الإمريكان السود ،،، هل يحن الدم ؟

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 12:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد قاسم(ودقاسم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-10-2004, 10:39 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإمريكان السود ،،، هل يحن الدم ؟

    في العام 1979 م تركت بلادي ، فارقتها وأنا أبكي على نفسي من فراقها ، ومنذ ذلك التاريخ عدت لبلادي عشرات المرات ، لكني كلما عدت أحاطني أهلي وأصدقائي بحفاوة بالغة تؤكد لي أنني ضيف عابر ..
    انضممت إلى شركة كبرى كان تديرها شركة أمريكية ، وكان الأمريكان قوما متعالين ، كانوا يطلقون على الأمريكي والأوروبي MO وأعتقد أنهم كانوا يقصدون بها MANAGEMENT OPERATOR ، وكانوا يطلقون على السعوديين والجنسيات المتعاقدة داخليا LOCAL HIRES ، وأطلقوا علينا نحن القادمين من دول العالم الثالث TCN ولم أعد أذكر بالضبط من أين تم اشتقاقها ، لكني أفترض أنها مشتقة من الكلمات : THIRD COUNTRIES NATIONALS ،، وكانت لديهم لائحة وشروط توظيف وتشغيل لكل مجموعة ،، فكان طابع الآلة من المجموعة الأولى مفضلا ومميزا على رئيس القسم من المجموعة الثانية أو الثالثة ، مهما كانت المؤهلات أو الخبرة ،،
    تضايقنا كثيرا ، وتمردنا قليلا ، لكن استسلمنا لفعل تخدير الريالات ، وقد كنا كلنا شبابا نريد أن نحقق عظائم الأمور في بضع شهور ،،
    كان غالبية الإمريكان الذين عملنا معهم من الذين عملوا في السكك الحديدية ، وكان هؤلاء يمثلون قيادات الشركة ، وبعضهم كان عمره يتعدى الستين ، لكن كان النشاط باديا عليهم ، يبدون منضبطين ، ووتراهم وكأنهم في حالة عمل مستمر ..
    بدأت مهمتنا مع الإمريكان وكأنها مستحيلة ، وبعد أخذ ورد ، قرروا أن يعقدوا معنا اجتماعا يتم تقييمنا على أساسه ، وكان هذا الاجتماع وكأنه معاينة جماعية ، اجتمعنا فيه نحن ستة سودانيين كلنا تخرجنا من كلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم في دفعات متقاربة ، أمام ستة عشر أمريكي من أعمار مختلفة وبعضهم قد تقدم به العمر ،، وقد خرجنا من الاجتماع منتصرين ، أو أن الإمريكان كانوا fair enough ، فقيمونا تقييما إيجابيا ، وارتضوا لنا أن نشاركهم في أعمال التخطيط والتشغيل والإدارة ، وهي أعمال استكثروها علينا في بداية الأمر .
    وكان نصيبي العمل بقسم التخطيط بإدارة التخطيط والتسويق ، ومعي اثنين من زملائ السودانيين ، فدخلنا إلى الإدارة كمحللي بيانات ، ولما كانت الشركة في بداياتها الأولى فقد كان العمل شاقا وكنا نضطر للنزول ميدانيا لجمع العديد من المعلومات عن الإركاب ، وحركة المواطنين ، وحركة السيارات ، وتحديد أوقات الذروة ، ورسم الخطوط التي ستعمل فيها البصات التي تم استجلابها من ألمانيا نوع ( NE0PLAN ).
    ورغم معاناتنا معهم إلا أننا تعلمنا منهم الكثير في وقت قصير ، وكان رئيسي المباشر أمريكي من أصل كوري ونائبه من أصل ألماني ، والكوري كان رجلا محترما وكان حائزا على الدكتوراة ، إلا أنه لم يمكث معنا كثيرا ، أما الألماني فقد كان متعجرفا ، بالرغم من أنه أصبح صديقا لنا بعد أن غادرنا الكوري ،، وكأن منافسته مع الكوري هي التي كانت تحرك العجرفة في داخله .. وقد كان مدير الإدارة أمريكيا أشقرا طويلا مهابا ، لكنه كان ودودا للغاية ، وكان يتعامل معنا تعاملا كريما ، ودائما يضعنا في حساباته ،،

    وأواصل .....
                  

10-11-2004, 00:16 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمريكان السود ،،، هل يحن الدم ؟ (Re: ودقاسم)

    لكن الحكاية كلها كانت مع السود – الإمريكيين من أصل إفريقي – هؤلاء كانوا من أحب الناس إلينا ، لدرجة أنهم كانوا يعتبروننا أصدقاء مقربين ، ويتعاملون معنا بأريحية وود عظيم ،، وقد حظيت شخصيا بعلاقة وطيدة معهم ، وظلوا يزورونني في منزلي حتى بعد أن انضمت إلىّ زوجتي في بداية حياتنا الزوجية ،، وكان مارفن لت ( Marvin Lett ) أول أمريكي أسود يقيم معي علاقة ودودة ، ولم يكن صديقا لي وحدي بل كان صديقا لغالبية السودانيين ، وكان مارفن هذا يناديني بود قاسم ، وكنت أناديه بود لت ، وكان سعيدا بهذا الاسم ،، وكان صديقي عبد العزيز الشهير بكاوندا يمازح مارفن لت ويسميه ( مارفن لطخ ) ، وكان مارفن يفهم معنى التسمية ، ويعرف أنها مزحة ،، وقد زارني مارفن في بيتي أكثر من مرة ، وكان من أوائل أصدقائي الذين تعرفوا على زوجتي ، حيث قال عنها أول مرة يراها ( Tall , black , & beautiful ) ، وقد تغدى أو تعشى معنا أكثر من مرة ،، وكان يفضل مؤانستي كلما وجد فرصة في المكتب ، وكنا نمضي فترة الراحة مع بعضنا ، حيث ننزل إلى الكافتيريا ونتناول بعض السندوتشات أو العصير ، وفي مرة خرجنا أنا وهو إلى بقالة قريبة من الشركة ، ولم تكن أسواق السوبرماركت الضخمة قد انتشرت في مدينة الرياض ، وفي البقالة التي كان يديرها أخ يمني ، طلب مارفن أن يبيعه صاحب البقالة حبة موز واحدة ، لكن اليمني رفض ذلك وقال أنه يبيع الموز بالكيلو فقط ، وقال أنه من الصعب عليه حتى وزن نصف كيلو ، لكن مارفن أصر على أنه يريد موزة واحدة لا أكثر ، فعرض اليمني على مارفن أن يأخذ حبة واحدة مجانا ، لكن مارفن رفض تلك الدعوة ، وكنت أقوم بالترجمة ، فتدخلت لفض النزاع ، ووضعت في الميزان ما يوازي كيلو موز ، ثم عددت الحبات وقسمت السعر على عدد الحبات ، واستخرجنا ثمن الحبة ، ودفع مارفن ، وأخذ اليمني ثمن حبة الموز . وحقيقة كنت أستعين بمارفن في كثير من أمور العمل ، وإعداد التقارير ، وكان يطلعني على أخبار أمه وعلاقاته الغرامية ، والكثير من تجاربه الشخصية ، وكنا نمارس أنا وهو ( القطيعة ) في بقية الإمريكان ،،
    وفي مرة زرت أنا وأسرتي أخا سودانيا في بيته القريب من سكنى مارفن ، وكان معي الأخ عبد العزيز كاوندا ، واستأذنا مضيفنا أن نصل مارفن في منزله لدقائق معدود ثم نعود مرة أخرى ، وعندما وصلنا إلى باب منزل مارفن ، ونقرنا جرس الباب ، جاء مارفن وفتح لنا نصف الباب ، وذلك بعد أن عرف أن القادمين إليه هما ودقاسم وكاوندا ، وبعد التحية ، همس في أذني قائلا :
    wad gasim , we are drinking araqi ،
    وكان قد تعلم الكلمة من السودانيين ، وقد قصد أن يوضح لنا الوضع القائم في منزله آنذاك ، ويمنحنا الفرصة لنختار الجلوس أو الانصراف ،، فقلنا له أننا جئنا فقط لنسلم عليه في منزله ، ولا نهتم أن يشرب أو لا يشرب ، ففتح لنا كامل الباب ، وأدخلنا ، وفوجئنا باثنين من أصدقائه من جنسيات عربية ، وهم متحلّقين حول زجاجة فارهة ، يعبّون منها ويستمتعون بالمزة الفاخرة ،، جلسنا معهم دقائق معدودة ، ثم انصرفنا ،، وجاء مارفن في اليوم التالي وهو بعتذر بشدة ، ويحدثنا عن ارتباكه الليلة الماضية ويبدي أسفه أن استقباله لم يكن كالمعتاد ،، وطلب منا أن نزوره مرة أخرى ليعوضنا عن واجب الضيافة في زيارتنا تلك ..
    تركت الشركة ، وانتقلت إلى شركة أخرى ، لكن مارفن كان يتواصل معي بالهاتف ولم تنقطع زياراته لي إلى أن ترك السعودية في السنة التالية ..
                  

10-11-2004, 11:42 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمريكان السود ،،، هل يحن الدم ؟ (Re: ودقاسم)

    أما مارشال إنجليش Marshal English فهو من فريق التسويق ، وكان سريع الحركة رغم أنه لم يكن خفيف الوزن ، وكان يبدو معجبا بنفسه ، يتحدث وهو يضحك ، ويميل إلى المزاح وخفة الدم ، وكان سريع الاغتياظ وسريع رد الفعل فيه ، لذا كان يحب المقالب ، ويصنعها ، ويرويها ، ويسعد بها كثيرا ،، ربطتنا علاقة العمل في إدارة واحدة ، بالرغم من انتماء كل واحد منا إلى قسمه ، وقد توطدت علاقاتنا حين تقرر انتدابنا أنا ومارشال بصحبة أخ فلسطيني إلى منطقة القصيم ، وهناك نزلنا في فندق فخم في مدينة بريدة ( فندق السلمان ) ، وقضينا أسبوعا كاملا هناك ، نعد برنامجا يوميا للعمل ، وقمنا بزيارة العديد من مدن المنطقة ، وكان عملنا الأساسي توصيل فكرة النقل الجماعي لسكان المنطقة ، واقتراح خطوط الخدمة ، للربط بين مجموعة من المدن والقرى ومطار المنطقة ،، وكانت تلك الرحلة مليئة بالذكريات ، فقد مررنا بأناس تنفذ فيهم عقوبة الجلد وسط السوق ، وكان الشرطي ينادي عليهم واحدا واحدا ، ثم يتلو قضية الشخص الذي يتم إنزاله من الحافلة التي تقلهم ، ويبين عقوبته ، ثم يبدأ آخر بتنفيذ العقوبة ،، وسألني مارشال عن جرائم هؤلاء الأشخاص ، فأوضحت له أنهم ارتكبوا جرائم مختلفة ، منها معاكسة النساء ، والمشاجرات ، وغيرها ،، وفي المساء في الفندق ، تمازحنا أنا ومارشال ، وقلت له أنني سأبلغ ( المطوّع ) أن مارشال سوداني ، وأنه ليس أمريكي ، وسأقول ( للمطوع ) أن مارشال لا يصلي ، قال مارشال أنه سيقدم ( للمطوع ) بطاقته التي تثبت أنه أمريكي ، وأنه غير مسلم ،، فقلت له : ومن قال لك أنه يعرف القراءة ؟ لو أنه يعرف القراءة لكان بحث عن وظيفة أخرى ،، بدا مارشال وكأنه لم يصدق ما أقول ،لكنه احتفظ بالمعلومة في ذهنه ، ثم تعشينا سويا وذهب كل منا إلى غرفته ،، وفي اليوم التالي ذهبنا إلى مدينة ( عنيزة ) وكنا قد استأجرنا سيارة من الفندق لننتقل بها عبر المنطقة ،، وأخذنا جولة بالمدينة ، وعند منتصف النهار – وكان مارشال يقود السيارة – طلبت منه أن يتوقف قليلا لحاجتي لدخول الحمام ، وفعلا وجدت حمامات للبلدية ، وهي لا تقل عن ثلاثين حماما ، ودخلت إحد الحمامات ، وتركت مارشال بالسيارة ، ولكن ما أن أغلقت باب الحمام حتى سمعت آذان الظهر ينطلق من مآذن المدينة ،، فجاء مارشال ، وبدأ يضرب بعنف على كل الأبواب المغلقة ، وهو ينادي مهمد ، مهمد get out ،، عرفت ماذا يريد مارشال ، وقلت أمارس عليه بعض المكر ،، فتثاقلت في الخروج ،، وبعد أن علا صراخه ، خرجت إليه ، وسألته : ما بك ؟
    فرد مارشال :
    the motawa will make a#### out of me
    قلت له ولماذا تخشى المطوع وأنت أمريكي ؟
    قال : المطوع سيظنني سوداني .
    قلت : فقط قدم له بطاقتك .
    قال : ولكنك قلت لي أنه لا يقرأ ..
    عدنا إلى الفندق عصر ذلك اليوم ونحن نتحاور حول برنامج الغد ، واتفقنا على أن نرتاح قليلا لنلتقي في صالة الطعام على وجبة العشاء ،،
    كنت ارغب في تناول عشائي متأخرا كعادتنا ، لكن مارشال هاتفني حوالي الساعة الثامنة مساء يقول لي أنه ينتظرني في صالة الطعام ،، فغيرت ملابسي ونزلت إلى هناك ، لكني لم ألحظ وجود مارشال ،، وفكرت أن أعود إلى غرفتي لأتصل عليه وأسأله أين هو , ,لم لم ينزل من غرفته ، وعندما هممت بالخروج من صالة الطعام ، سمعت مارشال يناديني ، وهو يضحك ، فقد كان يرتدي زيا سعوديا متكاملا ، ولم أنتبه إليه ، وظننته أحد الاخوة السعوديين ، وظل هو غارقا في الضحك ، وبعد أن حييته ، لاحظت أنه يضع قلمين في جيبه الأمامي ,وهو يشير إليهما ، فسألته ، ولم تضع قلمين في جيبك ، ألا يكفيك قلم واحد ، فرد مارشال :
    to be a real Saudi , you need to have two pens in your pocket
    تعشينا مع بعضنا ، وتبادلنا حوارات حول العمل ، واتفقنا على أن نعد تقريرا يوميا للإدارة بالرياض عن ما نقوم به في كل يوم ،،
    وفي إحدى الأمسيات طلب مني ماشارل أن أرافقه إلى سوق السجاد ، ليشتري سجادة صلاة ( وطبعا هو غير مسلم ) لكنه قال لي أنه رأى سجادة الصلاة عند أحد الأصدقاء وأعجبته ، ويريد أن يقتني واحدة ، فذهبنا إلى هناك ، فإذا بالبائع الذي اشترينا منه السجادة يجزم أن مارشال سوداني ، وأنه فقط يتحدث الإنجليزية ليوهم الناس أنه غير ذلك ، وكنت أقوم بالترجمة ، وأقسم للرجل أن مارشال أمريكي ، وأنه غير مسلم ، وأنه يريد السجادة فقط كزينة ، وأخيرا اشترينا السجادة وعدنا إلى الفندق ،، جرت تفاصيل عديدة في رحلة العمل تلك ، وقد تغدينا سويا في منزل أخ فلسطيني في مدينة (المذنب )، وجلسنا على الأرض لنأكل ، وكان مارشال ينظر إلى ويقلدني ، في جلستي وفي طريقة تناول الأكل ، وأذكر أنني عندما قلت بسم الله ، التفت إليّ ، وسألني : ماذا تقول قبل تناول وجبتك ، فشرحت له ، ورددت عليه ، فأتقنها واصبح يرددها كلما تناولنا وجبة ،،
    وأصبحنا أصدقاء أنا ومارشال ، وقد دعوته مرة لأكل سندويتش مشكّل ( فول بالطعمية مع باذنجان وسلطة ) في مطعم مصري ، وبعدها أصبح زبونا دائما لهذا المطعم ، يذهب إليهم ويقول لهم ،( مشكّل ساندويتش ) ، وقد تعبت كثيرا مع مارشال في محاولاته تعلم العربية ، لأنه كان يريد أن يتعلم بسرعة لا قبل له بها ، وضحكت كثيرا حين أتاني يوما يسألني :
    مهمد ، إندك هارة موية ؟ ولم أتبين كلماته إلا بعد مشقة ،، وشرحت له أن العربية غير الإنجليزية ، حيث يتقدم الموصوف على الصفة ، وليس العكس ، لكن كانت هذه إحدى المعضلات التي لم يستطع مارشال التخلص منها .
    وقد لبى مارشال دعوتي لمشاركتي إفطار رمضان في منزلي ، وشرحت له أن الموعد المحدد مهم للغاية في رمضان ، فأتاني مبكرا ، وجلس مع ضيوف آخرين ، وكنا نجلس على الأرض ، فجلس معنا ، وأكل العصيدة بملاح التقلية ، وأكل اللحم على طريقتنا ، ولم يترك أثرا لسلطة الروب التي قدمت له ، واحتسى الشوربة كاملة ، وشرب الحلو مر حتى ظننته سيناديني ليلا لآخذه لعيادة الطوارئ ، إلا أنه فاجأني في المكتب صباح اليوم التالي يسألني عن الجزء المتبقي من وجبة الأمس ، ماذا فعلت به ،،
    ودارت بيني وبين مارشال حوارات عديدة ، أذكر منها أننا تحاورنا عن التزام المواطن بسداد الضرائب لحكومة بلاده ، ومرة تحاورنا في أمر الأسرة الممتدة ، ومرة تحاورنا في علاقة الإبن بأمه وأبيه ،، وتحاورنا في الحب والزواج ، وبعض الأمور السياسية ..
    سافر مارشال ألى القاهرة عدة مرات ، وكان في كل مرة يعود وهو أكثر زهوا ، ويحكي لي تفاصيل إجازته هناك ، ،
    ظل مارشال صديقا وفيا لي إلى أن ترك السعودية ،،
                  

11-10-2004, 04:17 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمريكان السود ،،، هل يحن الدم ؟ (Re: ودقاسم)

    أما مارك فقد كان شابا في منتصف العشرينات ، ويبدو أني أكبره بنتين أو ثلاث ، كان يمتلك طاقة هائلة تجعله يكتب طوال اليوم ، وكان يعمل معنا في التخطيط ،،، تعرفنا أنا وهو باعتبارنا زملاء في الإدارة ، لكنه سرعان ما أسر إلي أنه معجب بقصة شعري ،، وسألني من من الحلاقين يقص لي شعري ،، فكانت الإجابة مفاجأة له ،، وهي أن زوجتي هي التي تقص لي شعري ،، فسألني ( is she a professinal barber ) قلت لا ، بل أنا الذي علمتها كيف تقص شعري ،،
    فأصر مارك أن أقص له شعره ،، وحددنا الموعد وجاءني بالمنزل ، وهو وصديقه جون ميسون ، وهو أمريكي أبيض ، وانتهت المهمة بسلام ،، وكانت الزيارة فاتحة خير وكأن مارك اكتشف أن هناك أناسا من إفريقيا يمكن للمرء أن يقيم معهم علاقة صداقة ،، ثم بدأ مارك يزورني بالمنزل بانتظام ، حتى أنه اعتاد أن يأتيني بدون تحديد موعد ،، وفي يوم من الأيام جاء مارك ، وكنت نائما ، وكانت برفقتنا والدة زوجتي إذ أن زوجتي كانت في حالة وضوع ،، فضرب مارك الجرس ، ولما كنت نائما ذهبت الحاجة وفتحت له الباب ، وسلمت عليه وهي تظنه سودانيا ،، ثم أدخلته إلى الصالون ، وأجلسته ، وقالت له أن محمد نائم ، لكن سأوقظه ،، وهو يستمع ويضحك ويتمتم بكلمات لم تتبينها الحاجة ،، ثم جاءت إلى وأيقظتني من نومتي تلك ، وقالت أن أحد أصحابك ينتظرك ،، فسألتها ، أتعرفه ،، قالت لا ،، ثم خرجت إلى الصالون لأجد مارك متحكرا ،،
    سألته كيف تم التعامل بينه وبين هذه المرأة الكبيرة ،، قال أنها فهمته وهو أيضا فهمها ، ولم تكن هناك أية مشكلة ،،
    كان مارك يضحك بصوت عالي ، ويسيل لعابه فوق شفته المتهدلة ، وقد عزمني مرة لآكل معه نوعية فاخرة من البسكويت ، فقلت له أنني لا آحب البسكويت ،، فقال لي لو أكلت هذا لأعجبك ،، ثم جربت ، فأعجبني ، وجئته في اليوم التالي وطلبت منه أن يعطيني من نفس البسكويت ، فقال لي سأعطيك ، لكن في المرة القادمة اشتر لنفسك بسكويتا ،،
    ظل مارك يحلق شعر رأسه عندي في البيت إلى أن افترقنا ،
                  

10-11-2004, 00:38 AM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمريكان السود ،،، هل يحن الدم ؟ (Re: ودقاسم)

    الأخ الكريم ود قاســم

    لماذا لا يتطــور هذا الســرد الرائع ليكون نواة لكتابة المذكرات والتي سيستفيد منها التفكير الجمعي السوداني الذي يتسم بانعدام الخبرات الكافية في التعامل مع الشعوب الأخرى لندرة المعلومات وقلة التوثيق في هذا الباب

    لك التحايا طيبة

    المخلص

    أحمد الشايقي
                  

10-11-2004, 01:30 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمريكان السود ،،، هل يحن الدم ؟ (Re: أحمد الشايقي)

    ود قاسم
    تحياتي

    الأمريكان السود من أكثر الناس الذين قابلتهم في حياتي ودا و حميمية .. لي معهم تجارب و علاقات كثيرة في ( بتيسبيرج ) في بنسلفانيا و في ( دنفر ) كلورادو ) ..
    لي قصة لم أنشرها هنا بعد .. من ضمن أبطال هذه القصة صديقي الحميم ( هارولد ) و هو من سكان لوس أنجلوس .. و قبلها كان يسكن نيويورك ..
    كنت حاضرا ولادة إحدى بناته .. فإقترحت عليه أن يطلق عليها إسم ( نازك ) و أفهمته معناها ..
    الأم كانت قد إختارت إسم آخر لا أذكره .. و لكن تم إطلاق الإسم الذي إقترحته أنا ..
    لا زال التواصل بيننا قائما و قويا ..

    أرقد عافية
                  

10-12-2004, 08:45 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمريكان السود ،،، هل يحن الدم ؟ (Re: أحمد الشايقي)

    الشقيق أحمد الشايقي
    لك التحية
    نعم ، تفيدنا كثيرا كتابة المذكرات ، وينقصنا التسجيل والتوثيق ، لكن يا أستاذ أحمد يخذلنا الزمن ، خاصة وقد تقدم بنا العمر ولم تعد طاقتنا كما كانت عليه ،، ونحن الجيل الذي عاصر الكتابة الصعبة ،، آمل أن لا يتكرر نفس الخطأ مع جيل الإنترنت .
    ولك شكري .
                  

10-11-2004, 02:24 AM

alsngaq
<aalsngaq
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 2389

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمريكان السود ،،، هل يحن الدم ؟ (Re: ودقاسم)


    الاخ ودقاسم تحياتي

    واصل والله سردك جميل

    لدي مداخلة بجيك راجع

    تحياتي

                  

10-16-2004, 00:57 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمريكان السود ،،، هل يحن الدم ؟ (Re: alsngaq)

    السنجك
    رمضان كريم
    اشتقنا لمداخلاتك الملتهبة ، أنا في انتظارك .
                  

10-11-2004, 07:59 AM

Abdalla mohamed

تاريخ التسجيل: 09-03-2004
مجموع المشاركات: 500

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمريكان السود ،،، هل يحن الدم ؟ (Re: ودقاسم)

    أخى ود قاسم

    كثيرآ منهم عندما يتحدثون إليك يتحدثون

    بمرارة ومرارتهم تلك أتت من حيث انهم

    يعلمون أن جذورهم من أفريقيا ولكن اى

    البلاد فى أفريقيا لى اصدقاء كثر منهم

    دائمآ يقولون لى إنكم محظوظون لأنكم

    تعرفون جزوركم وبلدانكم وتحفظون انسابكم

    أبآ عن جد بالإضافة إلى إنكم اتيتم إلى

    شمال اميريكا بمحض إرادتكم ولم تأتى

    كما أتى اباءنا وجدودنا والسياط على رؤوسهم.

    يعتزون بمارتن لوثر كنج الذى لولاه لكانوا

    حتى تلك اللحظة تحت رحمة الأبيض.

    واصل أخى ودقاسم ونحن فى إنتظارك.

    عبداللة
                  

10-12-2004, 00:21 AM

omer almahi
<aomer almahi
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 1507

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمريكان السود ،،، هل يحن الدم ؟ (Re: Abdalla mohamed)

    العزيز ود قاسم

    لك التحية

    سرد رائع ..ممتع ..كالعهد بك دائماً ... واصل
                  

10-12-2004, 10:16 PM

Ahmed Elmardi
<aAhmed Elmardi
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 1663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمريكان السود ،،، هل يحن الدم ؟ (Re: omer almahi)

    ودقاسم سلام

    اذكر ياود قاسم فى بورتسودان كان فى مجموعة من الروس شغالين فى واحد من المشاريع،
    وكان يحكى انهم يطلبون شراء جزء من عجورة او بطيخة فى سوق الخضار، ويدفع كل واحد فيهم منفردا
    وكان هذا كفيل باثبات تهمة الفقر والمسغبة التى يعانى منها هؤلاء المساكين البؤساء!..


    تصور!
                  

12-11-2004, 04:17 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمريكان السود ،،، هل يحن الدم ؟ (Re: Abdalla mohamed)

    الشقيق عبد الله محمد
    نعم هم صادقون نحن نعرف تفاصيل أنسابنا ، لكنا جئنا للعبودية والاستغلال بمحض إرادتنا ،،
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de