حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!?

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 09:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة جمال عبد الرحمن(HOPEFUL & HOPELESS)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-18-2005, 04:33 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!?


    من الحقائق المعروفة في علم الاجتماع دور الوسط الاجتماعي في اعتناق الانسان لفكرة ورفضه اخرى ، فمن ينشأ في بيئة لا تعرف عقيدة بعينها يصعب عليه ان يعتنق تلك العقيدة ، وان من ينشأ في بيئة تحكمها بقوة عقيدة معينة يصعب عليه ايضا ان يحيد عن حدود تلك العقيدة .

    اذا سلمنا بهذه الحقيقة جاز لنا ان نسأل :

    لماذا ُيكرَه الانسان على وضعية لم يكن له الخيار فيها اصلا ؟؟؟

    لماذا يُحرم الانسان من حقه في اختيار دينه ؟؟؟

    لطالما تساءلت عن الحكمة من حد الردة في منظوره الفقهي الاسلامي ؟؟

    كيف يجيز الفقهاء قتل المرتد وكل جريمته انه مارس حريته الدينية وحقه الطبيعي في اختيار دينه ؟؟

    كيف يمكن التوفيق بين حد الردة وبين مبدأ حرية الاعتقاد الديني الذي كرسه الاسلام ذاته في قاعدة ( لا اكراه في الدين ) ؟؟؟

    يجيب الدكتور تيسير خميس العمر في كتابه (حرية الاعتقاد في ظل الاسلام) : (ان الهدف من مبدأ ( لا اكراه في الدين ) يتمثل حقيقة في ارقى انواع ممارسة الحرية وافضل اكرام للانسان ، فهو يحذر من اراد الدخول في الاسلام من الدخول فيه الا اذا كان على تمام القناعة والرضا ، لانه اذا دخل عن طواعية وقناعة تامتين ومعرفة راسخة فانه عندها لا يستطيع الخروج منه .... ومن هنا نرى ان عقوبة الردة جاءت لتقطع على اهل الاهواء هدفهم وتبطل مسعاهم بعيدة عن زيغ المبطلين واصحاب النفوس الضعيفة التي تحب ان تلهو وتبتعد عن جادة الصواب فالاسلام لا يسوغ لذوي الاهواء ان يعبثوا بالاديان ? فيدخل في الاسلام لغاية ثم يخرج منه لغاية ، بل اعتبر ذلك لعبا بالدين وتضليلا للمتدينين ) ( حرية الاعتقاد في ظل الاسلام : 496 وما بعدها )

    قد يكون هذا الكلام منطقيا ومعقولا بالنسبة الى من يترك دينه الاصلي الى الاسلام ( أي من كان كافرا كفرا اصليا ثم اعتنق الاسلام ) ولكن ماذا عن المسلم الذي ولد ونشأ في بيئة اسلامية ؟؟

    الواقع ان 90 % على الاقل من المسلمين قد اُكرهوا على الاسلام اكراها اجتماعيا، فلم يكن اسلامهم وليد قناعات فكرية وعقلية بل اكتسابا من البيئة وارثا من الاجداد !! اذن بأي حق يعاقبون على ترك دين لم يختاروه اصلا ؟؟؟

    لماذا يجبرون على البقاء في دين لم يكن لهم ارادة في اختياره منذ البداية ؟؟؟

    اليس هذا تناقضا مع حرية الاعتقاد الديني ؟؟؟

    يتابع الدكتور العمر قائلا : ( تهدف عقوبة الردة الى الحفاظ على المجتمع وصيانة اركانه ..واقامة هيبة للدين وسلطانه على النفوس حتى لا يتطاول اصحاب العقول السقيمة والنفوس المريضة على الدين ، وتنال من قدسيته وهيبته في النفوس ) ( نفس المصدر : 498 )

    هل صحيح ان هيبة الدين يمكن ان تهتز بردة شخص او شخصين او حتى مئة شخص ؟؟؟

    هل صحيح ان المجتمع الاسلامي بهذه الهشاشة بحيث يمكن لبعض المرتدين ان يحطموا اسسه ويزعزعوا اركانه ؟؟؟

    هل صحيح ان تدين ملايين المسلمين بهذا الضعف يحيث يمكن لنفر من المرتدين ان يشوشوا عليهم افكارهم ويبثوا الشكوك في عقولهم ؟؟

    هل صحيح ان المرتديين يشكلون خطرا حقيقا على الاسلام و المسلمين ومستقبل الدعوة ؟؟؟

    يجيب الدكتور العمر بمنتهى الثقة : نعم !!! ( المرتدون اخطر من الاعداء على الاسلام واهله ، ويزداد هذا الامر جلاء ووضوحا لمّا نعلم ان المرتد سيشوه صورة الاسلام ويدس على الدين ، وهذا ما لا يقدر عليه غير المسلمين ، وعندئذ سيخدع الكثير ممن لا معرفة له بالاسلام ) ( نفس لمصدر : 292 )

    ويزيد الدكتور حسن الشاذلي المسألة توضيحا فيقول : ( الفرق كبير بين مسلم يرتد ثم يهاجم الاسلام ، وبين غير مسلم يهاجم الاسلام ، اذ الاول يدس سمومه تحت شعار علمه بالحقيقة الدين ، وينفث احقاده تحت ظلال خبرته المدعاة بتعاليم الدين واحكامه ، مما يجعل مستمعه اقرب الى تصديقه من شخص غير مسلم ? ولما كانت خطورة المرتد بهذه المثابة كانت عقوبة المرتد بقدر جنايته ) ( اثر تطبيق الحدود في المجتمع : 15 )


    من الواضح ان هذا المنطق يفترض منذ البداية ان المرتد هو انسان سيء الطوية ، مشبوه النوايا ، ينطلق من مخطط تآمري مدروس هدفه تشويه
    صورة الدين !!! ولذلك لا بد من الحزم والشدة معه !!!

    فهل هذا التصور واقعي وصحيح ؟؟؟ وهل هذا هو حال اي مرتد فعلا ؟؟ وهل يعقل ان كل من ينتقد عقائد الاسلام ومبادئه هو انسان حاقد موتور او عميل مأجور ؟؟؟

    اليست هذا تصورا احاديا يصادر حق الاخر في التفكير والاختيار والاختلاف ؟؟

    اليس هذا منطقا قمعيا اقصائيا يشبه اسلوب الانظمة القمعية في التعامل مع المعارضة ؟؟ ( فالمعارض السياسي عميل ، حاقد ، عدو للشعب والثورة والقائد المحبوب ) ولذلك لا مكان له بين افراد الشعب ( الملتفين حول الثورة والقائد ) !!!!

    وحتى اذا سلمنا بهذا المنطق ، فان من حقنا ان نسأل :

    لماذا يكون المرتد عن الاسلام عميلا مأجورا ينفذ مخططا لتدمير الاسلام ويهدف من ردته بث سمومه وزعزعة عقائد المسلمين وكلامه عن الاسلام اكاذيب واوهام ، في حين ان المسيحي او اليهودي الذي يرتد عن دينه ويعتنق الاسلام هو رجل صادق جريء باحث عن الحقيقة ذو عقل منفتح وناضج ، ونقده لديانته السابقة حقائق علمية ينبغي دراستها والاستفادة منها ؟؟؟

    اليس هذا اسلوبا مزدوجا في التعامل مع قضية الردة ؟؟؟

    ما مبرر التفريق بين المسلم وغير المسلم رغم ان القضية واحدة ؟؟؟

    ثم ..... هل قمع المرتد منعه من الكلام او قتله ( لا فرق ) يعني تحصين مجتمعاتنا وتقديم صورة مشرقة للاسلام ؟؟؟؟

    هل صيحيح ان منع المرتد من الكلام سيقطع الطرق على من يريد ان يصطاد في الماء العكر لتشويه صورة الاسلام ؟؟؟

    وهل صحيح ان العالم سيصدق كل ما يقوله اي شخص عن الاسلام ؟؟

    ان من يقرأ كلام الاستاذين العمر والشاذلي يخيل له ان العالم يعيش في حالة تخلف اعلامي خطير !! وان المسلمين يعيشون في بقعة منعزلة ، ولا يدري العالم شيئا من امر دينهم الا من احاديث المجالس واخبار الصحف !! وبالتالي ما ايسر ان تلتبس عليهم الامور عندما يسمعوا عن مسلم ارتد عن دينه فيصدقوه في كل ما يقول !!!!

    والواقع ان المعلومة ( مهما كان نوعها ) لم تعد محجوبة عن المتلقي ، فثورة الاتصالات التي نعيشها اليوم فتحت الباب على مصراعيه امام صاحب كل فكرة كي يوصل فكرته الى العالم باسره ، ومن المعلوم ان المسلمين يوظفون ثورة الاتصالات بشكل جيد ، اذ يمتلكون شبكة ضخمة من الصحف والمجلات والمحطات المسموعة والمرئية ، فضلا عن ملايين المواقع على شبكة الانترنت وبكافة اللغات الحية ..

    وبالمقابل من اليسير على خصوم الاسلام ان يوصلوا رسالتهم المضادة الى العالم باسره حتى وان كانوا يعيشون في عقر دار الاسلام !! ( ولعل شبكة الانترنت دليل على هذا ، فهي بوابة على العالم لا تعرف معنى للرقابة او الحدود الجغرافية )

    اذن ......

    ما جدوى قمع المرتد ومنعه من الكلام ؟؟ الن يستطيع ايصال صوته الى العالم باسره اذا شاء ؟؟

    وما مبرر الخوف مما سيقوله المرتد او يتقوله على الاسلام ؟؟؟ الن يكون بوسع المسلمين ان يدحضوا كلامه بما يملكونه من وسائل اعلامية ضخمة ؟؟؟

    اليست هذه العقلية التي عبر عنها الدكتورين العمر والشاذلي هي صورة حرفية مستنسخة عن عقلية التعتيم الاعلامي التي تمارسها الحكومات الاستبدادية ؟؟؟

    الا يفكر القائمون على الاجهزة الاعلامية العربية بذات الاسلوب : منع المعارضين من التعبير عن رأيهم حتى لا يشوهوا صورة ( الثورة ) و ( التجربة الاشتراكية ) و ( الحركة القومية ) في العالم وحتى لا يضربوا اسس المجتمع ويزعزعوا استقراره ؟؟؟

    وتناقضات حد الردة لا تنتهي ...ولعل احدها اسلوب الكيل بمكيالين الذي يستخدمه الاسلاميون في التعامل مع حق الانسان في تغيير دينه ، فعندما يتعلق الامر باعتناق المسيحي للاسلام يكون هذا المبدأ حق من حقوق الانسان جدير بالحماية والرعاية ، ولكن عندما يدخل الامر ضمن الدائرة الاسلامية ويطال المسلم وتغيير دينه تتعالى الاصوات فجأة منددة بهذا المبدأ مشددة على تعارضه مع مبادئ الشريعة !!!!

    في اعتقادي ان هذا الموقف هو من المفارقات التنظيرية الغريبة ، فالخطاب الاسلامي يرفض الاعتراف بحق الانسان في اختيار دينه عندما يكون الانسان مسلما ، ولكنه يرحب بهذا الحق ويدافع عنه ، وينعي على الآخرين مصادرته ، بل ويعلن الجهاد دفاعا عنه !!!! كل ذلك عندما ينصب هذا الحق على غير المسلم !!!!

    اليس هذا تناقضا وازدواجية في المعايير ؟؟؟؟؟

    ترى ....... لو كان الغرب يعتنق عقيدة الاكراه الديني كما يمثلها حد الردة هل كان سيظهر في الغرب مسلم واحد ؟؟؟؟

    لولا احترام الغرب لحق الانسان في اختيار دينه لما اعتنق الاسلام غربي واحد !!!

    ولقد تنبه عدد من المفكرين الاسلاميين المعاصرين الى تناقض حد الردة مع حقوق الانسان ، ومن ثم بتنا نسمع اجتهادات وافكار اسلامية تعلن رفضها لحد الردة صراحة ، ولعل خير من يمثل هذا الاتجاه : جمال البنا ، و حسن الترابي ، وجودت السعيد .

    باختصار .....

    ان حرية الاعتقاد الديني التي كرسها الاسلام ضمن مبادئه تقتضي بداهة حق الانسان في اختيار دينه ، وحق الردة تناقض صارخ مع حق الانسان في اختيار دينه .




    شهاب الدمشقي

    [email protected]
                  

02-18-2005, 04:39 AM

مريم بنت الحسين
<aمريم بنت الحسين
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 7727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    Quote: ان حرية الاعتقاد الديني التي كرسها الاسلام ضمن مبادئه تقتضي بداهة حق الانسان في اختيار دينه ، وحق الردة تناقض صارخ مع حق الانسان في اختيار دينه .




    وهذا سؤال يضع الكثير من علامات الاستفهام.. ويستوقف كل من يفكر بالعقل.. ويبحث عن الحقيقة... هل يمكننا أن نستنتج أن الشريعة الإسلامية تحرم حق الانسان في الاختيار؟ يمكننا أن نكون منصفين إذا بدّلنا كلمة "الدين الاسلام" بكلمة "الشريعة الإسلامية".. فالشريعه هي القانون الذي يسن القواعد .. وهي من وجهة نظري يمكن ان تضيق عن واقع الناس .. وتحتاج للتطوير كي تناسبه.. أما الدين فهو جوهر المعتقد المعتمد على ركائزه الأساسيه في الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره

    بنت الحسين
                  

02-18-2005, 04:42 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: مريم بنت الحسين)

    تعريف الردة

    الرِّدَّة هي الرجوع عن الإسلام كلياً أوجزئياً بإنكار ما هو معلوم من الدين ضرورة، بنفي ما أثبته الله ورسوله، أوإثبات ما نفاه الله ورسوله، وتكون بالفعل، والترك، والنطق، والاعتقاد، والشك، جاداً كان المرتد أم هازلاً.

    وبلفظ آخر أن يرتكب الإنسان ناقضاً من نواقض الإسلام.

    قال الكاساني الحنفي المتوفي 587هـ في بدائع الصنائع4: (أما ركن الردة فهو إجراء كلمة الكفر على اللسان بعد وجود الإيمان، إذ الردة عبارة عن الرجوع عن الإيمان).

    وقال الصاوي المالكي المتوفى 1241هـ في "الشرح الصغير"5: (الردة كفر مسلم بصريح من القول، أوقول يقتضي الكفر، أوفعل يتضمن الكفر).

    وقال الشربيني الشافعي المتوفى 977هـ في "مغني المحتاج"6: (الردة هي قطع الإسلام بنية أوفعل، سواء قاله استهزاءً أوعناداً أواعتقاداً).

    وقال البهوتي الحنبلي المتوفى 1050هـ في "كشَّاف القناع"7: (المرتد شرعاً الذي يكفر بعد إسلامه نطقاً، أواعتقاداً، أوشكاً، أوفعلاً).
                  

02-18-2005, 04:44 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    حكم المرتد

    (أ‌) في الدنيا

    1. يُفرَّق بينه وبين زوجته، فإن تاب قبل انقضاء عدتها رجعت إليه، وإن انقضت عدتها قبل أن يتوب تبيَّن فسخ النكاح منذ ارتداده، سواء كانت ردته قبل الدخول بها أوبعد الدخول.

    2. يُمنع من التصرف في ماله، وينفق منه على عياله، وتقضى ديونه.

    3. لا يرث، ولا يورث، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يرث المسلمُ الكافرَ ولا الكافرُ المسلمَ"21، ويكون ما تركه فيئاً لبيت مال المسلمين، ومن أهل العلم من قال لورثته.

    قال القرطبي عن ميراث المرتد: (قال علي بن أبي طالب، والحسن، والشعبي، والحَكَم، والليث، وأبوحنيفة، وإسحاق بن رَاهَوَيْه: ميراث المرتد لورثته من المسلمين، وقال مالك، وربيعة، وابن أبي ليلى، والشافعي، وأبو ثور: ميراثه في بيت المال).22

    والراجح ما ذهب إليه مالك والشافعي ومن وافقهما أن ميراثه لبيت مال المسلمين، للحديث: "لا يرث المسلمُ الكافرَ.."، وينفق على عياله من بيت مال المسلمين.

    4. يُقتل المرتد من غير استتابة إن قُدِر عليه، إذا كانت ردته مغلظة، لأن الردة تنقسم إلى قسمين:

    مغلظة، وهي ما تكون مصحوبة بمحاربة الله، ورسوله، وأوليائه من العلماء العاملين، وعداوتهم، والمبالغة في الطعن في الدين، والتشكيك في الثوابت.

    ومجردة، وهي التي لم تصحب بمحاربة ولا عداوة ولا طعن وتشكيك في الدين، وكل الآثار التي وردت في استتابة المرتد متعلقة بالردة المجردة.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إن الردة على قسمين: ردة مجردة، وردة مغلظة شرع القتل على خصوصها، وكلاهما قد قام الدليل على وجوب قتل صاحبها، والأدلة الدالة على سقوط القتل بالتوبة لا تعمُّ القسمين، بل إنما تدل على القسم الأول ـ الردة المجردة ـ كما يظهر ذلك لمن تأمل الأدلة على قبول توبة المرتد، فيبقى القسم الثاني ـ الردة المغلظة ـ وقد قام الدليل على وجوب قتل صاحبها، ولم يأت نص ولا إجماع على سقوط القتل عنه، والقياس متعذر مع وجود الفرق الجلي، فانقطع الإلحاق، والذي يحقق هذه الطريقة أنه لم يأت في كتاب ولا سنة ولا إجماع أن كل من ارتد بأي قول أوبأي فعل كان فإنه يسقط عنه القتل إذا تاب بعد القدرة عليه، بل الكتاب والسنة والإجماع قد فرَّق بين أنواع المرتدين).23

    قال في "نيل المآرب في تهذيب عمدة الطالب"24: (ولا تقبل في الدنيا توبة من سبَّ الله تعالى، أورسوله، سباً صريحاً، أوتنقصه، ولا توبة من تكررت ردته، بل يقتل بكل حال، لأن هذه الأشياء تدل على فساد عقيدته).

    5. يتولى قتله الإمامُ أومن ينوب عنه.

    6. لا يغسل، ولا يكفن، ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين.

    7. يبطل عمله، نحو حجة الإسلام، وهذا مذهب مالك ومن وافقه، لقوله تعالى: "لئن أشركتَ ليحبطنَّ عملك ولتكونن من الخاسرين"25، وذهب الشافعي وأحمد إلى أن: (من ارتد ثم عاد إلى الإسلام لم يحبط عمله ولا حجه الذي فرغ منه، بل إن مات على الردة فحينئذ تحبط أعماله، وقال مالك: تحبط بنفس الردة، ويظهر الخلاف في المسلم إذا حجَّ ثم ارتد ثم أسلم، فقال مالك: يلزمه الحج لأن الأول قد حبط بالردة).26
                  

02-18-2005, 04:46 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    (ب‌) في الآخرة

    إن تاب وصدق في توبته قبلت منه إن شاء الله، وإن لم يتب ولو قتل في الدنيا فهو من أهل النار خالداً مخلداً فيها.

    كيفية توبة المرتد ردة مجردة

    1. أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله.

    2. أن يعلن رجوعه عما كان يعتقده، أويقوله، أويفعله بالتفصيل على العامة، قال تعالى: "إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا" الآية، بأن يقول: كنتُ أعتقدُ كذا وكذا، أوكنتُ أقولُ كذا وكذا، أوكنتُ أفعلُ كذا وكذا، وأنا راجع عن كل ذلك؛ ويُكتب ويُختم ويشهد على ذلك، وإلا لا تقبل توبته.

    أدلة قتل المرتد

    حد المرتد ثبت بالسنة القولية، والفعلية، والتقريرية، وبما صحَّ عن الخلفاء الراشدين وحكام المسلمين، وإليك الأدلة:

    (أ) من السنة القولية، والفعلية، والتقريرية

    1. خرَّج البخاري في صحيحه بسنده إلى أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح، وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاءه رجل فقال: ابن أخطل متعلق بأستار الكعبة؛ فقال: اقتله".27

    وفي رواية للدارقطني كما قال الحافظ في الفتح28: "من رأى منكم ابن أخطل فليقتله"، ومن رواية زيد بن الحباب عن مالك بهذا الإسناد: "وكان ابن أخطل يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشعر".

    وقال الحافظ ابن حجر: (وأخرج عمر بن شبة في "كتاب مكة" من حديث السائب بن يزيد قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استخرج من تحت أستار الكعبة عبد الله بن أخطل فضربت عنقه صبراً بين زمزم ومقام إبراهيم، وقال: "لا يقتلن قرشي بعد هذا صبراً"، ورجاله ثقات، إلا أن في أبي معشر مقالاً، والله أعلم.

    وقال29: وروى الطبراني من حديث ابن عباس ..وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أمراءه أن لا يقتلوا إلا من قاتلهم، غير أنه أهدر دم نفر سمَّاهم، وقد جمعت أسماءهم من مفرقات الأخبار، وهم: عبدالعزى بن أخطل، وعبد الله بن أبي السرح، وعكرمة بن أبي جهل، والحويرث بن نُقَيد بنون وقاف مصغَّر، ومقيس بن صَبَابة بمهملة مضمومة وموحدتين الأولى خفيفة، وهبار بن الأسود، وقينتان كانتا لابن أخطل كانتا تغنيان بهجو النبي صلى الله عليه وسلم، وسارة مولاة بني عبد المطلب وهي التي وُجِدَ معها كتاب حاطب، فأما ابن أبي السرح فكان أسلم ثم ارتد فشفع فيه عثمان يوم الفتح إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحقن دمه وقبل إسلامه.. وأما مقيس بن صَبَابة فكان أسلم ثم عدا على رجل من الأنصار فقتله، وكان الأنصاري قتل أخاه هشاماً خطأ، فجاء مقيس فأخذ الدية ثم قتل الأنصاري ثم ارتد، فقتله نميلة بن عبد الله يوم الفتح).

    وشاهدنا من هؤلاء في إهدار دم وقتل من أسلم ثم ارتد وهم: عبد الله بن أبي السرح، ومقيس بن صبابة، وسارة.

    2. ما صحَّ عن ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه قال: "من بدَّل دينه فاقتلوه".30

    3. وما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يحلُّ دمُ امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث"، وذكر منهم: "التارك لدينه المفارق للجماعة".31

    (ب) قتل الخلفاء الراشدين والصحابة المهديين للمرتدين

    قتل أبي موسى ومعاذ رضي الله عنهما ليهودي أسلم ثم تهوَّد

    خرَّج البخاري في صحيحه بسنده إلى أبي موسى عندما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ثم أتبعه بمعاذ، فلما قدم معاذ على أبي موسى ألقى له وسادة، قال: انزل، فإذا رجل عنده موثق، قال: ما هذا؟ قال: كان يهودياً فأسلم ثم تهود؛ قال: اجلس؛ قال: لا أجلس حتى يُقتل قضاء الله ورسوله، ثلاث مرات؛ فأمر به فقتل".32

    إقناع أبي بكر لعمر وغيره بقتال المترتدين، وإجماع الصحابة على قتلهم بعدُ

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر، وكفر من كفر من العرب، قال عمر: يا أبا بكر، كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله؛ قال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرَّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها؛ قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيتُ أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفتُ أنه الحق".33

    الذين قاتلهم الصديقُ ثلاث طوائف كما قال ابن حزم رحمه الله في الملل والنحل:

    طائفة أعلنت الكفر وارتدت، واتبعت المتنبئين مسيلمة، وطليحة، والأسود، وسجاح.

    وطائفة بقيت على إسلامها ولكن منعوا الزكاة.

    وطائفة تربصت حتى ترى لمن الغلبة.

    فقُتل الأسود العنسي، ومسيلمة، وعاد طليحة إلى الإسلام وكذا سجاح، ورجع غالب من كان ارتد إلى الإسلام، ولم يحل الحول إلا والجميع قد راجعوا دين الإسلام ولله الحمد كما قال الحافظ ابن حجر34، وذلك بفضل الله، ثم عزيمة وشجاعة أبي بكر وإقامة هذا الحد على المرتدين، الذي لولاه لضاع الدين ولتهدمت أركانه.

    قتل عليّ وحرقه لجماعة من الرافضة ألَّهوه وعبدوه

    خرَّج البخاري في صحيحه عن عكرمة قال: أتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس، فقال: لو كنتُ أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تعذبوا بعذاب الله"، ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بدَّل دينه فاقتلوه".35

    خرج علي يوماً من المسجد بالكوفة بباب كندة فإذا جماعة من الرافضة المخذولين سجدوا له، فقال لهم: ما هذا؟ قالوا له: أنت خالقنا ورازقنا؛ فقال لهم: سبحان الله إنما أنا بشر مثلكم إن شاء رحمني، وإن شاء عذبني؛ فاستتابهم عليٌّ ثلاثة أيام، وتهددهم إن لم يتوبوا بالإحراق بالنار، فلم يفد، فأمر بحفر الأخاديد وملأها بالحطب وأشعلها ناراً، ثم ألقاهم فيها، وقال مرتجزاً:

    لما رأيتُ الأمر أمراً منكراً أججت ناري ودعوتُ قنبرا36

    فهؤلاء الزنادقة لم يقاتلوا ولم يحاربوا علياً، بل عبدوه، ومع ذلك قتلهم ثم حرقهم بالنار بعد قتلهم تعزيراً، مما يدل على أنه لا فرق بين الردة الفكرية أوالمصحوبة بمحاربة في العقوبة، بل كانت عقوبة هؤلاء الزنادقة أشد، لاتخاذهم علياً رضي الله عنه إلهاً.
                  

02-18-2005, 04:50 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    قتل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لشيخ نصراني أسلم ثم ارتد عن الإسلام

    فقال له علي: لعلك إنما ارتددت لأن تصيب ميراثاً37 ثم ترجع إلى الإسلام؟ قال: لا؛ قال: فلعلك خطبت امرأة فأبوا أن يزوجوكها، فأردت أن يزوجوكها ثم تعود إلى الإسلام؟ قال: لا؛ قال: فارجع إلى الإسلام؛ قال: لا، حتى ألقى المسيح؛ قال: فأمر به عليّ فضربت عنقه، ودفع ميراثه إلى ولده من المسلمين.38

    وعن أبي عمرو الشيباني أن المِسْوَر العجلي تنصَّر بعد إسلامه

    فبعث به عتيبة بن أبي وقاص إلى علي فاستتابه، فلم يتب، فقتله، فسأله النصارى جيفته بثلاثين ألفاً، فأبى عليٌّ وأحرقه.39

    قتل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لستة نفر من بكر بن وائل كانوا قد ارتدوا عن الإسلام40

    أخذ ابن مسعود رضي الله عنه قوماً ارتدوا عن الإسلام من أهل العراق

    فكتب فيهم إلى عثمان رضي الله عنه، فردّ عليه عثمان: أن اعرض عليهم دين الحق، وشه،ادة أن لا إله إلا الله، فإن قبلـوها فخلِّ عنهم، فإن لم يقبلوها فاقتلهم، فقبلهـا بعضهم فتركهم، ولم يقبلها بعضهم فقتلهم. 41

    (ج) الإجماع

    لهذا أجمعت الأمة من لدن الصحابة ومن بعدهم على قتل المرتد.

    (د) قتل ولاة أمر المسلمين للزنادقة والمرتدين

    قتل عبد الملك بن مروان رحمه الله لمعبد الجهني، لأنه أول من تكلم في القدر

    قال ابن كثير: (وقد كانت لمعبد عبادة وفيه زهادة.. وقال الحسن البصري: إياكم ومعبداً فإنه ضال مضل.. صلبه عبد الملك بن مروان في سنة ثمانين بدمشق ثم قتله)42، جزاه الله خيراً.

    قتل عبد الملك بن مروان للحارث الكذاب

    وكانت له علاقة بالشياطين، فأضلته، فقتله عبد الملك بن مروان بدمشق.43

    قتل الأمير خالد بن عبد الله القسري للجعد بن درهم، لإنكاره لصفتين من صفات الله عز وجل

    عن حبيب بن أبي حبيب قال: (خطبنا خالد بن عبد الله القسري بواسط يوم الأضحى فقال: أيها الناس ارجعوا فضحوا تقبل الله منا ومنكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله تبارك وتعالى لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليماً، سبحانه وتعالى عما يقوله الجعد بن درهم علواً كبيراً؛ ثم نزل فذبحه، وكان ذلك في سنة 124ﻫ ).44

    قتل أسلم بن أحوز للجهم بن صفوان لإنكاره لصفات الله عز وجل متوهماً تنزيهه بذلك

    قـال الذهبي رحمـه الله: (إن أسلم بن أحـوز قتل جهمَ بن صفـوان لإنكاره أن الله كلم موسى)45، وكان ذلك في سنة 128ﻫ .

    قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله: (وكان الجعد يسأل وهباً عن صفات الله عز وجل، فقال له وهب يوماً: ويلك يا جعد، أقصر المسألة عن ذلك، إني لأظنك من الهالكين، لو لم يخبرنا الله في كتابه أن له يداً ما قلنا ذلك، وأن له عيناً ما قلنا ذلك، وأن له سمعاً ما قلنا ذلك).46

    هذه السلسلة الشيطانية الخبيثة: الجهم بن صفوان، عن الجعد بن درهم، عن معبد الجهني، ثمرة خبيثة من ثمار علم الكلام والجدل.

    وروى الدارمي عثمان بن سعيد في كتابه "الرد على الجهمية"47

    (أتى خالد بن عبد الله القسري برجل قد عارض القرآن، فقال: قال الله في كتابه: "إنا أعطيناك الكوثر. فصلِّ لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر"، وقلت أنا: إنا أعطيناك الجماهر، فصل لربك وجاهر، ولا تطع كل سافه وكافر؛ فضرب خالد عنقه، وصلبه، فمرَّ به خلف بن خليفة وهو مصلوب، فضرب بيده على خشبته فقال: إنا أعطيناك العمود، فصل لربك على عود، فأنا ضامن لك ألا تعود).

    روى الذهبي بسنده إلى أبي بكر بن عياش

    قال: "رأيتُ خالداً القسري حين أتى بالمغيرة بن سعيد وأصحابه، وكان يريهم ـ أي المغيرة ـ أنه يحيي الموتى، فقتل خالد واحداً منهم، ثم قال للمغيرة: أحيه؛ فقال: والله ما أحيي الموتى؛ قال: لتحيينه أولأضربن عنقك؛ ثم أمر بطَنٍّ من قصب فأضرموه، فقال: اعتنقه فأبى؛ فعدا رجل من أتباعه فاعتنقه، قال أبو بكر: فرأيتُ النار تأكله وهو يشير بالسبابة، فقال خالد: هذا والله أحق بالرئاسة منك؛ ثم قتله وقتل أصحابه.

    قال الذهبي عن المغيرة هذا: (كان رافضياً، خبيثاً، كذاباً، ساحراً، ادعى النبوة، وفضَّل علياً على الأنبياء، وكان مجسماً، سقت أخباره في "ميزان الاعتدال"48 49 )

    ثم ذكر الذهبي قتل خـالد للجعد بن درهم، ثم قال: (هذه من حسنـاته، هي وقتله مغيرة الكـذاب).50

    قلتُ: كان خالد القسري شجاعاً كريماً، ولكنه كان رقيق الدين مبيراً كالحجاج بن يوسف، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر"، لأن فجوره لنفسه، وقتله لهذين المرتدين من حسناته التي نسأل الله أن يكفر بها سيئاته.

    قتل هشام بن عبد الملك لغيلان القدري لإنكاره القدر، بعد أن تهدده عمر بن عبد العزيز بالقتل من قبل، ولكنه تظاهر بالتوبة
                  

02-18-2005, 04:52 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    تتبع الخليفة المهدي العباسي للمرتدين والزنادقة وقتله لهم

    قال الحافظ ابن كثير رحمه الله وهو يؤرخ لعام ست وسبعين ومائة: (وفيها تتبع المهدي جماعة من الزنادقة في سائر الآفاق فاستحضرهم وقتلهم صبراً بين يديه، وكان المتولي أمر الزنادقة عمر الكلواذي).51

    وقال الذهبي في ترجمة المهدي: (كان جواداً، ممداحاً، معطاءً، محبباً إلى الرعية، قصاباً في الزنادقة، باحثاً عنهم).52

    وقال ابن الجوزي في كتابه "المنتَظَم في تاريخ الملوك والأمم"53 وهو يؤرخ لعام سبع وستين بعد المائة: (وفيها جدَّ المهدي في طلب الزنادقة والبحث عنهم في الآفاق وقتلهم، فولى أمرهم عمـر الكلواذيّ، فأخـذ يزيد بن الفيض كاتب المنصور، فأقر فحبس فهرب من الحبس.

    ثم روى بسنده قائلاً: اتهم المهدي صالحَ بن عبد القدوس البصري بالزندقة، فأمر بحمله إليه فأحضر.

    إلى أن قال: قال ابن ثابت: وقيل إنه بلغه عنه أبيات يعرِّض فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم، قال: ويقال إنه كان مشهوراً بالزندقة، وله مع أبي الهذيل العلاف مناظرات).

    قتل الخليفة موسى الهادي العباسي لبعض الزنادقة والمرتدين

    روى ابن الجوزي بسنده إلى المطلب بن عكاشة المزني قال: (قدمنا على أمير المؤمنين الهادي شهوداً على رجل منا شتم قريشاً وتخطى إلى ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، فجلس لنا مجلساً أحضر فيه فقهاء أهل زمانه، ومن كان بالحضرة على بابه، وأحضر الرجل وأحضرنا، فشهدنا عليه بما سمعنا منه، فتغير وجه الهادي ثم نكس رأسه ثم رفعه فقال: إني سمعت أبي المهدي يحدث عن أبي المنصور، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن عباس قال: من أراد هوان قريش أهانه الله، وأنت يا عدو الله لم ترض بأن أردت ذلك من قريش حتى تخطيتَ إلى ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، اضربوا عنقه؛ فما برحنا حتى قتل).54

    وقال ابن الجوزي وهو يؤرخ لسنة تسع وستين ومائة55: (وفيها اشتدّ طلب موسى للزنادقة، فقتل منهم جماعة، فكان فيمن قتل كاتب يقطين وابنه علي بن يقطين، وكان علي قد حج فنظر إلى الناس في الطواف يهرولون، فقال: ما أشبههم ببقر يدور في البيدر؛ فقال شاعر:

    قـل لأمين الله في خـلقه وارث الكعبـة و المنبـر

    ماذا ترى في رجل كافـر يشبِّه الكعبـة بالبيــدر؟

    ويجعل الناس إذا ما سعوا حُمْراً يَدُوس البُرَّ والدَّوسر؟

    فقتله موسى ثم صلبه.

    إلى أن قال: وقتل من بني هاشم يعقوب بن الفضل بن عبد الرحمن بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وكان المهدي أتى به وبابن لداود بن علي فحبسهما لما أقرّا بالزندقة، وقال ليعقوب: لولا محمد رسول الله من كنتَ! أما والله لولا أني كنت جعلتُ على الله عهداً إن ولاني أن لا أقتل هاشمياً لما ناظرتك؛ ثم التفت إلى الهادي، فقال: يا موسى، أقسمتُ عليك بحقي إن وليتَ هذا الأمر من بعدي أن لا تناظرهما ساعة واحدة، فمات ابن داود بن علي في الحبس قبل وفاة المهدي، فلما قدم الهادي من جرجان ذكر وصية المهدي، فأرسل إلى يعقوب وألقى عليه فراشاً وأقعِدت عليه الرجال حتى مات، ولها عنه).

    قتل أبي منصور الحلاج وصلبه لادعائه الألوهية، والقول بالحلول، وقوله: "أنا الحق"، مع تمسكه في الظاهر بالشريعة

    قال القاضي عياض رحمه الله: (وقد أحرق علي بن أبي طالب رضي الله عنه من ادعى الألوهية، وقد قتل عبد الملك بن مروان الحارث المتنبئ وصلبه وفعل ذلك غير واحد من الخلفاء والملوك بأشباههم، وأجمع علماء وقتهم على صواب فعلهم.. والمخالف في ذلك في كفرهم كافر.

    وأجمع فقهاء بغداد أيام المقتدر (توفي 320ﻫ من المالكية ـ وغيرهم ـ وقاضي قضاتها أبو عمر56 المالكي على قتل الحلاج وصلبه لدعواه الألوهية، والقول بالحلول، وقوله: "أنا الحق"، مع تمسكه في الظاهر بالشريعة، ولم يقبلوا توبته).57

    وقال الذهبي عن الحلاج: (فهو صوفي الزي والظاهر، متستر بالنسب إلى العارفين، وفي الباطن فهو من صوفية الفلاسفة أعداء الرسل، كما كان جماعة في أيام النبي منتسبون إلى صحبته وإلى ملته وهم في الباطن من مردة المنافقين، قد لايعرفهم النبي ولا علم بهم، قال تعالى: "ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم"، فإذا جاز على سيد البشر أن لا يعلم ببعض المنافقين وهم معه في المدينة سنوات فبالأولى أن يخفى حال جماعة من المنافقين الفارغين عن دين الإسلام بعده عليه السلام على العلماء من أمته). 58

    روى الحـافظ ابن كثير عن الخطيب البغـدادي بسنده عن أبي عمـر بن حيـوة قال: (لما أُخرج الحسين بن منصور الحلاج للقتل، مضيت في جملة الناس، ولم أزل أزاحم حتى رأيته فدنوت منه فقال لأصحابه: لا يهولنكم هذا الأمر، فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوماً؛ ثم قتل فما عاد، وذكر الخطيب أنه قال وهو يُضرب لمحمد بن عبد الصمد والي الشرطة: ادع بي إليك فإن عندي نصيحة تعدل فتح القسطنطينية؛ فقال له: قد قيل لي إنك ستقول مثل هذا، وليس إلى رفع الضرب عنك سبيل؛ ثم قطعت يداه ورجلاه، وحز رأسه، وأحرقت جثته، وألقي رمادها في دجلة، ونصب الرأس يومين ببغداد على الجسر، ثم حمل إلى خرسان، وطيف به في تلك النواحي، وجعل أصحابه يَعِدُون أنفسهم برجوعه إليهم بعد ثلاثين يوماً، وزعم بعضهم أنه رأى الحلاج من آخر ذلك اليوم وهو راكب على حمار في طريق النهروان59، فقال: لعلك من هؤلاء النفر الذين ظنوا أني أنا هو المضروب المقتول، إني لست به، وإنما ألقي شبهي على رجل ففعل به ما رأيتم (!!)؛ وكانوا بجهلهم يقولون: إنما قتل عدو من أعداء الحلاج؛ فذكر هذا لبعض علماء ذلك الزمان، فقال: إن كان هذا الرائي صادقاً، فقد تبدى له شيطان على صورة الحلاج ليضل الناس به، كما ضلت فرقة النصارى بالمصلوب.

    إلى أن قال الخطيب: ونودي ببغداد أن لا تشترى كتب الحلاج ولا تباع، وكان قتله لست بقين من ذي القعدة سنة تسع وثلاثمائة ببغداد).60
                  

02-18-2005, 04:54 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    ابن أبي الفراقيد قتل بسبب ادعائه الألوهية سنة 322ﻫ

    قال القاضي عياض: (وكذلك حكموا ـ أي العلماء ـ في ابن أبي الفراقيد وكان على نحو مذهب الحلاج بعد هذا أيام الراضي بالله ـ العباسي المتوفي 329هـ وقاضي قضاة بغداد يومئذ أبو الحسين بن أبي عمر المالكي).61

    قال محقق الشفا: (هو محمد بن علي بن أبي الفراقيد، شاع أمره في بغداد، وادعى الألوهية، وأنه يحيي الموتى، فطلبه الراضي فهرب سنين، ثم عاد فهجم عليه ابن مقلة وأمسكه فأثبت كفره وكتب عليه القضاة، وأفتوا بقتله، وأحرقت جثته سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة).62

    ابن أبي عون، وكان على طريقة الحلاج فقتل

    قال محقق الشفا: (وتبعه ـ أي ابن أبي الفراقيد ـ على حاله ابن أبي عون صاحب "كتاب التنبيه" فقتل معه).63

    قتل الأمير عبد الرحمن بن الحكم رحمه الله "لابن أخي عَجَب" لتعرضه بساقط القول وسخيفه للرب جل جلاله

    قال القاضي عياض رحمه الله: (وأما من تكلم من سقط وسخف اللفظ ممن لم يضبط كلامه، وأهمل لسانه، بما يقتضي الاستخفاف بعظمة ربه، وجلالة مولاه.. أوتمثل في بعض الأشياء ببعض ما عظم الله من ملكوته، أونزع من الكلام لمخلوق بما لا يليق إلا حق خالقه غير قاصد للكفر والاستخفاف ولا عامد للإلحاد، فإن تكرر هذا منه، وعرف به، دلّ على تلاعبه بدينه، واستخفافه بحرمة ربه، وجهله بعظيم عزته وكبريائه، هذا كفر لا مرية فيه، وكذلك إن كان ما أورده يوجب الاستخفاف والتنقص لربه.

    وقد أفتى ابن حبيب64 وأصْبَغ65 بن خليل من فقهاء قرطبة بقتل المعروف بابن أخي عَجَب66، وكان خرج يوماً فأخذه المطر، فقال: "بدأ الخراز يرش جلوده"67، وكان بعض الفقهاء بها.. أبو زيد صاحب الثمانية68، وعبد الأعلى بن وهب، وأبان بن عيسى، وقد توقفوا عن سفك دمه، وأشاروا إلى أنه عبث بالقول، ويكفي فيه الأدب، وأفتى بمثله القاضي حينئذ موسى بن زياد، فقال ابن حبيب: دمه في غيض.. أيشتم رباً عبدناه ثم لا ننتصر له؟! إنا إذاً لعبيد سوء، ما نحن له بعابدين؛ وبكى، ورُفِع المجلس إلى الأمير بها عبدالرحمن بن الحكم الأموي، وكانت عَجَب عمة هذا المطلوب من حظاياه، وأعلِم باختلاف الفقهاء69، فخرج الإذن من عنده بالأخذ بقول ابن حبيب وصاحبه، وأمر بقتله، فقتل وصلب بحضرة الفقيهين، وعزل القاضي بالمداهنة في هذه القضية، ووبخ بقية الفقهاء وسبهم).70

    جزى الله الأمير عبد الرحمن بن الحكم ومن قبل الإمامين ابن حبيب وأصبغ على غيرتهما على الدين، وحمايتهما لجناب رب العالمين، ولأخذهما بالعزيمة، وعدم التفاتهما للأقوال الضعيفة، والهفوات، والزلات التي ليس فيها نصر للإسلام، ولا للسفهاء اللئام من الأنام.

    قتل ابن الهيثي لكفره واستهانته بآيات الله 626ﻫ

    قال الحافظ ابن كثير رحمه الله وهو يؤرخ لسنة 626ﻫ: (وفي يوم الثلاثاء حادي عشرين ربيع أول ضربت عنق ناصر بن الشرف أبي الفضل بن إسماعيل بن الهيثي بسوق الخيل على كفره واستهانته واستهتاره بآيات الله، وصحبته الزنادقة، كالنجم بن خلكان، والشمس محمد الباجريقي، وابن المعمار البغدادي، وكل فيه انحلال وزندقة مشهور بها بين الناس.

    قال الشيخ علم الدين البرزالي: وربما زاد هذا المذكور المضروب العنق عليهم بالكفر والتلاعب بدين الإسلام، والاستهانة بالنبوة والقرآن71، قال: وحضر قتله العلماء والأكابر وأعيان الدولة، قال: وكان هذا الرجل في أول امره قد حفظ التنبيه، وكان يقرأ في الختم بصوت حسن، وعنده نباهة وفهم، وكان منزلاً في المدارس والترب، ثم إنه انسلخ من ذلك جميعه، وكان قتله عزاً للإسلام وذلاً للزنادقة وأهل البدع).72
                  

02-18-2005, 04:55 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    قتل الرئيس نميري للزنديق المرتد الصوفي الباطني محمود73 محمد طه في 1985م

    لتركه للصلاة وادعائه الرسالة ثم الألوهية، وفتنته للعامة والدهماء، ونشره الضلال والكفر، وكان أتباعه يعتقدون أنه لن يموت، فقد مات شر مِيتة، وقتل شر قِتلة.

    لا فرق بين الرجل والمرأة في إقامة حد الردة

    يدعي البعضُ أن حد الردة لا يقام على المرأة، وتمسكوا ببعض النصوص التي وردت عن بعض السلف، وهي خاصة بالكافرة الأصلية، أما من دخلت في الإسلام ولو نفاقاً، ثم انسلخت منه قتلت، وإليك الأدلة:

    1. أمره صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة بقتل أربعة نفر وامرأتين، إحداهما مرتدة عن الإسلام وهي سارة مولاة بني عبد المطلب، ولو وُجِدوا متعلقين بأستار الكعبة.

    2. ما صح عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن أم ولد لرجل سبَّت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلها، فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دمها هدر".

    وفي رواية للدارقطني74 عن ابن عباس: "أن رجلاً أعمى كانت له أم ولد له منها ابنان مثل اللؤلؤتين، فكانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه، فينهاها فلم تنته، ويزجرها فلم تنزجر، فلما كان ذات ليلة ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم فما صبر سيدها أن قام إلى معول فوضعه في بطنها، ثم اتكأ عليها حتى أنفذه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أشهد أن دمها هدر"، وفي رواية قال لرسول الله: "وكانت بي رفيقة، فلما كان البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك، فقتلتها".

    3. سبَّت امرأة النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقتلها خالد بن الوليد رضي الله عنه.

    4 . وعن محمد بن المنكدر عن جابر قال: "ارتدت امرأة عن الإسلام فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُعرض عليها الإسلام، فإن قبلت وإلا قتلت؛ فعرضوا عليها الإسلام فأبت إلا أن تقتل فقتلت".75

    5. وفي رواية عن جابر: "أن امرأة يقال لها أم مروان ارتدت عن الإسلام فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُعرض عليها الإسلام فإن رجعت وإلا قتلت".76

    6 . وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "ارتدت امرأة يوم أحد، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تستتاب فإن تابت وإلا قتلت".77

    7. قتل أبي بكر الصديق رضي الله عنه لامرأة يقال لها أم قرفة في الردة.

    أما ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "لا يُقتل النساء إذا ارتددن"، فضعيف.

    روى البيهقي بسنده إلى عبد الرحمن بن مهدي معلقاً على حديث ابن عباس هذا، قال: (سألتُ سفيان عن حديث عاصم78 في المرتدة؟ فقال: أما عن ثقة فلا؛ ثم نقل عن الزهري في المرأة أن تكفر بعد إسلامها قال: تستتاب، فإن تابت وإلا قتلت، وعن إبراهيم النخعي مثل ذلك).

    ومن العجيب أن القائلين بعدم قتل المرتدة هم منكرون لجميع الحدود، وداعون لتسوية المرأة بالرجل في الميراث وفي الحقوق السياسية ونحوها، مخالفين بذلك كتاب الله وسنة رسوله وإجماع الأمة، مما يدل على جهلهم الفاضح وتناقضهم، وأنهم في الحقيقة متبعون لأهوائهم.
                  

02-18-2005, 05:18 AM

Badreldin

تاريخ التسجيل: 05-23-2003
مجموع المشاركات: 342

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    هوبفل فلتنظر لتاريخ تطرو التشريعات عبر السنين ففي يوم من الايام كان الرجل يتزوج اخته وكانت شريعة مرضية عند الله وتطور التشريع لاجل المجتمع فاتسعت دائرة المحرمات وكان العقاب دائما قاسيا للفرد النشاز لاجل المجتمع اي ان التشريع ضحى بالفرد لاجل قيام المجتمع الصالح والمجتمع الصالح وسيلة لانجاب الفرد الصالح وهذه هي الغاية الفرد الصالح وهو فرد حر غير مسيطر (فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر) والاية (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ومعلوم ان فاقد الشيء لايعطيه فمن بدل دينه فاقتلوه مرحلية مرتبطة بعهد التضحية بالفرد لاجل المجتمع ونحن اليوم وبفضل الله نستشرف عهد شيوع المعرفة فاذا انت خايف على دين الله فاعلم ان الغيره من الغيرية ولا غيرية في الوجدو فما في الوجود الا الله وتنزلاته وكل يوم تستخلص الرحمة الرحيمية من الرحمة الرحمانية فالدعوة للالحاد اكبر من اي يوم مضى والدعوة لتشويه الاسلام من اتباعه اوغيرهم اكثر من اي وقت مضى فيا اخي لو اهتدى جميع من في الارض وضليت فانت خاسر ولو ضلى الجميع واهتديت فانت الرابح
                  

02-18-2005, 10:44 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: Badreldin)

    الأخ بدر الدين

    الملاحظ هنا أن المسلمين كلما ادينوا بتشريعات دينهم علقوا الأمر برمته الي المرحلية
    وهم في ذلك قطع شك لا يتفقون .. والقائل منهم بهذا يعد من المرجفين أو "ضعاف المتدينين" من وجهة نظر الطرف الآخر منهم.

    وبالرجوع الي الأصل نجد ان البحث السابق وهو لمسلم يعتد بحد الرده ويوثق لها من بطون امهات كتب الاسلام مدعماً حديثة بآيات القرآن وأحاديث نبيه..

    ستظل حقيقة واحده ماثلة امامي
    المسلمين الآن وفي محاولة عاجزه يدارون سوئة شرائعهم
                  

02-18-2005, 05:35 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: مريم بنت الحسين)


    العزيزه مريم بنت الحسين
    تحية طيبه

    عين العقل ما قلتي
    Quote: وهذا سؤال يضع الكثير من علامات الاستفهام.. ويستوقف كل من يفكر بالعقل.. ويبحث عن الحقيقة... هل يمكننا أن نستنتج أن الشريعة الإسلامية تحرم حق الانسان في الاختيار؟

    نتفق أن القانون الذي يمنع حق الانسان في اختياره قانون غير جدير بالاحترام او الالتزام
    فما بالك والاسلام لا ينفي حد الرده بل وكما اوضحت الدراسه هذه والتي تعتمد علي مصادر اسلامية يعتد بها المسلمين.. أن الاسلام متشدد في حد الرده وقد عمل بها كل حكام المسلمين بدأ بالرسول محمد وإنتهاءً بالرئيس نميري..

    اين العيب؟؟؟؟؟
                  

02-18-2005, 04:55 AM

محمد الامين احمد
<aمحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-28-2004
مجموع المشاركات: 5124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    الاخ / هوبفول

    تحية طيبة

    Quote: صـــــدق القـــول يعانــق العقــول


    واصل، و نحن نتابع، طرح جميل للفكرة باسلوب منسق

    و بنحجز مكان
                  

02-18-2005, 04:59 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: محمد الامين احمد)

    ثم لخصت أنواع الرده في الاسلام- في هذه الدراسة- علي هذا النحو

    أنواع الردة

    نواقض الإسلام لا تحصى كثرة، ولكن سنذكر أخطرها، وهي:

    1. الشرك الأكبر، وهوأن يتخذ الإنسان مع الله نداً أوشريكاً يصرف إليه شيئاً من العبادة، كالدعاء، والاستغاثة، والذبح، والنذر، واتخاذ الوسائط.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم ويتوكل عليهم كفر إجماعاً).

    2. نفي ما أثبته الله ورسوله، أوإثبات ما نفاه الله ورسوله.

    3. من ادعى النبوة أوصدَّق من يدعيها، كالإخوان الجمهوريين.

    4. التحاكم لغير شرع الله أوالرضا به.

    5. السخرية والاستهزاء بالله ورسوله وآياته.

    6. من لم يكفِّر الكفار، كاليهود والنصارى والمشركين، أوشكَّ في كفرهم، أوصحَّّح مذاهبهم.

    7. تعلم السحر والكهانة والاشتغال بذلك.

    8. استحلال ما حرَّم الله أوتحليل ما حرَّم الله.

    9. اعتقاد أن بعض المشايخ تُرفع عنهم التكاليف الشرعية.

    10. تضليل وتكفير جل الصحابة أوالخلفاء الراشدين.

    11. اتهام عائشة بما برَّأها الله منه.

    12. السجود لصنم.

    13. الاستخفاف بالمصحف، أوالقرآن، أو بنبي من الأنبياء، أومَلَك من الملائكة، أوبأي أمر من الدين.

    14. سبُّ الدين.

    15. الدعوة إلى توحيد الأديان أوالتقارب بين دين الحق وغيره من الأديان المنسوخة.

    16. اعتقاد أن أحداً من الثقلين يمكنه الاستغناء عن شرع محمد صلى الله عليه وسلم.
                  

02-18-2005, 10:51 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: محمد الامين احمد)

    العزيز محمد الأمين احمد

    في انتظار مساهماتك القيمة في هذا الشأن

    وثق أن القول الصادق ينبع من نبع صادق **ويروي قلوب المتعطشين
    فكن من الشاربين** بنهم الظامئين ** حتى اذا ما ارتوي فكرك **وتبللت جوانح معرفتك من القول ** اطرح ثمرك باسم الرب آمين
                  

02-18-2005, 11:17 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50069

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الطرح الذي أعجبك قد انتهك البنود الثلاثة الأولى من قانون البورد (Re: محمد الامين احمد)

    Quote: واصل، و نحن نتابع، طرح جميل للفكرة باسلوب منسق

    و بنحجز مكان

    السيد محمد الأمين،
    تحية وسلاما
    أعرفك أن الطرح الذي أعجبك قد انتهك البنود الثلاثة الأولى من قانون البورد، خاصة في مداخلة جمال التي يتهم فيها جل أهل البورد بالردة، وأنهم يستحقون القتل والسحق.. أرجو ملاحظة هذا وإبعاد نفسك من هذا التكبر والغرور..
    ولك شكري..
    ياسر


    Quote: 1-علي جميع الاعضاء الالتزام بادب الحوار والاختلاف واحترام الراي الاخر ، ولا يجوز لاي عضو ان يسب او يشتم اي عضو اخر او يكفره بسبب رايه او معتقده..... إنذار ...سحب عضوية
    2-لا يجوز سب الاديان وكريم المعتقدات او اساءة الانبياء والرسل ، وذلك دون الاخلال بحرية الاعتقاد والراي ودون مصادرة لحرية البحث العلمي وحق الاجتهاد..... إنذار ...سحب عضوية.
    3- لا يجوز اهانة او الزراية او الحط من قدر او السخرية من اي شخص او اشخاص او طائفة او قبيلة او قومية بسبب اللون اوالجنس و العرق او الموطن المحلي او الجهة او الدين ..... إنذار ...سحب عضوية.
                  

02-18-2005, 04:57 AM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    لسه في نفس المكان
    لسه واقف
    زي زمان
    وحاسي بي إحساس غريب
    ديني بنقص
    حبة حبة
    لما ضاع مني استخبا
    ياإلهي
    وإنت جاهي
    ديني وين
    ......
    ......
                  

02-18-2005, 05:01 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: fadlabi)

    أقوال أهل العلم في ذلك79

    1. قال ابن عبد الحكم في المبسوط: "من تنبَّأ قُتل".

    2. وقال أبو حنيفة وأصحابه: "من جحد أن الله خالقه أوربه، أوقال: ليس لي رب، فهو مرتد"، كالشيوعيين ونحوهم.

    3. وقال مالك في كتاب ابن حبيب ومحمد، وقال ابن القاسم، وابن الماجشون، وابن عبد الحكم، وأصبغ، وسُحنون، فيمن شتم الأنبياء أوأحداً منهم أوتنقصه80: قتل ولم يستتب، ومن سبهم من أهل الذمة قتل إلا أن يسلم.

    4. وفي النوادر عن مالك، فيمن قال: إن جبريل أخطأ81 بالوحي، وإنما كان النبي علي بن أبي طالب، استتيب فإن تاب وإلا قتل.

    5. وقال أبو الحسن القابسي في الذي قال لآخر: "كأنه وجه مالك الغضبان"، لوعرف أنه قصد ذم المَلَك ـ خازن النار عليه السلام ـ قتل.

    6. وقال ابن القاسم: من قال إن الله تعالى لم يكلم موسى تكليماً قتل؛ وقاله عبد الرحمن بن مهدي.

    7. وقال محمد بن سُحنون فيمن قال: "المعوذتان ليستا من كتاب الله": يضرب عنقه إلا أن يتوب، وكذلك كل من كذَّب بحرف منه.

    8. وقال عبد الله بن مسعود: "من كفر بآية من القرآن فقد كفر به كله.

    9. روي عن مالك: من سبّ أبا بكر ـ بغير تضليل ولا تكفير ـ جُلد، ومن سبّ عائشة قتل؛ قيل له: لِمَ؟ قال: من رماها فقد خالف القرآن.

    10. وقال الفوزان: ومن حكّم القوانين الوضعية بدل الشريعة الإسلامية، يرى أنها أصلح82 من الشريعة الإسلامية، أواعتنق فكرة الشيوعية، أوالقومية العربية بديلاً عن الإسلام، فلا شك في ردته.

    وأنواع الردة كثيرة، مثل من ادّعى علم الغيب، ومثل من لم يكفِّر المشركين أويشك في كفرهم أويصحح ما هم عليه.83

    11. وقال محمد بن عبد الوهاب، ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل، والجاد، والخائف، إلا المكره.

    12. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من لعن أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كمعاوية، وعمرو بن العاص، أومن هو أفضل من هؤلاء كأبي موسى، وأبي هريرة، أومن هو أفضل من هؤلاء كطلحة، والزبير، أوعثمان، أوعلي، أوأبي بكر، أوعمر، أوعائشة، أونحو هؤلاء من الصحابة فإنه يستحق العقوبة البليغة باتفاق المسلمين، وتنازعوا هل يعاقب بالقتل أوما دون ذلك؛ وقد ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسبوا أصحابي"، وعموم الصحبة يندرج فيها كل من رآه مؤمناً به).
                  

02-18-2005, 05:04 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    نماذج للفرق المعاصرة المرتدة عن الإسلام84

    من أمثلة الفرق المرتدة عن الإسلام على سبيل التمثيل لا الحصر ما يأتي:

    1. النصيرية

    قال عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية: (هم أكفر من كثير من المشركين، وفيهم من جنس دين البراهيمة، والوثنيين، والملحدين).

    2. الماسونية

    قال مجمع الفقه الإسلامي برابطة العالم الإسلامي عنها: (يقرر المجمع الفقهي اعتبار الماسونية من أخطر المنظمات الهدامة على الإسلام والمسلمين، وأن من ينتسب إليها على علم بحقيقتها وأهدافها فهو كافر بالإسلام ومجانب لأهله).

    3. الشيوعية

    قال عنها مجمع الفقه الإسلامي بالرابطة: (..من المُسَلَّم به يقيناً أن الشيوعية منافية للإسلام، وأن اعتناقها كفر بالدين الذي ارتضاه الله لعباده، وهي هدم للمثل الإنسانية، والقيم الأخلاقية، وانحلال للمجتعات البشرية، والشريعة الإسلامية المحمدية التي هي خاتمة الأديان السماوية.. كذا فإن المجلس يوصي الدول والشعوب الإسلامية أن تنتبه إلى وجوب مكافحة هذا الخطر الداهم بالوسائل المختلفة.

    والحمد لله فالآن عام 1412هـ انتهى هذا المبدأ الخبيث في عقر داره، وتبرأ منه وحاربه أبناء وأحفاد الذين أسسوه، بعدما جرّ عليهم الفقر والخراب والدمار).

    4. البهائية والبابية

    جاء في قرار المجمع الفقهي بمكة المكرمة عن البهائية والبابية: (أن البهائية دين جديد مخترع قام على أساس البابية التي هي أيضاً دين جديد مخترع.

    يقرر المجمع الفقهي بالإجماع خروج البهائية والبابية عن شريعة الإسلام، واعتبارها حرباً عليه، وكفر أتباعها كفراً بواحاً سافراً لا تأويل فيه، وإن المجمع ليحذر المسلمين في جميع بقاع الأرض من هذه الفئة المجرمة الكافرة، ويهيب بهم أن يقاوموها، ويأخذوا حذرهم منها، لا سيما أنه قد ثبت مساندة الدول الاستعمارية لها لتمزيق الإسلام والمسلمين، والله الموفق).

    5. القاديانية ـ الأحمدية

    جاء في قرار المجمع الفقهي بمكة المكرمة عن القاديانية ـ الأحمدية: (قرر المجلس بالإجماع اعتبار العقيدة القاديانية ـ المسماة أيضاً بالأحمدية ـ عقيدة خارجة عن الإسلام خروجاً كاملاً، وأن معتنقيها كفار مرتدون عن الإسلام، وإن تظاهر أهلها بالإسلام، وإنما هو للتضليل والخداع، ويعلن المجلس الفقهي أنه يجب على المسلمين حكومات وعلماء وكتاباً ومفكرين ودعاة وغيرهم مكافحة هذه النحلة الضالة وأهلها في كل مكان من العالم، وبالله التوفيق.

    6. الأخوان الجمهوريون

    وهم أتباع الزنديق الصوفي الباطني السوداني المرتد المقتول محمود "مذموم" محمد طه، الذي ادعى الرسالة ثم الألوهية، وزعم أن الصلاة رفعت عنه، والذي حكم العلماء في السودان بكفره وردته، وقتل في عهد الرئيس نميري، جزاه الله خيراً على ذلك.

    لقد رحل كثير من أتباعه إلى أمريكا وكندا، واحتضنهم الكفار، وقاموا بترجمة كفرياته في أمريكا وكندا مكافأة له على تحريفه لدين الله وتضليله لفئة من أبناء المسلمين، وانتحل بعض اتباعه الشيوعية ووجدوا فرصة في الإعلام السوداني، وما فتئ الجميع يعمل على تحريف الدين والتدليس والتضليل والخداع على السذج من الناس.
                  

02-18-2005, 05:06 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    أسباب الوقوع في الردة

    أسباب الوقوع في الردة كثيرة، ولكن أهمها ما يأتي:

    1. الجهل بدين الإسلام، فمن جهل شيئاً عاداه، يكاد أن يكون هذا السبب الرئيس لارتداد المرتدين ورجوعهم عن الإسلام، ومن يطلع على مقالاتهم وأقوالهم يتضح له جهل هؤلاء بالإسلام جهلاً فاضحاً، إذ لا يعرفون عن القرآن إلا رسمه، ولا عن الإسلام إلا اسمه، والشبهات التي أثارها أعداء الدين من المستشرقين وتلاميذهم من المنتسبين إلى الإسلام.

    2. ردود الأفعال: الدافع لكثير من المرتدين عن الإسلام هو عبارة عن ردة فعل للبيئات والظروف التي عاشوا وتربوا فيها، ولبعض الممارسات الخاطئة والتصرفات المشينة التي لامسوها، والتي لا يقرها الإسلام، نحو الممارسات الشركية والعقائد الخرافية، وكثير من مظاهر الشعوذة والدجل.

    3. تأثير الفكر الإرجائي عبر العقيدة الأشعرية والماتريدية التي تدرس في كثير من المعاهد والمدارس والجامعات الإسلامية، الذي تولد كردة فعل للغلو والخروج في بداية الأمر، من غير انتساب إلى هذه المذاهب.

    إذ الإيمان عند بعض طوائف المرجئة عبارة عن النطق بالشهادتين، وعند بعضهم عبارة عن المعرفة، ولا يدخلون الأعمال في مسمى الإيمان، مما أعطى الفرصة لكثير من المنافقين المتظاهرين بالإسلام أن يعيثوا في الأرض الفساد، حيث جعلوا التلفظ بالشهادتين عبارة عن جواز سفر لترك الواجبات واقتراف المحرمات، إذ لا يكون الشخص مرتداً في شرع هؤلاء إلا إذا كان مكذباً جاحداً، أما الاستهزاء بالله، ودينه، ورسوله، والسجود إلى الصنم، والطواف بالقبور، والاستغاثة بالأموات، والتحاكم إلى الطواغيت، فليس من أسباب الردة، إذ الردة لا تقع بقول ولا عمل.

    وثمة شيء آخر كان سبباً في ارتداد البعض عن الإسلام، وهو التوسع في التأويل غير المستساغ الذي تميزت به العقيدتان الأشعرية والماتريدية، حيث وجد المتفلتون عن الإسلام في ذلك بغيتهم، حيث قسموا المسلمين إلى مدرستين، مدرسة الحَرْفيين أو النصوصيين المتحجرين الذين لا يجاوزون النصوص الشرعية، ومدرسة المستنيرين ـ في زعمهم ـ الذين اكتفوا من الإسلام بروحه ومزاجه، ومعلوم في شرع الله أن التأويل منه ما هو محمود وهو الذي يقوم على الدليل، ومنه ما هو مذموم محرم وهو الذي يعتمد على الهوى.

    4. التحاكم إلى القوانين الوضعية، وتنحية القوانين والأحكام الشرعية مكَّن كثيراً من المتظاهرين بالإسلام من إعلان ردتهم وزندقتهم والتبجح بها، وأمنهم من إقامة حد الردة عليهم، أوتعزيرهم وتأديبهم جعلهم لا يترددون فيما يريدون قوله أوفعله أواعتقاده، "فمن أمِنَ العقوبة أساء الأدب".

    5. التسيب الفكري، فقد اختلت المفاهيم وتغيرت الموازين، وضعف الوازع الديني.

    6. تقليد الكفار والتشبه بهم وبدينهم، فطالما أن الكفار نبذوا الدين وحصروه في الذهاب إلى الكنيسة ساعة يوم الأحد للاستماع للموسيقى، وقد نتج عن ذلك تقدمهم الحضاري والعسكري، فما بالنا نحن متمسكون بديننا مطالبون بتحكيمه في كل مناحي الحياة؟!

    7. تقصير العلماء في القيام بدورهم في توعية المسلمين وتبصيرهم بأمر دينهم، ومنافقتهم الناس فيما يعتقدون ويمارسون، من أقوى أسباب تفشي ظاهرة الارتداد عن دين الله.

    8. الفتاوى الانهزامية التي تصدر من بعض المنتسبين إلى العلم من العصرانيين وغيرهم.

    9. التشبث بالزلات والهفوات التي صدرت أونسبت لبعض أهل العلم، ومعلوم أن من تتبع زلات العلماء وهفواتهم تزندق أوكاد، وتجمع فيه الشر كله.

    10. توهم البعض واستغلال أهل الأهواء للدعوى الباطلة، وهي أن أحاديث الآحاد لا يعمل بها في العقائد والأحكام

    تقسيم الأحاديث إلى متواتر وآحادي تقسيم حادث، وهو نتيجة خبيثة وأثر سيئ لعلم الكلام، وما تبع ذلك من أن أحاديث الآحاد ظنية الثبوت ولهذا لا يعمل بها في العقائد والأحكام، وقد رد على هذه الشبهة القذرة الأئمة الكبار أمثال الشافعي في "الرسالة" وابن حزم في "الإحكام لأصول الأحكام"، حتى أصبحت هذه المسالة هي الفارق بين السُّنِّي والبدعي.

    فكل ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حجة بنفسه من غير قيد ولا شرط: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"، ويفيد العلم والعمل في العقائد، والأحكام، والعبادات، والسلوك، والآداب سواء، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

    ويكفي في رد هذه الشبهة القذرة أن حديث: "إنما الأعمال بالنيات" الذي يعتبر ثلث الدين حديث آحاد، مشهور، عزيز، إذ لم يروه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن عمر ولا عن راويه عن عمر إلا واحد، فلماذا يقبله أهل الأهواء المتزيين بالإسلام، وينكرون حدَّ الردة، ورجمَ الزاني المحصن، وكلها أحاديث آحاد؟ لولا مرض القلوب.
                  

02-18-2005, 05:08 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    حكم من أباح الردة وأنكر حدها

    من أباح الردة وأنكر حدها فهو كافر مُهدَر الدم ما لم يتب عن ذلك ويراجع الإسلام، لأن ذلك إنكار لما هو معلوم من الدين ضرورة، وطعن وتشكيك في الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، والحكام الغيورين الذين حكموا بردة المرتدين، وأقاموا عليهم حدها.

    يتشبث المبيحون للردة الداعون لإنكار حدها ببعض الزلات والهفوات، نحو ما نسب للشيخ شلتوت رحمه الله أنه قال: (يتغير وجه النظر في المسألة إذا لوحظ أن كثيراً من العلماء يرى أن الحدود لا تثبت بأحاديث الآحاد، وأن الكفر نفسه ليس مبيحاً للدم، وإنما المبيح للدم هو محاربة المسلمين والعدوان عليهم، ومحاولة فتنتهم عن دينهم، وأن ظواهر القرآن في صمته عن عقوبة المرتد تؤيد هذا)، مما يدل على خطورة الزلات والهفوات وتلقف أهل الأهواء لها.

    يردُّ هذا الزعم الباطل قتل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لتلك الطائفة المخذولة من الرافضة وحرقه لهم، الذين لم يحاربوا علياً ولم يخرجوا عليه، بل ألّهوه، فالمرتد مفارق لجماعة المسلمين ومحارب لهم ولعقيدتهم.

    وإذا لم يكن الكفر بعد الإيمان مبيحاً للدم فما الذي يبيح الدم ياترى؟! إذا كان الراجع عن الماسونية والشيوعية ونحوهما، وهي فرق كافرة، يُقتل أويُضيَّق عليه، وقد يكون رجوعه إلى الحق، إلى الإسلام، وكذلك التارك لجماعة من الجماعات الإسلامية يُهجر، ويُضيَّق عليه، ويوصف بالخيانة والخروج والعمالة، وقد يكون محقاً في خروجه وتمرده على التسلط والجبروت والمخالفات الشرعية، فكيف بالراجع عن الإسلام، وهو الدين الخاتم لجميع الأديان؟ فمالِ هؤلاء القوم لا يستحون؟!

    السنة حجة بنفسها، فقد حرمت السنة الجمع بين المرأة وعمتها أوخالتها، ونهت عن الوصية للوارث، ومنعت كذلك أن يرث المسلمُ الكافرَ والكافرُ المسلمَ.

    وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم لها شقان؛ البلاغ والبيان، فهو المبيِّن لمراد الله عز وجل، ولهذا يقول بعض العلماء: "القرآن أحوج إلى السنة"، لأن السنة مبينة لكثير مما أجمل في كتاب الله عز وجل.

    وهب أن مسألة قتل المرتد ليس فيها نص، فهل نترك فعل أبي بكر، وعمر، وعلي، ومعاذ، وأبي موسى رضي الله عنهم، وقول أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، وغيرهم من الأئمة رحمهم الله لهذه الزلات والهفوات، ولما تهواه نفوس المنافقين وأعداء الملة والدين؟!

    وأخيراً أرجو من دعاة إباحة الردة وإنكار حدها والداعين لتوحيد الأديان أن يراجعوا إسلامهم قبل أن تبلغ الروح الحلقوم، ويُحال بينهم وبين ما يشتهون، وإلا فليعلموا أنهم لن يضرُّوا الله شيئاً، ومن إخواني المسلمين أن ينتبهوا لخطورة المنافقين من الشيوعيين، والجمهوريين، والقوميين، والمتزيين بالدين، وغيرهم، (فإن بلية الإسلام بالمنافين شديدة جداً، لأنهم منتسبون إليه، وهم أعداؤه في الحقيقة، يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم وصلاح، وهو غاية الجهل والفساد.

    فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه؟ وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه، وكم من عَلَم له قد طمسوه؟ وكم من لواء له مرفوع قد وضعوه؟ وكم ضربوا بمعاول الشبه85 في أصول غراسه ليقلعوها، فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية، ولا يزال يطرقه من شبههم سرية بعد سرية، يزعمون أنهم بذلك مصلحون، ألا إنهم المفسـدون ولكن لا يشعـرون).86

    لذلك حذر القرآن من المنافقين وبين صفاتهم: (فكان الحديث عن النفاق والمنافقين في القرآن في سبع عشرة سورة مدنية من ثلاثين سورة، واستغرق ذلك قرابة ثلاثمائة وأربعين آية، حتى قال ابن القيم رحمه الله: "كاد القرآن أن يكون كله في شأنهم").87

    ومن إخواني الصحفيين الإسلاميين، السودانيين وغيرالسودانيين، أمثال الاستاذ صادق عبد الله عبدالماجد، والدكتور الطيب زين العابدين، والأستاذ موسى يعقوب، والدكتور حسن مكي، والاستاذ مهدي البوني، والأستاذ علي إسماعيل العتباني، والأستاذ محجوب عروة، والأستاذ محمد أحمد شاموق، والأستاذ عادل الباز، والأستاذ عثمان ميرغني، والأستاذ حسين خوجلي، والأستاذ محمد طه محمد أحمد، وغيرهم ممن لم أذكر، أن يقوموا بواجبهم خير قيام، فهم على ثغرة، والحذر كل الحذر أن يؤتى الإسلام من قبلهم، وعليهم أن يدعوا الحياد الذي تميزت به كتاباتهم، فالمسلم لا يليق به أن يكون محايداً أومستقلاً، وفي الحقيقة "مُسْتَغَلاً"، بينما نجد مِلل العلمانيين متحدة متضافرة جهودها، على الرغم من أنها لا يجمعها شيء سوى محاربة الإسلام والكيد له، وليعلموا أنهم لن تزول أقدامهم عن الصراط حتى يُسألوا عن تفريطهم في هذا الجانب الذي تعين عليهم، ولا يُمكّن منه غيرُهم.

    من العجيب أن يتشاغل هؤلاء الإخوة بالدفاع عن الديمقراطية ـ صنم العصر ـ، والمحاماة عن الشيوعيين والعلمانيين، والتحليلات السياسية، والهنات العادية، ومدح بعض أهل الأهواء والمبتدعة88، ويتخلوا عن الدفاع عن الدين، وقد أصيب في عقر داره!!

    ولا يفوتني في هذا المقام أن أتوجه بالشكر الجزيل وبالدعاء الكثير للأخ الأستاذ إسحاق فضل الله لقيامه بالواجب خير قيام، ولثباته على المبادئ، وتفرده، وعدم مجاملته لمن تعتبر مجاملتهم مداهنة ونفاق، نسأل الله أن يوفقه ويزيده من فضله، وأن يثبت أجره ويبارك فيما يكتب، كما أرجو من إخواننا المسؤولين أن يراقبوا ما يدور في الصحف من كفريات وضلالات.

    اللهم إنا نشكو إليك ضعف التقيَّ واستكانته، وجلد الفاجر وجرأته، واللهَ أسألُ أن يؤلف بين قلوب المسلمين، وأن يهديهم سبل الرشاد، وأن يهيئ للأمة الإسلامية أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة، ويذل فيه أهل المعصية، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلىآله وصحبه أجمعين.
                  

02-18-2005, 05:09 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    المراجع

    § البداية والنهاية للحافظ ابن كثير.

    § الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.

    § الرد القويم للأمين الحاج.

    § سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي.

    § الشفا بتعريف أحوال المصطفى للقاضي عياض.

    § فتح الباري للحافظ ابن حجر.

    § مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.

    § مقالات في عقيدة أهل السنة للدكتور عبد العزيز العبد اللطيف.

    § الملخص الفقهي للشيخ الفوزان.

    § المنتظم في تاريخ الملوك والأمم للحافظ ابن حجر.

    § نيل المآرب في تهذيب شرح عمدة الطالب، ومعه الاختيارات الجلية في المسائل الخلافية ـ تهذيب الشيخ عبد الله البسَّام.
                  

02-18-2005, 05:25 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)


    كانت هذه الدراسة "الفتوى" عن موقع WWW.ISLAMADVICE.COM
    برأسة الشيخ /الأمين الحاج محمد

    ------------------

    وكما نرى أن الدراسة تؤكد وتجزم علي ضرورة قتل المرتد والذي عرف تعريفا لا لبس فيه
    وبهذا التعريف استطيع ان اجزم بأن جل أهل البورد ثله مرتده تستحق السحق والقتل وفق منظور الاسلام الذي اباح مثل هذه الأعمال البربرية والتي تسلسلت حلقاتها كما هو مدون علي مر العصور .. ولم تتوقف أعمال القتل البربري المدعم بالنصوص والاحاديث منذ ظهور الاسلام..
    لم تأتي هذه الأفكار الشيطانية من فراغ
    فالرجل هنا لم يعصر فكره
    ولم يكن بغاوي شعر يتبعه شيطانه
    بل كان مسلماً يؤمن بحرفيات القرآن ونصوصه واحاديث رسوله ويقتفي سلفه ويؤمن بما يؤمنون به.
    اذا هذا هو القرآن كما اوضحه ولا لبس في تفسير خاطئ
    وذلك لسبب بسيط
    لأن أول جريمة قتل بحجة الرده كانت في عهد رسول الاسلام محمد
    بل دعا أن يقتل اليهودي كشرط لدخوله المدينة
    ثم من بعده يتسلسل شريط القتل الفكري من تابعيه الي يومنا هذا



    راجع
                  

02-19-2005, 10:25 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: fadlabi)


    العزيز فاضلابي

    زات يوم
    طلب مني أحد الأخوة في هذا البورد
    حينما حس بحاجتى الي معرفة الحقيقة
    أن أطلب من الله بلجاجه
    أن يريني طريق الحق

    وقد لامست فيه صدقاً عميقاً
    وأنا اليوم وبنفس هذا الصدق
    اطلب منك أن تسأله بلجاجه ليل نهار
    وحين يحس خالقنا بصدق نيتك في معرفة الحق

    سترى الحقيقة






    وستشكر ربي كثيراً
                  

02-18-2005, 07:16 AM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    الأخوة الكرام
    أليكم المادة 18من الأعلان العالمي لحقوق الأنسان والتي تعالج موضوع الردة
    وهذه هي الترجمة كما أوردها موقع المنظمة الدولية

    Quote: المادة 18
    لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين. ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سرا أم مع الجماعة.

    18
    Everyone has the right to freedom of thought, conscience and religion; this right includes freedom to change his religion or belief, and freedom, either alone or in community with others and in public or private, to manifest his religion or belief in teaching, practice, worship and observance.

    والجدير بالذكر أن معظم الدول الأسلامية موقعة علي هذا الأعلان ..كما أن
    هناك ساسة أمثال الترابي والصادق يعترضون علي تطبيق حدالردة بأعتبار أن
    الحديث الوارد في هذا الشأن من أحاديث الأحاد وأنه كان يعالج حالة خاصة أثناء
    حرب الخ
                  

02-18-2005, 08:07 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50069

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: kamalabas)

    شكرا يا كمال عباس على هذه المادة الثامنة عشر من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. المستقبل ترسمه هذه المادة وليس الفكر التكفيري ولا الممارسات التكفيرية وتصفية الخصوم.. إن من يقول بمثل الذي نقله جمال عبد الرحمن إنما يعيش خارج التاريخ وسيتضح له هذا عاجلا أم آجلا.. ولكن سيمر وقت قبل أن يتمكن العرب والمسلمون من التسليم لصوت العقل..
    الشواهد كثيرة: إيران تراجعت عن تنفيذ ما أسمته بردة هاشم أغا جاري.. السعودية لا تستطيع أن تطبق مثل هذه العقوبات وقد اتهم بها صحفي هو تركي الحمد.. السودان لا يستطيع أن ينفذ مثل هذه الأحكام.. فبالرغم من محاولة نظام البشير تصفية خصومه في الشعبي تحت مختلف أنواع التهم إلا أنه اكتشف عجزه هذه، فالمجتمع الدولي لهم بالمرصاد.. ولا نامت أعين الجبناء..

                  

02-19-2005, 10:35 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: kamalabas)


    العزيز كمال عباس
    تحية طيبة

    شكرا لجلب الماده 18 من الاعلان العالي لحقوق الانسان
    والتي تؤكد ما ذهبنا اليه
    نختلف في أن حد الرده لم يكن بصالح ولا الي أمم ما قبل البعث المحمدي
    وما يفعله مشايخ المسلمين ممن اوردت ذكر اسمائهم .. انما هو معالجه لنصوص خالفت طبيعة البشرية وما يفعلونه كمن يعالج امر ربه وتعالى الرب عن ذلك علواً كبيرا.
                  

02-18-2005, 11:01 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50069

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    عزيزي جمال عبد الرحمن،
    تحية
    قولك:

    Quote: وكما نرى أن الدراسة تؤكد وتجزم علي ضرورة قتل المرتد والذي عرف تعريفا لا لبس فيه
    وبهذا التعريف استطيع ان اجزم بأن جل أهل البورد ثله مرتده تستحق السحق والقتل وفق منظور الاسلام الذي اباح مثل هذه الأعمال البربرية والتي تسلسلت حلقاتها كما هو مدون علي مر العصور .. ولم تتوقف أعمال القتل البربري المدعم بالنصوص والاحاديث منذ ظهور الاسلام..


    هذا القول منك يا جمال عبد الرحمن يخالف لوائح البورد..

    يا جمال، نفس هذه التهم التي توجهها لجل أهل البورد كما تقول، تنطبق على أناس أمثال المقرن والخليفي والكويتي الذي قتل أخيرا في الحبس في الكويت، وهؤلاء يواجهون تهم الانحراف عن الدين الإسلامي السوي، ولكن طبعا السلطات في السعودية تتجه إلى تصفيتهم أو قتلهم أثناء المداهمات ولا تتحدث عن صفات مثل "خوارج" أو "مرتدين" أو "يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية".. وفي الجانب الآخر نجد الإرهابيين من نوع الزرقاوي وأشباهه يعمدون إلى اتهام الحكام بالردة ويصفونهم بالطواغيت ويدعون إلى قتلهم. وهم أيضا يتهمون زعماء الشيعة الدينيين بنفس هذه التهم "الردة" "الرافضة" إلى آخر ما لدى هؤلاء الناس.. ولذا رأينا الزرقاوي قد فخخ والد زوجته الثانية بعلم الأخير في الغالب، ليقتل الحكيم المرجع الشيعي المعروف في النجف قبل عدة شهور..

    أنصحك لوجه الله تعالى أن تبتعد عن هذا الطريق الذي لا يؤدي إلا إلى هلاكك أنت وحدك، فإن أهل البورد ليسوا في متناولك أنت ولا في متناول أي إرهابي يريد أن يسلك مثل هذا الطريق..

    ولك مني أطيب الأمنيات والدعوات بالهداية..

    ياسر
                  

02-18-2005, 11:26 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: Yasir Elsharif)

    العزيز دكتور ياسر الشريف

    كل الاحترام

    عهدي أبدا بك دقيقا في حديثك وفهمك
    ولكن لنقل هي كبوة الفارس


    Quote: وبهذا التعريف استطيع ان اجزم بأن جل أهل البورد ثله مرتده تستحق السحق والقتل وفق منظور الاسلام الذي اباح مثل هذه الأعمال البربرية والتي تسلسلت حلقاتها كما هو مدون علي مر العصور .. ولم تتوقف أعمال القتل البربري المدعم بالنصوص والاحاديث منذ ظهور الاسلام..

    لا تتعامل مع النص بمقولة ولا تقربوا الصلاة

    واظن الآن حديثي واضح
    انا لا أدينك بل دينك يدينك
    كما تحكي هذه الدراسة
    وهي لا تحمل فكري ولا اؤمن بها البته


    ارجو أن اكون قد اوصلت الفكره

    وتقبل معزتي واحترامي
                  

02-18-2005, 11:39 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50069

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    عزيزي جمال،
    تحية
    لقد فهمت أنك تبعد نفسك عن فهم هذا الدارس، ولكن لم أوردت الدراسة بداية إذا كنت لا تؤيده أو لا تريد أن تنتقده.. أنا أستطيع أن أحكم عليه بالجهل والسطحية، فإن النصوص ليست كل شئ.. لنفرض أن كل ما قاله نصوص صحيحة ، فأنت لك عقل به تستطيع أن تميز... يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل "والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين".. ملك اليمين لم يلغه الفقهاء المسلمون ولا أي مسلم حتى أوائل هذا القرن، ولكن هذه الممارسة قد ألغاها العرف الدولي.. والآن أيضا نرى أن الأعراف الدولية الصالحة قد ألغت مسألة قتل الإنسان لأخيه الإنسان لاختلافه في دين أو اعتقاد.. وعليه فإن كل النصوص التي يعتمد عليها مثل هذا الدارس السطحي، بإزاء ما اتفق عليه العالم من أعراف، إنما هي في حكم الملغاة..

    وأنا سعيد بأنك قد أبعدت نفسك عن فهم هذا الرجل السطحي..

    ولك محبتي واحترامي..

    ياسر
                  

02-18-2005, 11:35 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    الأخ العزيز د.ياسر الشريف، تحية طيبة..

    أرجو أن تقرأ جمال عبدالرحمن دونما سابق أحكام، فلو واصلت خط التشديد الذى خططته أنت فى ما كتبه جمال: وبهذا التعريف استطيع ان اجزم بأن جل أهل البورد ثله مرتده تستحق السحق والقتل وفق منظور الاسلام الذي اباح مثل هذه الأعمال البربرية والتي تسلسلت حلقاتها كما هو مدون علي مر العصور . لتوصلت إلى قوله التالى "وفق منظور الاسلام الذي اباح مثل هذه الأعمال البربرية" وجمال بوصفه ذلك النوع من الأعمال ب "البربرية" إنما يعلن عدم موافقته عليها، أو هكذا يمكن قراءته منطقياً ضمن السياق.

    الأخ جمال "HOPEFUL" تحية طيبة، تسآولاتك محفزة للتأمل وتدعوا لإعمال العقل.. شكراً،

    لكم الود..

    عدلان.
                  

02-18-2005, 11:41 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    .
    عُذراً للتكرار.. يبدوا أن مداخلتى أعلاه كُتبت بالتزامن مع مداخلة جمال التى لو إضطلعت عليها ماكنت قد أرسلت "ألتــــىّ" كما يقول أهلنا!

    .
                  

02-18-2005, 11:53 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50069

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    نعم يا عزيزي عدلان،
    لقد عدت وقرأت ولكني لم أر أن الأخ جمال يستطيع أن يواجه النصوص.. هناك نصوص في الحديث النبوي تسمح بقتل المرتد" من بدل دينه وفارق الجماعة فاقتلوه"، ولكن هذه النصوص لا يجوز الاعتماد عليها اليوم.. هذا ما أريد أن أقوله لجمال ولغيره..
    ياسر
                  

02-18-2005, 12:08 PM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: Yasir Elsharif)


    شكراً اخي عدلان علي هذا التصويب
    والمتابعه التي ارجو أن تحفزك علي المشاركة


    العزيز/دكتور ياسر الشريف

    نحن متفقان
    علي أن هذه النصوص لا تمت للأنسانية بصلة مهما بلغت من قدسيتها
    وهي بالطبع لا تمثل نهجاً لكلينا..

    هناك شئ واحد اريد أن اصل اليه الا وهو أن مثل هذا الكاتب وغيره ممن يسيرون علي هذا الدرب .. انما ينفذون اوامراً اسلامية مثبته في بطون امهات كتبهم قرآناً كان او احاديث لا يستطيع احد أن ينكرها..
    وعدم الاخذ بها من قبل البعض - وانت منهم- لا تلغي وجودها..


    Quote: من بدل دينه وفارق الجماعة فاقتلوه"، ولكن هذه النصوص لا يجوز الاعتماد عليها اليوم.. هذا ما أريد أن أقوله لجمال ولغيره.

    هل تظن أن مثل هذا النص كان يوما صالحاً للعمل به!؟


    وتقبل مودتي
                  

02-18-2005, 12:05 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    الأخ العزيز د.ياسر الشريف،

    الفرق الذى أراه بين طرحك وطرح الأخ جمال، هو أنك تدعوا لإبطال العمل بالشريعة لعدم ملائمتها لمتطلبات واقع اليوم، وما فهمته من تسآؤل الأخ جمال أنه يخضع ذلك الحد "حد الردة" لمبضع النقد حتى عند ولادته وفى ظروف تكوينه الأول فى صدر الإسلام.. بمعنى آخر أنت ربما ترى أن ذلك الحد قد يكون مبررأ فى فترة تاريخية ما.. بينما يستنكر جمال وجوده فى المبتدأ، أو هكذا فهمت جوهر تسآؤله..

    قناعتى أن عندك الكثير ياأخ ياسر مما يمكن أن تُسهم به فى هذا المجال.. وأرجو أن تفعل.

    عدلان.
                  

02-18-2005, 12:22 PM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)


    العزيز عدلان
    لك التحية مجددا

    نعم يا عزيزي لقد قرأت افكاري مجدداً
    Quote: وما فهمته من تسآؤل الأخ جمال أنه يخضع ذلك الحد "حد الردة" لمبضع النقد حتى عند ولادته وفى ظروف تكوينه الأول فى صدر الإسلام..


    هكذا هو الحال
                  

02-18-2005, 12:21 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    .
    تااانــى!

    فى تكرار أرجو ألا يكون "مملاً" أُرسلت مداخلة متاطبقة فى جوهرها مع مداخلة جمال وفى زمن واحد تقريباً.. ربنا يستر! لن أتداخل مرة أُخرى.. حفاظاً على الباندويدز!!

    .
                  

02-18-2005, 01:01 PM

محمد الامين احمد
<aمحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-28-2004
مجموع المشاركات: 5124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    Quote: الفرق الذى أراه بين طرحك وطرح الأخ جمال، هو أنك تدعوا لإبطال العمل بالشريعة لعدم ملائمتها لمتطلبات واقع اليوم، وما فهمته من تسآؤل الأخ جمال أنه يخضع ذلك الحد "حد الردة" لمبضع النقد حتى عند ولادته وفى ظروف تكوينه الأول فى صدر الإسلام.. بمعنى آخر أنت ربما ترى أن ذلك الحد قد يكون مبررأ فى فترة تاريخية ما.. بينما يستنكر جمال وجوده فى المبتدأ، أو هكذا فهمت جوهر تسآؤله..


    الاستاذ/ياسر الشريف

    و هكذا فهمته انا,فالشكر للاخ عدلان على هذا الايضاح

    و هنا استاذ/ياسر اسمح لى بالسؤال,لماذا حد الردة من الاساس?

    تحياتى للجميع
                  

02-18-2005, 01:05 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50069

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: محمد الامين احمد)

    عزيزي محمد الأمين،
    تحية المودة والاحترام
    الردة لها عقوبة وليست حدا.. هناك فهم خطأ شائع يتحدث عن "حد الردة".. وعقوبة الردة ليست بحد أبدا..
    أما عقوبة الردة فتلتمس حكمتها في وصاية المسلم على غير المسلم، وهي كانت مناسبة كما قلت.. أما الآن فهي غير مناسبة ويجب أن يتم إبطالها كما تم إبطال استرقاق الإنسان لأخيه الإنسان وملكه ملك يمين..

    ولك الشكر
    ياسر
                  

02-18-2005, 01:01 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50069

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    الأعزاء جمال وعدلان،

    لكما الشكر على ما تتفضلان به، وهو بالفعل قد أثرى هذا النقاش..

    وكما قلت يا عزيزي جمال، هذا المستوى من الدين الذين يسمح بمعاقبة من يبدل دينه، لا أعتبره دينا لي، وأنا برئ منه.. هذا الدين الذي يسمح بوصاية الرجل المسلم على غير المسلم، يقاتله حتى يسلم، أو يدفع الجزية إن كان من أهل الكتاب، أو يُقتل إن كان من المشركين، قد كان مناسبا لأوقات مضت، ولكنه غير مناسب لوقتنا اليوم.. وصحيح أن من يريد أن يحتج بالنصوص فإنها موجودة، ولكن عليه أن يدفع ثمنا غاليا، نرى الإرهابيون يدفعونه اليوم، وكما قلت لك فإن الدول أصبحت تتحاشى الكلام عن الجهاد، وهاهي منظمة المؤتمر الإسلامي قد قامت بإلغائه، ولسة.. كل هذا من حكمة الله الحكيم.. فالله يريد لمثل هذا الفهم الديني الذي لم يعد مناسبا لجوهر الدين، وجوهر الحرية، وحاجة الناس وطاقتهم، يريد لهذا المستوى المتخلف أن يزول، أن يموت موتا طبيعيا، وسوف يموت.. وكل الدلائل والشواهد تشير إلى ذلك..

    ولكنكم يا جمال وأنتم في السعودية لا زلتم تحت قبضة مثل هذا الفهم المتخلف، ويستطيع المطوع أن يحملكم على الذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة والسوط في يده، ولن تستطيع أنت ولا غيرك أن تحتج بمبادئ الحرية وما إلى هنالك من نوع هذا الكلام.. نسأل الله ألا يدخلكم في تجربة..

    ولكما شكري

    ياسر
                  

02-18-2005, 01:21 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50069

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    الأخ العزيز محمد الأمين،
    تحية المودة والاحترام
    لقد فهمت من كلامك الأول أنك متفق مع طرح هذا الدارس الذي نقل جمال دراسته.. وقد بان لي أنك لا تتفق مع هذا النوع من الفكر التكفيري.. وأنا سعيد بذلك، وأسحب كل الكلام الذي قلته لك، ولكن سأتركه موجودا ليدل هذا البوست أنني قد تنازلت عنه..
    ولك الشكر على عتابك الرقيق في الرسالة الخاصة..

    ياسر
                  

02-18-2005, 02:03 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ هوب فل ..

    تحية طيبة وبعد ..

    فى الفترة الماضية - تابعت بكل شغف رءوس مواضيعك الحساسة ثم مداخلاتك الممتازة
    والتى جعلتنى أعتقد بأنك مثال الانسان ( المحايد ) والذى تنوى حقيقة معرفة الحقيقة
    ولكن - فى هذا الموضوع (حد الردة لماذا) - لم أستطع فهم موقفك .. لأنك فى نهاية المداخلة قد وجهت اتهاما..
    للمرتدين - أرجو تصحيحى ان كنت مخطئا - وأرجو المعذرة ان أسأت فهمك .. أنا بانتظار
    ردك وشكرا ..

    الأستاذ ياسر ..

    كم أنا سعيد لشجاعتكم وطريقة تفكيركم ..
    اننى أتساءل .. بالمنطق .. ماهو الدين .. وماهى الصلاة أو الصوم .. الخ .. ومن هو المسئول الأول والأخير عن الحساب .. ان الله فاحص الكلى والقلوب - هو الحكم ( بفتح الحاء ) والحاكم فى نفس الوقت ..
    له الحكم النهائى - فى مصير كل فرد .. ان كان يستحق الجنة فهو من أصحاب الجنة - وان كان من أهل النار فهو فى جهنم ..
    نأتى لموضوعنا- لماذا يقتل المرتد .. اذن هناك تداخل فى خصوصيات الله عز وجل وحاشا لنا نحن البشر أن ندخل فى ادانة الآخرين .. لأن مسئولية الدين .. هى علاقة فردية بين الخالق والمخلوق - أكرر هى علاقة بين الخالق والمخلوق - فلا دخل لثالث بتاتا.. فكيف لنا نحن البشر الحكم على انسان فى مسألة لا تخصنا من قريب أو من بعيد ..
    فقط .. يمكن لبنى البشر تقديم النصح والارشاد - هذا كل ما يمكن فعله ..
    فمثلا نحن فى المسيحية .. ان أراد أحدنا اختيار الاسلام دينا.. ننصحه فقط .. وان رفض
    سننفض الغبار الذى لحق بأرجلنا - أى نحن براء من ذنبه .. لأن الله هو الديان العادل ..
    وهكذا .. هذه الأيام .. بدأ الناس فى التفكير والبحث فى كينونة الدين .. ما هو الاسلام .. وماهى المسيحية ..
    فنحن أهل هذا المنبر .. نتباحث ونتحاجج .. وعلى الفرد أن يدرس ويبحث - أين تكمن الحقيقة .. وكما قلت فى النهاية .. النهاية اما أن يقابل ربه بوجه باش أو ..

    ولكم منى كل حب وود ..

    عمكم العجوز
    ارنست
                  

02-18-2005, 03:39 PM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: Sudany Agouz)

    العزيز ارنست
    تحية طيبه

    اسف ان اشكل عليك شئ .. وبل تأكيد لم يكن مقصوداً
    في بدايات البوست قمت بنقل ما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن القرآن قد شرع حد الرده وعمل به علي مر العصور .. لقفل الباب امام كل من يريد أن يمحور ويحور الكلم عن موضعه ويلبس هذا التشريع ثوب آخر يلائم الانسانية..
    وبعد أن ثبتت حقيقة المصدر والاقتداء
    لابد أن نقول لهم أن هذا لا يتماشى مع الانسانية
    هذا النص يغور الحقوق
    ويهدم روح التسامح
    وحق الاختيار


    ارجو أن اكون قد اوصلت لك روح الفكره
    وتقبل فائق معزتي
                  

02-18-2005, 01:26 PM

Khalid Osman Jaafar
<aKhalid Osman Jaafar
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 1031

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    Quote:

    الأخ بدر الدين

    الملاحظ هنا أن المسلمين كلما ادينوا بتشريعات دينهم علقوا الأمر برمته الي المرحلية
    وهم في ذلك قطع شك لا يتفقون .. والقائل منهم بهذا يعد من المرجفين أو "ضعاف المتدينين" من وجهة نظر الطرف الآخر منهم.

    وبالرجوع الي الأصل نجد ان البحث السابق وهو لمسلم يعتد بحد الرده ويوثق لها من بطون امهات كتب الاسلام مدعماً حديثة بآيات القرآن وأحاديث نبيه..

    ستظل حقيقة واحده ماثلة امامي
    المسلمين الآن وفي محاولة عاجزه يدارون سوئة شرائعهم




    استغرب هذا الكلام من مسلم. لا أملك الوقت الكافى لرد مفصل، ولكن عبارة أن المسلمين يدرأون سوأة شرائعهم استوقفتنى. ان شرائع المسلمين ليست موضوعة من البعض، وانما مصدرها هو المولى عز وجل؛ ومن ثم فلا سوأة فيها ولا حاجة للمداراة.

    حتى وان ظهر ما لا يستقيم منطقا فيها فان هذا يكون اما لفهمنا الخاطئ لها أو لمحدودية فهمنا من الأساس

                  

02-18-2005, 01:41 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50069

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    العزيز جمال عبد الرحمن،
    هذا الرجل الذي نقلت عنه كاذب أشر..

    فهو يقول:



    Quote: 3. من ادعى النبوة أوصدَّق من يدعيها، كالإخوان الجمهوريين.


    فليس هناك من الأخوان الجمهوريين من ادعى النبوة، أو صدق من ادعى النبوة.. وإذا أردت الدليل فسآتيك به من كتب الأستاذ..
                  

02-18-2005, 01:43 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)


    ألاخ الكريم جمال (هوبفل)
    تحية طيبة
    لقد لاحظت ، ومنذ فترة ، أنك بدأت تطرح أسئلة جادة ، تستنطق فيها فهما يعالج الكثير من النصوص التي لاتستقيم مع القيم الانسانية التي توصلت اليها البشرية بعد مشوار طويل محفوف بالدماء والدموع .. ولاحظت في مداخلات أخرى انك تبحث عن اجابات لما يبدو لك تناقضا بين نصوص القرآن فيما بينها أو بين تلك النصوص ومعطيات العلم الحديث .. ولقد حمدت لك هذا الاتجاه بالرغم مافيه من حيرة فهو في تقديري مدخل صحيح للفهم المستقيم للدين من غير رضوخ للمسلمات خاصة تلك التي تصادم الفطرة السليمة فينا .. ولاشك أن في طيات القرآن دعوة صريحة للتفكر فيه وتدبر آياته ومن قبل ذلك اللجوء لله ، بمثل هذه الحيرة ، ليعلمنا ما يطمئن قلوبنا ويزيد يقينها ..
    وربما استغرب الكثيرون هذا التغيير الكبير الذي طرأ علي اسلوبك حيث كانت كتاباتك في الماضي تعكس صورة غير هذه التي نراها اليوم وقد ساقك ذلك فيما مضى الى انكار الطرح الذي قدمه الإستاذ محمود محمد طه فطفقت تكفره مع المكفرين بالرغم مما في ذلك الطرح من اجابات مباشرة على كل الأسئلة التي تطرحها اليوم .. ولعل هذا أيضا سبب فهم دكتور ياسر وكتابته التي رجع عنها بعد تنبيه الأخ عدلان ، فقد نقلت أنت نصوصا مماثلة في الماضي وتبنيتها ..
    مما لاشك فيه أن شريعة القرآن التي طبقت في القرن السابع والقرون التي تلته (وهي ما أسماه الأستاذ محمود بالرسالة الأولى من الأسلام) قد شرعت لقتال المشركين حتى يسلموا والكتابيين حتى يسلموا أو يدفعوا الجزية وهم صاغرون كما انها أباحت دم المرتد بعد استتابته والنصوص والشواهد على ذلك كثيرة كما تفضلت بنقله .. وهذا المستوى من التشريع ، وان وافق ثقافة العصر وقصور الأمة عن شأو الحرية والمسئولية في الماضي ، فاقتضت حكمة الحكيم النزول عندها ، الا أنها غير مقبولة في وقتنا الراهن ولذلك ينبغي الانتقال من هذا المستوى لمستوى أعلى ، في القرآن ، يقر بحرية الاعتقاد ويعامل الناس على أنهم أحرار ومسئولين ولهم مطلق الحق في اختيار الدين الذي يروقهم وتبقى مسئولية المسلم في أن يبرز مستوى من العلم والخلق يغري بالاتباع وهو ما فشل المتأسلمون في ابرازه فلم ير العالم على يديهم غير قتل الأبرياء وترويع الآمنين ، باسم الاسلام .. وهذا القصور لاينسب للاسلام ولكن ينسب للمنتسبين اليه ممن لم يسعفهم العلم أوالصدق في التماس الوجه الصحيح لدينهم والتزامه وتقديمه بصورة تشرفهم ..
    أرجو مخلصا أن تحاول الرجوع لما كتبه الأستاذ محمود وتتفحصه بذات العين الجديدة التي أسعفتك في طرح هذه الأسئلة الصعبة وأود أن أحيلك الى ما كتبه الأخ عمر القراي في الرد على السيد الصادق المهدي وستجد فيها فضا لبعض ما يبدو من تناقضات في الخطاب القرآني لدعي النظرة العجلى وستجد فيها شرح لحكمة مشروعية الجهاد وما شاببها من أحكام .. فأرجو متابعة ذلك في الوصلة التالية:
    د. عمر القراي: الصادق المهدي و"الانكفائية " ودعاوى التجديد
    عمر

    (عدل بواسطة Omer Abdalla on 02-18-2005, 01:51 PM)

                  

02-18-2005, 03:06 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50069

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    الشكر لك يا أستاذ أرنست..

    أهديك وأهدي القراء مقالا طويلا كتبه الأستاذ مسعد حجازي، وهو صحفي مصري ـ كندي في صحيفة حقائق تناول فيها ما كتبته وسائل الإعلام العربية والدولية لدى مقتل الأستاذ محمود..
    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=4999#4999
    وقد قمت بنقل المقال كاملا إلى منبر الفكرة الحر.. والمقال هو الجزء الثاني من سلسلة مقالات ينوي الكاتب كتابتها..

    مع التحايا..

    ياسر
                  

02-19-2005, 07:51 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: Yasir Elsharif)
                  

02-19-2005, 12:54 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: jini)

    الأخ جمال ..

    كم أنا سعيد لطروحاتكم - والآن فقط استطيع أن أجزم بأن الدنيا مازالت بخير -
    لأن بنى البشر بدأوا فى البحث والتنقيب عن الحقيقة - والذى يقرع لابد وأن يفتح له
    والذى يدعو الله .. والذى يصلى .. فان الله ولو تأنى سيستجيب له..

    استمر أخى .. وان أردت الاتصال بى فأنت تعرف كيف تجدنى .. فالرب معك ويقويك .. والذى
    يضع يده على المحراث لا يلتفت الى الوراء ..

    ودمت دوما أخى ..

    عمك العجوز
    أرنست
                  

02-19-2005, 02:18 PM

A.Razek Althalib
<aA.Razek Althalib
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 11818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: Sudany Agouz)

    أيها السوداني العجوز.
    هوبفل..
    الزوار..
    بقية البورداب.
    تحية.
    Quote: فان الله ولو تأنى سيستجيب له..
    [قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون]المؤمنون
    Quote: وان أردت الاتصال بى فأنت تعرف كيف تجدنى ..
    [لم يلد ولم يولد]!الاخلاص
    Quote: يضع يده على المحراث لا يلتفت الى الوراء ..
    [قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون]المؤمنون
    فكل ما في التفاسير من قصص أو تعليق, لا ينتهي سنده الصحيح الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما هو قول معلّق، لنا أن نأخذ ولنا ألا نأخذ، ما اتبعنا الهدى ووقفنا عند الثوابت. وليس في هذا استثناء, بعد قول الصحابة فيما أجمعوا عليه, ليس في هذا استثناء لأحد بلغ ما بلغ, "تركت فيكم ما أن تمسكتم به فلن تضلوا, كتاب الله وسنتي"، فالاستمساك لا يكون إلا بالكتاب أو بحديث محمد صلى الله عليه سلم، وما سواهما فلا استمساك به.
    الدين النصيحة.
    الرابط http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm

    اللهم أشهد.....
                  

02-19-2005, 04:44 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: A.Razek Althalib)

    الاخ العزيز عبد الرازق الطالب ..
    تحية طيبة وبعد ..

    على الرغم من تهكماتكم المتكررة .. الا أننى أحترمك أكثر الاحترام - وأحترم فيك المامك بدينك الكريم - واجتهادك فى اثبات المطلوب بآيات من القرآن الكريم .. ولا يسعنى هنا
    الا أن أهنئك بايمانك .. الا أننى أطلب اليك فى نفس الوقت تحكيم ضميرك واكمال جميلك ..
    أود منك قراءة الانجيل ثم عمل مقارنة بسيطة .. وأنت سوف لا تخسر شيئا .. وأننى سأصلى
    من أجلك .. وأنا واثق من أنك ستعرف الحقيقة .. آجلا أم عاجلا ..

    وأخيرا .. لك منى كل ود واحترام ..

    عمك .. السودانى العجوز .. ( الاسم الذى تحب أن تخاطبنى به )

    أرنست
                  

02-20-2005, 03:51 AM

A.Razek Althalib
<aA.Razek Althalib
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 11818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: Sudany Agouz)

    الأخ المحترم/ أرنست يا عمنا العجوز..
    تحية وتقدير وإحترام..
    ذكرت:
    Quote: على الرغم من تهكماتكم المتكررة ..
    تهكمات شنو يا زول ... ما في تهكم.. ولا حاجة...
    بس أنا شرحت نقطة يمكن تكون غايبة عنك...
    صدقني يا آرنست العايز بيسأل ما بيتوه... ولكن أنا دائماً ملاحظ أنو تواجدك في هذا البورد السايبيري العريض لا يكون إلا في المواقع التي يرى فيها المتداخلون أنها ممكن يجيها الباطل من بين يديه...
    وحتى لا يفسر تواجدك عند المتحاورين أنو صراع أديان...
    آمل أن تقدم مواضيعك بشكل منفصل زي البوست حقك المعروض الآن... ونحن مطلعون..!
    أما المسائل الحوارية والإستفسارات فموجودة هنا على موقع إسلام أون لاين: http://www.islam-online.net
    Quote: الا أننى أحترمك أكثر الاحترام
    نفس المشاعر والأحاسيس صدقني...
    Quote: وأحترم فيك المامك بدينك الكريم
    وأنا برضو...
    Quote: واجتهادك فى اثبات المطلوب بآيات من القرآن الكريم
    واجب كل مسلم...
    Quote: ولا يسعنى هنا
    الا أن أهنئك بايمانك ..
    الإيمان بضعة وسبعون شُعبة... أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله... وأن محمد رسول الله.
    وأدناها إماطة الأذي عن الطريق....!
    Quote: الا أننى أطلب
    غالي والطلب رخيص...
    Quote: أود منك قراءة الانجيل ثم عمل مقارنة بسيطة ..
    ده من غير طلب منك أنا عملتو... صدقني أنا قريت إنجيل متى... والعهد الجديد ... والعهد القديم... وإنجيل يوحنا...
    صدقني قرأت الكثير... وقناة الحياة ... والقمص الأب زكريا... أنا من المتابعين له.. على الفضائية..
    تخريمة أولى: بتنصحني بياتو كتاب في ديل حسب منظورك.؟!

    Quote: وأنت سوف لا تخسر شيئا .. وأننى سأصلى
    من أجلك ..
    نسأل الله لنا ولك الهداية... وصدقني أنا كل فجر يوم جديد أتدبر معاني سورة النصر وهي ثلاثة آيات:
    بسم الله الرحمن الرحيم[إذا جاء نصر الله والفتح (1) ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً (2) فسبح بحمد ربك وإستغفره أنه كان تواباً (3) ] سورة النصر الآية: 1-3
    شفت كيف... ودائماً أحمد الله أنو سيدنا إبراهيم سمانا المسلمين..
    والله سبحانه وتعالى ذكر في محكم تنزيله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه.. قائلاً عز وجل:
    [ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين] (فصلت 33)
    وعن سيد الخلق أجمعين قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
    (لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم) (رواه مسلم)
    شفت حمر النعم دي كيف هنا جايه... أوعدنا يا رب....
    كل يوم أنا بدعو الله متدبر آيات الذكر الحكيم مطالعاً المصحف الشريف...
    Quote: آجلا أم عاجلا ..

    [يا أيها الإنسان إنك كادحاً إلى ربك كدحاً فملاقيه]...
    Quote: عمك .. السودانى العجوز .. ( الاسم الذى تحب أن تخاطبنى به )

    وتعالى يقول: [يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهم ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون]
    كده إختار ليك واحد من أساميك الأتنين ديل وأنا ماشي أناديك بيهو... عشان ما نقوم نزعلك ساكت بغير علم.. ولا بجهالة من عندي... لأنو...
    أحسن واحد عندي أنا شفتك مفضلو ومنزلو في user name بتاعك... هو Sudany Agouzوترجمته العربية هو (السوداني العجوز).
    و(أيها)... هي آداة تنبيه... ليس إلا... ولك العتبي حتى ترضي.
    وهاك المقطوعة دي لشفاء القلوب زيادة كوم:
    Quote: وأمراض القلوب أمراض كثيرة ومتنوعة أسبابها متعددة فكل معصية من معاصي الله هي سبب لوقوع الإنسان في هذا المرض الفتاك فقد جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا عصى العبد نكت في قلبه نكتة سوداء وإن تاب ورجع سقى وإن عاد زادت حتى تملأ قلبه فذلك الران), ثم تلى صلى الله عليه وسلم قول الله سبحانه وتعالى: ) كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون[ فالمعاصي كما يقال هي بريد الكفر وهي سبب الوقوع في المهالك, والاستخفاف بأمر الله سبحانه وتعالى ليس بالأمر الهين إنما هو أمر عظيم فالله سبحانه أمر ونهى وأرسل مبشرين ومنذرين وأنزل كتبه لتتلى على الناس ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة ولم يأت أمر من أوامر الله سبحانه وتعالى ليبقى مجرد مثال عالق بالذهن ولكن كل أمر من أوامر الله سبحانه وتعالى إنما جاء من أجل دفع الناس إلى الإئتمان به فالله تعالى يقول: )وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا[والله سبحانه وتعالى يقول: ) يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهم ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون[ هذه الآيات هي من ضمن الآيات التي تتحدث عن جانب من أمراض القلوب فقد تكون هذه الأمراض في أعماق النفس من غير أن يشارك عضو ظاهر من أعضاء الإنسان في إيجادها وقد تكون هذه الأمراض مسببة لأعمال ظاهرة يعملها الإنسان قد يكون هذا العمل قولا وقد يكون هذا العمل إشارة فلذلك حذر الله سبحانه وتعالى من التحقير الذي يكون من الإنسان للإنسان وسيما المؤمن فإن المؤمن ليس من شأنه أن يحقر أخاه المؤمن بأي حال من الأحوال بل نظرة المؤمن إلى أخيه المؤمن نظرة إكبار وتقدير ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عليه أفضل الصلاة والسلام: ( المسلم أخو المسلم لا يقتله ولا يظلمه ولا يحقره بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) ولذلك جاء أول ما جاء التحذير من هذا التحقير إذ حذر الله سبحانه وتعالى من السخرية ) يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن[ ثم أتبع ذلك ما ينتجه هذا التحقير وينشأ عنه الحديث الفجر المنحرف عن سواء السبيل إذ قال سبحانه وتعالى: ) ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون[ ثم حذر الله سبحانه وتعالى من الظن السيئ, إذ قال: ) يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا[ ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: )وأياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) ينهى الإنسان أن يظن بأخيه ظنا سيئا إنما على الإنسان أن يظن بالمؤمنين الظن الحسن وأن لا يحمل في قلبه ظنا سيئا تجاه مؤمن من المؤمنين فالمؤمنون شأنهم كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى والسهر) والحق سبحانه وتعالى عبر عن ذلك بالأخوة إذ قال: ) إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم[ وحذر الله سبحانه وتعالى من عمل الظاهر ينتج عن هذا الظن الخفي بين حنايا النفس وهو التجسس ) ولا تجسسوا[ وترون أنه سبحانه وتعالى عندما حذر من التجسس أطلق التحذير ولم يقيد بكون هذا التجسس تجسسا من مؤمن على مؤمن بخلاف الاغتياب عندما قال: ) ولا يغتب بعضكم بعضا[ إذ الكافر والفاجر لا غيبة لهما بخلاف التجسس فإنه ليس من شأن المؤمن أن يتجسس على أي أحد كان ) ولا يغتب بعضكم بعضا[ حذر من الغيبة إذ صور هذه الغيبة تصويرا يجعل النفس تشمئز وتتقزز منها عندما قال ) أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم[ ثم أنه سبحانه وتعالى اتبع ذلك ما يحذر الناس من إستعلاء بعضهم على بعض إذ الناس جميعا ينحدرون من أصل وأحد فليس أحد منهم أصله ذهب والآخر أصله تراب إنما الكل ينحدرون من أب واحد وأم واحدة هم أبناء وبنات حواء وآدم ) يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير[ فميزان التفاضل بين الناس تقوى الله ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون[ هكذا يبين لنا القرآن هذه الأمراض التي تتفشى في نفوس العباد وكذلك من أخطر الأمراض الحسد الذي هو تمني الإنسان زوال نعمة الغير وانتقال هذه النعمة له بل ولو لم يتمن أن تنتقل إليه فإن مجرد تمني زوال هذه النعمة هو أمر مذموم جدا ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الحسد (ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا) هكذا يأمرنا الرسول الكريم عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم ومن أخطر الأمراض النفسية الفتاكة التي لا تبقى ولا تذر الرياء وفي مقابل الرياء الإخلاص ونجد في كتاب الله سبحانه وتعالى ما يدل على خطورة الرياء وما يدل على أهمية الإخلاص والله سبحانه وتعالى يقول: ) وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين[ ويقول الحق تبارك وتعالى : ) فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا [ فالشرك هنا هو الرياء لأنه شرك خفي إذ الإنسان يظهر للناس أنه يعبد الله وهو في الحقيقة يعبد هواه عندما يريد أن يتقرب بعمله هذا إلى الناس ومن أجل ذلك كان السلف يسمون الرياء الشرك الخفي ويسمونه الشرك الأصغر وفي هذا يقول العلامة أبو مسلم :

    وزن صالح الأعمال بالخوف والرجاء هما جنة للصالحات وسورو
    إلى أن قال
    وراقب وصايا الله سرا وجهرة ففي كل نفس غفلة وفتور
    وجرد على الإخلاص جدك في التقى ففوقك بالشرك الخفي خبير


    على أن الإنسان أن يشعر أن وراءه مراقب يراقبه هو مطلع على هذا الشرك الخفي لأنه يعلم ما يدور في ما بين أوساط الضمير من غير يخفي عليه شيء .


    الوصلة دي لزيادة الإطلاع: http://www.alnadwa.net/alkhalili/amraad.htm

    ولك خالص الأمنيات...
                  

02-20-2005, 04:23 AM

ahmed haneen
<aahmed haneen
تاريخ التسجيل: 11-19-2003
مجموع المشاركات: 7982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    الأخ جمال
    لك التحية
    ومبروك التجديد (هوبفل موديل 2005)
    الأخ الظلامي الحبيب اخوي عبد الرازق
    تحياتي

    اليكم هذة المشاركة عن الردة والتي جعلتني اتسال
    كثيرا عن هذا الأمر ولكم الشكر علي فتح هذا الباب

    كتب الحاج وراق

    في مسارب الضي

    * حديث شريف:
    «يوشك أن يأتي زمان على الناس، لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ومن القرآن إلا رسمه،..... علماؤهم شر من تحت أديم السماء، منهم تخرج الفتنة وفيهم تعود»
    حديث شريف - مشكاة المصابيح، كتاب العلم
    * لماذا أثار استعراض كتاب الأستاذ/ محمد منير أدلبى، (قتل المرتد الجريمة التي حرمها الإسلام) كل هذا الإنزعاج في أوساط الظلاميين؟! لقد استشعروا - وهم محقون في ذلك - أن الحكم الوارد في الكتاب بأن الإسلام لم يقرر عقوبة دنيوية على المرتد، إنما يشكل (ديناميتاً) ينسف الذريعة الأساسية التي يتكئون عليها للولوغ في دماء الآخرين، لذا كان طبيعياً في مواجهة هذا (الديناميت) الفكري، أن يهددوا بديناميت العنف.
    * وقد كتب بعضهم في الصحف، ولكن ردودهم كلها تفادت أو تهربت من مواجهة النصوص القرآنية التي أوردها الكاتب، رغم أن هذه النصوص كما سبق وأوردناها - تتعرض للردة بصورة واضحة دون أن تربطها بأية عقوبة دنيوية، ومن المستحيل أن يسكت القران الكريم عن حكم يتعلق بالحياة الانسانية وفي ذات الوقت، ينص بصورة محددة ودقيقة على حدود أدنى!
    * وأكرر هذه النصوص تأكيداً على أهميتها في تناول قضية الردة - (وأشكر الدكتور طبيب، أبوبكر محمد عثمان على تصحيحه لأرقام عدد من الآيات، وقد نقلتها عن الكتاب بذات الأرقام، ويبدو ان الأخطاء طباعية، وأرجو ألا يقع هذا التصحيح نفسه في أخطاء الطباعة):
    - «لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي»
    البقرة 256
    - «وقل الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر»
    الكهف 29
    - «وقل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم، فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها، وما أنا عليكم بوكيل»
    يونس 108
    - «ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين»
    يونس 99
    - «فذكِّر انما أنت مذكِّر،* لست عليهم بمسيطر»
    الغاشية 21/22
    - «قد جاءكم بصائر من ربكم، فمن أبصر فلنفسه ومن عمى فعليها، وما أنا عليكم بحفيظ»
    الأنعام 104
    - «ربكم أعلم بكم ان يشاء يرحمكم، وان يشاء يعذبكم، وما أرسلناك عليهم وكيلاً»
    الإسراء 54
    - «..... ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون»
    البقرة 217
    - «وكذّب به قومك وهو الحق، قل لست عليكم بوكيل»
    الأنعام 66
    - «ان الذين آمنوا، ثم كفروا، ثم آمنوا، ثم كفروا، ثم ازدادوا كفراً، لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا»
    النساء 137
    - «ان الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى، الشيطان سوّل لهم وأملى لهم»
    سورة محمد 25
    - «يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه..»
    المائدة 54
    - «من كفر بالله من بعد ايمانه، إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان، ولكن من شرح بالكفر صدراً، فعليهم غضب من الله و لهم عذاب عظيم»
    النحل 106
    - «وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون»
    آل عمران 72
    * وأرجو من القاريء الكريم، أن يتوقف ملياً في آية سورة النساء: «إن الذين آمنوا، ثم كفروا، ثم آمنوا، ثم كفروا، ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلاً»، وهي آية حاسمة في انه ليس في الإسلام عقوبة دنيوية للردة، وإلا لم يكن بالامكان تكرار ذات الفعلة عدة مرات!
    * وقد كتب أحدهم راداً علي بأن الآيات المشار إليها تتناول حرية العقيدة ابتداءً،ولكنها لا تتناول الردة،واتهمني بالخلط وعدم معرفة أسباب نزول القرآن!! والصحيح حقاً ان الكاتب المعني قد أسقط عليّ داءه هو! فمن حيث المنطق، لا تتوفر حرية الاعتقاد حقاً إذا لم تتوفر حرية الدخول والخروج معاً، ومن حيث نصوص القرآن وأسباب نزولها، فإن آية سورة البقرة 256: «لا إكراه في الدين..» إنما نزلت تحديداً في حادثة ردة!
    يقول السيوطي ان هذه الآية نزلت بعد أن حدثت أول حالة ارتداد في الإسلام، فقد كان أول من ارتد بعد اسلامه ولدان لشخص يدعى أبا الحصين الأنصاري، وقد تنصرا وذهبا إلى الشام من المدينة، فأمر والدهما بطلبهما فنزلت الآية «لا إكراه في الدين...» راجع جلال الدين السيوطي (الكنز المدفون والفلك المشحون - ص262).. إذاً فأين المفر؟!
    * أما فيما يتعلق بالسنة والحديث النبوي وموقفهما من الردة، فاضافة إلى دحض الأستاذ/ محمد منير، فإن من أفضل المؤلفات التي ناقشت هذا الأمر، مؤلف الأستاذ/ محمد يونس بعنوان: (التكفير بين الدين والسياسة) ويثبت فيه بصورة قاطعة، بأنه لا توجد بحسب السنة أو الحديث النبوي عقوبة دنيوية على الردة، وهذا ما سأستعرضه غداً بإذن الله.
                  

02-20-2005, 05:17 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: ahmed haneen)

    الاخ الأستاذ عبد الرازق الطالب ..
    حفظكم الله ..

    قد أراحتنى كلماتك الرقيقة جدا .. طالما الاحترام متوافر ..وطالما المحبة موجودة
    وطالما وجدت مثابرتكم - حتى من قرآتكم .. سواء فى القرآن الكريم أو فى
    الأنجيل .. أنا واثق من وصولكم السليم باذن الله ..

    والحقيقة تقال .. قد اندهشت كثيرا عندما علمت أنكم تعرفون أبانا الوقور
    والعلامة زكريا بطرس ..

    صحيح .. الآن عالم الفضائيات لم يترك شيئا ..
    أما بخصوص تواجدى فى مداخلات خاصة - فهذا صحيح .. لأننى أحبكم .. ولأننى أود لكم كل خير - أحب أنكم "الى معرفةالحق تقبلون ".. وبالطبع فى النهاية الأمر متروك لارادتكم
    الشخصية .. لأن السيد المسيح قال : " ولى خراف أخر " .. وفى النهاية أيضا الانسان
    مخير .. وليس مسيرا ..

    فكما أنكم تبشروننا بالاسلام .. فنحن من جانبنا نبشركم بالمسيحية .. وكما يقول المثل
    السودانى " الحشاش يرمى شبكته " ..
    أيضا قال السيد المسيح ادخلوا الى العمق والقوا شباككم .. فرد التلميذ بطرس قائلا :
    قد تعبنا الليل كله ولم نصطد شيئا .. ولكن على كلمتك ألقي الشبكة ..
    وهنا امتلأت الشبكة وكادت أن تتخرق ..

    فهذه هى كلمة الله ياأخى ..
    كم هى مثمرة وفعالة .. فان دخلت الى أعماق القلب والنفس ستجد راحة لا توصف..

    أما بخصوص القراءة فى الكتاب المقدس ..
    فمن تجاربى ..
    قد أقرأ .. أصحاحا .. وأمر على كلماته مرور الكرام .. وفى يوم آخر قد أقرأ نفس
    الأصحاح .. فأجد نفسى كأنما قرأته لأول مرة .. أو قد تكون كلماته على صفحات هذا المنبر
    أو ذكرت بواسطة أى انسان آخر .. أجد لها وقعا آخر داخل النفس ..
    وباب القصيد هنا .. التوقيت والتوفيق .. لأن الله عز وجل .. قد يبارك الوقت ويؤهل
    ذهن الانسان لاستقبال وقبول الكلمة فى لحظة معينة هو قد أراد بها- وهنا يحدث الخلاص ..
    فلا تقسوا قلوبكم .. كما يقول الكتاب .. ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر
    نفسه ..

    آسف للاطالة .. يا أخى ..

    ولكم منى أحق وأنبل حب ..

    المخلص .. العجوز السودانى ..
    ارنست
                  

02-20-2005, 06:05 AM

A.Razek Althalib
<aA.Razek Althalib
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 11818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: Sudany Agouz)

    عمنا/ .. العجوز السودانى ..
    ارنست. المحترم.
    Quote: آسف للاطالة .. يا أخى ..
    طالما ما بنقرأ ما عليك لأنو أول كلمة قيلت في ديننا هو أقرأ لسيد الخلق أجمعين سيدنا محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن عبد مناف الهاشمي القرشي، يؤمن المسلمون أنه آخر الانبياء والرّسل.
    وُلد في مكة المكرمة في يوم الأثنين الموافق 12 ربيع الأول في عام يقال له عام الفيل ويتوافق مع العام 570 أو 571 من التقويم الميلادي. ينحدر الرسول من أشرف البيوت العربية فمحمد بن عبدالله ينتمي لقبيلة بني هاشم وتعد قبيلة بنو هاشم من أشراف العرب.
    حسب ايمان المسلمين، يمتد نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم.
    وهو ابن الذبيحين..... حيث افتدي أبوه عبد الله وجده إسماعيل من الذبح.
    وقد توفي والده عبدالله بن عبدالمطلب قبل ولادته.....
    وتوفيت والدته آمنة بنت وهب بعد ولادته بست سنوات. تعهد بتربيته جده عبدالمطلب وكان اقرب الناس اليه......
    وبعد وفاة جده، تولّى عمه أبو طالب رعايته وحمايته بعد البعثة. كان يلقب بالصادق الأمين عند العرب قبل بعثته (نبوته)......
    لما يتمتع به من صدق وامانة في التعامل.
    رعى كباقي الأنبياء الغنم ....
    ثم اشتغل بالتجارة عند خديجة بنت خويلد قبل أن يتزوج بها.
    سافر الى الشام في رحلة تجاريّه و ـ حسب ايمان المسلمين ـ ظهرت علامات النبوة في تلك الرحلة كالغمامة التي اظلته أينما ذهب.
    وعندما رجع إلى مكة أعجبت خديجة بنت خويلد بصدقه ونزاهته وتزوجته وكانت أكبر منه بخمسة عشر عاما.
    وقد رزق من السيدة خديجة بستة أولاد هم بالترتيب:

    1. القاسم (وكان يكنى به بعد النبوة)؛
      زينب؛
      رقية؛
      أم كلثوم؛
      فاطمة؛
      عبد الله؛
      إبراهيم الذي ولد له من جاريته السيدة مارية القبطية
      وقد عاش إبراهيم ثمانية عشر شهرا وتوفي.
      دخل عليه الرسول وهو يجود بنفسه فجعلت عيناه تذرفان وقال: (تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الرب).
      لم يؤمن الرسول بالاعتقادات السائدة في الجاهلية من عبادة الأصنام وكان يعتزل الناس في غار حراء ليتعبد.
      حسب السنة واعتقاد المسلمين، أتاة الوحي جبريل وقال: [إقرأ] فرد عليه محمد: [ما أنا بقاريء]. أعادها عليه جبريل وكانت إجابته محمد: [ما أنا بقاريء] ... والسبب كان لأنو سيد الخلق محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم أمّي لا يقرأ ولا يكتب.
      فردّ عليه جبريل: [إقرأ بسم ربّك الذي خلق...]. وكانت أول سورة نزلت سورة العلق وهي مكية وعدد آياتها.. ثمانية آية.
      بعث عليه أفضل الصلاة والسلام نبيا عندما كان عمره اربعين عاماً و"نزل" القرآن عليه تصديقا لما بعث به و يعتقد المسلمون أنه كلام الله وهو آخر الكتب السماويه.
      وبعد البعثة إضطُّهد في بلدته كعادة الأنبياء فهاجر من مكة الى المدينة المنوره حيث استقبله أهلها و آمنوا به ونصروه إلى ان انتصر المسلمون. توفي عن ثلاث وستين عاماً قمرياً

      فأكتب وما عليك طالما أول شيء نزل في ديننا هو كلمة أقرأ ... أنحن بنقرأ...

      خالص الأمنيات...
                  

02-20-2005, 07:22 AM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    الأخ هوبفل
    تحياتي
    oooأريد أن أتدخل في خياراتك وقناعاتك الشخصية فهذا شأنك وحدك
    أفهم كما هي مضنية رحلة البحث عن الحقيقة والحق ومعرفة السبيل والطريق
    السليم الذي يشبع الحاجات الروحية ويأتي مفعما بالرحمة والتسامح مع الأنسان
    والأنسانية يغمر الكل بالمحبة ..من هنا أرجو ألا تتسرع في أختيارك
    أرجع الي منابع التصوف والفسلفة الأسلامية أقراء للحلاج والسهروردي وابن
    رشد والغزالي ومدرسة المعتزلة والفارابي وفي عصرنا هذا أرجع لموقع
    الفكرة الجمهورية وستجد فيها أجابة لكثير من الأشكالات الفكرية والفلسفية
    أرجع لمنابع التصوف بعد خذ ماتشاء من قرارات وخيارات بتروي
    ودون تسرع
    كمال
                  

02-20-2005, 03:51 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: kamalabas)

    الأخ جمال والأحباء الأعزاء ..

    سلام لكم ..

    بخصوص حد الردة .. وطالما الكلام جر كلاما .. أود أن أحكى قصة صديق سودانى قابلته بالصدفة ..
    وجدت اعلانا باحدى الجرائد العربية - قرأت الاعلان .. واذا به - أنه فى اليوم الفلانى ..
    هناك مجموعة من " المتنصرين " أى الذين أصبحوا مسيحييين سيعقدوا مؤتمرا بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية - وعلى الرغم من أن المدينة التى أسكن بها تبعد كثيرا عن لوس أنجلوس - جاء اليوم الموعود وأخذت الطائرة ووصلت مدينة الملائكة على رأى كاتب مقال الحياة اللندنية - وذهبت فى اليوم التالى صباحا - وتقابلت مع فلان الفلانى .. عرفنى بنفسه .. انه من الجزيرة أبا .. انه من قبيلة الأنصار على سن ورمح .. وما ان جاء دوره فى الادلاء بشهادته .. وكيف عرف المسيحية .. قال .. كان له صديق حميم فى جامعة الخرطوم .. وكان صديقا ذا شجاعة أدبية .. كتب موضوعا فى مجلة الحائط .. لماذا عند الصلاة .. لابد من التوجه الى القبلة .. ألم يكن الله موجودا فى كل مكان .. لماذا اذا تصبح الصلاة باطلة ان لم نتجه الى القبلة .. اتهم الصديق بالزنديق .. وأغتيل فى حرم الجامعة .. فحزن صديقى على صديقه حزنا جما .. فما كان له الا أن قام بكتابة رثاء - بعنوان .. أهذا اله أم جزار .. وهنا قامت القيامة فى جامعة الخرطوم .. ومنذ ذلك التاريخ بدأ فى دراسة القرآن دراسة منطقية .. واقتنع أخيرأ - بأن المسيحية أسلم الطرق .. وهى التى تخضع للمنطق .. ولا أود هنا فى الخوض فى التفاصيل ..
    انما بطريقة ما .. أرادت العناية الالهية بترك السودان .. وبعد عدة سنوات فى بلاد المهجر .. سمع بأن أمه تعانى من مرض " السرطان " بعيدا عن القارئين .. وأنها فى حالة متأخرة .. صمم صديقى بالذهاب الى السودان لرؤية أمه .. وفعلا ضرب موضوع ردته .. وامكانية اغتياله تحت قانون " حد الردة " بعرض الحائط .. وتوكل على الله الذى يؤمن به كل الايمان .. ومنذ وصوله ، قبع بجانب أمه فى المستشفى .. وصار يصلى ليل نهار .. طالبا لها الشفاء .. وحصلت المعجزة .. وقبيل قيامة أثبتت التحاليل .. باختفاء المرض الخبيث تماما ..
    وما أن سمع اخوته وبقية الأهل .. عقدوا له مجلس محاكمة .. استمرت المحاكمة من الساعة الخامسة مساء الى الخامسة صباحا .. قرر الأقارب بالاجماع تنفيذ حد الردة عليه .. الا أنهم توقفوا قليلا عند من الذى سينفذ حكم القتل .. وهنا الهم الله صديقى .. فقال أنا مستعد للموت .. الا أنه يوجد شرط واحد .. قالوا بفم واحد .. ماذا .. قال الذى ينفذ فى حكم القتل .. لابد وأن يكون خاليا من أى خطية .. لأنه طالما يريد أن يكون ديانا .. مثل الله سبحانه وتعالى .. يجب أن يكون خاليا من أى عيب .. وهنا نظر الاقارب لبعضهم البعض .. قائلين فى أنفسهم .. من منا بلا خطيئة .. فقام كبير العائلة وقال له .. اننا سنقرر فى مسألة قتلك قريبا .. أما صديقى .. فكان اليوم التالى هو توقيت مغدرته السودان .. وفى نفس اليوم الموعود .. استقل الطائرة راجعا ..
    وعند سمعى هذا الاختبار المؤثر .. سال دمعى غزيرا .. شاكرا الله .. على حالتى .. بل قائلا .. أشكرك ياالله .. لأننى ولدت مسيحيا .. ولم أجد صعوبة فى التمحيص والتفكير ..
    وهنا منذ ذلك الحين .. زاد ايمانى من أمثال هؤلاء الذين يضعون رقابهم رهن اشارة من مسلم متعصب .. من أمثال الزرقاوى .. الذى يستمتع بنحر رقاب الأبرياء ..

    وهكذا كانت قصة صديقى السودانى .. الأنصارى الشجاع .. وكم وكم تحدث آخرون من المتنصرين .. فكان ذاك المؤتمر بمثابة تجربة جديدة - جعلت منى شخصا آخرا ..

    وهنا أطلب من الله عز وجل .. أن يساعد الصديق الشجاع هوب فل .. لأنه .. مازال فى طريق مليىء بالأشواك .. ولكننى أقول له .. مقولة السيد المسيح له المجد .. من يضع يده على المحراث لا يلتفت الى الوراء ..

    وهنا أيضا .. أطلب ضارعا من الله الذى أنار الطريق لى ولكل من طلبه بلجاجة ، أن ينير الطريق لكل من يطلبه الأن .. لأن السيد المسيح هو الطريق والحق والحياة .. وأنه نور العالم .. فالذى يتبعه يسير فى النور ..

    قد يندهش الكثيرون .. بل قد يغضبون ..قائلين ومرددين .. من هذا العجوز الذى يود التبشير بالمسيحية فى منبر يدين بدين الاسلام .. لأن "الدين عند الله الاسلام "..
    وبكل بساطة .. أقول لهم ..أننى أرفض الدقائق المعدودة لأخذ قسطا من الراحة - لأن طبيعة عملى لا تجعل لى وقتا كافيا للالتقاء بكم فى هذه الساحة الرحبة .. ولكن ..
    محبتى التى تفوق كل وصف الى أخوانى المسلمين .. هى التى جعلتنى أواصل الكتابة .. والحق يقال .. ترددت كثيرا لطرق أمثال هذه المواضيع الحساسة .. فمنذ اشتراكى فى هذا المنبر قبل عدة سنوات .. طرقت (بضم الطاء ) بعض المواضيع .. ولكنها سرعان ما تقفل ..

    أما الأخ هوب فل .. فان اصرارة المتواصل .. والذى جاء فى صورة أسئلة حساسة .. هو ما شجعنى .. على تحمل نتائج هذه التجربة ..

    وهنا أكرر .. أرجوكم رجاء خاصا .. لا توصدوا الأبواب .. بل اجعلوها مفتوحة .. من أجل المعرفة ان كانت لا تناسبكم .. أو لا توافقكم .. فلا داعى لرفع ضغط الدم .. ولو أننى واثق من أن كل ماسيكتب .. سيكون بمثابة البلسم الشافى .. لأننا لا نود تجريح أى انسان أو التقليل من شأنه أو من كينونته ..

    وأخيرا .. أحبائى .. يعلم الله وحده .. كم أنا أحبكم ..

    ودمتم ..

    عمكم العجوز ..

    أرنست ..
                  

02-20-2005, 09:08 PM

saadeldin abdelrahman
<asaadeldin abdelrahman
تاريخ التسجيل: 09-03-2004
مجموع المشاركات: 8857

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: Sudany Agouz)

    السوداني العجوز
    تحيه وبعد..
    لقد كتبت


    فى اليوم التالى صباحا - وتقابلت مع فلان الفلانى .. عرفنى بنفسه .. انه من الجزيرة أبا .. انه من قبيلة الأنصار على سن ورمح .. وما ان جاء دوره فى الادلاء بشهادته .. وكيف عرف المسيحية .. قال .. كان له صديق حميم فى جامعة الخرطوم .. وكان صديقا ذا شجاعة أدبية .. كتب موضوعا فى مجلة الحائط .. لماذا عند الصلاة .. لابد من التوجه الى القبلة .. ألم يكن الله موجودا فى كل مكان .. لماذا اذا تصبح الصلاة باطلة ان لم نتجه الى القبلة .. اتهم الصديق بالزنديق .. وأغتيل فى حرم الجامعة .. فحزن صديقى على صديقه حزنا جما .. فما كان له الا أن قام بكتابة رثاء - بعنوان .. أهذا اله أم جزار .. وهنا قامت القيامة فى جامعة الخرطوم .. ومنذ ذلك التاريخ بدأ فى دراسة القرآن دراسة منطقية .. واقتنع أخيرأ - بأن المسيحية أسلم الطرق .. وهى التى تخضع للمنطق .. ولا أود هنا فى الخوض فى التفاصيل ..
    انتهى

    لا يهمنى تحديدا معرفة من هو هذا الفلان الفلاني..إلا أننى أود تنبيهك لخطأ بالغ في روايتك أعلاه..وهو أن الأنصار ليست قبيلة..فإذا اردت الدعوة لدينك فعليك اولا التأكد من صحة معلوماتك وهذا شئ من أولويات أدب الدعوة..وأنا هنا لست بصدد تصديقك أو تكذيبك.
    نحن نتوجه القبلة لأننا أمرنا بذلك في كتابنا الكريم.. وعليه اسألك واسأل صديقك القتيل..لماذا يتوجه أكثر الناس فى كثير من الأديان بما فيها المسيحيه نحو السماء ساعة الدعاء? هل الله موجود في السماء فقط? اوليس كل الكون ملكا لله?
    وأيضا بما أنك ابتدرت الحديث عن المنطقيه اريد منك ان توضح وتثبت لى (بمنطقية أيضا) كيف أن 1+1+1 = 1 ( ثالوث الأب و الإبن والروح القدس) بعيدا عن النرجسية والرومانسية الدينية.

    سعدالدين

    (عدل بواسطة saadeldin abdelrahman on 02-20-2005, 09:10 PM)

                  

02-21-2005, 10:37 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: saadeldin abdelrahman)

    الاستاذ سعد الدين

    الانتماء تحت اي لواء يعني قبيلة
    المهم 1+1+1=1
    سعد الدين عبدالرحمن يتكون من روح وجسد ونفس
    1الروح+2الجسد+3 النفس = سعدالدين عبدالرحمن
    هل يمكن ان تكون ناقاصاً من احدي هذه الاشياء؟؟
    هل انت ثلاثة؟
    مع انك تتكون من ثلاث اشياء رئيسية في النهاية تجمع وتسمى واحد

    بنفس هذه العقلية قس

    وهذا اجتهاد من مخطئ يلتمس النور

    والعم ارنست ادرى منى في مثل هذه الامور وسيرد اذا الرب اراد مع ان الموضوع اساس الطرح يتحدث عن موضوع معين ولكن لا بأس ان نعرج قليلاً الي بعض التساؤلات


    والرب يبارك بالسلام
                  

02-21-2005, 01:07 PM

Khalid Osman Jaafar
<aKhalid Osman Jaafar
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 1031

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)


    [تم تحويل المداخلة الى نهاية البوست لتكون أظهر]

    (عدل بواسطة Khalid Osman Jaafar on 02-21-2005, 01:08 PM)
    (عدل بواسطة Khalid Osman Jaafar on 02-21-2005, 01:11 PM)

                  

02-20-2005, 10:32 PM

A.Razek Althalib
<aA.Razek Althalib
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 11818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: Sudany Agouz)

    أحمد حنين
    هوب فل
    كمال عباس
    العم/ السوداني العجوز آرنست المحترم.
    تحية.
    مان تو مان مع العجوز
    ذكرت:
    Quote: أود أن أحكى قصة صديق سودانى قابلته بالصدفة ..
    أشهد لأنك بارع في حَبك المعلومات... صدقني أيها العجوز السوداني... آرنست..
    ممكن نعرف اسمو الأولاني بس... طالما هي قصة واقعية حدثت في دنيتنا الفانية دي.
    Quote: وحصلت المعجزة .. وقبيل قيامة أثبتت التحاليل .. باختفاء المرض الخبيث تماما ..
    ده ما كان يشتغل فقير (فكي)...
    ويطلع زي زولك أبو تشه (فكي الكريميت )ويعفي نفسو بالإغتراب المحلي.. وتكون المسألة لا ضرائب ولا يحزنون...
    كده أسأل لينا صديقك ده كان بقدر بداوي البرص والعمي... والجزام والحاجات التانية ديك...
    خاصة الله يكرم السامعين... أمراض الحداثة... زي الإيدز... والحاجات دي.
    Quote: وصار يصلى ليل نهار .. طالبا لها الشفاء
    الصلاة عندنا في الإسلام بتنهي عن الفحشاء والمنكر.. بعدين ربك قال أدعوني أستجب...
    Quote: لأنه طالما يريد أن يكون ديانا .. مثل الله سبحانه وتعالى ..
    ليس كمثله شيء وهو السميع العليم.. يا العجوز شوف دي... [لم يلد ولم يولد] من سورة الصمد.
    Quote: اننا سنقرر فى مسألة قتلك قريبا ..
    كل نفس ذائقةٌ الموت...
    Quote: أما صديقى .. فكان اليوم التالى هو توقيت مغدرته السودان .. وفى نفس اليوم الموعود .. استقل الطائرة راجعا ..
    شتات يا بلد... إلين يوم يقوم الناس لرب العالمين يوم لا مفر إلا إليه
    Quote: سال دمعى غزيرا ..
    وسالت مشاعر البورداب جداول..
    Quote: أشكرك ياالله .. لأننى ولدت مسيحيا .. ولم أجد صعوبة فى التمحيص والتفكير ..
    ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين..
    خلي دي في حنانك... [قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلانقيم لهم يوم القيامة وزناً].

    Quote: الأنصارى الشجاع ..
    دي ما فيها كلام... كون أنو الأنصار شجعان.. ما تلخبط الكيمان يا عمك... إنت قلت هو الآن مسيحي والإسلام يجب ما قبله.....؟
    Quote: زاد ايمانى من أمثال هؤلاء
    اللهم زد وبارك...
    Quote: عقدوا له مجلس محاكمة ..
    لويا جرقا عائلية... وشيخ الحلة ما كلموهو..
    Quote: أن ينير الطريق لكل من يطلبه الأن .. لأن السيد المسيح هو الطريق والحق والحياة .. وأنه نور العالم .. فالذى يتبعه يسير فى النور ..
    الله نور السموات والأرض ليس كمثله شيء.
    Quote: قد يندهش الكثيرون .. بل قد يغضبون ..
    منو القال ليك... عادي ما في غضب ولا حاجة... الغضب بجي لامن الكضب يكتر بس... وتاني ما في حاجة..
    Quote: لأن "الدين عند الله الاسلام "..
    وإنت شايف شنو..؟
    Quote: من هذا العجوز الذى يود التبشير بالمسيحية فى منبر يدين بدين الاسلام ..
    قد أفلح المؤمنون....
    Quote: ترددت كثيرا لطرق أمثال هذه المواضيع الحساسة ..
    الحساسون يمتنعون... نقطة نظام بدون تمايز...!
    Quote: هوب فل ..
    جاك الدور شيل سن أصابعينك في الكي بورد.... كفاية أربعة.
    Quote: وهنا أكرر .. أرجوكم رجاء خاصا .. لا توصدوا الأبواب .. بل اجعلوها مفتوحة ..
    يا زول أنحن على الهواء... الأبواب مشرعة... والحشاش يملأ شبكتو... كان أفلحنا...
    Quote: فلا داعى لرفع ضغط الدم ..
    ما عليك... أصلو الدم مرفوع خلقه...
    والقابض على دينه كالقابض على الجمر... والجمرة بتحرق الماسكها...
    Quote: ولو أننى واثق
    ونعم الثقة...
    Quote: لأننا لا نود تجريح أى انسان أو التقليل من شأنه أو من كينونته ..
    كلنا..
    Quote: يعلم الله وحده ..
    يعلم الله وحده... حلوة جداً الحته دي... وحده... كده شوفها يا أخوي... وحده... وحده... وحده... وحده... وحده... وحده... أحم... أيها السوداني العجوز هل أنت من جماعة التوحيد... الموحدين والقائلين بأن الله هو الواحد الأحد وليس كمثله شيء .. هو الأحد... هو الصمد.. لم يلد... ولم يولد... ولم يكن له كفواً أحد...

    Quote: كم أنا أحبكم ..
    وحبنا ليك فاق الظنون...
    ودي زيادة كوم:
    [قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولاتتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل]
    وتاني:
    [يا أهل الكتاب لاتغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه]

    بانت سعاد... فقلبي اليوم متبول... متيم أثرها... لم مكبول...
    وما سعاد غداة البين إذ رحلو... إلا أغن .. غضيض الطرف... مكحول..
    المنبرش كعب ابن زهير بن أبي سلمه...

    [ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعدما تبين لهم الحق] ...
    العجوز شوف حسداً دي ومن وين جايه من النفس...
    صدق القال كل إناء بما فيه ينضح...
    ومن بعد ما تبين الحق...

    خالص الأمنيات...

    هوب .. فول... كمون..
                  

02-20-2005, 11:11 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: A.Razek Althalib)

    الأخ الكريم بل الأستاذ الحصيف عبد الرازق ..

    تعرف استلمت ردكم وأنا فى طريقى الى الفراش - الأن الساعة قد قاربت الى
    الواحدة صباحا .. ولم أنم .. وعلى الرغم من كل هذا .. وددت ارسال النقاط
    التالية للعلم فقط .. وان أردت تصديقى .. كان بها .. وان لم تصدق .. أرجو
    صرف النظر عن الموضوع .. واعتبره كأنه لم يكن ..

    أولا .. أنا لست فى موقع ذكر الاسماء ..

    ثانيا : أنا لا أكذب

    ثالثا : ان الديانة المسيحية مبنية على الايمان .. والكتاب المقدس يقول
    " ان كان لكم ايمان كحبة خردل تقولون لهذا الجبل ينتقل ( فسينتقل ) " للأسف
    غير متأكد من بقية الآية " ولكن المعنى هو المطلوب .. فنحن نؤمن بالصلاة الحقة
    والنابعة من القلب .. تستجاب باذن الله .. وكم من أناس قد شفوا بالصلوات ..
    فهذه حقيقة دامغة لا مجال لها من الشك .. لأن الله هو القوة .. ونحن فى المسيحية
    ندعون أبناء الله ..

    للأسف الشديد ياأخى عبد الرازق - أنت تأخذ الأمور " بتريقة " أى بتهكم شديد ..
    ولكن من يدرى .. قد تتلامس يوما مع السيد المسيح .. وتتأسف على ما بدر منك ..
    وأراك أيضا تتهكم على .. عندما قلت .. قد سال دمعى .. ولكن يا أخى .. هكذا كانت
    الحقيقة .. وقد تتساءلون .. أويبكى الرجال .. أقول لكم .. وبكل فخر .. عندما
    يتلامس قلب الانسان بالسيد المسيح المخلص .. يبكى بكاء مرا .. على خطاياه .. أعتقد
    ياأخى .. البكاء فى الاسلام يعتبر ضعفا .. وأنا أقول لك .. كما قالها الرسول بولس ..
    .." لأن قوتى فى الضعف تكمل ".. وللأسف الشديد مهما قلت .. أنت ستأخذ الأمور بغير
    جدية .. وأرى ردودك هى عبارة عن تكرار ما ذكرته فى براويز مستطيلة الشكل ..
    ولكن .. أيضا هذا لا يهم ..
    المهم والأهم .. أنك تثق فى الكلام الذى أقوله أو أكتبه لك .. لأنه كلام نابع من القلب
    لا غش فيه ..

    المهم .. هذا هو ملخص ما أردت كتابته قبل أن آوى الى فراشى ..

    وأقول لك .. تصبحون على خير ..

    وشكرا على صبركم ..

    عمك العجوز
    أرنست

                  

02-21-2005, 00:00 AM

smart_ana2001
<asmart_ana2001
تاريخ التسجيل: 04-17-2002
مجموع المشاركات: 5695

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: Sudany Agouz)

    عمى Sudany Agouz
    انا ما هنا عشان مناظره دينيه او نقاش حول صحة الاسلام او المسيحيه
    اريد فقط اسجل صوت اعجاب بتدينك .
    انا حقيقى يعجبنى اى شخص متدين (اى دين), و اظن ان مجرد الالتزام و التدين بدين معين ,حسنه كبيره فى اى شخصيه.
    انا مسلمه (و احاول ان اكون متدينه) و ادعوا الله ان يقوى ايمانى و يقدرنى على طاعته
    فقط اردت ان اقول لك ان البكاء فى السلام ليس ضعف . الرسول الكريم بكى فى عده مواضع ,و بكى من خشيه الله
    و فى الاسلام العين التى تبكى صادقه من خشيه الله لا تمسها النار . اى يدخل صاحبها الجنه
    ربنا ينعم علينا جميعا برضاءه و عفوه

    (عدل بواسطة smart_ana2001 on 02-22-2005, 07:42 PM)

                  

02-21-2005, 00:09 AM

A.Razek Althalib
<aA.Razek Althalib
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 11818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: Sudany Agouz)

    السوداني العجوز بدون أيها...
    العم آرنست المحترم.
    تحية..
    قلت لي:
    Quote: وأقول لك .. تصبحون على خير ..
    أقول ليك.. تصبح على خير...!
    سي يو تومورو..؟ ما تتأخر...
    واطاتنا أصبحت.. والساعة الآن: 10:52 بتوقيت الرياض من يوم الاثنين 12/01/1426هـ الموافق 21/02/2005م.
    كم الساعة عندكم هناك...

    كده ظبط لينا واحدة تانية...
    بس خليها محبوكة شوية بشوية ترانيم من الكتاب المقدس...

    لأنو الفاتت ديك سمحة خلاص وخاصة حقت يعلم الله وحده... دي..
    دي أنا بقوم بشيلها بضبانتها وبوديها لأهلي البقارة الراكبين ضهور تيرانهم وبمشو لجوه أفريقيا وبيعلمو الناس هناك الدين البيعتقدوا أنو هو دين الحق...
    باي قاي.. سي يو.. دونت بي ليت. تلاته بس من النوع أبو كديس.
    nice dreams

    خالص الأمنيات...
                  

02-21-2005, 00:42 AM

A.Razek Althalib
<aA.Razek Althalib
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 11818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: A.Razek Althalib)

    smart_ana2001
    تسلمي
                  

02-21-2005, 01:08 PM

Khalid Osman Jaafar
<aKhalid Osman Jaafar
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 1031

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    Quote:
    ... وهذا اجتهاد من مخطئ يلتمس النور

    والعم ارنست ادرى منى في مثل هذه الامور وسيرد اذا الرب اراد مع ان الموضوع اساس الطرح يتحدث عن موضوع معين ولكن لا بأس ان نعرج قليلاً الي بعض التساؤلات


    والرب يبارك بالسلام






    هوبفل، من أنت؟ عذرا للسؤال، ولكن أسلوب الكتابة المختلف تماما، وطريقة الاخوة المسيحيين فى الصياغة يثيران سؤالا

    هل من يكتب باسم هوبفل الآن هو جمال عبد الرحمن الذى يدين بالاسلام؟

                  

02-21-2005, 02:32 PM

كمال حسن
<aكمال حسن
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 1352

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    السلام على من إتبع الهدى
    حقيقة ومنذ أمد بعيد أحاول جاهدا عدم الدخول في هكذا نقاشات، إعتقادي أنها نوع أساسي من الجدل البيزنطي والعقيم، والذي لاطائل من وراءه، حقيقة فمن خلال كل متابعاتي لهذه المواضيع (التفكرية الشجاعة!!!!) لم أجد من (طلاب الحقيقة هؤلاء) من وجد في طرح مداخليه، شيئا إيجابيا أو مفيدا، لذلك لن أكلف نفسي عناء المحاولة
    فقط أجد أن لي حق الإستغراب في من يدعي الإسلام، ثم يقول


    Quote: الأخ بدر الدين

    الملاحظ هنا أن المسلمين كلما ادينوا بتشريعات دينهم علقوا الأمر برمته الي المرحلية
    وهم في ذلك قطع شك لا يتفقون .. والقائل منهم بهذا يعد من المرجفين أو "ضعاف المتدينين" من وجهة نظر الطرف الآخر منهم.

    وبالرجوع الي الأصل نجد ان البحث السابق وهو لمسلم يعتد بحد الرده ويوثق لها من بطون امهات كتب الاسلام مدعماً حديثة بآيات القرآن وأحاديث نبيه..

    ستظل حقيقة واحده ماثلة امامي
    المسلمين الآن وفي محاولة عاجزه يدارون سوئة شرائعهم

    الله المستعان

    في رأيي أن من يدعي الشجاعة في طرح مواضيع (تهز المسلمات) يجب أن يكون أيضا كذلك شجاعا في طرح حقيقة نفسه، أين هو بالفعل؟ هل هو خارج الملة، حتى يحاوره الناس بالعقل المجرد دونما اللجوء للآيات القرآنية والأحاديث التي(لايؤمن بها)
    ويحق للأخ عثمان جعفر وشخصي الضعيف أن نكونconfused نسبة للرد التالي
    Quote: لاستاذ سعد الدين

    الانتماء تحت اي لواء يعني قبيلة
    المهم 1+1+1=1
    سعد الدين عبدالرحمن يتكون من روح وجسد ونفس
    1الروح+2الجسد+3 النفس = سعدالدين عبدالرحمن
    هل يمكن ان تكون ناقاصاً من احدي هذه الاشياء؟؟
    هل انت ثلاثة؟
    مع انك تتكون من ثلاث اشياء رئيسية في النهاية تجمع وتسمى واحد

    بنفس هذه العقلية قس

    وهذا اجتهاد من مخطئ يلتمس النور

    والعم ارنست ادرى منى في مثل هذه الامور وسيرد اذا الرب اراد مع ان الموضوع اساس الطرح يتحدث عن موضوع معين ولكن لا بأس ان نعرج قليلاً الي بعض التساؤلات


    والرب يبارك بالسلام

    إن كان هذا الرد جاء من سوداني عجوز لما كان لنا حق التساؤل، فهو واضح المعالم، معروف للجميع من خلال ما يطرحه وما أبانه بأنه مسيحي، تحترم معتقده وتجادله من حيث يقف، ولكن يحق لنا التساؤل إن جاء هذا الكلام ممن ينتسب لجلدة الإسلام وطرحه ثم لغته يقولان خلاف ذلك
    ولي عودة للمواصلة
                  

02-21-2005, 03:23 PM

bint_alahfad
<abint_alahfad
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    أسئلة عن إلهية المسيح تنتظر الجواب من النصارى!!!!!!!!!!


    من كان الممسك للسموات والأرض، حين كان ربها وخالقها مربوطا على خشبة الصليب، وقد شدّت يداه ورجلاه بالحبال، وسمرت اليد التي أتقنت العوالم، فهل بقيت السموات والأرض خلوا من إلهها، وفاطرها، وقد جرى عليه هذا الأمر العظيم؟ !!!

    أم تقولون: استخلف على تدبيرها غيره، وهبط عن عرشه، لربط نفسه على خشبة الصليب، وليذوق حر المسامير، وليوجب اللعنة على نفسه، حيث قال في التوراة: ((ملعون من تعلق بالصليب)) أم تقولون: كان هو المدبر لها في تلك الحال، فكيف وقد مات ودفن؟ ! أم تقولون - وهو حقيقة قولكم - لا ندري، ولكن هذا في الكتب، وقد قاله الآباء، وهم القدوة. والجواب عليهم: فنقول لكم، وللآباء معاشر النصارى: ما الذي دلّكم على إلهية المسيح؟ فإن كنتم استدللتم عليها بالقبض من أعدائه عليه، وسوقه إلى خشبة الصليب، وعلى رأسه تاج من الشوك، وهم يبصقون في وجهه، ويصفعونه. ثم أركبوه ذلك المركب الشنيع، وشدوا يديه ورجليه بالحبال، وضربوا فيها المسامير، وهو يستغيث، وتعلق. ثم فاضت نفسه، وأودع ضريحه؛ فما أصحه من استدلال عند أمثالكم ممن هم أضل من الأنعام؟ وهم عار على جميع الأنام!!

    وإن قلتم: إنما استدللنا على كونه إلها، بأنه لم يولد من البشر، ولو كان مخلوقا لكان مولودا من البشر، فإن كان هذا الاستدلال صحيحا، فآدم إله المسيح، وهو أحق بأن يكون إلها منه، لأنه لا أم له، ولا أب، والمسيح له أم، وحواء أيضا اجعلوها إلها خامسا، لأنها لا أم لها، وهي أعجب من خلق المسيح؟ !! والله سبحانه قد نوع خلق آدم وبينه، إظهارا لقدرته، وإنه يفعل ما يشاء، فخلق آدم لا من ذكر، ولا من أنثى، وخلق زوجه حوى من ذكر، لا من أنثى، وخلق عبده المسيح من أنثى لا من ذكر، وخلق سائر النوع من ذكر وأنثى. وإن قلتم: استدللنا على كونه إلها، بأنه أحيا الموتى، ولا يحييهم إلا الله. فاجعلوا موسى إلها آخر، فإنه أتى من ذلك بشيء، لم يأت المسيح بنظيره، ولا ما يقاربه، وهو جعل الخشبة حيوانا عظيما ثعبانا، فهذا أبلغ وأعجب من إعادة الحياة إلى جسم كانت فيه أولا. فإن قلتم: هذا غير إحياء الموتى. فهذا اليسع النبي أتى بإحياء الموتى، وهم يقرون بذلك. وكذلك إيليا النبي أيضا أحيا صبيا بإذن الله. وهذا موسى قد أحيا بإذن الله السبعين الذين ماتوا من قومه. وفي كتبكم من ذلك كثير عن الأنبياء والحواريين، فهل صار أحد منهم إلها بذلك؟ !!

    وإن قلتم: جعلناه إلها للعجائب التي ظهرت على يديه، فعجائب موسى أعجب وأعجب، وهذا إيليا النبي بارك على دقيق العجوز ودهنها، فلم ينفد ما في جرابها من الدقيق، وما في قارورتها من الدهن سبع سنين!! وإن جعلتموه إلها لكونه أطعم من الأرغفة اليسيرة آلافا من الناس، فهذا موسى قد أطعم أمته أربعين سنة من المن والسلوى!! وهذا محمد بن عبد الله قد أطعم العسكر كله من زاد يسير جدا، حتى شبعوا، وملؤا أوعيتهم، وسقاهم كلهم من ماء يسير، لا يملأ اليد حتى ملؤا كل سقاء في العسكر، وهذا منقول عنه بالتواتر؟ !! وإن قلتم: جعلناه إلها، لأنه صاح بالبحر فسكنت أمواجه، فقد ضرب موسى البحر بعصاه، فانفلق اثني عشر طريقا، وقام الماء بين الطرق كالحيطان، وفجر من الحجر الصلد اثني عشر عينا سارحة!! وإن جعلتموه إلها لأنه أبرأ الأكمه والأبرص، فإحياء الموتى أعجب من ذلك، وآيات موسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أعجب من ذلك!!

    وإن جعلتموه إلها لأنه ادعى ذلك، فلا يخلو إما أن يكون الأمر كما تقولون عنه، أو يكون إنما ادعى العبودية والافتقار، وأنه مربوب، مصنوع، مخلوق، فإن كان كما ادعيتم عليه فهو أخو المسيح الدجال، وليس بمؤمن، ولا صادق فضلا عن أن يكون نبيا كريما، وجزاؤه جهنم وبئس المصير، كما قال تعالى: (ومن يقل منهم إني إله من دونه، فذلك نجزيه جهنم) وكل من ادعى الإلهية من دون الله، فهو من أعظم أعداء الله كفرعون، ونمرود، وأمثالهما من أعداء الله، فأخرجتم المسيح عن كرامة الله، ونبوته، ورسالته، وجعلتموه من أعظم أعداء الله، ولهذا كنتم أشد الناس عداوة للمسيح في صورة محب موال!!

    ومن أعظم ما يعرف به كذب المسيح الدجال أنه يدعي الإلهية، فيبعث الله عبده ورسوله مسيح الهدى ابن مريم، فيقتله، ويطهر للخلائق أنه كان كاذبا مفتريا، ولو كان إلها لم يقتل، فضلا عن أن يصلب، ويسمر، ويبصق في وجهه!! وإن كان المسيح إنما ادعى أنه عبد، ونبي، ورسول كما شهدت به الأناجيل كلها، ودل عليه العقل، والفطرة، وشهدتم أنتم له بالإلهية - وهذا هو الواقع - فلِم تأتوا على إلهيته ببينة غير تكذيبه في دعواه، وقد ذكرتم عنه في أناجيلكم في مواضع عديدة ما يصرح بعبوديته، وأنه مربوب، مخلوق، وأنه ابن البشر، وأنه لم يدع غير النبوة والرسالة، فكذبتموه في ذلك كله، وصدقتم من كذب على الله وعليه!!

    وإن قلتم: إنما جعلناه إلها، لا لأنه أخبر بما يكون بعده من الأمور، فكذلك عامة الأنبياء، وكثير من الناس يخبر عن حوادث في المستقبل جزئية، ويكون ذلك كما أخبر به، ويقع من ذلك كثير للكهان والمنجمين والسحرة!! وإن قلتم: إنما جعلناه إلها، لأنه سمى نفسه ابن الله في غير موضع من الإنجيل كقوله: ((إني ذاهب إلى أبي)) ((وإني سائل أبي)) ونحو ذلك، وابن الإله إله، قيل: فاجعلوا أنفسكم كلكم آلهة، في غير موضع إنه سماه ((أباه، وأباهم)). كقوله: ((اذهب إلى أبي وأبيكم)). وفيه: ((ولا تسبوا أباكم على الأرض، فإن أباكم الذي في السماء وحده)) وهذا كثير في الإنجيل، وهو يدل على أن الأب عندهم الرب!!

    وإن جعلتموه إلها، لأن تلاميذه ادعوا ذلك له، وهم أعلم الناس به، كذبتم أناجيلكم التي بأيديكم، فكلها صريحة أظهر صراحة، بأنهم ما ادعوا له إلا ما ادعاه لنفسه من أنه عبد. فهذا متى يقول في الفصل التاسع من إنجيله محتجا بنبوة شعيا في المسيح عن الله عز وجل: ((هذا عبدي الذي اصطفيته، وحبيبي الذي ارتاحت نفسي له)). وفي الفصل الثامن من إنجيله: ((إني أشكرك يا رب)) ((ويا رب السموات والأرض)). وهذا لوقا يقول في آخر إنجيله: ((أن المسيح عرض له، ولآخر من تلاميذه في الطريق ملك، وهما محزونان فقال لهما وهما لا يعرفانه: ما بالكما محزونين؟ فقالا: كأنك غريب في بيت المقدس، إذ كنت لا تعلم ما حدث فيها في هذه الأيام من أمر الناصري، فإنه كان رجلا نبيا، قويا، تقيا، في قوله، وفعله عند الله، وعند الأمة، أخذوه، واقتلوه)). وهذا كثير جدا في الإنجيل!!

    وإن قلتم: إنما جعلناه إلها لأنه صعد إلى السماء، فهذا أخنوخ، وإلياس قد صعدا إلى السماء، وهما حيان مكرمان، لم تشكهما شوكة، ولا طمع فيهما طامع، والمسلمون مجمعون على أن محمد صلى الله عليه وسلم صعد إلى السماء، وهو عبد محض، وهذه الملائكة تصعد إلى السماء، وهذه أرواح المؤمنين تصعد إلى السماء بعد مفارقتها الأبدان، ولا تخرج بذلك عن العبودية، وهل كان الصعود إلى السماء مخرج عن العبودية بوجه من الوجوه؟ !!

    وإن جعلتموه إلها لأن الأنبياء سمته إلها، وربا، وسيدا، ونحو ذلك، فلم يزل كثير من أسماء إله عز وجل تقع على غيره عند جميع الأمم، وفي سائر الكتب، وما زالت الروم، والفرس، والهند، والسريانيون، والعبرانيون، والقبط، وغيرهم، يسمون ملوكهم آلهة وأربابا. وفي السفر الأول من التوراة: ((أن نبي الله دخلوا على بنات إلياس، ورأوهن بارعات الجمال، فتزوجوا منهن)). وفي السفر الثاني من التوراة في قصة المخرج من مصر: ((إني جعلتك إلها لفرعون)). وفي المزمور الثاني والثمانين لداود ((قام الله لجميع الآلهة)) هكذا في العبرانية، وأما من نقله إلى السريانية فإنه حرفه، فقال (قام الله في جماعة الملائكة)). وقال في هذا المزمور وهو يخاطب قوماً بالروح: ((لقد ظننت أنكم آلهة، وأنكم أبناء الله كلكم)).

    وقد سمى الله سبحانه عبده بالملك، كما سمى نفسه بذلك، وسماه بالرؤوف الرحيم، كما سمى نفسه بذلك، وسماه بالعزيز، وسمى نفسه بذلك. واسم الرب واقع على غير الله تعالى في لغة أمة التوحيد، كما يقال: هذا رب المنزل، ورب الإبل، ورب هذا المتاع. وقد قال شعيا: ((عرف الثور من اقتناه، والحمار مربط ربه، ولم يعرف بنو إسرائيل)). وإن جعلتموه إلهاً لأنه صنع من الطين صورة طائر، ثم نفخ فيها، فصارت لحماً، ودماً، وطائراً حقيقة، ولا يفعل هذا إلا الله، قيل: فاجعلوا موسى بن عمران إله الآلهة، فإنه ألقى عصا فصارت ثعباناً عظيماً، ثم أمسكها بيده، فصارت عصا كما كانت!! وإن قلتم: جعلناه إلهاً لشهادة الأنبياء والرسل له بذلك، قال عزرا حيث سباهم بختنصر إلى أرض بابل إلى أربعمائة واثنين وثمانين سنة (يأتي المسيح ويخلّص الشعوب والأمم)). وعند انتهاء هذه المدة أتى المسيح، ومن يطيق تخليص الأمم غير الإله التام، قيل لكم: فاجعلوا جميع الرسل إلهة، فإنهم خلّصوا الأمم من الكفر والشرك، وأخلصوهم من النار بإذن الله وحده، ولا شك أن المسيح خلّص من آمن به واتبعه من ذل الدنيا وعذاب الآخرة. كما خلّص موسى بني إسرائيل من فرعون وقومه، وخلّصهم بالإيمان بالله واليوم الآخر من عذاب الآخرة، وخلّص الله سبحانه بمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم عبده، ورسوله من الأمم والشعوب ما لم يخلّصه نبي سواه، فإن وجبت بذلك الإلهية لعيسى، فموسى، ومحمد أحق بها منه.

    وإن قلتم: أوجبنا له بذلك الإلهية، لقول أرمياء النبي عن ولادته: ((وفي ذلك الزمان يقوم لداود ابن، وهو ضوء النور، يملك الملك، ويقيم الحق، والعدل في الأرض، ويخلص من آمن به من اليهود، ومن بني إسرائيل، ومن غيرهم، ويبقى بيت المقدس من غير مقاتل، ويسمى الإله)). فقد تقدم أن اسم الإله في الكتب المتقدمة وغيرها، قد أطلق على غيره، وهو بمنزلة الرب، والسيد، والأب، ولو كان عيسى هو الله، لكان أجل من أن يقال ويسمى الإله، وكان يقول: وهو الله، فإن الله سبحانه لا يعرف بمثل هذا، وفي هذا الدليل الذي جعلتموه به إلهاً أعظم الأدلة على أنه عبد، وأنه ابن البشر، فإنه قال: ((يقوم لداود ابن)) فهذا الذي قام لداود هو الذي سمى بالإله، فعلم أن هذا الاسم لمخلوق مصنوع، مولود، لا لرب العالمين، وخالق السموات والأرضين.

    وإن قلتم: إنما جعلناه إلهاً من جهة، قول شعيا النبي: قل لصهيون يفرح ويتهلل فإن الله يأتي، ويخلّص الشعوب، ويخلّص من آمن به، ويخلّص مدينة بيت المقدس، ويظهر الله ذراعه الطاهر فيها لجميع الأمم المتبددين، ويجعلهم أمة واحدة، ويصرّ جميع أهل الأرض خلاص الله، لأنه يمشي معهم، وبين أيديهم، ويجمعهم إله إسرائيل)). قيل لهم: هذا يحتاج إلى أن يعلم أن ذلك في نبوة أشعيا بهذا اللفظ، بغير تحريف للفظه، ولا غلط في الترجمة، وهذا غير معلوم، وإن ثبت ذلك لم يكن فيه دليل على أنه إله تام، وأنه غير مصنوع، ولا مخلوق، فإنه نظير ما في التوراة: ((جاء الله من طور سيناء، وأشرق من ساعير، واستعلن من جبال فاران)) وليس في هذا ما يدل على أن موسى ومحمداً إلهان، والمراد بهذا مجيء دينه، وكتابه، وشرعه، وهداه، ونوره. وأما قوله: ((ويظهر ذراعه الطاهر لجميع الأمم المبددين)) ففي التوارة مثل هذا، وأبلغ منه في غير موضع، وأما قوله: ((ويصرّ جميع أهل الأرض خلاص الله، لأنه يمشي معهم، ومن بين أيديهم)). فقد قال في التوراة في السفر الخامس لبني إسرائيل: ((لا تهابوهم، ولا تخافوهم، لأن الله ربكم السائر بين أيديكم، وهو محارب عنكم)) وفي موضع آخر قال موسى: ((إن الشعب هو شعبك، فقال: أنا أمضي أمامك، فقال: إن لم تمض أنت أمامنا، وإلا فلا تصعدنا من ههنا، فكيف أعلم أنا؟ وهذا الشعب أني وجدت نعمة كذا إلا بسيرك معنا)). وفي السفر الرابع (إني أصعدت هؤلاء بقدرتك، فيقولان لأهل هذه الأرض: الذي سمعوا منك الله، فيما بين هؤلاء القوم يرونه عيناً بعين، وغمامك تغيم عليهم، ويعود عماماً يسير بين أيديهم نهاراً، ويعود ناراً ليلاً. وفي التوراة أيضاً: ((يقول الله لموسى: إني آتٍ إليك في غلظ الغمام، لكي يسمع القوم مخاطبتي لك)). وفي الكتب الإلهية، وكلام الأنبياء من هذا كثير. وفيما حكى خاتم الأنبياء عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: ((ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي)).

    وإن قلتم: جعلناه إلهاً، لقول زكريا في نبوته لصهيون: ((لأني آتيك وأحل فيك، واترائي، وتؤمن بالله في ذلك اليوم الأمم الكثيرة، ويكونون له شعباً واحداً، ويحل هو فيهم، ويعرفون أني أنا الله القوي الساكن فيك، ويأخذ الله في ذلك اليوم الملك من يهوذا، ويملك عليهم إلى الأبد))... قيل لكم: إن أوجبتم له الإلهية بهذا، فلتجب لإبراهيم، وغيره من الأنبياء؛ فإن عند أهل الكتاب وأنتم معهم ((أن الله تجلى لإبراهيم، واستعلن له، وترائى له)). وأما قوله: ((وأحل فيك)) لم يرد سبحانه بهذا حلول ذاته، التي لا تسعها السموات والأرض في بيت المقدس، وكيف تحل ذاته في مكان يكون فيه مقهوراً مغلوباً، مع شرار الخلق؟ !! كيف، وقد قال ((ويعرفون أني أنا الله القوي الساكن فيك)). افترى، عرفوا قوته بالقبض عليه، وشد يديه بالحبال، وربطه على خشبة الصليب، ودق المسامير في يديه ورجليه، ووضع تاج الشوك على رأسه، وهو يستغيث ولا يغاث، وما كان المسيح يدخل بيت المقدس إلا وهو مغلوب مقهور، مستخف في غالب أحواله. ولو صح مجيء هذه الألفاظ صحة لا تدفع، وصحت ترجمتها كما ذكروه، لكان معناها: أن معرفة الله، والإيمان به، وذكره، ودينه، وشرعه، حل في تلك البقعة، وبيت المقدس لما ظهر فيه دين المسيح بعد دفعه، حصل فيه من الإيمان بالله ومعرفته، ما لم يكن قبل ذلك.

    (وجماع الأمر): أن النبوات المتقدمة، والكتب الإلهية، لم تنطق بحرف واحد يقتضي أن يكون ابن البشر إلهاً تاماً: إله حق من إله حق، وأنه غير مصنوع، ولا مربوب، بل بِمَ يخصه إلا بما خص به أخوه، وأولى الناس به محمد بن عبد الله، في قوله: ((أنه عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه)). وكتب الأنبياء المتقدمة، وسائر النبوات موافقة لما أخبر به محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك كله يصدّق بعضه بعضاً، وجميع ما تستدل به النصارى على إلهية المسيح من ألفاظ، وكلمات في الكتب، فإنها مشتركة بين المسيح وغيره، كتسميته أبا وكلمة، وروح حق، وإلهاً، وكذلك ما أطلق من حلول روح القدس فيه، وظهور الرب فيه، أو في مكانه.‏
                  

02-21-2005, 03:27 PM

bint_alahfad
<abint_alahfad
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)
                  

02-21-2005, 03:40 PM

bint_alahfad
<abint_alahfad
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)
                  

02-21-2005, 10:17 PM

أيمن جبارة الله الخضر

تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قضية الردة.. هل تجاوزتها المتغيرات؟ (Re: bint_alahfad)

    http://www.islamonline.net/Arabic/contemporary/2002/02/article2.shtml

    الردة من القضايا المثيرة للتساؤلات في الساحات السياسية العربية والإسلامية.. ويراها البعض قضية تجاوزتها المتغيرات.. كيف؟

    فالدكتور القرضاوي يرى أنها جريمة خطيرة، تهدد الركن الركين للمجتمع، المتمثل في العقيدة. والدكتور العوا يوافقه في أنها جريمة خطيرة، لكنه يرى أنها يمكن اعتبارها جريمة تعزير، لا جريمة حدود. والأستاذ جــمال البنا يرى أن الردة ليست جريمة أصلاً، وأن الشريعة قامت على حرية العقيدة؛ فهي الحرية الوحيدة التي تأسست عليها الشريعة، بينما بقية الحريات تأسست على الشريعة، واستمدت من حرية الاعتقاد مشروعيتها.

    وإذا كان الدكتور القرضاوي قد ميز بين الردة المغلظة والردة المخففة، وإذا كان الدكتور عبد الستار فتح الله قد ميز في كتابه عن "منهج القرآن في التشريع" بين الردة الكبرى والردة الصغرى، فإن الأستاذ كمال المصري – محرر صفحة استشارات دعوية بالموقع - قد أسس لهذا التمييز وفقًا لمعيار الجماعة والاعتصام بها، لينتج تمييزًا تأسيسيًا بين "الخروج من" الجماعة و"الخروج على" الجماعة

    تأتي هذه الأوراق في وقت تمثل فيه قضية الردة تحديًا للأمة في إطار مشروعاتها للحوار، سواء على صعيد حوار الحضارات: عبر مكافحة الصورة الإعلامية السلبية التي يحاول البعض تقديم الإسلام في إطارها. أو على صعيد حوار الأديان لمواجهة طغيان النمط المادي للحياة، أو الحوار الإسلامي العلماني الذي يستهدف انتشال الأوطان العربية والإسلامية من المواجهات الداخلية، التي أدت في النهاية إلى تدني حيوية الأمة في مواجهة الغزوات الخارجية، سواء منها الاقتصادية أو الفكرية.

    ثم ما حال قضية الردة في إطار العولمة؟ هل تغير إطار معالجة هذه القضية اليوم عن إطار معالجتها فيما قبل بدايات الثورة الاتصالية؟...

    كل هذه التساؤلات نجد اجتهادات للإجابة عنها في الأوراق التالية:
                  

02-21-2005, 10:18 PM

أيمن جبارة الله الخضر

تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أ. جمال البنا: لا عقوبة للردة.. وحرية الاعتقاد عماد الإسلام (Re: أيمن جبارة الله الخضر)

    لا عقوبة للردة.. وحرية الاعتقاد عماد الإسلام

    أ. جمال البنا



    أشار القرآن في عدد من الآيات إلى الارتداد عن الإسلام، منها قوله تعالى: "وَمَن يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ" (البقرة: 217)، وقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ" (آل عمران: 149)، وقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَّرْتَدَّ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ..." (المائدة: 54)، وقوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ" (محمد: 25).

    وهناك آيات أخرى لم تستخدم فعل "ارتد"، ولكنها تضمنت المعنى مثل قوله تعالى: "مَن كَفَرَ بِاللهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (النحل: 109)، وقوله تعالى: "وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" (النور: 55).

    وهذه الآيات صريحة في إشارتها إلى الردة بعد الإسلام، ومع هذا فلم تُشِر أقل إشارة إلى عذاب دنيوي أو حدّ يوقع على المرتد، كما يوقع على السارق أو القاتل. وإنما كان العقاب المروع المخوف هو غضب الله.

    وهذا ما يتسق مع سياسة وروح القرآن والنصوص الأخرى العديدة فيه، التي بنت الإيمان والاعتقاد على اقتناع الفرد وهدايته دون قسر أو ضغط، وحريته إلى أبعد مدى، وفي ذلك نجد قوله تعالى: "فمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" (الكهف: 29).

    وكان في هذا -أعني النص الصريح في هذه النقطة والنصوص العديدة في الآيات الأخرى التي أكدت حرية الاعتقاد- مقنع لتحديد الموقف من المرتد، ولكن بعض الفقهاء لم يلتفتوا إلى دلالة هذه النصوص الصريحة الواضحة بحجة أن ثمة أدلة من السنة.

    نماذج من موقف الفقه التقليدي من قضية الردة

    وإزاء تعامل الفقهاء بهذه الصورة مع هذه القضية الحساسة، سننقل هنا قولين من أقوال التراث الفقهي القديم والمعاصر:

    القول الأول: جاء في كتاب (بداية المجتهد ونهاية المقتصد) لابن رشد تحت عنوان "باب في حكم المرتد": "والمرتد إذا ظُفر به قبل أن يُحارب فاتفقوا على أنه يُقتل؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام-: من بدل دينه فاقتلوه" (رواه الجماعة إلا مسلما)، واختلفوا في قتل المرأة، وهل تستتاب قبل أن تقتل؛ فقال الجمهور: تقتل المرأة. وقال أبو حنيفة: تُقتل، وشبهها بالكافرة الأصلية. والجمهور اعتمدوا العموم الوارد في ذلك، وشذ قوم فقالوا: تقتل وإن راجعت الإسلام. وأما الاستتابة فإن مالكًا اشترطها في قتله على ما رواه عن عمر، وقال قوم: "لا تقبل توبته". وأما إذا حارب المرتد، ثم ظهر المسلمون عليه فإنه يُقتل بالحرابة ولا يُستتاب، سواء كانت حرابته بدار الإسلام أو بعد أن أُلحق بدار الحرب إلا أن يُسلم.

    وأما إذا أسلم المرتد المحارب بعد أن أُخذ أو قبل أن يُؤخَذ فإنه يُختَلَف في حكمه. فإن كانت حرابته في دار الحرب فهو عند مالك كالحربي يسلم لأتباعه، وأما إذا كانت حرابته في دار الإسلام فإن إسلامه يُسقِط عنه حكم الحرابة خاصة، وحكمه فيما جنى حكم المرتد إذا جنى في ردته في دار الإسلام ثم أسلم. وقد اختلف أصحاب مالك فيه؛ فمنهم من قال: من اعتبر معيار الحكم يوم الجناية فحكمه حكم المرتد. ومنهم من قال: من اعتبره يوم الحكم فإن حكمه حكم المسلم.

    ولعل أفضل ما في هذه "الدوامة" افتراض قيام "المحاربة" جنبًا إلى جنب الارتداد، وإدارة الحكم على فكرة ما إذا كان قد قُبض على المرتد قبل أن يحارب أو بعد أن حارب. وهذا هو أهم ما في الموضوع.

    القول الثاني: جاء في كتاب "الإسلام عقيدة وشريعة" للشيخ محمود شلتوت الذي يقول تحت عنوان (عقوبة الاعتداء على الدين بالردة): الاعتداء على الدين بالردة يكون بإنكار ما عُلم من الدين بالضرورة، أو ارتكاب ما يدل على الاستخفاف والتكذيب. والذي جاء في القرآن عن هذه الجريمة هو قوله تعالى: "وَمَن يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة: 217). والآية كما ترى لا تتضمن أكثر من الحكم بحبوط العمل والجزاء الأخروي بالخلود في النار.

    أما العقاب الدنيوي لهذه الجناية فيثبته الفقهاء بحديث يُروى عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه" (رواه الجماعة إلا مسلمًا).

    مصادر الإشكال في حديث ابن عباس

    المتأمل لحديث ابن عباس -رضي الله عنهما- يجده مشكلاً. فهل المراد: من بدَّل دينه من المسلمين فقط، أو هو يشمل من تنصر بعد أن كان يهوديًا مثلاً؟

    وهل يشمل هذا العموم الرجل والمرأة؛ فتقتل المرأة أيضًا إذا ارتدت أم هو خاص بالرجل، وعليه فلا تُقتل المرأة بالردة؟

    وهل يُقتل المرتد فورًا أم يُستتاب؟ وهل للاستتابة أجل أم لا أجل لها فيستتاب أبدًا؟

    وقد يتغير وجه النظر في هذه المسألة؛ فلقد لُوحظ أن كثيرًا من العلماء يرى أن الحدود لا تثبت بحديث الآحاد، وأن الكفر بنفسه ليس مبيحًا للدم، وإنما المبيح هو محاربة المسلمين، والعدوان عليهم ومحاولة فتنتهم عن دينهم، وأن ظواهر القرآن الكريم في كثير من الآيات تأبى الإكراه على الدين؛ فقال تعالى: "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ" (البقرة: 256)، وقال سبحانه: "أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" (يونس: 99).

    وقد جاء في كتاب "حرية الفكر في الإسلام" للشيخ عبد المتعال الصعيدي، بعد أن استعرض الآيات القرآنية، واطَّلع على تسامح النبي صلى الله عليه وسلم مع المنافقين قوله: "... فإذا ورد بعد هذا أحاديث آحاد تفيد قتل المرتد، فإمَّا ألا نقبلها؛ لأن أحاديث الآحاد لا يُعمل بها في العقائد، وقتل المرتد على تغييره لاعتقاده يدخل في باب العقائد لا الفروع، وإما أن نحملها على المرتد المقاتل؛ لأن المسلمين كانوا على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- في حالة حرب؛ فكان من يرتد بعد إسلامه لا يلزم بيته، بل ينضم إلى أعداء الإسلام يقاتل معهم؛ فكان الأمر بقتله على قتاله مع أولئك الأعداء لا على ردته عن الإسلام، وكان عدم قتله للمنافقين الذين ارتدوا بعد إيمانهم؛ لأنهم لم يقاتلوا المسلمين، بل كانوا أحيانًا يقاتلون بجانبهم، ولم يكن عدم قتلهم للجهل بكفرهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم نفاق كثير منهم، وحينئذ تكون تفرقته بين المرتدين في ذلك راجعة إلى حملهم للسلاح مع ارتدادهم أو عدم حملهم له؛ فمن حمل السلاح مع ارتداده يُقتَل، ومن لم يحمل السلاح لم يُقاتَل ولم يُقتَل، وهذا هو أحسن ما يُجمع به بين الاختلاف الذي ورد في هذه المسألة.

    وبعد، فإن الأقوال الكثيرة جدًا في المرتد، وقد أحصاها ابن حزم في كتابه "المحلى" فقال: "كل من صح أنه كان مسلمًا متبرئًا من كل دين حاشا دين الإسلام، ثم ثبت عنه أنه ارتد عن دين الإسلام، وخرج إلى دين كتابي أو غير كتابي أو إلى غير دين؛ فإن الناس اختلفوا في حكمه؛ فقالت طائفة: لا يستتاب، وقالت طائفة: يستتاب، وفرقت طائفة بين من وُلد في الإسلام ثم ارتد، ومن أسلم بعد كفره ثم ارتد. ثم ذكر أن من قالوا: "لا يستتاب" انقسموا فرقتين؛ فقالت طائفة بقتل المرتد، تاب أو لم يتب، راجع الإسلام أو لم يراجع. وقالت طائفة: إن بادر فتاب قُبلت منه توبته وسقط عنه القتل، وإن لم تظهر توتبه أنفذ عليه القتل. وأما من قالوا: "يستتاب" فإنهم انقسموا أقسامًا؛ فطائفة قالت: "نستتيبه مرة فإن تاب وإلا قتلناه"، وطائفة قالت: "نستتيبه ثلاث مرات فإن تاب وإلا قتلناه"، وطائفة قالت: "نستتيبه شهرًا فإن تاب وإلا قتلناه"، وطائفة قالت: "نستتيبه مائة مرة فإن تاب وإلا قتلناه"، وطائفة قالت: "يُستتاب أبدًا ولا يُقتَل".

    وأما من فرق بين المُسِر والمعلن فإن طائفة قالت: "من أسر ردته قتلناه دون استتابة ولم تُقبل توبته، ومن أعلنها قبلنا توبته". قال هؤلاء: "وأما المعلن فتُقبل توبته"، وطائفة قالت: "لا فرق بين المسرِّ والمعلن في شيء من ذلك"، فطائفة قبلت توبتهما معًا أقر المسرُّ أو لم يقر، وطائفة لم تقبل توبة المسر ولا المعلن.

    إن هذه الأقوال التي امتلأ بها تراثنا الفقهي توضح لنا إلى أي مدى وصل التخبط والتعدد والتعارض والتفارق والاختلاف شيعًا وطوائف، وكان لهم في هذا كله مَعدى ومندوحة؛ لأن الأمر لا يحتمل جدلاً.. وليس فيه إلا قول واحد.

    قاعدة ذهبية: لا تدخُّلَ للسلطة في ضمير الفرد

    والقول الذي نود التأكيد عليه هنا هو أن أي تدخُّل للسلطة تحت أي اسم كان، وبأي صفة اتصفت، بين الفرد وضميره مرفوض بتاتًا، وأن الاعتقاد يجب أن يقوم على حرية الفرد واطمئنان قلبه. ودليلنا ما يلي:

    أولاً: أن القرآن الكريم ذكر الردة ذكرًا صريحًا في أكثر من موضع، ولم يرتب عليها عقوبة دنيوية، ولو أراد لذكر.

    ثانيًا: أن القرآن الكريم أوضح -بما لا يدع مجال للشك، وفي مئات الآيات، وبالنسبة لكل أبعاد قضية الإيمان- أن المعول والأساس هو القلب والإرادة، وصرح بأنه ليس للأنبياء من دخل في هذا بضغط أو قسر، وأنه لا إكراه في الدين، وأن من شاء فله أن يؤمن ومن شاء فله أن يكفر.

    ثالثًا: أن القرآن الكريم عندما قرر حرية الاعتقاد، فإنه كان في حقيقة الحال يقرر مبدأ أصوليًا تحتمه طبائع الأشياء والأصول العامة وحكم العقل والمنطق، ولو لم يقرره القرآن لفرض نفسه على المجتمع بحكم السلامة الموضوعية، ولكونه يمثل إحدى السنن التي وضعها الله تعالى للمجتمع الإنساني، ولم تأتِ الشرائع الإلهية لمخالفتها، وإنما جاءت لتقريره.

    رابعًا: أنه لم يرِد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قتل مرتدًا لمجرد ارتداده، على كثرة المنافقين الذين كفروا بعد إيمانهم.

    خامسًا: أننا لا نرد حديثًا لمجرد كونه حديث آحاد، وكل حديث يثبت لدينا نحترمه ونقدره، ولكن يجب علينا لكي نطبقه كمبدأ عام أن نتقصى غاية التقصي، وأن نلم بملابسات الحديث كله، وأن نتأكد من أنه قد رُويَ بالحرف وليس بالمعنى؛ لأنه لا يجوز أن نبيح الدماء أو نقيد الحريات مع احتمال الرواية بالمعنى؛ فهذا الأسلوب في الرواية قد يغير المقصود، كما يجب الإلمام بالملابسات التي أحاطت بهذا الحديث، التي قد تجعله حكمًا خاصًا لا عامًا. وهذه كلها شبهات قوية، ويمكن لأقل منها أن ترد تطبيق حد مذكور في القرآن على فرد واحد؛ فكيف يمكن تقرير مبدأ عام يطبق على الكافة مع وجودها؟

    سادسًا: أن فكرة الردة اقترنت على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- بعداوة الإسلام وحربه. فمن آمن كان يعمل لنصرته، ومن ارتد كان يعمل على حربه، ويلحق بالمشركين، كما حدث في حالة "عبد الله بن سعد بن أبي سرح"، الذي كان قد آمن ثم ارتد وأخذ يؤلب قريشًا على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأهدر النبي دمه، فلما كان فتح مكة لاذ بعثمان بن عفان وكان أخاه في الرضاعة، فغيبه حتى اطمأن الناس، ثم أحضره إلى النبي وطلب له الأمان فصمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طويلاً، ثم أمَّنه؛ فأسلم.

    مثال تاريخي ونموذج معاصر

    والذكر المأثور للردة في التاريخ الإسلامي هو ردة القبائل العربية بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد كانت ردة هذه القبائل في حقيقة الحال رفض دفع الزكاة. ومن هنا كانت قولة أبي بكر المشهورة: "والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه للنبي صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه". وأكثر منها صراحة قولته في حربه لمن يفرق بين الصلاة والزكاة. فردة هذه القبائل كانت سياسية أكثر مما كانت دينية بالمعنى الذي نفهمه. ولهذا لا نجد استشهادًا بها في الكتب الفقهية تأييدًا لدعوى قتل المرتد.

    أما فكرة الارتداد كنوع من ممارسة حرية العقيدة فقد كانت مستبعدة وقتئذ، ومن هنا فحتى الفقهاء أنفسهم لاحظوا هذه النقطة، وفرقوا بين القبض على المرتد قبل أن يجاهر بالمحاربة أو بعدها.

    وكان يجب على الذين يعالجون هذه النقطة في العصر الحديث أن يفطنوا لها، فإذا أرادوا عقوبة فعلى ما يقترفه المرتد من حرب أو خيانة للبلاد، ومن هنا فإن الجريمة تكون (الخيانة العظمى) وليست الردة.

    وكان يجب أن تقف أقوال الفقهاء عند هذا الحد من آيات القرآن، وتجاوز الفقهاء لروح الإسلام في هذا الصدد لم يكن له مبرر.

    وهناك حالة تطبيقية في الآونة المعاصرة؛ حيث كانت صحيفة "الأهرام" المصرية قد وافتنا في 6–7-19977 بنبأ عن موافقة مجلس الدولة على مشروع قانون بإقامة حد الردة، ويقضي هذا القانون بإعدام المرتد عن الإسلام عمدًا بقول صريح أو بفعل قطعي، والسجن عشر سنوات لمن ارتد أكثر من مرة، وعقوبات رادعة إذا وقعت الردة من قاصر.

    وفي هذا القانون تثبُت الردة بالإقرار مرة واحدة أو بشهادة رجلين. ومن الآثار المترتبة على هذا الحكم منع المرتد من التصرف في أمواله، وهذه هي عناوين الخبر، وقد تضمنت التفاصيل أنه إذا كان "الجاني" -على حد تعبير صحيفة الأهرام- قد أتم السابعة، ولم يتم العاشرة؛ فللقاضي أن يوبخه في الجلسة أو يأمر بتسليمه إلى أحد والديه أو إلى ولي نفسه أو بإيداعه إحدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية الخاصة بالأحداث، وإذا كان قد أتم العاشرة ولم يتم الخامسة عشرة فإنه يعاقب بضربه بعصا رفيعة من عشر إلى خمسين ضربة... إلخ.

    وينص مشروع القانون بأن كل من حرض غيره على ارتكاب ما يكون جريمة الردة، يعاقب بالعقوبة المقررة للشريك إذا لم يترتب على هذا التحريض أي أثر، ويعاقب بنفس العقوبة على التحريض المبين بالقانون.

    ولا تسري على الجريمة الحدّية الأحكام المقررة في قانون الإجراءات الجنائية في شأن سقوط العقوبة بانقضاء المدة، ولا يجوز إبدال العقوبة الحدية ولا العفو عنها. كما يحظر على المتهم بالردة التصرف في أموال أو إدارتها، وكل تصرف أو التزام يصدر منه خلال فترة اتهامه يكون معلقًا على البتّ في أمره.

    إن هذا الاقتراح بقانون مثَّل آنذاك ردة تشريعية حقيقية لعلاج مشكلة إسلامية وهمية. ولو أنه كان قد صدر فما كان صدوره إلا لحساب المغفلين والجهلة وأعداء الإسلام؛ المغفلين الذي يظنون أنه يحقق خيرًا في حين أنه شر ماحق، والجهلة الذين لم يعلموا تجربة التاريخ في الحديث والقديم، وكيف أن كل حجْر على الفكر يؤخر البشرية، ويؤخر الفكرة المطلوب حمايتها. وأن أي قانون يوضع لذلك إنما تستفيد منه السلطة القائمة، والأوضاع المقررة في هذا العصر الذي تصل فيه شهوة الحكم بحيث يتجسس الحاكم على صديق عمره، ويحتفظ بأسرار وصور ما يحدث في غرفات النوم. يقدم هذا القانون سلاحًا للاتهام والتحقيق والتشهير بكل معارض، ويُمكن أن يُستخدم لسلب الأموال، أو انتزاع الأبناء الأبرياء، الذي حماهم القانون بما لم يَحمِهم به أي تشريع آخر في العالم، ويزج بهم إلى معاهد تخريج المجرمين التي تسمى "مؤسسات الرعاية الاجتماعية".

    وأما أعداء الإسلام فكانوا سيقولون: إن المسلمين إنما يقرون لله بالوحدانية ولمحمد بالرسالة تطبيقًا لقانون العقوبات.. ليس إلا.

    وبعد كل هذا، أفلم يخطر للذين وضعوا هذا المشروع أنه قد يأتي بعكس ما أريد منه؟

    إن الاتهام يكسب المتهم تعاطف الجماهير، فإذا رفض هذا المتهم "الاستتابة" المزعومة، وفضَّل أن يُقتل في سبيل رأيه –كائنًا ما كان– فإن هذا الوقوف سيجعله شهيدًا من شهداء حرية الرأي، وسيطرز حواشي الإلحاد بالبطولة؛ الأمر الذي حدث بالفعل بالنسبة لضحايا المحاكمات البابوية في المسيحية.

    ولا يمكن للاستتابة أن تصل إلى أبعد من هذين، ما دامت صادرة من السلطة. إن الاستتابة للرجال هي كبيت الطاعة للنساء، وفي الوقت الذي يتمرد فيه النساء -ولهن الحق- على بيت الطاعة، يريد المشرِّع أن يُوجد بيت طاعة للرجال.

    حرية الفكر غاية شرعية

    رأينا أن تمحور الفكر الإسلامي حول "الله" جعل المبدأ الأعظم في المجتمع الإسلامي هو "الحق"، وأن الحرية تنطلق من الحق وتعد ممارسة له، وهو أمر صحيح، ولكنه في الوقت نفسه اقتضى استثناء حرية واحدة من هذا النطاق، وهذا الاستثناء ليس على سبيل التعارض والافتيات، ولكن على أساس أن هذه الحرية وحدها هي التي تكفل التفهم السليم لمبدأ الحق، تلك الحرية هي حرية الفكر والاعتقاد.

    والحد الوحيد الذي تنتهي عنده هذه الحرية هو ذات الله تعالى وكنهه؛ لأن التفكير الإنساني ليس مهيّأ لمعالجته، ولم يستطع كل الفلاسفة والمفكرين الذين حاولوا هذا من أربعة أركـان الأرض، ومن سقراط حتى الآن التوصل إلى طائل من جراء الخوض فيه، ومن هنا فإن الخطر الوحيد على التفكير الذي جاء في أثر إسلامي هو التفكير في ذات الله، وباستثناء هذه النقطة فإن الإسلام يطلق حرية الفكر دون قيد أو شرط.

    والقضية التي كان على الفكر الإسلامي أن يجابهها هي أنه إذا كان الحق هو المبدأ الأعظم، فكيف يمكن تفهم هذا الحق والاقتناع به -أو بالتعبير الديني الإيمان به-؟ فإذا كان الإيمان بالحق لا يُفرض فرضًا، ولا بد فيه من الاقتناع والاطمئنان والطواعية، فلا مناص إذن من تهيئة مناخ من حرية الفكر ليمكن أولا تفهم "الحق" ومعالمه وأصوله وما يقتضيه أو ينبني عليه... إلخ، وثانيًا الاقتناع بصحة ذلك وسلامته إلى درجة الإيمان.

    وهكذا نجد أن حرية الفكر هي الطريق إلى الحق، ومن هنا فلا يمكن بداءة تقييدها بالحق؛ لأن هذا مصادرة لها، ومناقضة لطبيعتها. كما أن فكرة حماية التفكير من أن يضل وأن ينتهي إلى نتائج خاطئة أو إلى متاهات هي مما لا يمكن التمحك بها؛ لأن أي سماح بفرض قيود أو حدود بتعلة حماية الفكر لن يقف عند هذه الدرجة المزعومة؛ لأن حدود الحماية تتوقف على فهم من يفرض هذه القيود لمضمون الفكر. ويغلب أن يؤدي ضيق الأفق وسيطرة المصلحة إلى فرض أسوأ صور القيود في كل حالة يُسمح بها، كما يؤكد ذلك تاريخ حرية الفكر.

    ولذلك فإن الإسلام استبعد أي صورة من صور القيود، ولم يوقفه عن ذلك خوف الضلال والإلحاد؛ لأن البديل عن هذا أسوأ منه؛ فعندما نفتح الباب على مصراعيه لحرية الفكر، ويضل البعض نتيجة لذلك، فإن من يؤمن فسيؤمن عن بينة واقتناع. أما إذا سمحنا بالقيود والتحكم فسيكون الإيمان على دخل، ولا قيمة لهذا الإيمان، حتى وإن كثر عدد المؤمنين به.

    والنصوص التي توجب حرية الفكر والاعتقاد عديدة، ولكن قد يكون أهم من ذلك أن التصور الإسلامي للمجتمع يفترض وجود الحرية كجزء لا يتجزأ من بنية هذا المجتمع، ليس فحسب لما قدمناه من أن الإيمان بالعقيدة لا يمكن أن يتم إلا في بيئة حرة، وبعد اقتناع كامل، ولكن أيضًا لأن الإسلام يبني الحياة الإنسانية بصفة عامة على أساس أنها اختبار واختيار بين الخير والشر، وهذا بدوره يفترض ويتطلب وجود قوى الشر والغواية، وحرية الإنسان في الانسياق أو المقاومة، وليس هناك ما هو أكثر صراحة من النصوص القرآنية في هذا، فإن إبليس ما كان يستطيع أن يفتن الناس لولا أن الله تعالى سمح له بذلك، بل ومنحه القوى والوسائل اللازمة. فقد ذكر القرآن الكريم على لسان إبليس: "قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآَتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ" (الأعراف: 14 - 17)، كما قال في آية أخرى: "قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً * قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا * وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً" (الإسراء: 62 - 65)، وهو معنى تكرر بنصه تقريبًا في سورتي "الحجر" و"ص". فافتراض عدم وجود هذه القوى وحريتها في العمل وحرية الإنسان تجاهها في الاختيار يخالف تصور الإسلام للمجتمع واستخدامه للثواب والعقاب.. الجنة والنار، بل إنه يقضي على مبرر وجود هذه الحياة الدنيا الذي يعود إلى الإغواء من ناحية، والضعف البشري من ناحية أخرى، وسمح الله تعالى لها أن تكون مسرحًا لعمل الشيطان وإغوائه حتى يوم القيامة. فإذا وجدت القيود والحمايات التي تستبعد آثار هذا الإغراء والإغواء، وإذا أقيمت "خيمة" من سد الذرائع وإغلاق الطريق أمام وسائل الإغراء والإغواء، فلن يكون هناك اختبار، ولن يكون هناك اختيار، ولا يكون هناك ثواب أو عقاب، وهذا يختلف اختلافًا جذريًا بل هو يناقض مناقضة تامة التصور الإسلامي للمجتمع الإنساني، هذا المجتمع الذي بدأه وتسبب فيه اختيار آدم، ثم جعله الله تعالى مسرحًا للاختيار الحر طوال المدة التي أُنظِر فيها الشيطان حتى يوم القيامة، وسُمِح له فيها بالعمل، وتم تسليح المؤمنين في مواجهة هذا الإغواء بالإيمان والعقيدة، وكان يمكن لله تعالى ألا يسمح له أصلاً، وأن يهدي الناس جميعًا... إلخ.

    وكما أن هذا التصور واضح في تقبل القرآن لوجود الكثرة الغافلة، والباطل المستشري؛ حيث يقول تعالى: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآَمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا" (يونس: 99). والقرآن يوجه الرسول في شيء من الصراحة حول هذه المسألة فيقول: "لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ" (آل عمران: 12، كما قال تعالى: "وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِن اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ" (الأنعام: 35)، كما قال تعالى: "إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ" (النحل: 37)، وكذا قوله تعالى: "إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ" (القصص: 56).

    أما الآيات التي تؤيد حرية الاعتقاد فهي أكثر من أن يستشهد بها في هذا المقام الموجز، لكن يُستفاد منها عدة أمور على النحو التالي:

    ( أ ) أن يكون اكتساب الإيمان بالدعوة والحوار دون ضغط أو قسر أو استخدام سلطة أو جاه أو طلب معجزة أو تحقيق مطالب دنيوية.

    (ب) حرية الدعاة في الدعوة، وأن منعهم نوع من الصد والعدوان.

    (جـ) حرية الناس في الاستجابة للدعوة أو رفضها.

    وقد أظهرت آيات عديدة أن الإيمان هداية، والاختلاف قضاء، وكله من عند الله. وقد أمر الله تعالى نبيه بأن "يُعرِض" عن المشركين والجاهلين؛ لأنه لا إكراه في الدين، فمن آمن فلنفسه، ومن ضل فعليها، وأن الله تعالى وحده هو الذي سيحكم بين الناس فيما كانوا فيه يختلفون، والآيات في هذه المعاني تجاوزت العشرات؛ وهو ما لا يدع شكًا في أنها أصل مؤكد من الأصول الإسلامية.

    منهج القرآن في التعامل مع الآخر

    وقد وضع القرآن النهج الذي يجب اتباعه إزاء الآراء المخالفة، فإنه يذكر دعاوى المشركين مهما كان فيها من إفك أو شرك أو كفر أو وقاحة، ثم يرد عليها بالحجة والمنطق؛ فهناك مثلاً قوله تعالى: "وَقَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا" (البقرة: 116)، وقوله تعالى: "قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ" (آل عمران: 181)، وقوله تعالى: "فَقَالُوا أَرِنَا اللهِ جَهْرَةً" (النساء: 153)، وقوله تعالى: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ" (المائدة: 64)، وقوله تعالى: "قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ" (المائدة: 73)، وقوله تعالى: "قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ" (النحل: 101)، وقوله تعالى: "وَقَالُوا مَا هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ مُّفْتَرًى" (سبأ: 43)، وقوله تعالى: "قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ" (يس: 1، وقوله تعالى: "وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً" (الفرقان: 5). وأمثال هذه الآيات عديدة، ويضيق المجال عن الاستشهاد بها جميعًا. ولم يقل القرآن في حالة واحدة: اقطعوا ألسنتهم أو اسجنوهم، أو وقعوا عليهم كذا وكذا من العذاب والعقاب، كما فعل في حالة السرقة والزنا والإفك... إلخ، كما لم يتجاهل هذه الدعاوى؛ بدعوى ما يمكن أن يثيره ذكرها من شك، وإنما يذكرها ثم يفندها بالحجة والمنطق والبرهان.

    أما ما يُثار عن "الجهاد" وتلك الشبهة الضاربة أطنابها من أن الإسلام انتشر بالسيف، فليس هناك ما هو أبعد عن الحقيقة منها؛ إذ لو كان الهدف من الجهاد هو فرض الإسلام على الناس لما جاز أن تُقبل منهم الجزية، ولاعتبرت أسوأ أنواع الرشوة، ولوجب أن تُوجَّه أشد الضربات وأولاها إلى دعاة الأديان الأخرى من كهان وأحبار، وأن تُهدم هدمًا دور العبادة من كنائس أو معابد أو أديرة. ولكن الجهاد الإسلامي سلك نقيض ذلك؛ فقد أبقى من يشاء على دينه، ورفض أن يُفتن أحد عن دينه، وقدم نوعًا من الحصانة والحماية للكهان والأحبار والمعابد والكنائس، ونهى نهيًا باتًا عن المساس بهم وبها.

    وما لم يفهمه بعض الناس هو أن الإسلام بجانب أنه عقيدة دينية خالصة بين الفرد وربه، فإنه كذلك نظام اجتماعي وسياسي يقوم على العدالة والمساواة وحرية الفكر والاعتقاد، وكانت النظم القائمة موغلة في طغيانها، عريقة في طبقيتها، قائمة على الاستعلاء والظلم والتحكم، ولم تكن هذه النظم لتسمح لا بظهور الإسلام كدين وعقيدة، ولا بدعوته للعدل والمساواة والحرية. فلم يكن ثمة مناص من مجابهة هذه النظم بالقتال؛ لأن تجربة التاريخ وسابقة الإسلام نفسه وما قُوبل به من كفار قريش حتى اضطر إلى السرية حينًا، والهجرة حينًا أخر - تؤكد أن الطبقات المميزة والفئات الحاكمة لا تتنازل طواعية عن امتيازاتها. فالجهاد الإسلامي كان في حقيقة الحال حربًا في سبيل حرية الاعتقاد، سواء كان بالنسبة للمسلمين أو غيرهم، وتحريرًا للجماهير والشعوب والسواد المسترَق والمستعبَد في إسار الجهالة والفاقة والنظم الطاغية، وإحلالاً لشرعة الكتاب والميزان محل شرعة الارستقراطيات والعروش والطاغوت.

    ولو لم تكن الفتوح الإسلامية تحريرًا للجماهير وإقامة للعدالة لما حارب المسلمون حرب الاستشهاد؛ فإن الإنسان لا يضحي بنفسه في سبيل الدنيا أو المغانم، ولما استطاع الفتح الإسلامي أن يمضي قدمًا وأن يشق طريقه ويرسخ أقدامه. وكان من أسهل الأمور أن تثور الجماهير على الجيوش الإسلامية التي كانت قليلة العدد رثة العدة والعتاد، مُنبتَّة عن قواعدها، وقد كان المسلمون الذين دخلوا الأندلس بضعة عشر ألفًا، وكان من المستحيل أن يظلوا ثمانية قرون لولا ما جاءوا به من قوتهم، والإضافة التي تُبقي عليهم.

    ومع أن كلمة "جزية" تصطحب لدى بعض الكتاب، أو تثير في النفوس تداعيات لمعانٍ سيئة، فإنها في حقيقة الأمر بعيدة عن ذلك، فقد اشتُقت من "جزى" يجزي جزاء، مثل قضى يقضي قضاء. وفي التنزيل نجد قوله تعالى: "لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا" (البقرة: 4، وفي الحديث المشهور: "تجزي عنك ولن تجزي عن أحد بعدك" (رواه البخاري). فمفهوم الجزية هو "المقابل"، وتلك هي حقيقتها. فهي مقابل ما يقدمه المجتمع الإسلامي من حماية لغير المسلمين، مع إعفائهم من الاشتراك في عبء الدفاع أو الانخراط في الجيش. ومن أجل هذا فإنها لا تُفرض على النساء والولدان، ولا على من يعجز عن الكسب من أهل الذمة، بل قد يُفرض لهم من بيت مال المسلمين عطايا ورواتب لما ألمّ بهم من عجز، فليس فيها ما يثير أي معنى سيئ. وهي بعد وسيلة للجمع بين الحرية والعدالة. وللجزية مثيلات في المجتمع الأوروبي والأمريكي الحديث.

    ومن ناحية أخرى فمن الثابت أن مشروعية القتال في الإسلام إنما نشأت أول ما نشأت للدفاع عن حرية العقيدة؛ فالجهاد هنا في صف الحرية ولحماية الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله، وليس ضد الحرية أو كبتها، وهو واضح من أول آية أذنت بالقتال؛ حيث قال تعالى: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ" (الحج: 39 - 42).

    وبقية الآيات التي تأذن بالقتال لا تختلف عن هذا الموضوع؛ فكلها حماية للعقيدة وصدّ للفتنة. وقد تضمنت أشد الآيات -وهي التي يطلق عليها بعض المفسرين آية السيف- نصًا تاليًا يثير الإعجاب، حيث يقول تعالى: "وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ" (التوبة: 6). ومن النادر أن نجد مثل هذا النص وسط آية للقتال إلا إذا كان هذا القتال حماية لحرية العقيدة، وأن السيف فيها لا يوجه للإرغام على الاعتقاد. كما أن من النادر أن نجد توجيهات للداعية في مثل صراحة ووضوح الآيات "لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ" (الغاشية: 22)، وقوله تعالى: "وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ" (الأنعام: 107). إن النبي -عليه الصلاة والسلام- مبلغ وشهيد، ولكنه ليس مسيطرًا ولا حتى وكيلاً.

                  

02-21-2005, 10:20 PM

أيمن جبارة الله الخضر

تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أ. د. يوسف القرضاوي: خطورة الردة.. ومواجـهة الفتنة (Re: أيمن جبارة الله الخضر)

    خطورة الردة.. ومواجـهة الفتنة

    أ. د. يوسف القرضاوي


    المجتمع المسلم ومواجهة الردة:

    أشد ما يواجه المسلم من أخطار: ما يهدد وجوده المعنوي، أي ما يهدد عقيدته، ولهذا تعتبر الردة عن الدين: أي الكفر بعد الإسلام من أشد الأخطار على المجتمع المسلم. وكان أعظم ما يكيد له أعداؤه أن يفتنوا أبناءه عن دينهم بالقوة والسلاح أو بالمكر والحيلة. كما قال تعالى: "وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُوا" (البقرة: 217).

    وفي عصرنا تعرض المجتمع المسلم لغزوات عنيفة، وهجمات شرسة، تهدف إلى اقتلاعه من جذوره، تمثلت في الغزو التنصيري، الذي بدأ مع الاستعمار الغربي، والذي لا يزال يمارس نشاطه في العالم الإسلامي، وفي الجاليات والأقليات الإسلامية، ومن أهدافه: تنصير المسلمين في العالم، كما وضح ذلك في مؤتمر "كلورادو" الذي عقد سنة 1978. وقُدِّمَت له أربعون دراسة حول الإسلام والمسلمين، وكيفية نشر النصرانية بينهم. ورصد لذلك ألف مليون دولار، وأسس لذلك معهد "زويمر" لتخريج المتخصصين في تنصير المسلمين.

    كما تمثلت أحد مكونات تلك الهجمة في الغزو الشيوعي الذي اجتاح بلادًا إسلامية كاملة في آسيا، وفي أُوروبا، وعمل بكل جهد لإماتة الإسلام، وإخراجه من الحياة نهائيًا، وتنشئة أجيال لا تعرف من الإسلام كثيرًا ولا قليلاً.

    وثالثة الأثافي: الغزو العلماني اللاديني، الذي لا يبرح يقوم بمهمته إلى اليوم في قلب ديار الإسلام، يستعلن حينًا، ويستخفي حينًا، يُطارد الإسلام الحق، ويحتفي بأشكال التدين الخرافي التي تعتبر نفسها من مظاهر الدين الإسلامي، والإسلام منها براء. ولعل هذا الغزو هو أخبث تلك الأنواع وأشدها خطرًا.

    وواجب المجتمع المسلم – لكي يحافظ على بقائه – أن يقاوم الردة من أي مصدر جاءت وبأي صورة ظهرت، ولا يدع لها الفرصة حتى تمتد وتنتشر كما تنتشر النار في الهشيم.

    هذا ما صنعه أبو بكر والصحابة رضي الله عنهم حين قاتلوا أهل الردة، الذين اتبعوا الأنبياء الكذبة، مسيلمة الكذاب وسجاح والأسود العنسي، وكادوا يقضون على دعوة الإسلام في مهدها.

    ومن الخطر كل الخطر أن يبتلي المجتمع المسلم بالمرتدين المارقين، وتشيع بين جنباته الردة، ولا يجد من يواجهها ويقاومها. وهو ما عبر عنه أحد العلماء عن الردة التي ذاعت في هذا العصر بقوله "ردة ولا أبا بكر لها" (1).

    ولا بد من مقاومة الردة الفردية وحصارها، حتى لا تتفاقم ويتطاير شررها، وتغدو ردة جماعية، فمعظم النار من مستصغر الشرر.

    ومن ثم أجمع فقهاء الإسلام على عقوبة المرتد، وإن اختلفوا في تحديدها، وجمهورهم على أنها القتل وهو رأي المذاهب الأربعة بل الثمانية.

    وفيها وردت جملة أحاديث صحيحة عن عدد من الصحابة: عن ابن عباس وأبي موسى ومعاذ وعلي وعثمان وابن مسعود وعائشة وأنس وأبي هريرة ومعاوية بن حيدة.

    وقد جاءت بصيغ مختلفة، مثل حديث ابن عباس: "من بدل دينه فاقتلوه" (رواه الجماعة إلا مسلما، ومثله عن أبي هريرة عند الطبراني بإسناد حسن، وعن معاوية بن حيدة بإسناد رجاله ثقات).

    وحديث ابن مسعود "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة" (رواه الجماعة).

    وفي بعض صيغه عن عثمان: "... رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل نفسًا بغير نفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة" (رواه الجماعة).

    قال العلامة ابن رجب: والقتل بكل واحدة من هذه الخصال متفق عليه بين المسلمين (2).

    وقد نفذ علي كرم الله وجهه عقوبة الردة في قوم ادعوا ألوهيته فحرقهم بالنار، بعد أن استتابهم وزجرهم فلم يتوبوا ولم يزدجروا، فطرحهم في النار، وهو يقول:

    لما رأيت الأمر أمـرًا منكرا *** أججت ناري ودعوت قنبرا

    وقنبر هو خادم الإمام علي رضي الله تعالى عنه (3).

    وقد اعترض عليه ابن عباس بالحديث الآخر "لا تعذبوا بعذاب الله"، ورأى أن الواجب أن يُقتلوا لا أن يُحرقوا. فكان خلاف ابن عباس في الوسيلة لا في المبدأ.

    وكذلك نفذ أبو موسى ومعاذ القتل في اليهودي في اليمن، والذي كان قد أسلم ثم ارتد. وقال معاذ: قضاء الله ورسوله (متفق عليه).

    روى عبد الرازق: أن ابن مسعود أخذ أقوامًا ارتدوا عن الإسلام من أهل العراق، فكتب فيهم إلى عمر. فكتب إليه أن أعرض عليهم دين الحق، وشهادة أن لا إله إلا الله، فإن قبلوها فخل عنهم وإذا لم يقبلوها فاقتلهم، فقبلها بعضهم فتركه، ولم يقبلها بعضهم فقتله (4).

    وروي عن أبي عمر الشيباني أن المستورد العجلي تنصر بعد إسلامه، فبعث به عتبة بن فرقد إلى علي فاستتابه فلم يتب، فقتله(5).

    الردة نوعان: مغلظة ومخففة:

    وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية: أن النبي صلي الله عليه وسلم قبل توبة جماعة من المرتدين، وأمر بقتل جماعة آخرين، ضموا إلى الردة أمورًا أخرى تتضمن الأذى والضرر للإسلام والمسلمين. مثل أمره بقتل مقيس بن حبابة يوم الفتح، لما ضم إلى ردته السب وقتل المسلم. وأمر بقتل ابن أبي صرح، لما ضم إلى ردته الطعن والافتراء. وفرق ابن تيمية بين نوعين: أن الردة المجردة تقبل معها التوبة، والردة التي فيها محاربة لله ورسوله والسعي في الأرض بالفساد لا تُقبل فيها التوبة قبل القدرة (6).

    روى عبد الرازق والبيهقي وابن حزم: أن أنسًا عاد من سفر فقدم على عمر، فسأله: ما فعل الستة الرهط من بكر بن وائل الذين ارتدوا عن الإسلام، فلحقوا بالمشركين؟ قال: يا أمير المؤمنين، قوم ارتدوا عن الإسلام، ولحقوا بالمشركين، قتلوا بالمعركة. فاسترجع عمر -أي قال: إنَّا لله وإنا إليه راجعون-، قال أنس: هل كان سبيلهم إلا إلى القتل؟ قال نعم، كنت أعرض عليهم الإسلام فإن أبوا أودعتهم السجن (7). وهذا هو قول إبراهيم النخعي، وكذلك قال الثوري: وهو الرأي الذي نأخذ به (8). وفي لفظ له: "يؤجل ما رجيت توبته" (9).

    والذي أراه أن العلماء فرقوا في أمر البدعة بين المغلظة والمخففة، كما فرقوا في المبتدعين بين الداعية وغير الداعية، وكذلك يجب أن نفرق في أمر الردة الغليظة والخفيفة، وفي أمر المرتدين بين الداعية وغير الداعية.

    فما كان من الردة مغلظًا كردة سلمان رشدي، وكان المرتد داعية إلى بدعته بلسانه أو بقلمه، فالأولى في مثله التغليظ في العقوبة والأخذ بقول جمهور الأمة وظاهر الأحاديث؛ استئصالاً للشر وسدًا لباب الفتنة، وإلا فيمكن الأخذ بقول النخعي والثوري، وهو ما رُوي عن الفاروق عمر.

    إن المرتد الداعية إلى الردة ليس مجرد كافر بالإسلام، بل هو حرب عليه وعلى أمته؛ فهو مندرج ضمن الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا. والمحاربة كما قال ابن تيمية نوعان: محاربة باليد، ومحاربة باللسان. والمحاربة باللسان في باب الدين قد تكون أنكى من المحاربة باليد، وكذلك الإفساد قد يكون باليد وقد يكون باللسان، وما يفسده اللسان من الأديان قد يكون أعظم مما تفسده اليد، فثبت أن محاربة الله ورسوله باللسان أشد، والسعي في الأرض بالفساد باللسان أوكد (10).

    والقلم أحد اللسانين كما قال الحكماء، بل ربما كان القلم أشد من اللسان وأنكى، ولا سيما في عصرنا؛ لإمكان نشر ما يُكتب على نطاق واسع.

    إلا أن المرتد محكوم عليه بالإعدام من الجماعة المسلمة؛ فهو محروم من ولائها وحبها ومعاونتها. فالله تعالى يقول: " وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ " (المائدة: 51)، وهذا أشد من القتل الحسي عند ذوى العقول والضمائر من الناس.

    سر التشديد في عقوبة الردة

    وسر التشديد في مواجهة الردة أن المجتمع المسلم يقوم أول ما يقوم على العقيدة والإيمان. فالعقيدة أساس هويته ومحور حياته وروح وجوده.

    ولهذا لا يسمح لأحد أن ينال من هذا الأساس أو يمس هذه الهوية، ومن هنا كانت الردة المعلنة كبرى الجرائم في نظر الإسلام؛ لأنها خطر على شخصية المجتمع وكيانه المعنوي، وخطر على الضرورية الأولى من الضروريات الخمس التي حرص الإسلام على صيانتها عبر كل نسقه التشريعي والأخلاقي، وهي: "الدين والنفس والنسل والعقل والمال"، والدين أولها؛ لأن المؤمن يضحي بنفسه ووطنه وماله من أجل دينه.

    والإسلام لا يكره أحدًا على الدخول فيه، ولا على الخروج من دينه إلى دين ما؛ لأن الإيمان المعتد به هو ما كان عن اختيار واقتناع. وقد قال الله تعالى في القرآن المكي: "أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" (يونس: 99)، وفي القرآن المدني قال تعالى: "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ" (البقرة: 256).

    ولكنه لا يقبل أن يكون الدين ألعوبة يدخل فيها اليوم من يريد الدخول، ثم يخرج منه غدًا على طريقة بعض اليهود الذين قالوا: "آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" (آل عمران: 72).

    ولا يُعاقِب الإسلام بالقتل ذلك المرتد الذي لا يجاهر بردته ولا يدعو إليها غيره، ويدع عقابه إلى الآخرة إذا مات على كفره، كما قال تعالى: "وَمَن يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة: 217)، وقد يعاقبه عقوبة تعزيرية مناسبة.

    الإسلام يعاقب فقط ذلك المرتد المجاهر، وبخاصة الداعية للردة؛ حماية لهوية المجتمع وحفاظًا على أسسه ووحدته. ولا يوجد مجتمع في الدنيا إلا وعنده أساسيات لا يسمح بالنيل منها مثل: الهوية والانتماء والولاء، فلا يقبل أي عمل لتغيير هوية المجتمع أو تحويل ولائه لأعدائه وما شابه ذلك.

    ومن أجل هذا اعتبرت الخيانة للوطن وموالاة أعدائه بالإلقاء بالمودة إليهم وإفضاء الأسرار لهم جريمة كبرى، ولم يقل أحد بجواز إعطاء المواطن حق تغيير ولائه الوطني لمن يشاء ومتى يشاء.

    والردة ليست مجرد موقف عقلي، لكي يقتصر الحديث فيها على مناقشة مبدأ حرية الاعتقاد، بل هي أيضًا تغيير للولاء، وتبديل للهوية، وتحويل للانتماء. فالمرتد ينقل ولاءه وانتماءه من أمة إلى أمة أخرى، ومن وطن إلى وطن آخر، أي من دار الإسلام إلى دار أخرى، فهو يخلع نفسه من أمة الإسلام التي كان عضوًا في جسدها، وينضم بعقله وقلبه وإرادته إلى خصومها، ويعبر عن ذلك الحديث النبوي بقوله: "التارك لدينه المفارق للجماعة" كما في حديث ابن مسعود المتفق عليه. وكلمة المفارق للجماعة وصف كاشف لا منشئ؛ فكل مرتد عن دينه مفارق للجماعة.

    ومهما يكن من جرمه فنحن لا نشق عن قلبه، ولا نقتحم عليه بيته في غفلة منه، ولا نحاسبه إلا على ما يعلنه جهرة بلسانه أو قلمه أو فعله، وهو ما يكون كفرًا بواحًا صريحًا لا مجال فيه لتأويل أو احتمال، فأي شك في ذلك يُفسَّر لمصلحة المتهم بالردة.

    إن التهاون في عقوبة المرتد المعالن الداعية يعرض المجتمع كله للخطر، ويفتح عليه باب فتنة لا يعلم عواقبها إلا الله سبحانه، فلا يلبث المرتد أن يغرر بغيره وخصوصًا من الضعفاء والبسطاء من الناس، وتتكون جماعة مناوئة للأمة، تستبيح لنفسها الاستعانة بأعداء الأمة عليها، وبذلك تقع الأمة في صراع وتمزق فكري واجتماعي وسياسي قد يتطور إلى صراع دموي، بل إلى حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس.

    وهذا ما حدث بالفعل في أفغانستان مجموعة محدودة مرقت من دينها واعتنقت العقيدة الشيوعية بعد أن درس أفرادها في روسيا، وجُنِّدوا في صفوف الحزب الشيوعي، وفي غفلة من الزمن وثبوا على الحكم، وطفقوا يغيرون في هوية المجتمع كله بما تحت أيديهم من سلطات وإمكانات. ولم يسلم أبناء الشعب الأفغاني لهم، بل قاوم ثم قاوم، واتسعت المقاومة التي كونت الجهاد الأفغاني الباسل ضد المرتدين الشيوعيين الذين لم يبالوا أن يستنصروا على أهليهم وقومهم بالروس يدكون وطنهم بالدبابات ويقذفونه بالطائرات ويدمرونه بالقنابل والصواريخ، وهكذا كانت الحرب الأهلية التي استمرت عشر سنوات، وكان ضحاياها الملايين من القتلة والمصابين واليتامى والأرامل والثكالى، والخراب الذي أصاب البلاد، وأهلك الزرع والضرع.

    كل هذا لم يكن إلا أثرًا للغفلة عن المرتدين، والتهاون في أمرهم والسكوت على جريمتهم في أول الأمر. ولو عُوقب هؤلاء المارقون الخونة قبل أن يستفحل أمرهم لوقى الشعب والوطن شرور هذه الحرب الضروس وآثارها المدمرة على البلاد والعباد.

    محددات منهجية لا بد من مراعاتها

    الذي أريد أن أذكره في هذا المقام جملة أمور:

    الأول: أن الحكم بردة مسلم عن دينه أمر خطير جدا ويترتب عليه حرمانه من كل ولاء وارتباط بالأسرة والمجتمع، حتى إنه يفرق بينه وبين زوجة وأولاده إذ لا يحل لمسلمة أن تكون في عصمة كافر (11) كما أن أولاده يُفصَلون عنه؛ لأنه لا يكون مؤتمنًا عليهم، فضلاً عن العقوبة المادية التي أجمع عليها الفقهاء في جملتها.

    ولهذا وجب الاحتياط كل الاحتياط عند الحكم بتكفير مسلم ثبت إسلامه؛ لأنه مسلم بيقين، فلا يزال اليقين بالشك. ومن أشد الأمور خطرًا تكفير من ليس بكافر وقد حذرت من ذلك السنة النبوية أبلغ التحذير.

    الثاني: أن الذي يملك الفتوى بردة امرئ مسلم هم الراسخون في العلم من أهل الاختصاص الذين يميزون بين القطعي والظني، وبين المحكم والمتشابه، وبين ما يقبل التأويل وما لا يقبل التأويل، فلا يكفرون إلا بما لا يجدون له مخرجًا: مثل إنكار المعلوم من الدين بالضرورة، أو وضعه موضع السخرية من عقيدة أو شريعة، ومثل سب الله تعالى ورسوله، أو كتابة ذلك السبِّ علانية، ونحو ذلك.

    ومثال ذلك ما أفتى به العلماء من ردة الكاتب الإيراني سلمان رشدي، ومثله رشاد خليفة الذي بدأ بإنكار السنة؛ ثم أنكر آيتين من القرآن في آخر سورة التوبة؛ ثم ختم كفره بدعوى أنه رسول الله؛ قائلاً إن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وليس خاتم المرسلين. وقد صدر بذلك حكم الردة عليه من مجلس المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي. لكن لأهمية ودقة هذا الموقف لا يجوز ترك مثله للمتسرعين أو الغلاة، أو قليل البضاعة من العلم ليقولوا على الله ما لا يعلمون.

    الثالث: أن الذي ينفذ هذا الحكم هو ولي الأمر الشرعي، بعد حكم القضاء الإسلامي المختص؛ الذي لا يحتكم إلا إلى شرع الله عز وجل، ولا يرجع إلا إلى المحكمات البينات من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهما المرجعان اللذان يُرجَعُ إليهما إذا اختلف الناس، وهو الأمر الذي أكد عليه الله تعالى بقوله: "فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ" (النساء: 59).

    والأصل في القاضي في الضوابط الإسلامية أن يكون من أهل الاجتهاد، فإذا لم يتوافر فيه ذلك استعان بأهل الاجتهاد حتى يتبين له الحق، ولا يقضي على جهل، أو يقضي بالهوى فيكون من قضاة النار.

    الرابع: أن جمهور الفقهاء قالوا بوجوب استتابة المرتد قبل تنفيذ العقوبة فيه بل قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "الصارم المسلول على شاتم الرسول": هو إجماع الصحابة رضي الله عنهم. وبعض الفقهاء حدد مدة الاستتابة بثلاثة أيام وبعضهم بأقل وبعضهم بأكثر ومنهم من قال يستتاب أبدًا.

    وقد استثنى بعضهم الزنديق؛ لأنه يُظهِر غير ما يبطن؛ فلا توبة له وكذلك ساب الرسول صلى الله عليه وسلم لحرمة رسول الله وكرامته، فلا تقبل ممن يسبه توبة. وقد ألف ابن تيمية كتابه في ذلك.

    والمقصود بذلك الاستمهال، وتلك الاستتابة إعطاوه الفرصة ليراجع نفسه، عسى أن تزول عنه الشبهة، وتقوم عليه الحجة؛ إن كان يطلب الحقيقة بإخلاص. أما إن كان له هوى، أو يعمل لحساب آخرين فليوله الله ما تولى.

    ومن المعاصرين من قال: إن قبول التوبة إلى الله وليس إلى الإنسان. ولكن هذا في أحكام الآخرة. أما في أحكام الدنيا فنحن نقبل التوبة الظاهرة، ونقبل الإسلام الظاهر، ولا ننقب عن قلوب الخلق. فقد أمرنا الله تعالى أن نحكم بالظاهر، وأن الله وحده يتولى السرائر. وقد صح في الحديث أن من قالوا لا إله إلا الله عصموا دماءهم وأموالهم، وحسابهم على الله: يعني فيما انعقدت عليه قلوبهم.

    ومن هنا نقول: إن إعطاء عامة الأفراد حق الحكم على شخص ما بالردة، ثم الحكم عليه باستحقاق العقوبة، وتحديدها بأنها القتل لا غير، وتنفيذ ذلك بلا هوادة يحمل خطورة شديدة على دماء الناس وأموالهم وأعراضهم؛ لأن مقتضى هذا أن يجمع الشخص العادي الذي ليس لديه علم أهل الفتوى، ولا حكمة أهل القضاء، ولا مسئولية أهل التنفيذ، سلطات ثلاثًا في يده؛ يفتي – أو بعبارة أخرى يتهم، ويحكم، وينفذ، فهو الإفتاء والادعاء والقضاء والشرطة جميعًا.

    اعتراضات مردودة لبعض المعاصرين

    ولقد اعترض بعض الكتَّاب في عصرنا من غير أهل العلم الشرعي على عقوبة الردة بأنها لم ترد في القرآن الكريم، ولم ترد إلا في حديث من أحاديث الآحاد، وأحاديث الآحاد لا يؤخذ بها في الحدود، فهم لذلك ينكرونها.

    وهذا الكلام مردود من عدة أوجه:

    أولاً: أن السنة الصحيحة مصدر للأحكام العملية باتفاق جميع المسلمين. وقد قال الله تعالى: "قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ" (النور: 54)، وقال أيضًا: "مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ" (النساء: 80).

    وقد صحت الأحاديث الآمرة بقتل المرتد، ونفذها الصحابة في عهد الخلفاء الراشدين.

    والقول بأن أحاديث الآحاد لا يُؤخَذ بها في الحدود غير صحيح. فجميع المذاهب المتبوعة أخذت بأحاديث الآحاد في عقوبة شارب الخمر، مع أن ما ورد في عقوبة الردة أصح وأوفر وأغزر مما ورد في عقوبة شرب الخمر.

    ولو صح ما زعمه هؤلاء من أن أحاديث الآحاد لا يعمل بها في الأحكام لكان معناه إلغاء السنة من مصدرية التشريع الإسلامي، أو على الأقل إلغاء 95% إن لم نقل 99% منها، ولم يعد هناك معنى لقولنا اتباع الكتاب والسنة.

    فمن المعروف لدى أهل العلم أن أحاديث الآحاد هي الجمهرة العظمى من أحاديث الأحكام، والحديث المتواتر الذي هو مقابل الآحاد نادر جدًا، وبلغت ندرته حد أن زعم بعض أئمة الحديث أنه لا يكاد يوجد، كما ذكر ذلك الإمام ابن الصلاح في مقدمته الشهيرة في علوم الحديث.

    إلا أن كثيرًا ممن يتناولون هذا الأمر لا يدركون معنى حديث الآحاد، ويحسبون أنه الذي رواه واحد فقط. وهذا خطأ. فالمراد بحديث الآحاد ما لم يبلغ درجة التواتر، وقد يرويه اثنان أو ثلاثة أو أربعة أو أكثر من الصحابة، ويرويه عنهم أضعاف هذا العدد من التابعين.

    وحديث قتل المرتد رواه جمع غفير من الصحابة، ذكرنا عددًا منهم، فهو من الأحاديث المستفيضة المشهورة.

    ثانيًا: أن من مصادر التشريع المعتمدة لدى الأمة مصدر الإجماع. وقد أجمع فقهاء الأمة من كل المذاهب، السنية وغير السنية، والفقهاء من خارج المذاهب على عقوبة المرتد وأوشكوا أن يتفقوا على أنها القتل، إلا ما رُوي عن عمر والنخعي والثوري ولكن التجريم في الجملة مجمع عليه.

    ثالثًا: أن من علماء السلف من قال إن آية المحاربة المذكورة في سورة المائدة تختص بالمرتدين، وهي قوله تعالى: "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا..." (المائدة: 33). وممن قال بأن هذه الآية للمرتدين أبو قلابة وغيره (12).

    وقد نقلنا من كلام ابن تيمية أن محاربة الله ورسوله باللسان أشد من المحاربة باليد وكذلك الإفساد في الأرض. ومما يؤيد ذلك أن الأحاديث التي قررت استباحة دم المسلم بإحدى ثلاث، ذكر منها "... ورجل خرج محاربًا لله ورسوله فإنه يقتل أو يُصلب أو يُنفى من الأرض" كما في حديث عائشة، بدلاً من عبارة ارتد بعد إسلامه أو التارك لدينه.. إلخ، وهو ما يدل على أن الآية تشمل المرتدين الداعين إلى ردتهم.

    وفي القرآن يقول الله تبارك وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَّرْتَدَّ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ" (المائدة: 54).

    وهذا يدل على أن الله هيأ للمرتدين من يقاومهم، من المؤمنين المجاهدين الذين وصفهم الله بما وصفهم به، مثل أبي بكر والمؤمنين معه، الذين أنقذوا الإسلام من فتنة الردة.

    وكذلك جاءت مجموعة من الآيات في شأن المنافقين، تبين أنهم حموا أنفسهم من القتل بسبب كفرهم عن طريق الأيمان الكاذبة، والحلف الباطل لإرضاء المؤمنين، كما في قوله تعالى: "اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً" (المجادلة: 16)، "يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ" (التوبة: 96)، "يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ..." (التوبة: 74). فالآيات تؤكد أنهم ينكرون أنهم كفروا، ويؤكدون ذلك بأيمانهم، ويحلفون أنهم لم يتكلموا بكلمة الكفر، فدل ذلك على أن الكفر إذا ثبت عليهم بالبينة، فإن جنتهم تكون قد انخزمت، وأيمانهم الفاجرة لم تغن عنهم شيئًا(13).

    أعـظم الردة: ردة السـلطان

    وأخطر أنواع الردة: ردة السلطان، ردة الحاكم، الذي يُفترَض فيه أن يحرس عقيدة الأمة، ويقاوم الردة، ويطارد المرتدين، ولا يُبقي لهم من باقية في رحاب المجتمع المسلم، فإذا هو نفسه يقود الردة، سرًا وجهرًا، وينشر الفسوق سافرًا ومقنعًا، ويحمي المرتدين، ويفتح لهم النوافذ والأبواب، ويمنحهم الأوسمة والألقاب، ويصبح الأمر كما قال الشاعر العربي:

    وراعي الشاة يحمي الذئب عنها *** فكيف إذا الرعاة لها ذئاب؟!

    نرى هذا الصنف من الحكام، مواليًا لأعداء الله، معاديًا لأولياء الله، مستهينًا بالعقيدة، مستخفًا بالشريعة، غير موقِّر للأوامر والنواهي الإلهية والنبوية، مهينًا لكل مقدسات الأمة ورموزها، من الصحابة الأبرار، والآل الأطهار، والخلفاء الأخيار، والأئمة الأعلام، وأبطال الإسلام. وهؤلاء يعتبرون التمسك بفرائض الإسلام جريمة وتطرفًا مثل الصلاة في المساجد للرجال، والحجاب للنساء. ولا يكتفون بذلك، بل يعملون وفق فلسفة "تجفيف المنابع" التي جاهروا بها في التعليم والإعلام والثقافة، حتى لا تنشأ عقلية مسلمة، ولا نفسية مسلمة. وهم لا يقفون عند هذا الحد، بل يطاردون الدعاة الحقيقيين، ويغلقون الأبواب في وجه كل دعوة أو حركة صادقة، تريد أن تجدد الدين، وتنهض بالدنيا على أساسه.

    والغريب أن بعض هذه الفئات – مع هذه الردة الظاهرة - تحرص على أن يبقى لها عنوان الإسلام، لتستغله في هدم الإسلام، ولتعاملهم الأمة على أنهم مسلمون، وهم يقوضون بنيانها من الداخل. وبعضها تجتهد في أن تتمسح بالدين، بتشجيع التدين الزائف، وتقريب الذين يحرقون لها البخور من رجاله ممن سمَّاهم بعض الناس "علماء السلطة عملاء الشرطة".

    وهنا يتعقد الموقف، فمن الذي يقيم الحد على هؤلاء؟ بل من الذين يُفتي بكفرهم أولاً، وهو كفر بواح كما أسماه الحديث النبوي الشريف؟ (14)، ومن الذين يحكم بردتهم وأجهزة الإفتاء الرسمي والقضاء الرسمي في أيديهم؟

    ليس هناك إلا "الرأي العام" المسلم، والضمير الإسلامي العام، الذي يقوده الأحرار من العلماء والدعاة وأهل الفكر، والذي لا يلبث - إذا سدت أمامه الأبواب، وقطعت دونه الأسباب - أن يتحول إلى بركان ينفجر في وجوه الطغاة المرتدين. فليس من السهل أن يفرِّط المجتمع المسلم في هويته، أو يتنازل عن عقيدته ورسالته، التي هي مبرر وجوده، وسر بقائه.

    وقد جرب ذلك الاستعمار الغربي الفرنسي في الجزائر، والاستعمار الشرقي الروسي في الجمهوريات الإسلامية في آسيا. ورغم قسوة التجربة وطولها هنا وهناك، لم تستطع اجتثاث جذور الهوية الإسلامية، والشخصية الإسلامية. وذهب الاستعمار والطغيان، وبقي الإسلام، وبقي الشعب المسلم.

    غير أن الحرب التي شُنَّت على الإسلام ودعاته من بعض الحكام "الوطنيين" العلمانيين والمتغربين في بعض الأقطار - بعد استقلالها - كانت أحدَّ عداوة، وأشدَّ ضراوة من حرب المستعمرين.

    الردة المغلفة: النفاق المعاصر

    ولا يفوتنا هنا أن ننبه على نوع من الردة لا يتبجح تبجح المرتدين المعالنين، فهو أذكى من أن يعلن الكفر بواحًا صراحًا، بل يغلفه بأغلفة شتى، ويتسلل به إلى العقول تسلل الأسقام في الأجسام، لا تراه حين يغزو الجسم، ولكن بعد أن يبدو مرضه ويظهر عرضه، فهو لا يقتل بالرصاص المدوّي، بل بالسم البطيء يضعه في العسل والحلوى. وهذا يدركه الراسخون في العالم، والبصراء في الدين، ولكنهم لا يملكون أن يصنعوا شيئًا أمام مجرمين محترفين، لا يمكِّنون من أنفسهم، ولا يدعون للقانون فرصة ليمسك بخناقهم. فهؤلاء هم "المنافقون" الذين هم في الدرك الأسفل من النار.

    إنها "الردة الفكرية" التي تطالعنا كل يوم آثارها؛ في صحف تُنشَر، وكتب تُوزَّع، ومجلات تُباع، وأحاديث تُذاع، وبرامج تُشاهَد، وتقاليد تروج، وقوانين تَحكُم.

    وهذه الردة المغلفة - في رأيي - أخطر من الردة المكشوفة، لأنها تعمل باستمرار، وعلى نطاق واسع، ولا تقاوم كما تقاوم الردة الصريحة، التي تحدث الضجيج، وتلفت الأنظار، وتثير الجماهير.

    إن النفاق أشد خطرًا من الكفر الصريح. ونفاق عبد الله بن أُبيِّ ومن تبعه من منافقي المدينة، أخطر على الإسلام من كفر أبي جهل ومن تبعه من مشركي مكة. ولهذا ذم القرآن في أوائل سورة البقرة: "الذين كفروا" (البقرة: 6) أي المصرحين بالكفر في آيتين اثنتين فقط، وذكر المنافقين في ثلاث عشرة آية.

    إنها الردة التي تصابحنا وتماسينا، وتراوحنا وتغادينا، ولا تجد من يقاومها. إنها – كما قال شيخ الإسلام الندوي - ردة ولا أبا بكر لها.

    إن الفريضة المؤكدة هنا، هي محاربتهم بمثل أسلحتهم: الفكر بالفكر، حتى تنكشف أوراقهم، وتسقط أقنعتهم، وتُزال شبهاتهم بحجج أهل الحق.

    صحيح أنهم ممكَّنون من أوسع المنابر الإعلامية: المقروءة والمسموعة والمرئية، ولكن قوة الحق الذي معنا، ورصيد الإيمان في قلوب شعوبنا، وتأييد الله تعالى لنا، كلها كفيلة بأن تهدم باطلهم على رؤوسهم: "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ" (الأنبياء: 18)، "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ" (الرعد: 17). وصدق الله العظيم.

                  

02-21-2005, 10:21 PM

أيمن جبارة الله الخضر

تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وسام فؤاد: قضية الردة.. هل تجاوزتها المتغيرات؟ (Re: أيمن جبارة الله الخضر)

    قضية الردة.. هل تجاوزتها المتغيرات؟


    وسام فؤاد

    "حد الردة".. هل هذه العبارة صحيحة؟ أم أنها تتضمن تجاوزًا صاغته مذاهب فقهية في إطار قراءتها الخاصة لمجموعة الأصول: القرآنية والنبوية، التي تطرقت إلى عملية الانتقال من دين الإسلام إلى غيره من الأديان أو الأفكار العقائدية، وكذا عملية الاستهزاء بالمقدسات الإسلامية، بدءًا من الله –عز وجل- وحتى المعلوم من الدين بالضرورة، مرورًا بالتعامل غير اللائق مع الذات النبوية الشريفة.

    قضية الردة وحمى التساؤلات:

    وقضية الردة من القضايا التي تثير تساؤلات حقيقية لدى قطاع عريض من الناس؛ بسبب تغير الظروف الاتصالية في العالم المعاصر، ناهيك عن أنها تمثل محورًا هامًا من محاور تقييم الحالة الحوارية التي ينشد حاملو لواء المشروع الإسلامي إشاعتها في إطار تحاورهم مع الذوات الحضارية المختلفة، ومن بينها الحضارة الغربية، بالإضافة إلى الحوار "الإسلامي – العلماني" في الدول العربية والإسلامية. وهذان المستويان يطرحان بدورهما تساؤلات لا حصر لها، ينبغي على المثقف الإسلامي -فضلاً عن فقهاء ومفكري العصر- حمل همومها.

    وتشهد قضية الردة خلافًا على مستويات عديدة على النحو التالي:

    1- في حين يتجه جُل فقهاء المذاهب الفقهية المختلفة للتعامل مع الردة، باعتبارها حدًّا من حدود الله، فإن بعض الفقهاء المعاصرين -بما جمعوه من مجمل أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم نتاجًا لثورة الاتصالات وصناعة المعلومات، فضلاً عن تفاسير القرآن الكريم- لا يرون في هذه القضية حدًّا من الحدود. ولديهم من الحجج ما يردون به على كل صور استدلال بعض الفقهاء القدامى ومتَّبعيهم من الأصول القرآنية والنبوية، الذين يرون أن الردة حد من الحدود.

    2- حتى الفقهاء الذين يرون في الردة حدًّا من حدود الله أنفسهم اختلفوا في تفصيلات كل شيء يتعلق بقضية الردة، وبخاصة مسألة الاستتابة، بما يحيل هذه القضية إلى حيز المختلف فيه، الذي يستحيل معه أن يصير الأمر حدًا ثابتًا ومستقرًا.

    إن كون هذه القضية مثيرة للخلاف على هذا النحو العميق بحاجة لوقفة. فمتى كان الحد -وهو عقوبة إلهية مقدَّرة لا راد لها- محل خلاف على هذا المستوى الجذري العميق؟ وبعبارة أخرى: متى أُثِير الخلاف حول حد السرقة، أو الحرابة، أو الزنا، أو غيرها من الحدود بصورة تتعلق بوجود هذا الحد أصلاً؟؟

    والإجابة هنا بالنفي قطعًا. فكل الخلاف الذي ثار في مواجهة هذه الحدود يتعلق بإدارة الظروف والملابسات المحيطة بها، ولا يتعلق بوجودها. وهذا الحال جعل بعض الفقهاء المعاصرين يرون السؤال عن وجود هذا الحد من القوادح في كونه حدًا، ، غير أن مثل هذه القضية لا يمكن الوقوف فيها عند رأي عالم واحد، مهما عظم وزنه وعلت درجته في مراتب العلم، ولا بد من نقاش مفتوح ومعمق بين العلماء لتمحيص هذه القضية.

    وإذا كان المنافحون عن أن الردة ليست حدًا من الحدود قد ناقشوا كل الأدلة التي استند إليها القائلون بأن الردة حد باستثناء دليل الإجماع، فإن فريق العلماء الرافض اعتبار الردة من الحدود قد قدَّم شواهد ترد القول القائل بحدوث إجماع على أن الردة حد من الحدود الشرعية. ومن بين هذه الشواهد أن الصحابي الجليل الفاروق عمر رضي الله تعالى عنه كان يرى في الردة السجن، ويتبعه كثير من التابعين في هذا. وهناك فريق من الفقهاء ذهب إلى أن الاستتابة من جريمة الردة تكون أبدًا؛ أي أن المرتد لا يُقتل، بل يُستَتَاب طيلة حياته في رأي البعض.

    والاستتابة أبدًا – كمبدأ – دفعت بعض المفكرين الإسلاميين والعلمانيين للتساؤل عما إذا كان هذا المبدأ (مبدأ الاستتابة أبدًا) يرفض -في جوهره- اعتبار الردة حدًا. ثم من الذي يقرر مثل هذا المقصد في هذا الرأي الفقهي؟ ولذا لابد من إعادة فتح هذا الملف الحساس.

    مشروعات الحوار والحاجة لتحديد الموقف من قضية الردة:

    قضية الردة تُعد من أخطر القضايا المطروحة على جدول أعمال الحالة الحوارية التي يريد القائمون على إعلاميات الدين الإسلامي إثارتها مع الغرب والشرق في حالة حوار الحضارات أو الثقافات، أو مع العلمانيين في حالة الحوار "الإسلامي – العلماني" في المجتمعات العربية والإسلامية، ناهيك عن أنها تُعد قضية حاضرة بمستوى ما في حالة الحوار "الإسلامي ـ المسيحي"، باعتبارها دالة على تحصن العقيدة الإسلامية ضد الاختراق، ووثوق أهلها في صدقية الرسالة المحمدية، وعدالة تعاليمها؛ بما ينأى بها - عمليًا - عن احتياج ضرب الحواجز أمام معتنقي الإسلام إن كانوا من المتشككين في سموه ورقيه، أو هكذا يثير الآخر المسيحي هذه القضية في وجه علماء الدين الإسلامي، وفي مواجهة سائر حَمَلَة المشروع الإسلامي.

    وهناك عدة تحديات تواجه تلك الحالة الحوارية؛ فهناك تحديات مثل الصورة الذهنية النمطية السلبية التي يتم ترويجها في الغرب عن الإسلام والمسلمين، وهناك اعتبارات تأمين وجود المسلمين في الغرب باعتبارهم -أو باعتبار جُلِّهم- طليعة الدعاة إلى الله وإلى الإنسانية المتحررة من إسار العنصرية الغربية، وهناك اعتبارات الترغيب في الدين ودعوة الآخرين إليه.

    وأما على صعيد الحوار "الإسلامي ـ العلماني" في الدول الإسلامية والعربية فقضية الردة لدى الجانب الإسلامي، وقضية التهجم على المقدسات بزعم تحطيم التابوت الديني لدى الجانب العلماني من أهم القضايا المتعلقة بتواصل هذا الحوار.

    ثورة الاتصالات وأثرها على قضية الردة:

    تعتبر ثورة الاتصالات من العوامل المرتبطة بالعولمة، والتي تطرق باب قضية الردة بصورة متوالية، لكنها أقل حدة من العامل السابق المرتبط بالحالة الحوارية.

    وكانت مواقف فقهاء الإسلام من قضية الردة تنبني على منظور حماية المجتمع، وتأمينه من مصادر الفتنة. غير أن تلك النظرة التي تنتمي لعصر ما قبل ثورة الاتصالات تقوم على أساسين جعلتهما ثورة الاتصالات محل تساؤل:

    الأساس الأول: القدرة على تجسيد ظاهرة الردة؛ أي اتهام أشخاص محددين بالردة؛ وهو ما يعني إمكان الانتباه لهم، والاحتراز منهم ومن مقولاتهم في مواطن تدافع الأفكار والحجج.

    الأساس الثاني: استثمار القدرة الضبطية للدولة -في بعض الأحيان- لمنع تداول كتابات وأفكار المرتدين، وحظر وصولها لمن يُخشَى عليهم من التأثر بهذه الأفكار. فالدول الإسلامية بمؤسساتها المختلفة تستطيع التأثير على حجم تداول أفكار أولئك الذين يتم الحكم برِدَّتهم.

    غير أن هذين الأساسين باتا محل تساؤل في عصر ثورة الاتصالات، بحيث لا يمكن القول بأن إشهار سلاح الردة في وجههم صار ماضيًا يمنع وصول الأفكار المرفوضة إلى غير المتخصصين وغير المثقفين. وبيان هذا التجاوز يكون عبر معالجة كل أساس منهما على حِدة، على النحو التالي:

    أ - تجسيد ظـاهرة الردة:

    فأما على صعيد تجسيد الظاهرة - الذي كان يستهدف إعلان أسماء المرتدين، بما يتيح للعامة بعد الخاصة الاحتراز منهم، وأخذ الحذر عند التعامل معهم - لم يعد هذا التجسيد ذا فاعلية.

    فإن برنامجًا بسيطًا من برامج البريد الإلكتروني يمكن فيه لأي شخص أن يكوِّن عنوانًا إلكترونيًا، وأن يضيف إلى ذاكرته آلاف العناوين الإلكترونية لمرتادي الشبكة، ومراسلتهم بأسماء وهمية، وتبليغ أفكاره لهم بمنتهى الإلحاح الممكن والكثافة المتاحة، ولا يقف في طريقهم هذا سوى حظر جمهورهم المستهدف لما يرسلونه من رسائل. وهذا بدوره لا يمنعهم بصورة كلية؛ فبإمكان هؤلاء تغيير أسمائهم وعناوينهم الإلكترونية، ومعاودة تبليغ رسالتهم، وتلوينها بأسماء جميلة، ومواقع ذات تصميم جذاب؛ اعتمادًا على سمة العصر المتمثلة في سيادة القيم البصرية على القيم الموضوعية.

    وبالإضافة إلى عناوين البريد الإلكترونية، ومواقع شبكة العنكبوت الشاسعة، هناك المجموعات الإلكترونية (E-Group) أو (E-Community) التي يمكن بها لأي حامل فكرة أن يجمع مريديه وأنصاره ومؤيديه في هذه المجموعة، ودعوة كل من يمكنه تحصيل عناوينهم إلى هذه المجموعة.

    وفي هذا الإطار تدخل اعتبارات أخرى غير موضوعية كالتمويل والتجميل والكتابة الجيدة المتمتعة بمواصفات تحريرية قياسية، وغيرها من الاعتبارات التي لا ترتبط بجوهر الفكرة التي يتم الترويج لها.

    كل هذه الاعتبارات تلغي المكاسب المستندة على تجسيد الفكر المرفوض -من منظور إسلامي- في صورة أشخاص معينين.

    لكن على صعيد آخر، ألقت هذه الخصيصة الاتصالية الكرة في ملعب المتلقّي ومدى تحصنه، هذا التحصن الذي يجعله واعيًا بمحتوى المادة الاتصالية التي بلغته، بصرف النظر عن خصائصها الشكلية الجاذبة؛ وهو ما يعني تحول مركز الثقل من مكافحة الفكر المرفوض لصالح العمل لوقاية غير المتخصص، وغير المثقف، وتوعيته .

    وبعيدًا عن شبكة الإنترنت هناك القنوات الفضائية، وهذه القنوات تصبّ في نفس الإطار؛ حيث يمكن لهذه القنوات المزج بين البرامج والمواد الدرامية التي تشكل مصدرًا لجذب المشاهدين، والبرامج التي تروج للفكر المرفوض من منظور الرؤية المعيارية الإسلامية، وهذا أيضًا يصب في صالح ضرورة العمل على توعية المشاهد.

    وكلتا الوسيلتين ترتب قضية الوعي كتحدٍّ أول، وذلك بصرف النظر عن روافد بناء هذا الوعي وتشكيله، لكن المحصلة هي هذا التحول من بيان انحراف الفكر المرفوض إلى توعية المستهدفين من هذا الفكر المرفوض بطرق اكتشافه ووسائل توقي آثاره.

    ب - استثمار العلاقة مع السلطة:

    وعلى صعيد ثانٍ، نجد أن الأساس الثاني الذي قام عليه فكر منافحة الردة والمرتدين تمثل في الاحتكام للسلطة كوسيلة من وسائل تفادي وصول الفكر المرفوض للعامة المستهدَفين.

    فتاريخ الفقه الذي تناول قضية الردة كان يستند لوجود سلطة حاملة للرسالة الإسلامية، ومستعدة لاستخدام موارد هذه السلطة لحماية الدين من مصادر تهديده، وينطبق هذا الوضع في دول حالية مثل موقف إيران من سلمان رشدي، ومصر من نصر حامد أبو زيد، والكويت من عالية شعيب... إلخ.

    وهذا الأساس واجه صعوبات في الفترة الأخيرة تمثل في تأثير ثورة الاتصال على تآكل سيطرة الدولة على حدودها؛ فالفضائيات والإنترنت اليوم تتجاوزان قضية إمكان سيطرة الدولة على حركة انتقال الأفكار فوق سطح إقليمها. فقديمًا كان يمكن للدولة أن تحتكر التدفقات الاتصالية والإعلامية من خلال سيطرتها على إقليمها وحدودها. أما اليوم فالهاتف والفاكس والتليكس والقنوات الفضائية والإنترنت.. كل هذه الوسائل الاتصالية الحاملة للمحتويات الفكرية والوجدانية المختلفة لا تقف عند الحدود الإقليمية للدول، كما كان الحال بالنسبة للكتب والمجلات والصحف. فالفرد العادي يمكنه بضغطة زر أن يتصل بأي مكان في العالم، وأن يحصل منه على أي محتوى فكري يريده. وتقلصت قدرات الدولة على السيطرة: من إمكانيات المنع إلى إمكانيات التجسس وحسب، وحتى هذه الأخيرة تتجاوزها القدرات التكنولوجية يومًا بعد يوم.

    هذه التأثيرات التي تحدثنا عنها لقدرة الثورة الاتصالية على تجاوز الهيكل القديم للسيادة وقيوده تؤدي إلى مجموعة تغيرات في منظور معالجة قضية الردة.

    فعلى أول الأصعدة نجد اتجاه المعطيات الجديدة نحو التركيز على موضوع الانحراف العقدي لا الشخص الضال؛ فالتجسيد لظاهرة الردة لم يعد الوسيلة المثلى لتأمين إيمان المجتمع المسلم، بسبب قدرة الفكر المرفوض على الالتفاف حول هذا التجسيد ، والتخفي خلف جُدُر التكنولوجيا، أو الأشكال الدرامية الحاملة لهذا الفكر.

    ومن هنا فإن ثورة الاتصال تدفع للتركيز على الفكر المرفوض نفسه. وهذا المنهج ليس غريبًا على علماء الإسلام ودعاته. ولعل نموذج الشبهات المثارة حول الإسلام منذ يومه الأول تعطينا مثالاً واضحًا على حالة التركيز على الموضوع.

    فكثرة من الكتابات التي تتناول هذه الشبهات لا تكاد تذكر أو تدرك قائل الشبهة، لكنها تركز على هذه الشبهة، وكيفية مواجهتها فقط باعتبار هذين الأمرين مفتاحي الإفادة من طَرْق هذا الباب.

    وعلى صعيد ثان فإن ثورة الاتصالات تدفع العلماء والمثقفين إلى التركيز على توعية الجمهور المسلم لا مكافحة الفكر المرفوض؛ فمنع الفكر المرفوض لم يعد بنفس الفاعلية القديمة، وأصبح الأكثر جدوى الاتجاه نحو توعية الجهور المسلم؛ لأنه صار المستهدف والحكم في آن واحد، فهو الذي يتوجه إليه الفكر المرفوض بالخطاب، وهو الذي يقرر التعاطي مع هذا الفكر سلبًا أو إيجابًا.

    إن هذا الوضع يدفع الكثيرين للتساؤل حول مدى تأثير ذلك على التناول الفقهي المعاصر لقضية الردة.

    الحاجة الأصيلة للتصحيح الذاتي:

    وقبل هذه الاعتبارات السابقة الناجمة عن متطلبات وشروط الحالة الحوارية التي ينشدها حَمَلة المشروع الإسلامي ودعاته، هناك اعتبار الرغبة، أو الحاجة الخالصة للتصحيح الذاتي؛ فهناك عدة مسلمات استقرت في الوجدان الفقهي أو الاجتماعي، وهي ليست بمسلمات.. بعضها يمكن أن نطلق عليه استجابة لظروف معينة، وهي تلك المسلمات التي استقرت في الوجدان الفقهي نفسه، وبعضها استقر في الوجدان الاجتماعي في بعض المناطق تعديًا على الشريعة ذاتها. وللأسف تم هذا التعدي باسم الإسلام، ومن أمثلة هذه الحالة الأخيرة الامتناع عن توريث المرأة في بعض مناطق العالم الإسلامي، وخلع إمكانية أن تحظى ببعض الولاية على الأصعدة الخاصة بها، ويحاول البعض أن يجعل من قضية الردة مثالا للحالة الأولى. فهل هذه الأقوال معتبرة في الفقه. إن هذا السؤال ناتج عن منهج إسلامي مستقيم، قوامه إما إزالة الشبهات، أو تجديد الدين بالعودة مجددا إلى أصوله عند اشتداد التفرق. هذان هما الطريقان المطروحان أما الأمة وعلمائها. فأي طريق يسلكون؟.
                  

02-21-2005, 10:22 PM

أيمن جبارة الله الخضر

تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د.كمال المصري: "الردة".. الخروج "من" أم الخروج "على" (Re: أيمن جبارة الله الخضر)

    "الردة".. الخروج "من" أم الخروج "على"

    د.كمال المصري

    حين نتحدث عن الردة، فإنه من الخطأ الجسيم أن يكون حديثنا عامًّا ومبهمًا؛ لأننا نتحدث عن أرواح تُزهَق، ودماء تراق، وقد علَّمنا ديننا أن نحتاط كل الاحتياط حين نتعامل مع هذه الأمور.

    ومن وجهة نظري الشخصيَّة أنَّ النقطة الفاصلة في موضوع "الردَّة" برمَّته تكمن في الحديث عن: "الخروج من الإسلام"، و"الخروج على الإسلام".

    لو استطعنا أن نفهم هذه النقطة، واستوعبناها جيداً، لألغينا كلَّ شبهةٍ ترد عن "الردَّة"، ولأمكننا أن نفهم النصوص والوقائع الواردة فيها باتساقٍ ودون تعارض، ولغدا من اليسير أن نجمع - في مكانٍ واحدٍ - كلَّ من تحدَّث في قضيَّة قتل المرتدّ: الرافضين لذلك، والموافقين عليه.

    ويبدو لي أن هناك خلطاً شديداً عند من يقولون بوجوب قتل المرتدِّ بين هذين الأمرين المختلفين: "الخروج على الإسلام" و"الخروج من الإسلام"، فقد تم الحديث عنهما وكأنهما متماثلان.

    والواقع أن ثمة فارقًا كبيرًا بينهما، لأن "الخروج على الإسلام" هو تعدٍّ بقصد الإساءة أو العبث بالدين، ويشمل في نفس الوقت المساس بأمن وسلامة الأمة ونظام الدولة، ويخلُّ بمكانتها الاجتماعية والسياسية، ويهددها بالتفرق والتشرذم والانهيار، وهو ما نهى الله تعالى عنه وحذَّر منه أشدَّ التحذير في قوله:

    "وَأَطِيعُواْ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" (الأنفال: آية 46).

    "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (آل عمران: آية 104 - 105).

    ومما لا ريب فيه أن "الخروج على الإسلام" حين يحدث يُعدُّ جرمًا ضد نظام الحكم في الدولة، كما أنه خروجٌ على أحكام الدين الذي تعتنقه الأمة، ويُعتَبر حينذاك مرادفاً لجريمة "الخيانة العظمى" التي تحرمها كل الشرائع والدساتير والقوانين.

    وهذا العقاب لم يكن مقتصراً على الدول التي يقوم الحكم فيها على أساس الدين، كما كان الحال في عصر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفي عهد الخلفاء الراشدين، وفي زمن كانت فيه أحكام الإسلام هي أساس الحكم.. بل نجد في الدول الحديثة التي لا تقوم على أساس الدين أن قوانين العقوبات فيها يجرم ويعاقب الأعمال التي تؤذي الشعور الديني، أو التي تمسُّ ما يجب احترامه من شعائر دينية.

    ولكن الأمر يختلف -ولا بد أن يختلف- حين الحديث عن "الخروج من الإسلام" بصورة فردية ليس فيها الاستهزاء بالدين، ولا تمثل تهديدًا للأمة أو لكيان الدين، ولا يقصد بها العبث بشعور أو شعائر المسلمين، وإنما منبعها الوحيد شعور "المرتد" بعدم الاقتناع بالإسلام والاقتناع بغيره، فيخرج من الإسلام في هدوء وفردية.

    وبنظرة سريعة على الأدلة الواردة في المرتدين يتضح لنا هذا الأمر بشكل جلي:

    روى الإمامان البخاري ومسلم عن جابر قال: إن أعرابياً بايع رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة فأتى النبيَّ فقال: يا محمد، أَقِلْني بيعتي، فأبى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم جاءه فقال: أَقِلْني بيعتي، فأبى، ثم جاءه فقال: أَقِلْني بيعتي، فأبى، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما المدينة كالكير، تنفي خبثها، وينصع طيبها"، وفي رواية البخاري: فبايعه على الإسلام.

    فلو لم يكن هناك تفريقٌ بين "الخروج على" و"الخروج من" لما كان مصير هذا الأعرابي إلا القتل.

    وفي هذا الإطار نجد قوله تعالى: "وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" (آل عمران: آية 72)، وهي إحدى الآيات التي نزلت بشأن بعض المرتدين في عصر الرسول -صلى الله عليه وسلم.

    يذكر الإمام القرطبي في تفسيره أن هذه الآية نزلت في كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف وغيرهما من اليهود، ثم يقول:

    "ومذهب قتادة أن اليهود فعلوا ذلك ليشككوا المسلمين": أي ليرتابوا في دينهم فيرجعوا عنه إلى اليهودية.

    ويقول الإمام ابن كثير: "هذه مكيدة أرادوها ليَلبِسوا على الضعفاء من الناس أمر دينهم، وهو أنهم اشتَوَروا بينهم أن يُظهِروا الإيمان أول النهار، ويصلُّوا مع المسلمين صلاة الصبح، فإذا جاء آخر النهار ارتدوا إلى دينهم ليقول الجهلة من الناس: إنما ردهم إلى دينهم اطِّلاعهم على نقيصةٍ وعيبٍ في دين المسلمين، ولهذا قالوا: "لعلهم يرجعون".

    وقد قال بهذا القول كذلك أبو مالك الغفاري، والسدي، والربيع، والطبري، والزمخشري، وهو مرويٌّ عن ابن عباس -رضي الله عنهما-.

    وفي تفسير قوله تعالى: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" (آل عمران: آية 85)، يذكر الإمام القرطبي أن هذه الآية نزلت في الحارث بن سويد، وكان من الأنصار ارتد عن الإسلام، هو واثنا عشر معه، ولحقوا بمكة كفارًا.

    وهاتان الآيتان توضحان أن الارتداد كان عادةً ذا صبغة جماعية لا فردية، بل إن الله تعالى لمَّا تحدَّث عمَّن يرتد عن دينه ذكر ذلك بصيغة الجمع:

    "كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (آل عمران: آية 86).

    ومن أدلِّ الأمثلة "حروب الردة" التي حدثت بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي بداية عهد خلافة أبي بكر -رضي الله عنه- حيث كان الارتداد جماعيًّا، حين أنكر المرتدون علانية خضوعهم لركن من أركان الإسلام، ولحكم من أحكام النظام الاجتماعي للأمة، وزادت ردتهم حين ظهر مُدَّعو النبوة الذين خرجوا على الأمة وعلى الدين كله، وكان خروجهم بقصد النيل منهما والكيد لهما.

    وكذلك كان الأمر في فعل علي -رضي الله عنه- بحرق القوم الذين ادعوا ألوهيته؛ لأنه رأى في ذلك تهديداً للدين وللأمة في آنٍ واحد، كما أنهم كانوا "قومًا" لا "فردًا".

    ولعل هذا ما يوحي به نص حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قتل المرتد: "… والتارك لدينه المفارق للجماعة"، فنص "المفارق للجماعة" يوحي بالانسلاخ من الكيان وإرادة الضرر به، فكان ترك الدين وحده ليس سببًا لحِل الدم، بل يجب مفارقة الجماعة أيضًا.

    ويؤيد ذلك أيضًا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "الصارم المسلول": "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد قبل توبة جماعة من المرتدين، وأمر بقتل جماعة آخرين، ضموا إلى الردة أمورًا أخرى تتضمن الأذى والضرر للإسلام والمسلمين، مثل أمره بقتل "مقيس بن حبابة" يوم الفتح، لمَّا ضم إلى ردته قتل المسلم وأخذ المال، ولم يتب قبل القدرة عليه.

    وأمر بقتل "القُرَنيين" لمَّا ضموا إلى ردتهم مثل ذلك، وكذلك أمر بقتل "ابن خطل" لمَّا ضم إلى ردته السبَّ وقتل المسلم، وأمر بقتل "ابن أبي السرح" لمَّا ضم إلى ردته الطعن والافتراء".

    وشاهدٌ آخر يؤيد ذلك، وهو ما رواه عبد الرزاق والبيهقي: "أن أنسًا عاد من "تُستَر" فقدم على عمر -رضي الله عنهما- فسأله: ما فعل الستة الرهط من بكر بن وائل الذين ارتدوا عن الإسلام فلحقوا بالمشركين، قال: يا أمير المؤمنين، قوم ارتدوا عن الإسلام، ولحقوا بالمشركين، قُتلوا بالمعركة، فاسترجع عمر: أي قال: "إنا لله وإنا إليه راجعون". قال أنس: وهل كان سبيلهم إلا القتل؟ قال: "نعم، كنت أعرض عليهم الإسلام، فإن أبوا أودعتهم السجن". وهذا هو قول إبراهيم النخعي في مسألة قتل المرتد، وكذلك قال الثوري.

    فلو كان حد كل المرتدين القتل، تُرى هل كان عمر -رضي الله عنه- يملك تغيير ذلك؟

    ثم هل فهم الفاروق رضي الله عنه من قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "من بدل دينه فاقتلوه" "أنه –صلى الله عليه وسلم- قد قال ما قال بوصفه إمامًا للأمة، ورئيسًا للدولة؟ أي أن هذا قرار من قرارات السلطة التنفيذية، وعمل من أعمال السياسة الشرعية، وليس فتوى وتبليغًا عن الله تعالى، تُلزَم به الأمة في كل زمان ومكان وحال، فيكون قتل المرتد وكل من بدل دينه، من حق الإمام، ومن اختصاصه، وصلاحية سلطته" كما يقول الدكتور يوسف القرضاوي.

    ويضاف إلى ما يَرِد على الحديث السابق أنَّ العديد من الفقهاء قد استثنوا قتل المرأة المرتدَّة من هذا الحديث، فإذا كان مجال الاستثناء مفتوحًا، فلماذا لا يكون المقصود بالحديث الخارجين على الإسلام لا الخارجين منه؟

    ويؤيِّد هذا عدم اعتبار العديد من العلماء "الردة" حدًّا من الحدود، إذ نقل شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام الماوردي عن العديد من العلماء أن "الردة" من الجرائم "التعزيرية"، وتقدير الجرائم "التعزيرية" على الرأي الراجح عند الفقهاء يُترَك لوليِّ الأمر أي "من بيده سلطان الحكم"، ويترتب على ذلك أنَّ له أن يقدِّر أية عقوبة يراها مناسبة، وما الإعدام إلا عقوبة من هذه العقوبات، وليس العقوبة الوحيدة، وطالما كان الأمر متروكاً لوليِّ الأمر فليس ثمة ما يُلزِمه بتقرير عقوبةٍ على فعلٍ إذا كانت ظروف المجتمع لا تتطلب تقريرها.

    ومن هذا ما قاله الشيخ أبو زهرة بخصوص حالة المسيحي الذي يعتنق الإسلام ليتخلص من زوجته المسيحية، أو لأنه يريد أن يتزوج من مسلمة، فإذا لم يُقَدَّر له الوفاق مع زوجته المسلمة طلقها وارتد عن الإسلام إلى دينه المسيحي، يقول الشيخ أبو زهرة:

    "يصح أن يُكتفى بتوقيع عقوبة الحبس عليه أو عقوبة الغرامة أو العقوبتين معًا".

    كما قد يكون أمر الردة ما قاله الشيخ عبد الوهاب خلاف:

    "تشريع راعى فيه حال البيئات الخاصة، فهو تشريع زمني يطبَّق في مثل بيئته".

    وفي هذا الأمر يقول الدكتور محمد عمارة:

    "الردة يصبح لها عقوبة دنيوية إذا كانت حرابةً وخروجاً على الأمة مثل الخيانة الوطنية، ولذلك، الحديث الذي يُستَند إليه في عقوبة الردة والقتل أنَّ من بدل دينه وفارق الجماعة، أي خرج على الأمة"، ثم قال:

    "إذا كانت الردة اختياراً فكريًّا، لكن صاحبها يعيش في الأمة وينتمي إليها ولا يخرج عليها أو يوالي أعداءها، يبقى ويُحاوَر إلى نهاية عمره، وهذا رأي بعض الفقهاء، والبعض قال حول الاستتابة: يستتاب ثلاثة أيام، وآخرون قالوا: شهراً حتى ثلاثة أشهر، وهناك من قال: يستتاب أبداً باعتبار أن هذا مرض يعرض للفكر مثل الأمراض العضوية، وهذا يعالَج.

    إنما الخطر هو في الدعوة للإلحاد، فهناك فارق بين حرية الاعتقاد وحرية الدعوة للإلحاد، لماذا؟ لأننا إذا اعتبرنا الإيمان الديني مقومًا من مقومات المجتمع، إذن الدعوة للإلحاد هي هدم لمقوم من مقومات المجتمع، وكل مجتمع له ثوابت لا يبيح حرية هدمها، وهذا ليس ضيقًا بالحرية، وإنما لأن العدوان عليها هو عدوان على حرية الآخرين".

    ومما يدعم كلَّ ذلك إن ثبت ما نُقِل عن الإمام ابن القيم في حديثه عن قتل المرتد، حيث اعتبر أن المرتد يقتل سياسة لا حدًّا، وأنها مسألة سياسية قُصِد بها حياطة المسلمين، وحياطة تنظيمات الدولة الإسلامية وأسرارها من تذرع أعدائها المتربصين بها للنيل منها بادعاء الإسلام، وقد أشار القرآن لهذا المعنى في الآية الكريمة : "وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" (آل عمران: آية 72).

    كما قد يكون في قول الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلا" (النساء: آية 137)، دليلٌ آخر على هذا التفريق، إذ إنها تنفي أي احتمالٍ لعقوبةٍ ما، فلو كانت عقوبة المرتد بكل أنواعه هي القتل، لما كان للمرتد هذه الفرصة في التردد بين الكفر والإيمان.

    وأخيرًا.. فلعل في هذا التقسيم أو الفصل بين "الخروج على الإسلام" و"الخروج من الإسلام" يكون قد جمع بين الأدلَّة، وخرج من مسألة اختلاف النصوص وتعارض الممارسات، ووصل -عبر النصوص والوقائع- إلى منطقة تسمح بالتقاء الطرفين: القائلين بقتل المرتد، والمانعين لقتله.

    ومسألة الجمع بين النصوص والأدلة هي الأَوْلى دوماً كما ينصُّ الأصوليون والفقهاء.. والله تعالى أعلم.

                  

02-21-2005, 10:23 PM

أيمن جبارة الله الخضر

تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أ. د. محمد سليم العوا: عقوبة الردة تعزيرًا لا حدًّا (Re: أيمن جبارة الله الخضر)

    عقوبة الردة تعزيرًا لا حدًّا




    د. محمد سليم العوا

    تمهيد:

    "الردة" لغة تعني: الرجوع، وشرعًا تعني: كفر المسلم بقول أو فعل يُخرجه عن الإسلام (1). والرأي السائد في الفقه الإسلامي يذهب إلى اعتبار الردة جريمة حد، يُعاقب عليها بالقتل؛ أي الإعدام (2).

    وجرائم الحدود تجُبُّ عقوباتها كحق لله تعالى (أي لتحقيق مصلحة عامة)، ويجب توقيع الحد كلما ثبت ارتكاب الجريمة الموجبة له، بحيث لا يجوز العفو عنها أو تخفيضها.

    ودراسة الردة تقتضي أن نتبين مدى انطباق أحكام جرائم الحدود وعقوباتها عليها؛ لنرى بعد ذلك ما إذا كانت تُعتبر من جرائم الحدود أم لا؟ وما إذا كانت تُعتبر عقوبتها حدًا مقدرًا لا يقبل التغيير؟ أم أنها تدخل في إطار نوع آخر من الجرائم، وتدخل عقوبتها كذلك في إطار نوع آخر من العقوبات؟

    ولذلك فسوف نقسِّم دراستنا لهذه الجريمة على نحو يحقق الوصول إلى إجابة عن هذا التساؤل؛ فنبدأ بدراسة النصوص القرآنية في شأن الردة، ثم نستعرض الأحاديث النبوية المتعلقة بها، ونناقش بعد ذلك ما انتهى إليه الفقه الإسلامي، أو الرأي السائد فيه، من اعتبار الردة جريمة من جرائم الحدود، يُعاقَب عليها بعقوبة مقدرة ذات حدٍ واحد، وهي عقوبة الإعدام.

    ومن الجدير بالبيان –بادئ ذي بدء– أننا في دراستنا لجريمة الردة إنما نناقش فحسب وضع العقوبة بين عقوبات الحدود أو في نطاق غيرها من العقوبات. أما تجريم الردة، ووجوب فرض عقاب عليها، فهما أمران مسلَّمان، ولا يدخلان بالتالي في نطاق بحثنا.

    وبعبارة أخرى فإن السؤال الذي نحاول هنا أن نجيب عنه –مع التسليم بأن الردة جريمة في النظام الجنائي الإسلامي– هو: هل تعتبر العقوبة المقررة لهذه الجريمة من عقوبات الحدود، بحيث ينطبق عليها تعريف هذه العقوبات وتثبت لها خصائصها؟ أو أنها عقوبة أخرى، ليست من عقوبات الحدود، ولها بالتالي خصائصها المستقلة؟ وفي إطار محاولة الإجابة عن هذا السؤال فقط تدور دراستنا لجريمة الردة وعقوبتها.

    آيات القرآن الكريم في شأن الردة:

    ورد ذكر الكفر بعد الإيمان -أي الردة- في القرآن الكريم في بضع عشرة آية. عبَّر القرآن الكريم في بعضها بلفظ "الردة"، وفي بعضها بتعبير "الكفر بعد الإسلام".

    أما تعبير الردة، فقد ورد في قوله تعالى: "… وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُوا وَمَن يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة: 217). وفي قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأمْرِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ" (محمد: 25 – 27).

    وأما تعبير الكفر بعد الإيمان، فقد ورد في قوله تعالى: "مَن كَفَرَ بِاللهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآَخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآَخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ" (النحل: 106 – 109). وفي قوله تعالى: "أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ" (البقرة: 108). وفي قوله تعالى: "كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ " (آل عمران: 86– 90). وفي السورة نفسها نجد قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَن يَضُرُّوا اللهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (آل عمران: 177).

    ويرد التعبير بالكفر بعد الإيمان أيضًا في سورة النساء في قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً" (النساء: 137). وفي سورة التوبة: "لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ" (التوبة: 66).

    ويرد التعبير بالكفر بعد الإسلام في سورة التوبة أيضا في قوله تعالى: "يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ" (التوبة: 74).

    ومن بين هذه الآيات الكريمة نلاحظ أن آية واحدة هي مما نزل في مكة من القرآن الكريم، وهي الآية: 106 من سورة النحل، في حين أن الآيات الأخرى هي آيات مدنية، نزل بها الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المدينة بعد الهجرة، وبعد أن أقام الرسول الدولة الإسلامية، وكان هو حاكمها، وكان الإسلام قانونها الذي يخضع له رعاياها من مسلمين وغير مسلمين بحكم الاتفاق الذي أبرمه الرسول مع أهل المدينة ومواطنيها عند الهجرة، وهو وثيقة أو صحيفة المدينة (3)، وبحكم السيادة الفعلية والقانونية للإسلام في الدولة.

    وعلى الرغم من ذلك فإن الآيات الكريمة التي قدمنا نصوصها لا تشير من قريب أو من بعيد إلى أن ثمة عقوبة دنيوية يأمر بها القرآن لتُوقَّع على المرتد عن الإسلام، وإنما يتواتر في تلك الآيات التهديد المستمر بعذاب شديد في الآخرة، ويُستثنى من ذلك ما أشارت إليه آية سورة التوبة رقم: 74، التي يتضمن نصها الوعيد بعذاب أليم في الدنيا والآخرة.

    وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الآية لا تفيدنا في تحديد عقوبة الردة؛ لأنها إنما تتحدث عن كفر المنافقين بعد إسلامهم. ومن المعلوم أن المنافقين لا عقوبة دنيوية محددة لهم؛ لأنهم لا يُظهِرون الكفر، بل يخفونه ويظهرون الإسلام. والأحكام القضائية في النظام الإسلامي إنما تُبنى على الظاهر من الأعمال أو الأقوال، لا على الباطن الذي انطوت عليه القلوب أو أسرَّته الضمائر. وفي ذلك يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما أنا بشر، وإنه يأتيني الخصم، فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض، فأحسب أنه صدق فأقضيَ له بذلك، فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو يتركها" (4).

    وهكذا، فإننا لا نجد في النصوص المتعلقة بالردة في آيات القرآن الكريم تقديرًا لعقوبة دنيوية للمرتد، وإنما نجد فيها تهديدًا متكررًا، ووعيدًا شديدًا بالعذاب الأخروي. ولا شك في أن مثل هذا الوعيد لا يرد إلا في شأن معصية لا يُستهان بها. يكفي أن الله سبحانه وتعالى قد وعد المؤمنين بمغفرة الذنوب جميعا، في الوقت الذي توعد فيه من كفروا بعد إيمانهم، ثم ازدادوا كفرًا بأنه لن يغفرَ لهم ولن يهديهم سبيلاً. فالردة في حكم القرآن الكريم معصية خطيرة الشأن وإن لم تُفرض لها آياته عقوبة دنيوية.

    هل نُسِخَ قوله تعالى: "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ"؟

    ومن ناحية أخرى فإن القرآن الكريم يقرر في وضوح أنه "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة: 256 – 257).

    واستنباط عقوبة المرتد أو تأسيسها على فهم بعض الآيات المتقدم ذكرها، التي تبين عقاب المرتد في الآخرة ينافي صريح قوله تعالى: "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" (البقرة: 256). وقد فطن ابن حزم -رحمه الله- إلى هذا التعارض بين تقرير عقوبة المرتد استنادًا على بعض الآيات التي فيها وعيد المرتدين، وقوله تعالى: "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ"، فذهب إلى أن هذه الآية الأخيرة من منسوخ القرآن، وأن حكمها بالتالي غير محكم. وأن الإكراه مباح في الدين (5).

    ولكن دعوة النسخ في هذه الآية غير مسلمة؛ فالنسخ لا يكون إلا بنقل صريح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو عن صحابي يقول: "آية كذا نُسخت بآية كذا"(6). و"لا يُعتمَد في النسخ بأقوال عوام المفسرين، بل ولا اجتهاد المجتهدين من غير نقل صريح ولا معارضة بيِّنة (أي تعارض آيتين)؛ لأن النسخ يتضمن رفع حكم، وإثبات حكم تقرر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ فالمعتمد فيه النقل والتاريخ دون الرأي والاجتهاد (7).

    ولا يُحتج في إثبات نسخ قوله تعالى: "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ"، بالأحاديث النبوية الصحيحة، التي فيها ذكر قتل المرتد، والتي سوف يأتي ذكرها؛ إذ إن المقرر في أصول الفقه أن القرآن لا ينسخه إلا قرآن مثله، أو سُنة متواترة، وذلك ما يقول فيه الشافعي: "إنما نُسخ ما نُسخ من الكتاب بالكتاب، إن السنة ليست ناسخة، وإنما هي تبع للكتاب بمثل ما نزل نصًا، ومفسرة معنى ما أنزل الله منه مجملاً" (8)، وغير الشافعي من الأصوليين يضيفون السنة المتواترة إلى القرآن (9).

    ويقول الإمام الشافعي في الاحتجاج لرأيه: "وفي قوله: "مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي" (يونس: 15) بيان ما وصفت، من أنه لا ينسخ كتاب الله إلا كتابه. فكما كان المبتدئ لفرضه فهو المزيل المثبت لما شاء منه -جل ثناؤه-، ولا يكون ذلك لأحد من خلقه، وفي كتاب الله دلالة على ذلك؛ حيث قال الله تعالى: "مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (البقرة: 106)، فأخبر الله أن نسخ القرآن وتأخير إنزاله لا يكون إلا بقرآن مثله" (10)، ولمخالفيه ردود عليه ليس هنا محل بيانها (11).

    وقد جمع السيوطي -رحمه الله- الآيات التي صح فيها عند العلماء أنها منسوخة وهي إحدى وعشرون آية، وقال: "لا تصح دعوى النسخ في غيرها" (12)، وليس من بين هذه الآيات قوله تعالى: "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ".

    وعلى ذلك فإن قوله تعالى: "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" محكم غير منسوخ، وهذا هو المتفق مع ما تكرر تقريره في القرآن الكريم من حرية الفكر والرأي والاختيار، على نحو يشعر بأن ذلك من أصول الإسلام التي لا يدخل مثلها النسخ ولا التبديل (13).

    ومما يجدر بيانه هنا أن الفقهاء لا يستندون بصفة أساسية إلى آي القرآن الكريم في إثبات عقوبة للمرتد، وإنما مستندهم الأساسي في ذلك هو أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. وإنما ترد آيات القرآن الكريم في بحث الفقهاء لعقوبة الردة بيانا لوعيد الله سبحانه وتعالى للمرتد بالعقاب الأخروي. ويقودنا ذلك لبحث حكم الردة، الذي قررته السنة النبوية، في ضوء الأصل الذي سبق تقريره من أنه "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ"، وفي ضوء الحقائق الأخرى المأخوذة من السنة أيضا، والتي نناقشها في الفقرات التالية.

    الأحاديث النبوية في شأن عقوبة الردة:

    لا يكاد يخلو كتاب من كتب الفقه الإسلامي من الإشارة إلى بعض آيات الكتاب العزيز تتحدث عن الردة، وما توعد الله عز وجل به المرتد في الآخرة. غير أن الأساس الذي يستند إليه الفقهاء في شأن عقوبة المرتد وكونها من عقوبات الحدود هو بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.

    وأكثر هذه الأحاديث تداولا على أقلام الفقهاء وفي كتبهم ثلاثة أحاديث هي:

    أ - حديث المحاربين من عكل وعرينة، وقد رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

    ب - والحديث الذي رواه البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما: "من بدل دينه فاقتلوه".

    جـ - والحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمارق من الدين التارك للجماعة".

    ونناقش فيما يلي هذه الأحاديث الثلاثة لنرى إلى أي مدى يمكن أن يصح استنباط عقوبة القتل حدًا للمرتد من هذه الأحاديث كلها أو بعضها.

    أولاً: حديث المحاربين من عكل وعرينة:

    روى هذا الحديث الإمامان البخاري ومسلم وغيرهما عن أنس رضي الله عنه: "أن نفرًا من عكل ثمانية (14) قدموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبايعوه على الإسلام، فاستوخموا، فسقمت أجسامهم، فشكوا ذلك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أفلا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبون من ألبانها وأبوالها؟ قالوا: بلى. فخرجوا فشربوا من ألبانها وأبوالها فصحوا، فقتلوا راعي رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وأطردوا النعم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل في آثارهم، فأُدرَكوا فجِيء بهم، فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم، ثم نبذهم في الشمس حتى ماتوا" (15). وفي بعض الروايات أنه كان للإبل "رعاة" وأن العرنيين قتلوهم ومثَّلوا بهم.

    وقد فهم بعض العلماء من هذا الحديث أن العقوبة التي وقَّعها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هي العقوبة المقررة للمرتد؛ فكرروا الحديث تحت عنوان "حكم المحاربين والمرتدين" (16)، أو "باب المحاربين من أهل الكفر والردة" (17). وقد أدت هذه العناوين إلى أن يزعم بعض المستشرقين أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان يكره الناس على الإسلام أول الأمر بتعذيبه من يرتد عنه (18).

    أما الرأي السائد بين جمهور العلماء -وهو الصحيح من وجهة نظرنا– فهو أن النفر من عكل وعرينة لم يُقتلوا لمجرد الردة، وإنما قتلوا لكونهم محاربين. وفي ذلك يقول ابن تيمية: "هؤلاء قتلوا مع الردة، وأخذوا الأموال، فصاروا قطاع طريق، ومحاربين لله ورسوله" (19).

    وعلى ذلك فإن حديث العرنيين -أو المحاربين من عكل وعرينة – لا يصح أن يكون مستندًا للقائلين بأن عقوبة الردة هي القتل حدًا؛ لأن جريمة العرنيين لم تكن الردة فحسب، وإنما كانت جريمتهم هي الحرابة؛ ولذلك عُوقِبوا بعقوبتهم. أو عُوقِبوا قصاصًا منهم لما فعلوه برعاة الإبل التي سرقوها، حيث إنهم قتلوا الرعاة ومثَّلوا بهم فاقتُصَّ منهم بمثل ما فعلوا.

    أما ورود لفظ الردة أو المرتدين في بعض كتب الحديث عند رواية حديث العرنيين فهو – فيما نرى– من باب حكاية حال هؤلاء النفر؛ إذ أنهم جمعوا إلى حرابتهم الردة عن الإسلام، فليس معنى ذكر ردتهم أن ما عُوقبوا به هو عقوبة كل مرتد.

    ثانيًا: حديث الأسباب المبيحة لدم المسلم:

    بيَّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن قتل المسلم لا يُباح إلا في حالة من ثلاث حالات، أو بسبب من ثلاثة أسباب: "النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمارق من الدين المفارق للجماعة". والسببان الأولان لا علاقة لهما بالردة وعقوبتها، إنما فسَّر كثير من الفقهاء "المارق من الدين المفارق للجماعة" بأنه المرتد، وقرَّروا بناء على ذلك أن المرتد يُقتل حدًا بنص هذا الحديث الصحيح.

    وهذا التفسير ليس محل اتفاق بين الفقهاء. فابن تيمية رحمه الله قرر أن المقصود بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المارق من الدين المفارق للجماعة" يحتمل أن يكون المحارِب قاطع الطريق لا المرتد. ويستند ابن تيمية في رأيه هذا إلى أن رواية للحديث المذكور، قد جاءت مُفسَّرة على هذا النحو عن عائشة رضي الله عنها، وذلك هو ما رواه أبو داود بسنده عن عائشة -رضي الله عنها- أن -رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: رجل زنى بعد إحصان، فإنه يُرجم، ورجل خرج محاربًا لله ورسوله، فإنه يُقتل أو يُصلب أو يُنفى من الأرض، أو يقتل نفسًا فيُقتل بها" (20). وأخذًا بهذا الحديث، قال ابن تيمية: "فهذا المستثنى هو المذكور في قوله: التارك لدينه المفارق للجماعة. ولهذا وصفه بفراق الجماعة، وإنما يكون هذا بالمحاربة" (21).

    فإذا صح هذا التفسير، وهو عندي صحيح، فإن الأسباب المبيحة لدم المسلم والمذكورة في حديث عبد الله بن مسعود الذي رواه البخاري ومسلم هي نفسها التي وردت في حديث عائشة الذي رواه أبو داود. ويكون النص في هذا الحديث على المروق من الدين ومفارقة الجماعة مقصودًا به من ارتد ثم حارب الله ورسوله، وليس بمجرد الردة. وعلى ذلك فإن حكم المرتد الذي لم تقترن ردته بمحاربة جماعة المسلمين التي عبر عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "بمحاربة الله ورسوله" لا يُستَدلُّ عليه بهذا الحديث.

    وبعبارة أخرى، فإن الحديث الذي نحن بصدده لا يقرِّرُ حكم الردة المجردة، وإنما يقرر حكم المحارب. والمحارب يُقتل سواءً أكان مسلما أو غير مسلم. فلا يسوغ الاستناد إلى قوله صلى الله عليه وسلم: "المارق من الدين المفارق للجماعة" في إثبات عقوبة القتل حدًا للمرتد.

    ثالثا: حديث من بدل دينه فاقتلوه:

    روى البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه". وقد روى هذا الحديث أيضا أبو داود في سننه، والإمام مالك في الموطأ وغيرهم (22). وهذا الحديث هو أقوى ما يؤيد المذهب السائد في الفقه الإسلامي من أن المرتد يعاقب بالقتل حدًا.

    وقد حاول بعض المعاصرين أن ينفي تقرير الإسلام لأية عقوبة على الردة، أو بعبارة أخرى أن ينفي تجريم الردة، فذهب إلى أن الحديث يشير إلى المحارب المرتد، وهو يعني بالمحارب ذلك الذي يشارك فعلاً في قتال قائم بين المسلمين وأعدائهم. وعندئذ فإن القتل الذي يجيزه هو القتل في القتال وبسبب القتال، وليس القتل باعتباره عقوبة لجريمة معينة هي جريمة الردة. ويرى صاحب هذا الرأي أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي تمنع أن نقع في تناقض حين نقرر قتل المرتد حدًّا، ونقرر في الوقت نفسه حرية العقيدة، التي كفلها الإسلام بقوله تعالى: "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" (22).

    ويتساءل صاحب هذا الرأي: كيف يمكن أن نقبل هذا الحديث على عمومه، الذي يفيد شموله لكل من غيّر دينه، ومن ثم فإن اليهودي الذي يتنصر، أو المسيحي الذي يعتنق الإسلام يدخل تحت حكم الحديث فيجب قتله حدًا؟

    والواقع أن الفقهاء لم يقولوا بسريان الحكم الوارد في هذا الحديث على كل من بدَّل دينه، وإنما كما يقول الإمام مالك: "ولم يعن بذلك، فيما نرى والله أعلم، من خرج من اليهودية إلى النصرانية، ولا من النصرانية إلى اليهودية، ولا من يغير دينه من أهل الأديان كلها إلا الإسلام. فمن خرج من الإسلام إلى غيره، وأظهر ذلك فذلك الذي عُني به والله أعلم" (24). وعلة ذلك أن لفظ الدين إذا أُريد به الدين الحق فهو الإسلام، فتبديل الدين يُراد به تبديل الإسلام لا غيره.

    ولم يخالف في ذلك إلا الظاهرية وبعض الشافعية. وقد بيّن ابن حزم رأي الظاهرية بقوله فيمن خرج من كفر إلى كفر أنه "لا يترك، بل لا يُقبل منه إلا الإسلام أو السيف" (25). أما الشافعية الذين رأوا قتل من غيّر دينه إلى دين آخر من أهل الكفر، فقد نقل رأيهم الحافظ ابن حجر في شرحه على صحيح البخاري، وكذل نقله ابن حزم في المحلى (26).

    والحديث على الراجح عند العلماء ليس على عمومه؛ لأن العموم يشمل من ترك دينًا غير الإسلام، إلى دين الإسلام، وليس هذا مرادًا بالحديث باتفاق الجميع. وقد احتج الجمهور لمذهبهم في عدم انطباق نص الحديث على من يغير دينه من غير المسلمين إلى غير الإسلام بأن "الكفر ملة واحدة، فلو تنصر اليهودي لم يخرج عن دين الكفر، وكذا لو تهوَّد الوثني. فواضح أن المراد من بدَّل بدين الإسلام دينا غيره؛ لأن الدين في الحقيقة هو الإسلام، حيث قال تعالى: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ" (آل عمران: 19)، وما عداه فهو بزعم المدعي" (27).

    ويُورِد الأحناف على الحديث قيدًا آخر يخصصون به عموم لفظه، حيث يرون أن المرتدة لا تقتل، وأن الحديث مقصور على المرتد من الرجال دون من ترتد من النساء. وقد علل الحنفية ذلك بأن المرأة لا تقاتل، وبأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن قتل النساء، والنهي عام، فيجري على عمومه ليشمل المرتدة (28).

    فعلة قتل المرتد عند الأحناف أنه قد يقاتل المسلمين مع الكفار أو المشركين فلذلك يقتل، أما المرأة فليست من أهل القتال فلا تقتل. وقد عدّد بعض متأخري الأحناف من يُستثنون من تطبيق الحديث الشريف: "من بدل دينه فاقتلوه"، فجعلوهم أربعة عشر صنفا من المرتدين (29)، ويصح لذلك أن يُقال: إن أصحاب هذا الرأي يخصِّصون عموم هذا الحديث بالأدلة التي يحتجون بها في عدم قتل هذه الأصناف الأربعة عشر من المرتدين.

    غير أن تخصيص عموم الحديث، أو تقييد إطلاقه، على النحو المتقدم، سواء ما كان منه موضع اتفاق بين الفقهاء، أو ما كان موضع خلاف بينهم، لا يؤدي – في النظر الصحيح إليه– إلى النتيجة التي قال بها صاحب الرأي السابق الإشارة إليه من أن الإسلام لم يقرر للمرتد عقابا.

    ويبدو أن الروح الاعتذارية، التي سيطرت على صاحب هذا الرأي في كتابه كله هي التي قادته إلى هذه النتيجة هنا. ولذلك فإننا نعلن اختلافنا معه في رأيه، ونسلم بما اتفق عليه جمهور فقهاء المسلمين من أن الردة عمل مجرَّم في الشريعة. غير أن الذي يجب أن يتساءل المرء عنه هو أي نوع من العقوبات قرره الإسلام لهذه الجريمة؟ وهل يوجب حديث السول –صلى الله عليه وسلم-: "من بدل دينه فاقتلوه" عقوبة القتل حدًّا للمرتد؟ أم أن المسألة تحتمل أن يكون ثمة وجه آخر للنظر فيها؟

    رأي في عقوبة الردة

    خلصنا فيما تقدم إلى أن القرآن الكريم لم يحدد للردة عقوبة دنيوية، وإنما توعدت الآيات التي فيها ذكر الردة بعقوبة أُخروية للمرتد. وبينَّا أن الفقهاء يستندون على أحاديث نبوية صحيحة لبيان حكم المرتد، وأنهم يذهبون -بصفة عامة- إلى أن المرتد يُقتل لردته عملاً بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من بدل دينه فاقتلوه" (رواه الجماعة إلا مسلمًا).

    وعلى الرغم من الاتجاه الظاهر في الفقه الإسلامي إلى تضييق نطاق توقيع العقوبات، والتوسع الملحوظ في مختلف المذاهب في إعمال قاعدة درء العقوبات بالشبهات، فإننا نلاحظ أن اتجاها مغايرًا يظهر في شأن جريمة الردة وعقوبتها؛ حيث ثمة توسع في التجريم، يترتب عليه توسع في حالات تقرير وجوب توقيع العقاب (30).

    ومع التسليم بتجريم الردة، فإننا نتردد في القطع بأن العقوبة التي قررها لها الإسلام هي عقوبة الإعدام، وأن هذه العقوبة من عقوبات الحدود.

    وقد سبق إلى مثل هذا التردد المرحوم الشيخ محمود شلتوت، فقال بعد أن بيّن مستند الفقهاء في تقرير عقوبة الردة، وخلافهم في مدى إعمال الحديث النبوي في قتل المرتد: "وقد يتغير وجه النظر في المسألة إذ لوحظ أن كثيرًا من العلماء يرى أن الحدود لا تثبُت بحديث الآحاد، وأن الكفر بنفسه ليس مبيحًا للدم، وإنما المبيح هو محاربة المسلمين والعدوان عليهم ومحاولة فتنتهم عن دينهم، وأن ظواهر القرآن الكريم في كثير من الآيات تأبى الإكراه في الدين" (31).

    إن أقوى ما يستند إليه الفقهاء في إثبات عقوبة القتل حدًا للمرتد هو الأمر الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه". والسؤال الذي يجب أن نتصدى للإجابة عنه هنا هو: هل الأمر الوارد في هذا الحديث يفيد الوجوب، أو أنه أمر قد أحاطت به قرائن صرفته عن الوجوب إلى غيره؟

    وقبل أن نجيب عن هذا السؤال يجدر بنا أن نبين أن الأصوليين (أي علماء أصول الدين) يختلفون اختلافًا كبيرًا حول موجب الأمر، وما وضعت له صيغته في اللغة. وقد أوصل بعضهم المعاني التي تفيدها صيغة الأمر إلى بضعة وعشرين معنى، وذهب بعضهم إلى التوقف في المراد بالأمر حتى يتبين من القرائن المعنى المراد منه (32). والصحيح من أقوال الأصوليين هو أن صيغة الأمر وضعت للوجوب، وأنها لا تصرف عن الوجوب إلى غيره، إلا إذا حفَّت بها القرائن التي تؤدي إلى ذلك (33).

    فإذا تبين هذا، نظرنا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المتقدم ذكره لنسأل أنفسنا: هل نرى أي أنواع القرائن حفّت به؟

    ولعل أول ما يرد على الذهن في هذا الشأن سكوت القرآن الكريم عن تقرير عقوبة دنيوية للمرتدين على ما قدمناه. على أن هذا السكوت لا يصلح وحده قرينة لصرف الأمر الوارد في الحديث النبوي عن موجبه ومقتضاه؛ وذلك لأن الله سبحانه وتعالى قد جعل لنبيه أن يسنَّ لأمته فيما "ليس فيه نص حكم، وقد فرض الله في كتابه طاعة رسوله والانتهاء إلى حكمه. فمن قبِل عن رسول الله فبفرض الله قبِلَ" (34).

    ولكننا وجدنا في السنن الصحيحة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يجعلنا نذهب إلى أن الأمر الوارد في الحديث بقتل المرتد ليس على ظاهره، وأن المراد منه إباحة القتل لا إيجابه. ومن ثم تكون عقوبة المرتد عقوبة تعزيرية مفوضة إلى الحاكم: أي القاضي، أو الإمام: أي رئيس الدولة، أو -بعبارة أخرى– مفوضة إلى السلطة المختصة في الدولة الإسلامية، تقرر فيها ما تراه ملائمًا من العقوبات، ولا تثريب عليها إن هي قررت الإعدامَ عقوبةً للمرتد. وهذا -والله أعلم – هو معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن من بدل دينه فيجوز أن يُعاقب بالقتل، لا أنه يجب حتما قتله.

    وتتلخص هذه القرائن في الأمور التالية:

    الأمر الأول: من هذه القرائن التي تصرف الأمر في الحديث عن الوجوب إلى الإباحة، أن الأحاديث التي ورد فيها أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قتل مرتدًّا أو مرتدة أو أمر بأيهما أن يُقتل، كلها لا تصحُّ من حيث السند. ومن ثم فإنه لا يثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عاقب على الردة بالقتل (35).

    الأمر الثاني: ما رواه البخاري ومسلم من أن "أعرابيا بايع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا محمد أقلني بيعتي. فأبى ثم جاءه قال: يا محمد أقلني بيعتي؛ فأبى؛ فخرج الأعرابي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها" (36)، وقد ذكر الحافظ ابن حجر، والإمام النووي نقلاً عن القاضي عياض (37) أن الأعرابي كان يطلب من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إقالته من الإسلام (38)، فهي حالة ردة ظاهرة، ومع ذلك لم يعاقب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرجل ولا أمر بعقابه، بل تركه يخرج من المدينة دون أن يعرض له أحد.

    الأمر الثالث: ما رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: "كان رجلاً نصرانيًا فأسلم، وقرأ البقرة وآل عمران. فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، فعاد نصرانيا. فكان يقول ما يدري محمد إلا ما كتبت له. فأماته الله فدفنوه، فأصبح وقد لفظته الأرض…" الحديث (39). ففي هذا الحديث أن الرجل تنصر بعد أن أسلم وتعلم سورتي البقرة وآل عمران، ومع ذلك فلم يعاقبه النبي صلى الله عليه وسلم على ردته (40).

    الأمر الرابع: هو ما وردت حكايته في القرآن الكريم عن اليهود الذين كانوا يترددون بين الإسلام والكفر ليفتنوا المؤمنين عن دينهم ويردوهم عن الإسلام، قال تعالى: "وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" (آل عمران: 72). وقد كانت هذه الردة الجماعية في المدينة والدولة الإسلامية قائمة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم حاكمها، ومع ذلك لم يُعاقب هؤلاء المرتدين الذين يرمون، بنص القرآن الكريم، إلى فتنة المؤمنين في دينهم وصدهم عنه (41).

    وليس من اليسير علينا أن نسلم مع وجود هذه الوقائع المتعددة للردة ومع عدم عقاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- للمرتدين في أي منها، بأن عقوبة المرتد هي القتل حدًّا؛ إذ من خصائص الحدود -كما قدمنا– وجوب تطبيقها كلما ثبت ارتكاب الجريمة الموجبة لها.

    وإذ كان حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه" حديثا صحيحًا من حيث السند، فإننا نقول: إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- إنما أراد بهذا الحديث -والله أعلم– أن يبيح لأمته قتل المرتد تعزيرا (42).

    ويؤيد ما ذهبنا إليه عدد من الآثار المروية، والآراء الفقهية التي تذكر عقوبات أخرى للمرتدين غير عقوبة القتل. فمن هذه الآثار ما رواه عبد الرازق بسنده عن أنس رضي الله عنه قال: "بعثني أبو موسى بفتح تستر إلى عمر رضي الله عنه، فسألني عمر، وكان ستة نفر من بني بكر بن وائل قد ارتدوا عن الإسلام ولحقوا بالمشركين، فقال: ما فعل النفر من بكر بن وائل؟ قال فأخذتُ في حديث آخر لأشغله عنهم، فقال: ما فعل النفر من بكر بن وائل؟ قلت: يا أمير المؤمنين قوم ارتدوا عن الإسلام ولحقوا بالمشركين، ما سبيلهم إلا القتل؟ فقال عمر: لأن أكون أخذتهم سلما أحب إلي مما طلعت عليه الشمس من صفراء وبيضاء. قال: قلت: يا أمير المؤمنين وما كنت صانعًا بهم لو أخذتهم؟ قال: كنت عارضًا عليهم الباب الذي خرجوا منه أن يدخلوا فيه فإن فعلوا ذلك قبلت منهم وإلا استودعتهم السجن" (43).

    ومن الآثار المروي عن عمر بن عبد العزيز "أن قوما أسلموا ثم لم يمكثوا إلا قليلاً حتى ارتدوا، فكتب فيهم ميمون بن مهران إلى عمر بن عبد العزيز فكتب إليه عمر: أن رد عليهم الجزية ودعهم" (44).

    وكتب بعض عمال عمر بن عبد العزيز إليه يسأله في رجل أسلم ثم ارتد، فكتب إليه عمر بن عبد العزيز: "أن سله عن شرائع الإسلام، فإن كان قد عرفها فأعرض عليه الإسلام، فإن أبى فاضرب عنقه، وإن كان لا يعرفها فغلظ الجزية ودعه" (45).

    ومن آراء التابعين رأي إبراهيم النخعي في المرتد أنه يستتاب أبدًا، وقد رواه عنه سفيان الثوري وقال: "هذا الذي نأخذ به" (46).

    وفي معرض رده على قول من ذهب إلى قتل المرتد وإن أعلن توبته، يقرر الباجي، وهو من أعلام المالكية، أن الردة "معصية لم يتعلق بها حد ولا حق لمخلوق كسائر المعاصي" (47)، وكل معصية ليس فيها حد ولا حق لمخلوق فهي مما يجيز العقوبة تعزيزًا بلا خلاف.

    وإذا لم يكن في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن المرتدين يحبسون، كما ذهب إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولا أن يُفرَّق بين من عرف شرائع الإسلام ومن لم يعرفها كما ذهب إليه عمر بن عبد العزيز، ولا أن يعودوا إلى دفع الجزية ويتركوا على دينهم الذي ارتدوا إليه كما أمر به عمر بن عبد العزيز أيضًا، فإننا نقول: إن ذلك لا يكون إلا وقد فهم أصحاب هذه الآراء المتقدمة أن العقوبة الواردة في الحديث النبوي الشريف، إنما هي عقوبة تعزيرية وليست عقوبة حد.

    وحاصل ما تقدم أن عقوبة الردة عقوبة تعزيرية مفوضة إلى السلطة المختصة في الدولة الإسلامية، تقرر بشأنها ما تراه ملائما من أنواع العقاب ومقاديره. ويجوز أن تكون العقوبة التي تقررها الدولة الإسلامية للردة هي الإعدام. وبذلك نجمع بين الآثار الواردة عن الصحابة، والتي ثبت في بعضها حكم بعضهم بقتل المرتد، وفي بضعها الآخر عدم قتله. وعلى ذلك أيضًا نحمل رأي إبراهيم النخعي وسفيان الثوري في أن المرتد يستتاب أبدًا ولا يُقتَل (48).

    وعلى الرغم من مخالفة ما انتهينا إليه لما ذهب إليه جمهور الفقهاء إذ رأينا جواز قتل المرتد عقابًا على الردة ورأوا وجوب كون العقوبة قتله، فإن ما قدمناه من أدلة يشهد -في نظرنا– له. فإن يك صوابا فالحمد لله، وإن يك خطأ فمني وأستغفر الله (49).

                  

02-22-2005, 01:58 AM

saadeldin abdelrahman
<asaadeldin abdelrahman
تاريخ التسجيل: 09-03-2004
مجموع المشاركات: 8857

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد(ص) نبيا رسولا
                  

02-22-2005, 02:26 AM

حمزاوي
<aحمزاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2002
مجموع المشاركات: 11622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    قال الله تعالى : ـ
    وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (التوبة : 30 )

    قال الله تعالى : ـ
    لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (المائدة : 73 )

    قال الله تعالى : ـ
    وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ (البقرة : 120 )

    قال الله تعالى : ـ
    حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (المائدة : 3 )

    قال الله تعالى : ـ
    وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (آل عمران : 85 )

    قال الله تعالى : ـ
    صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (الفاتحة : 7 )
    [ المغضوب عليهم هم اليهود . . الضالين هم النصارى ]

    قال الله تعالى : ـ
    قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (المؤمنون : 1 )

    قال الله تعالى : ـ
    وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (الحج : 78 )

    قال الله تعالى : ـ
    وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ : وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (الزمر 73 ، 74)



                  

02-22-2005, 12:00 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: حمزاوي)

    الأخت اسمارت ..

    شكرا للمداخلة .. وشكرا جزيلا لشعورك النبيل ..

    قد وصفتنى بوصف .. حقيق أنا لا أستحقه قد قلت لى .. ( متدين ) .. أى تدين هذا
    .. هل تصدقين .. أننى قمت بعمل مخز للغاية - وعندما كنت بالسودان .. كنت رجل أعمال ناجح .. وكنت كثير الأسفار .. فخنت زوجتى .. نعم .. كنت أتنقل بين النساء كدونجوان عصرى .. وعند خيانى الأولى صارحت زوجتى بشنيع فعلتى .. غضبت جدا .. وبكت كثيرا .. وقلت لها - قد تعاهدنا على الصدق .. وهانذا .. أعترف لك .. قالت لى بالحرف الواحد .. لولا الطفلين لتركت المنزل .. وتكررت سفرياتى الى الخارج .. وأنا فى ضلالى ..حاولت مرارا الافلات من هذه الشهوة الشيطانية - وللأسف سرعان ما أرجع لها خاضعا ذليلا .. وقبل كل سفرية كانت زوجتى تقول لى عبارتها المتكررة .. هل تعدنى بأن تكون مؤدبا هناك .. أقول لها لا أعدك .. بل صلى لأجلى .. وأخيرا وبعد سبع سنوات وأنا فى الضلال .. سمع الله لدعواتها .. وهكذا كانت حكمة زوجتى ودعائها المتواصل .. وأيضا تضرعاتى الى الله .. وضعتنى فى موضع المتحكم لهذه الغريزة والعادة السيئة ..
    هكذا أنا بخطاياى الظاهرة والخفية .. وكم .. وكم .. والحقيقة تقال لولا رحمة الله الرحوم .. لما كان بالجنة شخص واحد .. ولكن الرحمة الالهية ، هى التى تعمل من أجل الانسان .. فتشعر الانسان بضعفاته وتبكت الضمير النائم فى الخطية .. رويدا رويدا .. حتى تجعل النفس تكره الخطية .. هذا عندنا فى المسيحية .. هو عمل الروح القدس ..
    ..
    وأخيرا .. أختى ..

    أوضحت لك من أنا .. فلا تغرك المظاهر ..

    عمك العجوز
    أرنست
                  

02-22-2005, 08:04 PM

smart_ana2001
<asmart_ana2001
تاريخ التسجيل: 04-17-2002
مجموع المشاركات: 5695

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: Sudany Agouz)

    الاخ Sudany Agouz
    اشكرك على اهتمامك بالرد على
    واهنيك على زوجتك الصبوره الوفيه, و على نعمة التوبه

    Quote: والحقيقة تقال لولا رحمة الله الرحوم .. لما كان بالجنة شخص واحد

    صدقت , من فينا بلا زنوب ؟ من منا عبد الله و اطاعه كما تجب الطاعه و العباده؟

    و عن التوبه أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بحقيقة خطأ ابن آدم،فقال: "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون".

    و اشكرك مره اخرى
                  

02-23-2005, 11:36 AM

A.Razek Althalib
<aA.Razek Althalib
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 11818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: smart_ana2001)

    smart_ana2001
    الزنا والمجاهرة بالقول...
    Quote: واهنيك على زوجتك الصبوره الوفيه, و على نعمة التوبه

    كيفن يستعيض
    Quote: "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون".

    سوداني عجوز..
    تعرف يا سوداني يا عجوز إن الشيطان مغتاظ لتوبتك دي..
    وعندما أعيته الحيل من أجل أن يردك عن طريق الصلاح...
    دخل إليك من مدخل خطير وهو أن يكبر لك معاصيك وذنوبك ليقنطك من رحمة الله...
    وتكون النتيجة أنك سيئ..
    وأنك لا تستحق هؤلاء أن يكونن لك حرمات مثل (أمك.. أو أختك.. أو زوجتك.. أو حتي بنتك)
    ولا أي واحد ممن يقربون إليك شريف وطاهر... وعفيف...
    وحتى يبعدك الشيطان عن الحق حتى ولو كانت هناك زانية لا يمكنك أن ترميها بحجر....
    أو هكذا على ما يبدو لي.. من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر... وهكذا تبعداً رويداً رويداً عن أمور دينك...

    أما الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)..
    هذا حديث للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وحتى لا يضحك الشيطان على البعض ويدخل لهم من هذا المدخل..
    والاعتدال في كل الأمور خير..
    فمراجعة النفس على الخطأ أمر محمود بشرط أن يزيد من تقرب الإنسان لربه..
    أما التأنيب الذي يؤدي إلى إحباط الإنسان وفقده لثقته لنفسه فهو تأنيب مرضي ومدخل من مداخل الشيطان..... لأننا عندنا في عقيدتنا الإسلامية فيها الشيطان يسري مسرى الدم..

    فيا أخي العزيز الإعتراف لزوجتك هو نوع من أنواع المجاهرة بالفاحشة والأمر لا يحتاج لأن تعترف لزوجتك أو تطلب منها السماح فأنت لم مخطئ في حقها فقط ..
    بل أخطأت في حق البشرية وقربت الزنا وإتبعت أسوأ سبيل .... بحسب منظورنا الإسلامي أو قل من يدينون بدين الحق... ولا حول ولا قوة إلا بالله...
    نعوذ بالله من شرور إنفسنا وسيئات أعمالنا....
    فنحن في الإسلام ليس لدينا اعتراف به .. إلا من باب الخطيئة... والجرم الذي يجب يحد فيه فاعله...
    إن كان محصناً بحد الرجم...
    وإن كان غير محصن بالجلد...
    بل إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم رفض هذا المسلك، ويقول في الحديث المتفق عليه:
    Quote: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستر الله عليه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه.


    الأمر بسيط..
    المغفرة والتوبة المستمرة هي الحل..
    لا تقنط من رحمة الله فبابه مفتوح باستمرار، ولا يرد أحدا أبداً.
    وقد ورد عن أبي هريرة قوله: أذنب عبد ذنباً، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي فقال الله تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. قال: ثم عاد فأذنب؛ فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفرت لك! (أخرجه مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً).

    التزم الاستغفار والتوبة واستمر مع زوجتك التي إذا أحصنت فرجك أحصنتها وقد تساعدك على الخير ولا تعترف بشيء.... حتى ولو كان من باب المجاهرة .. فطالما أنك متيقظ لنفسك ولمحاسبتها فأنت من أهل الخير والصلاح، ولكن شرط أن يكون ذلك باعتدال حتى لا تقع في حبائل الشيطان الذي يريد أن ييئسك من رحمة الله، ولا تنسنا معاك أيها العجوز من صالح دعائك.


    عجب .. يا رجب.....
    =
                  

02-23-2005, 07:55 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50069

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    الأخ العزيز جمال عبد الرحمن، الشهير بهوبفول، وقبله بهوبلس.. شاب من قرية ود الزاكي بالسودان، بحر أبيض.. حسب معلوماتي أنه نشأ في المملكة العربية السعودية وتعلم فيها..

    تحية طيبة من شخص يكن لك الكثير من المحبة حتى عندما كنت تقوم بالتشويش على قارئي البورد في كثير من البوستات التي كانت تدور حول الفكر الجمهوري.. وقد كنت أرى فيك الصدق، وأنك نسبة لسنك وقلة معرفتك بالفكرة الجمهورية، مثلك مثل آخرين هنا، تعتمد على نقل كتابات معارضي الأستاذ محمود من السودانيين ومن غيرهم، ولذلك كان لدي يقين بأنك باحث، وقد حدث أن قمت بالاشتراك معنا في منبر الفكرة الحر، باسمك القديم "هوبلس" وتقدمت ببعض الأسئلة هناك.. وهذا هو الدليل على أنك مشترك هناك باسمك هوبلس منذ 13 يوليو 2003، وشاركت حتى الآن ثلاثة مشاركات، ولكن يبدو لي أنك قد قرأت في المنبر وفي موقع الفكرة بدون أن تتغير نظرتك للفكرة الجمهورية..
    http://alfikra.org/forum/profile.php?mode=viewprofile&u...08aca800188d8d67dfde
    المتابع لأرشيف "مكتبة" الأستاذ محمود في بورد سودانيز أونلاين يلاحظ كيف أنك كنت نشيطا في معارضة الفكرة الجمهورية والجمهوريين، مثلك مثل أشخاص آخرين لا يزالون في نفس المربع.. وهذا البوست يمثل نموذجا لنوع مداخلاتك:
    (شهادة) الاســــــتاذ قاده (دين)
    لقد لاحظت أن البعض شكك في أن الذي يكتب الآن هو شخص آخر يستخدم حسابك.. على كل حال سأقوم بالتعليق على كتابتك كما كنت أفعل في السابق، بمنتهى الموضوعية والاحترام..
    قولك:

    Quote: وبالرجوع الي الأصل نجد ان البحث السابق وهو لمسلم يعتد بحد الرده ويوثق لها من بطون امهات كتب الاسلام مدعماً حديثة بآيات القرآن وأحاديث نبيه..

    ستظل حقيقة واحده ماثلة امامي
    المسلمين الآن وفي محاولة عاجزه يدارون سوئة شرائعهم

    إسمع قولي هذا.. أنا أحمد لله على إسلامي، ولا أشعر بأي خجل من القول بأن الشريعة الإسلامية سمحت بعقوبة الردة قامت على نصوص قطعية الدلالة قطعية الثبوت.. وهذه ليست سوءة للشريعة كما تقول يا صديقي، إنها ببساطة تسمى "حكم الوقت".. ولو لاحظت ستجد أن جميع الديانات قد مارست مثل هذا النوع من الوصاية.. هذا الأمر يظهر أكثر ما يظهر في اليهودية.. ويكفي أن نعرف أن اليهود قد عاملوا سيدنا عيسى، الذي كان يتبع في الأصل للديانة اليهودية، معاملة المرتدين، واتهموه بأنه قد انتهك حرمة السبت، وأنه ادعى بأنه المسيح الذي ينتظره اليهود، ولذا مكروا مكرهم وحرضوا الحكام الرومان على قتله كما هو معروف.. الديانة المسيحية لم تجد حظ الانتشار إلا بعد حوالي ثلاثمائة سنة من زمن السيد المسيح.. ولكن بعد قيام الكنيسة المسيحية نجد أن رجال الدين المسيحي في فترة القرون المظلمة مارسوا عمليات تقتيل واسعة لغير المسيحيين من الوثنيين، ومن النساء اللائي اتهمن بالسحر، وهي مسألة يعاقب عليها الدين اليهودي أيضا كما هو معروف.. المهم أن كل هذه الديانات لم تعد اليوم تمارس مثل هذه الممارسات. أما المسلمون فإنهم ما يزالون متمسكين بنصوص الشريعة الإسلامية التي توجب قتال المشركين واليهود والنصارى، كما لاحظنا من النصوص القرآنية التي أوردها الأخ حمزاوي، ولا يزالون يتمكسون بنصوص قتل المرتد كالتي جاءت في صلب هذا البوست من الأخ جمال أو من غيره.. فصل القول في هذا الأمر هو أن الشريعة يجب النظر إليها على أنها جسم نام حي متطور، وليس نصوصا ثابتة، إضافة إلى أنه توجد فرصة للإنتقال من بعض النصوص إلى نصوص أخرى تحث على التسامح الديني والحرية الفكرية وحرية الاعتقاد.. لو لم توجد مثل هذه النصوص لاستطاع المرء أن يقول بأن الإسلام لا يصلح، ولكن نسبة لأن هناك نصوص لم يقم عليها الحكم في الماضي فإن هناك فرصة للإسلام.. الإسلام في هذا المستوى، كما قال عنه الأستاذ محمود، ليس دينا بالمعنى المألوف للأديان..
    لقد تألمت جدا عندما رأيت البعض، مثل الأخ الكريم عبد الرازق يشن هجوما شديدا على الأخ جمال.. عزيزي جمال، أرجو أن تستمع إلى نصيحة الأخ كمال عباس، وأن تعطي نفسك فرصة للرجوع إلى ما كتبه الأستاذ محمود، وتقرأه بنوع من التأمل العميق، وأن تقلع في الوقت الراهن عن الانجرار وراء النقاش والجدل.. إعط نفسك فرصة وستجد أن الدين الإسلامي ليست له سوءة يحاول المسلمون أن يداروها، ولكن أولئك المسلمون، النصوصيون، من جماعة السلفيين، يريدون أن يحملوا هذه النصوص التي لم تعد قادرة على توجيه حياة المجتمع إلى وقتنا الحاضر، ولكنهم في نفس الوقت لا يستطيعون أن يكونوا أمينين مع أنفسهم في الإلتزام بهذه النصوص، فنجد منهم من يطرب للغناء النسائي ولا يرى فيه بأسا، خلاف رأي الشريعة الواضح في هذا الأمر.. في بوست لي سابق كتبته الأخت هالة قوتة، وأحضرت فيه مقالات الأخ الحاج وراق حول مسألة الردة، كانت لي المداخلة التالية، أهديها إليك وإلى قراء البوست.. ولك مني أطيب الأمنيات..
    وشكري للجميع مع المودة والاحترام..
    ياسر

    Quote: الأخت هالة قوتة
    تحية وسلاما
    أشكرك لجمع مقالات الأخ الحاج وراق في مكان واحد في هذا البوست..

    لقد كان في نيتي أن أعلق على الموضوع بمقال منفصل، ولكني ساهمت في بوست مشابه كتبه الأخ هدهد بهذه المداخلة.. أحب أن أضيفها إلى بوستك هذا
    Re: نعم يجوز الخروج من ملة الاسلام..والقتل ليس حدا للردة
    وهاهي

    أولا أشكر الأخ هدهد على هذا البوست، وقد كان في نيتي أن أشارك منذ وقت، وفي الحقيقة كنت أنوي فتح بوست أعلق فيه على مقالات الأخ الأستاذ الحاج وراق في عموده المتميز "مسارب الضي" والذي رأيت منه ثلاث حلقات خصصها لنقل رأي باحث سوري يرى أن حد الردة لم يرد في القرآن وأن القتل عقوبة للردة لم يعرف عن النبي عليه السلام ولا عن خلفائه الراشدين..
    في تقديري، أن كثيرا من المسلمين اليوم يريدون أن يدافعوا عن الإسلام بقولهم أنه ليس هناك أمر بقتل التارك لدينه المفارق للجماعة، ولكنهم من غير أن يدروا يخلطوا بين الشريعة الإسلامية في مستوى العقيدة وبين الدين الإسلامي في جوهره، أي في مستوى العلم والحرية وحقوق الإنسان في الكفر أو الإيمان، ويستدلون بآيات أصلية، ولكنهم ينسون أن هذه الآيات منسوخة ولم يقم عليها حكم.. مثال لهذه الآيات التي يستدلون بها هو قول الله عز وجل: "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"ـ
    وكون أن الأمر بقتل من يرتد عن الإسلام، أو من يترك الصلاة وإقامة الشعائر، لم يرد في القرآن ليس حجة على أنه ليس موجود في الشريعة الإسلامية.. فمثلا رجم الزاني المحصن والزانية المحصنة لم يرد في القرآن، ولكنه ورد في الحديث وقد مورس بالفعل في زمن النبي عليه السلام..
    ولا يخفى على أحد أن الشريعة الإسلامية التي تدرس في كل المدارس في الدول الإسلامية نجد بها ما أورده أحد المداخلين هنا من حديث النبي عليه السلام الذي رواه البخاري ومسلم:
    عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يحل دم امرىء مسلم إلا بـإحـدي ثـلاث : الـثـيـب الــزاني ، والـنـفـس بـالنفس ، والـتـارك لـديـنـه الـمـفـارق للـجـمـاعـة]
    إن الإسلام يهودي مسيحي، بمعنى أنه جاء جامعا لخصائص الديانتين اليهودية والمسيحية ومطورا لهما.. وقد تم تطبيق الطرف اليهودي من الإسلام، بينما بقي الطرف المسيحي منسوخا في المرحلة، وقد جاء وقت تطبيقه ببعث الآيات التي كانت فيما مضى منسوخة..
    اليهودية ذهبت إلى حدود بعيدة في معاقبة المرتد من دينه التارك لشعبه وجماعته وسأورد لكم هنا بعض النصوص التي اتبعها بنو إسرائيل وقتلوا بها كل من رأوا أنه ارتد عن دينه بما في ذلك بعض الأنبياء والرسل.. ولا يخفى أن اليهود يعتبرون المسيح يهوديا ارتد عن دينه، ويعتبرون كل المسيحيين متبعين لنبي كاذب ضال ادعى كذبا أنه المسيح الذي ما يزالون ينتظرونه..
    من المعروف أن اليهود منذ زمن سيدنا موسى كانوا يقدسون السبت ولا يعملون فيه ولا يسعون فيه للصيد أو الزراعة أو الاحتطاب.. ويعتبرون من ينتهك السبت ويعمل فيه أي عمل مرتد عن دينه ويجب أن يقطع من شعبه بالقتل..

    جاء في الإصحاح 15 من سفر العدد في الكتاب المقدس:
    32وَلمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيل فِي البَرِّيَّةِ وَجَدُوا رَجُلاً يَحْتَطِبُ حَطَباً فِي يَوْمِ السَّبْتِ. 33فَقَدَّمَهُ الذِينَ وَجَدُوهُ يَحْتَطِبُ حَطَباً إِلى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ الجَمَاعَةِ. 34فَوَضَعُوهُ فِي المَحْرَسِ لأَنَّهُ لمْ يُعْلنْ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ. 35فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الجَمَاعَةِ خَارِجَ المَحَلةِ». 36فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الجَمَاعَةِ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.
    وقد جاء القرآن مؤكدا حقيقة حرمة السبت.. قال تعالى:
    وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) البقرة
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً (47) النساء
    وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (154) النساء
    وعندما جاء سيدنا عيسى رآه الفريسيون يعالج رجلا يوم السبت، فاتهموه بأنه ينتهك حرمة السبت، فقال لهم قولته المشهورة: السبت من أجل الإنسان وليس الإنسان من أجل السبت.. ونسخ من يومئذ ما كان من أمر السبت وجاء بأمر جديد على اليهود، ولكن اليهود ما كانوا ليؤمنوا له، وما يزالون على ضلالهم..

    خلاصة القول: إذا كنا نعتبر الإسلام في مستوى الشريعة الإسلامية فهو كاليهودية لا يجوز للمسلم أن يخرج منه، وقد جاء الأمر بقتل من يرتد عن دينه أو يفارق الجماعة، حتى ولو لم يدع غيره إلى ذلك، باعتباره زنديق، وقد قتل كثير من المتصوفة استنادا على هذا الأمر أذكر منهم الحلاج والسهروردي وغيرهم، مع أنهم، لمن يعرفهم، كأنبياء بني إسرائيل الذين قتلهم اليهود.. وقد نعى ربنا سبحانه وتعالى على اليهود قتلهم الأنبياء بقوله: " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (87) البقرة..

    [..]

    ياسر
                  

02-23-2005, 12:38 PM

A.Razek Althalib
<aA.Razek Althalib
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 11818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: لقد تألمت جدا عندما رأيت البعض، مثل الأخ الكريم عبد الرازق
    Quote: يشن هجوما شديدا على الأخ جمال..
    Quote: عزيزي جمال،
    Quote: أرجو أن تستمع إلى نصيحة الأخ كمال عباس،
    Quote: وأن تعطي نفسك فرصة للرجوع إلى ما كتبه الأستاذ محمود،

    بدون تعليق.
                  

02-24-2005, 03:07 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50069

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    لقد كنت أقصد هذا البوست عندما قلت أن الأخ الكريم عبد الرازق الطالب يشن هجوما على الأخ جمال عبد الرحمن:
    هوب فل يشكك في عقيدة الأمة ... وسوداني عجوز... يبشر بال...يا إدارة ـ يا بكري .
    أولا أنا لا أعتقد أن الأخ جمال، الذي عرفته في هذا البورد، يريد أن يشكك المسلمين في عقيدتهم، ولكنه بدأ يشعر بتناقض هذه العقيدة مع قيم أخرى مثل الحرية وحرية الاعتقاد وحقوق الإنسان التي بدأ الناس يتفهمونها أكثر في زمن الفضائيات والانترنيت.. وأنا لا أرى قيمة لمثل هذا النوع من الاتهام "فلان يشكك الأمة في عقيدتها"، وأقول أنه لا بد للمسلمين من فهم دينهم على أصوله التي تدعو للحرية بأكثر مما تدعو لها مواثيق حقوق الإنسان..

    وأهديكم جميعا هذا المقال الذي كتبه الأستاذ محمود في عام 1953، وهو عبارة عن خطاب للدكتور توريز بوديت مدير عام هيئة اليونسكو، وقد أعيد نشر الخطاب في كتاب رسائل ومقالات الأول عام 1973..


    Quote: إعداد الإنسان الحر
    خطاب إلى الدكتور توريز بوديت
    مدير عام منظمة اليونسكو





    الخرطوم – 1953 – جريدة صوت السودان.



    ثلاثة أمور وردت في تقريركم، لست أبالي إن لم يرد فيه غيرها.. فهي حسبي، وحسب كل مفكر... ثلاثة أمور، وسيلتان، وغاية: أما الغاية فهي ((إعداد إنسان حر يعيش في مجتمع عالمي)).. وأما الوسيلتان فإحداهما: ((التعليم الجديد))، في قولكم: ((وغير أن ذلك يفرض على البشر أن يدركوا مسئوليتهم في عالم تلتحم فيه العلاقات الدولية، فتلقي على الأفراد واجبات عديدة، لا يعدهم للقيام بها إلا نوع جديد من التعليم))، وثانيتهما النظام العالمي الذي أشرت إليه إشارة بعيدة بعبارة: ((خطة مشتركة))، في قولك: ((إن البشر يعيشون في عالم قلق، لا يكفي فيه أن توفر الحكومات أسباب التربية، والعلوم، والفنون، والآداب، في نطاق قومي، بل أن تضع خطة مشتركة تضمن إمداد التقدم الإقتصادي، والإجتماعي، في العالم دون أن تنال من سيادة أمة، أو من خصائصها الثقافية.. فهي بذلك تستوحي المبادئ العالمية، وتقيم صرح السلام على أسس مستقرة قويمة)).. فأنت تريد أن تنجب الإنسان الحر، الذي يعيش في مجتمع عالمي.. وأنت، لكي تحقق ذلك، تريد نظاما، دوليا، مشتركا، وإن شئت فسمه حكومة عالمية.. وتريد، إلى ذلك، نوعا جديدا من التعليم.. هذا ما تريد.. ولا عبرة عندي بهذا الحذر الذي تبديه، عند الحديث عن الحكومة العالمية، بقولك: ((دون أن تنال من سيادة أمة))، فإنه حذر دوافعه يمكن أن تلتمس في هذا الحرص الشديد الذي يطالعك في تمسك كل أمة بسيادتها الداخلية – وإلا فإنك تعلم، كما أعلم، أن الحكومة العالمية لا تقوم إلا على الحد من سيادات الأمم..



    ثورة في الفكر
    إن التقدم العلمي، والصناعي، قد أحدثا ثورة في التفكير الإجتماعي، والسياسي، في عصرنا الحاضر – ثورة زلزلت أصول العقائد، والآراء المو########، واتجهت بالمذاهب الإجتماعية، والسياسية، إتجاها علميا.. وهذه الثورة لا تزال مشبوبة، تعتمل في الصدور، والعقول، إعتمالا عنيفا، ما أرى إلا أنه سينتهي، آخر الأمر، إلى نتيجة محتومة، هي أنه لا مندوحة للأمم التي تعمر هذا الكوكب الصغير الذي نعيش فيه من أن تدور في فلك واحد، على نحو ما تفعل الكواكب السيارة، في هذا النظام الشمسي، الذي ما كوكبنا هذا إلا قمرا من أقماره..

    هذه هي النظرية العلمية لأجرام العوالم المبثوثة في الفضاء القريب وفي الفضاء البعيد.. وهذه هي النظرية العلمية للحيوات التي تعج بها تلك العوالم – الحياة جميعها، على اختلاف حظوظها من الحيوان، تسعى لغاية واحدة وفق قانون واحد..



    وحدة جغرافية
    وهذا الكوكب الصغير الذي تعيش فيه الإنسانية وحدة جغرافية، قد ربط تقدم المواصلات الحديثة السريعة بين أطرافه ربطا ألغى الزمان، والمكان، إلغاء يكاد يكون تاما، حتى لقد أصبحت جميع أجزاء المعمورة تتجاوب في مدى ساعات معدودات للحدث البسيط يحدث في أي جزء من أجزائه.. يضاف إلى ذلك، أن هذا الكوكب الصغير معمور بإنسانية واحدة، متساوية في أصل الفطرة، وإن تفاوتت في الحظوظ المكتسبة من التحصيل والتمدين.. فينبغي والحالة هذه، بل إنه، في الحقيقة، ضربة لازب، أن تقوم فيه حكومة واحدة، تقيم علائق الأمم على أساس القانون، كما تقيم حكومات الأمم – كل في داخليتها – علائق الأفراد على أساس القانون.. وذلك أمر مستطاع، بل هو أمر لا معدى عنه.. فإن المتتبع لتطور الحياة يعلم جيدا أن مسألة الوحدة العالمية هي نهاية المطاف المحتومة، في أوانها.. على كل حال، مسألة الوحدة مسألة زمن فقط.. وقد كانت عصبة الأمم، عقب الحرب العالمية الأولى، خطوة عملية في هذا الإتجاه.. وها هي هيئة الأمم الحاضرة خطوة أخرى.. ولا يزال، بيننا وبين الحكومة العالمية، خطوات، عديدات، واسعات.. فإن إستطاع المفكرون، المثقفون، من أمثالك دمجها في خطوة، واحدة، جريئة، رجونا أن تنجو الإنسانية من جوائح الحروب، وأن تفوز بمغانم السلام، والرخاء، من غير أن تنفق طويلا من الوقت، أو تدفع غاليا من الثمن.



    حكومة عالمية:

    ما الذي ينقص هيئة الأمم لتكون حكومة عالمية؟؟ ثلاثة أمور: الهيئة التشريعة العالمية، ومحكمة العدل العالمية، والسلطة العالمية التي توقع الجزاء، عند الإقتضاء.. وهذه الأمور الثلاثة ليست غائبة عنا غيابا مطبقا.. فإن لدينا منها النواة.. لدينا، مكان الهيئة التشريعة العالمية، القانون الدولي، وهو يقوم على العادات، والمعاهدات.. ولا يزال في المراحل الأولى من تطوره، وقد أخذ الفقه والقضاء يكونان مصدرين من مصادره.. ولدينا مكان محكمة العدل العالمية، محكمة العدل الدولية ((بلاهاي))، وهي هيئة تحكيمية، وحكمها غير ملزم.. وأما السلطة العالمية التي توقع الجزاء فهي الدول – كل واحدة محتفظة بكامل سيادتها – فإنها توقع ما جاء في ميثاق هيئة الأمم من عقوبات إقتصادية، وعسكرية، على من يخالف القانون..

    لا جرم أن كل هذه الهيئات بدائيات، بينها وبين الكمال ما بين الحكومات الوطنية الحاضرة وبين الحكومة العالمية – خطوات، عديدات، واسعات – إن تركت الإنسانية لتقطعها بأسلوبها المعهود من التطور الوئيد، نشبت بينها نواشب التغالب، فتضورت بالمجاعات، واصطلمت بالحروب، وولغت في الدماء، وأفسدت في الأرض فسادا كبيرا.. وليس على طلائع البشرية، فيما أعلم، واجب يشرفهم أداؤه أكبر من أن يعينوا الإنسانية على إجتياز هذه الخطوات، العديدات، الواسعات، إجتيازا هينا، يسيرا، سريعا، في وقت معا.. ولا يكون التطور هينا، يسيرا، سريعا، في وقت إلا إذا سار على حداء عقل مستهد جريء..

    لا بد من هيئة تشريعية عالمية تسن من القوانين ما ينظم علائق الدول ببعضها البعض، وتشرف على الهيئات التشريعية المحلية في الدول المختلفة، حتى لا تسن من القوانين ما يتناقض مع القانون الرئيسي الذي تسنه هي، والذي، بدوره، يجب ألا يتناقض مع القانون الأساسي الذي هو الدستور العالمي.. وبذلك تكون جهازا يربط بين قوانين الأمم المختلفة، الفرعي منها، والرئيسي، ويجعلها منسجمة في ضرب من الوحدة ينتظمها جميعا..

    ثم لا بد من محكمة عدل عالمية، تنظر في القضايا الدولية، فتصدر أحكاما تحترم، وتنفذ.. ولا بد، آخر الأمر، من سلطة عالمية، تنفذ أحكام القضاء.. وستنهض هذه السلطة من إندماج الدول الحالية في نوع من الوحدة، يأخذ من سيادة كل دولة ما يحد من سلطان الحدود الحاضرة، ويلغي الحواجز الجمركية القائمة، ويجعل الدول الحالية إدارات محلية، لا تتجاوز سلطتها تنسيق مجهود الجماعات المحلية المختلفة، في القطر الواحد، في كل، منسجم، مؤد إلى غاية بعينها، هي، في حقيقتها، نفس الغاية الإنسانية في هذا الكوكب.

    وقد جاء هنا ذكر الدستور العالمي، وليس له الآن وجود... فما هو؟ إنه لا يمكن أن يكون هناك دستور عالمي واحد إلا إذا قام على الأصول الثوابت التي تشترك فيها جميع الأمم، وجميع الأجيال، وتلك هي الأصول المركوزة في الجبلة البشرية، من حيث أنها بشرية، ذلك بان تلك الجبلة إنما هي نقطة الإلتقاء التي يتوافى عندها سائر البشر، بصرف النظر عن حظوظهم من التعليم والتمدين – وللطبيعة البشرية قانون كامن فيها هو ذاته صورة مضاهية لصورة القانون السرمدي الذي يهيمن على الظواهر الطبيعية، ويسيطر على القوى الصماء، التي تزحم الوجود، فلا يخلو مكان منها – هو صورة مضاهية لهذا القانون، ولكنها صورة معقولة، ملطفة، إنسانية، تفيض بالإنسانية والرقة واللطف..



    التعليم الجديد:

    فإذا ما تركنا أمر الحكومة العالمية عند هذا الحد ونظرنا في الوسيلة الأخرى، وهي التعليم الجديد، إستطعنا أن نستمد منها نورا يعين على تحديد الدستور العالمي المنشود..

    إن التعليم الحالي مضلل أشد التضليل.. وتضليله نتيجة حتمية للنظرة المعاصرة للحياة، وغايتها.. إنا نعيش الآن في عصر آلي، تغلغل أثر الآلة في جميع وجوه نشاطه، حتى لقد تعلم الإنسان أن يحترم القواعد الآلية، وأن يمثل الآلة في إنتاجه الأدبي، والفني، وأن يستمد مثله العليا من دقة الآلة، ومن قوتها، ومن صوتها الموقع، الموزون.. وتبع كل ذلك نظامه التعليمي.. فهو يحاول أن يخلق نفسه، بالتعليم والمران، آلة، آدمية، شديدة الدقة، موفورة الكفاءة، كثيرة الإنتاج.. وكذلك أصبح التعليم مهنيا في أغلب أساليبه..

    إن ((التعليم الجديد)) يجب أن يستمد من النظرة الجديدة إلى الغاية من الحياة الجماعية: ((إعداد إنسان حر يعيش في مجتمع عالمي)).. ((إنسان حر)) من هو؟؟ هو من حرر عقله، وقلبه، من رواسب الخوف، فنبه جميع القوى الكامنة في بنيته، فاستمتع بحياة الفكر، وحياة الشعور.. هذا هو الإنسان الحر، والتعليم المتوجه إلى إعداده يعني، في المكان الأول، بتحرير المواهب الطبيعية من الخرافات، والأباطيل المو######## في العهود السحيقة..

    هناك شيء موروث من لدن درجت الحياة في ظلمات هذا الكوكب في الماضي السحيق، وهو متمكن من القلوب البشرية، رابض فيها، لا يريم.. ومنطقته منطقة حرام، محجورة، يقوم دونها ستار حديدي، لا يقل مناعة من ذلك الستار الحديدي الذي تقيمه روسيا بينها وبين العالم.. ذلك هو الخوف الذي صحب الحياة، من لدن فجرها، وسيرها، وحفزها على التقدم، والترقي، وفي نفس الوقت حال بينها وبين الكمال الرفيع الذي هو حظ مقدور للإنسانية.. ومع أن هذا الكمال حظ مقدور للإنسانية، فإنها لا تناله حتى تتحرر من الخوف تحريرا تاما، ذلك بأن الخوف هو رأس كل الرذائل، فهو سبب الفتك، والعنف، عند القوي.. وهو سبب الخديعة، والغش، عند الضعيف.. ومنشأ الخوف هو الصورة الخاطئة، الشائهة، التي كونتها في خلد الإنسان القسوة المستهترة التي تلقاه بها القوى الصماء في البيئة الطبيعية التي يعيش فيها..



    التحرر من الخوف
    فإذا ما أردنا أن نحرر الإنسان وجب أن نحرره من الخوف.. وجب أن نصحح تلك الصورة الخاطئة، الشائهة، التي قامت في خلده عن الحياة، وذلك بأن نعطيه صورة، صحيحة، كاملة، عن أصل الحياة، وعن قانونها، وعن غايتها، وأن نركز في خلده هذه الصورة الصحيحة عن أصل الحياة، وعن أصل الوجود المادي، الذي يحيط به، تركيزا تاما.. هذا أمر ضروري، ولا يغني غناءه شيء، إذا كان لا بد ((من إعداد إنسان حر)).. ولا عبرة بالتنظيم الإقتصادي، ولا بإتاحة المساواة للناس جميعا، إذا لم يوجد المنهاج التعليمي السليم الذي يخدم غرضنا في تصحيح تلك الصورة.. ذلك بأن المساواة الإقتصادية إنما هي وسيلة إلى الفراغ، ولا خير في الفراغ إلا إذا وجه توجيها، مرسوما مقدورا، معروف المصادر – والموارد .. الفراغ لا يصلح إلا للأحرار، فإنه لغيرهم مفسدة..



    القرآن للجميع
    ولكن أين نجد الصورة الصحيحة، عن أصل الحياة، وأصل الوجود؟؟ ذلك ما من أجله أكتب إليك.. إنك، لا بد، قد سمعت بالقرآن، وما يقال عنه من أنه كتاب المسلمين، وهذا غير الحق، فإن القرآن كتاب الإنسانية جمعاء، لأنه سيرة الحياة جمعاء.. هذا الكتاب هو قصة النفس البشرية الخالدة في الجوهر، المتقلبة في الصور المختلفة، في الأزمنة المختلفة، والأمكنة المختلفة.. فلم يمر عليها زمان قط، لم تكن فيه في مكان ما، تبحث عن الخلود.. تريد أن تكون خالدة في الصور، كما هي خالدة في الجوهر..

    هذه القصة الطويلة هي قصتي، وقصتك، وقصة كل فرد بشري، ولكنا جميعا نسيناها.. ومعنى أننا نسيناها أنها رسبت في العقل الباطن، ثم غطت عليها طبقة كثيفة من الأوهام، والمخاوف، التي ورثناها من عهود الجهل، والخرافات.. وليس لنا إلى السعادة من سبيل إلا بكسر هذه القشرة الكثيفة التي أحكمت سبكها، ,افتنت في حياكتها، يد الخرافات، والأوهام، والمخاوف، التي حجبت صور العقل الباطن، من أن تنعكس على صفحة العقل الواعي، فتستجلي، بانعكاساتها، الحقيقة الكبرى – حقيقة الحقائق المحجبة بستائر الأنوار..

    وهذه القصة الطويلة التي نبتت في العقل الباطن مصنوعة من نفس المادة التي صنعت منها الأحلام.. ومن نفس المادة صنع القرآن.. وهو لم يصنع إلا ليذكرنا القصة – القصة العجيبة التي هي دورة كاملة من دورات الوجود، من تذكرها علم العلم الذي لا جهل بعده، وخلد الخلود الذي لا فناء بعده..

    إن وظيفة التعليم لا تتعدى تذكيرنا بهذه القصة، البتة.. ولذلك فالتعليم، في حقيقته، مجهود فردي، يقوم به كل رجل، وكل إمرأة، لتحرير المواهب الطبيعية – العقل، والقلب – من الأوهام التي تحول بينه وبين الحياة السعيدة – حياة الفكر، وحياة الشعور.. ولا يتعدى واجب الحكومة تنظيم الحياة الخارجية، على شكل يمكن الفرد، من رجل، وإمرأة، من أن يجد فيه أقل عدد من الصعاب، وأكبر قدر من التشجيع، في سبيل جهوده الفردية، في نيل الحرية – حرية العقل، والقلب.. فإذا كان ذلك حقا، فقد وصلنا إلى الدستور العالمي.. ونستطيع أن نقول عنه: أنه هو الدستور الذي يوفق بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، وحاجة الجماعة إلى العدالة الإجتماعية الشاملة..

    إن الفرد هو مدار الوجود.. وكل شيء مسخر له، بما في ذلك النظام الإجتماعي.. فما ينبغي أن يؤخذ من حريته إلا بالقدر الضروري لصيانة النظام، الذي، بدونه، لا يتيسر للفرد الجو الملائم لتحرير مواهبه.. هذا ما عن لي أن أقوله، لك وللإنسانية جمعاء، وهو قول أريد ان أقدم به إلى الإنسانية الكتاب – كتاب الخلود – القرآن..


                  

02-24-2005, 06:12 AM

A.Razek Althalib
<aA.Razek Althalib
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 11818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: أولا أنا لا أعتقد أن الأخ جمال، الذي عرفته في هذا البورد، يريد أن يشكك المسلمين في عقيدتهم،

    Quote: ولكنه بدأ يشعر بتناقض هذه العقيدة مع قيم أخرى مثل الحرية وحرية الاعتقاد وحقوق الإنسان التي بدأ الناس يتفهمونها أكثر في زمن الفضائيات والانترنيت..

    Quote: وأنا لا أرى قيمة لمثل هذا النوع من الاتهام "فلان يشكك الأمة في عقيدتها

    Quote: وأقول أنه لا بد للمسلمين من فهم دينهم على أصوله التي تدعو للحرية بأكثر مما تدعو لها مواثيق حقوق الإنسان..


    بدون تعليق
                  

02-24-2005, 02:04 PM

A.Razek Althalib
<aA.Razek Althalib
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 11818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: A.Razek Althalib)

    باص ...
                  

02-25-2005, 03:27 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50069

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم (Re: A.Razek Althalib)

    عزيزي عبد الرازق،
    تحية طيبة
    كنت قد قرأت في باب "بروفايل" أو "نبذة عنك" في هذا المنتدى شيئا عن "فنانك المفضل" ولكنك مسحته الآن.. ربما من باب "عدم المجاهرة بالإثم" حسب قول الشريعة الإسلامية في الغناء والمعازف وسماع المغنيين والمغنيات والنظر إليهم/ن،.. على كل حال أنا لا أرى فيه مجاهرة بإثم، وقد حفزني هذا الموضوع على التعليق عن مسألة المجاهرة بالإثم التي رأيت أنت أن الأخ آرنست قد فعلها عندما حكى عن خطاياه على الملأ، ثم الكلام عن مسألة الخطيئة بصورة عامة أو الذنب..

    عقيدة الأخ أرنست تسمح له بالاعتراف على الأقل للكاهن القسيس بالخطيئة، وهو مبدأ معروف في المسيحية، وهو طريقة متبعة أيضا في العلاج النفساني في بعض الحالات.. ولكن ما فعله الأخ أرنست بالاعتراف لزوجته ليس مجاهرة بالإثم، كما تقول أنت، لأنه يعتبر نفسه قد تاب، وإن كان دائما يرجع إلى الخطيئة، ولكنه ينتظر فضل الله وصلوات زوجته ودعواتها كما قال..
    الإسلام في هذا الجانب أكمل من المسيحية كما يقول الأستاذ محمود.. وأحب أن أهديكم ما قاله الأستاذ محمود في هذا الخصوص في كتاب "تعلموا كيف تصلون"، وأنا شديد الأسف لأني لا أستطيع أن ألخص هذا الكلام أو أوجزه، لأن أي تلخيص سوف يقصر عن توصيل المعنى كاملا، وارجو المعذرة إن رأى البعض أن فيه إملالا.. وأنا أهديه بصفة خاصة إلى الأخ الحبيب جمال عبد الرحمن، آملا أن يجد فيه صدق القول الذي يعانق عقله وفكره، وما ذلك على الله بعزيز.. وأهديه إلى الأخ العزيز بشير بكار الذي كتب في صالون الجمهوريين أنه لا يعتبر نفسه جمهوريا، وأشكره لأنه سمح لي بنشر كلامه خارج صالون الجمهوريين.. وإهدائي قول الأستاذ للأخ بشير إنما هو من باب الذكرى لأني أعلم أنه يعرفه نظريا.. يقول الأخ الأستاذ بشير:

    Quote: أنا شخصيا لا اعتبر نفسي، منذ عام 1987، جمهوريا إلا باعتبار ما كان، والصلة الاجتماعية والتراث المشترك مع الأخوان الجمهوريين

    وفي أي مجال عمل عام لا أتحدث عن الفكرة الجمهورية والأستاذ إلا من هذا المنطلق، وأحاول دائما أن أجعل الناس الذين حولي ممن يعرفون أني كنت جمهوريا ، أن يعرفوا أني لم أعد كذلك ، ولا أتحدث عن الفكرة الجمهورية باعتباري جمهوريا حتى لا أحسب عليها

    ولا أرفع للأستاذ صورة في بيتي تأدبا معه

    ولا أرمي بهذا إلى المدح في قالب الذم، ولكني أقرر حقيقة لابد
    لي من تقريرها في هذا المقام
    المشكلة أن صبغة الجمهوريين لا تزول أبدا عن الجمهوري سابقا حتى ولو عمل على إزالتها

    فليكن كثير من الأخوان، ممن لم يعرفوا ذلك، على بينة من أمري
    وليعلموا أني لم أعد جمهوريا منذ عام 1987 تقريبا ويمكن أن يعدوني صديقا للجمهوريين

    ويوم يتوب الله علي فأعود إلى الطريق سأرفع صور الأستاذ في بيتي


    الإنسان بطبيعة تكوينه يقع في الخطأ، لأن حكمة الله قد شاءت له أن يتطور بالتقلب بين الخطأ والصواب.. وهناك من عصمهم الله عن الخطأ أو غفر لهم ما تقدم من ذنبهم وما تأخر وأكبر مثال هو نبينا عليه الصلاة والسلام الذي قال فيه ربنا سبحانه وتعالى في سورة الفتح: "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (2) وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3)".. ثم أن تحصيل الأنبياء هو ميراث كل إنسان والبشارة به واردة في القرآن في قوله تعالى "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"، وفي قوله تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم، لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً، إنه هو الغفور الرحيم"
    والآن إلى الفقرة التي اخترتها وأهديها لنفسي أولا، ثم للأخ بشير والأخ عبد الرازق والأخ جمال والأخ أرنست..



    Quote: الصلاة جلسة نفسية

    ما أحوج وقتنا الحاضر إلى الصلاة!! وقتنا الحاضر، وقت الذكاء الحاد، والحس المرهف!! ومع ذلك، وقت القلق، والتوتر، والحيرة.. حيرة الشباب، المتمثلة في مجاميع ((الهيبيز)).. وحيرة الشيوخ، الذين عجزوا عن هداية، وقيادة، أطفال، وشباب الأجيال المعاصرة من أبنائهم.. وقتنا الحاضر، وقت المشاكل النفسية، والأمراض العصبية.. هذه الأمراض التي، من فرط ما تفشت، وذاعت بين الناس، وجدت من يسميها : ((بأمراض المدنية)).. وليست للمدنية أمراض، وإنما المدنية صحة للقلوب، وللعقول، وللأجساد.. ولكن وقتنا الحاضر هو وقت الحضارة الغربية التي جعلت وكدها الإنتاج، والإستهلاك.. وهي، في سبيل مواصلة الإنتاج، تدعو إلى المزيد من الإستهلاك، وتدعو بوسائل الإعلان المختلفة لطرائق الإستهلاك المختلفة، حتى لقد ازدادت حاجات الإنسان، لحد جعله في خوف دائم من العجز عن تحصيل هذه المطالب، التي أوهمته الحضارة المادية، الآلية، الحاضرة، أنها حاجة حياة، أو موت، بالنسبة إليه، وإلى أسرته..

    إنني لا أشكو من الوضع الحاضر، ولا أرفض الحضارة الغربية ((التكنولوجية)) المادية.. بل، على العكس، فإني لأرحب بها، وأعتبرها مرحلة هامة جداً من مراحل تطور الفرد، والمجتمع البشري.. وأعتبر أن القلق، والحيرة، والرفض الذي ساقتنا إليه، إنما هو علامة صحة، وليس علامة مرض.. هو علامة صحة لأنه يرشدنا لأصل المرض، وما ذاك إلا لجهلنا بحقيقة البيئة التي نعيش فيها، وعجزنا، من ثم، عن المواءمة بين حياتنا وبينها..

    لقد ظللنا، نحن البشر، دائماً نحاول التعرف على بيئتنا، ونحاول، على هدى من هذه المعرفة، أن نوجد نوعاً من التوافق، والتناسق بين حياتنا وبين هذه البيئة.. وقد بدأنا من مكان بعيد.. لقد مضى وقت كنا نعتقد فيه أن البيئة الطبيعية، المادية، التي نعيش فيها هي عدو لنا، شديدة العداوة.. وقد ملأتنا عداوتها، وشكاستها، وأنيابها الزرق، ومخالبها الحمر، بالخوف الشديد، الذي تحدثنا عنه، في مقدمة كتابنا هذا، وفي العديد من كتبنا، باستفاضة.. وكنا، دائماً، ولا نزال، نخدع بالمظهر، ونذهل عن المخبر.. ونحن، اليوم، وفي مجتمع حضارة ((القرن العشرين))، نقف في مفترق الطرق.. فإن هذه البيئة الجديدة، التي قد طورها تقدم الآلة، تطويراً يشبه القفزة، تواجهنا بتحد حاسم.. هذا التحدي يعرض علينا إحدى خصلتين : إما أن نرتفع إلى مستوى المواءمة بين حياتنا، وبين بيئتنا، وإما أن ننحدر إلى الهاوية، فيكون مصيرنا مصير الأحياء التي عجزت عن المقدرة على المواءمة بين حياتها وبين البيئة.. إننا، بفضل الله، ثم بفضل هذا التقدم ((التكنولوجي))، قد أصبحنا نعيش في كوكب موحد جغرافياً، وأصبحنا، بفضل هذا التقدم ((التكنولوجي))، جيراناً متقاربين، مهما بعدت أقطارنا، في أطراف هذا الكوكب الصغير.. وأصبح علينا أن نتحلى بالأخلاق التي تليق بحسن الجوار.. أصبح علينا أن نتوحد أخلاقياً، كما توحدنا مادياً.. وبفضل الله، ثم بفضل العلم المادي، الذي هو سمة هذه الحضارة، وضحت لنا الوحدة التي تنتظم المظاهر المختلفة.. وضح لنا أن المادة التي مظهرها التعدد جوهرها الوحدة.. بل إن العلم التجريبي قد أظهر لنا أن المادة، كما تظهر ليست هناك، وإنما هي طاقة.. طاقة تدفع، وتجذب.. هذه الطاقة يسميها الدين ((الإرادة)).. إرادة الله، خالق الأكوان، وخالق الإنسان، وجاعل الأكوان مطية للإنسان، بها يرتفق ليبلغ منازل كماله.. إن حاجتنا إلى ((الدين)) اليوم قد برزت، بفضل الله، ثم بفضل هذه المشاكل التي تواجهنا بها هذه الحضارة الغربية المادية.. نريد الآن أن نقف لنراجع ما رسبته فينا الجهالات الماضية، من عقد نفسية أخذت تنطلق، في وقتنا الحاضر، بغير قيد، وبغير عقال.. وهنا تبدو حاجتنا إلى الصلاة.. إن الصلاة جلسة نفسية بهذا المعنى.. هي منهاج يعطينا الفرصة إلى أن ننفصل عن ((الدوامة)) الحاضرة، وأن نكون في ((خلوة)) نجد فيها السبيل إلى النظر في ((داخلنا)) فإننا نعرف عن عالمنا ((الخارجي)) أضعاف، أضعاف ما نعرف عن عالمنا ((الداخلي)) - عن نفوسنا - فإن البيئة التي نعيش فيها هي بيئة روحية، ذات مظهر مادي.. هذه حقيقة ظهرت لنا، لأول مرة، عن طريق العلم التجريبي، وأيضاً عن طريق الدين.. إننا نحن نعيش محاطين بالمظاهر الإلهية.. ولكي نعيش في ((سلام)) فقد وجب علينا أن نعرف ((الله))، وأن نعرف أسرار صنعه فينا، هذا الصنع الذي هو بيئتنا التي نعيش فيها الآن.. وقد ظللنا دائماً نعيش فيها، ولكننا نجهلها، تمام الجهل.. فإذا حققنا، وصححنا علمنا بها فسيعيننا هذا العلم الجديد على أن نرجع لمناقشة هذه العقد النفسية، المو########، والمكتسبة، التي رسبها فينا الجهل.. نناقشها، ونصححها، ونسلط عليها النور لتخرج من ظلامها، وسجنها، إلى نور الحياة، وحركة الحرية.. ويومئذ تنبعث الحياة الحرة، الكاملة، في بنيتنا، على النحو الذي بيّنا في هذه المقدمة..

    وسر صنع الله في كونه هو الحكمة.. قال تعالى فيها : ((وما خلقنا السموات، والأرض، وما بينهما، لا عبين * ما خلقناهما إلا بالحق.. ولكن أكثرهم لا يعلمون)).. قوله ((ما خلقناهما إلا بالحق)) يعني إلا بالحكمة.. والحكمة هي وضع الأشياء في مواضعها.. الحكمة هي ((نهاية العلم)) و ((نهاية الرحمة)).. وقد تكون الرحمة في صورة عذاب، ولكن الحكمة وراء العذاب، كالحكمة وراء الدواء المر.. المراد منه الشفاء من العلة.. ولكننا نحن كالأطفال.. فالطفل العليل يرفض الدواء لمجرد أنه مر.. ويجهل أن وراء مرارته حلاوة العافية.. ونحن إنما نرفض العذاب بنحو من هذا الجهل.. ولذلك فقد قال تعالى : ((كتب عليكم القتال وهو كره لكم.. وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم.. وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم.. والله يعلم.. وأنتم لا تعلمون)).. هذا هو موطن الآفة : ((والله يعلم وأنتم لا تعلمون)).. ولذلك فقد وجب الإيمان بما لا نعلم، ريثما نعلم.. والإيمان أصل في العلم، وأصل في الدين.. بل الحقيقة أن العقل الذي يعرف قدر نفسه لا يمكن أن يرفض شيئاً لمجرد أنه لا يجد العلم به، عتيداً عنده.. بل أن الواجب يقضي، إذا جهلنا شيئاً، أن نؤمن به، ريثما ينكشف لنا حقه من باطله.. وأما رفضنا إياه قبل ذلك، إنما يمثل جهلاً بحقيقة أنفسنا، وينطوي على إدعاء كبير، إذ نجعل عقولنا حكماً على الأشياء.. وهذا ما يحصل من أحدنا دائماً. ولذلك فقد أصبحنا محتاجين إلى منهاج يروض العقول على التواضع، وعلى المحايدة، وعلى البراءة من الغرض.. إن مثل هذا العقل المؤدب هو وحده الذي يدرك القانون - قانون الحق - الذي به خلق الله السموات، والأرض : ((ما خلقناهما إلا بالحق)).. يعني ((بالحق)) ((القانون)).. وقديما قال أرسطو : ((إن القانون هو العقل الذي لا يتأثر بالرغبة)).. هذا هو القانون الكلي.. وهو إنما يحكي صورة العقل الكلي.. ونحن إنما نحاول أن نسير بعقولنا خلف العقل الكلي.. أليست التوصية : ((تخلقوا بأخلاق الله)) ؟؟ وبقدر ما تحاكي عقولنا العقل الكلي، بقدر ما ندرك من دقائق هذا القانون، الذي ما هو إلا أثره، وصنعه.. وبقدر ما ندرك من دقائق هذا القانون، بقدر ما تسير حياتنا في مواءمة معه.. فنبلغ بذلك الأمن، ونستمتع بالحرية من الخوف، ونطلع على دقائق الغيب.. ونصحح عقد الماضي فننغم هذا التصحيح من التشويش الداخلي..

    فالصلاة جلسة نفسية بمعنى أنها فرصة للنظر الداخلي، ولمناقشة العقد النفسية المكبوتة في طبقات العقل الباطن.. وفي التعريف العرفاني، السلوكي، العلمي، فإن للعقل سبع طبقات، تعرف بالنفوس السبع.. وقد ورد ذكرها جميعها في القرآن : أولها النفس الأمارة، ثم النفس اللوامة، ثم النفس الملهمة، ثم النفس المطمئنة، ثم النفس الراضية، ثم النفس المرضية، ثم النفس الكاملة.. وهذه النفوس السبع إنما هي درجات في مراتب الإدراك التي بها يطلع العقل على الحقائق، ويعرج في سمواتها، وذلك بفضل الله ثم بفضل العبادة المجودة، وأعلاها الصلاة.. وإنما عن الصلاة قال، جل من قائل : ((فاصبر على ما يقولون!! وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى)) في هذه الآية عنى بـ ((سبح)) ((صل)).. وقد أورد فيها الأوقات الخمسة في اليوم والليلة.. ثم قال : ((لعلك ترضى)).. والرضا المقصود هنا إنما هو بربوبية الرب، وهو التسليم له، وزيادة.. هذا الرضا هو تعبير آخر عن التواؤم مع البيئة، والملاءمة والاتساق، وهذا ما به نحصل على الطمأنينة، وبرد الراحة، والتخلص من الخوف.. فالصلاة جلسة نفسية بهذا المعنى..



    بين الاعتراف والاستغفار

    ومما يزيد في توضيح قولنا أن ((الصلاة جلسة نفسية)) جلسة الإستغفار، التي تتفق، للعبّاد، المجودين، بالأسحار.. وقبل ((الإستغفار)) عند المسلمين، هناك ((الإعتراف)) عند المسيحيين.. ومبدأ ((الإعتراف)) هذا بدأ في المسيحية بعد حياة المسيح، في حوالي القرن الثامن الميلادي.. وهو يستمد من قول المسيح لتلاميذه ((الحق أقول لكم : ما ربطتم في الأرض، ربط في السماء.. وما حللتم في الأرض، حل في السماء)).. ثم إن المسيح قد قال لهم أيضاً : ((خذوا الروح القدس : من غفرتم له خطاياه تغفر له.. ومن أمسكتم عليه الغفران يمسك عليه))..

    والمسيحيون يعتبرون أن الإعتراف أمام كاهن مهم جداً.. ومن الفروض الدينية على كل مسيحي أن يعترف، على الأقل، مرة في السنة.. وهم يقسمون الخطايا الى نوعين : الخطيئة ((المميتة))، وهذه لا تغفر إلا بالاعتراف. والخطيئة ((العرضية)) وهذه يمكن مغفرتها بدون إعتراف..

    والحكمة وراء الإعتراف هي تفريغ البال من الهموم التي تغم القلب، حتى تحصل الراحة بنقاء الضمير.. وإنهم ليتوسلون إلى ذلك بعدة صلوات.. مثلاً هم في ((الإعتراف)) يقولون : ( إن مخلصنا بجنان سام : ((وضع لنا سر التوبة للخلاص)).. فهو قوة لضعفنا، ودواء لأمراضنا النفسية الكثيرة، بل هو نور يجعلنا نعرف تجارب العالم، وغش الشيطان، وشهوات النفس، ولذا يلزمنا أن نتقدم إليه كثيراً، بإيمان حي، وإستعداد كامل.. إننا بالتقرب المتواتر إلى هذا السر نتقدم في الكمال المسيحي، ونحفظ طهارة نفوسنا.. وبمقدار ما نبتعد عنه، ونؤخره، نتأخر في الفضيلة، ونضيع هدوء الروح )..

    وهم، قبل الإعتراف يتوجهون بصلاة قصيرة، كأن يقول أحدهم : ((أيها الروح القدس!!نور عقلي لأعرف الخطايا التي ارتكبتها بعد إعترافي الأخير، فأندم عليها، ندامة صادقة، وأعترف بها، إعترافا تاما، للكاهن في كرسي الإعتراف)).. وبعد هذه الصلاة القصيرة يأخذ المعترف في فحص ضميره، محاولا، بذاكرته، استحضار ما قد اقترفه من ذنوب، وخطايا.. كإهماله في الصلاة، صباحاً، أو مساءً.. وهل هو أخفى خطيئة مميتة في اعترافه السابق ؟؟ وأيضاً : هل قام بواجبات الوالدين ؟؟؟ وإذا كان زوجاً، أو زوجة، فهل قام بواجباته نحو الأسرة، والأبناء ؟؟ وأيضاً هل قصر في حب أحد ؟؟ وهل وشى بأحد، أو شتمه ؟؟ وهل سرق ؟؟ لعب ميسراً ؟؟ شرب خمراً ؟؟. الخ الذنوب، والخطايا.. ثم هو، بعد أن يستحضر طائفة كبيرة من هذه الخطايا يتوجه بصلاة قصيرة أخرى، كأن يقول : ((يا إلهي إني نادم على جميع خطاياي التي بها أهنتك، أنت، المستحق كل محبة، وأقصد، قصداً ثابتاً، ألا أعود إلى ارتكابها.. فساعدني على الثبات، ولا تسمح أن أبتعد عنك بالخطيئة)).. وطريقة الإعتراف : أن يتقدم التائب من كرسي الإعتراف، ويركع، ويقول : ((باركني يا أبت لأني خاطئ، أو خاطئة..)).. وسيكون في وضع مريح، يوحي بالطمأنينة، والسرية، ويغري بالإنفتاح، والصراحة.. وقد يفصل بين الكاهن والتائب شباك صغير.. ويكون النور الذي يريان به بعضهما نوراً خافتاً، ومطمئناً، ويأخذ التائب في سرد ظروفه التي ورطته في الخطيئة.. ويعدد خطاياه.. ويكون مستعداً للصراحة، والوضوح، والصدق.. ويجيب على أسئلة الكاهن، حين يسأله، في وضوح وفي صدق … ويظهر الندم على كل ما ارتكب.. ويطلب المغفرة.. وسيجيبه الكاهن : ((مغفورة لك خطاياك)).. وسيعطيه كفارة.. وهي عادةً بعض أعمال الخير، أو بعض الصلوات، أو بعض القراءات من الكتاب المقدس.. والكاهن، في الإعتراف، عند المسيحيين، يعتبر نائباً عن المسيح.. فهو يقول، مثلاً، للمعترف : ((ليحلك ربنا، يسوع المسيح، وأنا أيضاً أحلك بسلطانه))، أو يقول، في أثناء وعده التائب الغفران : ((ضمن السلطة المخولة لي)).. والكاهن ملزم بأن يحتفظ بأسرار المعترفين، وذلك، بالطبع، مما يطمئن المعترف، ويشجعه على فتح مكنونات صدره، وتنقية ضميره، وراحة باله.. هذا هو ((الإعتراف)) في ((المسيحية))، ويعادله عندنا نحن في ((الإسلام)) الإستغفار.. (فالإستغفار)) تطوير، وترق، على مبدأ ((الإعتراف).. وهو، عندنا، من عظم الشأن، وجلال القدر، بحيث يكون صنواً، وعدلاً، للنبي الكريم.. وقد كان الأصحاب يقولون، بعد أن التحق النبي بالرفيق الأعلى، كانوا يقولون: "كان لنا أمانان من العذاب، فذهب أحدهما، وبقي الآخر.. " يشيرون بذلك إلى قول الله تعالى : "وما كان الله ليعذبهم، وأنت فيهم.. وما كان الله معذبهم، وهم يستغفرون ".. وفي (الإسلام) (الإعتراف) ممنوع، لا!! ولا حتى للنبي.. وفي حديث للمعصوم قال، وهو ينهى عن (الإعتراف) : إذا إقترف أحدكم ذنباً، فستره الله عليه، فلا يكشف ستر الله عنه.. ).. وهذه كرامة لضمير الإنسان، ولحرمته، ولحريته، لا تدانيها كرامة.. ويقوم (الإستغفار)، في حط الهموم، والغموم، والأوزار، عن الصدر بقدر يقصر عنه (الإعتراف) بآماد بعيدة.. ذلك بأن الإنسان الذكي لا يمكن أن تطمئن نفسه، كل الإطمئنان، لبشر مثله، فيودعه أسراره.. ولكنه، حين (يعترف) لربه ـ حين يستغفر ربه ـ لا يمكن إلا أن يكون صادقاً، كل الصدق، لأنه مطمئن على سره، إذ يجري (الإعتراف) بينه وبين ربه ـ بينه وبين نفسه.. ولأنه يعلم أنه لا يستطيع أن يكتم الله حديثاً.. وهو، سبحانه وتعالى : "يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور".. وفي الحق فإن المراد من (الإعتراف) إنما هو توكيد الخطيئة للنفس حتى تنساق إلى الندم، وحتى تستغفر بجمعيتها، وبكليتها ـ تستغفر بلسان حالها، ومقالها ـ فتتم بذلك (الإستغفار) أركانه : الإقلاع الفوري عن الذنب، والندم على ما فات منه، والعزم على عدم العودة فيه.. وإنما يريح (الإستغفار) النفوس لمكان الصدق منه.. فإنه هو أصدق الحديث.. والصدق دائماً يريح، ويحرر النفوس.. وليس (الإستغفار ) مجرد أقوال تجري على اللسان، وأعداد من المرار تحصى على المسبحة، وإنما (الإستغفار) إستعراضك لشريط أعمال اليوم السابق، تستعرضها، وتقيمها، وتحدد مبلغ الخطأ فيها، بصورة تفعم النفس بالندم عليها، حتى تندفع، في جمعية، وامتثال، وانكسار، تطلب المغفرة من الله الغفار.. (الإستغفار )، بهذه الصورة، يجري في السحر، بعد صلاة الثلث، وفي هدوء الليل، وفي جلسة خشوع، وسكينة ، ووقار، تجلس فيها جلسة الصلاة، غير متربع، ولا ماد رجلك، وإنما تجلس وأنت تستشعر حضرتك بين يدي الله ـ (الإستغفار) بهذه الهيئة، يحط عن النفس ثقل ظلامها بصورة حسية، يشعر بها العابد المجود شعوراً حسياً ـ وتكفي منه المرات القلائل لتحقيق الغرض المرجو منه.. ولكن الإستغفار الذي تجريه العادة علىاللسان، وتعدد مراته على المسبحة، كما هو مألوف عادة الناس الآن، ليس فيه غناء، ولو عدد آلاف المرات.. إن (الإستغفار) فكر، يسترجع، ويحاسب، علىأخطاء الماضي، بصورة تملك القدرة على سوق النفس إلىعتبة (الإعتراف)، وهي منكسرة، خاضعة، تستشعر جرم خطيئتها.. أما غير ذلك فهو استغفار يحتاج (لاستغفار)، كما قالت رابعة العدوية.. وقيمة هذه الجلسة التي يجري فيها (الإعتراف)، عن طريق (الإستغفار)، هي أنها تعين على (تنغيم) تشويش (الخواطر)الداخلي، وعلى مناقشة (الثرثرة) التي تجري في الصدر، كمحاولة لتنويرها، ولإقناعها، ولتفريج الكبت عنها، فتتخلص، بهذا الصنيع، من التوتر، ومن القلق الذي يظهر علىالناس الآن في صورة المرض العصبي.. يعينك على هذا التخلص، عندما تستغفرالله تعالي بجمعية، إيمان أكيد بأن الله لا يتعاظمه ذنب، فهو، تبارك و تعالى، يقول : "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعاً.. إنه هو الغفور الرحيم.. ).. هذه أشمل آية في رجاء المغفرة.. وهي تستمد من الإطلاق الذي لا يجري عليه قيد، وهي، من ثم، مسيطرة على آية أخرى، باب المغفرة فيها أيضاً واسع، وتلك هي قوله، تبارك وتعالى : "إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.. ومن يشرك بالله فقد إفترى إثماً عظيماً" جلسة (الإستغفار)، مع هذا الإيمان، لا تغادر صغيرة، ولا كبيرة من الذنوب، إلا وقد وضعته.. وينهض المستغفر المجود، كأنما نشط من عقال.. هذا هو ما عنيناه بقولنا (إن الصلاة جلسة نفسية)..


    المصدر:

    بالضغط هنا
                  

02-25-2005, 01:15 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50069

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بين الاعتراف والاستغفار.. الصلاة جلسة نفسية (Re: HOPEFUL)

    لقد قمت بوضع مداخلتي حول مسألة "بين الاعتراف والاستغفار" في هذا البوست في منبر الفكرة الحر لمزيد من القراء..

    بالضغط هنا
                  

05-19-2005, 06:24 PM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حـــد الــردة .. لمــــــاذا !!? (Re: HOPEFUL)

    حـد الــردة لمـاذا؟؟

    هل من مجـيب
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de