعددت التفسيرات حول الاقامة في مصر؟ وما مدى صحتها؟ ـ أثناء وجودي في مصر واستنادا على مجريات الأحداث والمتغيرات تبين لي ان دور مصر والجامعة العربية ما زال هامشيا ولذلك جاء القيام بلقاءات ومشاورات مع الأوساط المصرية المعنية لكي لا ينحصر دور مصر في تكييف لقاءات مباشرة بين المؤتمر الوطني والتجمع الوطني، باعتباره دورا محدودا للغاية وينطلق من سقف محدود، وهو مجرد التأمين على بروتوكولات نيفاشا التي تم التوصل اليها بين الحكومة والحركة الشعبية في كينيا، الى جانب البحث عن دور للتجمع الوطني في هذه البروتوكولات. * وماذا كان الطرح البديل «للوساطة المصرية»؟ ـ نقلت للدوائر المصرية المعنية ان بروتوكولات نيفاشا الستة مقبولة ولكن هنالك عيوبا كثيرة وتحتاج الى بحث ومعالجة في مؤتمر قومي دستوري يصدق عليها أو يعدل ما ينبغي تعديله ويمكن تحسينه، وبمقدور مصر ووزنها ودورها الكبير السعي والعمل لتبني قيام اللقاء الجامع لكل القوى السياسية السودانية ودعوة كل جيران السودان وشركاء الايقاد والاتحاد الافريقي والجامعة العربية والأمم المتحدة. هذا النوع من الملتقى الجامع هو الذي ينبغي ان يكون عليه الدور المصري. ان جهد مصر بالنسبة للقاء المؤتمر الوطني والتجمع الوطني لا يزيد عن كونه نشاط «علاقات عامة» لمباركة بروتوكولات نيفاشا وتحديد كيفية مشاركة التجمع الوطني في الحكم بموجب تلك البروتوكولات، هذا دور هامشي. * هل أطلعت الحكومة المصرية والجامعة العربية بهذا الأمر؟ ـ نعم، قابلت مسؤولين في الحكومة المصرية والجامعة العربية ونقلت اليهم هذا المطلب وقد وعدوا بالدراسة ولكن لم يحدث ولم تطرح اجابة بعد. * هل هنالك عوامل أخرى أطالت الاقامة بالقاهرة؟ ومتى العودة للخرطوم؟ ـ كانت خطتي لدى مغادرتي للسودان ان لا تطول غيبتي لاكثر من عشرة أيام ولكن اثناء وجودي بالقاهرة اعلنت الحكومة عن محاولة انقلابية وترتب عليها اجراءات وتطورات، وجاءت نصائح اجهزة حزب الأمة في الداخل ان اتريث في العودة حتى يهدأ الغبار الذي اثارته تلك الأحداث وهذا أدى لتمديد اقامتي ولكنني الآن رأيت ان قضايا الوطن من الخطورة بمكان، وتوجب العودة بما لا يزيد عن اسبوع، وهذا ما سيحدث باذن الله. * كيف تنظر لاجتماعات وفدي الحكومة والحركة الشعبية الأخيرة بنيفاشا التي رفعت دون توقيع الاتفاق النهائي لوقف اطلاق النار؟ ـ توجد في نيفاشا قضايا خلافية حقيقية، واعتقد ان الضغط الدولي سوف يلزم الطرفين بتوقيع اتفاقية السلام، والسلام سيكون نتيجة للضغوط الدولية وليس باقتناع الطرفين المتفاوضين، وستترتب على ذلك تداعيات لاحقة، فلكل من الحكومة والحركة تحالفات ومستحقات. * هل تعني انه لدى الوصول لاتفاق السلام النهائي لن يكتب له النجاح؟ ـ هنالك نقاط خلاف بين الطرفين ونقاط متفق عليها بالضغط الخارجي مما يعرض البروتوكولات والاتفاق لخطر، ولا يدرأ هذا الخطر إلا قيام مجلس قومي دستوري جامع ليكون الآخرون اصحاب قرار مشترك مع طرفي التفاوض ويشكلون بذلك ضمانا ضد أي نوع من الانتكاسة من أحد الطرفين وضمانه بالنسبة للمتحفظين على هذه الاتفاقيات في الداخل والخارج. * هل تعتقد بنجاح مباحثات وفدي الحكومة وحركتي دارفور في ابوجا؟ ـ النجاح يعتمد على أمرين، احدهما ترتيبات وقف اطلاق النار وترتيبات دخول أو وصول المساعدات الانسانية لمستحقيها. اما فيما يتعلق بالقضايا السياسية والأمنية فالوضع مختلف حيث لا توجد مقارنة بين وضع حركتي دارفور والحركة الشعبية بنيفاشا، فمشكلة دارفور يمكن ان يكون لها صفة استثنائية، ويمكن النظر اليها كمعركة بين المركز والاقليم، وهنالك مشكلة داخل الاقليم نفسه، ولذلك تحتاج المشكلة هنا الى تدابير مختلفة. وقضية دارفور وقضايا مناطق اخرى ينبغي ان يعالجها مؤتمر قومي، وأتوقع اذا نجحت مباحثات ابوجا فسيكون ذلك في قضايا اجرائية وأما معالجة القضايا السياسية والامنية تبحث في المؤتمر القومي الدستوري. * هل تعتقد بامكانية الحيلولة دون التدويل لقضية دارفور؟ ـ خطوات التدويل بالنسبة لدارفور سبقت التدابير الداخلية وربما وجد السودانيون جميعا انفسهم أمام أمر واقع دولي يشكل واقعا جديدا بحيث تكون القوى الدولية العسكرية بقيادة الاتحاد الافريقي وتحت اشراف مجلس الأمن الدولي، وبحيث تكون هذه القوى قد حلت فعلا مكان الحكومة السودانية في قضايا كثيرة اهمها حماية المواطنين خصوصا ان كثيرا من النازحين الضحايا ما عادوا يثقون في الحكومة ويثقون في القوات الدولية ويعلنون ذلك، هذا الى الجانب مسألة نزع السلاح وهو ايضا هام لأن الحكومة غير صادقة في تحقيق المطلوب. * وماذا عن اجتماعات وفدي الحكومة والتجمع الوطني برعاية مصرية؟ ـ بالنسبة لمباحثات القاهرة فتتناول اتفاقيات نيفاشا فهي الأساس والمرجعية، وليس أمام المجتمعين وبينهم الحركة الشعبية، وهي طرف في نيفاشا إلا تأييد ما تم التوصل اليه بنيفاشا، وبحث دور التجمع الوطني في ظل الاتفاق، وأتوقع ان هنالك عناصر داخل التجمع الوطني لا تقبل هذا السقف، وتريد ان تعدل خصوصا ما يتعلق بالتحول الديمقراطي. * أين يقف حزب الأمة من مسارات التفاوض في القاهرة ونيفاشا وابوجا ومن التحالفات السياسية؟ ـ نحن نرى ان هذه الملتقيات تنطوي على عيوب ونبحث عن آلية، وهذا ما نقصده بالملتقى او المؤتمر القومي الدستوري، وحزب الأمة سيصدر قراره قريبا. * الا تعتقد ان الأحداث والتحالفات والتطورات على الساحة السياسية تجاوزت موقف حزب الأمة؟ ـ نحن لا نتوقع ان تتجاوز الأحداث موقفنا لأن متابعاتنا ومواقفنا ومقترحاتنا لصيقة جدا بتطورات الأحداث داخل السودان وخارجه. * كيف تنظر لتداعيات اعفاء مبارك كمساعد لرئيس الجمهورية وهل يرحب حزب الأمة القومي بعودة مجموعة الاصلاح؟ ـ ان ما يحدث في هذه الجماعة شكل تعديا على شرعية حزبية، ففي عام 2002 وقع اعتداء على الشرعية الحزبية، وما يحدث الآن هو تداعيات لذلك الاعتداء، ولا شك انه قبل الاقالة كان واضحا ان هذه الجماعة تعاني من آثار فيروس التعدي على الشرعية، وفي رأيي ان هذه الجماعة ستستمر في التفتت. وعلى كل حال هذه الجماعة اذا أرادت ان تتحدث عن العودة لحزب الأمة فذلك لا يتم إلا عبر لغة الشرعية والتخلص من فيروس التعدي والخروج على الشرعية، من غير هذه النظرة الاستراتيجية فلا مكان لتحقيق مجرد حوار. * هل قطع حزب الأمة حواراته مع القوى السياسية الرئيسية؟ ـ نحن ملتزمون بالمحافظة على التعاون مع كل القوى السياسية، أما فيما يتعلق بطبيعة التعامل مع هذه القوى فهذا ما سيقرره قريبا حزب الأمة ولكن التقارب أو التباعد من جانب هذه الأطراف يعتمد على الرؤية القومية، فالحل السياسي القومي هو وحده مفتاح الحل لمشاكل السودان، حزب الأمة يريد انفتاحا قوميا وليس ثنائيا. ومصر بوزنها بمقدورها المبادرة لملتقى جامع للوصول الى الحل السياسي الشامل القومي بالسودان.
| |
|
|
|
|
|
|
|