كيف يمكن أن تتخلى حكومة شمولية عن سلطاتها المطلقة ، وتقبل بتقاسم هذه السلطات مع من كانت تقصيهم ، بل ومع من كانت تعتبرهم مخربين ، ومتمردين ، وكفرة ؟ كيف يكون الحاكم يمارس حكما مطلقا حتى اليوم الثامن من الشهر ثم يصبح ديمقراطيا في اليوم التاسع من نفس الشهر ؟ هل نحن نكتسب سلوكنا الديمقراطي هكذا فجأة ، أم أننا نحتاج لمران طويل على الممارسة الديمقراطية حتى نصبح ديمقراطيين حقيقيين ؟ ... منذ فترة ليست بالقصيرة ، كتبت هنا وقلت أن على حكومتنا أن تبدأ في تقديم التنازلات ، لا للأحزاب والمجموعات الحاملة للسلاح ، بل للشعب ، لعامة الشعب ... الشعب مغبون جدا ، وقد ذاق الأمرّين ، والحركات المسلحة جزء من إفرازات هذا الغبن ... لابد أن يحس المواطن بأنه حر ، وبأن قوات الأمن تحرسه ، ولا تحرس الحكومة منه ... وبما أننا مقبلون على الديمقراطية لابد أن ننمح شعبنا فرصة لاختيار ممثليه بديمقراطية كافية ، ثم نشرع بناء على الأسس الديمقراطية الجديدة في صنع القرارات الكبيرة ،،، فمثلا قانون مشروع الجزيرة ما كان يجب أن تكمل إجراءته بهذه العجالة ،،، هو مشروع يعمل منذ ثمانين عاما ، والناس تشكو من إهماله وتراجعه منذ ما يزيد عن ثلاثين عاما ،،، وقد جأر الناس بالشكوى طيلة فترة الإنقاذ ،،، فلماذا تصبح الإنقاذ خصما وحكما في مشروع الجزيرة .... كان يمكن إرجاء كل هذا إلى ما بعد انتخاب ممثلين حقيقيين للشعب وللمزارعين في مشروع الجزيرة ، وغيره ليتخذ هؤلاء المنتخبون انتخابا حقيقيا القرارات الكبيرة والصعبة بشأن مشاريعنا الكبيرة ، ما هو قائم منها ، وما سيقوم ... وهناك أمور صغيرة نتركها حتى يوم تحولنا إلى الديمقراطية ،،، هناك سجناء الرأي الذين يقبعون في سجون الحكومة ، ولم تتم محاكمتهم ، ولم تعرف تهمهم ، لكنهم سيظلون هنا في سجونهم إلى أن يأتي التاريخ المحدد لانتقال الحاكم الذي سجنهم إلى حاكم ديمقراطي ، لا يدفع الناس إلى سجن إلا بالقانون ... لماذا نجعل حرية الإنسان تنتظر تاريخا معيناً ؟ الضرائب والزكوات والأتاوات التي أضرت بالإنتاج وعطلته ، ورفعت الأسعار على المستهلك ، ودارت دائرتها على المنتج ، لماذا لا تتوقف فورا ؟ لماذا تنتظر التاريخ المحدد للتحول الديمقراطي ؟ العنف الطلابي الذي يقوده نفر من الطلاب الموالين للحكومة ، لماذا لا يتم إيقافه ، ومعاقبة ممارسيه بدلا من توفير الحماية لهم وتوفير أدوات التخريب لهم ؟ ( انظر واقعة الجامعة الأهلية ) ... الظلم الواقع على المغتربين وأبناءهم ، لماذا ينتظر ، وماذا ينتظر ؟ هل نحن بانتظار وعود الحركة التي أطلقتها في بيانها الوارد في هذا الموقع حول ما يتعلق بشئون المغتربين ؟ هناك أسئلة كثيرة يمكن إطلاقها هنا ،،، ونسأل لماذا الانتظار ؟ وكيف يتم يتم التحول الفجائي حتى لكأننا سنحس الفرق بين يوم 8 يوليو ، ويوم 9 يوليو ؟
06-27-2005, 05:31 AM
حمزاوي
حمزاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2002
مجموع المشاركات: 11622
العزيز حمزاوي لك التحية هل يمكن أن نكون نحن المخطئين ؟ هل انتظارنا للتاريخ المحدد هو مجرد تفاؤل ؟ أخشى أن نكون قد دلقنا ماءنا من أجل السراب ،،، هل القوانين أو التفاقيات يمكن أن تحول الإنسان وتجعله غير ما كان عليه بالأمس ؟ آمل أن أرى خطوات واسعة نحو الديمقراطية والحرية ، وآمل أن يجد الأمل فسحة ...
06-27-2005, 07:08 AM
معتصم دفع الله
معتصم دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 12684
معتصم حياك الله وأبقاك ومزيد من الأسئلة الصعبة تواجه ساسة الإنقاذ وقياداتها ، سيأتيهم الأطفال ليسألونهم يوما لماذا قتلتم آباءنا ، وستسألهم النساء لماذا قتلتم نساءنا ، وسيسألهم الآباء لماذا قتلتم أبناءنا ؟ وسيسألهم الله عن صغائرهم وكبائرهم ،،، وليعي الذين يمسكون بسلطان الدنيا أن هناك ربا يتساوى عنده الجميع ...
06-28-2005, 02:51 AM
معتصم دفع الله
معتصم دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 12684
Quote: كيف يمكن أن تتخلى حكومة شمولية عن سلطاتها المطلقة ، وتقبل بتقاسم هذه السلطات مع من كانت تقصيهم ، بل ومع من كانت تعتبرهم مخربين ، ومتمردين ، وكفرة ؟ كيف يكون الحاكم يمارس حكما مطلقا حتى اليوم الثامن من الشهر ثم يصبح ديمقراطيا في اليوم التاسع من نفس الشهر ؟ هل نحن نكتسب سلوكنا الديمقراطي هكذا فجأة ، أم أننا نحتاج لمران طويل على الممارسة الديمقراطية حتى نصبح ديمقراطيين حقيقيين ؟ ...
تعرف يا خال دا ذكرني كلمات أستاذنا هاشم صديق .. حاجة زي ما تكون محلق في العواصف .. فجأة تهبط في السكون ..
هل نحن نكتسب سلوكنا الديمقراطي فجأة ؟.. هذا هو بيت القصيد .. إذاً لماذا كانت هذه الـ16 سنة ؟ .. ولماذ لم يكن هذا التحول الديمقراطي في يومه .. هل فشلت إيدلوجيات الإنقاذ وبرنامجها لذلك لجأت لأسلوب أخر لكسب الوقت ؟.. وهل وعت الإنقاذ بأن الشعب السوداني هو من يقرر مصيره وحده لا غيره ؟..
ودي ..
06-29-2005, 00:00 AM
ودقاسم
ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
معتصم تحيات طيبات والله كلام هاشم في الصميم ،،، وما عارفين كيف ممكن نحن نتبدل بين ليلة وضحاها ،،، ربنا يسهل الأمر ،،، وتحضرني حكاية العسكري الذي نزل إلى المعاش بعد إكماله السن القانونية ، وقد اعتاد على الضبط والربط والأوامر ( طبعا عساكر زمان ) ،،، ولما لم يجد أحدا يتأمر عليه ، أنشأ ( مزيرة ) ووضع كرسيه ، ثم أصبح يوزع الأوامر على من يريد الشراب ،، لا يا أخي اشرب بالكوز التاني ،،، لا يا أخي اشرب من الزير الفي النص ،،،
06-28-2005, 01:10 AM
بشري الطيب
بشري الطيب
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1157
إن عملية التحول الديمقراطي لا تتم عبر الاتفاقيات المبرمة لوحدها إن ما تكون نتاج طبيعي لقناعات وقيم تم تكريسها وهذا هو الحلم بعينه بالنسبة للقابضين علي السلطة حتي الان, فهم الان يعتقدون بإن بإستطاعتهم (تحنيك) الجميع والاستمرار في نفس الوضعية القديمة . ونتساءل معك .... * ما هو مصير الـكم وعشرين خرابة المسماة جامعات ؟؟؟ * كيف سيتم التعامل مع الخدمة المدنية التي تم تدميرها بالكامل ؟؟؟ * هل ستتم إعادة النظر في المناهج التعليمية السائدة الآن والمنحازة بشكل سافر لحقل ثقافي محدد (في الجامعات تدرس مادة إسمها الثقافة الاسلامية)(ويسميها الطلاب السخافة الاسلامية) * ماهو مصير .... وما هو .... وما هو .....
06-28-2005, 04:15 AM
ودقاسم
ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
الأخ بشرى الطيب لك التحية هم الآن يعلمون أنهم لا يستطيعون خداع الناس ، وبألمس شهدت الخرطوم ندوة نقد ، ومن المؤكد أنهم شهدوها مع من شهد ،، ومن المؤكد أنهم بدأ لهم أن الشعب السوداني جبل لا تهزه ريح ،،، وتبقى التساؤلات ، وعليهم الإجابة ،، وإلا فليذهبوا ،،،
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة