دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
دينا تتزوج أستاذ الجغرافيا
|
هناك ولدت ، وترعرعت . في هذا الوسط الذي تمثّل فيه المرأة غالبية عظمى ، نبتت هي كنخلة وسط غابة الطلح .. تمددت قامتها ، وانسدل شعرها ، وبرز الصدر منها سهاما تنتظر انطلاقها ،،، في البدء لم تكن تهتم ، فأمها دائما أمامها ، تلبي كل احتياجاتها ، تحضنها ، وترعاها ،،، وخالاتها أيضا يوفرن لها قدرا من الرعاية ، والمودة ،،، شيئا فشيئا بدأت تلاحظ ، أين ذهب الأب ؟ لماذا لا يشبه الناس هنا بعضهم ؟ لماذا يتسع هذا البيت لعدد من النساء دون أن يساكنهن رجال ؟ لماذا يدخل البيت رجال ويخرجون منه دون أن يمضوا فيه وقتا طويلا ؟ لماذا يبيت أناس مختلفون في غرفة أمها ؟ تلك القروية البسيطة انتقلت من قريتها هاربة بليل عندما هددها أبوها وعمها بتزويجها من ابن عمها . لم تكن تعرف لماذا هي لا تحبه ، لكنها لم تغلّف عدم رغبتها في الزواج منه ، وهي تعي تماما أن أباها سيزوجها منه غصبا عنها ، وأنها ستساق إلى بيت الزوجية كما تساق المعزة إلى حظيرتها ... تذكر تماما كيف طلب منها والدها أن تتوقف عن الذهاب للمدرسة بعد أن أكملت الصف الرابع الابتدائي ،، لم تكن أبدا تختلف على البنات في قريتها ، لكنها حملت في داخلها بذرة من تمرد ، ظلت تظهرها حينا وتخفيها أحيانا ... والدها الذ لم يستطع تقدير ردة فعلها فقدها إلى الأبد ، وأمها ظلت تضع خديها بين كفيها وتمد بصرها باتجاه الأرض كأنها ستثقبها ،،، هناك في ( الكسمبر ) استقر بها المقام . واحتضنتها نسوة لا يعرفنها من قبل ،،، فضّلت الرذيلة على الزواج من ابن عم لا تحبه ،،، اختارت أن تملك زمام أمرها بدلا من أن تكبّلها قيود الآخرين ، فقطعت الطريق إلى ( الكسمبر ) في خطوات عنيدة ، وساعات طوال ، وسط ليل مدلهم ، لم تخش ثعابينه أو عقاربه أو أشباحه ... لم تكن تعرف الذين يعيشون في الكسمبر ، ولم تكن تعرف الذين يعيشون داخل البيت الذي اختارته وطرقت بابه ، لكنها فتحت ذراعيها لتلك المرأة الفارعة الطول حين أطلت عليها من خلف الباب عند فجر ذلك اليوم .. رحّب سكان المنزل بالقادمة الجديدة ، ومن استقبلتها أدخلتها غلى غرفة لتنام بعد هذا التعب الطويل .. لم تكن تجيد اللعبة ، فهي ما زالت صغيرة ، وما زالت تعود بين الفينة والأخرى لطبيعتها القروية ، فتتمرد على نفسها ، لكنّها تعود مرغمة حين تتذكر ابن عمها ذاك وهو يجر ( كرباجه ) خلف بهائمه ، تنبعث منه رائحة تطابق تماما رائحة تلك البهائم ... والمرأة الطويلة التي استقبلتها تستثمر قصورها وسذاجتها ، وتعدها ليوم ربح وفير . عرضتها على التاجر المتخم بالمال والطعام ، ساومها ذاك التاجر على صيدها الذي أتاها دون سعي منها ، فباعت ، وقبضت الثمن جنيهات معدودات مقابل عذرية بنت لم تكمل عامها السابع عشر ... أعدتها المرأة الطويلة أيما إعداد ، نفسيا ، وجسديا ، وزينت الغرفة ، وأحرقت البخور بما يوازي الثمن المدفوع ويعادل تطلعات التاجر المتخم ، فكانت كعروس تزف إلى عريسها ،، في ليلة واحدة فقدت عذريتها ، وحملت جنينا خرج إلى هذه الدنيا مكبلا بكل تبعات اللاشرعية . فكانت دينا طفلة تنتمي إلى الأم دون الأب ، فتبحث في عيون الغرباء علّها تجد عينا تستجيب لبحثها فتناديها : يا ابنتي ... لكنّ التاجر المتخم لم يعد يهتم ، وهو يعدّ نفسه لاستقبال العذراوات الجدد كلما حانت الفرصة ... والأم تلقت توجيهات وتهديدات من المرأة الطويلة بعدم البوح بالسر ... حينما بلغت سن الدخول إلى المدرسة كانت تحمل اسما ثلاثيا ، لكنها لا تعلم من هو صاحب الاسم ، ولا تعلم أين هو . كل ما تعرف أنا أمها قالت لها : عندما تسمعين هذا الاسم ، قولي نعم . وفي الصف السادس استوى عودها ، وتفجرت أنوثتها ، وبدت لمن هم حولها وكأنها طفلة من عالم آخر ... وكان سمير أستاذ الجغرافيا أول من سال لعابه لهذا الجمال ،،، وأستاذ سمير غريب عن البلد ، لكنه يعرف الكثير من خباياها ... إلا أنه سأل نفسه : ما لي أنا والخبايا ؟ أليست الأشياء واضحة أمام ناظري ؟ الطبيعة فعلت فعلها ، فلماذا أخوض أنا فيما وراء الطبيعة ؟ كانت دينا قد بلغت الخامسة عشرة حين تقدم أستاذ سمير إلى أمها طالبا يدها ،،، والمرأة الطويلة استقبلته عند الباب ،،، والثمن المدفوع لها كان جسرا يعبر عليه كل من أستاذ السر وزوجته دينا إلى الشرعية ....
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دينا تتزوج أستاذ الجغرافيا (Re: ودقاسم)
|
أبو طلال
القصة مشوقة .. و السرد منساب و جميل ..
أما الأم المتمردة فقد فقدت أشياء كثيرة بتمردها .. فأيهما كان أحسن لها ؟ إبن عم تعيش في كنفه رغم عدم حبها له أم الإرتماء في أحضان الرذيلة ؟ أبناء شرعيون في بيت شرعي أم بنت سفاح مجهولة الأب رغم وجوده ؟ أب تنتمي إليه إبنتها أم أب ناكر كالوحش متربص بعذرية البنات بجيبه المنتفخ و عقله المترهل ؟ كراهيتها لزوجها أم كراهيتها لنفسها التي ستلاحقها أبد الدهر بفعل خوضها في طين الفحش و العهر ؟
كان الله في عونها .. و ليت سمير يحفظ البنت المسكينة المظلومة .. أما سمير هذا .. فقد طلع بالإضافة لكونه أستاذ لجغرافية العالم ، فقد طلع أستاذ لجغرافية الجمال و الملامح .. فقام بإحتلال البنية شرعا .. و بوضع اليد ..
تسلم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دينا تتزوج أستاذ الجغرافيا (Re: ودقاسم)
|
المبدع/ ود قاسم تحية يا رائع. تصدق أول ما فتحت البوست وقعت عيني على المكون ده ( الكسمبر )
الكسمبر... بني قوسين... عنادة أم العروس... ورهافة... الحس... دموع شجن... ولوعة فراغ... وأمل لقاء... دنيا جديدة.. لدينا الزائرة المقيمة...
خالص الأمنيات...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دينا تتزوج أستاذ الجغرافيا (Re: ابو جهينة)
|
دينا ذات الخمسة عشر طقلة وهكذا فالماساة مستمرة وما حدث مجرد استنساخ من بؤس حياة الام لبؤس حياة الطفلة رغم تضاريس وجه مدرس الجغرافيا أعتقد يا ودقاسم أن تخصيص الكسمبر وهو مكان معروف في السودان لم يخدم أجواء القصة لا بد من مدينة كبيرة لضرورات التعميةالواجبة كي لا يتعين التخييل على هذا النحو ومن ناحية اخرى ترسم هذه القصة صورة حسية للمرأة تشبه رسم جحا في حلاوة ريا وكريكاب وتشبه رسم شخصية المراة بواسطة كتاب القصة من خريجي كلية غردون الأوائل ومن عجب ان اولئك اتجهولقصص تنته عادة بالزواج من أمثال ام دينا. لك المودة يا أباقاسم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دينا تتزوج أستاذ الجغرافيا (Re: Bushra Elfadil)
|
د. بشرى الفاضل أولا : إنت غايب مالك ؟ تانيا: أشكرك على تكبدك مشاق القراءة والتحليل ، بس أنا عارفك داير شنو ، إنت يا بشرى داير قصة تعقّد القارئ ، فينفر عنها غالبية القراء ، ولا يكملها كثير منهم ،، أحاول قراءة بعض القصص ، لكني لا أستطيع إكمالها رغما عن لغتها الراقية ، ذلك لأنني في بعض الحالات لا أجد أن قصة ما تحمل موضوعا ، أو تحتوي على سلسلة أحداث ، وفي بعض الأحيان تكون القصة مكتوبة بطريقة طلسمية ، أو بطريقة ( الغلوتية ) ، فتجعلني أهرش ذهني لأتمكن من استيعاب الأحداث وأربط بينها وبين الأشخاص ، لكني لا أستطيع .. ربما تكون المسألة مسألة قدرات ، وقد يكون المنهج الذي يتبعه بعض كتّاب القصة منهجا قائما على التعقيدات اللغوية والسردية ، وبالتالي لا أعتبر كلّ القراء معنيين بهذا التعقيد ،،، ثالثا : ما زلت أستمتع أكثر بالقصة المسموعة ، وهي غالبا ما تكون قصة من الواقع ، وتكون أحداثها متتالية ويتم ترتيبها بحسب لحظة حدوثها ، وأجد نفسي مشدودا للناس في قريتنا وهم يحكون لي حكايات عن كل ما فاتني من أحداث القرية ،،، وأستمتع أكثر بسرد أمي ، وغوصها في التفاصيل ، فتخرج الحكاية ( مسبّكة ) وتعلق في ذاكرتي ، وما زلت أذكر بعضا من الحكايات التي حكتها لي أمي منذ أيام غيابي عنهم في حنتوب .. رابعا : لو أنك مثلا زرت 24 القرشي لوجدت مدينة ضخمة تقع على ضفتي الترعة الرئيسية ( الكنار ) وتخترقها عدة ترع فرعية وكأن المدينة كلها صورة مصغرة من فينيسا، ومن ضمن أحياء المدينة حي يطلق عليه الكسمبر ، وهو أكبر من أكبر قرية في منطقة الجزيرة ، وفيه خبايا عديدة وزقاقات لا يعرفها إلا المتمرسين ،، وليك سلام كبير ، وحب كبير .. وكتر خيرك مرة تانية على سعيك لتنويرنا وتنبيهنا إلى ما يمكن أن يدفعنا إلى الإمام ،،،، ولكن هل بقي عمر لهذا الأمام ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دينا تتزوج أستاذ الجغرافيا (Re: مريم بنت الحسين)
|
الابنة مريم لك التحية شكرا لمرورك ، ونيابة عن أستاذ الجغرافيا ، أقول : بعد أن نشرت القصة هنا ، حدثني بعض الاخوة أن الكسمبر قرية معروفة ،، لكني لم أسمع بها ، إنما ما عنيته هو حي كبير جدا يقوم في مدينة 24 القرشي ، في غرب الجزيرة ، يطلق عليه هذا الاسم ، وقد اشتهر بالمعاني المضمنة في القصة ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دينا تتزوج أستاذ الجغرافيا (Re: ودقاسم)
|
زول ساكت..
Quote: في زيارتي القصيره للبلد تمنيت عودة سطوة الاباء على البنات في موضوع الزواج
|
الكلام ده بجيب ليك هوا لو ناس الجندرية جو بي جاي ..
بس تعليق كنت كتبته مراراً في أوضاع مماثله .. أؤمن في هذا المضمار بالمثل الإنجليزي it take two to Tango.... اللوم الموجه للبنات وحدهن مرفوض جملة وتفصيلا... وأن يكون الحل في الاجبار أيضاً مرفوض... أحداث القصة يمكن مشت باتجاه غير ما نتمنى لها.. لكني أعتقد أن اختيار ام دينا للحرية، هو أفضل شيء فعلته.. فما من شيء أمقت من أن تتزوج المرأة من لا تريد (لاحظ ان الحب نفسه مستوى أعمق)...
لكم جميعاً ودّي
بنت الحسين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دينا تتزوج أستاذ الجغرافيا (Re: ودقاسم)
|
ود قاسم الكسمبر دى وين لى لوكسمبورج والا تشابه فى الاسماء (انا عارف بجيبوا لينا الاسامى دى منين ) على راى سعيد صالح يا تمبس!!!!!!!!!!!!!!! او يمكن الخال قاصد بى البوست ده شتات ومعتصم نحن دخلنا غلط اسف يا خال..بس نعرف اسم بلدكم وبعدين بنجى للرد.سمح؟؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دينا تتزوج أستاذ الجغرافيا (Re: Hani Abuelgasim)
|
مريم بت الحسين
Quote: الكلام ده بجيب ليك هوا لو ناس الجندرية جو بي جاي |
تعرفي يامريومه الكلام دا ماضد الجندريات ولاحاجه بس اصبحت هناك ظواهر سالبه كثيره جداً بسبب العزوف عن الزواج وازدياد اعداد البنات بصوره كبيره ومن تلك الظواهر
1/ازيادعدد العوانس 2/ازدياد عدد المطلقات 3/الزواج العرفي(خصوصا وسط طلاب الجامعات) 4/العلاقات غير الشرعيه وغيرها قطعاً لايمكننا تحميل المرأه اسباب ذلك ولكن من الافضل ان يكون للاسره دور اكبر في تزويج البنت ولا رايك شنو
| |
|
|
|
|
|
|
|