دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل (Re: Ishraga Mustafa)
|
Quote: لإشراقة مصطفي في فوانيس عمرها : أنهار من التحايا
فانوس أول :
كان تعارفنا يومها بسيطاً وودوداً حكيت لها عن إحباطي العظيم وعن خيبات العمر خيبةً خيبة فوجدتها صامدةً صمود الأولين . يومها كان السودان بغرسه الواحد والخمسون يعاني ما يعاني من ويلات الإحتراب والتشتت حتي غدا أشبه بدويلات صغيرة تري ولا تري بالعين المجردة ضاقت أراضيه الشاسعة وصارت بالتالي عباة عن ( حربة وطلقة ومدية) فطارت عصافير البلاد ليعشعش البوم ويلعلع الرصاص في أرضنا السمراء ليغني يومها الغراب أغنية الدم . في يناير السادس والخمسون من ألف وتسعمائة للميلاد لم يدر بخلد أكثر مواطني بلادنا تشاؤماً أن يمتد بهم العمر ليرو ما يحدث غير أن لأذناب الانجليز رأي آخر بسلوكهم الفج العقيم ومن ثم جلسوا شاخصين أبصارهم ليروا وطننا الواحد الذي كان . في السادس والخمسون كان السودان يومها وسيماً مترامي الاطراف حسب ما أفادنا بذلك تاريخنا الوطني يومها كان نعوم شقير تلميذاً في شعبة التاريخ وشعبنا كان المعلم . والسودانيون أظنهم جميعاً أخوان بالرضاعة فتناسلو وتناسلو وملأو الأرض بسمرة ليس لها مثيل . رضعوا من نيل البلاد الجسارة قبل النضارة ومن شطريه الثبات فإستحقوا عن جدارة خير أمة أخرجت للأرض وغبار نضالاتهم علي الجباه الشم ترسم أجمل لوحة لو قدر لها أن تمر بخيال دافنشي لتنازل بطيب خاطر عن إبتسامة الموناليزا وسحرها وبياض نيتها ليرسمنا حينها شعباً كادحاً ونيل عظيم .
فانوس ثاني :
لي صديق عزيز بسيطة هي أحلامه نبيلة هي أمانيه كان يحلم بوطن حر وشعب سعيد مثله مثل الكثيرين من سليمي الوجدان كريم الخصال يسير في طرقات الخرطوم من أقصاها لأقصاها ينشدها عملاً كريماً يقيه شر الليالي اللئيمة فترت عزيمته وصار مؤمناً بأن لاحوجة له ببلاد بهيك مواصفات علي الإطلاق . كان يحلم بالتغيير والأن يهم بالرحيل حدثني قبيل أيام في رسالة مقتضبة بأن أمدرمان تلك المدينة التي أحببناها سوياً ومشينا في دروبها الكتف بالكتف . . يقول أنها ماعادت كسابقها يمر في شوارعها كالغرباء ومن أسواقها يمر مرور الكرام حتي الشهداء أضحت ولكأن لا شهداء فيها ولا يحزنون . وفي أيامنا تلك كانت لأمدرمان مذاقها كما لوجوه خلقها سمات وصفات إختصهم بها الله عن سائر مخلوقاته . في (الرومي) تدفق شبابنا وفي أبوروف ملماتنا كانت وفي مرزوق ليالي أنسنا وفي أنحاء الثورات نضالاتنا هي أمدرمان سابقئذ ذكريات لا تهرم وأيامنا في تلك النواحي مابين شارع الاربعين والعشرين حيث القصر بنكهة نهارات أبوعركي البخيت التي لم تكن لتنضب وأذن الآذان وحنصليك ياصبح الخلاص حاضر وحبيبات أنيقات ميسرات مفصلات علي مقاسنا نلبسهن ويلبسوننا أحلاماً تمشي حالمات يومها لا يرين الا حاضرهن يومها لم يفتتن بعد بداء المستقبل . كن كزهرات اللوتس ونوريق البرسيم بحلمهن الأبيض والقلب يومها غض غض وحوش الخليفة يحتضن المصلين ككحضن أم غاب عنها بكرها ليجيئها ساعة حلم والأنصار بأذيائهم الملونة وجبب الدراويش يستحضرون أياماً غدت وفرسان لم يغيبوا عن خاطر الوطن لحظةً وساعة المجلس البلدي تعلن عن تمام الساعة لممارسة الوجد الأبدي فتلك كانت أمدرمان ساعتئذ . فأرحل ياصديقي .
فانوس ثالث :
للقري النائحة البعيدة :
عله يضيئ الطريق .... وهذا ظلام لم يكن بأيدينا موحشة ليالي الغربة وأنا أجلس قبالة جهاز التسجيل يخرج من بين مساماته صوت بلادي ولا شئ حولي غير الليل وكأس ماله ثان أبتلعه ولكأن اللعنة تطاردني فأبتسم وأداري دموعي بكبرياء لو نهض لقتلني من قهره . الآن تحضرك الحبيبات من خننا ومن سوف الآن تحضرك الشوارع وشبابيك القري المطمئنة ذات الأخشاب الوسيمة بألوانها البسيطة الساحرة وأبواب مفتوحة ماعادت تفتح قلبها لتحضن القادمين وأبناء السبيل الآن تحضرك دفْء عائلتك الصغيرة بحضورهم الجميل والداً ووالدة وإخوان وإخوات وحبيب يدق علي باب القلب عله يفتح تلك قرانا (أخيتي) وتلك بلادنا التي هجرناها ساعة ضيق فتأملينا .
فانوس رابع :
بغرض ما يجري في سوق السياسة السودانية :
يقال في الأثر ياصديقتي أن ياجوج وماجوج سيبتلعان بحيرة طبرية أوانها سيجف الكلأ وسيشيب رأس الملأ من هول ما سيرونه من عجائب . فما بال بلادنا جفت مراعيها ومابال نيلنا أصبح فاتر العزم لا يهدينا سوي الموت . وفي البال يآجيجنا ومآجيجنا من أصحاب اليمين .... شربو بلادنا شربةً ما بعدها ظمأ وأكلو خيراتها ونهبوا ثرواتها ثم أشعلوها حرائق ما بعدها نار الا يوم لا ظل الا ظله . غريبون أؤلئك الذين لا أحد يعلم حتي تاريخه فكرتهم في الدنيا . فلكم محق أديبنا وهو يرمي مقولته الذكية (من أين أتو هؤلاء) من وين جوا ؟ بلاد لا شئ فيها غير الذكريات وأنهار التضحيات من لدن المهدي حتي آوسم الشهداء عبرونا الي الضفة الأخري لا برصاص الانجليز بل بسوآات من نظهم بني جلدتنا في عتمة الليالي ووحشة الزنازين وتلك مأساة بلادي .
............
الانجليز أذنابها في وكم وأربعين موياتها جات
(حميد) |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل (Re: خضر حسين خليل)
|
Quote: وطالما بدأت بهذا فلا عليك ياصديقتي فنحن للأمانة لم نعد نشبه شيئاً سوي التحسر علي ما سبق هكذا نحن حاملين ذاكرتنا الماضوية نجلسها برفق أينما أتجهنا فضلت بالتالي أحلامنا طريقها. |
انها فعلا حسرة ان نظل قابعين فى كهوف الماضى؟!! من هنا سابدأ الحفر ياخدر ومن هنا ننطلق الى افق جاى
تحياتى ايضا لخالد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل (Re: Ishraga Mustafa)
|
Quote: محبط للغاية أن تظل الكتابة وحدها المخرج والمنفذ |
ليس بؤسا الكتابة وحدها قد تكون برا آمانا وقد تكون عبابا تتوه فيه سفن العمر
الكتابة يا فتى... فقط هنا اقتباس من كتابة ربما انشرها قريبا... كتابة عزيزة على، شهقتها يوما كان كل مداه اخضر.. كان {وليمة لاعشاب البحر} وكان بها بعض من جنون فله بوعناب
Quote: الكتابة هى لعنة الحنين حين تفرهد جروفها وتفوح ياسمينا وتلامس شغف الذات فى نزوعها للفوضى هى لعنة أنثى أطلقت لخيولها ريح العنان عنان الثأر لانوثتها وفوران روحها وضجيج فراشات جيدها خيباتها وحرمانها من بلد وبحر وشجر
الكتابة امرأة شهيه صلبت حبيبى وذبحت حمامات روحى الشجية انها السجن والسجان فضاء ونفق هى الظمأ ظمأ امرأة العشب هى الا إرتواء
هى عشب اللعنة هى الا ارتواء
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل (Re: Ishraga Mustafa)
|
يادكتور مصطفى محمود ... رجاءا ثم رجاء صغًر الصورة او أحذفها ليستقيم البوست فقد شتل وشتر البوست لكبر الصورة . العزيزة إشراقة مصطفى لك الاتحيات النواضر وأطفأتم انوار وفوانيس العالم مقابل فوانيسكم الجميلة فمرحبا بنوركم ... كل سنة وانتي طيبة يابت كوستي الجميلة. أخي الصديق اللدود هضر هسين هليل ... تحياتي ورمضان ولى ... وينك ياأمير...............محبتي لجميع وبوست محضور بس الدكتور يستعدلوا لو ممكن يا إشراقة وهضر ....................................................الرفاعي حجر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل (Re: الرفاعي عبدالعاطي حجر)
|
يادكتور مصطفى محمود ... رجاءا ثم رجاء صغًر الصورة او أحذفها ليستقيم البوست فقد شتل وشتر البوست لكبر الصورة . العزيزة إشراقة مصطفى لك الاتحيات النواضر وأطفأتم انوار وفوانيس العالم مقابل فوانيسكم الجميلة فمرحبا بنوركم ... كل سنة وانتي طيبة يابت كوستي الجميلة. أخي الصديق اللدود هضر هسين هليل ... تحياتي ورمضان ولى ... وينك ياأمير...............محبتي لجميع وبوست محضور بس الدكتور يستعدلوا لو ممكن يا إشراقة وهضر ....................................................الرفاعي حجر
done
my sincere apology
although i did not understand what you mean
regards
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل (Re: Ishraga Mustafa)
|
سلام للجميع
عزيزي مصطفي محمود سلامات وكل سنة وإنت وبلادنا بخير هي محاولة لفتح حوار أظننا جميعنا نحتاجه للإجابة علي سؤال كبير يخصنا كسودانيين لا غير ويهمنا بالطبع الإجابة بغرض الوصول لاس الاشكال الذي قصم ظهر الجميع . بلادنا ياصديقي تسير بخطي حثيثة نحو الهاوية وأظن أن الإسلاميين قد حققوا بالتالي ما أرادو فلهم الرماد ولك ولأصدقاء السلم والخير والعدل العصافير فشكراً للشموع صديقي ولي قداااام .
نهال الطيب ... يا صاحبة كيفنك والسودان عل الوضع إستقام قليلاً شكراً لحضورك صديقتي وجدعي معانا فالأزمة واحدة .
الرفاعي حجر .... إزيك ياشاب ياخ جميل حضورك في هذا المكان أتوقع منك مساهمة تعيننا جميعاً لفتح منافذ أخري ثم تحياتي لمن حولك من الأصدقاء .
إشراقة مصطفي .... سأعود بمهلة فأنتظريني صديقتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل (Re: Ishraga Mustafa)
|
Quote: لاتنسى ان تقوم بعملية التحول كلما داهمتك شياطين الهزيمة، |
ربما تعودت أن أتصفح مكتوبات هذا البورد حسب أوزانها المعرفية ومستوى إرتباط الشجون فيها بالفكرة ... حيث فى تمام هذين الفرضيتن يتحدد مستوى إقامتي الحسية والمعنوية ... فكان العبور السريع هو من سمات متصفحي الذهني , ليس لسبب غير خفة أوزان تكاد تذهب بمجرد الرغبة فى القراءة, لولا تلك { الهلوب } الراسية فى المياه ... تمسك عن جدارة وإستحقاق سفائن المعرفة ... ومقودها .
فوجدت عندكم هنا ... أحاسيسا تشبهني وتقول لي عن نفس { حوامة } بين تضاريس الأحلام ومضارس الخيبة , كما تحدثني عن سفر لم يحط بعد على سبيل المنتهى , كما تتفوحنى عطرا وإن لم يكن عطر منسم , لكنها رائحة أجسادنا يتبللها التعب ويستعطنها { تفئيدنا } المباح ... لأجل أن نكون .
في تمازجية الألوان بين مفهوم خضر حول { المسألة } وسيلولة مشاعر إشراقة حول نقطة الإفتراق ... إستكمل العقل تمام حضوره بإنبثاقه الحكيم ... فكانت العبارة المقتبسة أعلاه هي طوق النجاة ... فى عالم يغرق فيه المرء وأحلامه على حد سواء , فهنا { بصارة } ذات بعد عالي الإحتراف ... إنها إحترافية شئون الحياة والتشبث بإحتمال النصر حين تحتجب معدلاته وتسيل معطياته وتنقبض دوافعه ... { فالتحول } صنعة بيد المرء أن يتصالح معها ويحسنها , طالما في الإمكان أن تصد عنه شرورا خبئية أو محتملة , فليس المرء على إستعداد دوما لتقبل الهزيمة وإن هي من شروط الفلاح , كما أن لذلك الشيطان وجوده الموضوعي فى تلافيف حياتنا , إن لم يكن من مكوناتها الجوهرية ... إذن ففي الإمكان إضافة تلك الفقرة لجدل { المسألة } ولنضيف يوما جديدا في عمر أحاسيسنا التي ندخرها للعبور .
شكرا ... زينة البنات ... إشراقة, وشكرا ... خضر ... على هذا الإلتحاق الإنساني المبين .
واصلوا جمالكم هذا حتى تشرق كل الأفئدة.
مع مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل (Re: خضر حسين خليل)
|
Quote: . { فالتحول } صنعة بيد المرء أن يتصالح معها ويحسنها , طالما في الإمكان أن تصد عنه شرورا خبئية أو محتملة , فليس المرء على إستعداد دوما لتقبل الهزيمة وإن هي من شروط الفلاح , كما أن لذلك الشيطان وجوده الموضوعي فى تلافيف حياتنا , إن لم يكن من مكوناتها الجوهرية ... إذن ففي الإمكان إضافة تلك الفقرة لجدل { المسألة } ولنضيف يوما جديدا في عمر أحاسيسنا التي ندخرها للعبور |
لحين عودة قريبة ركز ياخدر فى الكلام الفوق ده
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل (Re: خضر حسين خليل)
|
Quote: هي محاولة لمباصرة الحلم ليس إلا |
وكيف تمضى الحياة ياخدر دون مباصرة الحلم؟ آمنت باحلامى.. احلام جيلى، جيلك، احلام الحياة الحلوة قلتها لروحى لمن تنقبض ببخور اليأس / تمسكى باحلامك ودافعى عنها.. غنى ليها وهدهديها قردنى ليها مفاصل التحدى زحى ليها شوك الطريق
وقد فعلت ومازلت... وافعل رغم احزاننا العامة والخاصة
مباصرة الحلم ياخدر هى الاغنية المفروض نغنيها فى كل لحظة حتى لمن يشق القلب سيف الواقع حتى لمن الشوك ينزرع فى اقدامنا حول.... طاقة الفعل تقوم على حيلها وتستقبل كل الاناشيد اناشيد الثورات الفاتت والجاية
لنباصر الحلم... هى الاحلام بقروش؟
الم قل لك فى يوم فات/ماثل قدامى,,, تتخيل انك ماممكن تبكى زى مابكيت على حبر نيفاشا، حرفة تلازمك كل العمر او ماممكن تفرح قدر مافرحت بالشجر النهض الجواك، بى رغبة لزيارة تونس، سينهمر شجنى لارى خضرتها بتمر ايام شهور او سنوات ربما تضحك على دموعك تلك/ اضحك ولكن لاتسخر منها... فقد كانت دموع حقيقية حينها هناك احلام مستحيلة رغم انها احلى الاحلام ... حلاوتها انها مستحيلة وحلاوتها ان تسرح غنم شوقك فى فيافيها لا الغنم رجعت ولا الاشواق وقفت الهدير شفت كيف ياصديقى.... لاشىء هنا غير مباصرة الحلم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل (Re: خضر حسين خليل)
|
فانوس ثاني :
لي صديق عزيز بسيطة هي أحلامه نبيلة هي أمانيه كان يحلم بوطن حر وشعب سعيد مثله مثل الكثيرين من سليمي الوجدان كريم الخصال يسير في طرقات الخرطوم من أقصاها لأقصاها ينشدها عملاً كريماً يقيه شر الليالي اللئيمة فترت عزيمته وصار مؤمناً بأن لاحوجة له ببلاد بهيك مواصفات علي الإطلاق . كان يحلم بالتغيير والأن يهم بالرحيل حدثني قبيل أيام في رسالة مقتضبة بأن أمدرمان تلك المدينة التي أحببناها سوياً ومشينا في دروبها الكتف بالكتف . . يقول أنها ماعادت كسابقها يمر في شوارعها كالغرباء ومن أسواقها يمر مرور الكرام حتي الشهداء أضحت ولكأن لا شهداء فيها ولا يحزنون . وفي أيامنا تلك كانت لأمدرمان مذاقها كما لوجوه خلقها سمات وصفات إختصهم بها الله عن سائر مخلوقاته . في (الرومي) تدفق شبابنا وفي أبوروف ملماتنا كانت وفي مرزوق ليالي أنسنا وفي أنحاء الثورات نضالاتنا هي أمدرمان سابقئذ ذكريات لا تهرم وأيامنا في تلك النواحي مابين شارع الاربعين والعشرين حيث القصر بنكهة نهارات أبوعركي البخيت التي لم تكن لتنضب وأذن الآذان وحنصليك ياصبح الخلاص حاضر وحبيبات أنيقات ميسرات مفصلات علي مقاسنا نلبسهن ويلبسوننا أحلاماً تمشي حالمات يومها لا يرين الا حاضرهن يومها لم يفتتن بعد بداء المستقبل . كن كزهرات اللوتس ونوريق البرسيم بحلمهن الأبيض والقلب يومها غض غض وحوش الخليفة يحتضن المصلين ككحضن أم غاب عنها بكرها ليجيئها ساعة حلم والأنصار بأذيائهم الملونة وجبب الدراويش يستحضرون أياماً غدت وفرسان لم يغيبوا عن خاطر الوطن لحظةً وساعة المجلس البلدي تعلن عن تمام الساعة لممارسة الوجد الأبدي فتلك كانت أمدرمان ساعتئذ . فأرحل ياصديقي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل (Re: Ishraga Mustafa)
|
مواصلة لما جري :
وللأمانة فإن هذه الفوانيس التي أهديتك إياها ذات مساء كنت فيه في قمة التصالح والتصافح مع تاريخنا الوطني بكامل أوجاعه وخيباته وتفاصيله التي لا تخفي علي أحد كنت حينها مشعلاً قناديل مصطفي طيب الله ثراه لتنير لي الطريق كان مصطفي وآخرون بجانبي في تلك الساعة من شهوات الليل وأشعار كثيرة دخلتني حينها علي عجل فأمتطيت ذاكرتي لاعود لتلك النواحي . ساعة كتابتي لهذه الفاوانيس جاءتني إشراقة مصطفي كونها تنتمي للوطن جملةً وتفصيلاً كونها تنحاز دوماً للهامش معنيً ومضموناً كونها تعطي دون مقابل كونها خرجت من بيئة بذات مواصفات قرانا تلكم التي أخرجتنا للوجود أول مرة وتلك ميزة القري والأرياف وهكذا تصنع إنسانها قطرةً قطرة وتبنيه مدماك إثر مدماك ليخرجوا بعد ذلك الي رحاب الأرض ويقينهم أن لامعني للإنسان مالم ينتمي لقضية (والباع همومو سرق) . فشكراً لها أنثي الأنهار وشكراً لأصدقاء/ت علي إمتداد مليون ميل وهم يأتونني دوماً ليزكروني حكاية جيل صنعته الدهشة والتوق للحرية وقيم العدالة الإجتماعية في وطن مليئ بالقازورات والدوسنتاريا والبلهارسيا وحشرات الخريف (والبعوض السل والأسف العميق ) ومنتجي الأزمات والمفردات اللئيمة فلذاك الجيل أنتمي حباً وكرامة ولهم الإنحناءة والحلم النبيل ولأعداء العصافير كفن .. وكثيراً ما كثيراً ما ككل الناس تجدني أعود بزاكرتي لنواحي تلك البلاد لأهلنا السمر الودعاء الطيبين وحكاويهم الجميلة لبيوت طيننا البسيطة لذاك الهدوء الريفي الذي يلف أمسياتنا لصور ومشاهد سرت بينها وأصبحت بعد ذلك جزءاً من ذاتي . نحن جيل عجيب ياصاحبتي خرجنا للدنيا وعملة البلاد تتوسطها صورة لرجل بنظارة سوداء وعمامة ومن ثم أخبرونا عنه جريمة جريمة وسرقة سرقة وعذاب عذاب . رجل أصر أن يجعل النكد وانسان البلاد صنوان لا يفترقان فظظلنا نطالعه صباح مساء وفي البال خيباته التي لا تحصي . والنميري أظنه لم يكن يحلم علي الإطلاق بأن تمتد سنوات حكمه لستة عشر عاماً فجلس واضعاً الساق بالساق والعمر يمضي وطغيانه يزيد وشعبنا صابر وجبروته يدخل كل بيت حتي ظن أنه خالد فيها الي يوم تبلي السراير جلس هكذا ووإبتسامة محمود محمد طه وهو صاعد الي مشنقته قبل أن يتدلي جسده وتصعد روحه عالياً ويبقي حيث يبقي الشرفاء ويظل في أحلام شعبه خالداً كسيرة رجل فضل أن تموت روحه لتبقي فكرته . ومحمود محمد طه سبقه آخرون لا يقلون وسامة رجال عاهدو البلاد أن يمضوا في سبيل تقدمها وإذدهارها هكذا مضو والليل ليل والصبح علي مشارف الحضور راكموها ثورة فثورة وتضحية إثر تضحية فكان حائط مارس مسنوداً علي زراع إبريل لتغسل وجه الوطن بالماء والثلج ولتمحوا من ذاكرة بلادنا الأحزان ولتضخ بعدئذ في شريان نيلنا الصامد العطاء والخير والبشريات . ومضينا لا ننظر للوراء والنميري ذهب الي حيث منفاه وأصبح نسياً منسياً وجاءتنا ديمقراطية لم نشهد لها مثيل إذ كانت غير مكتملة الملامح كثيرة الثغرات إستغلها أعداء السلام كأسوأ إستغلال وصوروا للبسطاء عن سوأءات صنعوها بإيديهم ومن ثم لم يكن غريباً أن يستبدل ذات البسطاء شعارات إنتفاضتهم يحيا الشعب يحيا الشعب رأس نميري مطلب شعبي لتصبح دون وعي منهم عائد عائد يانميري فأي بلاد تلك التي لاتنتمي الا للخيبات وأي بلاد تلك التي تستجدي جلاديها ومن ساموها الفقر والقتل والتشريد أن يعود عجيبة عجيبة ياعزيزتي . يومها هتف الهاتفون وأرغي وأذبد أؤلئك الرجال الذين لا يعي أحد من أين جاؤا ومن ثم تحدثوا حديث العارفين بالله الممسكين بقضايا شعبهم الحادبين علي مصلحة الغبش والكادحين وأبناء السبيل فأبحوا بعد ذلك يخططون ويحيكون المكائد ومن ثم أخذو بلادنا بليل ومن ثم خرجوا علينا ذات صباح بائس ليحدثونا عن هاوية كانت البلاد تسير اليها وليتهم أخبرونا عن الهاوية التي عنوها يومها . في عامهم الأول عادوا بنا لأعوام الرمادة فقر مستعصي وجباه شم رأيناها تتسول وتمد يدها علي إستحياء بدأوها بمجازر وأريقت دماء طاهرة ولاذالت سيرة المجازر والدماء ومن ثم تلتها سنوات الخيبة الحقيقية وسنوات التمكين قبل أن يبدأو في مشاريع وأد الشخصية السودانية وإعادة إنتجاها وتدجينها في مزارع القهر والكبت والحرمان والجوع تلك كانت سياسة أصحاب الرسالات فتجلوا تماماً في مشروعهم الحضاري ورأيناهم يومها علي حقيقتهم . تلك هي ذاكرتنا التي صنعتها الدهشة وصقلتها التجارب والمحكات . جيل خرج للدنيا في أقسي ظرف يمر بخاطر البلاد جيل ذبحت أحلامه ولم يمتع نفسه برقص علي أنغام موسيقي ليلية هادئة في (كوباكوبان وأتني) جيل حرم من الرقص والغناء بأمر حراس النوايا وسدنتها جيل حكم بقانون الطوارئ لينام وقتما شاء أسياد البلاد جيل ياصاحبي حرم من كل شيئ في وطن فقدنا فيه كل شئ .
والله في
ونواصل
خضر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل (Re: خضر حسين خليل)
|
الله فى ياخدر
انا بخير... الفقراء فى كل مكان يضيفون لنا وبمنحنون حياتنا طعمها ولونها امرأة ريفية من الصعيد جلست واياها وحكينا ادمعت عيناها وبكيت وصبية مليانة بالحياة والامل رأيتك فيها وفى جيل احلم له ولاجله بالخير
اترانى استعد وهناك قوم جميل فى انتظارى.... لكم سعيدة بهم وبهن وليتك كنت هناك بل ستكون
تحية ومحبة يا ابن دمى الاخدر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل (Re: Ishraga Mustafa)
|
Quote: امرأة ريفية من الصعيد جلست واياها وحكينا ادمعت عيناها وبكيت وصبية مليانة بالحياة والامل رأيتك فيها وفى جيل احلم له ولاجله بالخير |
أظنه عاطف خيري وإن لم يكن فليعذرني كاتب النص إذ يقول ياصديقتي
لو رحت من نفسك بعيد أو سقت في جواك بلد برضك حتاخد في الطريق سجنك معاك وللأبد
فسلام لتلك العيون الدامعة صديقتي ولأحلام الصبية وسلام لقلبك الطيب إذ لا يكف عن البحث عن أنقياء فقراء ينتظرون أحلامك في الرصيف ولأؤلئك الذين ينتظرونك في خرطوم العزيمة والهزيمة المحبات الصادقة .
| |
|
|
|
|
|
|
|