دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق
|
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا البوست ملف اسود سوف اخصصه لكشف بعض من جرائم وانتهاكات حركة التمرد بقياده العميل جون قرنق لكشف بعض من ما ارتكبه من جرائم بحق الوطن وابدأ اولاً بهذه الرساله
القيادة العامة الحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبي لتحرير السودان التاريخ 13 /1/ 2003م
سري للغاية صاحب السعادة أسياس أفورقي رئيس دولة إرتريا الرفيق العزيز
الموضوع : زيارتي لإسرائيل
مباشرة بعد اجتماعات التجمع الديمقراطي المعارض في أسمرا ودعوتكم الكريمة لقيادات التجمع غادرت بالطائرة إلى تل أبيب في زيارة خاصة ليوم واحد ووجدت أن قيادات الحكومة الإسرائيلية مغتاظون ومنزعجون لدعم الدول العربية لنظام الجبهة الإسلامية القومية حيث تولت مصروليبيا تنظيم اجتماعات الوزراء العرب في الخرطوم لإعادة تأهيل جنوب السودان. لدينا علاقات متوازنة مع ليبيا لكن مصر ليست كذلك لأنها منشغلة على الدوام بمسألة مياه النيل . وقد تحدثت بجدية لصاحب السعادة الرئيس اليوغندي بوري موسيفيني للقيام بزيارة إسرائيل لبحث ومعالجة الوضع الراهن في المنطقة خاصة بعد أن حصل نظام الجبهة الإسلامية القومية على أسلحة متطورة تمكنهم من توسيع عملياتهم العسكرية حتى خلف حدود الدول الأخرى . رفيقنا مليس زناوي تخلى عنا تماما ويتعاون بشكل كامل مع نظام الجبهة القومية الإسلامية ونحن نعلم أنه يواجه أوضاعا صعبة على الصعيدين الداخلي والخارجي وإثيوبيا تعيش كارثة . إن قادة إسرائيل تواقون لرؤية مزيد من التعاون بين إرتريا ويوغندا والحركة الشعبية لتحرير السودان لاسقاط نظام الجبهة الإسلامية في وقت مبكر وأقترح شخصيا أن تجري محادثات رسمية وغير رسمية حول هذا الأمر .
مع وافر التقدير د . جون قرنق دي مبيور الرئيس والقائد العام للحركة الشعبية لتحريرالسودان والجيش الشعبي لتحرير السودان 13 / 1 / 2003م ملاحظة :
نشرت هذه الرسالة في صحيفة أخبار اليوم عدد رقم 2978 الصادر بتاريخ الأحد 2/2/ 2003م . أصل الرسالة باللغة الإنجليزية وترجمت من قبل الصحيفة
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: HOPELESS)
|
جندهم جون قرنق في صفوف قواته وأعادهم صندوق اليونيسيف لم شمل 3551 من «الأطفال المجندين » مع أسرهم في جنوب السودان * نيروبي د، ب، أ: أعلن صندوق رعاية الأطفال التابع للامم المتحدة «يونيسيف» أمس الاول أن حوالي 500، 3 من «الجنود الأطفال» السابقين قد عادوا إلى أسرهم بجنوب السودان خلال الايام وكان هؤلاء الأطفال جنودا في صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي سرح 551، 3 طفلا في شباط/فبراير الماضي ممن كانوا يقاتلون ضمن قواته، وقالت اليونيسيف في بيان أذيع في نيروبي ان جميع هؤلاء الأطفال فيما عدا 70 منهم قد تم نقلهم بالطائرات إلى قراهم وأماكن وجود عائلاتهم في عملية استغرقت ستة أيام وانتهت في أوائل الاسبوع الحالي، ولم يتمكن المسؤولون من نقل السبعين طفلا الباقين حيث ان الاماكن التي كانوا يعيشون فيها لا يمكن الوصول إليها حاليا أو تعتبر غير آمنة، وأضاف البيان أن المئات من الاقارب والزعماء المحليين كانوا ينتظرون الجنود الصغار السابقين لدى وصولهم إلى مهابط للطائرات في مختلف أنحاء جنوب السودان للترحيب بهم، وقد عبّر بيتر ماوين «12 عاما» عن سعادته الغامرة لعودته إلى أهله وأبدى رغبته للذهاب إلى المدرسة للتعلم بينما كانت عمته وعمه وأبناؤهم يرحبون به ويدلكون جسده بالرماد لطرد الارواح الشريرة، حسب المعتقدات السائدة، وأمضى ماوين وزملاؤه من الأطفال فترة الخمسة أشهر الماضية في معسكرات انتقالية بمدينة رومبك بجنوب السودان، حيث تلقوا التعليم والنصائح والرعاية الصحية، كما تلقى بعضهم تدريبا تخصصيا في تلقين تلاميذ المدارس الابتدائية وإصلاح طلمبات المياه، ويتعاون العديد من وكالات المعونة في تقديم الخدمات للاطفال في مجتمعاتهم لتقليل الاغراءات التي تجعلهم يعودون للانضمام إلى المقاتلين، وقال كريس باولي، نائب مدير منظمة إنقاذ الأطفال البريطانية في تصريح لوكالة الانباء الالمانية «د، ب، أ» أن «مفتاح حل تلك المشكلة هو «إعادة دمج الأطفال» في مجتمعاتهم»، ومن جانبها قالت المديرة التنفيذية لليونيسيف كارول بيلامي ان عودة صغار السن السودانيين إلى أسرهم «يبرهن مرة أخرى على أن التعاون المخلص للشخصيات ذات النفوذ يمكن أن يضع نهاية لاستخدام الأطفال كجنود»، يشار إلى أن قضية الأطفال الجنود في مختلف أنحاء العالم تمثل نقطة رئيسية للبحث في الدورة الخاصة للجمعية العامة للامم المتحدة حول الأطفال التي من المقرر أن تبدأ مناقشاتها في 19 أيلول/سبتمبر وينتظر أن يحضرها أكثر من 75 رئيس دولة، وتقول التقارير ان الأطفال الجنود استخدموا في الصراعات الجارية في أفريقيا وخاصة في الكونغو وأنجولا وسيراليون وطبقا للمجموعة التي تطلق على نفسها «ائتلاف وقف استخدام الأطفال الجنود» هناك حوالي 000، 120 من الأطفال تحت سن 18 عاما يشاركون في القتال عبر القارة، وكان الجيش الشعبي لتحرير السودان قد وافق في تشرين أول/أكتوبر الماضي على تسريح جميع الجنود الأطفال في صفوفه،
المصدر : جريدة الجزيرة السعوديه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: HOPELESS)
|
الجنوب.. مدخل الصليبية إلى السودان
مصعب الطيب بابكر
قد يبدو غريباً أن نعلم أن جنوب السودان الذي يمثل الآن قاعدة صليبية حيوية لفرض النصرانية وصدِّ انتشار الإسلام إلى أعماق إفريقيا هو نفسه جنوب السودان الذي دخله الإسلام قبل النصرانية بعدة قرون (1)؛ بل إن مملكة الفونج الإسلامية (السلطة الزرقاء1500 ـ 1821م) كانت من أصول جنوبية(2)، كما أن قبائل الجنوب كانت أكثر تجاوباً مع حركة المهدي الإسلامية (1885 ـ 1898م)؛ إذ أخذت بعض القبائل بتقليد لباسها وأعلامها وصيحاتها في الحرب بصورة عفوية، وهاجرت إليه قبائل أخرى لمبايعته طوعاً(3)؛ في حين أن تلك القبائل قابلت الإرساليات التنصيرية الأولى بتوجس ونفور شديدين؛ إذ لم تفلح تلك الإرساليات منذ مقدمها عام 1846م ولمدة خمسة عشر عاماً في تنصير فرد واحد مع أنها فقدت في سبيل ذلك أكثر من أربعين مُنصِّراً، وقد كتب القس (رفيجو أنطوني ماريا) عام 1901م قائلاً: "حينما بدأ مع الأب تابي العمل وسط الشلك لم يكونوا يريدوننا وسطهم، كانوا يكرهوننا، وحاولوا مرتين أن يقتلونا" (4). غير أن هذه الغرابة ستتبدد تماماً حين ندرك مقدار المؤامرة والمكر الكبير الذي أعاد تشكيل ذلك الإقليم، وأعده للعب دور فعال ومؤثر في صياغة هوية كل السودان، وفي تكوين حائط ضد التوجهات العربية الإسلامية.
الجنوب: الجغرافيا والسكان: تقدر مساحة المديريات الجنوبية بربع مساحة السودان تقريباً؛ كما يقدر سكانها بربع مجموع السكان الكلي، ومجموع سكان السودان هو (24.99.000 حسب تعداد 1993م)، وتعيش في الجنوب أكثر من ستين قبيلة لكل قبيلة لهجتها وتقاليدها الخاصة وعقيدتها التي تدين بها؛ إلا أن ثلثي سكان الجنوب ينتمون إلى (القبائل النيلية) وهي (الدينكا، والنوير، والشلك)، بينما يتشكل الثلث الباقي من القبائل الأخرى كـ (الأنواك، والأشولي، والزاندي، واللاتوك) وغيرها. إن معظم أفراد تلك القبائل يدينون بما يعرف بـ (المعتقدات الإفريقية) التي تتضمن الإيمان بالأرواح والسحر والشعوذة والحراب المقدسة والأوثان. أما البقية الأخرى فلا تدين بأي عقيدة أو مبدأ سوى تلك الحياة البدائية البسيطة.
البداية: لم تحظ مجاهل السودان الجنوبية البعيدة باهتمام معتبر من قِبَل الممالك النصرانية القديمة (كممالك النوبة ونبتة وكوش)، ولا من الممالك الإسلامية (كمملكة الفور والفونج) فيما قبل القرن التاسع عشر، كما انشغلت حركة المهدي بالتوسع واستقرار الدولة في الشمال عن الزحف باتجاه الجنوب الذي كان يعيش في حالة أقرب إلى الفوضى وانعدام السلطان، وباستثناء التوافد التجاري لبعض الأوروبيين فإن إرساليات التنصير لم تبدأ بصورة جدية إلا بعد إنشاء دائرة إفريقيا الوسطى بأمر من البابا جريجوري السادس عشر عام 1846م، في محاولة لاستباق البروتستانت والتجار المسلمين إلى المنطقة، ثم توالت بعد ذلك الإرساليات الكاثوليكية والبروتستانتية والأنجليكانية والأمريكية وغيرها في سباق شره ومحموم للاستحواذ على تلك الأقاليم(5). إن نشاط الهيئات التنصيرية في جنوب السودان طوال تاريخه وبمختلف طوائفه وانتماءاته يهدف إلى عدة أمور يمكن من خلالها أن نفهم سر ذلك الحماس المسعور الذي يقف خلف تلك الجهود، ومن أمثلة تلك الأهداف أو المسوغات:
[1] نظرة الحق الديني: تميزت مناطق الجنوب ببيئة جغرافية ومناخية قاسية تسببت في هلاك عشرات القساوسة والمنصرين مما ألهب حمية الآخرين، وأكسب القضية بعداً جديداً لتحفيز العمل الصليبي وليس تثبيطه. لقد أخذ المنصِّر الإيطالي الشهير (دانيال كمبوني) العهد على نفسه وهو يشهد احتضار أحد القساوسة بأن ينذر حياته لتنصير إفريقيا أو الموت على درب من سبقوه، وبدأ القس (ليوللن قوبي) تأسيسه للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية بشعار (إعادة نصب راية المسيح التي سقطت) ويقول: "إن على الكنيسة ألا تخلد إلى الراحة حتى تستعيد ما كان لها مرة أخرى"(6)، إن دوائر التنصير تتحدث عن إقليم الجنوب السوداني كما لو أنه ملك لهم وحدهم لا يسع أحداً أن يزاحمهم فيه رغم أن تلك الكنائس لم تقدم لأهل الجنوب طوال قرن ونصف ما يصلح أن تنبني عليه حضارة. إن تلك المقاطعات الآن هي أكثر مناطق السودان جهلاً وتخلفاً وبدائية مع أن تلك الكنائس كانت تستأثر بالسلطة والدعم الحكومي والإمداد الأجنبي لفترات طويلة كانت كافية لإحداث تغيير كبير إن أريد له ذلك!
[2] محاربة الإسلام: إن الضغينة والحنق على الإسلام والرغبة العنيفة لإقصائه هي أهم أهداف تلك الحملة الصليبية على المنطقة، إنها تدرك أنه لو نفذ الإسلام إلى هناك فإن ذلك مدعاة لانتشاره في كامل القرن الإفريقي ومنابع النيل ومنطقة البحيرات، وهي مناطق استراتيجية مهمة ومفصل حركة القارة، وهذه ميادين لا مساومة فيها؛ ومن ثم سعت الكنيسة إلى نفي كل أثر يتعلق به من الجنوب، لقد كتب (اللورد كتشنر) عام 1982م قائلاً: "ليس من شك في أن الدين الإسلامي يلقى ترحيباً حاراً من أهالي هذه البلاد فإذا لم تقبض القوى النصرانية على ناصية الأمر في إفريقيا فأعتقد أن العرب سيخطون هذه الخطوة، وسيصبح لهم مركز في وسط القارة يستطيعون منه طرد كافة التأثيرات الحضارية إلى الساحل، وستقع البلاد في هذه العبودية"(7). ويشرح القس (أرشيد كون شو) الأمر فيقول عام 1909م: "إن لم يتم تغيير هذه القبائل السوداء في السنوات القليلة القادمة فإنهم سيصيرون محمديين؛ إذْ هذه المنطقة منطقة استراتيجية لأغراض التبشير، إنها تمتد في منطقة شرق إفريقيا في منتصف الطريق بين القاهرة والكاب". ثم يقول: "إن كانت الكنيسة في حاجة إلى مكان لإيوائها فهو هنا لصد انتشار الإسلام، والقضاء على تعاليم النبي الزائف". ونحن نقول: وهو تماماً ما تمت التوصية به في المؤتمر الإرسالي العالمي بأدنبرة عام 1910م: "إن أول ما يتطلب العمل إذا كانت إفريقيا ستكسب لمصلحة المسيح أن نقذف بقوة تنصيرية قوية في قلب إفريقيا لمنع تقدّم الإسلام" (.
[3] فصل الجنوب: إن مجمل السياسات الجنوبية المصيرية في عهد الحكم الثنائي (الإنجليزي ـ المصري) كانت تصنع في الكنيسة؛ إذ إنها تملك الحضور الفاعل في الميدان، وتملك المعلومات الاستخباراتية من شبكات كنائسها المنتشرة في كل النواحي، وتملك أدوات التأثير والضغط على الإدارة الحكومية، وتملك كذلك التمويل اللازم لتنفيذ سياساتها؛ ولذا كانت توجهات الإدارة الاستعمارية تسير باتجاه فصل الجنوب(9)؛ يتحدث عن ذلك السكرتير الإداري (ماكمايكل) فيقول: "إنه من المعلوم أن تلجأ البعوث النصرانية خوفاً من التغلغل الإسلامي المتزايد إلى استخدام نفوذها في اتجاه فصل الجنوب"، وعلى إثر ذلك أصدرت سياسة الجنوب والمناطق المقفولة، كما كانت المؤسسات الإدارية الشمالية تقام بمعزل عن رصيفاتها الجنوبية، وعملت الكنائس على إيجاد أبعاد أخرى لمسوغات الانفصال بعد تحويل ديانة الجنوب إلى النصرانية كتعميق العنصرية، وإثارة الضغائن ضد المسلمين من أهل الشمال، وتقوية اللهجات المحلية مع جعل الإنجليزية هي لغة التواصل والثقافة. غير أن الإدارة الاستعمارية لأمر ما قد عدلت ـ آخر أمرها ـ عن فصل الجنوب، فأصدر السكرتير الإداري (جيمس روبرتسون) في ديسمبر عام 1946م أمراً بإلغاء سياسة الجنوب، وأقام مؤتمر جوبا عام 1947م، ليرفع بعده توصياته للحاكم العام بأن الجنوبيين يفضلون الوحدة مع الشمال، ولم تكن مطالب الحركات الجنوبية أيام الاستقلال تتعدى الحكم الذاتي، وبعض المشاركة في الحكومة المركزية.
ومهما يكن من أمر فإن قضية انفصال الجنوب قضية معقدة لا يخلو أي خيار فيها من خسائر؛ لكن اليقين الوحيد هو أن القوى الصليبية لا تدعم وحدة راية إسلامية ولا وحدة تمكن الإسلام من التغلغل في الجنوب. أما حين يكون الانفصال فإن تلك القوى ستضغط باتجاه كسب حدود أوسع كثيراً بصورة تكفي لتحويل ميزان الموارد الاستراتيجية كـ (النفظ والثروة الحيوانية والمراعي) لصالح الجنوب، ثم تقوم هي بباقي مهام بناء إمبراطورية صليبية هناك(10).
[4] الدستور والشريعة: من خلال الأرضية المتينة التي توفرها الهيئات الكنسية والصليبية للحركات الجنوبية تمكنت ـ عبرها ـ من عرقلة أي محاولة لإقامة دستور إسلامي أو تطبيق الشريعة الإسلامية، ورغم أن كل الأحزاب السودانية الكبيرة لا تستصحب أي نية جادة في تطبيق حقيقي للشريعة الإسلامية، كما أنها تلتزم باستثناء المديريات الجنوبية منها. إلا أن مجرد إدراج عبارات فضفاضة بإسلامية الدستور أو الشريعة يعد سبباً كافياً لإثارة حملة شعواء ضدها وضد كل من يتبناها؛ فقد اعترضت المجموعات الجنوبية على النص بأن الإسلام دين الدولة والعربية لغتها في محاولة عام 1957م لكتابة الدستور، وحينما تكونت اللجنة القومية للدستور في إبريل عام 1967م كتبت الأحزاب الجنوبية مذكرة حذرت فيها اللجنة من خطورة أي توجه نحو تضمين مواد إسلامية في الدستور، ومن داخل الجمعية التأسيسية في يناير 1968م اعترض الجنوبيون على المواد المتعلقة بالإسلام، وقال عنها العضو (وليم دينج): "إنها الجزء المتعفن الذي يجب إزالته حتى لا تتعفن به البقية". لقد كانت حركة التمرد (الحركة الشعبية) تتمسك بصلابة في كافة مفاوضاتها مع أحزاب الحكومات الانتقالية والمنتخبة بإلغاء قوانين الشريعة التي أعلن عن تطبيقها العقيد جعفر محمد نميري في سبتمبر 1983م. والعجيب أن حركات التمرد الجنوبية ومن ورائها المنظمات التنصيرية تريد أن تفرض رؤيتها الدينية على الشمال والجنوب في الوقت الذي ترفض بشدة أن يطبق الشمال رؤيته حتى في داخل حدوده الشمالية وحدها إن كان خياره الإسلام!!
[5] تشكيل الهوية السودانية: لقد كانت الحركة التنصيرية تستهدف تنصير كل السودان ابتداءً من الوثنيين والذين لا عقيدة لهم من أهل الجنوب والنوبة وحتى تنصير المسلمين في شتى أنحاء السودان. جاء في خطط أعمال مؤتمر (كولورادو) عام 1978م: "لقد أوقفنا انتشار الإسلام في جنوب ووسط إفريقيا، وما نحتاج إليه هو العمل لإيجاد منافذ إلى داخل الإسلام"(11)، لقد عملت الكنائس بجد على إيجاد مراكز لها في الشمال رغم أن القوانين الحكومية كانت تمنع أي إرساليات تنصيرية شمال خط عرض 10، وحتى الحكومة الإنجليزية نفسها لا تسمح لتلك الإرساليات بالعمل في الشمال(12) إلا من خلال المدارس والمعاهد التعليمية؛ إلا أن الكنيسة أفلحت في تكسير تلك الحواجز ومد سلطانها إلى أبعد ما تبلغه ركابها. إن من المدهش أن نعلم أن نتاج هذا الجهد هو فقط 5% من مجموع ثلاثين مليون نسمة؛ بينما المسلمون 70%، وأصحاب المعتقدات المحلية 25% كما قدرته منشورة (CIA The world Fact back) وسوى مثل هذه التخمينات؛ فليس ثمة أي إحصائيات موثوقة لظروف الحرب والنزوح. أما الذي حققته الكنيسة في هذا المضمار فهو إيجاد صفوة جنوبية ذات ثقافة غربية حانقة على الإسلام بدرجة أكبر من حنق الكنيسة ذاتها. يقول الكاتب الإنجليزي (ساندرسون): "تحاول الكنيسة السودانية أن تستند إلى مقاومة الإسلام مقاومة إيجابية؛ أما المقاومة السلبية فهي عند الصفوة الجنوبية من خريجي مدارس الإرساليات تمثل واجباً دينياً مسيحياً"(13). هذه الصفوة هي التي يراد لها أن تقود جموع الجنوبيين وتسيِّر حركتهم الاجتماعية والسياسية إلى حيث تريدهم القوى الصليبية؛ ففي بوادر حركة الإرساليات النصرانية صرح القس (دانيال كمبوني) بهذه الاستراتيجية قائلاً: "سيتم توفير التعليم العالي للعناصر الأكثر كفاءة، والمأمول أن يتسلموا مقاليد القيادة في بلادهم" (14)، وهذا عين ما يحدث الآن. لقد استطاعت الكنيسة أيضاً أن تحدث شرخاً غائراً في وجدان الإنسان الجنوبي تجاه الإسلام والعروبة، وكل من يتبناها بشكل يمكن استغلاله دائماً في إثارة القلاقل وصناعة حركات تمرد جديدة. إن الكنيسة تعمل بجهد لكسب ولاء الجنوبيين لصالحها، وتنصِّب نفسها حارساً لمصالحهم، ومدافعاً مخلصاً عن حقوقهم ضد ما تسميه باضطهاد الدولة والهوس الإسلامي والاستعمار الشمالي.
إن المحصلة النهائية التي تسعى لها الصليبية في السودان هي طمس كل معالم الإسلام والعربية على مستوى التشريع والدولة، ومستوى الهيئات والمؤسسات الاجتماعية، ومستوى قطاعات الشعب والأفراد، إنها تطمح فعلاً (لسودان جديد)، جاء في ورقة عمل قدمها مجلس الكنائس السوداني ضمن اجتماع مجلس عموم كنائس إفريقيا في لومي عام 1987م بعنوان (إنقاذ السودان): "المناداة بضرورة إيجاد السودان الجديد الخالي من السيطرة العربية"، ثم طالبت الورقة بدعم مجلس الكنائس الإفريقي والعالمي لإيجاده. هذا السودان الجديد هو مطلب الحركة الشعبية لتحرير السودان الذي تردده دائماً في بياناتها الرسمية، وهو أيضاً مطلب الحزب الشيوعي الذي من أجل تكوينه تحالف مع حركة التمرد، ولو أصبح بأيديهم سلطة فلن يتأخروا أبداً في فرضه وتحقيق أمل (جون قرنق) في طرد العرب المسلمين من السودان كما طُردوا قديماً من الأندلس؛ إنه مصداق قوله ـ تعالى ـ: (كيف وإن يظهروا عليكم لا يرْقُبوا فيكم إلاًّ ولا ذمة) [التوبة: 8].
لقد سلكت المؤسسات الصليبية كل السبل التي تحقق أطماعها بلا حدود أو حقوق أو تسامح، وتصرفت وكأنها تأخذ ثأراً قديماً لها مع الإسلام، وهذه الأساليب نوجز منها ما يلي:
[1] سياسة الجنوب: بدأ التنفيذ الصارم لما يعرف بسياسة الجنوب في يناير 1930م (15)، إلا أن البدايات العملية لها استؤنفت قبل ذلك التاريخ بكثير؛ ففي عام 1917م استُبدل كل الجنود الشماليين بجنوبيين، وفي 1918م اعتُمدت الإنجليزية لغة رسمية وجعل الأحد عطلة أسبوعية، وفي 1922م وما بعدها أصدر قانون المناطق المقفولة الذي مُنِع بموجبه الشماليون المسلمون من دخول المناطق الجنوبية، وبموجب تلك السياسة فإن الإدارة الاستعمارية عملت على: 1- محاربة اللغة العربية والأسماء الإسلامية وقصر التعامل على الإنجليزية. 2- محاربة الشعائر والعادات الإسلامية وكل ما يتعلق بها من زي أو هندام. 3- طرد الشماليين تجاراً وإداريين. 4- إعادة العمل بالأحكام القبلية وإحياء اللهجات المحلية.
لقد كانت الحكومة تعاقب بشدة كل من يضبط وهو ينطق العربية أو يؤدي شعائر إسلامية؛ كما كانت تفضل أن يظل الجنوبيون عرايا على أن يلبسوا أزياءً إسلامية أو شمالية، وكانت تستعمل أرقاماً معينة لمناداة كل من يرفض تغيير اسمه إلى اسم غربي أو قبلي (16)، لقد أخليت تلك المناطق تماماً إلا من النفوذ الكنسي الذي أسندت إليه شؤون الإدارة والتشريع والتعليم والتوجيه، والانفراد الكامل لربع قرن بتشكيل ثقافة ذلك المجتمع وتوجهاته. "إن الحكمة وراء سياسات المناطق المقفولة تكمن في نشر الجهد التمديني التنصيري على كل ميادين جنوب السودان الممتد" كما يقول (روبت هاو) حاكم السودان العام في تلك الفترة (17). إذن فهو غزو صليبي تقوده الحكومة الإنجليزية، وليست القضية تراتيب إدارية أو أطماعاً اقتصادية أو أي شيء آخر، ولا يمكن لعاقل أن يدّعي بأن هذا الاضطهاد والتطهير العرقي، هو نوع من الديمقراطية والتسامح الذي يجب على الإسلام ـ وحده ـ أن يتحلى بهما.
[2] إثارة الحقد والبغضاء ضد الإسلام: لقد دُجّن الطلاب الجنوبيون باعتبارهم مسيحيين في المدارس الإرسالية التي كان وحدها في الساحة، وكانت المسيحية تُمَثَّل بأنها ديانة متفوقة، ولم يكن من الصعب بناء أحقاد جنوبية ضد الشمال في مدارس الجنوب التي كانت يدرس في تاريخها دوْر العرب في شراء وبيع الأفارقة كرقيق (1؛ وهذه شهادة الوزير السابق وأحد قادة التمرد السياسيين (بونا ملوال)، وهو نفس ما أكدته لجان التحقيق في اضطرابات أغسطس 1955م (19) التي كانت بداية التمرد المسلح. لقد عملت الكنيسة ـ بخبث ـ على ربط الإسلام بتجارة الرق؛ في حين أن التجار الغربيين هم أصحاب هذه التجارة (20)، وعملت على إذكاء نار التفريق العنصري وإلصاقه بالإسلام؛ بينما لا تتحدث مطلقاً عما في كتابهم ـ المحرف ـ (الكتاب المقدس ـ الإصحاح التاسع): عن حام جد الأفارقة: "فلما استيقظ نوح من خمرة علم به ابنه الصغير فقال: عبد العبيد يكون لإخوته، وقال: مبارك إله سام وليكن كنعان عبداً لهم". لقد صورت الكنيسة الدعوة إلى الإسلام على أنها حرب عنصرية ضد الجنوبيين، وأنه لا مناص من الانضمام إلى صف الكنيسة من أجل بقائهم، وأن كل جنوبي هو بالضرورة مضطهد من المستعمرين الشماليين الذين تعمل الكنيسة على محاربتهم من أجله (21). وهكذا استطاعت الكنيسة أن تضمن تشبث تلك المجموعات بها بنفس القدر الذي تضمن به شحنها ضد أي نشاط دعوي يمكن أن يبذله المسلمون.
[3] رسل الحرب والسلام: تمارس الكنيسة والمنظمات التنصيرية لعبة الحرب والسلام، كلاعب محترف لا يفرط أو يتهاون في مكاسبه أو مبادئه، ولكنه أيضاً لا يضيّع فرص تكريسها وتأمينها؛ فمنذ عام 1910م، أسس الجنرال (ونجت) الحاكم العام (الفرقة الاستوائية) على أساس ديني وعنصري (22)؛ بحيث تكونت فقط من الجنوبيين المتنصرين من أبناء الإرساليات لتكون أساساً لجيش يمكن استعماله ضد أي انبعاث يحمل توجيهات الإسلام الجهادية في الشمال، كما يقول الكاتب الإنجليزي (روبرت كولنس)، وهي نفس الفرقة التي تمردت في أغسطس 1955م بعد أن اجتمع بهم القس (بلم تري) وبارك مساعيهم لذبح الشماليين (23). ثم استمرت الكنيسة ـ من بعد ـ في احتضان كل حركات التمرد الجنوبية من رابطة السودان المسيحية (SCA) إلى الاتحاد الوطني للمناطق المقفولة بالسودان الإفريقي (SACDNU) إلى الاتحاد الإفريقي (سانو SANU ) ومنظمة الأنانيا ثم أخيراً الحركة الشعبية لتحرير السودان (SPLM) والفصائل المنشقة عنها. توفر الكنائس لهذه الحركات الدعم المباشر والدعم الحكومي عبر جماعات الضغط التي تمثلها، كما توفر لها الخبراء العسكريين والتغطية الإعلامية، وهناك أكثر من 160 منظمة وهيئة إغاثية تعمل بهذا الاتجاه الذي يشمل أيضاً التسليح والإمداد التقني المساعد. نشرت مجلة (نيوزويك) في 10/4/2001م تقريراً عن جنوب السودان بعنوان (جنود المسيح) قالت فيه إن الحرب في جنوب السودان أصبحت حرباً صليبية، وذكرت أن منظمة واحدة فقط هي (الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية) قد وفرت ـ بلا علم الحكومة السودانية طبعاً ـ مبلغ 17 مليون دولار للجهات التي تعمل في السودان، ثم ذكرت أن أكثر تلك المنظمات حظوة هي (برنامج المساعد الشعبي النرويجي) الذي وصفه تقرير طلبته الحكومة النرويجية بأنه (يتجاوز حدود ما يعتبر أعمالاً إنسانية)!! إذن ما تقوم به هذه الإغاثات الموجهة ليس إلا خط إمداد حربي وإدارة تجسس استخباراتية تلعب دورها في الحرب، كما تلعب دورها في السلام. أما السلام فلم يكن يعني أكثر من محاولة الحصول على المزيد من الفرص لتمكين المشروع الصليبي في السودان. إن المجالس الكنسية تكاد لا تغيب عن أي من المفاوضات مع حركات التمرد كراعٍ لها أو مراقب فيها. وحينما أبرمت اتفاقية (أديس أبابا) في فبراير 1972م برعاية الإمبراطور النصراني هيلاسي لاسي كانت قد خرجت تلك المجموعات التي مهدت لهذه الاتفاقية بضمانات كافية بعدم نشر الثقافة العربية والإسلامية في الجنوب (24)، وعلى إثر هذه الاتفاقية أقام السودان ـ لأول مرة ـ علاقات دبلوماسية مع الفاتيكان في أغسطس عام 1972م، وقد بدا حينها أن الاتفاقية لا تعدو أن تكون (صفقة) تتنازل الحكومة بموجبها عن الجنوب للكنائس؛ ومن ثم تتم إعادة إنتاج نسخة أخرى من (سياسة الجنوب) التي نفذت إبان الحكم الثنائي.
الحركة الشعبية المتمردة والأحزاب السودانية: ظهرت (الحركة الشعبية لتحرير السودان) في يونيو 1983م بتمرد الكتيبة (105) في بور والبيبور، وانضم إليها فيما بعد العقيد (جون قرنق) الذي انفرد بزعاماتها، وقد هدفت الحركة من حين إنشائها إلى توحيد كل القطر تحت كيان (السودان الجديد)، وعرفت الحركة يومئذٍ بتوجهها الشيوعي (25)؛ فقد كانت تعتمد على دعم نظام (منجستو هايلا مريم) الماركسي، كما كانت تدرّب مقاتليها في كوبا، وكان لها عدة مواقف عدائية ضد الإرساليات في تلك الفترة، إلا أن الحركة أخذت في اتباع نهج نفعي (براجماتي) متلون بلون ظروف الخطاب وميزان القوى؛ ومن هنا خرج التحالف المقدس بينها وبين الكنائس والمنظمات الصليبية العالمية والذي كان لا بد له أن يحدث حتى تحقق أطراف المؤامرة مراميها وأهدافها التي تتوازى ـ إن لم تتطابق ـ باتجاه القضاء على الإسلام، وهو ما صرح به العقيد المتمرد (جون قرنق) أكثر من مرة أحدها في مقابلة له في (نيويورك تايمز) بتاريخ 3/3/1996م مجيباً عن سؤال مراسلها عن سبب طول أمد الحرب؟ قال: "إن الأجندة العربية والإسلامية تأتي في مقدمة الأسباب". وعداء الحركة الشديد لهذه الأجندة هو سمت أصيل في نهج الحركة لا يغيب أبداً عن خطاباتها التعبوية لمقاتليها، ولا عن نمط الأدبيات التي تنشرها، ولا عن جولات التفاوض التي تخوضها. أما الأحزاب السودانية فلها شأن آخر تماماً، شأن يشبه التنافس والتفنن في التملق للحركة ومن يقف وراءها؛ إذ إنها تبدي شجاعة نادرة في عقد الاتفاقيات والمبادرات ومذكرات التفاهم مع حركة التمرد لمجرد كسب مناورة سياسية أو تكتيك ظرفي أو مكايدة حزبية كأنما ليس لتلك الأحزاب أي مبادئ أو ثوابت يمكن أن تخسرها؛ فهي على استعداد دائم للمساومة على أي شيء مهما بلغت درجته؛ فبعد سقوط نظام (مايو) توصل (التجمع الوطني لإنقاذ الوطن) لاتفاق مع حركة التمرد في مارس 1986م سمي بـ (إعلان كوكادام) نص على ضرورة إلغاء قوانين الشريعة التي أعلن عنها (النميري)، وفي نوفمبر 1988م أبرم الحزب الاتحادي الديمقراطي ما عرف بـ (مبادرة السلام السودانية) واتفق فيها على تجميد العمل بأحكام الشريعة الإسلامية أيضاً، ومن المفارقات المدهشة أن الحزب الاتحادي حينما كان يمجد (المبادرة) ويتغنى بمحاسنها كان طرفها الآخر يقيم ندوة في (مركز بروكنز) بواشنطن بتاريخ 9/6/1989م تحت عنوان: (الحرب الأهلية في السودان وآفاق الثورة) قال فيها العقيد المتمرد (قرنق) : "إن هدف الحرب في الجنوب هو القضاء على الأقلية العربية المزيفة"، وقال عن اتفاقيتي كوكادام والميرغني: "إنها تكتيكات مكملة للثورة". وعندما سأله أحد الصحفيين: لكن هذه الزعامات الشمالية وقعت معكم على اتفاق السلام؛ فلماذا الحرب إذن؟ أجاب قرنق: "لا خيار لهم سوى ذلك؛ هذه حركة التاريخ: إما أن يذعنوا لها، أو سوف يسحقون". أما حزب الأمة فقد وقع أيضاً مع الحركة (اتفاق شوكدوم) عام 1994م، وكان فصل الدين عن الدولة أحد بنوده، ثم خرج بعد ذلك (إعلان أسمرا) في يونيو 1995م بين فصائل (التجمع الوطني) والتمرد تضمن هو الآخر فصل الدين عن الدولة ومنع قيام أي حزب على أساس ديني، وفي أكتوبر 1996م تولى (قرنق) رئاسة قوات التجمع الوطني الديمقراطي، ولكن الأمر أخذ بعداً جديداً بعد توقيع (مذكرة تفاهم) بين التمرد والمؤتمر الشعبي الذي يقوده الدكتور حسن الترابي في 19/2/2001م، والذي صرح في مؤتمر صحفي عقب إعلانه لهذا الاتفاق: "إن الخلاف بين المؤتمر والحركة الشعبية في قضية فصل الدين عن الدولة ليس خلافاً استراتيجياً"، وقال: "إن جون قرنق ليس بذلك العلماني المتطرف"، وهذا الموقف هو نتاج طبيعي لأزمة حادة في البناء الفكري والأداء السياسي، وفي فقه الوسائل والغايات عند كثير من الحركات التي ترفع شعارات إسلامية. (أزمة حقيقية) أن تعيش تلك الحركات للحظتها وظرفها فقط مبتورة عن الماضي الذي تهتدي به والمستقبل الذي تبني له، (مصيبة) أن تحسم القضايا الكبيرة بعقلية الثأر الشخصي والكيد للآخرين، وبغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. وجملة القول أن الرابح الوحيد من هذه الاتفاقيات هو حركة التمرد بينما تتسابق الأحزاب في تكميل برنامج الحركة الثوري، والإذعان التام لمطالبها، وإصدار شهادات الإشادة لها حيناً بعد حين، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
الدور اليهودي: من الناحية التاريخية كان السودان من بين الدول المرشحة لتوطين اليهود قبل فلسطين؛ فقد كتب اليهودي (واربورت) الخبير بشؤون الفلاشا عام 1900م اقتراحاً إلى اللورد (كرومر) في القاهرة بذلك، وقدّم يهودي آخر هو (أبراهام جلانت) نفس الاقتراح عام 1907م إلى رئيس (المنظمة الإقليمية اليهودية JTO) (26). إذن فقد كان السودان محط اهتمام يهود منذ الشتات ولكن كان من المؤكد أن الاهتمام اليهودي بالسودان سينهمر على الجنوب، على صنيعة القوى الصليبية هناك؛ حيث ستجد الأرضية المهيأة لتحقيق أطماعها في السيطرة على منابع النيل وإيفاء وعد إسرائيل الكبرى، وقد أدركت الحركة الشعبية لتحرير السودان ذلك جيداً، فتفانت في نسج خيوط التقارب والتعاون معها، وبدأت زيارات زعمائها تتكرر إلى إسرائيل، واستطاعت إسرائيل أن تدرب حوالي عشرين ألف مقاتل متمرد على حدود أوغندا الشمالية، وأن تقيم جسراً جوياً إلى مناطق التمرد في مارس 1994م، كما أنها توفد باستمرار خبراءها العسكريين لمساعدة المتمردين. إن أواصر هذا التعاون تظهر بصورة أكبر حين نعلم أن من بين قادة التمرد (ديفيد بسيوني) اليهودي الأصل (27)، والذي كان مرشحاً لرئاسة حكومة (الجنوب) التي أعلن عن تكوينها التمرد في أبريل من هذا العام 2001م، وفي أواخر العام الماضي أعلن متحف محرقة ضحايا النازية (الهولوكوست) في نيويورك تضامنه مع الجنوبيين المسيحيين وقال: "إنهم يتعرضون للإبادة الجماعية والتطهير العرقي". وكون لجنة تعرف بـ (لجنة الضمير) يرأسها اليهودي "جيري فاولر" لهذا الغرض، وأقامت اللجنة معرضاً ملحقاً بالمتحف عن "مآسي حرب الجنوب"، كما يبذل اللوبي اليهودي مع اليمين الديني ضغطاً منظماً على الإدارة الأمريكية ومجلس الشيوخ لتبني مشروع حركة التمرد. بقي أن نشير هنا إلى طرفة سياسية ـ إن صح التعبير ـ تسوِّغ أو تدعم هذا التحالف مع اليهود وهي عبارة عن دراسات ومقالات منها ما كتبه جنوبي اسمه "بول فاك" بعنوان: "نظرة تاريخية لثقافات الدينكا وتراثهم" تتحدث عن أن القبائل النيلية ترجع إلى أصل (جيل Jeil) الذي ربما ينحدر من نسل يعقوب عليه السلام؛ ومن ثم فهي قبائل سامية ذات أصل إسرائيلي!! (2؛ وبغضِّ النظر عن ثبوت هذه الدراسات فإن حركة التمرد تعمل بجد على الفوز بوضع يماثل وضع إسرائيل على خريطة الدعم والمساندة الأمريكية وإن لم يتم قبلوهم بوصفهم ضمن شعب الله المختار!
الدور الأمريكي المنتظر: يبتدئ دور أمريكا البارز مع حركة التمرد عندما انهار الاتحاد السوفييتي وسقط (نظام منجستو) وتخلت الحركة عن مشروعها الشيوعي عام 1991م (29)، وهو يتمثل على صعيدين: أولاً: من خلال المؤسسات والمنظمات الطوعية وأيدي العمل الخفية، والدعم السري للحركة، وهو عطاء سخي لم ينقطع، ويجري برضى الإدارة الأمريكية وتحت بصرها.
ثانياً: عبر الدبلوماسية الرسمية والسياسات العلنية للحكومة؛ وهذه تقع تحت تأثير اللوبي الصهيوني واليمين الديني المتشدد الذي يرعى سيادة الصليب على العالم، ويحمي الحقوق النصرانية بآلة الدمار الأمريكية. لقد أعلن بوش الابن في 22 مارس من هذا العام قائلاً: "سنتصدى لحفظ كرامة الإنسان وضمان الحريات الدينية في كل مكان في العالم من كوبا إلى الصين إلى جنوب السودان". وقال أيضاً في 3 /5/2001م: "إن الحريات الدينية هي أكثر ما يتعرض للانتهاك في السودان". ومن غير المعقول ولا المعهود أن يقصد بـ (الحريات الدينية) أي دين آخر غير النصرانية، وهي لهجة صليبية متعصبة ربما لو صدرت عن أحد الحكام أو القيادات المسلمة لأثارت زوبعة انتقادات عنيفة، وعدت خروجاً سافراً عن مهام الدولة وأدب الدبلوماسية.
إن ما هو منتظر من أمريكا لن يخرج عن صميم دينها وثقافتها التي تحرص بكامل عتادها على نشرها والتمكين له، وإن لبست مسوح الزهاد وتظاهرت بالحياد. إنها لا تجرؤ على تخطي مؤسسات الضغط الصليبية والصهيونية والخط العريض من النصارى الملتزمين، وهي لا تملك أن تتخلى عن المسؤولية التاريخية في نصرة أتباع ملتها الذين يمثلون الامتداد الطبيعي لمصالحها ومشاريعها في أنحاء الأرض، ولن تكون أمريكا أبداً أقل تعصباً لدينها أو حمية لنصرانيتها من مورثتها بريطانيا التي عقدت مشكلة الجنوب وحرفتها إلى حرب صليبية ضد الإسلام يوم كانت تملك كل أوراق الحل؛ فكيف بأمريكا اليوم وهي لا تملك إلا بعضها؟
ومما لا ريب فيه أن القوى الصليبية التي تبدو كأنها تدق أجراس حرب جديدة لن تكتفي أبداً باستثناء أقاليم الجنوب من تطبيق الشريعة ولو كان تطبيقها أصلاً على نحو متساهل، ولن تكتفي باستضافة زعماء الكنائس العالمية كما حدث للبابا في 10/2/1993م الذي أقام في السودان لمدة تسع ساعات، واجتمع بالنصارى في ساحة المناسبات الرسمية بوسط العاصمة، وأدوا طقوسهم بكامل الحرية، ولن تكتفي تلك القوى بإلغاء قانون الهيئات التبشيرية في 4/ 10/1994م، وهو قانون أصدره الرئيس السابق إبراهيم عبود للحد من النشاط الكنسي ونفوذ الإرساليات، ولن ترضى أيضاً بإقامة مؤتمر حوار الأديان في 7/10/1994م وما تمخض عنه من جمعيات ودراسات تدعو (للمذهب الإبراهيمي)، ولن يرضيها إدخال القسس والنصارى في قيادة الحزب الحاكم والدولة. لن ترضى عن كل ذلك وأكثر من ذلك لسبب بسيط هو أن ذلك سيغدو (خطوات استعراضية) ليس إلا، ووزير الخارجية الأمريكية كولن باول "يريد خطوات عملية جادة وليست خطوات استعراضية" كما صرح في أواخر أبريل من هذا العام الفائت، ولم يبق للوزير الأمريكي إلا أن يقرأ علينا قوله تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتَّبع ملتهم) [البقرة: 120]، وحينها فقط يمكن أن نضع النقاط على الحروف، ونبحث عن أطراف المؤامرة. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
الهوامش: (1) مشروع تنصير السودان في الماضي والحاضر، د. حسن مكي، إصدار المركز الإسلامي الإفريقي، عام 1411هـ ـ 1991م، ص 44. (2) التنوع العرقي والسياسة الخارجية، د. محجوب الباشا، مركز الدراسات الاستراتيجية، 1418هـ، ص 86، والإسلام والعروبة، د. عون الشريف قاسم، دار الجيل 1409هـ، ص 12. (3) البعد الديني لقضية جنوب السودان، دكتور عبد اللطيف البوني، مركز الدراسات الاستراتيجية، 1996م، ص 11، وهو ما أخرجه السياسي الجنوبي (فرانسيس دينق) في كتابه: (صراع الرؤى: نزاع الهويات في السودان)، مركز الدراسات السودانية، 1999م، ص 52، 244. (4) مشروع تنصير السودان، ص 21، ص 46. (5) مشكلة جنوب السودان: خلفية النزاع، دار الجيل، 1983م، الدكتور محمد عمر بشير، ص 47. (6) مشروع تنصير السودان، ص 35، 46. (7) السودان في عهد الحكم الثنائي، لبيب رزق، ص 209، نقلاً عن (البعد الديني لقضية جنوب السودان)، ص 12. ( مشروع تنصير السودان، ص 54، 65. (9) انظر فيما يتعلق بقضية فصل الجنوب وأطوارها وما يتعلق بها (مشكلة جنوب السودان طبيعتها وتطورها) الدكتور مدثر عبد الرحيم، الدار السودانية، 1970م، ص 40 ـ 66 ـ 69 ـ 71، ومشكلة جنوب السودان وخلفية النزاع، ص 139، والديمقراطية في الميزان، للوزير محمد أحمد المحجوب، جامعة الخرطوم، ص 211. (10) عن هذا الفصل راجع: البعد الديني لقضية جنوب السودان، ص 25، 42 ـ 48، ومجلة دراسات استراتيجية، عدد (7) نوفمبر 1996م. (11) مجلة دراسات إفريقية، يناير 1999م. (12) يقول اللورد كرومر بعد نقله لضغط الكنائس عليه: "لا أمانع في السماح للمبشرين بمزاولة نشاطهم بين الوثنيين من سكان الأقاليم الاستوائية. أما أن يطلق لهم العنان في الوقت الحاضر بين مسلمي الشمال المتمسكين بدينهم فتصرف أحمق يوشك أن يكون جنوناً"، مشكلة جنوب السودان، الدكتور مدثر عبد الرحيم، ص 36. (13) مشروع تنصير السودان، ص 79. (14) المرجع السابق، ص 23. (15) دور الحرب والسلام في جنوب السودان، عبد الوهاب محمد بكري، نشر دار البلد، 1997م، ص 5، ومشكلة جنوب السودان: خلفية النزاع، ص 94 ـ 98، فيما يتعلق بسياسة الجنوب والمناطق المقفولة. (16) انظر تفاصيل تلك السياسات في مشكلة جنوب السودان طبيعتها وتطورها، ص 49. (17) مشروع تنصير السودان، ص 67. (1 المرجع السابق، ص 72. (19) مما جاء في التقرير خطاب أرسله أحد رجال الإرساليات الكاثوليكية لأحد الطلبة الجنوبيين: "إن قصة تجار الرقيق تؤكد المقت التام لتلك الديانة الشريرة التي ليس لها رادع خلقي والتي تشمل بين معتنقيها تجار الرقيق تقرير لجنة التحقيق الإداري في حوادث الجنوب، 1995م، إصدار مركز الدراسات السودانية، ص 10. (20) انظر: مشكلة جنوب السودان خلفية النزاع، ص 42 ـ 45، وهو ما نقله فرانسيس دينق عن (مابريال واربرج) في كتابه (صراع الرؤى)، ص 77، وقد نقل سير ونجت الحاكم عن غوردون إباحته للرق ورغبته في ضمهم لصفوفه في مذكراته عشر سنوات في معسكر المهدي، ص 31. (21) من الشواهد على هذا المنهج ما كتبه (دينق) في صراع الرؤى نزاع الهويات في السودان، ص 194 ـ 198، ومواضع أخرى من الكتاب وفرانسيس دينق مثقف جنوبي يعمل باحثاً في معهد بروكنز الذي له علاقة وطيدة مع CIA، ويعمل مساعداً للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهو من المتعاطفين جداً مع الحركة وأحد منظريها. (22) مشكلة جنوب السودان، خلفية النزاع، ص 91. (23) البعد الديني، ص 21. (24) البعد الديني، ص 57. (25) هذا التوجه هو الذي نص عليه (المنافستو) الذي أصدرته الحركة لخطة إنشائها، وما زالت الحركة الشعبية تحتفظ بتحالفها مع بقايا الشيوعيين حتى الآن. (26) مجلة دراسات استراتيجية، العدد (6) يوليو، 1996م. (27) ديفيد بسيوني هو أحد أبرز منسقي علاقات الحركة مع إسرائيل والبيت الأبيض، وهو ابن يهودي سوداني تزوج من إقليم أعالي النيل الجنوبي، وعمل وزيراً في حكومة الجنوب في عهد مايو، ثم هاجر إلى إسرائيل بعد إعلان تطبيق الشريعة. (2 صحيفة (الرأي العام)، 1 مايو 2001م. (29) جنوب السودان، آفاق تحديات، جون قاي تون يوه، ص 183، ص 232.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: HOPELESS)
|
السودان : ملفات الحرب القذرة !! خـالد عـويس _ الرياض 16:56 17.09.02
اتهم المتحدث باسم الجيش السودانى الجنرال ابراهيم سليمان فى تصريحات صحفية زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان د. جون قرنق بأنه (تاجر حرب) ، مصعّدا بذلك اللهجة الساخنة التى ابتدأها الجنرال البشير فى أعقاب سقوط (توريت) فى قبضة الحركة ، موحيا بأن مفاوضات (من نوع آخر) تدور على الميدان العسكرى بحثا عن تقوية الموقف السياسي والتفاوضي بعد أن تعثرت الجولات التى مهدذت لأرضية مشتركة على الرغم من هشاشة تلك الأرضية !
الجنرال سليمان _ متحدث الجيش السوداني _ ليس بعيدا عن الصواب _ رغم نسيانه أمر مهاجمة قواته الجيش الشعبي حوالي مناطق النفط فى وقت سابق _ ، فالعقيد قرنق لا يمكن تبرئته من الاتجار بالحرب والانتفاع من ثمراتها في حين أن نارها يصطلي بها أطفال الجنوب الذين اما غدت صورهم أرشيفا انسانيا نادرا و(مأسويا) فى وكالات الانباء العالمية أو سيقوا الي صفوف مقاتلي الحركة عنوة ، الأمر الذي لا تستطيع الحركة الشعبية نفيه بعد اطلاق (اليونسيف) سراح 8000 يافعا من شبيبة الجنوب يونية الماضي ، غير أن الفريق ابراهيم سليمان لا يختلف عن د. جون قرنق ، فهما وجهان لعملة (رديئة) واحدة ، وهو الآخر _ وجنرالات الانقاذ _ متكسبون من الحرب ، استمدوا شرعية وجودهم في السلطة من التلاعب بالمصطلحات الاسلامية وحشرها فى كل شيء وتغذية مناخ العنف والوحشية فى طول السودان وعرضه ، ولقي آلاف من الطلاب حتفهم نتيجة اصرارهم على انفاذ مشروع (آحادي) فقد كل مقومات بقائه ، وأضحي لافتة تخفي وراءها العجز السياسي فى أوضح صوره ، وليس أدل علي ذلك من الأدلة القوية التى تؤكد على قيام هؤلاء بقصف قري ومدن كاملة فى الجنوب وحرقها بالكامل بتهمة تواطؤ (مواطنى الدولة) مع الأعداء !!
الفريق الهمام ، بدلا من أن يحشد قواته المنهارة معنويا فى وجه زحف قرنق فى اتجاه (جوبا) ، لجأ _ كالعادة_ الى الأساليب القذرة فى استدراج الصبية وارغامهم على خوض الحرب انابة عن الخرطوم التى ينعم حكامها بحسابات فى مصارف سويسرا ، وصفقات مشبوهة تدار من وراء ظهور السودانيين أدت لظهور طبقة مخملية ليس بامكانها التنازل عن امتيازات ضخمة لجهة أن ينعم أهل الجنوب بقليل من الأمن و... الرفاهية !!
وفى واقع الأمر ، فان (ثوار نيروبى ) يتمتعون بذات المزايا ، ويعيشون حياة رغدة كريمة ، وفى المقابل فانهم يقحمون الأطفال فى الحرب الدامية من أجل (القضية) !!
أىّ قضية هذه التى يدفع ثمنها (الصغار) ويقبض ثمنها (الكبار) فى (الخرطوم) و(نيروبى) !؟
ان القضية الحقيقية هى فى هذه (القضية) !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: HOPELESS)
|
عن وكالة سارية للانباء
26/4/2002م حركة قرنق ترتكب مجزرة في قرى الاستوائية
اتهمت الحكومة المحلية في ولاية شرق الاستوائية بجنوب السودان الحركة الشعبية التي يقودها جون قرنق بارتكاب مجزرة بقرية كور إحدى قرى قبيلة اللاكورو، هذا الاسبوع وقتلت 24 مواطنًا وأصابت 5 بجراح. كما أن الحركة هاجمت قرية أخرى تسمى لافوت، وقتلت 6 رجال وجرحت 12 امرأة، إضافة إلى إحراقها 5 قرى أخرى وتشريد سكانها ونهب ماشيتها والاعتداء على النساء والأطفال.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: HOPELESS)
|
الاخ كاتب هذا الموضوع تحية طيبة وبعد
اولا نشكرك هذا الإهتمام بالسودان، كما الهوس الذي يراه اصدقاء النظام ، من إرتريا الدولة التي نالت استقلالها بعد مشقة ونضال طويل ، تصبح هاجسا للسودان ، قوات مؤتمر البجا تستلم موقع ... ارتريا الجيش الشعبي يحرر منطقة إرتريا الحاصل شنو.... بعديين الفاضائح بتاع الجيش السودان في الشرق والغرب والجنوب كانت مؤلمة وبعديين انا اقول ليك الجيش السودني دا يقاتل الشعب بتاعه بس ماعنده اي مؤهل عشان يحارب اي بلد عارف يعني ايه؟؟؟؟؟ يعني الجيش الذي قامت مليشيات الجبهة الإسلامية بإدعداته ما هو بالجيش ديل ناس حرامية، وجون قرنق سوداني مناضل من اجل حقوقة في السودان ؟ وقريبا سوف ينال حقة لشعبة هو زار إسرائيل ؟ طيب زيارة الطائرة الأمريكية لحرم الخرطوم شنو. تدريب الاطفال أنتو قتلتوا اطفال شرق السودان بطائرات الإنتينوف وفي وضح النهار كم كانت مؤلمة تلك..... شوف الناس فهمت يعني يه يعني اي زول ما عايز يخلي حقه الشرق والغرب والجنوب الشمال كل الناس عايزة حقها ياناس الجبهة اصحـــــ,,,,,,,,,,,وووووووووووا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: HOPELESS)
|
A clearer picture emerges from the eight US-based humanitarian organisations working in Sudan, including CARE, World Vision, Church World Service, Save the Children and the American Refugee Committee, no friends of the Sudanese government, who, at the end of November 1999, felt it was their responsibility to publicly state that the SPLA has: engaged for years in the most serious human rights abuses, including extrajudicial killings, beatings, arbitrary detention, slavery, etc.
Human Rights Watch, similarly no friend of Khartoum, stated in December 1999 that: The SPLA has a history of gross abuses of human rights and has not made any effort to establish accountability. Its abuses today remain serious.
The Economist also perhaps summed up the general image of the SPLA when it stated that: [The SPLA] has…been little more than an armed gang of Dinkas…killing, #####ng and raping. Its indifference, almost animosity, towards the people it was supposed to be "liberating" was all too clear.
The New York Times, a vigorous critic of the Sudanese government, states that the SPLA: [H]ave behaved like an occupying army, killing, raping and pillaging.
The New York Times also categorised SPLA leader John Garang as one of Sudan’s "pre-eminent war criminals".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: Shinteer)
|
ونديك الجائزة الكبرى يا هوبلس ولا يا منو !!!!!!!!!!!!!! عليك الله الناس في شنو والحمير في شنو طبعا ده مثل ساهل الناس في شنو والحمير بتسابقوا مع الحسانية عليك الله من جات حكومتك الفقر دي في خير جا على السودان ولا علي شعب السودان يازول ما تحترم نفسك وفكر صح وشوف البموت منو محمد عبد السلام ميرغني النعمان التايةابوعاقلة الافندي شهداء جامعة الجزيرة والنيلين والسودان غير البي الدس دس غير الماتوا منهم غير الماتوا هم وزعل وحسرة حسرة تمسكك ما تفكك يارب غير المرضوا واتشردوا غير ناس النقابات وغير ناس الاحزاب الباقية وغير النسوان وغير وغير وغير
نسال الله لك الشفاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: خالد)
|
معليش يا خالد شفتك خشيت الخرابة دي قتا الحقك قبل ماتتورط انتا ما سمعتا الناس قالو شنو قالو البوستات البتتشما فيها ريحة ما يا ها الناس ما ترد عليها تخليها تتدحرج لمن تقع جمبلغ المرجعية والذهنية والمنهج والمقصد واضح ونحن ما دايرين ندافع عن جون قرنق اللي على الاقل اثبت انه اكثر احتراما لنا ولارادتنا من ابناء دينا الـــــــ.....ـ لكن ياربي جمال عبد الرحمن دا بعد اغسطس حيسوي شنو؟؟؟؟؟؟ اخخخ عذرا سادتي وضعت ردا في عير مكانه والسببب خالد سامحوووووووووووووووووووني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: فتحي البحيري)
|
الاخ باسبير الاخ شنيتر
لكما التحية والاحترام .. وشكراً علي مداخلاتكم القيمه التي تصب في نفس الموضع وان كنت ان يتواصل الناس في كشف الجرائم والتي سوف نوردها لاحقاً مع رجائي من كل شريف لديه معلومه ان يتفضل بها لتوثيقها هنا
الاخ خالد انت عارف ذكرتني ديك العده.. يعني من ردك فهمت انك ما كلفت نفسك وقريت الموضوع من أصلو وجاي محضر كلمتينك الزي وشك ديل .. انت ماشايف اني جايب كلام بيمس الجبهه كاتبو الاخ خالد عويس ؟؟ الله يهديك فيك باقي جهل .. وبعدين بتك العريانه دي غطيها الله يفضحك
عبدالحميد عفرات البوستات .. الطبع يغلب التطبع يا كرتوني
ونواصل لاحقاً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: فتحي البحيري)
|
يخوانا عاينو فتحي البحيري بقي يعرف ينضم..
...يا احبابي موضوعكم جميل ومفيد...ان هذا القرنق ...وزيول الارتزاق قد عاني منهم المواطن الجنوبي قبل الشمالي...لقد استباح العرض ...وسرق الضرع...وحرق الزرع ان هذا القرنق جرايمه كثيره ..ومستشاريه ايديهم ملطخه بدماء المواطن السوداني ...وجيوبهم منتفخه علي مصلحة الاقتصاد السوداني.....
وفقكم الله لكشف جرائم الارتزاق وزيلوهم اينما حلو واين ما اقاموا....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: HOPELESS)
|
Staff Reporter KHARTOUM, 9 April 2003
The Sudanese government has been accused of stepping up attacks against indigenous communities in Darfur, western Sudan, as part of its response to the recent formation of a new armed movement.
KHARTOUM: According to Muhammad Adam Yahya, chairman of the US-based Masalit Community in Exile, the attacks include the killing last month of a prominent religious leader of the indigenous Masalit community.
In a statement, Yahya claimed government-sponsored Arab militias opened fire on Shaykh Salih Dakoro and four of his companions while travelling to West Darfur.
He further accused the Khartoum government of exploiting the international focus on the current conflict in Iraq to escalate human rights abuses in western Sudan, an area not covered by the ceasefire between the government and rebel Sudan People's Liberation Movement/Army (SPLM/A).
"In the past few months, the Sudanese government security forces and Arab militias have dramatically increased attacks against leaders of Masalit, Fur, Zaghawah, Tama and other non-Arab groups in Western Sudan," the statement said.
The new rebel movement in Darfur, the Sudan Liberation Movement/Army (SLM/A), was formed early this year.
In a political declaration released in March, the movement's secretary general Minni Arkou Minnawi said it had taken up arms because the Khartoum government had "introduced policies of marginalisation, racial discrimination, and exploitation, that had disrupted the peaceful coexistence between the region's African and Arab communities".
George Garang, a spokesman for the SPLM/A in Nairobi, told IRIN that the rebellion in Darfur was an "uprising against injustice".
However, Muhammad Ahmad Dirdeiry, spokesman at the Sudanese embassy in Nairobi, said he had no information concerning the Darfur region.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: sentimental)
|
تفاهم ماشاكوس.. حل أم مشكلة؟!
مصعب الطيب بابكر
[email protected]
في 20/7/2002م وقّعت الحكومة السودانية مع حركة التمرد (الحركة الشعبية لتحرير السودان) ما يسمى بـ (تفاهم مشاكوس) باسم الضاحية الكينية التي جرى فيها التفاوض، وهو الاتفاق الذي يمثل (مفاجأة) حتى بالنسبة (للتجمع الوطني الديمقراطي) الذي تنتمي إليه الحركة وتشكل ذراعه العسكري، ولمصر وليبيا صاحبتي (المبادرة المشتركة) اللتين تربطهما علاقة خاصة بـ (الحركة) و (التجمع). الاتفاق الذي بدأ وانتهى في 24 ساعة بشكل (مسرحي) بعد 34 يوماً (فاشلاً) من المفاوضات وبعد أكثر من 19 جولة ولقاءً فنياً (فاشلاً أيضاً) تحت مظلة (الإيقاد). والاتفاق الذي يُنتظَر أن ينهِي أطول حروب إفريقيا التي أزهقت أرواح ما قدِّر بمليوني قتيل، وشردت 4.5 مليون نازح وكلّفت ما معدّله مليوني دولار يومياً (تمثل أكثر من 75%من الناتج القومي السوداني) كما جاء في تقرير المبعوث الأمريكي القسيس (جون دانفورث) عن السودان. فما الجديد إذن؟ ولماذا الآن؟ وماذا تعني الاتفاقية، وما الذي يترتب عليها؟ جزء كبير من هذه الأسئلة وغيرها سيظل قائماً ينتظر الإجابة، وجزءٌ آخر ربما تنكشف بعض إجاباته في السطور التالية.
ü الوضع الميداني قبل (مشاكوس):
بعد الهزائم الكبيرة التي تلقتها (الحركة الشعبية المتمردة) فيما سمي بعمليات (صيف العبور) عامي 1991 ـ 1992م واسترداد جيش الحكومة لأكثر من 41 حامية عسكرية فإنّ جيش الحركة ـ الذي يضم حوالي 30.000 مقاتل حسب تقدير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن ـ لم يستطع أن يقلب الميزان العسكري لصالحه رغم وجود عوامل إقليمية ودولية وداخلية تعزز مواقفه. و (الحركة الشعبية) تحظى بدعم الدول الغربية كافة، وبدعم أكثر من 160 منظمة غربية وعبر برنامج (شريان الحياة) الذي أنفقت عليه أمريكا بين عامي 1989 ـ 2001م أكثر من 2 مليار دولار ذهب جلّها لصالح الحركة.
إنّ جيش الحركة لا يستطيع أن يحسم خياراته عسكرياً كما يقول (دانفورث) في تقريره، بل إنه (ليس له القدرة ولا الوحدة على تعطيل الخطط الحكومية لاستغلال النفط) كما جاء في تقرير الإيكونومست 12/4/2001م .. بل إنّ وضع الحركة يصبح أكثر حرجاً عندما تستخدم الحكومة صفقة طائرات ميج 29 والدبابات الروسية والصينية المبرمة في ديسمبر 2001م، وعندما تستثمر الوضع الإقليمي والداخلي في صالحها. إنّ التمرد قبل مشاكوس كان يعيش في واحدة من أسوأ أوضاعه بعد (صيف العبور) وهو أحوج ما يكون إلى عملية (السلام) فإما أنْ يستثمر ما تبقى من قوته في تحقيق المكاسب من اتفاق هو فيه ليس الطرف المهزوم، وإما أن يهادن حتى يعيد تجميع صفوفه، ولربما تأتي له الأحداث بما يستفيد منه.
ü ماذا لدى دول الطوق؟
«تشترك الولايات المتحدة و (إسرائيل) وتلتقي مصالحهما في التدخل ومحاربة السودان عبر دول الجوار لاحتواء النظام الإسلامي الحاكم في الخرطوم؛ وقد يرى صناع القرار السياسي في أمريكا أنه في تسليم قرنق وسيلة ناجحة للمعالجة (صحيفة نيويورك تايمز 3/3/1996م)، وهذه السياسة أعلن عنها في أكثر من مناسبة مستشار الأمن القومي السابق (أنطوني ليك) ووزيرة الخارجية السابقة (مادلين أولبرايت). وهكذا فابتداءً من 1994م ساءت علاقة السودان بكل من إرتيريا وأثيوبيا... رفعت أثيوبيا شكوى ضد السودان لمجلس الأمن عقب محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في يونيو 1995م وصدر بموجبها القرارات العقابية (1044/1054/1070) وفي يناير 1997م عند احتلال منطقتي الكرمك وقيسان بعث السودان شكوى لمجلس الأمن اتهم فيها القوات الإرترية (6000 مقاتل و22 دبابة) باحتلال مواقع داخل الحدود السودانية. وقد أعلن الرئيس الإرتري ـ أكثر من مرة ـ: «إنّ إسقاط هذا النظام لا مجاملة فيها، ونحن لا نعمل في الخفاء إزاء هذا الأمر» (صحيفة الحياة يناير 1996م). وفي أبريل 1995م قطعت يوغندا علاقاتها الدبلوماسية مع الخرطوم، واتهمها السودان بغزو أراضيه في أكتوبر عام 1995م. وفي مارس 1997م نشرت دورية Africa analysis التابعة للاستخبارات البريطانية 17/11/1995م تقريراً عن إنشاء واشنطن لخلية متحركة تتبع الجيش اليوغندي بغرض محاصرة السودان.
ولكنّ قيام بوادر الحرب بين أثيوبيا وإريتريا غيّر تماماً نمط علاقتهما بالسودان لخطورة دوره وموقفه بالنسبة لهما.
أما يوغندا فقد وقعت اتفاقية مع الحكومة عام 1999م برعاية الرئيس الأمريكي (كارتر) والكيني (مـوي) تقضي بالتوقف عن دعم المعارضة المسلحة لأي من الدولتين، وأقفل الجيش اليوغندي معسكرات التدريب (العلنية) لحركة التمرد، ثم أعادت يوغندا فتح سفارتها بالخرطوم في سبتمبر 2001م... وهكذا احترقت ورقة الضغط عبر الجيران التي تبنتها الإدارة السابقة، وتبخَّر قدر كبير من الآمال في إسقاط نظام الخرطوم و (الحل الناجع) بتسليم جون قرنق حكم البلاد.
ü النفط ورياح المصالح:
تمكن التمرد بقيادة (قرنق) من ضرب أعمال شركة (شيفرون) الأمريكية للتنقيب عن البترول في فبراير 1984م، وضرب أعمال الشركة الفرنسية لحفر (قناة جونقلي) التي كان يؤمل أن توفر 4 مليارات متر مكعب سنوياً من مياه النيل؛ وعليه توقف العمل في استخراج النفط. ومن مارس 1997م بدأت ثورة نفطية جديدة بالسودان حتى وصل إنتاجها الآن 230 ألف برميل يومياً (كلها من منطقتي هجليج والوحدة فقط) بمساحة تقدَّر بـ 50.000 متر مربع وتعادل 6%من المساحة الكلية (المرخصة فقط) والتي يقدَّر أنها تحتوي على كميات تجارية من خام البترول الذي يتوقع أن يكون احتياطي السودان منه يتراوح بين مليار إلى أربعة مليارات برميل أو تزيد... وقد وفر عائد النفط للحكومة 71% من إجمالي الناتج المحلي، وحقق فائضاً في الميزانية يزيد عن 200 مليون دولار. ويملك امتيازات هذا الإنتاج شركات كندية وماليزية وصينية وسودانية كما يعمل في هذا المجال شركات من النمسا وروسيا وفرنسا والهند والإمارات وقطر. إنّ دخول النفط في جو الحرب سيعيد تشكيل الأحداث بحيث إنه:
- سيعضد موقف الحكومة، ويضمن لها التفوق في إمداد الحرب، وإنعاش الاقتصاد، وإغراء الفصائل المعارضة للانضمام لها.. يقول (جون برندر جاست) مسؤول الشؤون الإفريقية بالخارجية الأمريكية السابق (الأوبزيرفر 12/5/2002م): «إنّ خيارات الحركة محدودة، وقوتها العسكرية معرَّضة للتراجع مع تحسُّن موقف الحكومة بتدفق العائدات النفطية».
- سيعزز وضع الحكومة الدولي عبر تأسيس شراكات وتحالفات ومصالح مع الدول المؤثرة إقليمياً وعالمياً.
- سيحرك اللوبي الاقتصادي والنفط الأمريكي في سبيل تغيير السياسة الأمريكية تجاه السودان؛ بما يضمن له مصالحه النفطية. وهو ما كان يعنيه المبعوث الأمريكي (دانفورث) عندما صرح في 20/7/2002م قائلاً: «إنّ نجاح محادثات السلام في نيروبي؛ سيحوّل السودان من منطقة نزاع إلى مصدر رئيسي للنفط»... إنها رياح المصالح (العاصفة) التي تسير بها سفينة السياسة الأمريكية.
ü ماذا وراء المبادرات الأمريكية؟
بدأت أول مبادرة أمريكية حول حرب الجنوب في ديسمبر 1989م بنيروبي رعاها الرئيس الأمريكي الأسبق (كارتر)، ومنذ ذلك الحين تعدّدت المبادرات والمبعوثون الأمريكيون: هيرمان كوهين.. جورج موس.. ميلسيا ويلز... هاري جونستون... جيفري ميلينغتون.. وغيرهم. وهي مبادرات لم تتمخض عن شيء يُذكر سوى المزيد من تجريم الحكومة وفتح خطوط للإغاثة (الموجَّهة) ومتابعة أحوال النصارى وحمايتهم.
إنّ موقف الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه السودان يتشكل تحت تأثيرات عدة:
- تيار (اليمين الديني والجمعيات الأصولية النصرانية) وهي قاعدة الحزب الجماهيرية التي تؤثر عبر الكونجرس ومجلس النواب ومؤسساتها الإعلامية والمنظمات التي تديرها وأعضائها في الإدارة، وهذا التيار ذو دور قوي ومؤثر. ومن رَحِمِه خرجت مبادرات عدةٌ منها:
ü مشروع (سلام السودان) الذي أُجيز في مجلس النواب في مايو 2001م الذي يُوصِــي بالدعــم المباشــر (العسـكري) و (المدني) لحركة التمرد، والضغط على الحكومة، وصيانة الحريات الدينية، ومنع معاقبة الشركات الأمريكية العاملة في نفط السودان، وقد أيّدت الحكومة بنود المشروع، ولكنها تحفظت على بند العقوبات ضد الشركات مما أدى إلى إبعاده.
ü تعيين القس الأمريكي (جون دانفورث) في سبتمبر 2001م جاء بضغط من (لجنة حماية الحريات الدينية بالكونجرس) وهي إحدى أذرع تيار اليمين الأصولي الأمريكي.
ü مجموعات الضغط الصهيونية التي تسعى لدعم (الحركة) والتمكين لمشروعها (الحالم) في السودان، وإعدادها (كحليف إفريقي) لإسرائيل في منطقة استراتيجية وهامة؛ حتى لقد غدا شأن (جنوب السودان) مادة يتقرّب بها الرئيس بوش لليهود في 3/5/2001م عندما شبه معاناة الجنوبيين في السودان بمعاناة اليهود في مطلع القرن السادس عشر... ثم تعهد بدعمهم.
ü اللوبي الاقتصادي والنفطي الذي يهمه في المقام الأول دخول السوق السودانية النفطية، وتوسيع استثماراته. ومما يوسع مساحة تأثير هذا التيار أنّ الإدارة الحالية (بوش ونائبه) تنتمي لهذه المجموعة... لقد كان هذا اللوبي وراء:
- إسقاط مشروع (سلام السودان) في مرحلة العرض على الكونجرس.
- مشروع (مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية) في مارس 2001م (والذي أعده خمسون خبيراً) عن السلام في السودان. وفكرته الأساسية هو قيام دولة واحدة بنظامين ودستورين، واقتسام السلطة والثروة (النفط) بين الحكومة والحركة بالإضافة إلى حماية الحريات الدينية.
ü مجموعة الأمريكيين السود التي تتأثر بما يُروّج عن دعاوى الاستعباد والرق والسُّخرة لمواطني جنوب السودان وهذه المجموعة تعمل بالتضامن مع اليمين الديني.
ü المفاوضات قبل مشاكوس:
أول لقاء جمع بين (حكومة الإنقاذ) و (الحركة الشعبية) كان عبر المبادرة الإثيوبية في أغسطس 1989م تلاها المبادرات النيجيرية (أبوجا الأولى 1992م) و (الثانية 1993م) ثم ظهرت مبادرات الإيقاد في سبتمبر 1993م. وقد قبلت الحكومة طمعاً في ضغط دول الجوار على (الحركة) حينما كانوا على وفاق مع الحكومة، وفي ظل غياب دور عربي أو إسلامي آخر. في مايو 1994م تقدّم وفد الحركة لأول مرة بمقترح (تقرير المصير) الذي ضمن في مقترح الوسطاء الذي سمي بـ (إعلان المبادئ) وقد رفضته الحكومة في حينه. وحينما وافقت الحكومة على (إعلان المبادئ) في جولة أكتوبر 1997م طرح وفد الحركة مقترح الكونفدرالية وقضية توسيع حدود الجنوب؛ وهو ما رفضته الحكومة أيضاً.
ü حقيقة تفاهم مشاكوس:
قبيل إبرام الاتفاق كانت الأمور تسير وكأنها موعودة بشيء جديد، وأنّ هذه الجولة ليست كباقي الجولات؛ فالرئيس السوداني ومستشاره للسلام ووزير الخارجية السوداني أبدوا تفاؤلاً بلا تحفظ على نجاح هذه المفاوضات (مثلاً الرأي العام 1/7/2002م)، وتحدث قادة الحركة عن إمكانية أن يقبلوا دولة بنظامين في أكثر من مناسبة مثلاً (ياسر عرمان) الناطق الرسمي لحركة التمرد في لقاء الشرق الأوسط 5/7/2002م أما الولايات المتحدة فقد صرح وزير خارجيتها (كولن باول) في 1/7/2002م لقناة FOXقائلاً: «إنّ واشنطن تدفع بقوة لإنهاء الحرب في السودان عبر المفاوضات الجارية الآن في نيروبي» وفي جلسة استماع أمام (اللجنة الفرعية للشؤون الإفريقية) بالكونجرس الأمريكي في 11/7/2002م تحدث (وولتر كانشتاينر) مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية عن أنّ «المفاوضات الجارية الآن في نيروبي تمثل فرصة إيجابية للغاية لتحقيق السلام في السودان».
لقد تعزز الموقف الأمريكي بعد نجاح وقف إطلاق النار واتفاق جبال النوبة في 19/1/2002م برعاية (دانفورث) وتمّ نشر الوجود الأمريكي في جبال النوبة تحت مسمى: (لجان المراقبة والإغاثة) كخطوة أولى للمبادرة الأمريكية، أما الخطوة الثانية فكانت جنوب السودان عبر (مشاكوس).
إن مقترح (مشروع التفاهم) صاغه خبير القانون الدستوري الجنوب إفريقي (نيكولاس هيسن) الذي حضر بصفة مستشار، وقدمه المبعوث الكيني الجنرال (لازروس سومبابو) الذي هدد بأن الطرف الذي سيرفض التوقيع سيتحمل تبعات ذلك؛ وهكذا وقع الطرفان مشروع (التفاهم) الذي لونه وريحه وطعمه أمريكي، وهو لا يختلف كثيراً عن (مركز الدراسات الاستراتيجية) بواشنطن ولا عن المسودة التي قدمها السياسي الجنوبي المتعاطف مع الحركة أبيل ألير في أغسطس 2000م وهو ما صرح به (دانفورث) للصحافة في 17/2/2002م وهو طرح الحركة تقريباً لولا الصياغة (اللطيفة) التي تجنبت المصطلحات المثيرة.
أما الاتفاق فقد كان ضبابياً ومبهماً؛ إلى الحدّ الذي تضاربت فيه تفسيرات أعضاء الوفد الواحد، وأصبحت له أكثر من قراءة، وعلى كل حال فهو يتضمن ثلاث قضايا:
1 - علاقة الدين بالدولة (الشريعة والدستور).
2 - تقرير المصير (الانفصال).
3 - الفترة الانتقالية وهيكلة السلطة.
ü علاقة الدين بالدولة في (مشاكوس):
لقد قال المبعوث الأمريكي (دانفورث) في20/1/2002م إنه «لا يتوقع قيام دولة علمانية في السودان، والمطلوب هو الحفاظ على حقوق غير المسلمين».. وعلى هذا فأمريكا يمكن أن تقبل بدولة (غير علمانية) في السودان، ولكن تحت شرط (واسع) هو الحفاظ على حقوق غير المسلمين.
أما (الحركة) فقد تقبل بقيام (الشريعة) في الشمال بشروط:
أولاً: أن يكون ذلك في ظل (كونفدرالية): دولة بنظامين ودستورين وإدارتين.
وثانياً: أن يكون الدستور الاتحادي علمانياً.
وثالثاً: أن تكون العاصمة الاتحادية علمانية (في تصـريح قرنــق نفــسه في 16/5/2000م) و (الحكومة) قدمت كل ما يمكن أن تقدمه فدستور السودان لعام 1998م (المواد 21، 24، 25، 27، 37) قد أعطى (بسخاء) كل حقوق التساوي وحرية العقيدة والعبادة والفكر والتنصير والدعوة والمجموعات الثقافية ومنع التمييز بحسب الدين والسكوت عن دين الرئيس. واتفاقية الخرطوم للسلام الموقعة في أبريل 1997م مع ست فصائل جنوبية قد استثنى الجنوب من أحكام (الشريعة) المادة (5 ـ ب). والحقيقة أنّ الأحكام المعمول بها في دستور 1998م التي ينصّ الدستور على أن مصدرها هو (الشريعة الإسلامية) لا تمثل ما يتطلَّع إلىه المسلمون من إقامة شرع الله لا تقنيناً ولا تنفيذاً؛ وإنّ من الرزية أن يهزأ مثل هذا المتمرد (قرنق) بعقائد المسلمين فيقول في تصريح له نشرته صحف الخرطوم في 9/8/2002م: «لقد تم حسم أمر الشريعة رغم أننا كنا نريد استبعادها، لكن الوضع تغير فأصبح تطبيق الشريعة في الشمال أمراً يخص الشماليين وعليهم أن يكونوا جادّين في ذلك».
وبحسب (الاتفاقية) فإنّ علاقة (الدين بالدولة) تكونت من قضيتين:
أولاً: قسم يتعلق بالحقوق والواجبات (البند 6) وهذا بند واضح يماثل ما جاء في دستور 1988م مع تفصيل زائد.
ثانياً: قسم يتعلق بالدستور (البند 3) وهو نص (رمادي) يحتمل التأويلات:
فالفقرة (1) تتحدث عن (دستور قومي أعلى) يجب أن يتوافق مع كل القوانين.
والفقرة (2) تتحدث عن (تشريعات وطنية) إذا طبقت خارج الجنوب (باقي السودان) فمصدرها الشريعة واجتماع الشعب... وإذا طبقت في الجنوب فمصدرها إجماع الشعب والعادات. وتتحدث نقطة تالية عن (التشريعات الوطنية ذات المصدر الديني) لولاية لا يدين غالبها به؛ فهذه إما أن تُغيّر عبر موافقة ثلثي (مجلس الولايات) أو عبر مؤسسات في الولاية متماشية مع الدين فيها.
إن موضع الاتفاق في هذا (التفاهم) بين توضيحات وفدي الحركة والحكومة هو أنّ الشمال يحكم (بالشريعة) الواردة في دستور 1998م والجنوب بقوانين (غير الشريعة) صادرة عن مؤسسات (أو جهات) تكونها (الحركة الشعبية) مع الجنوبيين.
أما موضع الاختلاف بين الوفدين فهو قائمة طويلة تبدأ من قضية وجود ـ أو عدم وجود ـ (دستور اتحادي ثالث)! ثم هل الدستور الاتحادي علماني أم إسلامي؟ وهل يعني إلغاء دستور 1998م أم تعديله؟ وهل العاصمة القومية ستكون ضمن الدستور العلماني أم (الإسلامي)... إلخ.
وكيفما كانت تفاصيل الاتفاق ـ على أهميتها ـ فإنّ مجرد وجود (الحركة الشعبية) في سدة السلطة الاتحادية بثقلها وثقل من يقف وراءها سيفرز واقعاً جديداً لا يمكن التنبؤ بمآلاته. نسأل الله حسن العاقبة.
ü مسألة الانفصال:
تتحدث الفقرة (22) من (المنافستو) الذي خرجت به (الحركة الشعبية) أول ظهورها: «لا بد من التأكد بأنّ هدف الحركة ليس هو فصل الجنوب عن الشمال... إنّ الجنوب سيظل أبداً جزءاً لا يتجزأ من السودان... لقد تم تقطيع أوصال القارة الإفريقية بواسطة المستعمرين في الماضي... ولا تخدم الحركات الانفصالية إلا أهداف أعداء القارة» وهذا النص في الواقع لا يعكس (الوحدوية) التي يدعيها (قرنق) بقدر ما يعكس النزعة التوسعية لتسلطه التي يعبر عنها أحياناً (بالسودان الجديد)... إنّ معظم القادة الجنوبيين لا يمكن تسجيل رأي (واحد ودائم) لأي منهم حول قضية الانفصال، وعندهم أنّ لكل مقام مقالاً ولكل حادث حديثاً.. وفي الوقت الذي تتحدث فيه (الحركة) عن الوحدة فإنها تطالب بتقرير المصير في سائر مفاوضاتها، و (الذي يرغب في الوحدة لا يطالب بتقرير المصير) على حـد تعبير السيـاسي الجنوبـي (جناح الفصـيل المتحـد) د. لام أكول. أما الكونفدرالية فقد طرحتها الحركة في (أبوجا الثانية) تم أعادت طرحها مرة ثانية في جولة أكتوبر 1997م عبر (الإيقاد) وبعدها قال قرنق (لصحيفة الخرطوم 7/12/1997م): إنّ (الكونفدرالية ليست من خياراتنا) وقال إنه جاء بها لنسف المفاوضات.. ثم عاد ليقول في الذكرى (17) للحركة بتاريخ 16/5/2000م إنّ (الكونفدرالية هي الحل الأكثر نجاعة لمشكلة السودان)!
ü خاتمة:
إنّ واحدة من أبرز مشكلات الجنوب ـ سواء مع الوحدة أو الانفصال ـ هو وجود عشرات الفصائل الجنوبية ومئات القادة الميدانيين (الذين يسيطرون على آلاف المقاتلين) والذين تختلف أعراقهم ومشاربهم وطموحاتهم وآراؤهم وهي أعقد بكثير من أن تسعهم صياغة للحكم ولو كانت (سخيّة) كما هو واضح في دراسة قام بها كاتبان: (جوك مادوت) و (شارون ألين) عن حرب الجنوب توصلت إلى أنّ عدد الضحايا في الصراعات (الجنوبية ـ الجنوبية) أكبر بكثير من ضحايا الصراعات (الشمالية ـ الجنوبية).
ليس من شك أنّ لكل خيار من (الوحدة أو الانفصال) مخاطره ومحاذيره، وأنّ صراعاً بهذا التعقيد يفتح مجالاًً واسعاً جداً (للاحتمالات والمفاجآت) التي كان من آخرها قيام قوات المتمردين باقتحام مدينة توريت الاستراتيجية الحصينة بعد قصف مكثف استمر لمدة يومين، وقد تم ذلك بأن زجّت حركة التمرد بما يزيد عن تسعة آلاف من الجنود المدعـومين بالدبابات ليتمكنوا من احتلال المدينة وقتل أعداد كبيرة من القوات الحكومية والمتطوعين والاستيلاء على كميات من العتاد الحربي والذخائر. وبينما أعلنت الحكومة تعليق المفاوضات وطلب الرئيس البشير من الوفد الحكومي الرجوع إلى الخرطوم احتجاجاً على هذه العملية فإن حركة التمرد اتهمت الحكومة بالنكوص عن الاتفاقية والتهرب من التزاماتها، وأضافت إلى ذلك مطالبتها بفصل الدين عن الدولة وتعريف حدود الجنوب إلى مناطق جنوب النيل الأزرق والأنقسنا والميرم وأبياي في غرب كردفان وجبال النوبة، كما أكدت إصرارها على تعيين مدينة ملكال عاصمة للاتحاد الكونفدرالي بين الشمال والجنوب.
إن هناك تخوفاً كبيراً أن تكون مشاكوس بداية (مشكلة) تأزم الموقف وأن تدخل البلاد في دوامة أشد وأنكى يحمل تبعاتها أجيال بعد أجيال.
وعلى حكومة السودان الحرص واليقظة من غدر (قرنق وأتباعه) فالرجل صاحب اتجاه مناوئ للسودان، وصاحب أيديولوجية صليبية، وهو مدعوم من الغرب ومن أذنابهم في القارة ومهما تظاهر بالموضوعية وأدعى الوحدة فبرنامج حركته انفصالي، وهجوم قواته بعد التفاهم يدل على نوايا خبيثة ومحاولة ضرب وحدة الشعب السوداني.
ونعتقد بأن الاتحاد والوحدة بين فئات الشعب السوداني كفيلة بالقضاء على مخططات المغرضين والحاقدين وأهل الأهواء وأعداء الاتجاه الإسلامي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: HOPELESS)
|
اوردته الب بي سي .. عن جراي فومبيا
جون قرنق: المتمرد الإفريقي المحير جارانج: حياة في الأدغال جراي فومبيا بي بي سي نيوز أونلاين جون قرنق كان ضابطا في الجيش السوداني أرسل إلى الجنوب لقمع تمرد قام به 500 جندي جنوبي رفضوا أوامر بالتوجه إلى الشمال. لكنه لم يعد.
لديه مظهر بارد، يعطيك الانطباع أنه فوق الآخرين
بيتر موسزينسكي ومن هنا بدأت قصة الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي خاض إحدى أطول الحروب في القارة الإفريقية بين الجنوب المسيحي والوثني من جهة والشمال المسلم الناطق بالعربية من جهة أخرى.
وبدلا من اتباع أوامر رؤسائه، شجع قرنق على التمرد في مواقع أخرى، ووضع نفسه على رأس حركة التمرد ضد حكومة الخرطوم.
ومنذ اندلعت الحرب الأهلية السودانية عام 1983، قتل مليونا شخص وشرد أكثر من مليون.
وانتعشت مؤخرا الآمال بانتهاء القتال، بعد توقيع اتفاق بين الجيش الشعبي لتحرير السودان والحكومة المركزية.
بين أمريكا والسودان
وجون قرنق هو أحد أكثر الشخصيات المتمردة تعقيدا في قارة مليئة بجميع أنواع التمرد والثورة. ومن الناحية الجسدية، يمتلك بنية ضخمة ولحية وبشرة سوداء فاحمة مثل أقرانه من إثنية دينكا.
وقد قضى زعيم التمرد الحاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من الولايات المتحدة بداية حياته في غابات الجنوب.
ورغم أنه كان في قلب الصراع لفترة طويلة، فإن ما يعرف عن قرنق الإنسان لا يزال قليلا.
الحرب الأهلية شردت حصدت أرواح مليوني سودانيويقول بيتر موسزينسكي، وهو متخصص في تغطية أخبار الحرب الأهلية السودانية لعدة سنوات، إن من الصعب إقامة علاقة شخصية مع هذا الرجل: "لديه مظهر بارد، يعطيك الانطباع أنه فوق الآخرين." ويصف جيل لاسك نائب رئيس تحرير أفريكا كونفيدينشيال والمتخصص في الشؤون السودانية قرنق بأنه رجل فخور، ويقول إنه "رجل ذو كاريزما وقدراته القيادية واضحة."
"هو رجل عسكري محترف. رجل يؤمن بأنه ماهر."
قرون الكباش
وولد قرنق عام 1945 في قبائل دينكا الجنوبية المعروفة بعبادة السماء وعزف الموسيقى باستخدام قرون الكباش وحبها للحوم المشوية.
وكانت عائلته مسيحية، وقد أرسلته إلى الولايات المتحدة لتلقي تعليمه فدرس في كلية جرنيل، أيووا، ثم عاد إلى الولايات المتحدة مرة ثانية لتلقي تدريب عسكري في فورت بينينج، جورجيا.
الجيش الشعبي متهم بعدة انتهاكات لحقوق الإنسانوكان أول اختبار لقرنق في حرب العصابات عام 1962 في بداية الحرب الأهلية مع حركة أنيا أنيا الجنوبية. وبعد ذلك بعشر سنوات، وقعت الحكومة المركزية اتفاقا مع أنيا أنيا وصار الجنوب منطقة حكم ذاتي.
واستوعب الجيش السوداني قرنق وآخرين حيث انتقلوا للعيش في الخرطوم.
لكن بعد خمس سنوات من اكتشاف البترول في الجنوب السوداني عام 1978، اندلعت الحرب الأهلية مرة ثانية، وكان طرفاها القوات الحكومية والحركة الشعبية لتحرير السودان، وجناحها العسكري الجيش الشعبي لتحرير السودان.
وتحيط بالخلفية العقائدية للجيش الشعبي لتحرير السودان نفس الضبابية التي تحيط بزعيمه قرنق.
قرنق لا يتهاون مع المعارضة، ومصير من يختلف معه أو مع القيادة هو السجن أو القتل
جيل لاسكوتستمد تلك الأيديولوجية مفرداتها من الماركسية إلى الحصول على تأييد الأصولية المسيحية في الولايات المتحدة.
وليس معروفا على وجه الدقة موقف الجيش الشعبي من بعض الأمور المحورية، مثل إذا كان يقاتل من أجل استقلال جنوب السودان أم مجرد مزيد من الحكم الذاتي.
كما يشعر الأصدقاء والخصوم بالحيرة إزاء سجل حقوق الإنسان للجيش الشعبي لتحرير السودان ولأسلوب قيادة قرنق.
عالم مظلم
ويقول جيل لاسك إن "الجيش الشعبي لتحرير السودان تغير كثيرا عبر السنين، لكنه كان مذنبا في الماضي باقتراف انتهاكات واضحة لحقوق الإنسان في المناطق الجنوبية من السودان."
"قرنق لا يتهاون مع المعارضة، ومصير من يختلف معه أو مع القيادة هو السجن أو القتل."
البشير توصل لاتفاق مع جارانجوفي عالم حرب العصابات المظلم، نجا جون قرنق من عدة محاولات لقتله سواء من داخل حركته أو من خارجها."
ويقول بيتر فيرني، رئيس تحرير خدمات المعلومات السودانية المستقلة إنه "قد فاق الآخرين حيلة بمكره، وبالأخذ بزمام المبادرة دائما... تستطيع أن تعرف ذلك من طراز إجراءات الأمن حوله أينما تنقل."
لكن يذكر له دائما قدرته على الحفاظ على وحدة الحركة حتى في الأوقات العصيبة.
ففي عام 1986 كان لدى الجيش الشعبي 12.500 جندي مسلح، مقسمين إلى 12 وحدة ومجهزين بأسلحة صغيرة وبعض مدافع الهاون.
اما في عام 1989 فقد وصل عدد جنود الجيش الشعبي إلى ما بين 20 ألفا إلى 30 ألفا، ثم ارتفع العدد عام 1991 إلى 50 ألفا إلى 60 ألفا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: HOPELESS)
|
المسكوت عنه والمخفي في اتفاقية ماشاكوس مع قرنق
بقلم : كمال السعيد حبيب
في الضاحية الكينية "ماشاكوس"[1] وبرعاية أميركية وأوروبية [2] وأفريقية[3] وقعت الحكومة السودانية، وحركة المتمرد "جون قرنق" المعروفة باسم "حركة تحرير شعوب السودان"[4]، ما أطلق عليه "اتفاق ماشاكوس" - تم ذلك في الفترة الممتدة من 18 - 20 يوليو الماضي حيث كان مقرراً استكمال المفاوضات حول اتفاق الإطار الأولي في كينيا.. ونقلت وكالات الأنباء صورة "البشير" وهو يصافح "جون قرنق".. المتمرد المتلون المعبر عن الأجيال اليسارية الأفريقية التي ارتمت في الأحضان الأميركية الدافئة.. وأصبحت مخلب قط لتنفيذ مخططاتـها في مواجهة العروبة والإسلام في أفريقيا.
وتكفي الإشارة إلى أن أميركا رعت "مبادرة دول الإيغاد" في مواجهة المبادرة المصرية والليبية باعتبار أن مبادرة " الإيغاد " - هي المدخل الحقيقي لانفصال الجنوب حيث تتضمن ما يطلق عليه "حق تقرير المصير لشعوب الجنوب"، وفي الواقع فإن هناك تمييزاً بين الجنوب كدلالة جغرافية حيث يشير إلى الثلاث محافظات التي تقع في جنوب السودان، أما الجنوب كشعوب وكدلالة سياسية فإن "قرنق" يستخدمها ليعبر بـها عن شعوب أخرى مثل "النوبة" التي تقع في غرب السودان، وهو يشير إلى أن شعوب الجنوب هي تلك الشعوب الأفريقية التي تمثل حوالي 70% من شعب السودان، أما الشعب العربي الذي يطلق عليه "الجلابة" فهم لا يزيدون عن 30% من سكان السودان.. ومهما خدع المخدوعون في اعتبار "قرنق" وحدوياً فهو ليس إلا شعوبياً انفصالياً عميلاً لأميركا والكيان الصهيوني والغرب بعامة.. وهو لا يستخدم اللغة الوحدوية إلا استخداماً سياسياً مضللاً يرتدي به ثوب زُور لتمرير أطماعه التفتيتية..
ومن ثم فإن أحد الأسباب التي تحمل بذور التفجير الخطير للاتفاق.. هي هذه القضية بالذات؛ فـ"قرنق" وحركته الشعبية العميلة والتي يبلغ تعدادها اليوم 60 ألف مقاتل.. عمادها مقاتلون من النوبة في الغرب ومن قبائل أخرى كبيرة لا تنتمي للجنوب جغرافياً، ومن ثم فإنه لن يقبل بصيغة الجنوب الجغرافي التي نص عليها اتفاق "ماشاكوس"، إنه يتحدث عن "شعوب الجنوب الأفريقي" في مواجهة شعب السودان العربي..
وبينما نص الاتفاق على فترة تحضيرية هي ستة أشهر تبدأ بعدها الفترة الانتقالية التي تستمر 6 سنوات يحكم خلالها الجنوب بمحافظاته الثلاث حكماً ذاتياً.. فإنه تضمن أيضاً وقف القتال بين الطرفين المتفاوضين.
لكن "قرنق" كخريج معتمد في مدرسة المخابرات الأميركية والصهيونية - اعتمد مبدأ "فاوض وقاتل"، وقبل الجولة الثانية من المفاوضات التحضيرية قام بالاستيلاء على مدينة "توريث" الجنوبية الاستراتيجية، وهو ما دفع الحكومة السودانية إلى إعلان انسحابـها من المفاوضات إلا بعد "استعادة المدينة الجنوبية أو انسحاب الحركة منها.. وذلك حتى يفهم "قرنق" أنه لا يمكن أن يحقق عبر الخيانة والقوة ما لا يستطيع تحقيقه بالمفاوضات.
والواقع أن أميركا لا تريد أن تغفر للسودان تبنيه لخط حضاري يعتمد الإسلام مصدراً له، ومن ثم فقد اعتبرت أميركا السودان دولة على قوائم الإرهاب منذ عام 1993، كما شنت القوى النصرانية اليمينية في أمريكا ضغوطاً هائلة على الكونجرس لاستصدار قرارات تفرض العزلة على السودان بما في ذلك تـهديد الشركات الكندية العاملة في اكتشاف البترول بالسودان بحرمانـها من التعامل في البورصة الأميركية.. وهناك مجموعة النواب السود في الكونجرس وهي تسعى لفرض العزلة والحصار على السودان بسبب توجهه الحضاري العربي - الإسلامي.
وكانت الإدارة الأميركية السابقة "كلينتون" قد فرضت عقوبات تجارية وأغلقت السفارة الأميركية في الخرطوم، وبعد أحداث سبتمبر الماضية أرادت حكومة البشير أن تنـزع عن نفسها تـهمة الإرهاب الأميركية، وتحاول فك الحصار الخانق حولها عن نفسها، فقدمت لأميركا كل ما لديها من معلومات فيما يتصل بعلاقتها بالإسلاميين، وبدأت الإدارة الأميركية الجديدة تخفف الضغوط على الخرطوم من أجل مصالحها المتمثلة بشكل أساسي في "البترول"[5] وهو ما عبر عنه المبعوث الأميركي الخامس للسودان مؤخراً "جون دانتورث" حيث قال:
"إن وقف الحرب الأهلية في السودان يمكن أن يفتح الباب أمام السودان ليصبح دولة نفطية كبرى"، وكما هو معروف فإن الإدارة الأميركية الجديدة تعبر عن "لوبي البترول الأميركي" الذي يريد إعادة تقسيم الجغرافيا السياسية للعالم من أجل استمرار السيطرة على "منابع النفط" التي تمثل روح الآلة الصناعية الغربية في شتى المجالات، ومع سعي الإدارة الأميركية لتحقيق مصالحها "البراجماتية" من تحقيق استحواذها على نفط السودان، فإنـها في نفس الوقت لا تزال عازمة على القضاء على الخبرة الحضارية التي قدمها السودان باعتباره دولة فقيرة استطاعت في ظل الحرب الأهلية المفروضة عليها لما يقرب من عشرين عاما أن تحقق نجاحات هامة[6] منطلقة من توجهها الإسلامي - العربي.. ولا تريد أميركا هذا فقط بل إنـها تريد فصل الجنوب - ومن يعتقد أنـها تريد السودان موحداً باعتبار أن ذلك أفضل لمصالحها الاستراتيجية في القارة[7] - هو واهم، وتكفي الإشارة إلى أن اتفاق "ماشاكوس" هو أول اتفاق في تاريخ علاقة الحكومة السودانية بمعارضيها يقرر كلمة "الانفصال" - لأول مرة تحمل وثيقة سودانية كلمة "الانفصال" وهنا الخطر القادم والكبير على السودان، بل وأفريقيا ذاتـها.. كما أنه خطر على مصر والعالم العربي، لأنه سيضعه تحت رحمة "الكماشة" الجديدة التي تمثلها أثيوبيا ودولة الجنوب الجديدة التي ستكون قاعدة استراتيجية لعمل المخابرات الأميركية والموساد لخنق مصر من منابع النيل، والتلاعب بأمن الدول العربية في أفريقيا.. وفي نفس الوقت منع أي تواصل بين العالم العربي وأفريقيا، وإيقاف مد الإسلام في أفريقيا.. لأنه من المنظور الحضاري الإسلامي فإن في "أفريقيا" مسلمين يهمهم التواصل مع المسلمين العرب.. إن دولة "قرنق" الجديدة هي التي توصف بأنـها دولة حاجزة للفصل بين أفريقيا العربية وأفريقيا السوداء.
ومهما قيل فإن أميركا هي التي مهدت للاتفاق ورعته ضاربة عرض الحائط بالمبادرة المصرية - الليبية، وفي نفس الوقت ضاربة عرض الحائط بالقوى السياسية الأخرى في السودان، وجاءت بالحكومة الشرعية على كره منها ليصافح رئيسها متمرداً أفاقاً، بل وليملي الشروط ويفرض الأمر الواقع.. وكأنـها لا تكتفي - أي أمريكا - بفعل ذلك في فلسطين، فهي تفعل أيضاً في السودان، وفي كل الأحوال لضرب المصالح العربية والإسلامية، ولفرض النماذج الأميركية الجديدة في إعادة رسم الخرائط والمصالح والقوى والأنظمة.. بالأساس في العالم العربي (المنطقة الرخوة من العالم التي تفتقد الإرادة السياسية والزعامة والقوة الإقليمية التي تناطح من أجل الدفاع عن وجوده ورسومه وحدوده).
واليوم وبعد انسحاب الحكومة السودانية من المفاوضات بعد خيانة "قرنق" للاتفاق تعود أمريكا لتكشر عن أنيابـها حيث ذكرت صحيفة "الأيام" السودانية عن مصدر ديبلوماسي غربي "أن أميركا عرضت على السودان العودة لطاولة المفاوضات وتوقيع اتفاق سلام شامل مع حركة "قرنق" نظير سحب اسم السودان من قائمة الإرهاب وإلغاء العقوبات الاقتصادية وجميع الديون على السودان، وفي حالة عدم الاستجابة من جانب الحكومة، فإنـها ستواجه بعقوبات اقتصادية وسياسية متشددة مع فتح كافة الملفات المسكوت عنها، وتصعيد الأمر لمجلس الأمن إن اقتضى الحال"[8].
ماذا يخفي الاتفاق؟:
القراءة المتأنية في الاتفاق الخطير سوف تكشف عن حقائق - في منتهى الخطورة - نذكرها في الآتي:
1 - القضاء على السودان الإسلامي والتأسيس لسودان جديد ذي طابع علماني يعتمد القيم الغربية كمصادر للحكم وعلى رأسها المواطنة والديموقراطية التي تعتمد التعددية العرقية والجنسية كأساس للمجتمع والحكم، ونفي التعددية الوظيفية التي تجعل من الإسلام إطاراً مرجعياً، والمثير أن الإسلام لم يذكر في نص الاتفاق وإنما ذكر النص كالآتي:
مسألة الدين والدولة في ضوء التعدد الثقافي والجنسي والعرقي والديني واللغوي في البلاد وتأكيداً على عدم استغلال الديانة كعنصر تفرقة يتفق الطرفان على:
تعتبر الديانات والعبادات والمعتقدات مصدر قوة معنوية وإلهام للشعب السوداني..
بل وقبل الاتفاق بأن يكون رئيس الجمهورية غير مسلم استناداً إلى مبدأ المواطنة فنصت المبادرة على أن:
تقوم صلاحية أي شخص للمناصب العامة بما فيها منصب الرئيس والوظائف العامة والتمتع بكل الحقوق على أساس المواطنة وليس الديانة أو المعتقدات والتقاليد..
هنا.. في الواقع.. الخطر لا يهدد السودان وحده، وإنما يضع أساساً لترتيبات سياسية ومجتمعية جديدة للمجتمعات التعددية بحيث يمكن تطبيق النموذج السوداني في أماكن أخرى من العالم العربي مرشحة لذلك منها مصر والجزائر والسعودية والشام كلها، والعراق قادمة وهكذا.. ويعتقد كاتب هذه السطور أن الخطر الداهم في اتفاق "ماشاكوس" هو استبطانه لنموذج يجرى الاستعداد لتعميمه في البلدان العربية والإسلامية.. بل وبلدان أفريقيا ذاتـها وهي بلدان قامت على أساس التسامح والتعددية الثقافية بمعناها الواسع.
2 - ومن الناحية السياسية فإن البديلين هما سودان واحد علماني، أو انفصال عبر حق تقرير المصير من خلال الاستفتاء - كما حدث في تيمور الشرقية تماماً، والواقع أن الحديث عن سودان واحد علماني هو نوع من التضليل السياسي؛ لأن كل الحالات التي أجرت استفتاء لتقرير مصيرها فإنـها صوتت للانفصال.. مع الإشارة إلى أن السنوات الست سوف تمهد لانفصال واقعي حيث ستحكم حكماً ذاتياً قبل تصويتها على الانفصال.
3 - خلال السنوات الست - قبل تقرير المصير - هناك مواد مثيرة للالتفات في الاتفاق ولحساسيتها لم تشر إليها وسائل الإعلام..هذه المواد تتمثل في فتح باب الجنوب على مصراعيه لقوى التنصير العالمية مثل مجلس الكنائس العالمي، والتيارات البروتستانية والكاثوليكية للعمل على تنصير الجنوب بالكامل.. بل واتخاذه منطلقاً للعمل التنصيري.. فهناك مواد مثل:
- تتفق الأطراف على حرية العبادة والتجمع في تجمعات تخص الديانة، وإنشاء مؤسسات خيرية وإنسانية، وكتابة أو إصدار أو توزيع مطبوعات ذات علاقة وتعليم الدين والمعتقدات في أماكن مناسبة.. والأخطر هو:
- جلب واستلام التبرعات المالية والإسهامات الأخرى من الأفراد والمؤسسات، ثم إجراء الاتصالات مع الأفراد والجماعات في الشئون الدينية والمعتقدات، على المستويين الوطني والدولي والاستمرار فيها.
ماذا تعني هذه المواد التي تتيح جلب التبرعات المالية وتتيح الاتصالات مع الجماعات في الشئون الدينية على المستويين الوطني والدولي.. إن ذلك يشير بصريح العبارة إلى أن هذه المواد هي من صنيع لوبي التنصير والكنائس العالمي، وهي منازلة صريحة للاتجاهات العميلة النصرانية الأميركية..
إنـها تعني فتح الباب واسعاً أمام حركة هذه القوى التنصيرية الغاشمة حتى تستطيع فرض الانفصال بعد السنوات الست..
إن حكومة البشير[9] من الواضح أنـها سلمت بقبول الانفصال مع ضمانـها سلامة الشمال.. لكن الانفصال سوف يظل يطارد السودان.. ويطارد أفريقيا والبلدان العربية والإسلامية.
السودان بحاجة إلى تحرك عربي فعال، وبحاجة إلى إرادة صلبة من حكومته؛ لأن هزيمته في معركته مع الإمبريالية الأميركية وقوى الانفصال.. سيكون خطراً داهماً على المصالح العربية والإسلامية في القارة الأفريقية كلها...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: HOPELESS)
|
عن الرق في السودان ومصائب أخري
بقلم : د. عبدالوهاب الافندي
لولا انه السودان لكان في مفارقات الأسبوعين الماضيين ما يثير العجب، ولكن احوال بلادنا لم يعد فيها ما يدهش ولا ما يستحيل. فبعد ايام قليلة من اعتراف الحكومة رسميا لأول مرة بان وراء الادعاءات بعودة الرق في السودان بعض الحقيقة، اطلع الرأي العام الامريكي لأول مرة علي ما يشبه كامل الحقيقة حول هذه القضية المثيرة للجدل. ففي الاسابيع القليلة الماضية سمحت الحكومة لأول مرة باعادة بضعة اطفال من الجنوب الي ذويهم عبر مطار الخرطوم، وذلك بعد ان قامت لجنة مختصة باستنقاذ هؤلاء الاطفال من خاطفيهم من رجال القبائل العربية في غرب السودان. وكانت الحكومة قبل ذلك تنفي بشدة وجود ظاهرة من هذا النوع، ولا تقبل الحديث عنها علناً، وبالتالي تتحفظ في اي معالجة لها علي هذا الاساس.
وفي الاسبوع الماضي قدمت شبكة سي بي اس الامريكية برنامجا تلفزيونيا كشفت لأول مرة ما شاب الادعاءات حول الرق في السودان من تلفيق دعايات كاذبة، وأطلع الرأي العام الامريكي علي كثير من الحقائق التي شوهتها الدعايات. وكان مما كشفه البرنامج ان المسرحيات المسماة بعملية تحرير الرقيق، والتي ظلت مادة خصبة للدعاية من قبل بعض المنظمات المسيحية في امريكا والغرب، كانت كلها تلفيقا وضحكا علي ذقون ممثلي هذه المنظمات. فالرقيق المزعوم لم يكن سوي اطفال الحي، والتجار المزعومون لم يكونوا سوي جنود في قوات التمرد الجنوبية تنكروا في زي عربي.
هذه الحقائق نبهت عليها كما هو معروف صحيفة آيريش تايمز (Irish Times) منذ اشهر، وتناقلتها عنها وسائل الاعلام الغربية. ولكن هذه اول مرة يخصص فيها برنامج تلفزيوني وثائقي امريكي هام من وزن برنامج 60 دقيقة ، ويتناول الادعاءات بهذا التفصيل فقد أورد البرنامج شهادات دامغة لقسيس كاثوليكي أقام في السودان قرابة ربع قرن وشهد بأم عينيه تفاصيل هذه المهازل مرارا، اضافة الي شهادة ناشط سابق في منظمة التضامن المسيحي العالمي شارك في عمليات تحرير الرقيق المزعومة واكتشف بنفسه زيفها.
المتابع للبرنامج يخرج بنتيجة هي ان اغلب ما يثار عن قضية الرق والاسترقاق في جنوب السودان هو خليط من المبالغة والادعاءات الكاذبة والتزييف والنصب لأغراض سياسية ومالية. ولكن هذا لا يعني ان الظاهرة لا اساس لها، بل العكس، هناك مشكلة حقيقية. فالأطراف المشاركة في الحرب تعتقد خطف النساء والاطفال تكتيكا منهجيا، للانتفاع من جهة او للاذلال والانتقام من جهة اخري. ولكن الخطأ هو الاستغلال السياسي لهذه الظاهرة الاجرامية من قبل بعض الساسة المحسوبين علي الجيش الشعبي لتحرير السودان، وتصويرها علي انها جزء من الاضطهاد العربي للجنوبيين المسيحيين وواقع الأمر هو ان الجيش الشعبي والفصائل الجنوبية الاخري المحاربة له والمتحالفه معه ضالعة في هذا الاجرام مثل ضلوع القبائل العربية، ان لم يكن اكثر.
ففي عام 1992 اتهم جون قرنق زعيم الجيش الشعبي خصمه رياك مشار زعيم الفصيل الجنوب المناوئ له بممارسة خطف النساء والاطفال وقتل المدنيين في الحرب التي اندلعت بين الفصيلين في العام الذي سبق. وفي تصريح لقرنق لنشرة سودان مونيتور نقلته عنها الشرق الاوسط في حينه اعترف قرنق بأن غالبية المحاربين، في صفوف التمرد في الجنوب لم يدخلوا في الحرب الا طمعاً في الغنائم من النساء والابقار، بحسب قوله.
ولكن الدعاية التابعة للجيش الشعبي، في تحالف مريب مع بعض الجهات الاعلامية والدينية في الغرب، قامت باعادة صياغة الاتهام بعد ذلك وتبرئة كل الفصائل الجنوبية منه، ومحاولة ربط هذا الاجرام بالعروبة والاسلام، بل ذهب بعضهم للزعم بأن الرقيق من الجنوبيين يباعون في اسواق للنخاسة، ويتم تصديرهم لدول عربية في شمال افريقيا والخليج.
مثل هذه الادعاءات لم تكن سهلة التصديق لاسباب لم تكن تخفي علي عاقل. اولا لان المسرحيات المسماة بأسواق تحرير الرقيق، والتي كانت تنصب لفائدة الزوار من نشطاء الكنائس والمنظمات المماثلة، وتصعد تلفزيونيا لتعرض علي العالم كشهادة دامغة، كانت تتم كلها في قلب المناطق التي كانت تسيطر عليها قوات جون قرنق. وكانت هذه المسرحيات سيئة الاخراج الي حد كبير، حيث كان من يقفون وراءها يجمعون في كل مرة ما يزيد علي ثلاثة الاف شخص، ويأتون بشخصين فقط يزعمون انهما من تجار الرقيق، جاؤوا بهؤلاء العبيد من مناطق تبعد آلاف الاميال، سيرا علي الاقدام، وعبروا في هذه العملية خطوط القتال، دون ان يستوقفهم الجيش او قوات التمرد، او ينتبه لهم سكان المناطق التي مروا بها، او يحاول بعض الرقيق الهرب، وهم بعد كل هذا يقبضون مبالغ طائلة، قد تصل الي ثلاثمئة الف دولار في المرة الواحدة، ثم يرجعون الي اهلهم سالمين غانمين، دون ان يعترضهم احد، او يصيبهم مكروه. ولا يصدق مثل هذا الهراء الا شخص ارسل عقله في عطلة طويلة او اخر اعماه الغرض.
القس الكاثوليكي ماريو ري÷ا الذي نبه الي هذه المهازل يؤكد ان المنظمات المشاركة في هذا النصب لا يمكن ان تكون جاهلة لحقيقة الامر، وهو الاقرب الي الصواب. ولكن السبب الذي ادي الي اشاعة هذه الاكاذيب ونشرها وتصديقها هو السياسة التي اتبعتها الحكومة، وتمثلت في دفن الرأس في الرمال وترديد ان هذه الظاهرة لا وجود لها وقد علق مسؤول كبير زار السودان عام 1997 لمناقشة اوضاع حقوق الانسان علي التوافق التام بين كل اركان الحكومة الذين التقاهم علي انكار وجود ظاهرة الرق. وقال المسؤول انه اندهش لانه كان يتلقي اجابات فيها بعض الاختلاف من المسؤولين حول معظم القضايا التي اثارها، الا قضية الرق فقد كانت الاجابة حولها متطابقة تقريبا، وهو الانكار القطعي لوجود الظاهرة.
وقد يكون هؤلاء المسؤولون علي حق من الناحية الشكلية كون تسمية هذه الظاهرة بالرق قد يكون فيها شيء من عدم الدقة، وقد اعترفت الامم المتحدة بهذا حين اسقطت منذ عام 1998 تعبير الرق من القرارات التي كانت تصدر عن لجانها حول مسألة حقوق الانسان في السودان. ولكن هذا لا ينفي وجود ظاهرة خطف النساء والاطفال، والاحتفاظ بهم رغم ارادتهم وتسخيرهم في الاعمال لمنفعة الخاطف. وسواء اكانت هذه الظاهرة تستحق ان تسمي رقاً او لا تستحق، فليس هناك شك في انها انتهاك منكر لحقوق هؤلاء المخطوفين، وفعل يجرمه القانون الدولي والقانون السوداني كذلك. وقد كان لتقاعس الحكومة عن مواجهة القضية اثار سلبية ابرزها تشويه سمعة السودان كبلد، والامة السودانية بكاملها وربط اسم السودان والسودانيين بهذه الممارسة المشينة، علي الرغم من ان المجتمع الدولي لم يصدق اتهامات التمرد للحكومة بانها تشجع الظاهرة وتدعمها، الا ان الانكار المستمر اعطي الانطباع بأن الحكومة تتستر علي المجرمين وتتقاعس في مساءلتهم.
للحكومة بالطبع مبرراتها في هذا السلوك كونها لم تكن تري مصلحة في الدخول في مواجهة مع القبائل العربية المتهمة بهذه الممارسات، وحتي لو رأت فانها كانت عاجزة عن الامر كونها مشغولة بحربها مع التمرد في الجنوب، وكون هذه القبائل حليفة لها في هذه الحرب، ولم يكن من المعقول في شيء ان تفتح جبهة حرب مع حلفائها في هذه المرحلة الحرجة. ولكن هذا العذر لم يكن يكفي لما لا يخفي من الضرر الكبير الذي الحقته الاتهامات بسمعة البلاد، بل بسمعة العرب والمسلمين عموما ـ وهذه مسألة لم تكن للمجاملة فيها مكان. وقد كان اضعف الايمان ان تقوم الحكومة بادانة هذه الممارسات وفضح القائمين عليها، واظهار الحقائق كاملة، بما في ذلك ضلوع قوات التمرد في هذا الاجرام. وكان يمكن للحكومة ان تفعل منذ زمن ما فعلته الان (بضغط دولي وبعد خراب البصرة) حيث اعترفت بوجود للمشكلة وسمحت لجهات دولية بالمشاركة في التحقيق فيها واقتراح سبل المعالجة، والمؤسف في الامــــر ان نصائح قدمت للحكومة بهذا الصدد من اكاديميين من داخل البلاد وخارجها وكان نصيبها التجاهل والاهمال.
النتيجة ان السودان، وكل الاطراف السياسية المعنية، اصابها ما اصابهم من العار والشنار بسبب الادوار التي لبوها. الحكومة وقفت مواقف ادني ما يمكن ان توصف به هو النقيض في التصدي للجريمة او التستر علي مرتكبيها، اما قادة التمرد فقد جري فضحهم كنصابين يتاجرون بمعاناة شعبهم طلبا للكسب السياسي والمالي الرخيص، والخاسر الاكبر في كل هذا هو السودان واهله، وفوق ذلك الضحايا المساكين لهذه الممارسات، الذين اصبح الكل يتنافس في المتاجرة بهم ومآسيهم طلبا للكسب الرخيص، ولعل الوقت حان ليقلع كل من شارك في هذا الاجرام عن اثمه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: HOPELESS)
|
عبدالوهاب محمد بكري
تصفية المعارضين والانفراد بالسلطة
1/ نأتي لتصرفات جون قرنق التي اوصلت هؤلاء النفر (كاتبو الوثيقة) للقناعة باستحالة التعايش معه وهم جامعيون من ابناء الدينكا آمنوا بقضية الجنوب مما يجعل تقييمهم للامور مقبولاً من حيث مستواهم الثقافي وانتمائهم القبلي الذي يبعد شبهة التناحر والصراع القبلي. حصرت الوثيقة مقومات قناعتهم بعدم المعايشة لتصرفات جون قرنق في الآتي:
أ- تصفية المعارضين والانفراد بالسلطة
ب - محاربة القبائل المؤثرة
ج - الاستبداد وسوء القيادة
د - العنصرية القبلية
هـ - التوجه غير القومي ولا حتى الاقليمي الجنوبي
فالى التفاصيل:
تصفية المعارضين والمنافسين للانفراد بالسلطة:
2/ لأ قدمية جون قرنق العسكرية على مَنْ معه من الضباط (عقيد) ولمستواه الثقافي عليهم (دكتور) قرر ان تكون السلطة له اولاً وثانياً واخيراً. بعد وصولهم للحدود الاثيوبية واستقبالهم بصورة جيدة من افراد انيانيا(2) هناك، تم نقل وفد منهم لادوار بالداخل بقيادة جون قرنق ومن هناك الى اديس ابابا لمقابلة المسئولين «باديس ابابا» انضم للوفد السيد جوزيف أدوهو الذي كان بكينيا والذي طلب منه تقديم وثيقته السياسية لمعرفة ميوله السياسية. قبل وصول أدوهو لاديس ابابا بدأوا في وضع وثيقة عرفت فيما بعد بمنفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان وهنا برزت خلافات بين صمويل قاي توب وأكوت أتيم من جهة وجون قرنق وسلفاكير من جهة اخرى حول النظرة السياسية للحركة إذ ان جون قرنق قدم نفسه للسلطة الاثيوبية بأنه تقدمي شيوعي حقيقي. اقترحت السلطة الاثيوبية استدعاء السيد أدوهو من نيروبي لحل الاشكال لمقدرته على فهم الامور. رحب بالاقتراح وحضر أدوهو وسوى الاختلاف واجيز المنفستو الذي رحبت به السلطة الاثيوبية لانه ذو ميول اشتراكية.
3/ بعد اجازة المنفستو بدأ الصراع على السلطة، فبينما اراد جون قرنق قيادة الحركة رأت المجموعة الاخرى ان تكون القيادة لأكوت أتيم. تم الاتفاق هنا على ان يتناوب ثلاثة على القيادة كل لفترة ثلاثة اشهر وهم أكوت أتيم وجوزيف أدوهو وصمويل قاي توت. لما حرم جون قرنق من قيادة الحركة تمسك بمنصب القائد العام للجيش الشعبي لتحرير السودان والذي يعمل مستغلاً عن السلطة السياسية للحركة كما نص المنفستو.
عارض العميد (م) صمويل قاي توت الذي عمل بالجيش السوداني وعمل قائداً لاعالي النيل مع انيانيا (1) ان يوكل هذا المنصب لجون قرنق. اشتدت المنافسة بين قرنق وصمويل مما حدا بالاثيوبيين بنصح الوفد بالرجوع الى معسكر اللاجئين في اتيانج لحل المشكلة بمساعدة القادة هناك وحاول الاثيوبيون التوسط لاحداث الصلح دون جدوى اذ كان مفروضاً ان يقوم مؤتمر لتوحيد عناصر الحركة وحل اشكال قيادة جيش التحرير ولكنه لم يتم نظراً لعدم تمكن القادمون من بحر الغزال من الحضور في الوقت المحدد.
4/ اغتنم جون قرنق هذا الموقف واسرع عائداً لاثيوبيا وبدأ يتأمر على مَنْ كان معه واستولى على قيادة جيش التحرير، وكانسان سلطوي مستبد خلق كثيراً من الارباكات التي ادت الى خلافات خطيرة بينه وبين أكوت اتيم وصمويل قاي توت. نال قرنق تحيز ومساندة الاثيوبيين له في هذه الاختلافات اذ اوهمهم انه ماركسى - لينيني وهي صفة لا تتلاءم مع اسلوب تصرفاته الواقعية. انحياز الاثيوبيين لقرنق وضح في الاجتماع تحت ادارتهم بأيتانق لحل الاشكال باجماع ولكن قرنق بمساعدة الاثيوبيين احبط كل الجهود لذلك وقام كقائد للجيش بتحريض العسكريين في اتيانق بالا يتدخلوا في نقاش الامور السياسية لانهم عساكر وليس من حقهم التدخل في السياسة، وبكل الوضوح للتحيز جاءت قوة عسكرية اثيوبية لاتيانق لحماية جون قرنق. اعطى هذا الاجراء لجون قرنق بعد ان ضمن أمنه فرصة حقيقية لتدمير الاجراءات الديمقراطية الناشئة. باءت كل التحضيرات لهذا الاجتماع المتمثلة في لجنة الخمسة عشر التي كونتها الجماعات المعارضة لقرنق بوساطة الاثيوبيين برئاسة مارتن ماجير، وحضور بقية قيادات انيانيا(2) الى اتيانق من بيليام للمشاركة في ذلك النقاش الحاسم بشأن القيادة الذي لم يتم لأن قرنق بدأ يلقى القبض على بعض العناصر المعارضة له بواسطة القوات الاثيوبية.
من الذين قبض عليهم من القادة يوسف كير احد الشخصيات الفعالة والذي لعب دوراً مهماً في معركة بور بجانب مرياك اليك وكواق كانق مما اوضح عدم حياد الاثيوبيين، فقضت هذه الاحداث على كل الجهود والآمال وحوت الحركة واوضحت بجلاء ان قرنق يهدف الى التخلص من كل قادة انيانيا (2) وكل القادة الذين وصلوا معه، فكيف تم له ذلك؟
مجزرة أنيانيا (2)
5/ بدأ قرنق بالتخلص من المنافسين والمعارضين بقيادات أنيانيا (2). فقد أنشأ قرنق قيادته العسكرية المزيفة وظهرت طبيعته الاستبدادية والبربرية الخرقاء التي أدت الى تدمير الحركة في النهاية. تحرك بسرعة في المسرح ليهاجم رئاسة انيانيا (2) في بيليام فشردهم وقام باعدامهم بطريقة وحشية كان من ضحايا قيادة انيانيا«2» يوسف كير، مارياك ليك (كانا معتقلين) ودواي تاي تاي قبض علىه واعدم في هجوم بيليام، كما تمت اغتيالات جماعية في معسكر ايتانق من ضحاياها - شول دينق الاق، وجون كونق بوت، وثون أيي، وباحات اجويك، وجون كونق ماليث، وتوماس توت، وماكار أكاو، وجيسم جاتويك، وجيمس رون روت (الاخيران اخرجا من السجن ليلاً وقتلا).
دمر قرنق انيانيا (2) بالحدود الاثيوبية والتي استوطنت هناك منذ عام 1975 وقتل قادتها وطرد ما بقي من قوتها من اثيوبيا في عام 1983 وكانت هذه القوى تتكون في الغالب من النوير فاعتبر النوير اجراء قرنق هذا اجراءً قبليا. قابل افراد انيانيا (2) المندحرين من الحدود الاثيوبية الى الداخل فرقة عسكرية من انيانيا (2) بحر الغزال متجهة للحدود الاثيوبية فاعتبروهم من الدينكا فاشتبكوا معهم وقتلوا منهم ثلاثة عشر فرداً.
استنكر كل من صمويل قاي توت وأكوت أتيم وهما من النوير اجراء قرنق هذا فقام بطردهما من الحركة مخلص بذلك من المنافسة على القيادة العسكرية.
استطاعت فرقة انيانيا (2) القادمة من بحر الغزال العبور للحدود الاثيوبية بقيادة الرائد كواك ماكيدي والرائد بول بول (دينكا) فعينهما في رتبة المقدم وارسلهما مرة اخرى لبحر الغزال لاحضار ما تبقى من انيانيا (2) الى اثيوبيا استفسر كواك ماكيدي قرنق عن الشكل التنظيمي والقيادة للحركة واجابه قرنق ان الوقت مبكر للتفكير في امر مهم مثل ذلك، وان الامر سيناقش بعد عودتهما من بحر الغزال مع قوتهم. كانت هذه مؤامرة من قرنق، اذ عين قرنق بعد ذهابهم اربعة من انصاره في القيادة العسكرية العليا التي يرأسها كقائد عام ورئيس للحركة الشعبية لتحرير السودان، كما جهز اربع كتائب وطور سلطته تماماً.
عندما رجع كواك وبول من بحر الغزال في 1984 والتي ارسلا اليها في يناير من نفس السنة فوجئا بما حدث من تنظيمات اخطروا سابقاً بانها ستتم بعد عودتهما بقوائم واعتبرا تلك الخطوة خيانة لهما. اعتبر قرنق احتجاجهما جريمة وادى ذلك بجانب اتهامات اخرى الى السجن.
في نفس عام 1984 ارسل قرنق الى ممثل الحركة في لندن السيد بنجامين بول طالباً حضوره وعند وصوله الى اديس ابابا سافر مع قرنق الى الرئاسة في بيليام برفقة آخرين. في اجتماع بالرئاسة اختلف بنجامين مع قرنق فقررالاخير الخلاص منه. عند العودة الى اديس ابابا مع تلك المجموعة، تم اغتيال الاخير بنجامين بول حيث سمح له بالعودة الى لندن إلا انه اختطف من المطار واقتيد الى احد اقسام الامن الاثيوبي حيث لقى مصرعه على ايدي سفاحين انكشف امرهم.
عقب اغتيال بنجامين وصل الاستبداد بقرنق ذروته فتحول ضد كل من شعر بانه قريب من بنجامين سياسياً وتم اعتقالهم كالمقدمين كواك وبول. بذلك يكون قرنق قد حقق حلمه في السيطرة على قوات انيانيا (2) بحر الغزال وتخلص من منافسيه العسكريين ولم يتبق له الا انيانيا (2) اعالي النيل التي ما ظلت تحاربه والرائد اروك طونق اروك الذي عارض تكوين القيادة العليا رغم انه معين فيها وان بعض الضباط الذين تضمنهم تنظيم الضباط والسريين غير موجودين وان قيام التنظيم في غيابهم ربما يعرض حضورهم للخطر، وان كانت هناك ضرورة فيمكن عمل شئ مؤقت يحل عند حضورهم. كما اثار اروك عدم اشراك المقدم نجور ماكياك في اللجنة (الضباط السريين) مع ان اللجنة ضمت من هم اقل منه رتبة وهي منوط بها تنظيم الجيش، كذلك اصبح اروك على منحه رتبة ادنى من زملائه الذين كان يرأسهم في الجيش السوداني مثل كاربينو ووليام نون وسلفاكير. فسر قرنق موقف اروك هذا معارضة له فاضمر له سوءاً.
حملة قرنق ضد الشخصيات الذين يعتبرهم قيادات محتملة لن تفتر ابداً - فقد تخلص من نجور ماكياك حيث قتله في 1985 عندما ارسله في مهمة خطيرة، كما اعتبر مارتن ماجير منافساً له في منطقة بور فلفق له عدداً من الاتهامات بقيام انقلاب ضده مما ادى الى القبض عليه مع كثير من الضباط حيث توفى منهم اثنان نتيجة التعذيب، كما اعدم المهندس مانيانج ميد والصيدلي جواك كير جوك من دينكا نجوك ووينقجون. كذلك اعدم لاكو نيانق لادو والقائد السابق لجبهة تحرير جنوب السودان التي كان لها الفضل في احتلال جبل بوما عام 1983 حيث وقع عدد من الاجانب الذين يعملون في بوما في ايدهم مع طائراتهم كما تم اغتيال ميكوك ما جوك قائد انيانيا (2) بحر الغزال في ظروف غامضة وغطى قرنق الحدث بتزويج شقيقة زوجته للاخ الاصغر لميكوك، كما كان السيد جوزيف أدوهو ضحية ايضا فقد كان انضمام عدد كبير من الاستوايين للحركة سببا كافياً لارساله للسجن عام 1985.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: HOPELESS)
|
عن البي بي سي أيضاً
قرنق يهدد شركات النفط
جون قرنق: يرغب في وقف استغلال حقول النفط في جنوب البلاد
أكد جون قرنق قائد قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان المتمردة في جنوب البلاد أنه يعتبر شركات النفط هدفا مشروعا في الحرب الأهلية التي يقودها ضد حكومة الخرطوم منذ تسعة عشر عاما
وصرح قرنق بأن سبب استهداف شركات النفط الأجنبية العاملة في جنوب السودان هو أنها تهدد أمن أهالي المنطقة
وقال إنه يعتبر عمال تلك الشركات مرتزقة يعملون لصالح ما أسماه بحكومة الخرطوم الإسلامية
بدأ استخراج النفط في الجنوب في عام تسعة وتسعين
وكانت قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان قد سبق لها شن هجمات على المنشآت النفطية وعمال شركات النفط، لكن القوات الحكومية شددت مؤخرا من إجراءات تأمين حقول النفط
وقد اكتسبت مسألة الثروة النفطية أهمية في الحرب الأهلية منذ بدء استغلال حقول النفط في الجنوب في شهر أغسطس/ آب من عام تسعة وتسعين، إذ تقع تلك الحقول وسط مناطق العمليات العسكرية
ويقول قادة الجيش الشعبي لتحرير السودان إن حكومة الخرطوم تستغل عائدات استخراج النفط في تمويل قواتها
لكن الحكومة أعلنت أنها تستخدم عائدات النفط في تنمية البنية التحتية في الولايات الجنوبية
انتهاكات لحقوق الإنسان
وقد تدخلت في القضية منظمات غير حكومية دولية قائلة إن استغلال الموارد النفطية أدى إلى التهجير القسري لأعداد كبيرة من سكان المناطق الجنوبية
وكان جون قرنق قد صرح بأن مئة ألف شخص أجبروا على ترك منازلهم، وقال إن النفط أدى لقتل وتشريد المدنيين في جنوب السودان
غير أن شركات النفط العاملة في الجنوب وهي صينية وماليزية وكندية وسودانية قامت ببناء مستشفيات وتمهيد طرق وإيصال مياه الشرب والكهرباء لمناطق عملها مما أدى لرفع مستوى معيشة الأهالي
كذلك مولت الشركة الكندية تحقيقات في مجال حقوق الإنسان لبحث الشكاوى من وقوع انتهاكات
وكان الجيش الشعبي لتحرير السودان قد اتفق مع حكومة الخرطوم في محادثات أجريت في العاصمة الكينية نيروبي في مطلع الشهر الجاري على استمرار التفاوض من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار
لكن جون قرنق أعلن أنه لن يوافق على وقف إطلاق النار إلا إذا أوقفت الخرطوم أعمال استخراج النفط
يذكر أن الحرب الأهلية الدائرة منذ عام ثلاثة وثمانين والتي يسعى المتمردون الجنوبيين فيها للانفصال قد حصدت أرواح ما يزيد عن مليوني شخص
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: HOPELESS)
|
طغيان قرنق .. والفساد الاداري عميد ركن «م» عبدالوهاب محمد بكري
مضت الوثيقة تقول :
1/ كتب قرنق في المنفستو ان نميري نقض اتفاقية اديس ابابا في يومها الأول، إلا ان قرنق عطل المنفستو في ساعته الأولى. يتهم قرنق كل من الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني باقامة الطائفية في السودان بينما هو يمارس القبلية في الحركة وهي أشد ضرراً على الوحدة الوطنية الجنوبية من ضرر الطائفية في الشمال. قام قرنق بالغاء كل الشعارات التي تنادي بالديمقراطية في المنفستو فوراً، ورغم انه كان يتهم حكومة السودان بالافتقار الى الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة والوحدة، وان الحركة تقاتل من اجل اعادة تلك الحقوق الاساسية، إلا انه كان بعيداً عن هذا الهدف بل عمل عكس الوصول إليه. فقد منع التنقل بين المناطق المحررة والحديث عن نشاط الحركة فغابت الحرية والعدالة والمساواة وانتشر الاعتقال والقتل بدون محاكمات. كان قرنق يهدف الى قهر الناس فقال مرة بعد نسف كبري اللول انه يريد ان يكسر اصوات الناس، فقتل الخوف حتى المبادرات الشخصية في نفوس الناس وضاعت معرفة مكانة الناس ومؤهلاتهم. احتقاره للمؤهلات وضحت عندما قام بعض مهندسي الحركة بانشاء طريق راد - بوما فخاطبهم قائلاً :«إن المؤهلات الهندسية لا تعني أي شئ في الحركة واني سأدخل كل الناس لمدرستي الخاصة».
2/ فقدان المثقفين لمكانتهم العلمية في الحركة وكسر أصواتهم عن أية مبادرات أو ابداء رأي، جعل قرنق ذا القوة المطلقة في الحركة واهتم فقط بجمع الثروة وكان يعرض نفسه كأنه ملك على الحركة. لتأمين سيطرته هذه اصبح يجر الحركة نحو العسكرية مما خول له واتباعه سلطة بدون حدود. اصبح التفويض والترقي والتعيين والتخفيض في الرتب يقوم على المحاباة والقبلية والمحسوبية وهاك بعض الأحداث التي تؤكد ذلك :
أ. المحاباة : ينعكس ذلك في تعيين اقاربه في الوظائف المرموقة من أمثلة ذلك
1/ إليجا مالوك - ابن عم قرنق وهو الرجل الثاني تحت الستار وبرتبة قائد. هذا الرجل خان قضية الجنوب مرتين. الأولى عندما خرج النقيب اجويت أوان على الحكومة السودانية عام 1976 وهرب الى افريقيا الوسطى، ونسبة للتعاون بين البلدين قبض على النقيب اجويت هناك. ارسلت حكومة السودان اليجا الى بانقي للتعرف على النقيب مقابل 65 ألف جنيه سوداني تعرف عليه وأحضره واعدم بواو واستثمر اليجا مالوك امواله بعد ذلك فبنى منزلاً خاصاً بجوبا. المرة الثانية هي معارضته للأهداف الوطنية في بور عندما وقف ضد ما اتفقت عليه الكتيبة 105 بيقادة كاربينو. كلفته حكومة الخرطوم بافشال مخطط الكتيبة. قابل كاربينو وحاول اقناعه بالتخلي عن الفكرة ولما فشل في ذلك خاطب كاربينو قائلاً :«هل جئت لتخرب بلدنا «أعالي النيل» لماذا لا تفعل ذلك في بحر الغزال أو بلدتك قوقريال؟».
بعد مواجهة كاربينو رجع لجوبا وأخطر السلطات هناك ان كاربينو قرر الهجوم على جوبا، بناء على ذلك قام الجيش السوداني بهجوم وقائي على بور في 16/5/1983 وكانت تلك بداية نشوء الحركة التي تحتفل كل عام بهذا اليوم كعيد وطني جنوبي. محاباة قرنق جعلت هذا الخائن أبرز الشخصيات فيها.
بعد أقل من سنة من أحداث بور هرب اليجا مالوك واسرع بالالتحاق بالحركة التي خانها وهو غير خائف من أية محاسبة لأنه يعلم ان قائد الحركة ابن عمه. صدق في ذلك، فقد استقبله قرنق استقبالاً حسناً وعينه ضابطاً كبيراً وتمت ترقيته عدة مرات، وصار المستشار الشخصي لقرنق، كما عينه في موقع استراتيجي مهم وهو مسئوليته عن الاتحاد السوداني للاغاثة واعادة التعمير «SRRA» بجانب اللجنة الاقتصادية الوطنية «NEC» وليس لهاتين المنظمتين أي عائد لشعب الجنوب، بل يسيطر اليجا وزوجته على كل الذهب والموارد المالية والمساعدات الخارجية التي تأتي باسم شعب الجنوب.
اليجا هذا هوالذي تآمر مع الاستوائيين لاسقاط الحكومة الاقليمية الأولى بقيادة السيد ابيل الير ولم يعد ذلك سراً، كما انه يعمل بالحركة لتحطيم الجيش الشعبي بقيادة قرنق وجر الأخير لأدنى الخلافات القبلية بل والعشائرية، وصار هو المقرر الأساسي في كل فرص التدريب الخارجي والتعيين في الحركة بجانب قرنق وزوجته ربيكا وذلك لتحقيق اغراضهم العشائرية «عشيرة دينكا بور» مما أثار حنق حتى العشائر الدينكاوية الأخرى ناهيك عن القبائل الأخرى مما يهدد الجيش الشعبي بالانهيار.
«2» عين قرنق ابني عشيرته تشاجاي اتيم وأيه بيار في مناصب لا يستحقانها وهما المسئولان عن تدمير بور لسوء ادارتهما. بعد تعيينهما من ضمن قادة الجيش الشعبي، عينهما بعد ذلك قادة لواط وايود على التوالي، فأساءا استخدام السلطة وانتشر النهب في مناطق النوير وقاما بارسال كل الغنائم لبور الشئ الذي يعتبر عاملاً أدى لقتل مواطني بور المتصارعين على الغنائم.
ب/ المحسوبية : تمثلت هذه في الترقيات السريعة للضباط الصغار من عشيرته الذين يعملون في حراسته الشخصية للرتب العليا والمناصب القيادية. يمثل قرنق وزوجته ربيكا واليجا مالوك وزوجته السلطة الوحيدة لاتخاذ القرارات في الحركة.
أدناه بعض الضباط الصغار الذين تبوأوا مناصب عليا قيادية :
1/ أواي دينق اجاك - الرجل الثاني في أمن الحركة.
2/ بيور اجانق دوت.
3/ جبير شوانق.
4/ جيمس أوث.
5/ كيندي جيابن.
6/ ماجاك اجوت.
7/ بينج دينق ماجوك - هذا قتل قرنق اخاه ورشاه بتزويجه اخت زوجته.
أما أواي دينق أجاك فهو موثوق به جداً وأوكل له استخدام الأبقار والغنائم كمهر لزوجته وهي بنت اخت قرنق.
ج/ الفساد : في غياب القانون افسد قرنق واتباعه في الحركة اخلاق منتسبي الحركة، واصبح جمع المال عنوة بواسطة رجاله المطيعين. لأن قرنق يعمل في الظلام توجه اتهامات سلب المال لمن في الواجهة أمثال انطونيو مانيوك المسئول عن صيد الافيال في اربعة معسكرات غرب اثيوبيا وفي جنوب السودان بمنطقة البيبور وفشلا وعلى الحدود الكينية مع السودان.
خصصت قوات من الجيش الشعبي بهذه المناطق لصيد الفيل ووحيد القرن الابيض حول يرول وحوالي كبويتا وحتى مشارف الحدود الكينية مما عرض هذا الحيوان النادر للانقراض.
عمل قرنق على استخلاص الذهب من الطمي بمنطقة بوما ومن جبال كبويتا مستخدماً افراد الجيش مقابل مدهم بالغذاء الذي ترسله المجموعة الدولية للمتأثرين بالمجاعة بالجنوب «LIFE LINE». يذهب الذهب المستخلص الى الاتحاد السوداني للاغاثة واعادة التأهيل واللجنة الوطنية الاقتصادية اللتين يرأسهما اليجا مالوك ويصير ملكاً خاصاً له ولقرنق وزوجتيهما وليس للجيش الشعبي والحركة نصيب فيه. بسبب الذهب هذا فقد قتل عميل ذهب كيني على الحدود السودانية الكينية في عام 1989، وكان ذلك قبل سقوط كبويتا. أخذ العميل وسائقه الى بوما وتمت مصادرة الذهب بحوزته وقتل في بوما مع سائقه بواسطة السفاح بول ماديوت.
طغيان قرنق وفساد ادارته شملت جرائم ربما أدت الى سوء العلاقات مع جيران السودان إذ لم يتم توضيحها حتى يظهر فاعلها. من هذه الجرائم:
1/ قام بتدريب كتيبة ضد حكومة يوغندا بمنطقة باكوك قرب بوما - حيث تم تدريب 64 ضابطاً لهذه القوة في الأراضي الاثيوبية قبل خروجه منها - هدف منها الاستخدام ضد الرئيس اليوغندي موسفيني إذا تدهورت العلاقات معه.
2/ بعد الانسحاب من اثيوبيا قام بتعبئة قوة كبيرة من الجيش الشعبي للقتال ضد الاثيوبيين في شأن داخلي. كانت نواياه الحقيقية نهب ممتلكات الاثيوبيين في مزارع الدولة والمدن. كانت النتيجة هزيمة الجيش الشعبي بواسطة القوات الاثيوبية ولقى أكثر من 1500 فرد حتفهم غرقاً في نهر جيلو بجانب آخرين غرقوا في نهري راد وبارو.
نحن في الحركة نعتبر هذه الافعال اخطاء شخصية، إلا ان نتائجها ستجر لشعب الجنوب المصائب، فنتيجة لممارسات قرنق باثيوبيا فقدت الحركة وشعب الجنوب العلاقات الاخوية مع اثيوبيا وربما يتكرر ذلك مع يوغندا مالم تتغير السياسة الخارجية الاستبدادية لقرنق.
3/ نختتم اظهار طغيان قرنق وفساده الاداري بموضوع الجيش الاحمر وحقوق الانسان. فقد اصر جون قرنق على قيام الجيش الاحمر رغم الاحتجاجات الشديدة نظراً لتجنيد هذا الجيش للأطفال الذين يتم استغلالهم كدروع بشرية للجيش الشعبي مما عرضهم للموت باعداد كبيرة. كان يتم وضعهم في المقدمة حتى يضعف جيش العدو وبعد ذلك يأتي دور الجيش الشعبي من مواجهة اخرى ليكمل هزيمة جيش العدو. تلاحظ ان أبناءه وأبناء عشيرته لايجندون في هذا الجيش الاحمر ويرسلون للتعليم في الخارج. كان إذا جرح أي من هؤلاء الاطفال يعتبر قد فقد اهميته ولا يعتنى بعلاجه ليواجه الموت. جدير بالذكر انه استجابة للضغوط الدولية غير قرنق اسم الجيش الأحمر الى قوات الكماندو.
واضح من ما ذكر عن طغيان قرنق وسوء ادارته انه أساء استخدام الموارد المادية والبشرية وسخرها لتحقيق مصالحه الخاصة. «انتهى»
زميل كلية الحرب العليا - أكاديمية ناصر العسكرية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: HOPELESS)
|
الأخ Hopeless بعد التحايا000 اولآ أخي لا يوجد في سودان اليوم من الساسة من هو نظيف اليد مما يجري وجري في جنوب سوداننا الحبيب ولا أستثني المعارضة في ذلك فقد شارك بعضهم ولو من باب الكيد السياسي في إفشال الكثير من المبادرات التي كانت كفيلة بإيقاف إراقة الدماء وإن كان لحكومة الخرطوم القدح المعلي في إزكاء روح الفتنة والإقتتال وقد سار بنا ذلك دهورا للوراء وإستغرب جدا تركيز الكثير من النقاش علي الأشخاص فأنت تهاجم قرنق علي أنه سبب الداء وغيرك يهاجم البشير وحكومته وفي رأي الشخصي أن كلا الطرفيين ليس بوصي علي الشعب السوداني وعلينا أن نسعي في نقاشنا علي كيفية إنشاء دولة المؤسسات التي يكون فيها الدستور هو الخصم والحكم مما يقلص دور الأشخاص وينهي عن أذهان الناس فكرة تأليه الساسة مما يعطيهم الإحساس بأن الخطأ لا يأتيهم وأنهم لا ينطقون عن الهوي وعندما أقول الدستور أعني ٌقانون نتفق عليه بأغلبيتنا أي كان شريعة أم قانون وضعي المهم شئي يرتضيه السواد الأعظم من الشعب المغيب في السودان ودمت خالد الحاج
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: Elhadi)
|
[B]الا خ هوبلس
السلام عليك ورحمة اللة تعالى وبركاتة
اعنك اللة على هذا المجهود المقدر الذى تقوم بة اذا كشف الجرائم التى يقوم بها السفاح العميل مصاص الدما جون قرنق
واقول للذين يحملون الحكومة السودانية مسولية اراقة الدما التى انتهجتها الحركة الشعبية لتدمير السودان اتقو اللة ربكم فيما تقول واللة لانتم مسوء لون مما تقولن امام اللة اذا كنتم تومنون بوجودة ان الحركة العتصرية لتدمير السودان شرعت فى تدمير السودان منذ تسعة عشر سنة وعمر ثورة الانقاذ المجيدة ثلاثى عشر سنة (حفظها اللة واطال فى عمرها)
فكيف ان يكون لها القدح المعلى فى تدمير جنوب السودان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ان 40% من عائدات الاقتصاد السودان تصرف على اعمار الحنوب
فا اخ هوبلس انا لا اتوقع من اعضا قبيلة ال شيوع ان يصدقو الحقائق التى ادليت بها فان لونية هذا البورد حمرا لا تقبل حقائق من هذ القبيل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: aba)
|
حقيقـــــــة جــــون قرنق عبدالوهاب محمد بكري
ü أنهت الوثيقة تفاصيل الأحداث التي أوصلت كاتبيها للقناعة باستحالة المعايشة مع جون قرنق بتوضيح حقيقة جون قرنق الغائبة عن من يتعاملون معه بمظهره الخارجي المستمد من ما يرونه أكاذيب ومراوغة تمتليء بها أحاديثه وتصريحاته التي تتلون حسب ما يريد من يخاطبه منه وما يريد هو من مخاطبته فرداً أو مجموعة من مصالح. تلخصت صورة وحقيقة جون قرنق في رأيهم حسب ما أوردوه من تفاصيل تجربة العيش معه بأنه كاذب، ومراوغ، وانتهازي، وسياسي وأيدولوجي ومريض بالسلطة.
جاء بيان صفات هذه الشخصية كالآتي:
1/ انقاذاً للحركة من السقوط والعمل على انعاشها نرى أنه من الأهمية تصحيح الصورة المضللة الماثلة لجون قرنق التي استطاع رسمها في أذهان المتعاملين معه في الداخل والخارج مستندين على أقواله لا أفعاله الغائبة عنهم التي حملت مفكراً سياسياً ضليعاً كالدكتور منصور خالد بأن يصفه بالبوصلة الهادية للوحدة الإفريقية لا للسودان أو حتى جنوبه فقط. نهدف من تصحيح هذه الصورة المضللة وعرض الصورة الحقيقية لقرنق وصولاً لمعرفة المتعاملين معه مع من يتعاملون حتى لا يهدر جهدهم في ما لا فائدة منه، وحتى يتم توجيه جهد الحادبين على مصلحة السودان ككل والجنوب خاصة الى الطريق السليم لا المتاهات التي أدخل فيها قرنق قضية الجنوب؛ وحتى يكون كفاح الجنوبيين مؤدياً لغاية جنوبية قومية لا لغايات قرنق الشخصية.
وضح من ما نقوم به ان التوجهات غير القومية التي خلقها قرنق في الحركة والجيش الشعبي أدت الى الحالة الراهنة للحركة «وهن ورعب وانقسام». فقد حطم أساس الوحدة لقبائل الجنوب عندما أحدث شرخاً في العناصر التي كرست وقتها في تعبئة وتحريض وإعادة تنظيم الشعب الجنوبي ليتوحد حول الحركة في عام 1987م، عملت تلك العناصر الوطنية على محاربة القبلية بالحركة ولكنه كان يريد تكريس العشائرية والقبلية فعمل على تصفية ومحاربة تلك العناصر فماتت محاولة الوحدة الجنوبية.
الصورة الحقيقية لجون قرنق:
2/ نلخص هذه الصورة ومن واقع المعايشة لأفعال جون قرنق أنه كاذب ومراوغ وانتهازي، وسياسي وايدولوجي، ومريض بالسلطة، وهاك بيان ذلك من أفعاله:
أ - كاذب ومراوغ : اكتسب قرنق هذه الخاصية بقدرته الفائقة على التمثيل والتظاهر بغير حقيقته والتلون حسب الموقف مما أدى الى تضارب تصريحاته في المواقف المتعارضة فهو وحدويا مع من يريده وحدوياً وغير ذلك لمن يريده إنفصالياً من مخاطبيه من المسؤولين مما يصعب معه معرفة ماذا يريد قرنق حقيقياً. وضح كذب ومراوغة قرنق في اجتماعات الإيقاد المتعددة التي يتخلى فيها عن ما تم تأييده والموافقة عليه في الاجتماع الماضي ويأتي بأجندة جديدة مما جعل هذه الاجتماعات رغم تكلفتها الباهظة عبثاً لا طائل منه ومضيعة للوقت. هذا من جانب ومن جانب كذبه ومراوغته في إدارة الحركة فتمثل في مراوغته لبعض من يريد التخلص منهم من القادة بإظهار شيء مقبول منطقياً وإضمار شر فيه. من أمثلة ذلك استدعاؤه لمندوب الحركة بلندن لحضور مؤتمر للقادة ببيليام وعند نهاية المؤتمر وعودة المندوب لأديس أبابا ليتحرك منها للندن، اختطف من مطار أديس أبابا وأخذ لمكان ما حيث قتل، كذلك دعوة كل من صامويل قاي تون وآخرين من النوير للوصول لمصالحة بين الدينكا والنوير وبعد وصولهم تم اعتقالهم وتصفية قاي تون وآخرين من وفده، كذلك كذبه على قائدي أنانيا «2» بحر الغزال اللذين انضما إليه بقواتهما عندما سألاه عن تنظيم الحركة وأسلوب عملها وتكوين القيادة العليا لها - وهذا أمر لا يسمح بالتدخل فيه - أوهمهما بأن هذا الأمر سيُناقش معهما عند عودتهما من بحر الغزال لاحضار بقية القوة هناك، بعد ذهابهما شكل مجلس القيادة ووزع المناصب دون أن ينالا منها نصيباً مما أثار سخطهما الذي تمخض عن التخلص منهما.
كذبه ومراوغته عشناهما شخصياً عندما بضغط من الكنيسة ومنظمات عالمية وافق على إطلاق سراح أربعين من سجنائه مع السماح لهم بالعلاج في نيروبي واختيار أماكن اقامتهم، لم يلتزم بذلك بل أطلق سراح البعض - كنا من ضمنهم - ولكنه إفراج مع وقف التنفيذ، إذ احتفظ بنا بالمعسكر معزولين عن الجميع ومهددين بإعادة الاعتقال في أي وقت حتى حانت لنا فرصة الهروب للحدود الكينية عند سقوط كبويتا، حيث كنا بيد قوات الجيش الشمالي، هذا قليل من كثير من المواقف التي تكشف كذب ومراوغة قرنق التي تجعل من شخصيته شخصية هلامية لا يمكن الوقوف على أبعادها.
ب - انتهازي سياسي وأيدولوجي: انتهازيته السياسية تمثلت في مخاطبة كل مسؤول سياسي «رأس دولة، رئىس منظمة عالمية، إلخ» بما يريد المخاطب أن يسمعه منه - من أمثلة ذلك أنه في إحدى زياراته لأمريكا في يونيو 1991م التقى بالرئىس الأمريكي بالبيت الأبيض فسأله الرئىس الأمريكي عن مكان رئاسة جيش التحرير، أجاب قرنق إن رئاسة الجيش توجد حيثما يوجد هو، والآن هو بالبيت الأبيض فرئاسة الجيش في هذه الساعة بالبيت الأبيض، أعجبت الرئىس الأمريكي هذه الإجابة رغم ما أوضحت من انتهازية سياسية أراد بها قرنق كسب رضا الرئىس الأمريكي.
مارس قرنق هذه الانتهازية السياسية مع كل من التقى به من المسؤولين العالميين الذين كان يسمعهم ما يرضي أهدافهم نحو السودان فأنطبعت في أذهانهم شخصية مضللة لقرنق، فمثلا ظهر قرنق للرئىس العربي حسني مبارك بأنه وحدوي حريص على وحدة السودان وهذا اهتمام مصري، كما أظهر لأعداء العروبة والإسلام (إسرائىل مثلاً) بأنه هو وكيلهم لمحاربتهما بانفصال الجنوب عن الشمال، رغم قوله هذا عن العروبة والإسلام للبعض، نراه ينتهز موقفاً سياسياً داخلياً بتوقيع مذكرة تفاهم مع حزب المؤتمر الشعبي سادن العروبة والإسلام في السودان عندما خرج هذا الحزب من السلطة وحُجر نشاطه لمقاومة النظام بالسودان الذي أقامه نفس هذا الحزب، انتهازية جون قرنق السياسية تسمح له وصولاً لأهدافه الذاتية أن يتعامل حتى مع الشيطان إذا رأى مصلحته في ذلك وما الموقف الأخير إلا دليل على ذلك إنه فاقد الغاية القومية الجنوبية وباسمها يتمسك بأية وسيلة توصله لغاياته الشخصية.
هنا نقول لزعماء العالم ومن واقع التجربة إن قرنق ليس مع أحد خلاف مصلحته الخاصة البعيدة من مصلحة الجنوب أو حتى قبيلة الدينكا، فلا تأخذوا أقواله مأخذ الجد وراجعوا معاملاتكم معه.
أما انتهازيته الايدولوجية فتثبت في عدم ثبات أية عقيدة سياسية له ولهذا يتجول من أقصى اليسار الى أقصى اليمين كما وضح. لم يعرف عنه إنه ذو ميول اشتراكية، ولكنه عندما بدأت الحركة بالأراضي الإثيوبية في عهد منقستو ذي التوجه الشيوعي أعلن إنه شيوعي لينيني ملتزم للسلطة هناك فلاقى القبول والدعم منها ومن الروس الذين كانوا يسيطرون على النظام الإثيوبي، إمعاناً في تظاهره هذا فرض تعليم الفكر الماركسي في مدارسه، كما جاء منفستو الحركة الذي أنشىء هناك ذا روح اشتراكية محضة وعرض نفسه للعالم بأنه ماركسي لينيني، وعندما انهار نظام منقستو ومن بعده الاتحاد السوفيتي كان أول من هاجم الشيوعية، بل قال إن الشيوعية كنظام قد سقطت وخلع عباءتها وارتدى عباءة الرأسمالية وتحتها تحصل على دعم كبير من أمريكا والغرب مادي ومعنوي.
جـ - حبه للسلطة: تابعنا كيف قاده حبه للسلطة هذا الى إبعاد وسجن وقتل كل من رأي فيه منافساً له في السلطة على الحركة أو الجيش الشعبي. هذا الإجراء جعل المثقفين وأهل الرأي من أبناء الجنوب يحجمون من الانضمام للحركة ومن يفعل منهم مدفوعاً بجهله عن حقيقة جون قرنق يلاقي ما لاقاه سابقوه كما حدث معنا. هذا الإجراء لم يعط الحركة فرصة للعمل الجاد، فجون قرنق دمج الحركة الشعبية في شخصه وصار هو وحده الحركة الشعبية فهو الفاشستي المحب للسلطة المحجم لمعرفة الآخرين الكاتم لأصواتهم عن طريق الترهيب وكأنه اقتبس شعار الارهابي الصهيوني - بيغن - «كن معي وإلا طردتك».
3/ أخيراً نقول ونتساءل بعد توضيح من واقع المعايشة - حقيقة جون قرنق إن الحركة تحت قيادته حادت عن أهدافها وصارت في خدمة جون قرنق الذاتية وان استمرارها بهذا الشكل لن يؤدي إلا لإزهاق للأرواح وتبديد للامكانيات وتشتيت للاجماع الإقليمي الجنوبي بإثارة القبلية والعنصرية وإجهاض آمال الاستقرار والسلام بجنوب السودان مما جعلها كرت دعوة لكل طامع للتدخل في الشأن السوداني، أمام هذه الحقيقة المعاشة لموقف الحركة أليس من واجب القوى السياسية الجنوبية أن تتدخل لإنقاذ حركة الشعب؟ ولن يتم ذلك إلا بإتحاد قوي لهذه القوى يتولى القيادة بعد إزاحة جون قرنق أو أن تحجم دكتاتوريته بالاشتراك معه في القيادة على أقل تقدير؟ أليس على حكومة السودان أن تقتنع بأن لا سلام سيتحقق مع قرنق لا مع الحركة التي ذات في شخصه؟ أليس على المتعاونين والمتعاطفين مع قرنق في داخل السودان شماله وجنوبه وفي الخارج أن يعيدوا النظر بعد وضوح حقيقة قرنق ويعيدوا صياغة علاقاتهم معه؟ نترك الإجابة للمعنيين وقد أعذر من أنذر.
4/ هكذا ضُمّت محتويات وثيقة - جون قرنق والمعايشة المستحيلة - التي توصلت كما وضح لاستحالة معايشته، بل لاستحالة تحقيق سلام بالجنوب وقرنق على رأس الحركة.
سيشمل المقال الأخير تقييماً لهذه الوثيقة من حيث المصداقية والأهمية والدروس المستفادة منها بشأن عملية السلام إن شاء الله..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: HOPELESS)
|
من مقال للكاتب بكري هاشم الخليفه
بعنوان الحركة الشعبية والسودان الجديد أخطأت التقدير والتصرف فى تعاملها مع انتفاضة أبريل 1985م فمطالبة الحركة يوم7/4/1985م شعب السودان بالاستمرار فى الانتفاضة حتى تتم الإطاحة بالحكم العسكري وجنرالات نميرى فى مايو الثانية كان فيه إغفال واضح وربما جهل أكيد بحقائق الذي كان يجرى بالخرطوم يومها إذا لم نقل السودان بأجمعه كما أن إصرار بيانات وتعليقاتها الإذاعية على وصف أعضاء المجلس العسكري الانتقالي بأنهم امتداد لحكم نميرى انطوى على انتقاص ومحق لدور شعب السودان ولدور القوات المسلحة فى إنهاء نظام المشير المخلوع بالإضافة آلي النقطة السابقة فان بيانات الحركة الإذاعية المتكررة لشعب السودان فى العصيان المدني والاستمرار فى الإضرابات وشن الحرب على سلطة سوار الذهب هذه المطالبات قوت من موقف دعاة التشكك فى نوايا قرنق واتهامه بالعمالة الخارجية الهادفة لنشر الفوضى بالإضافة آلي عزف قرنق عن الحضور للخرطوم ولو من باب المناورة بعلان الاستعداد لاتخاذ مثل هذه الخطوة كان فى تقدير الكثيرين غلطة مكلفة وذلك لضعف صوت الحركة وقتها الإعلامي داخل منتديات الخرطوم والجهل بحقيقة الحركة فكرها وبرنامجها وحتى ميثاقها الأساسي كل هذه الأحداث صارت كروتا رابحة فى يد دعاة التشكك فى نوايا قرنق .
هوية الحركة : حيث بدأت ماركسية اشتراكية ثم تحولها آلي المعسكر الغربي بعد سقوط النظام الاشتراكي يقول (دانيال كودى ) و (دينق الور ) فى لقاء صحفي لهما فى عام 1994م فى جريدة الخرطوم ( ليس بالضرورة أن يقتنع الناس بهذا الحديث وان الحركة الشعبية تضم كل المدارس الفكرية اليسارية منها والليبرالي والديمقراطي كل هذه المدارس موجودة داخل الحركة وفى النهاية تأخذ الحركة واحدأ من الاتجاهات ) هذا يؤكد بان الصراع الفكري داخل الحركة سوف يظل مستمرأ وقد أدى فى الماضي آلي تشققات وانقسامات فى جسم الحركة وقد حد من تطور الفكرة من خطوط عامة آلي تفاصيل فى البرنامج ربما تؤدى آلي اختلافات فى وجهات النظر قد تؤثر على بنية الحركة وهذا التخوف قد قلل من فرص الاجتهاد الفكري والنظري وجعل الحركة تتراجع لكي تفسح المجال لصعود( الجيش الشعبي) على حساب التيار السياسي .
النزاعات الداخلية فى الحركة والانقسامات حتى من قبل المؤسسين لها يقول ( فرانسيس دينق ) فى كتابه ( صراع الرؤى ) تشير وجهات النظر الحديثة إلى الانقسام الأخير داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان وجناحها العسكري غير بشكل مباشر معادلة النزاع لان هناك قتلى اكثر فى الجنوب نتيجة للنزاع الداخلي مقارنة بالحرب بين الجنوب والشمال وانه لم يعد هناك جنوب واحد موحد للتعامل مع الشمال هذه الحجة تعقد الأمر بالطبع هناك نزاعات داخلية وهذه النزاعات تؤثر بالضرورة على مسيرة الحركة لكنها لا تقلل من عدالة القضية ) .
تغير مواقف الحركة : يقول د/ عبد الغفار محمد احمد فى كتاب ( السودان بين العروبة والإفريقية ) ( إن مواقف الحركة أصبحت تثير التساؤل حول من هم الذين يساندونها خاصة وان الادعاء بأنها تمثل كل السودان وحتى كل جنوب السودان اصبح مثار جدل ) . وانظر إلى الورقة آلتي قدمتها الحركة الشعبية فى ندوة ( الحقوق والعدالة ) تحت رعاية (البارونةكوكس ) فى فبراير 1994م فى هذه الورقة تتراجع الحركة لكي تتحدث عن قضية الجنوب والفظائع آلتي ارتكبت فى الجنوب والمطالبة بتقرير المصير وهو تنازل عن الخطاب القومي وعن قضية القوى الاجتماعية آلتي اعتبرت بأنها تمثلها وتناضل من اجل تظلماتها وقبول الحركة على مبادرة الإيقاد آلتي حصرت النزاع شمالي / جنوبي تعد تراجعا عن النضال القومي لمصلحة الإقليمي .
حاولت الحركة إن تميز نفسها باعتبارها قوة ثورية لها مطالب أساسية تريد إن تؤسس أرضية لشعارها ( السودان الجديد ) ولكنها لم تخرج من دائرة تفكيرها الإقليمي إلا بالشعار فقط وكرست جل اهتمامها بالمطالب الإقليمية .
بالنسبة لتكوين ( لواء السودان الجديد) رغم إن قرار تكوينه قد صدر بقرار من الحركة الشعبية لاستقطاب النخب الشمالية إلا انه انظر ماذا يقول ممثل الحركة فى واشنطن وهو ( استفن وندو ) فى الورقة آلتي قدمها لجمعية الدراسات السودانية بواشنطن ( لقد ظهرت الحركة الشعبية فى الجنوب يقودها جنوبيين وقد عملت الحركة من اجل بناء كادر من الشمال لتأكيد أهدافها وشخصيتها الوطنية وهذه أيضا تم تجاهلها ليس لان الشماليين لا يوافقون على هذه الدعوة ولكنهم لا يمكن إن يحرروا أنفسهم من العقلية العنصرية وقد قاد هذا الأمر إلى زيادة( جنوبة ) شخصية وشكل الحركة وقد امسك الجنوبيين بالفرصة وعملوا على إضفاء طابعهم على الحركة وجنوبة اجندتها بقدر ما أمكنهم ذلك وهذه هي طبيعة اللعبة السياسية الديمقراطية فما من تنظيم يستطيع إن يفرض أهدافا غير متمثلة فى تطلعات وطموحات قاعدته ) . هذه المقولة تحمل مضامين استعلائية وهى ذات الممارسات الاستعلائية آلتي رفضتها الحركة كسلوك من قبل الآخرين فكيف يتسنى لها إن تمارس نفس الفعل ؟؟ كما انه ليس بالضرورة إن الرفض أو القبول للدخول فى تنظيم سيأسى أو مؤسسة سياسية يعنى ذلك انه تصرف ناتج من العقلية العنصرية فهناك تنظيمات شمالية قد ظهرت ثم اختفت دون إن يلج إليها الشماليين أو الجنوبيين ولم يصدر منها آية اتهام تجاه المواطنين بأنهم عنصريين أؤكد بان أي حركة تنفذ برنامجا إقليميا لن تنجز برنامجا قوميا لأنها تكون أسيرة لحاجتها الإقليمية تقيد حركتها . واذكر فى هذه النقطة ما جاء فى كتاب السودان الجديد حول مفهوم والية لواء السودان الجديد (إن لواء السودان الجديد لا هو تنظيم ولا تحالف ولا تجمع وإنما صيغة للعمل المشترك بين قوى السودان الجيد فى ريف وحضر الشمال والحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان والمناطق المهمشة الأخرى ) واعتقد بان الحركة قد تراجعت عن هذا الأمر بسبب القوى الاجتماعية آلتي تستند عليها الحرة وبأنها لم تستطيع تجاوز غبنها ومظالمها الإقليمية .
نقطة أخرى أثيرها وهى رغم إن الخطاب السياسي الخارجي للحركة يدعو لاحترام الثقافات والخصوصيات الثقافية إلا إن سياسة الاستقطاب فى الحرة وهو جانب مهم لابد الالتفات إليه وهو تيار الجيش الشعبي يستند على أطروحة تقول إن الجلابة ( المندكورو ) هم سبب الشقاء الذي تعانون منه وان هولاء الشماليين يجب إن يدحروا لانهم غزاة وعلى هذا الأساس تتشكل أيدلوجية الجيش الشعبي وهى أداة الاستقطاب وبذلك يمثل د/جون قرنق الرسول المخلّص من هذا الجحيم .
واحدة من الإشكاليات المأخوذة على الحركة الشعبية إنها التزمت ببرنامج للحكم مع التجمع الوطني الديمقراطي ( مؤتمر القضايا المصيرية 1995م ) ولكن عندما تتفاوض مع الجبهة لم تطرح هذا البرنامج باعتباره الحل المتفق عليه لحل قضية الصراع والسلطة والحكم فى السودان إنما فى كل جولاتها التفاوضية كانت الحركة تطرح برنامجها الخاص وهذا السلوك يجعل كائن القضية محصورا فقط بين الحركة الشعبية والجبهة الإسلامية .
بالرغم من مناداة الحركة بقيام الدولة العلمانية ولكن علمانية د/ جون قرنق قد أصابها الغموض عندما وافق إن يقف مخاطبا الاجتماع السنوي لمنظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة فى جنيف عام 1999م من منبر ( منظمة التضامن المسيحي ) وهذا يقود إلى سؤال هل قضية فصل الدين عن الدولة والعلمانية مقصود بها فقط الدين الإسلامي أم الدين عامة دون تحديد إن كان إسلاما أو مسيحيا أو يهوديا أو وثنيا ؟؟؟ وإذا كان مطلق الدين فلماذا وافق قرنق وهو داعية علماني إن يقف يخاطب المجتمعين باسم منظمة التضامن المسيحي ؟؟ هذه المواقف المتناقضة بين القول والفعل تؤدى إلى عدم المصداقية والتشكيك وهو نفس المأخذ الذي يأخذه على ما يسمى بسلوك الطائفية وجون قرنق لم يستغل المنبر لطرح قضيته إنما هو تحدث باسم ( منظمة التضامن المسيحي ) أي انه يمثل هذه المنظمة وبذلك يكون هو نفسه قد أخل بمبدأ العلمانية الذي ينادى به قبل إن تخل به القوى الأخرى . وان كانت الحركة تقوم بعملية النقد وتظهر تخوفها من بعض السلوكيات والممارسات يقول (دينق لور ) وهو أحد قيادي الحركة فى لقاء له فى جريدة الخرطوم فى نوفمبر 1995 م ( إننا لا نثق كثيرا فى الأحزاب الشمالية ) ويقول فى ذات اللقاء ( إن الدولة السودانية العلمانية الديمقراطية الموحدة آلتي لا تساوم فيها الحركة هي آلتي ستحدد درجات الثقة وتبرز لنا مدى جدية الآخرين ودون ذلك ستخلط الرؤى وتتشابك الخطوط ) وهنا ينشا سؤال هل هذه الجدية فقط موجهة للأحزاب الشمالية دون الحركة الشعبية أم إن الحركة الشعبية نفسها مقصودة بمدى التزامها بشعاراتها ومبادئها وجدية التمسك بها ؟ وإذا كان الجواب فقط القوى الشمالية فهنا نحن أمام مبدأ الوصايا السياسية الذي رفضته الحركة وتناضل من اجل إلغائه وخلعه من الوسط السياسي السوداني ، أما إذا كانت الحركة معنية به فلماذا لم تقدم( نقدا ذاتيا ) عندما تحدث زعيمها باسم ( منظمة التضامن المسيحي ) مخلا بهذا المبدأ والذي تعتقد الحركة إنها لاتسام عليه .
وحول الديمقراطية داخل الحركة يقول ( عابدون اقاو ) فى ندوة التجمع الوطني الديمقراطي بالقاهرة عام 1999م ( بان الديمقراطية تجد مشاكل وعوائق حقيقية عند القوى السياسية بما فيها الحركة حيث إن هذه القوى السياسية تناضل من اجل الديمقراطية وهى تفتقد للعناصر الأساسية لها ) . والحركة الشعبية تعتقد بأنها ثورة وتمارس حرب عصابات ففي هذا الظرف التاريخي غير معنية بالمسالة الديمقراطية ولكنها تناضل من اجل النظام الديمقراطي التعددى وعند الوصول لهذا الهدف تبدأ الحركة فى مسالة قضية الديمقراطية داخل المؤسسة يقول قرنق فى لقاء ل له فى مجلة الوسط بتاريخ 10/5/1993م ( الديمقراطية تبقى فى طليعة خياراتى وإنما هي رفاهية أخبئها لأيام السلم حين نخلع ثياب النضال المسلح ، حتى الآن أنا قائد حرب عصابات ولا اسمح لنفسي برفاهية يمارسها السياسيين فى حلقة نقاش سياسي تنظيري ) يبستر جون قرنق الديمقراطية فى أن يطلق عليها حلقة نقاش تنظيري رغم إن الديمقراطية أوسع من ذلك فهي حكم القانون والانصياع له والتبادل السلمي للسلطة فى الدولة أو التنظيم السياسي وقبول الرأي الأخر وإعطائه الحق فى التعبير عن ذاته هي حكم الأغلبية والسماح الأقلية بالتبشير بآرائها حتى تنال الأغلبية ووصف دكتور قرنق للديمقراطية فيه قصور مفاهيمي لمعنى الديمقراطية ويوضح حقيقة المعاناة آلتي تعانيها الديمقراطية فى البناء الداخلي للجيش والحركة الشعبية والديمقراطية لا تأخذ الأولية فى سلم الاهتمامات عند الحركة الآمر الذي أدى إلى إن يسوقها المنشقون من الأسباب آلتي أدت إلى خروجهم عنها .
اخبرا أود أن اذكر أن هناك انتهاكات كبيرة قد حدثت فى جنوب السودان ومن قبل الحركة الشعبية بمعنى أخص فالمجتمع الجنوبي التعددى وانقسامه إلى جماعات سلالية ولغوية متعددة أدت إلى علاقات عنف صراعي متفاقم فى أعقاب الانشقاقات والانسلاخات المتوالية من الجيش الشعبي لتحرير السودان انزلقت إلى صراعات عنيفة اشد بطشا وقسوة بحقوق الإنسان على محور الشمال والجنوب فعلى سبيل المثال فى 28 أغسطس 1991م انشق قادة الجيش الشعبي لتحرير السودان فى أعالي النيل عن هذا الجيش وكونوا ما يسمى ( الجيش الشعبي لتحرير السودان – فصيل الناصر ) بقيادة د/ رياك مشار ود/ لام اكول وطالبوا بإطاحة قرنق الذي اتهموه بالديكتاتورية ولم يلبث أن اندلع القتال بين مختلف فصائل الجيش الشعبي واقترف الفصيلان اللذان تزايد انقسامهما على أسس عرقية ( تسود فصيل الناصر ( جماعة النوير ) ببنما تسود جماعة الدينكا الفصيل الرئيسي ) اقترفا منذ ذلك الحين انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ويتحمل كلا الفصيليين مع الحكومة تكوين الظروف آلتي أدت إلى المجاعة والى حرمان السكان من الاستفادة من جانب كبير من معونات الإغاثة من الخارج . كما أذكى الفصليين نار العصبية القبلية العرقية حتى صارت الفروق العرقية فى أعالي النيل بشكل خاص باعثا للقتل وقد نجم عن ذلك تدمير أجزاء كبيرة من أعالي النيل وشرق الاستوائية وكانت اكثر المناطق تأثرا بالحرب بين فصائل الجيش الشعبي هي المرتفعات الواقعة فى أعالي النيل والأمثلة الدالة على ذلك كثيرة لا أريد الخوض فيها .
هناك كثير من الأسئلة والتي تحتاج إلى إجابات منها ، ماهى الأسباب الحقيقية وراء ارتماء مشار وكاربينو فى أحضان النظام ؟؟ ومن الذي اغتال كاربينو وملابسات اغتياله ؟؟ وما هي أسباب والظروف آلتي مات فيها وليم نون ؟؟ كل هذه الأسئلة وغيرها توضح كيف تتعامل الحركة مع خصومها وكل من يريد أن يعرف بعض من انتهاكات حقوق الإنسان الجنوبي من قبل حركتي قرنق والحركات المنشقة عنها عليه الرجوع إلى المصادر التالية :
التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية سنة 1994م .
كتاب افريكا ووتش الصادر فى يونيو 94 والذي يعد من افضل المراجع فى هذا الصدد كما أن مقرر حقوق الإنسان للأمم المتحدة السيد /كاسبيرو بير قد ضمن تقريره نقدا شديدا للأطراف الجنوبية على خرقها حقوق تدعى بأنها جاءت لحمايتهم من الهمينة العربية الإسلامية وحتى المنظمات الكنسية ومؤسسات حقوق الإنسان الغربية المعروفة بتعاطفها ومساندتها للحركة قد اضطرت تحت ضغط واقع الأمر إلى نقد الحركة وجناحها المنشق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: HOPELESS)
|
فضيلة الشيخ حقار محمد أحمد في رده علي السؤال التالي
بحكم معرفتكم التخصصية في النصرانية.. هل يمكن تسليط الضوء على الدور الذي تلعبه في تمرد جنوب السودان؟ بالنسبة للتمرد الجنوبي النصراني في السودان فعلاقته بالنصرانية مسألة واضحة بالرغم من أن النصارى في جنوب السودان لا يشكلون أغلبية، ومن الأدلة الواضحة أن الجمعيات التنصيرية والمدنية في أوروبا تتبرع بملايين الدولارات في الشهر الواحد لحركة جون قرنق. على سبيل المثال: البارونة كوكس تجمع من الجمعيات المدنية الألمانية وحدها مليون مارك، تجدون هذا في النشرة الدولية لمجلة "الحُجاج" العدد 210 الصادر في عام 1997م، وهناك جمعيات إنسانية نصرانية في إفريقيا تنطلق من كينيا تجمع مؤن غذائية وتبرعات مالية لجون قرنق، وهذه الأمور كلها دليل واضح على أن الحرب التي تدور في الجنوب تقف وراءها جهات تنصيرية ، و هؤلاء لا يقفون في حرب الجنوب في دعم جون قرنق فقط بل كلفوا باحثين من النصارى في معهد "لومان فيتيه" أي "النور" باللغة اللاتينية للعمل على بعث المملكة النصرانية النوبية التي تشمل ما يعرف ببلاد الوجه المحروق من جنوب مصر إلى شمال السودان وصولاً إلى إثيوبيا، وهذه الدراسات يقف وراءها الأب "شوقراي" وكذلك الكاردينال "الغطاس" من مصر والكاردينال "برنارياجو" من الكونغو الديمقراطية (توفي الأخير)، وقد أقاموا معارض خاصة بالحضارة النوبية في مدن وجامعات أوروبية مختلفة، وفي هذه المعارض دعوة إلى إقامة هذه الدولة. إذن المسألة لا تقف في حدود حركة جون قرنق. إفريقيا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: HOPELESS)
|
العميل قرنق وزبانيته يستخدمون اسلحه محظوره دولياً .. وهلي الألغام الأرضيه التي حرمها العالم باجمعه .. ولعل 90% ممن لقوا حتفهم كان بسبب زرع الألغام من قبل حركه التمرد والعماله
عن موقع مصراوي
مصرع وإصابة 26 في انفجار لغم بالسودان (2002-05-03 09:36) لقي 11 سودانيا مصرعهم وأصيب خمسة عشر آخرون بجروح بانفجار لغم في منطقة بحر الغزال جنوبي السودان يوم الخميس وقد حملت السلطات السودانية متمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان مسؤولية الحادث وجاء في بيان للحكومة نشرته وكالة الأنباء السودانية إن اللغم انفجر تحت سيارة كانت تقل مسؤولين محليين بالقرب من مدينة واو, كبرى مدن بحر الغزال
واتهمت الحكومة المحلية في ولاية بحر الغزال متمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان بزرع اللغم، خارقين بذلك الاتفاق الموقع مع حكومة الخرطوم بشأن حماية المدنيين في المناطق التي تشملها الحرب الأهلية في السودان
وذكرت الوكالة أن السيارة التي داست اللغم كانت تقل مسؤولين محلين وأشخاصا آخرين في طريقهم لزيارة أحد مشروعات الأمن الغذائي خارج مدينة واو وأوضحت أن محافظ التونج بين القتلى كما أن محافظ وراب بين الجرحى
ودعا بيان صادر عن ولاية بحر الغزال الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى إلى ممارسة ضغوط على متمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان من أجل وضع حد لما أسماه البيان بالنشاطات غير الإنسانية
ويشهد السودان منذ العام 1983 حربا أهلية قتل فيها قرابة مليوني شخصن وأدت إلى نزوح ملايين آخرين ولا توجد أرقام محددة عن عدد الألغام الأرضية في السودان، بيد أن تقارير عديدة تضع البلاد ضمن أبرز خمس أو ست دول تعاني من مشكلة الألغام الأرضية
وقد تعهد الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي بتقديم 1.3 مليون دولار أميركي لبرنامج خاص بالتوعية بأخطار الألغام في السودان وقد وافقت كل من الحكومة وحركة التمرد على البرنامج
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملف الأسود .. لجرائم حركة التمرد بالسودان..بقيادة العميل قرنق (Re: HOPELESS)
|
الحرب الأهلية تحاصر جوبا الساحرة وتحولها مدينة اشباح..
تحقيق: محمد الأمير جنوب السودان
في رحلة سبر الأغوار والبحث والتقصي في جوانب الأزمة السودانية كان لابد من الذهاب إلى أرض المعارك الطاحنة وميادين الحرب الأهلية بين شمال وجنوب السودان.. فحتماً سيكون الحال مختلفاً ولو لبعض الشيء عن كلام الساسة والمنظرين الذين يقبعون خلف مكاتبهم ولا يعانون مما يعانيه الذين يعيشون في أتون النار وما تخلفه من قتل وجروح وعاهات وتشريد ودمار للأخضر واليابس. وكان السؤال في الحلقة الرابعةمن أين نبدأ؟ وسرعان ما جاءت الإجابة: من جوبا تلك المدينة الشاهدة على عصر من أحلك عصور الحرب الأهلية. ولم يكن هناك وقت للأسئلة.. في جوبا سنرى الإجابات بأعيننا بعد ما كنا نسمعها بآذاننا!! وكان الإقلاع فجراً من مطار الخرطوم صوب جوبا التي وصلتها بعد ساعتين.. وتوجهت إلى فندق السلام التابع للحكومة السودانية حيث استقبلني والي جوبا السيد جيمس لورو.. وكم كان لاستقباله الحار وحفاوته الفطرية أثر كبير في إزالة ما اعترى نفسي من وحشة.. ولا أبالغ .. إن قلت من هواجس بلغت حد الخوف!! أقمت في جوبا أربعة أيام.. وكانت دهشتي التي لم تزل حتى بعد وصولي الرياض من جمال وسحر الطبيعة الخلابة في تلك المدينة الساحرة والأخاذة.. لدرجة تحتار عيناك بين النظر إلى تلك المساحات الخضراء الشاسعة أو إلى تلك الأنهار والجداول الصافية والشلالات الرقراقة.. والطيور الكثيرة التي تملأ الفضاء غناء وصداحاً كأنها تتمنى على الإنسان أن يكف عن الحرب والتدمير!! وتستنكر عليه كيف يحول تلك الجنة المبهرة إلى ساحة معارك وميدان للموت والدمار!! وجوبا هي عاصمة جنوب السدان وتقع تحت سيطرة الحكومة السودانية التي تسيطر عليها بقبضة من حديد.. وقد علمت أن جامعة جوبا الوحيدة قد أغلقت أبوابها وانتقلت إلى الخرطوم بسبب الحرب.
كان حواري الأول في جوبا مع أول رجل استقبلني واحتفى بقدومي، والي جوبا السيد جيمس لورو.. حيث قال:إن اتفاقية ماشاكوس من الاهتمامات التي تراها الولايات الجنوبية الاستوائية بنظرة الحريص لتحقيق السلام.. لقد استقبل الناس الأمل في الوصول لسلام حقيقي عندما أعلن التوصل إليه في ماشاكوس الأول فقامت المسيرات ابتهاجاً للسلام المنشود.. وها نحن نترقب الأحداث الحالية بشغف المحروم من الاستقرار، فقد مللنا الحرب . وطالب والي جوبا بالعمل المكثف خلال الفترة الانتقالية مشيراً إلى أن جنوب السودان إذا ما أُريد له عدم الانفصال فيجب العمل في تنميته فإنه لم يحصل على نصيب من توزيع الثورة فهناك ظلم كبير حدا بالجنوبيين إلى المطالبة بتقرير المصير مشيراً أننا ننادي بتوزيع عادل في السلطة يضع الناس تحت سودان جديد يضم كافة أعراقه وأجناسه.. والا سيحدث الانفصال بكل تأكيد. وفي لقاء مع رجل عسكري يعيش في ميادين الحرب استطعت مقابلة اللواء كلمنت والي كونقا زعيم قبيلة المونداري بولاية بحر الجبل الاستوائية الكبرى.. ومن المفارقات انه جنوبي يعمل في صف الحكومة السودانية وضد حركة التمرد!! وتركت الرجل يحكي مشواره مع الحرب ورحلته مع الدمار والخراب والقتل!! حيث قال: كنت طالباً في الثانوية العامة عام 69م بمدينة قولي في أوغندا وكان عمري آنذاك 19عاماً.. فدخلت الكلية العسكرية لأتخرج برتبة ملازم سنة 70م وانخرطت في العمل بضاحية وبنتي بول.. وتقع في وسط غابة على الحدود الأوغندية السودانية.. وبعد ذلك انتقلت إلى الكتيبة الثانية بالاستوائية الوسطى بمدينة "مورطا" ثم إلى السرية الثامنة بمحافظة تركاكا مقر قبيلة المونداري وكان عملي طيلة الفترة منضوياً تحت لواء الأنانيا.. وبعد اتفاقية أديس أبابا عام 1972م استوعبت في الجيش السوداني وعملت تحديداً بالحرس الجمهوري لمدة أربع سنوات برتبة ملازم وانتقلت إلى الفرقة الأولى بمدينة جوبا عام 76م حتى يومنا هذا.. وعملت في الجيش حتى وصلت إلى رتبة لواء. ومضى كلمنت في الحديث قائلاً: إن هناك ثمة فرقاً بين أهداف حركة الأنانيا والحركة الشعبية لتحرير السودان، فكانت الأنانيا تحكي هموم المواطنين المحرومين عكس ما تقوم به الحركة الشعبية الآن حيث أثارت النعرات والقتال بين أبناء الجنوب بعضهم البعض.. ومن المآسي التي تعرضت لها قبيلتي من جنود الحركة الشعبية اغتصاب النساء وقتل الأطفال والشيوخ وسرقة المواشي.. وفي عام 91م قام أفراد من جيش الحركة الشعبية ترجع أصولهم إلي قبيلة المونداري بانشقاق دخل الحركة وانضموا إلى جيش الحكومة السودانية، أتدري لماذا؟ جاء ذلك بسبب تصرفات مشينة يقوم بها صقور داخل الحركة، فمن بين الصور البشعة التي رووها لنا ان جنود الجيش الشعبي يأخذون (15) بقرة من أهل المجندين في المعسكر ويسخدمونها كرهينة حتى تنتهي فترة خدمته العسكرية وإذا هرب أو غاب بسبب أو بآخر تؤخذ من أهله خمس أبقار إضافية ويصل الأمر سوءاً إلى أن يصل إلى زواج أخت الهارب غصباً.. بعد هذه المعاملة السيئة التي تعاملنا بها قبيلة الدينكا والتي تمثل النسبة الأكبر لجيش الحركة قررت قبيلتي محاربة الحركة الشعبية وتحرير جميع أراضينا. وعن دعم الحكومة لنا في البداية لم نحصل على دعم حكومي فليس هنالك أي تعليمات من الحكومة السودانية لنا لمحاربة الدينكا بور أو الحركة الشعبية لتحرير السودان وقتها، كنا نملك أسلحة متواضعة اشتريناها بمقابل بيع مواشينا من القوات المسلحة السودانية وقاتلنا بها حتى وجدنا الدعم الحقيقي مؤخراً من الحكومة. وكان اللقاء مع الفريق محمد بشير سليمان الناطق الرسمي للقوات المسلحة السودانية حيث قال ان تجربتي العسكرية بدأت بالكلية الحربية عام 70فتخرجت ولم انتظر كثيراً حيث كانت الوجهة إلى الجنوب وتحديداً "توريت".. وقتها كانت الحرب مندلعة بين الحكومة والمتمردين.. وقد امضيت قرابة السنتين في خوض معارك كثيرة لكنها لم تكن شرسة نظراً لإمكانية المتمردين المتواضعة انذاك فلا سلاح ولا عتاد مجرد أسلحة بدائية.. وبالطبع كانت الغلبة للقوات المسلحة.. وهذه هي التجربة الأولى لي في الميدان العسكري. أما التجربة الأخرى عام 87فعدت إلى أراضي الجنوب ولكن هذه المرة مختلفة تماماً فقد وجدت العدو يملك من الأسلحة المتطورة الكثير نظراً لحصوله على الدعم الاقليمي والدولي.. فكانت المهمة حينها أصعب.. نعم أصعب.. فكانت الحرب.. جيش مقابل جيش ووجدت التمرد يستهدف وحدة البلاد ودينه واستقراره فبدأنا رحلة الدفاع والذود عن الوطن.. ومن هنا شاهدت ما شاهدت من مواقف إيثار ونبل يتصف بها جندي القوات المسلحة، فمن المواقف التي لا تغيب عن ذاكرتي ذلك الموقف الذي جعلني افتخر لروح وفدائية جنودنا.. تخيل انك ترى جندياً يقف أمام طلقات الرصاص هدفه فقط حماية قائده من رصاص العدو.. وعن كيفية تعامله مع جنوده ولا سيما الكثير من جنود القوات السودانية من أبناء الجنوب ومن قبائل متعددة قال الفريق بشير: إن روح المواطنة لدى جيشنا مرتفعة فلا فرق بين شمالي أو جنوبي، فنحن ندافع عن الوطن فقط.. وصدقني ان وجدت صوراً مثالية من التلاحم بين قواتنا المسلحة في الجنوب.. وعموماً ان معاملتي مع الجنوبيين تحت معيار المواطنة شماليين وجنوبيين فنحن في حالة حرب هدفنا الدفاع عن الوطن. وعن احتلال توريت قال الناطق الرسمي للقوات المسلحة في معرض كلامه: إن ذلك يؤكد عدم جدية حركة التمرد وقناعتها بالسلام فقد تطورت الأحداث بشرق الاستوائية من خلال استمرار قصف العدو المتواصل وهجومه المستمر على مدينة توريت لمدة يومين، مؤثراً ذلك على المواطنين مما اضطر القوات بالمدينة بالانسحاب تحت ضغط العدو ترتيباً للأوضاع واستعداداً لاستعادتها قريباً بإذن الله. ولم يكن من الجائز ان نأتي جوبا ولا نلتقي أمير المجاهدين ياسين محمد نور ياسين الذي قال أتيت إلى جوبا في عام 94وبدأت كمقاتل ومدافع عن الوطن الغالي المستهدف في كيانه ووحدته.. وفي عقيدة أمته من خلال استخدام وتوظيف التمرد لتحقيق أهداف الصهاينة للأسف في بلادنا.. لكن العزم لدى الشعب السوداني متواصل لوقف هذا المد الأمريكي.. وسأمضي فيه حتى احصل على الشهادة لأننا سنبذل الغالي والنفيس لمن يريد الاعتداء علينا فقد قدمنا الكثير وسوف نبقى على وعدنا إن شاء الله. شماليون لاعودة للخرطوم.. وطنك من رزقك فيه وليس من ولدت فيه.. بهذه الكلمات بدأ الحاج آدم إبراهيم ذو الأصول الشمالية كلامه.. نعم أتينا إلى جوبا منذ ما يقارب الأربعين عاماً بقصد التجارة فبدأت بمشروع صغير جداً حتى تدرجت والآن لديّ محلات لبيع المواد الغذائية، ويقول الحاج آدم أنني أعتبر نفسي جنوبياً ولاسيما بعد زواجي بفتاة جنوبية ولديّ منها ثلاث أطفال.. وعن إذا ما انفصل الجنوب بعد الفترة الانتقالية قال الحاج سوف أبقى في الجنوب حتى بقية عمري لا أستطيع ان أعيش في منطقة أخرى غير جوبا لقد اندمجت مع الجنوبيين حتى النخاع!! وعن المواقف الخطرة التي تعرض لها الحاج آدم قال ان نسبة الأمن المتوفرة في مناطق الجنوب لا بأس بها إلاّ ان هناك أوقات عصيبة تمر علينا فكما تعرف ان القتال بين حركة التمرد وجيش الحكومة ما زال قائماً.. لكن ولله الحمد الحكومة تساعدنا بتنظيم منع التجوال عندما يكون هناك خطر قادم.. ولعل من المواقف الصعبة التي مرت عليّ ذات يوم كنت أتناول وجبة الغذاء بمنزلي وفجأة نزلت قذيفة صاروخية أدت إلى سقوط معظم أجزاء المنزل ولم أصدق أنني سأكون وقتها على قيد الحياة. وعن تغير دستور الشريعة الإسلامية في مناطق الجنوب بعد توقيع برتكول ماشاكوس الأول قال آدم أنه هزيمة معنوية لنا كمسلمين في الجنوب.. ولعل ما يسهل الأمر علينا أننا مندمجون مع أبناء الجنوب بكل اعراقهم ودياناتهم. وأما السيد موسى إدريس الذي استوطن الجنوب منذ السبعينات فحكى تجربته قائلاً: أنني متزوج ولديّ عائلة أعيش معها باستقرار ولله الحمد.. وأعمل في تجارة قطع غيار السيارات.. فكنت أتردد بالسفر لمناطق الجنوب منذ عام 1970م.. وكما رأيت ان الجنوب حباة الله بطبيعة خلابة ولكن للأسف أصبحت مسرحاً للعمليات العسكرية ومن هنا ننادي كل من له دور في هذه الحرب التي أكلت الأخضر واليابس ان يوقفوها.. فلقد مللنا وسئمنا.. وكم من الآثار السلبية التي ترتبت عليها حياتنا فهناك غلاء بالمعيشة بسبب أنه لا طريق غير الطائرات لنقل البضائع.. مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وبشكل مضاعف ولاسيما ان الفقر متفشٍ بين أبناء الجنوب مما يزيد المسألة تعقيداً وعن بقائه في الجنوب إذا انفصل قال إدريس ان هذا بند تقرير المصير قد فرطت به الحكومة خلال مفاوضاتها فوحدة السودان لا مجال في نقاشها.. ولكن إذا تم الانفصال لا قدر الله فسوف أرجع إلى الخرطوم كي أبدأ حياتي من جديد، وأخيراً وقبل ان أودع جوبا الجميلة لفت نظري صالون حلاقة على قارعة الطريق لصاحبه محمد جمال الذي ينحدر من أب شمالي وأم جنوبية والذي يقوم بالحلاقة إلى الجنود والعساكر وأيضاً إلى أبناء المدينة وبسؤالي عن مهنت ه قال: تركت الدراسة عندما وصلت للمرحلة المتوسطة وامتهنت الحلاقة من دون رغبة أو ميول ولكن كي تساعدني حيث أحصل على مبلغ زهيد نصف دولار جراء 15زبون يومياً. ويقول محمد جمال أنه لا توجد فرص عمل وسط الظروف الاقتصادية المنهارة والتي خلفها الحرب. وأنني أواجه صعوبة في حياتي فكيف أعيل أسرة مكونة من عشرة أفراد ولا أستطيع ان أحصل إلاّ على نصف دولار يومياً.. ومن هذا المنطلق أصبنا بخيبة أمل بخصوص تعليق مفاوضات السلام الأخيرة فكم من الوقت سننتظر ليعم السلام في بلادنا. وغادرت جوبا تلك المدينة الجميلة الدامية في نفس الوقت.. ولكن كانت المفاجأة ان المغادرة إلى الخرطوم هذه المرة كانت على طائرة شحن!! الرحلة إلى كبويتا معقل الحركة الشعبية وصلت الخرطوم مشحوناً كالبضاعة من جوبا.. لاستعد للسفر إلى العاصمة الكينية نيروبي التي وصلتها ظهراً لاستقل من مطار " ويلسون " طائرة صغيرة يستخدمها موظفو الإغاثة والأمم المتحدة وتتسع فقط لعشرة ركاب.. وبعد ساعتين من الخوف والقلق هبطت الطائرة في مطار "لوكيتشوكيو" الواقع في شمال كينيا وهو أكبر مطار في العالم تستخدمه الأمم المتحدة للإغاثة بسبب موقعه الاستراتيجي ولقربه من مخيمات المنكوبين من لاجيء الحرب الأهلية السودانية.. استقبلني أحد المسؤولين في الحركة الشعبية بمدينة "لوكيتشوكيو" وقال لي تستطيع الذهاب برا الى كبويتا وسيكلفك الوقت 6ساعات سيرا اذا استخدمت السيارة واتفقنا بالذهاب برا و"كبويتا" تسيطر عليها الحركة الشعبية والواقعة شرق الحدود الاستوائية بين كينيا والسودان.. وسرنا في طرق وعرة وسط الغابات والأحراش حتى وصلنا إلى مدينة "نوروس" وكان حتماً علينا ان نمضي ليلتنا فيها.. وفي الصباح الباكر واصلنا السير متوجهين إلى كبويتا حيث لا يسمح لنا التحرك ليلاً بسبب أجواء الحرب ووجود حالة تشبه حالة حظر التجوال. وكانت أولي لقاءاتي مع القائد صمويل اوكايا قائد اللواء "33" في كبوتيا.. وشرح ل "الرياض" كيف اقتحم تلك المدينة الحيوية حيث قال انطلقنا من نقطة بونا بالقرب من كبويتا وقبل ذلك قمنا بتدريبات عسكرية منظمة لمدة ثلاثة أيام متواصلة، وهاجمنا كبوتيا بجيش يقدر بأربعمائة مقاتل واستمرت المعركة دائرة بيننا وجيش الحكومة لمدة ساعة وبعد ذالك استطعنا تلقين الحكومة هزيمة ساحقة. وكان اللقاء الثاني مع القائد جيمس هوت الذي قال: دخلت في العمل العسكري مع بداية تمردي وانضمامي لحركة التمرد عام 83ثم بقيادة جون قرنق وقتها التقينا في الغابة وكان عددنا (1500) جندي جميعهم يعملون في كتيبة ( 104و105) من الجيش السوداني وقد خضت أول تجربة عمليات عسكرية تحديداً في مدينة ناصر وألحقنا خسائر في الجيش السوداني وبعد مرور سنة من ذلك قام شلة من الضباط المتمردين بإنشاء كلية عسكرية مصغرة تلقيت تعليمي بها وتخرجت برتبة ضابط تخصص استخبارات وبعد التخرج دخلت الغابة في العمل الميداني حتى عام 85م وفي نهاية العام ذهبت لتلقي الدراسات العليا في مجال الاستخبارات لمدة سنة في هافانا العاصمة الكوبية بأمريكا اللاتينية.وبعد انتهاء فترة الدراسة هناك رجعت إلى جنوب السودان لانخرط في العمل العسكري مرة أخرى وتقلدت وقتها منصب رئاسة حراسة زعيم الحركة الشعبية جون قرنق.. ومضى الكومندرز جيمس قائلاً لعل التجربة العسكرية التي خضتها على مدار العشرين سنة علمتني الصبر والكفاح.. وأهم تلك التجارب التي خضتها في شرق السودان فقد عملت هناك لمدة نصف سنة بغرض تجنيد مواطنين وضمهم إلى الحركة الشعبية وكانت تجربتي عصيبة جداً فقد كنت متخفياً وأعمل بسرية تامة ولاسيما ان تلك المناطق تقع تحت سيطرة الحكومة.. وتنكرت في شخصية مزارع.. ومع ذلك اعتبر تجربتي ناجحة فقد استطعت اقناع (6000) مواطن للانضمام إلى الجيش الشعبي وقد انشأنا معسكرات للتدريب بمدينة كسلاً بالقرب من الحدود الاريترية ولم نقم وقتها بأي عملية عسكرية، وعن اندماج جيش الحركة تحت مظلة القوات المسلحة إذ ما تم التوصل اليه قال الكومندز جيمس: اننا لا نريد ذلك حتى يتم بناء الثقة خلال السنوات الست الانتقالية فاننا نعلم ان الاستراتيجية لدى حكومة الخرطوم هو تفتيت جيش الحركة الذي يقدر بأعداد كبيرة ولكن نحن نتمسك بالجيش حتى نجاح الفترة الانتقالية فإذا اتت بالوحدة فنرحب بذلك، اما إذا انفصل الجنوب فنحن نحتفظ بجيشنا في المواقع التي نسيطر عليها. * وقال جيمس اننا نقاتل في جنوب البلاد لنحرر اراضينا وندافع عن حقوقنا المسلوبة.. وما حدث في توريت هو نتاج طبيعي لان وقف اطلاق النار لم يتم بعد. ونحن في تجولنا داخل مدينة كبويتا وتحت حراسة مشددة من جنود الحركة التقينا دينق كوريور حيث قال: منذ زمن بعيد لم أعرف الراحة والاستقرار وظللت اتنقل من مدينة إلى اخرى.. وها أنا في كبويتا أعاني الجوع والفقر والامراض وخاصة الملاريا التي ظلت تلازمني لاكثر من عشر سنوات انكهت جسمي وهدت قواي، ونحن لا نجد إلا الاعمال الشاقة ورغم ذلك لا نجدها يومياً، فنعمل يومياً ونتعطل عشرا نسكن في عشش من الحشيش لا تقي من الحر ولا البرد ولا المطر، ورغم ذلك يأتي جيش الحكومة ليمارس الضغط علينا فنظل دون استقرار.. فنحن لا نريد سوى استرداد حقوقنا فنحن مظلومون يجب ان يكون هناك توزيع عادل في الثروات ونحن لا نريد ولا نحب الحرب ولكن الحكومة اجبرتنا على ذلك.. وعن تقرير المصير ابدى الجنوبي رأيه ان تقرير المصير سيكون نتيجته الانفصال إذا لم يكن هناك انصاف في توزيع الثروات فلا توجد لدينا مدارس ولا مستشفى نريد ان نعيش باستقرار وأمان ونحقق للشعب السوداني الرفاهية وان يستغل ثرواته ليوفرها لخدمة المواطن.. صدقني ان حياتنا جحيم لا تطاق.. اسرى لدى الحركة من الشمال واخيراً كان لقائي مع عدد من الأسرى الشماليين الذين عاشوا معاناة الحرب الاهلية ومآسيها الدامية حيث التقيت بموسى رحيم البالغ من العمر ( 29عاماً) ولم يتزوج بعد والذي كان يعمل ميكانيكياً في الجيش الحكومي بمدينة كبويتا.. وبعد أسره يعمل الآن لصالح جيش الحركة الشعبية في نفس موقعه السابق، ومضى موسى والالم والحزن يملآن وجهه قائلاً: لقد اتيت إلى هنا قبل حوالي سنة ومنذ ذلك الوقت لم استطع حتى سماع صوت عائلتي والتي تقطن شمال كردفان.. ولعل من أصعب المواقف التي مرت عليّ عندما قامت معركة بين الجيش الشعبي وجيش الحكومة قبل عدة شهور.. فصدقني بعد سماعي للاصوات المدوية للمدافع والقنابل اظلمت الدنيا في وجهي فتذكرت على الفور أمي وأبي واخواني كيف سيكون موقعهم إذا فارقت الحياة، ومازالت المعركة مستمرة حتى خطرت لدي فكرة ان اختبيء داخل قبو وذهبت مع اثنين من أصحابي واختبأنا حتى انتهاء المعركة وبعده اتى ضابط من الحركة الشعبية ليأخذنا إلى مكتبه لأخذ معلومات شخصية تخصنا نحن الثلاثة. وبعد ذلك بدأ العمل في البحث عن ضحايا القتال فوارينا ثرى قرابة ثمانين جندياً معظمهم تتراوح اعمارهم مابين 17- 19سنة للاسف.. ثم التقيت بأسامة الحاج البالغ من العمر 27سنة، وكان يعمل في الجيش السوداني وتحديداً بائع مواد غذائية تابعاً للحكومة فقال ان المآسي التي عشتها خلال فترة العمل العسكري لا تعد ولا تحصى.. اولا لم استطع مشاهدة أهلي منذ قرابة السنتين لا يعلمون أين أنا هل قتلت ام لا؟.. نعم أنا عشت فترات صعبة تصور ان الجنود تراهم يقتلون واحداً تلو الآخر ومعظمهم للاسف من صغار السن، فذات مرة رأيت مشهداً تقشعر له الأبدان.. وجدت أكواماً من البشر.. صدقني صوت البندقية مللتها لا أحب الحرب، فحين وقوع المعركة بين الجيش السوداني وجيش الحركة الشعبية كنت داخل قبو مختبئاً مع اصدقائي ونحن نسمع دوي الدبابات والقاذفات.. والخوف كان ينتابني وقتها تذكرت اسرتي كيف يمكن ان يعيشوا ويأكلوا من دون ان ارسل لهم الراتب شهرياً.. خرجت مع اثنين من زملائي ووجدنا مدينة كبويتا مدمرة لا اصدق ما رأيته فالبيوت تهدمت على بعضها وجثث القتلى مرمية كل حدب وصوب.. اصدقاء واخوان فقدناهم في هذه الحرب لا أخفيك قررت ان اهرب إلى الغابة كي اصل لمدينة جوبا.. ول كن أصحابي اوقفوني واعتقد انني لو فررت لم اكن اتحدث معك الآن بل الموت المحقق سوف يصلني.. فقد سمعنا قصصاً عن هؤلاء الذين هربوا.. فاذا استطعت ان تنجو من جيش الحركة الشعبية فمن الصعب ان تفلت من الحيوانات المفترسة.. وإذا نجوت من ذلك فلا اعتقد ان تتركك القبائل المنتشرة في ضواحي الغابات.. اتصدق ان القبائل تقتلك من أجل قميص أو حذاء.. عموماً قدر الله فينا ان نبقى سالمين وله الحمد.. ومسلل المآسي لم يتوقف بعد فاننا لم نستطع إخبار اهلنا بأننا على قيد الحياة وأريد عبر جريدتكم ان توجهوا رسالة لاهالينا بأننا في اتم صحة وعافية.. ونحن في انتظار منظمة اليونسيف لتأخذ المعلومات واعطائها الاهل.. وانني اوجه رسالة لكل المسؤولين الذين باستطاعتهم وقف الحرب.. كفى.. كفى.. كفى.. الحرب دمرت البشرية فلتجعلوا السودان يعيش بسلام..
| |
|
|
|
|
|
|
|