دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
حفريات في الذهنية الذكورية للسياسة السودانية
|
فوانيس
{أغسلونى من عذاباتى وأوجاع تفاصيلى
أعيدوا لي ذاتي المشروخة
أعيدوني لفردوس عشقي القديم
لذاكراتي التائهة
أعيدوني لسماء ينبت في رحمها وطن لي
لميرى
لمندى
ولفاطمة السمحة
أعيدوني حيث تنطلق النهارات مزهوة وممتشقة
كأغنية الوطن الذي نحلم}
طالما أصابتني حرقة العقل محاولة التفتيت في الذهنية الذكورية التي تسيطر على السياسة السودانية منذ مهدها الأول والذي لم تتجاوزه كثيرا، فالوقائع ودلالتها تؤكد أن السياسة السودانية مازالت على ذات المهد.لان القرارات الجسيمة تصنع ناقصة وتبقى حبر على ورق. أن أصحاب القرار يدركون تماما آلية سلب الروح من كل مايهم الوطن.
اجتمعوا في نيفاشا
ليالي طوال
{ لن تتحملها ذوات الضلع المعوج}
نهارات عجاف { حرنت} في استنكار لغياب المرأة
اجتمعوا لوحدهم
وانفضوا بعد أن نالوا شهادة السلام النازف الآن في غرب البلاد
انهم.. صناع السياسة السودانية
يدبر اغلبهم الانقلابات
يعتقلون شرفاء الضمير
يقتلون في الشهر الحرام
يصنعون الحرب
يخربون البيئة
يشردون الأجيال
والوطن تحاق به المخاطر من كل حدب
ونصف المجتمع من النساء والبقية المهمشة من الرجال الطيبين يغيبون من قرارات السياسة والاقتصاد والثقافة
زغروده { نايصه} انطلقت يوم اتفاقية السلام وتساءلت حينها بحرقة.. هل كل ما تستطيعه المرأة السودانية ذغروده لتصنع بها السلام؟ سيقولون بان المرأة هي ألام، الأخت، الزوجة والحبيبة وكل هذه المسميات تصبح مجرد طنين إذا لم تنصهر في قضايا الوطن وهمومه.
هل غابت المرأة السودانية أم غيبت من مراكز صنع القرار؟ متى نخرج من ثكنات العقول المتحجرة التي لا ترى فينا سوى أدوات للتفريخ وغسل الأواني. هل سيبقى هذا حالنا والسياسة السودانية تحركها آليات الرجل بكل { الامتيازات} التي حظي بها منذ الصغر؟ الرجل المقصود في هذا السياق ينتمي لأولئك الأوصياء ليس على نصف المجتمع وحسب وإنما على السواد الأعظم من الرجال المهمشيين.
فأين المرأة السودانية في السياسة السودانية؟ وبماذا نبرر استلابنا للعقلية ألذكورية؟ هل هو ضعف فينا أم قهر تمارسه هذه الذهنية علينا؟ كم مره ترأست امرأة وفد وزراي داخل و خارج السودان؟ هل حلمت إحداكن أن تصبح يوما ما أول رئيسة للسودان؟ عفوا آن قفزت بأسئلتي من مواقع الحلم و أطرحها عليكن في الواقع. هذا الواقع يطفح في صور نيفاشا التي غابت عنها المرأة فعلا، فهل شاركن نساء من الجانبين الحركة والحكومة في لجان المفاوضات؟ أم مشاركتهن كانت لزوم الديكور؟ إن اشد ما يحزن ويصيب بالغبينه هي الممارسة السياسة للمثقفين داخل كل الأحزاب السودانية، أين كانوا حين حددت الأحزاب عددية النساء اللاتي ينبغي أن يشاركن في التجمع؟ هل سجلوا مواقفهم بوضوح من فقرتهم رقم خمسة الملفوفة حبل مشنقة على رقبة ثورة التغيير الاجتماعي؟ الا تحمل مفاهيم السودان الجديد النهوض بالمرأة ودفع عجلة التطور ؟ إذا افترضت حسن النية فبماذا يبرر قادة الحركة الشعبية مواقفهم من المساهمة الفعالة للنساء عموما وخاصة عضوات الحركة داخل لجان المفاوضات التي زينت{بزغرودة} حين استلام دبلوم السلام؟
هذه الحفريات التي بدأتها قبل فترة مازالت تختمر آلياتها في عقلي { الغير ناقص} وبعين وحاسة لا تستطيع فصل الهواء عن السياسة بدأت في محاولة لتحليل الذهنية ألذ كورية التي صنعت السياسة السودانية. فالشأن السوداني شأن حياة وموت، ينبض في دمى وينزع الطمأنينة من يومي النازف بسبب الصور المتلاحقة التي يعانى منها الوطن، نساء يغتصبن ولا من مجير، بل مازال البعض يكابر وينفى، قرى تهجر تاريخها وصدى أغنيات النساء وهن يزرعن في موسم المطر يرتد في صحارى العطش والجوع التي تقتل صغارنا. العالم ينظر بعين الحذر والترقب لصومال جديده ولرواندا مازالت صورها ترعبنا ومجلس الأمن الدولي يحسم عاجلا أوان التدخل والكوابيس تتلاحق { والعين مفتحه}، صور العراق وأفغانستان مازالت راكضة في العصب اليومي.. أذن لماذا تلاحقنا اللعنات؟
مرة أخرى وبعد أن دق ناقوس الخطر يجتمع السياسيون { وجلا ليبهم البيضاء المكوية} عكست بوضوح { الحميمية} التي عقبت اتفاقهم الأول وعفا الله عما سلف! الحكومة والمعارضة تتقارب وجهاتهم، قرروا كعادتهم واجتمعوا وكالعادة دون امرأة واحده، يا للعجب، ألا يدعو هذا إلى الجنون وهؤلاء لم يعوا بعد أن سلامة الوطن لا يمكن صناعتها دون نصفه المهمل. ربما كنت أحلم بان تشارك امرأة في وفد التجمع وكنت واهمة إذ كيف تسنى لى آن أنسى مقررات اسمرا وحبرها المندلق في الرهاب. تابعت صدى هذا اللقاء بين التجمع والحكومة واستوقفني خبر جاءت صياغته فى صحيفة الأنباء في عددها الصادر يوم 31/8/2004 عن فرحة الوفد من الجانبين والتى لم تنقصهاه الا { زغاريد السودانيات}. جاء هذا التصريح على لسان الأستاذ فاروق أبو عيسى، المعروف بمساندته المبدئية لحقوق الإنسان وقضايا المرأة. أنتظر ربما كغيري من بعض الناشطات أن ينفى الأستاذ أبو عيسى هذا التصريح الذي لا يشبه مواقفه تجاه هذه القضايا المصيرية. أن ما ينقص هذا اللقاء ليس زغاريد السودانيات بل تنقصه رؤيتنا وتحليلنا، ينقصه موقفنا المبدئي من وطن تسوده العدالة الاجتماعية والمساواة بين نسائه ورجاله.
ذكرني هذا الخبر وطريقة صياغته التحفيز الذي قدم قبل فترة للرجل المصري الذي يتزوج من سودانية، جاء ذلك عقب لقاءات التقارب بين الحكومتين السودانية والمصر يه. لم تكن الفكرة تحفيز المرأة السودانية والمصرية في إطار تلك الاتفاقيات بتوسيع فرص التدريب والتأهيل والانخراط في مواقع القرار. من المسئول عن هذا؟ ولماذا صرنا كرت الرهان الرابح في قسمة مياه النيل؟
إن الثمار التي تجنيها محادثات السياسة السودانية تصبغ مرارتها في الحلق لأن ثمارها غرست في تربة اعتراها الجفاف، فهذا الغرس لن يؤتى أكله من غير فعل إيجابي من النساء.
هل المرأة ضحية للذهنية الذكورية؟
الضحية.. أرفض هذا المصطلح المخدر ضد تفعيل العقل، فالمرأة الناشطه في المجال العام والسياسي ينبغي عليها أن ترفض هذا الدور المرسوم لنا او الذى رسمناه لانفسنا دور{ المظلومة}، لان الواقع يؤكد أيضا دورنا السلبي في الرضوخ لهذه الذهنية ومحاولة تفتيتها، فالحقوق لا تهب بل تنتزع وهكذا تعلمنا منذ.أعلنا وجدونا الإنساني.
دعونا نضع أصابعنا على مواقع الجرح، دعوها تنزف إلى آخر قطره آن كان الهدف مقاومة قمعنا، ولنسأل أنفسنا، خاصة اللاتي ينتمين إلى { الانتلجنسيا} عن أسس تواصلهن مع النساء المهمشات في خارطة التعليم، العمل والنشاط العام؟ ماذا نعرف عم احتياجات وهموم المرأة في ام كداده ، طوكر او صراصر ؟ بماذا يحلمن النساء في أطراف الخرطوم؟ أن لا تصادر { الكشات} اللعينة رزق يومهن في هذا العمل الهامشي وهن يبعن الشاي في هجير شمس حارقه؟
أسئلة أواجه بها نفسي و أواجه بها كل المهمومات بوطن { خير ديمقراطي}.
النساء داخل أحزابهن مطالبات بالموقف الواضح من قضايا المرأة والوطن، بالنقد البناء لدفع المرأة إلى صفوف القيادة الأولى وأن يرفضن هذا الدور الديكورى، أن يعلو صوتهن بمطالبنا المشروعة لنبنى معا هذا الوطن المنهك بفعل الفقر والعسكر والهيمنة الدولية التي تسحقنا ضمن { عالمنا الثالث} وضمن { أفريقيتا السوداء}. وعلى كل حال ينبغى ان لايطول انتظارنا الى ان تصحو نساء الاحزاب من سباتهن العميق، فناشطات المجتمع المدنى قادرات على دفع دفة مطالبنا المشروعة حين يستطعن نفض حالات التناوم بسبب الاحباطات المتكرره فى تاريخنا الحديث.
هذا يتطلب تغيير الموازيين والأدوار لكسر قوقعة الاستكانة التي ساهمنا في لفنا داخلها، يتطلب حوارات اعمق بين كل الفصائل النسائية والنسوية، الوصول إلى المهمشات من النساء ليصل صوتهن، ليعبرن وباللغة التي يستطعنها عن همومهن، أحلامهن وهواجسهن، أن نستمع لصوت النساء المعاقات ولتصل مطالبهن عنان السماء وقلب الواقع حينها يمكن أن نعبر عن فرحتنا بكل أشكال التعبير التي اكتسبناها في إطارنا الثقافي المتعدد.
فانوس أخير:
وتستمر الحفريات لحين خروجنا من قواقع الصمت
إشراقه مصطفى حامد
جامعة فيينا/ كلية العلوم السياسية [email protected]
نقلا عن سودانايل --------------------------------------------------------------------------------
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حفريات في الذهنية الذكورية للسياسة السودانية (Re: Ishraga Mustafa)
|
الاخت اشراقة
التحيات لله
عنوان المقال مخيف لان به حكم مطلق و لكن عند قراءة تفاصيل المقال يتلاشي هذا الحكم المطلق رويدا رويدا, فلماذا لا يكون عنوان المقال منسجم مع تفاصيل المقال الاكثر من رائع, ففيه جد (حفير و دفير و نحت ) فى امر جلل و سنعود له اذا ما مد الله فى الاجال و لك الشكر و التقدير دوما و ابدا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حفريات في الذهنية الذكورية للسياسة السودانية (Re: Ishraga Mustafa)
|
الشامخة ام واصل
لك التحية على هذا الحفر ... واصلي الدك حتى تنهار هذه العقلية التي حولت سوداننا الجميل الى شيء لا اعرف كيف اصفه.
قبل فترة استرعى انتباهي قلة مساهمة الكاتبات السودانيات في طرح المواضيع السياسية على صفحات سودانايل ولاحظت ان الساحة يحتلها الرجل فقط وفكرت في كتابة مقال لنشره وكان في خاطري بعض الاسماء التي ساهمت باقلامها كاشراقة ولنا مهدي وميرفت واخريات انحصرت مساهمتهن في مواضيع اغلبها ثقافي.
لماذ لا تتحرك المرأة وتستغل مثل هذه المنافذ ولماذا تترك الرجل وحده يتحكر ويتحكم؟
العقلية الذكورية السياسية السودانية تعاني قصورا اوصلنا الى هذه الحال والمرأة الانقاذية سارت في ركب مصاصي الدماء وطاقات الفقراء وتجهيز ابناءها للموت فرحا بعرس شهيد.
ان لم تخرج المراة من تبعيتها المطلقة للرجل فلن ينصلح حالها ولن يكون بمقدورها ان تبرز طاقاتهاوابداعهاالا داخل غرفتها.
من رأي ان تخاطبن نساء المسئولين الكبار والسياسيين الفاعلين لجعلهن يتفاعلن ويخرجن من حالة الديكور الى التفاعل بقضايا الوطن وان تهمس كل امرأة كل يوم في اذن زوجها المسئول تذكره بالمهمشات والكشات والقرارات الظالمة
لك التحية ولي قدام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حفريات في الذهنية الذكورية للسياسة السودانية (Re: Ishraga Mustafa)
|
الاخت العزيزة / اشراقة مصطفي
تحية طيبة و احترام
اريد ان اؤكد بان الموضوع المثار هنا للحوار و النقاش موضوع كبير و خطير فى ان, لانه يحمل بداخله مخاض طويل و حلم ظل يراود الناس منذ زمن طويل, و اذا ما كتب بضم الكاف لهذه القضية النجاح, سيكون اهل السودان من اصحاب (اليمين) و اصحاب اليمين هنا بمعني مساواة الناس فى كل شيء و فى الحقوق و الواجبات , هذا باقتضاب شديد. و لكن كيف نصل الى نهاية هذا المشوار هو السؤال الذي يؤرق كل من يريد/تريد تغيير الاوضاع الحالية فى السودان.
لذلك اعتقد بان المطلوب من امثالك وهم/ هن كثر هو المزيد من الحفريات و النحت المتواصل فى جميع المسارات التي لها علاقة بهذا الموضوع, موضوع النظرة الاستعلائية او الدونية من الرجال للرجال و من الرجال للنساء و من النساء للنساء, و من النساء للرجال, ففي هذه الثنائيات و فى هذه (النظرات الساحرة) تنوم قضيتنا فى غيبوبة بفعل فاعل.
و طبعا لا يكمنني تعميم هذه الاحكام على كل اقاليم السودان, فالسودان اكبر من ذلك بكثير, بمعني اخر ان لكل مجموعة سكانية ظروفها المختلفة عن المجموعات الاخري, فالمرأة فى ضواحي مدينة كوستي ليست كالمرأة فى واو و كذلك الرجل, من حيث التركيبة (الذهبية) لكليهما, و من حيث سلطات و صلاحيات كل من الرجل و المرأة هنا و هناك, و اضرب لك مثلا فى غاية البساطة و لكنه معبر عن حقيقة البون الشاسع بين (الذهنيات الذكورية) اذا جاز التعبير فى السودان, فالرجل عندنا فى قرية الدافوري ريفي كوستي , يعتبر نفسه افضل من المرأة لمجرد انه يتبرز فى مكان بعيد عن القرية , بينما تفعل المرأة ذلك بجوار القرية, او احيانا بجوار منزلها لعدم وجود ################ هناك, فالناس تتبرز فى العراء, فهذا (التفوق البرازي ) غير موجود فى كوستي مثلا ...الخ و من هنا جاء فى تراثنا الشعبي ان المرأة لا خير فيها لانها تتبرز بالقرب من منزلها و قالت (الرجالة) (للعوين) و (العوين) هنا بمعني النساء ديل بوالات قريب نكارات الصبي الجياب)!! و الصبي الجياب هنا بمعني الرجل (الكسيب) اي الذي يكسب المال !! لان (عويننا/نساءنا) لا يكسبنا شيء بحكم موقعهن الجغرافي فى خارطة السودان!! فهل يا اشراقة يمكنك ان توجهي هذا المقال لاهل هذه القرية لتفكيك هذه التركيبة السحريةام ان الموضوع اعمق بكثير, و يمكنك ان تقيسي على ذلك بقية بقاع الناس, فالامر خطير, و لا ينفع فيه الحديث عن (الذهنية الذكورية) بهذا الشكل المعمم, فحتي يصل هذا الخطاب الى جذور الازمة نحتاج الى الية اخري لتفكيك هذه الترسانات الثقافية , كل حسب موقعها فى خارطة السودان الجغرافية, فندوة فى الخرطوم لا تؤدي نفس الغرض فى قرية الدافوري ريفي كوستي, لان الدافوري تحتاج لدفير اكثر و لاسلوب مخاطبة مختلف تماما حتي تكون اللغة مشتركة, و الا سيتفوق عليك يا اشراقة الذين يتبرزون فى المكان البعيد و لن تنفعك هذه المصطلحات (الذهنية الذكورية) او غيرها من (الكلام الكبار) الذي لا يلامس الواقع فى العديد من اقاليم السودان.
نعم الواقع يقول بان هنالك ثلاثة مسارات (للسلام ) فى السودان, و لكن الواقع يقول لناايضا بان الغالبية العظمي من اهل السودان خارج هذه المسارات , بمعني اننا نلعب خارج الدائرة, لان قيادات هذه المسارات لم و لن تتنازل بأخوي و اخوك عن (حقها الشرعي) فى التفوق على بقية الناس نساء و رجال, و لان برامج كل من الحكومة و المعارضة غير واضحة, و لا توجد فوارق نوعية بين هذه البرامج هنا و هناك, لذلك يصرخ الناس , لماذا لم يحدث هذا و لماذا لم يحدث ذلك؟ فالحال من بعضه.لذلك يمكننا ان نقول بان اضلاع مثلث (السلام السوداني) مضروبة و لا علاقة لها بواقع الناس فى السودان. و ما لم تلامس برامج الناس الواقع السوداني, فان المحصلة النهائية ستكون تحت الصفر. و هذا العمل يحتاج للعديد من الحفريات و الانقلابات فى العديد من المفاهيم الضارة التي تسيطر على واقعنا السوداني , كل حسب موقعه الجغرافي فى الخارطة السودانية.
طبعا يا اشراقة انت مندهشة لمشاركة المرأة (بالزغرودة) و لكن بالمقابل هنالك نساء سعيدات سعادة ما بعدها سعادة بهذه الزغرودة المتلفزة على الهواء مباشرة!! لان النساء فى قريتنا محرومات حتي من هذه الزغرودة!! و هن ممنوعات من الاكل و الشرب امام( الرجالة) لان فى ذلك قلة حياء و قلة ادب, و كمان فيها عدم احترام (للرجالة) , و سأحكي لكي قصة و اقعية, فقد كنت مع البقر فى البئر بهدف ان اسقي الابقار , و مرت على امرأة عندما كنت فى البئر, هذه المرأة جاءت من قرية مجاورة لنا, فطلبت مني بعض الماء و انا عمري حينها عشر سنوات و عندما حاولت ان امنحها الماء حضر (رجال كبير ) من قريتنا, فامتنعت المرأة عن الشرب بحجة ان ذلك فيه عدم احترام (لهذا البطل القومي)!! فاين (الذهنية الذكورية) هنا يا اشراقة؟ هل هذا فقط ذهنية ذكورية ام شيء اكبر من ذلك بكثير؟
طبعا المرأة السودانية/ العوين السودانيات غائبات و مغيبات فى نفس الوقت فى ما يسمي بمحادثات (السلام) و السبب يحتاج للمزيد من الحفريات فى واقعنا المعاش. اما ان المرأة السودانية/العوين السودانيات , هن الام و الاخت و (الزوجة) ...الخ, فهذا حديث فطير و مستهلك و لا يحل لنا الازمة التي نعاني منها. و اخص بالحديث هنا (الزوجة) , فقد قام احد (الرجالة) فى قريتنا بتطليق (زوجته) بحجة انهامكنوسة او شؤم لانها لا تنجب غير الاناث, فقال للناس لا يمكن ان يكون بيتي مرتعا للرجال فى المستقبل و يقصد طبعا زواج بناته عندما يكبرن!! فهل هذا ذهنية ذكورية ام ان الموضوع اعمق من ذلك؟
نعم هنالك ضعف فى المرأة السودانية و لكنه ضعف مسبب اي له اسبابه, فهنالك قهر تأريخي وقع على النساء فى السودان, و يمكننا تتبع التراث الشعبي لكل مجموعة سكانية فى السودان لنري حقيقة ذلك, و هذه الحفريات تحتاج الى ان تقوم مؤسسات الدولة المتوقعة لا الحالية بهذا الدور , و لا يستطيع اي فرد مهما كانت امكانياته و قدراته الذهنية ان يقوم/تقوم بهذا الدور الكبير, و الى ان تقوم هذه الدولة المتوقعة سنخسر الكثير!! فبعض النساء يا اشراقة لا يترأسن حتي سرايرهن ان كانت لهن اسرة ناهيك عن ان يترأسن وفدي الحكومة او المعارضة, فهذا هو القفذ بالزان الذي نسمع عنه!! فالقيادات فى كل من الحكومة او المعارضة لا تفعل اكثر من تغبيش الواقع فى السودان و هذا التغبيش لا معني له الان!! فمشاركة المرأة هنا و هناك تندرج تحت هذا التغبيش !! لان المرأة ما زالت مسجونة فى مقررات اسمرا و مسجونة فى خطاب الحكومة, و ما يحدث هنا و هناك من ضجيج و صراخ لا يغير من واقعنا شيء. و لا نعفي المرأة هنا من سجن نفسها, فمن يغير هذا الواقع او يكون شريك اصيل فى تغييره هي المرأة نفسها لا غيرها, فلن يحرر هؤلاء الرجالة احد.
حديثك عن مفاهيم السودان الجديد فيه تفاؤل كبير تحسدي عليه, لانني اعتقد بان دور المرأة فى تيارات السودان الجديد دور ديكوري لا اكثر بل اقل, فهذه التيارات المسماة جديدة, لم تتخلص من ترسانتها الثقافية القديمة اذا جاز هذا التعبير, فكل شخص منهم عنده فى مخيخه هذه الترسانة الثقافية التي سرعان ما يستحضرها عند الحاجة لها, هذا اذا كانت تفارقه اصلا, لذلك نراهم اي انصار التيارات الجديدة, يلوكون الكلام هنا و هناك عن المرأة و ما ادراك ما المرأة و عندما نلامس واقعهم نجد الواقع هو هو. و الحركة الشعبية ليست بالاستثناء, فواقعها مماثل للتيارات المسماة جديدة, فهي ما زالت حركة عسكرية و ستحتاج للعديد من السنين لكي تتحول الى حركة سياسية صاحب مشروع نهضوي كبير , هذا اذا ما مشت الاحداث فى خط مستقيم و لا اظنها ستسير كذلك و ربما اكون متشائما بعض الشيء و من حقي ان اتشاءم او اتفاءل.
لماذا يا اشراقة لا تفتحي بوست خاص بالتراث الشعبي السوداني فى ما يخص المرأة على ان يحاول كل الناس المساهمة فى هذا الموضوع كل حسب موقع منطقته الجغرافي فى الخارطة السودانية, و ذلك نظرا لخصوصية كل مجموعة سكانية فى السودان, فهذا العمل ربما يساعدك كباحثة فى هذا المجال , كما انه سيساعدنا على معرفة هذا التراث الكبير و دوره فى نجاح او فشل المرأة فى اقاليم السودان المختلفة, حتي نتفادي عملية تعميم الاحكام و اسقاطها اسقاطا على كل الناس. و نطالب ايضا بحفريات فى التراث الاسلامي و نظرة هذا التراث للمرأة و هل بامكان المرأة ان تنظر لهذا التراث كما ينظر هو لها...الخ.
اما جلاليب هذه الرجال البيضاء و المكوية, فلا بأس بها لانها عبرت حقيقة عن اهمية دور الجلابية فى هذه اللقاءات, فهي اهم من المرأة , لان الرجل اذا ما صحب حتي زوجته معه لهذه الاجتماعات , فلن يسلم من لسان (الرفاق الرجالة), فربما قالوا ان زوحته تسيطر عليه!! و لكن لو كانت جلاليبه مكوية و كثيرة , فسيقولون و الله مزوج (امرأة ما ساهلة بت قبائل)!! انظروا لهذا الرجل و انظروا الى هندامة...الخ و سيكون العكس تماما اذا كانت حالته مبشتنة , فسيقولون ان (زوجته وسخانة و تحب الوسخ) و لكن هى بت منو ما بت فلان الرمدان الكيان و امها فلانة ما شفنا اوسخ منها هي ... على الطلاق لو ده انا ما تقعد معاي يوم واحد وسخ!!
الاخت اشراقة لا تزعلى من كلام ابوعيسي , فاذا قال هذا الكلام او لم يقله , فالواقع هو الواقع, لذلك علينا باستهداف الواقع بدلا من ملاحقة ما يقوله هؤلاء. فهل تعرف العوين/النساء فى قرية الدافوري ابو عيسي هذا؟ كلا و الله.
طبعا زواج المصريين من السودانيات او السودانيين من المصريات ...الخ , فهذا النوع من الخطاب منسجم تماما مع واقع قيادات هذه الدول, فالوحدة عندهم لا تتجاوز هذه الزيجات, فلا علاقة لهم لا بالاقتصاد و لا السياسة و لا ..., فكل تفكيرهم منصب هنا فماذا نفعل؟ لان الوحدة فى وجهة نظرهم هنا اندماجية و خير وسيلة للاندماج كما يعتقدون هو الزواج , لا تفكيك هذه الترسانات الثقافية التي اقعدت الناس هنا و هناك.
الاخت اشراقة اقول ان المرأة فى قريتي ام كدادة و الدافوري لم تسمع بكن و لن تسمع بكن فى الوقت القريب, لان خطابكن لا يلامس واقعهن, و ذلك لغياب اللغة المشتركة , فالمشكلة واحدة و لكن لا وجود للغة مشتركة تقوم بتوصيل هذا الخطاب الى نساء هذه القري و طبعا السودان فى قراه و اقاليمه , فالمرأة فى الدافوري مثلا همها الاول و الاخير ان تجد من يتزوجها و يجلب لها (جلاليب بيضاء) و (مكواة و فحم) حتي تقوم بهذا الدور , و تكون بذلك من ساكني جنات النعيم, لان الجلاليب البيضاء نفسها فى ازمة و ان وجدت فهي غير بيضاء , فربما تكون سوداء, و لا وجود لهذه المكواة...الخ يعني حالة اسكتي ساي يا اشراقة!! تقولى لى (الذهنية الرجالية)!!
حديثك عن النساء داخل الاحزاب , يوحي بان النساء داخل الاحزاب تختلف بعض الشيء عن النساء خارج الاحزاب, و لكن اذا كان هذا قصدك يا اشراقة و اتمني الا يكون كذلك, فاقول لك بان هذه الاحزاب , جديدها و قديمها احزاب لبعض الرجال, و من الرجال من يمتلك الحزب هو و اسرته و بعض نسائبه من الرجال, فعن اي احزاب تتحدثين, فتلك ضيعات لا احزاب الا من رحم ربي و لك نكرر الشكر و التقدير و ارجو الا اكون عارضا خارج الحلبة. و اختم و اقول ان النساء اللائي يحاولن الوصول الى النساء و الرجال المهمشات و المهمشين هن انفسهن مهمشات و ان الرجال الذين يحاولون الوصول الى الرجال المهمشين و النساء المهمشات هم انفسهم مهمشين, و لا ندري لماذا لا تنتصر هذه الارادة؟ و لا نعمم هذه الخاتمة على كل الناس.
برير اسماعيل يوسف المملكة المتحدة 05/09/2004
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حفريات في الذهنية الذكورية للسياسة السودانية (Re: برير اسماعيل يوسف)
|
الاخ برير
شكرا لهذا التعقيب الثر والمتماسك والاسئلة المثيرة للبحث والتقصى. لم اعمم واتجنب ذلك دائما اذ ان هذه الحفريات المعنية هنا هى للسيساسة السودانية ومحاولة لدراسة نقدية لهذا الواقع بهدف حفره الى القاع ولم ارحم المرأة نفسها خاصة الانتلجنسيا منهن وهن الاغلبية اللآتى وكما ذكرت فى مقالى واكدت عليها فى مداخلتك باننا فعلا بعيدات كل البعد عن واقع هؤلاء النساء لاننا ببساطة لانعرف عمق احتياجاتهن، طريقة تفكيرهن ومن خلال ذلك محاولة لبناء استراتيجية للاتصال والتواصل معهن وباللغة التى يعرفن مهمومة بمواصلة البحث عن هذه الترسانات وتفتيتهاوقد انزلت العام الفائت مبحث عن صورة المرأة فى التراث الشعبى، الامثال السودانية تموذجا ويكمن البحث عنه فى الارشيف، اذا ان المسألة معقده واعى تماما هذه النقطه كما انى لا انقاد للنساء فقط لمجرد النوع لان هناك نساء يقفن بوعى او بدون وعى ضد مصالحهن. اتفق معك ان اللغة التى يفهمنها نساء الريف غير التى يمكن التواصل بها مع نساء الغرب مثلا وهذه احدى الملاحظات القيمة والتى تحتاج تفتيت للغة الاستعلائية والتى هى نتاج للمركز وثقافته رغم ان المركز، اذا اعتبرنا الخرطو مثلا مركز، هناك نساء على هامش الحياة يقاومن الفقر فى اقصاه والحياة المريره التى صارت احدى سمات حياتهن. أذكر حين كنت طالبة فى الجامعة فى منتصف الثمانينات نشطة فى العمل العام وخاصة فى رابطة ابناء النيل الابيض وكنا نقوم ببرامج توعية فى الاجازات وفى مرة من المرات قمنا بحملة لمكافحة { الختان}، كانت تجربة عميقة لانها اضافت لى اسس جديدة فى وعى بقضية الانسان فى بلادى وحقه فى الحياة الكريمه. حتى البحوث نفسها ان لم ترتبط بهم حياتى وبعد انسانى تبقى بلا قيمة وهذا مبدأ ترسخ فى منذ عمرى الباكر وامتد حتى الآن، اذ يعرف كل الطالبات النمساويات والنمساويين اللذين درسوا بعض السمنارات عندى فلسفتى فى ربط العلوم ومناهجها بمنهج حياتنا كبشر، اردت ان اقول من خلال ذلك بان اهمية البحوث وهى عديدة خاصة التى قامت بها طالبات وخريجات كلية الاحفاد الجامعية والتى غالبا ماترتبط بتنمية المجتمعات المحلية ويبقى السؤال حول امكانية تطبيقها على ارض الواقع واوافقك بان هذا يحتاج لتغيير كامل فى البنية الاقتصادية ومن ثم السياسية، يحتاج ذلك لمساحة حرية تمكننا من غربلة السائد والمألوف، اذ ان تغيير هذه المفاهيم يحتاج لثورة ولتضامن كامل من كل المؤمنين/ت بقضايا حقوق الانسان. ارجو ان تعيد قراءاة حفرياتى ثانية اذ انى لم اعمم وعنيت بذلك السياسة السودانية بل انى لم افصل الرجال اللذين همستهم الحكومات من فقراء وطنى.
الزغروده فى سياق هذا النص معنية بها المرأة التى قبلت الدور الديكورى، وعموما لست ضد الزغاريد وقد قلتها فى خاتمة المقال باننا حين نحقق نجاحاتنا المرجوة نستطيع ان نعبر بكل اشكال ثقافتنا المتعدده والزغاريد احدى وسائل التعبير.
اصحاب { الجلابية البيضاء المكوية} والتى عنيت بها بانه لافرق يزكر مابين اصحاب الجلابية البيضاء المكوية والتى اقتبستها من مايسمى باغانى البنات { الجلابية بيضاء مكوية، حبيبى بسحروك لى} وظهور هذه الاغنية تزامن مع انتشار الجلابية وربطها بالسوق فى زمن الانقاذ ومن هنا جاء ربطى بان قضايا الوطن عند بعض صانعى السياسة فى السودان لايختلف كثيرا عن صانعى العملة التجارية. عموما اتفق مع معظم ماجاء فى مداخلتك الثرة وربما تنجح فى البحث عن البحث الذى ذكرته لك عن التراث الشعبى وصورة المرأة فيه واتمنى ان يسعفنى الوقت لانزال دراسة كان من المفترض تقديمها فى مؤتمر مركز الدراسات السودانية فى عام 1999 وقدمت اخرى لاسباب فنية، والورقه عن المرأة السودانية وصناعة القرار السياسى فى السودان، المعوقات والحلول و، وتطرقت فيها لجوانب عديدة منها التراث الشعبى، صورة المرأة فى المناهج، صورتها ودروها فى الاعلام، مشاركتها داخل الاحزاب، وبما انها تحتاج لوقت لطباعتها سؤجلها لانى بصدد تطويرها، ربما لتصبح مشروعا لكتاب حول { تفتيت الذهنية الذكورية} عموما وليس فى السياسة فقط كما جاء فى المقال اعلاه
ولك الود
اشراقه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حفريات في الذهنية الذكورية للسياسة السودانية (Re: Ishraga Mustafa)
|
فوق و لنا عودة ان شاء الله و الى ان اعود اقول يا اشراقة, نأسف شديد الاسف لاني عندما اعدت قراءة الموضوع لم اجد هذا التعميم الذي تحدثت عنه فى مداخلتي, و يبدو ان هذا الموضوع تشابك فى رأسي مع موضوع اخر من نفس الماركة, عموما نكرر اسفنا و نكرر التحية لمدينة كوستي العظيمة من خلالك و المشوار طويييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حفريات في الذهنية الذكورية للسياسة السودانية (Re: Ishraga Mustafa)
|
تحبة يالك اشراقة وانت تقودين هذه الحملة النبيلة من اجل ان تلعب المراة دورها الطبيعي الذي يليق يمكانتها ودرها في المجتمع. ان تناولك للموضوع عبر بعمق وبشكل مباشر عن ازمة حفيفية تعتري مسار العلاقة بين الرجل والمراة, كذلك مداخلة الاخ بريراضفت بعدا اخر باضافته لبعض الامثلة عن نظرة الرجل للمراة في مجتمع قريته, وبدى لي ان كليكما او كما فهمت تعبران عن واقع لبس مستحيلا تغييره ولكنه يحناج الي جهد جبار, لكنني ومن خلال تجربتي ارى ان هذه السيطرة الذكورية يمكن خلخلة اركانها وبمحوهد قليل وبالتالي يمكن لنساء الوسط ان يتقدمن الي الامام فهن لاينقصهن الوعي ولكن تنقصهن التجربة لممارسة دورهن في توجيه والاجداث والتاثير فيها, والتجربة للدور الفاعل للمراة ومفدرتها ليس فقط التاثير على الاجداث وانما توجيهها وقيادتهاموجودة في السودان وما على المهتمين/ت بدراسة الا الالتفات لتلك التجارب ودراستهاوالوصول الي معادلة تماذج فيها بين التجربة والوعي. ففي مجنمع الكدالوا في جنوب النيل الازرق نجد ان المراة مهابة في مجنمعهابل تلعب دورا مباشرا في قيادة وتوجيه الاحداث في قريتها ولا يمكن تخطيها او نجاوزها مطلقا فهي ممثلة وباغلبية واضحة في مجلس الارابيب في القرية والذي يمثل القوةالتي يستمد منها الشيخ في القرية قوته لاتخاذ وتنفيذ القرارات التي تبدا من فض النزاعات الداخلية الي قرار شن الحرب, كماان للمراة الحرية الكاملة في تحديدالاستمرار مع الرجل كزوجة او فك الارتباط به, كما ان لها كامل السيطرة على ادارة الموارد داخل الاسرة وهي تشارك ويشكل فاعل في النشاط الاقتصادي لمجتمع قريتهاف 70% من النشاط الافتصادي في القرية تسيطر عليه المراة. لذلك كان دور المراة حاسما في معارضة الحكومة الحالية وفي ادارة المنطقة بعد تحريرها بواسطة قوات التحالف. اذن التنوع في كل شيء الذي يتميز به السودان يمكن ان يكون مصدر قوة للمراة فقط تجتاجين يا اشراقة وكل المهتمين/ لمزيد من الحفريات واتمنى ان بسعفني الوقت ان اساعدك بتجخيز المعاول من خلال تجربتي في جنوب النيل الازرق وعلك تجدين من بساعدك من طرف قصي اخر كما فعل برير لتكتمل الصورة عندك. خالد
| |
|
|
|
|
|
|
|