عثمان مرغني: مره اخري !!!

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 09:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة علي عسكورى(Asskouri)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-31-2004, 05:01 PM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عثمان مرغني: مره اخري !!!

    عثمان مرغني: مره اخري

    ظل الصحفي عثمان مرغني يتناول موضوع خزان الحماداب بصوره متكررة في الفترة الاخيره، وهي صوره مختلة تجافي الواقع ولا تشير إلى الحقائق وتمضي إلى طمس طبيعة الصراع الذي تحول إلى نزاع. وقد كتبنا له ومددناه بالمعلومات وشرحنا له أين يقف العالم من هذه المشروعات ذات الطبيعة التي تقتضي التهجير القسري للسكان وماهي شروطها والياتها وأدواتها. إلا أن الرجل – عفا الله عنه - اختار أن يتجاهل كل ما مددناه به من معلومات واختار لنفسه منهجا مختلا وخطيرا يخرج طبيعة الصراع من قالبها ويدخلها في قالب آخر هي ليست منه. ( انظر موضوعه أدناه)
    زعم الرجل في موضوعه أدناه انه زار مواقع توطين المتأثرين، إلا انه لم يذكر شيئا عن حالتهم التعيسة ولم يقل أن سياسة الحكومة ممثله في إدارة الخزان اضطرتهم لبيع أغنامهم ومواشيهم التي تشكل جزءا أساسيا في حياة الريف وتمثل ألبانها الغذاء الرئيسي للأطفال، بالرغم من اعترافه( أن الموقع الجديد لم يكن جاهزا بما يكفي لاستقبال تلك الحيوانات التي ستحتاج من أول يوم لمطعمها من الحشائش) اه. ومن الطبيعي إذن أن نسأل كيف يكون هذا الموقع جاهزا لاستقبال الإنسان إن لم يكن جاهزا حتى لاستقبال الحيوان!!؟ لقد اصبح الإنسان في نظر إدارة السد كما يروي هذا الكاتب اقل من الحيوان! فنفس هذا الموقع الذي لا يمكن أن يستقبل حيوان، تري إدارة السد أنه يصلح لأن يستقبل البشر، بل وحتى الأطفال الرضع والعجزه والنساء الحوامل والأمهات المرضعات وكل أنواع الأفراد بمختلف طبيعتهم واحتياجاتهم، يستطيع ذلك الموقع الذي لم يكن جاهزا لاستقبال الحيوانات استقبالهم. فاحتياجات الحيوان مهما تعقدت لا تعدوا أن تتجاوز الحشائش و الماء، ولكن نفس هذا الموقع الذي لا تتوفر به هاتين الميزتين، استطاعت إدارة السد أن تزج فيه قسرا اكثر من ألف أسره من فقراء المزارعين و تطلب منهم العيش فيه!!! ذلك هو منطق الرجل ومنطق إدارة الســد!!
    لم يقل الرجل أن ترحيل الناس إلى مكان مثل ذلك فيه مخالفه صريحة لأسس القانون ( دستور السودان 1998 والقانون الدولي وشرائع حقوق الإنسان) بل يخالف هذا الأمر ابسط موجهات إعادة التوطين التي يتبناها العالم حتى قبل انتشار تشريعات حقوق الإنسان. لم يقل الرجل لماذا اندفعت وأصرت إدارة الخزان لتهجير هؤلاء المواطنين قبل تجهيز مواقع توطينهم بكل الخدمات الحياتية بما فيها استيعاب أغنامهم وحيواناتهم المنزلية. تري من سيعوض هؤلاء الأهالي وأطفالهم قيمة اللبن الحليب الذي يمثل ركنا أساسيا في تربية الأطفال؟ ولم يقل لماذا كان علي الأهالي أن يتحمل أطفالهم الحرمان من اللبن الحليب؟ وكم هي التكلفة الصحية لفقدان هذا المكون الأساسي لتربية الأطفال الرضع والصغار؟
    اعتبر الرجل أن هذا الأمر أمر بسيط يمكن أن يتجاوزه بسطرين فقط في مقاله. من الواضح أن هذا الإجراء والتهجير المتعجل أخل بركن أساسي في حياة المهجرين، يتمثل في افتقادهم للحيوان الذي يوفر الألبان لأطفالهم. وكنتيجة لذلك اصبح عليهم شراء الألبان المعلبة قليلة القيمة الغذائية، ذات التكلفة العالية التي لا يستطيع المواطنون تحملها في ظروف التهجير وتدني الدخول.

    والحيوانات في الريف لا تربي للألبان فقط، إنما تمثل جزء أساسي من دورة الحياة. فالأسر تقوم بتسمين بعضها وبيعه لزيادة دخل العائلة النقدي لمقابلة المصاريف، ويتم بها إكرام الضيوف، وتتم تربيتها وتسمينها لمقابلة احتياجات المناسبات من زواج وأعياد وحتى الاتراح. وترتبط حياة النساء والأطفال ارتباطا وثيقا بحياة الاغنام المنزليه، خاصة النساء. فالمرأة هي المسؤولة عن تربية الأغنام وتقوم بجلب الماء والغذاء لهم صباح مساء، وتسمينهم وتوليدهم وحليبهم، بل وحتى تقديمهم كهدايا لبناتهم وقت الزواج وإقامة الأسر الجديدة. فحركة حياة المرأة في الشمال – كغيره من المناطق – تنقسم بين أطفالها وبيتها وأغنامها، ودائما ما يترك الأزواج مهمة الإشراف علي أغنام الاسره وأدارتها لزوجاتهم، يستولدونها متي يشاؤا ويبيعونها متي احتاجوا للمصاريف في غياب الزوج، بل إن بعض النساء (المجدات) يتخذن من تربية الأغنام وتسمينها كتجاره بسيطة ومصدرا لاقتناء الأثاث والذهب والحلي... الخ..

    تري ماذا تفعل نساء الحماداب اللاتي قذفت بهن الحكومة في الصحراء وحرمتهم من مصدر رزق هام حيث أختل دورهم وفقدوا أحد أهم مصادر دخلهم ونشاطهم. وكنتيجة لذلك شلت حركتهم وتضاءل دورهم في حياة الاسره! من الواضح أنهن يتعرضن لمعاناة نفسيه بالغة لإحساسهم بفقدان دورهم في الحياة اليومية وفي حياة الاسره. لقد أصبحت العطاله هي حياتهم، وتحولن من أفراد منتجين إلى مجموعه عاطلة، ولهذا اثر نفسي سيئ، خاصة علي الأمهات اللاتي لهن أطفال. من المعروف أن الأمهات يجدن متعه نفسيه بالغة في تربية الأغنام وجلب ألبانها لأطفالهم صباح مساء، وتعليم أطفالهم كيفية إرضاع صغاره والاهتمام بها. هذا ركن أساسي في حياة إنسان الريف خاصة الأمهات ويعني لهن الكثير ولا يمكن تعويض قيمته المعنوية.

    هذا المكون الأساسي في حياة الأسر في الريف افرد له الصحفي الهمام سطرين واكتفي بان الأسر تعتمد علي اللبن الجاف!!!

    إن عدم الإلمام بماذا يعنيه امتلاك الحيوان في المنزل لسكان الريف، هو ما يدفع مثل هذا الصحفي الهمام ليكتب مثل ما كتب.فجانب الأغنام افتقدت هذه الأسر كل حيواناتها الداجنة ( حمام، دجاج، بط ...الخ) وهذه أيضا تشكل مصدرا هاما للغذاء والدخل في الريف، بجانب أنها تمثل جزاء هاما من طقوس العاب الأطفال .( فشكل الديوك) كما هو معلوم يمثل أحد الألعاب المفضلة للمراهقين في أرياف السودان ، يجدون فيه متعه لا تضاهيها متعة الفوز بـ ( القراندبري) هذه المفردات والتفاصيل الصغيرة هي عالمهم وحياتهم، وحرمانهم منها يعني حرمانهم من الكثير جدا. هذه أشياء لا يري الصحفي الهمام أنها أخذت منهم دون وجه حق من إدارة ظالمة لمشروع فاشل.
    تجنب الصحفي الهمام أن يذكر أن إدارة السـد قامت بترحيل هـؤلاء المواطنين إلى مسافة أربعين كيلو متر في جوف الصحراء بعيدا عن النيل. وهذا هو اخطر ما في هذا الموضوع والذي مازلنا نرجوا أن لا يلعلع السلاح بسببه!! إن حياة الإنسان في شمال السودان ترتبط ارتباطا عميقا بالنيل. فالنيل هو روح الإنسان وهو متنفسه، يذهب لزيارته صباحا ومساء ويتعمد الغوص فيه دون سبب. وعندما يغوص الإنسان في أعماق النيل لا يبتل جسمه، بل تبتل روحه وتعود لها الحياة. وإذا تركنا جانبا أهمية الماء للحياة في عالم تتناقص فيه المياه الصالحة للشرب كل يوم، فالنيل بالنسبة لإنسان الشمال هو الضابط لإيقاع الحياة ومواسمها. فحركة الإنتاج مربوطة تماما بدورة النيل. فالإنسان في تلك المناطق يبني حياته كلية علي حركة النيل، يعلم متي يزرع، وماذا يزرع ومتي يسافر ومتي يعود! وترتبط أيضا حياة الأطفال بالنيل. فبالنسبة للأطفال، فالنيل هو مكان اللعب ومكان اللهو. فالانتقال من مجموعه عمريه إلى أخري يرتبط أيضا باكتساب مهارات السباحة والغطس وخلافها... ذلك فصل مهم من أطوار حياة الإنسان في الشمال لا يمكن تعويضه حتى ولو بذهب الأرض جميعا!!! تري أين سيتعلم أطفال الحماداب فن السباحة بعد اليوم؟ ,أين سيقضون منتصف النهار ولا توجد أشجار نخيل يلعبون في ظلها؟ لقد حولتهم إدارة السد من أناس ترتبط حياتهم بالنيل إلى قوم ترتبط حياتهم بالصحراء التي لا إيقاع لها ولا طعم ولا اتجاه!!

    لم يشاء الصحفي الهمام أن يشير إلى ما يكابده حاليا أهالي الحماداب في موقعهم الجديد من زحف للرمال التي تكاد تدفنهم وهم أحياء. ونعتقد أن الرجل تعمد عدم الاشاره إلى ذلك، خاصة وقد نشرت الموضوع ذات الصحيفة التي يعمل بها - انظر (فضيحـــــــه !!!!) ولا ندري عن أي مشروعات ومساحات زراعية يتحدث الرجل في شمال السودان! يبدوا أن صحفيي الإنقاذ اصبحوا يطلقون علي الصحراء اسم المشروعات الزراعية. ولو اتبعنا هذا المنطق المعوج تصبح كل أراض السودان اراض صالحه للزراعة حتى تلك التي توحلت فيها عربة الرجل والتي تنوي إدارة السد تهجير أهلنا إليها لاستصلاحها، وهو ما لن يحدث! أي مشروعات تلك التي يتحدث عنها الرجل وإدارة السد نفسها تعلن صراحة أنها اضطرت لاعلان حالة الطواري في مشروع الملتقي ( راجع الرابط اعلاه) وصرفت أكثر من ثلاثة ملايين دولار لإزالة الرمال من مشروع لم يكمل عامه الأول بعد! ألا تتقي الله أيها الرجل! فإدارة السد نفسها أقرت بفشل المشروع!! وان كانت الصحراء تعتبر مشروعات زراعية، فإنني أستطيع أن أؤكد إننا اغني مجموعه في الأرض، لأننا نمتلك – كمجموعه - علي الأقل نصف صحراء النوبة ونصف صحراء بيوضه!!!. يبدوا أننا في حوجه لتقييم ما لدينا من ارض!!! اللهم زدنا علما فأنت علام الغيوب!

    إن مثل هذا الحديث الذي يجافي الواقع يضر بقضية الحوار وحل المشاكل ومواجهة القضايا التي تهدد الاستقرار في السودان. إن مغالطة الواقع ورفضه هي التي قادت إلى الحرب في السودان لقرابة الخمسين عاما، و أزهقت بسببها انفس وأرواح عزيزة، نتيجة لإصرار الساسه علي تصديق خيالهم الذي تبنيه وتجمله لهم صحافة كاذبة ظلت منذ الاستقلال تتخذ من طمس الحقائق وتدجينها وإعادة إخراجها منهجا.

    إلا أن اخطر ما أورده الصحفي الهمام في مقاله هو محاولة زرع الفتنه بين مجموعات سكانية متجاورة ظلت تعيش مع بعضها في سلام لآلاف السنين. وهذه مجموعات يربط بينها الدم والتراث والدين والمصاهرة والنغم واللهجة والوجدان. لقد أصابتني الصدمة وأنا أقراء الحديث الغريب الذي أورده الرجل عن الخلاف بين الشايقيه والمناصير ... الخ.. إن هذه المحاولة الخطيرة لزرع الفتنه بين مجموعات متسالمه تعيش مع بعضها في سلام هي محاولة خطيره ومرفوضة جملة وتفصيلا، ولا أساس لها من الصحة ولا يقول بها عاقل دعك من رجل نصب من نفسه ( حلال عقد). إن المناصير والشايقيه هم اكثر المجموعات السودانية علي الإطلاق تداخلا مع بعضهم وأكثرهم تزاوجا فيما بينهم، ولا نعرف من أين أتى الرجل بقضية الاستعلاء العرقي!!!

    مثل هذه الدعاوى الخطيرة والهدامة لا تأتي إلا من نسج خيال مريض موبؤ بالعنصرية المقيتة!! إن الشايقيه هم أهلنا وجيراننا وبينا وبينهم غناء ورقص وود وتصاهر وحبالنا موصولة فاليتقي الله الكتاب فيما يكتبون! أن مثل هذا الحديث لا يقول به رجل يمتلك من اللباقة أو الكياسة أدناها، وهو حديث ينم عن نفس مريضه تري الفتنه فيما لا فتنة فيه، وتحاول زرع الشقاق بن مجموعات تعيش في سلام وبينها ود وتصافي واحترام.
    نحن لسنا عنصريين حتى نتعامل مع الناس من منطلق العنصرية البغيض! فبالنسبة لنا كل أقوام السودان متساوية لها نفس الحقوق وعليها نفس الواجبات. ففي أرضنا الحالية، التي وصفها الرجل بأنها ضيقه - وما ضاق إلا بصره – جاء اخوتنا من جبال النوبة هروبا من جحيم الحرب فاستقبلناهم وفتحنا لهم بيوتنا و أرضنا واقتسمنا معهم ما عندنا علي قلته. وجاء إلينا العبابده في مراحل مختلفة وسكنوا وسطنا واستقبلناهم واصبحوا جزءا منا ومن مجتمعنا، وجاء إلينا أهلنا الجعليين هروبا من الدفتردار ومن واقعة المتمة فاستقبلناهم واستقروا وسطنا وأصبحوا جزءا منا، وجاء إلينا الشايقيه نفسهم واستقروا وسطنا واصبحوا جزءا من مجتمعنا ونسيجنا الاجتماعي. وجاء إلينا آخرون قبلهم ومن بعدهم في حركة الحياة، فقد ظلت ديارنا ملجاء لكل مظلوم وخائف منذ أيام الملكة كنداكه التي هربت من قائد الروم بطليموس وآويناها وحميناها وعاشت دهرا في قرية السلامات. ذلك هو تاريخنا وهو حافل بالكثير.

    نحن لا ندعي أي نقاء عرقي ولسنا بعنصريين أو قبليين، فأرضنا جزء من أراضي بلاد السودان مفتوحة لكل سوداني يريد أن يتخذ منها وطنا، فمرحبا بكل من يستطيع أن يصارع صخورها كما نصارعها نحن صباح مساء.
    نحن لا نعارض هذا الخزان لان الذين يديرونه هم شايقيه كما يقول الرجل! فلو كان الذين يديرونه هم من أبنائنا وهو بهذه الطريقة لكنا قد عارضناه أيضا. إن معارضتنا لهذا الخزان ليست متعلقة بالتعويضات أو جنس الأشخاص الذين يشرفون علي تشييده! إن معارضتنا تتعلق بقيام الخزان ابتداء! نحن نسأل ما هي مبررات قيامه؟ وما هي الخطة التي يقام علي ضوءها وما هو الهدف منه؟ ولمن يقام؟ وهل تحتاج البلاد لخزان أصلا؟ تلك هي القضايا التي نعارض الخزان علي ضوءها! نحن لا نعلم لماذا تريد الحكومة أن تبني خزانا؟ ,أين هي دراساته؟ وماهي تأثيراته الاجتماعية والبيئية؟ نحن لا نعتقد أن هذا المشروع اصبح بمثابةsine qua non ، ونعتقد مثل الآخرين أن الخلاف في السودان هو خلاف علي نهج التنمية وأسلوبها، خاصة وقد أدى نهج الـ top-downإلى كثير من الإشكاليات والتعقيدات، وان العالم مع انتشار مفاهيم حقوق الإنسان اصبح يتجه لرفض منهج الــ Neoliberal وبدأت الكثير من الدول تعتمد أسلوب الـ Bottom-up (جنوب أفريقيا)، وهذا النهج أهم خصائصه خاصة في مشروعات مثل الخزانات انه يتيح للمواطنين الفرصة الكافية للمشاركة في اتخاذ القرار فيما يتعلق بقضية مشروعات التنمية التي تؤثر علي حياتهم.

    نحن لسنا قوما مريضي النفوس حتى نحسد أهلنا في مروي علي ما نالوه من نصيب من تطور، بل نعتقد أن ذلك هو حقهم، بل نحن نسعد عندما نري أي إقليم في السودان وأي قريه قد نالت حظا من التنمية قاد إلى تغيير شكل الحياة فيها. مثل هذا التفكير وهذا الأسلوب لا يأتي إلا من نفس ( نعتذر عن وصفها)!

    إن الصراع الذي يجري في السودان ليس هو صراعا بين المناصير والشايقيه كما يريد الكاتب لنا أن نفهم! إنه صراع يجري بين مركز متسلط ومحتكر يأخذ كل شئ، وبين أقاليم تعيش المسغبة ليس لها حظ من الثروة. لذلك فان استطاع أهلنا في مروي اقتلاع جزء من نصيبهم المستحق من الثروة من المركز، فذلك أمر يسرنا ونسعد له، وهو أمر من شأنه أن يشجع الآخرين ويشجعنا علي تصعيد صراعنا مع المركز لنيل حقنا. ولان المركز يرفض أن يعطينا حقنا بالأسلوب التفاوضي السلمي، أعلنت مجموعه من أبنائنا الكفاح المسلح لنيل الحقوق ، وبالنظر للمعطيات الماثلة يبدوا أنها محقه فيما ذهبت إليه! فقد رفض المركز التفاوض وقفل كل الأبواب، و لن يقبل الناس هضم حقوقهم خاصة وقد تبين الرشد من الغي!!

    فالمركز كما يتضح من كتابات الرجل يعتقد أن نيل أي مجموعه لحقوقها يعني هضم حقوق المجموعات الأخرى، وهذه نظره قاصرة وسياسة خاطئة قادت البلاد لما هي فيه اليوم من حروب وأزمات كادت أن تمزقها لولا بصيرة وحنكة وحكمة رفاقنا في الحركة الشعبية والرؤية والبصيرة الثاقبة لقائدها.
    إن مشروعات الخزانات ليست بالمشروعات التي يمارسها الهواة، يجربون فيها ما يحلوا لهم وما لا يحلوا! هذه مشروعات ذات طبيعة تتعلق بتدمير المجموعات وتهجيرها وطمر حياتها، ولها تبعات نهائية تؤثر علي المجتمع والبيئة والحياة بصوره عامه. ونسبة للطبيعة القاسية لهذه المشروعات وقسوة وقعها علي المتأثرين دارت حولها الكثير من النزاعات والصراعات و أزهقت الكثير من الأرواح ودمرت الكثير من الممتلكات في أنحاء الأرض. لكل ذلك قام العالم بتشكيل لجنه دوليه خصص لها ميزانية فاقت العشرة ملايين دولار لمراجعة قضية هذه المشروعات ووضع الأسس والموجهات الدولية الضابطة التي يجب اتباعها، وقد صدرت هذه الموجهات في تقرير اللجنة الذي سلمته للامين العام للأمم المتحد في نوفمبر 2000.

    لو كلف هذا الصحفي الهمام نفسه للنظر في تقرير اللجنة الذي أرسلناه له لما كلفنا عناء هذا الرد، ولما كتب مثل ذلك الحديث الفاتر الذي يفتقد الإلمام بأبسط مكونات القضية.
    إن الصراع الذي خرج من اجله أبناؤنا ودخل بسببه السجن آخرون هو صراع بين المركز والأقاليم، وليس مع مجموعه سكانية معينه كما أشار الكاتب. نحن نعتقد أن كل المجموعات في شمال السودان تعاني مثلنا، وقد خرج أبناؤنا لابلاغ هذه الرسالة لحكومة الجنجويد في الخرطوم ، وهذا ما سيحدث، إن شاءت سلما أو حربا! لقد حان دفع الاستحقاقات، ولن تصرفنا مثل هذه الكتابات عن هدفنا!!

    (عدل بواسطة Asskouri on 01-01-2005, 07:55 AM)

                  

12-31-2004, 05:22 PM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    موضوع الكاتب عثمان مرغني من الراي العم 31-12-04

    الجمعة31ديسمبر2004
    الآخر لمشروع سد مروي الوجه
    الحلقة الثالثة
    يقلم : عثمان مرغنيتقبل في وطن جديد لم تظهر بعد محاسنه و مرة أخرى في الشمالية
    منطقة منزوعة الإنسان..!!
    المقاهي والكافتيريات والاستراحات والمساجد التي تستلقي على جانبي الطريق امتصت كثيرا من وحشته ورهبة المخاطر التي كان يحسها عابروه في الماضي .. "كافتريا الحميدي" على مشارف أمدرمان ثم استراحة الشريان في منطقة "التمتمام" .. ثم قهوة "أم الحسن" .. وغيرها سلسلة طويلة من مصدات الوحشة في هذا الطريق الصحراوي.. الذي يفترق في (الملتقى) حيث يتفرع الى ثلاثة أذرع يسافر اليمين منها في اتجاه الشمال الشرقي تلقاء مدينة مروي .. ويواصل الوسط سفره الى شمال الشمالية عبر الدبة الى دنقلا .. والطريق الأيسر يتجه نحو مدينة "الملتقى" أو "الحامداب الجديدة" التي كانت مهبط الهجرة الأولى للمرحلة الاولى من المتأثرين بسد مروي ..
    وبرحابة المساحة التي تحتلها الولاية الشمالية الا انها منطقة منزوعة الإنسان .. فقد رحل عنها جل أهلها وتركوا الموارد الشحيحة فيها للقلة التي يستلزم وجودهم لفلاحتها ورعاية الوصل بالمكان والتاريخ والأرض .. فحسب التقديرات الرسمية نصف مليون نسمة فقط هم سكان الولاية الشمالية كلها.. يحتلون مساحة أكبر من مساحة جارتنا مصر .. وهم بالعدد أقل من سكان حي واحد في (شبرا) بالقاهرة او حتى في الحاج يوسف أو امبدة ..
    وكلما سلكت طريقا صحراويا قفرا تراءت لي صورة صديقي وزميل الدراسة المهندس الطاهر احمد سالم الذي راح ضحية رحلة التيه التي قام بها مع بضعة من رفاقه عام 1996 في طريقهم من مدينة كريمة الى مدينة دنقلا عبر الطريق المعروف ( المحيلة) الذي يشق صحراء لا يرى فيها اثرا ولا علامة ... فخرجوا من ديارهم يوم الجمعة على ظهر عربة "بوكس" ولم تكن الرحلة تتطلب أكثر من ساعتين للوصول الى دنقلا لكنهم تاهوا في صحراء بلا آخر واستنفدوا كل ما معهم من ماء وغذاء وبدأوا بعد يومين فقط (اى الأحد ) في التساقط كأوراق الخريف واحدا تلو الآخر الى أن كان آخرهم عميد كلية الآداب بجامعة دنقلا الذي كتب على ورقة تفاصيل ما حدث وصلى على رفاقه الموتى ثم تمدد داخل السيارة التي كانوا يستغلونها وأوصد الابواب وانتظر ساعته .. ولم تعثر عليهم فرقة البحث الا بعد سبعة ايام بعد ان سجلوا شهادتهم لله على نكد الطبيعة وضيعة الانسان في بلد تعيش وكأنها على حدود القرن الثامن عشر ..
    مستعمرة "الحامداب الجديدة" ..!!
    اتجهنا صوب المدينة الجديدة التى استوطنها أول فوج من المهجرين.. مستعمرة (الحامداب الجديدة) أو الملتقى كما يعرفها الناس .. ولا تقلقكم كلمة "مستعمرة" فهي في اللغة من الإستعمار أى "إعمار" الأرض ..وهي عبارة عن مشروع زراعي أقيم خصيصا لاستيعاب المرحلة الاولى من التهجير .. مساحة المشروع حوالى (13) ألف فدان الا أن نصفها فقط مستصطلح حاليا فالنصف الآخر ما زال ينتظر المستوطنين الجدد الذي لم تكتمل عملية تهجيرهم بعد وما زالوا في قراهم في منطقة السد.
    المجمعات الاسكانية في المشروع موزعة على ثلاث قرى .. الأولى ويطلق عليها " القرية واحد " إدارية يسكنها الطاقم الاداري والفني المسئول عن المشروع الزراعي وبعض الخدمات الحكومية وهي منازل جميلة وكبيرة وبينها استراحة فندقية راقية وكلها من طابق واحد ..
    أما القريتان الآخريتان " اثنين وثلاثة " فهي التي يقطنها المهجرون .. وقد خططتا بصورة عصرية من حيث سعة الشوارع والميادين وتوزيع البيوت الى مربعات وتوفر الخدمات الرئيسية مثل التعليم العام بمختلف مراحله والمراكز الصحية والمساجد والأسواق وخدمات المياه والكهرباء..
    المستوطنون الجدد يكابدون حالة الاحساس بالمرحلة الانتقالية .. الانتقال من العزلة الجغرافية الضيقة الى رحابة المجتمع المفتوح الباحث عن كماليات الحياة المدنية .. وحالة الحنين للوطن الذي لا يزالون يجدون ريحه .. وحالة الهاجس من المستقبل في وطن جديد لم تظهر بعد محاسنه و عيوبه ..كان ذلك واضحاً في نظراتهم ومن خلف الحروف في أحاديثهم ..
    ربما وحدهم الأطفال هم من ينظر بعين الرضاء لكل شيء في الوضع الجديد فقد خلقوا لزمان غير زمان آبائهم الذين قاسوا متعة وشظف العيش في جوار النيل بكل خصوبة وضيق ارضه .. والاطفال ليسوا معنين كثيرا بمفردات العاطفة تجاه الموطن الاول .. سألتهم في الفصل السادس في مدرسة الأساس " من منكم يملك عجلة ؟ " رفعوا كلهم ايديهم الا قليلا .. ظهور الحمير لم تعد تناسب جيلهم وفي قراهم القديمة لم يكن في قائمة الاحلام أن يذهبوا الى مدارسهم الا سيرا على الأقدام او على ظهور الحمير أو بالمراكب عبر النيل .. هل تصدقون ان الأطفال من عمر الفصل الأول في مرحلة الاساس يمكثون في " الداخلية " في مدارسهم لأنه من المستحيل أن يجدوا وسيلة لنقلهم الى مدراسهم البعيدة كل يوم .. طفل في السادسة من عمره يفتقد نعمة البقاء بين أبويه حيث تلتقفه " الداخلية " بكل وحشتها وجفاف لياليها ..
    سألت رجلا في مدينة الملتقى.." من أين تجدون اللبن الحليب ؟؟ "
    رد بكل تلقائية .. " نحن هنا نشرب الألبان المعلبة "
    سألته مرة أخرى .. وأين ماشيتكم التي كنتم تعتمدون عليها في اللبن ؟
    رد ببساطة .. إما بعناها او تركناها هناك ..
    قليلون الذين اخذوا معهم ماشيتهم لان الموطن الجديد لم يكن جاهزا بما يكفي لاستقبال تلك الحيوانات التي ستحتاج من أول يوم لمطعهما من الحشائش .. البعض أحضر الماشية وهم الذين اخضرت مزارعهم بسرعة وتأقلموا وعبروا حالة الإحساس الإنتقالي بأعجل ما تيسر ..
    المنزل الجديد الذي ناله كل مهاجر تتراوح مساحته بين ثلاث فئات الأكبر (1200) والأوسط (900) والأصغر (600) مترا مربعاً .. تتوسطه المباني التي تتكون من حجرتين وصالون ومطبخ وحمام ومرحاض .. مبني بالطوب الاحمر ومبطن بالطوب الأخضر حتى يتلائم مع حرارة وبرودة طقس تلك الأصقاع الصحراوية ..
    من مال التعويضات السخية التي نالها المهجريون امتشقت في اسطح العديد من المنازل هوائيات التقاط البث التلفزيوني وآخرون أفضل حالا ظهرت اطباقهم الفضائية الرقمية (ديجيتال) وفي كل الأحوال تتوفر هذه الخدمة الترويحية في النادي الكبير الذي اقيم وسط كل قرية..
    من المؤكد ان لكل مهاجر الى ( الملتقى ) قائمة شخصية طويلة من حسابات الأرباح والخسائر التي جناها أو فقدها بسبب التهجير .. لكن العامل المشترك بينهم تقريباً هو الحزن المكتوم على الوطن القديم .. عاطفة اشتهر بها الشايقية الذين يكونون الغالب الكاسح من هذه المرحلة الأولى من التهجير..
    تحت الطبع .. مستعمرة " امرى الجديدة" ..!!
    عبر طريق نصفه مسافته أسفلت والباقى طريق ممهد تتخلله تلال صخرية واودية وصلنا الى مدينة "امرى الجديدة ".. الوطن الجديد للمرحلة الثانية من التهجير .. سيكون من نصيب سكان جزيرة "امري" وهم خليط من الشايقية والمناصير .. ويقع الوطن الجديد في منطقة "وادي المقدم" الخصيبة وقد اختاره الأهالى بأنفسهم لخصوبته وقربه من الطريق القومي والنيل معا.. وتتكون "امرى الجديدة" من أربع قرى تتوسطها مدينة وتأخذ القرى بالترتيب الأرقام من واحد حتى خمسة بينما حازت المدينة على الرقم (3) .. وقد شاهدت المنازل تكاد تكتمل في كل القرى والمدينة حيث تسابق الزمن أربع شركات مقاولات نصفها من القطاع الخاص لاكمالها قبل ميقات التهجير .. ومنازل المستوطنين في "امرى الجديدة" تكاد تكون نسخة من تلك التي رأيتها في (الملتقى ) سوى بعض التعديلات الفنية التي سأوردها لاحقا ..
    مشروع "امرى الجديدة" مساحته (35) ألف فدان ويروى بمضخات ضخمة شيدت على النيل تعمل حالياً بالجازولين لكنها قادرة على التحول الى الكهرباء بلا تعديلات رئيسية في انتظار الكهرباء التي ينتجها سد مروي ابتداء من يوليو من 2007..
    وصلنا الى مدينة مروي ليلا .. مكثنا قليلا في الاستراحة التي شيدتها ادارة السد ثم واصلنا طريقنا الى مدينة السد التي اقيمت على ضفة النيل اليسرى حيث موقع السد .. كان منظرا مهيباً الأنوار تسطع من البعد فتظهر وكأنها مدينة كبيرة في وسط الظلام الدامس في تلك المنطقة المنسية .. شعلة من وهج تملأ المكان وضجيج الآليات والنشاط الذي لا يتوقف دقيقة واحدة ليلا او نهارا..
    آلة الزمن .. العودة الى الماضي..!!
    في صباح اليوم التالي تجولنا لعدة ساعات في موقع السد .. خلية النحل التي تغدو وتروح فيها آلاف الآليات والبشر من الصينين والسودانيين ..وفي منتصف النهار قطعنا طريقا شبه مسفلت الى مدينة "كريمة" مركز الشايقية الاول ومنها عبر طريق صحراوي موحش ومخيف الى محلية "الكاب" قلب المناصير ..
    لولا قضيب القطار الذي يتمدد على مد البصر في الصحراء لما أمكن لنا أن نتبين الى أية متاهة نحن سائرون .. لا معالم ولا أثر في الأرض .. وصحراء ممسوحة البصمات لا تصلح الا لتصوير فيلم عن فجر الاسلام ..
    كانت السيارة التي نستغلها قادرة على السباحة في سطح الرمال فهي من ذوات الدفع الرباعي المصنوعة خصيصاً لمثل هذه المتاعب لكنها مع ذلك كانت بين الفينة والأخرى تغطس في الرمال فتئن ثم نترجل عنها فندفعها بالأيدي بصعوبة فتتحرك .. وكنا كلما أبحرنا في عمق الصحراء يراودنا احساس بآلة الزمن التي ترتد الى الوراء .. رحلة الى الماضي في دنيا يقف الانسان فيها وحيدا أمام الطبيعة بلا خدمات أو مكتسبات الحضارة الحديثة التي شقى الانسان في اختراعها وتطويرها..
    القرى متناثرة ترتاح في المساحات الكبيرة الشاغرة .. والبيوت داخل القرى متناثرة - أيضا - على قدر المساحات الخالية فيها .. كل شيء يبدو واسعا وشاغرا الأرض الزراعية الضيقة على شريط النيل الذي يرقد بعيدا في عمق المجرى وينسحب رويدا رويدا حتى تصبح عملية ضخ المياه منه مرهقة للآلة والانسان الذي يدفع أضعاف الكلفة ليروى جزءا يسيرا من مزرعته الصغيرة ..
    ومع ذلك يقف الانسان شامخا في وسط كل هذا الضيم والشقاء .. علاقة الانسان هنا بالأرض ليست "مصلحية" مباشرة ..فهي أرض صماء عزيزة في حجمها ومساحتها الضيقة .. لكنه ارتباط هوية وجذور ووجدان ( صخورنا ولا مكة) عبارة قالها "محمد احمد" شاب في الثلاثينات من عمره مزارع في قرية في محلية "الكاب" قالها عندما أبديت له دهشتي من ضيق الأرض وصعوبة استصلاحها وبعد الماء عنها ..
    وعندما يرخي الليل استاره في هذه المنطقة يصبح للظلام ملمس خشن من شدة السواد .. القرى لا تكاد تبين العارفون بدروبها وحدهم هم الذين يستطيعون الانتقال بينها ليلا .. والعقارب السامة تنتشر في المكان .. لم أرها لكن الحكاوى عنها كثيرة .. تقتل البعض خاصة الأطفال في غياب الرعاية الصحية وتباعد المسافات الى أقرب مركز صحي أو مستشفى ..!
    حتى ..الأحلام لها حدود ..!!
    المواطن في تلك المناطق يعيش على ما تنتجه مزرعته نباتيا وحيوانيا.. لا يشكل الطعام مشكلة لأى فرد في القرية حتى ولو لم يكن يملك مزرعة .. ففي إحدى قرى "أمري" وجدت خمسة أسر غريبة عنها من قبيلة مشهورة بالعمل في مجال تصنيع الأواني المنزلية المعدنية لا علاقة لهم بالزراعة أو الأرض ومع ذلك لا يعانون مشقة في الحصول على طعامهم من مزارع أهل القرية .. وتتوفر اللحوم بتوفر الثروة الحيوانية التي يعتني بها اصحابها ويعلفونها من مزارعهم الصغيرة والحشائش التي تنمو على ضفاف النيل ..
    في بعض أجزاء الرحلة كان الأمر يتطلب عبور النيل بالمراكب المعدنية الصغيرة التي تتكيء على ضفاف النهر وكأنها ملك مشاع لمن أراد العبور .. والنيل هنا يحتشد بالتماسيح الشرسة التي تعود الناس على سماع دراما اختطافها للإنسان والحيوانات .. حكوا لي قصة شاب اقتطع التمساح ذراعه قبل ايام قليله .. وفي داخل الجزر الفسيحة كجزيرة" أُولى" بضم الهمزة يعيش الأهالى حياة معزولة عن العالم الخارجي يربحون من عزلتهم أمانا كبيرا .. يتركون حاجياتهم في العراء في أى مكان ولا يخافون عليها السرقة أو الضياع .. حصانة ذاتية لا تحتاح الى عين الرقيب .. وفي المقابل فإن العزلة جعلتهم يكابدون شح الخدمات ووعورة الانتقال من مكان الى آخر ..
    البيوت كلها - تقريباً - مشيدة من الطوب الأخضر ( الطين) .. فسيحة في (الحوش) وفقيرة في مستلزمات الحياة..فلا كهرباء أو ماء .. حتى المراحيض تبدو شحيحة في عددها ونوعها .. ولا يبدو أن الطموح في تلك الأنحاء ييسر للإنسان أن يحلم أبعد من رزق يومه وقليلا مما يحفظ بعض الشكل الاجتماعي.. فمهما عظم ثراء الانسان فإنه لن يحلم ببيت جميل أو مدرسة عصرية لأولاده .. حتى للاحلام هنا حدود .. وحدود ضيقة جدا ..
    بين "المناصير" .. و" الشايقية ".. هواجس !!
    في هذه الأنحاء يرقد تاريخ طويل جدا لحضارة الانسان السوداني .. وقد عاش الملوك القدماء وبنوا ممالكهم على ذات الرقعة الضيقة لكنها كانت في زمانها كافية لهم وليقيموا عليها كل ذياك السؤدد .. ومن هنا عبر الغزاة والمحتلون ومنهم من قضى نحبه على أيدي المناصير مثل الجنرال "ستيورات" الذي يقول الأهالى إن بقايا باخرته العسكرية لا تزال قابعة في الشاطيء ..
    الخارطة القبلية في هذه المناطق محيرة للغاية .. فقبيلة المناصير التي تقع بين فكي كماشة قبيلتي الرباطاب شرقا والشايقية غربا تتداخل مع القبيلتين بصورة محيرة تكاد تطمس معالم الفروق بينهم خاصة للعين الغريبة عنهم حتى طريقة مط الحروف التي اشتهر بها الشايقية تبدو سمة مشتركة مع المناصير في مناطق "امرى" و" الحماداب" حيث التداخل مع الشايقية بينما روح الفكاهة و سلاطة اللسان والرد الذكي السريع تبدو عند المناصير في المنطقة الأقرب الى قبيلة الرباطاب.. وفي أحيان كثيرة يبدو صعبا التفريق بين أفراد هذه القبائل للتشابه حتى في السحنة .
    لكن مع ذلك فإن هناك ثمة بقايا حساسيات مشتركة بين المناصير والشايقية .. في بعض مناطق الشايقية يطلقون على المناصير كلمة " الزوارة" . أى " الزائرون" وقد شرح لي بعض اهالى المنطقة أن الاستدراج التاريخي للكلمة جاء من وفود المناصير التي كانت "تزور" الشيوخ في مناطق الشايقية .. فصاروا في مخيلة الشايقية أقرب الى الحجاج الوافدين " الزوار" .. وفي باطن هذه الكلمة يحس المناصير بشبهة الاستعلاء والتفاضل العرقي.
    هذا الهاجس الداخلي جعل المناصير يستريبون في " مؤامرة" شايقية الصنع تستهدف اخراجهم من أرضهم وتفريغها من الوجود السكاني المناصيري ثم العودة اليها عن طريق مشاريع تنمية مصاحبة للسد .. وأسهم في تعضيد فكرة "المؤامرة" في خاطرهم وفرة القيادات في ادارة السد التي تنتمي الى قبيلة الشايقية..
    بل ذهب المناصير أكثر من ذلك في تخيل مؤامرة الشايقية عندما بدأت مدينة "مروي" تتبرج ببعض المشاريع العمرانية الحديثة تمثلت في مشاريع سفلتة الطرق الداخلية وتشييد مطار جديد بدرجة " دولي" واقامة جسر على النيل بين مروى وكريمة بديلا للـ"بنطون" الفقير الذي كم أهدى النيل شاحنات كبيرة كانت تنزلق بكامل شحنتها الى قاع النهر عند محاولتها الصعود الى سطح "البنطون" ..
                  

12-31-2004, 05:30 PM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)
                  

01-01-2005, 03:37 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    UP
                  

01-02-2005, 04:58 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    UP
                  

01-02-2005, 07:40 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    UP
                  

01-02-2005, 10:26 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    UP
                  

01-03-2005, 04:41 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    في هذا الموضوع ادناه يؤكد الصحفي عثمان مرغني ما ذهبنا اليه من فشل مشروع التوطين الذي حول الاف المزارعين الي قوي عاطله، مما سيقود الي تدهور مريع في دخولهم وحياتهم. هذا الامر الذي يسرده الرجل يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان المشروع لم يكن جاهزا لاستقبال اي شخص، وأن ادارة السد لا تهمها حياة المواطنين. ولكن الرجل مثله مثل بقية صحافيي الانقاذ لايريد ان يعترف بفشل المشروع، ولا يقول لنا لماذا اصبح علي هؤلاء المواطنين النهوض بتنظيف الرمال من اراضي صحراويه بعد ان كاونوا يزرعون جروفا لا تطولها الرمال. ومن ياتري يتحمل هذه التكاليف؟؟؟

    من الواضح ان الرجل لم يقل إلا عشر الحقيقه، ففي كل مشروعات الخزانات تقول الحكومات نفس هذا الشئ، ولكن الواقع علي الارض مختلف تماما. فمن الواضح ان هؤلاء المزارعون اصبحوا يواجهون مشكله حقيقيه في كسب رزقهم وان سوء التغذيه يتهدد أطفالهم واسرهم. نحن لا نحتاج ان نذهب الي موقع التوطين لنقول ذلك ، لان كل مشروعات الخزانات علي اختلاف الدول صاحبها نفس الكذب ونفس الروايه الرسميه التي تعمد الي تدجين الباطل واخفاء الحقيقه المره واعادة اخراجها.

    ان هذه الاعترافات التي يقدمها الرجل تؤكد ان هنالك مأسأة شامله قد حلت بهؤلاء المزارعين البسطاء، وتفيد معلوماتنا ان اغلبهم قد غادر موقع اعادة التوطين في رحلة خروج بلا عوده بعد ان اتضح له بؤس الصحراء التي هجر لها.

    لم يقل الرجل لماذا تمنع سلطات الخزان الناس من زيارة موقع التوطين ولماذا تقوم باعتقال كل من يدلي بحديث ولماذا يحتاج المهجرون لاذونات للخروج والعوده الي المشروع؟
    لقد فشل الصحفي الهمام في تقديم اي صورفوتوغرافيه لماناة المواطنين في هذا المعسكر الذي تعتقل فيه ادارة السد الالاف من المزارعين وتجبرهم علي استصلاح الصحراء ونحن نعلم ان ادارة السد تمنع التقاط الصور وقد اعتقل احد كوادرنا الذي كان قد تطوع للقيام بهذه المهمه ولا ندري أين تحتجزه ادارة السد. لم يقل الرجل ما هو مستقبل هؤلاء المزاعين، والي متي سيستمر انتظارهم حتي تقوم ادارة السد بتنظيف الرمال ومن اين لهم بتدبير حياتهم الي أن يتم ذلك. لم يقل الرجل لماذا يتحمل المزارعين كل هذه التكاليف اصلا؟
    ان الرجوع الي الحق فضيله وكان علي الرجل نصح ادارة السد بارجاع هؤلاء المواطنين الي ديارهم ، وإيقاف العمل في السد الي حين مراجعته بصوره جذريه، ففي ترحيل هؤلاء الناس الي الصحراء وبهذه الطريقه مخالفه لكل الشرائع السماويه والارضيه، اذ كيف يرحل الانسان من ضفة النيل الي الصحراء ويقال له انه تم تعويضه، هل اصبحت الصحراء في مقام النيل؟

    إن محاولة دفن الراس في الرمال عن التجاوزات والانتهاكات التي وقعت في حق هؤلاء المواطنين، هو بمثابة مشاركه في هذا العمل. كان علي الرجل ان يطالب باستقالة معتمد التوطين فورا ان لم يطلب اقالة ادارة السد مجتمعه، ولكن مثله مثل باقي الانقاذيين يفتقد الاحساس بقيمة حياة الانسان، فكنز الاموال علي حساب البسطاء هو شريعة الانقاذ ومنهجها.
    لقد ظللنا ننبه العالم الي ما يجري، وظللنا نقول ان الدوله السودانيه تقوم بتهجير مواطنيها من مصدر ثابت للمياه الي الصحراء، ولم تابه لنا الحكومه وتركت الامر لمجموعه تفتقد ابسط أسس التأهيل في مثل هذه القضايا، وفي الحقيقه لم يكن ما سيحدث للمهجرين يهم الدوله او القائمين علي المشروع. ونحن نعلم ان هؤلاء المزارعين لم ينتجوا محصولا واحدا منذ أن تم ترحيلهم، لقد فشلت كل المواسم الزراعيه نتيجة لفقر التربه ونتيجة للزحف الصحراوي، ولكن القائمون علي المشروع استمراؤا الاستمرار في الخطاء حتي تمزق هذا المجتمع وتفرق اهله في انحاء السودان يبحثون عن مصدر رزق يعيلون به اسرهم التي تقطعت بها السبل في الصحراء.
    ان هذه الاعترافات التي ينقلها الرجل والشكاوي الواضحه من المزارعين تستوجب ان تنهض الجمعيات السودانيه لحماية حقوق الانسان والجمعيات الدوليه العامله في هذا المجال لمراجعة ما تم من انتهاكات وتعدي صارخ علي حياة هؤلاء المزارعين باسم التنميه! وصدقني يا عثمان مرغني أن العالم يراقب ما يجري ,وان التحقيق في هذه الجريمه قادم وان طال الطريق!!!


    Quote:

    اقراء موضوع غثمان مرعني

    الاثنين3يناير2005
    الوجه الآخر لسد مروي - الحلقة الرابعة
    عثمان ميرغني
    المهجرون ليسوا سياحا يبحثون عن مجرد منزل جميل يتمتعون فيه بالراحة هم مزارعون مرتبطون بالأرض.. وهم يحتاجون الى الانتقال ليس من بيت مهجور الى آخر معمور فحسب بل من مزرعة معمورة الى أخرى معمورة أيضا..!!
    شمال السودان متهم بتهميش بقية جهاته .. الأمر يبدو أقرب للنكتة لمن يزور هذه الديار فهذه المنطقة بقعة منسية خارج الحضارة الانسانية.
    الصغار يبدو انهم المستفيد الأول من الهجرة فهم يدرسون الآن في مدارس نظيفة واسعة ومجهزة بجميع المستلزمات التعليمية ويرعاهم عدد كاف من المعلمين .. والمدارس على مرمى حجر من بيوتهم فقد انتهى عصر الهجرة طلبا للتعليم
    عثمان ميرغني :
    تمنيت أن لو أمكن لي الحصول على دراسة اجتماعية أجريت بواسطة اىة جهة بحثية عن المتغيرات الموجبة والسالبة التي تجتاح المواطنين المتأثرين بسد مروي عند انتقالهم الى مستعمراتهم الجديدة .. فقد كان الوجه الآخر لمشروع سد مروي واضحا في أهالى (الحامداب الجديدة).. الوجه الآخر بلونيه الأبيض والأسود .. الابيض من حيث تبدل حياة العزلة والتخلف بأخرى مدنية مفتوحة بمصراعيها على عالم جديد والأسود في الروح الانسحابية المهزومة التي قد تخالط وجدان المستوطنين عندما يفتقدون موطنهم الأصلي ويكابدون الحالة الانتقالية للوضع الجديد..
    المرحلة الاولى من التهجير التي استهدفت أهالى منطقة الحامداب ستمثل 8% فقط من جملة المتأثرين بالسد والذي يشملهم برنامج التهجير .. وقد بدأت عملية التهجير بثلاثة أفواج مثلت حتى الآن نصف المرحلة الأولى ..اى 4% فقط من جملة المتأثرين .. ومن المهم ان يعلم القاريء أن منطقة الحامداب لا تتأثر كلها بقيام السد فهناك قسم من الحامداب يقع خلف السد في الاتجاه النازل Down Stream وهؤلاء لا يشملهم برنامج التهجير .. والمرحلة الثانية من التهجير تشمل سكان منطقة «أمرى» وهي جزيرة كبيرة تضم عشرات القرى والجزر الأخرى .. ففي تلك المناطق يعيش البعض في جزر داخل الجزر .. وعندما يتطلب الأمر انتقالهم الى البر فإنهم يعبرون النهر الى بر جزيرة أخرى ثم يعبرون مرة ثانية الى البر الأخير .. وهذا ما يجعل حياتهم معزولة مرتين وتقهر بذلك فرص توفر الخدمات ..
    جزر .. داخل جزر ..!!
    المرحلة الأولى من التهجير كانت من نصيب أهالى الحامداب .. وهجر نصفهم في أربعة أفواج .. الفوج الأول ويتكون من ( 125) أسرة تم تهجيرهم في يوم 15 يونيو 2003 .. اما الفوج الثاني فكان من (191) تم تهجيرهم يوم 15 أكتوبر 2003 . والفوج الثالث ويتكون من ( 226) أسرة تم تهجيرهم في يوم 15 فبراير 2004 .. ولا تزال هناك (295) اسرة في انتظار التهجير وهي الفوج الرابع والأخير من سكان منطقة الحامداب ومن المتوقع تهجيرهم في شهر ابريل القادم 2005 .
    والتهجير عمل لا يكتمل الا بسلسلة طويلة من الإجراءات الصعبة .. حيث تتم عملية احصاء دقيقة للمنازل والأسر المهجرة واشجار النخيل وأشجار الموالح والمغروسات الأخرى خاصة التي تعيش لسنوات مثل البرسيم .. ويقوم بالاحصاء أتيام من الجهاز المركزي للاحصاء تحت اشراف ادارة السد ..
    ومنشأ التعقيد من حيث أنه عمل ميداني يستوجب تجول اتيام الاحصاء في القرى والجزر المعزولة والشروع في عمليات تفاوض صعبة مع المواطنين لاثبات الحقوق .. وفي كثير من الأحيان تبدو مسألة تحديد الحيازات السكنية أو الزراعية معقدة وحساسة للغاية عندما يحاول بعض المواطنين تقسيم منازلهم الى حيازات منفصلة للحصول على اكبر قدر من التعويض .. فحسب معادلة التعويض فإن كل منزل يعوض بمنزل في المهجر فإذا قسم المواطن منزله الى قسمين فإنه قد يتمكن من الحصول على منزلين في المستوطنات الجديدة .. وفي إحدى المرات واجهت فرق الاحصاء معضلة حقيقية في التفاوض مع إحدى الاسر التي - بعجالة - قسمت المنزل الى قسمين مستخدمة (مشمعاً) .. وكان طريفا أنه رغم الأخذ والرد بين لجنة الاحصاء واصحاب المنزل وتمسكهم بأن منزلهم .. انما هما منزلان وعندما جاءت لحظة تناول الوجبة دعت الاسرة أفراد اللجنة لتناولها معهم وقام افراد الاسرة بافتراش (المشمع) الذي كان يقسم المنزل الى منزلين واستخدمته كمائدة للطعام ..
    العمل الميداني الاحصائي كان معضلة حقيقية خاصة في الشد والجذب المستمر بين لجان الاحصاء التي استقدمت من الخرطوم والولاية الشمالية وبين المواطنين الذين يبذلون قصارى جهدهم وذكائهم للحصول على أعلى المكاسب .. واستمرت الخلافات في بعض الحالات الى أن وصلت الى القضاء وبعضها استطال نظره أمام القضاء بضعة اشهر..
    خطأ في أسلوب التهجير .!!
    في نهاية المطاف كان لابد للمهجرين في مناطق المحور.. أى في موقع بناء السد أن يتحركوا الى موطن تهجيرهم الجديد .. وفي تقديري هنا ارتكبت ادارة السد خطأ كبيرا .. فقد نظمت عمليات تفويج جماعية نقلت فيها المواطنين وامتعتهم وكل مايحملونه معهم الى الموطن الجديد وهناك اعدت لكل اسرة منزلها مزودا بتموين يكفي لعدة اسابيع .. حتى الماء في (الأزيار) .. بل وكلفت شركة ضيافة بان تقدم لهم الطعام الجاهز المطهي ثلاث وجبات لثلاثة ايام ما كان مطلوبا فيها من الأسرة المهجرة سوى الذهاب الى مركز توزيع الطعام للحصول على وجبة جاهزة..
    ثم عمدت ادارة السد الى ازالة القرى التي تم تهجير الأهالى منها .. اغراق المراكب حتى لا يعود اليها البعض بدافع الحنين او البحث عن آخر لقمة قبل رفع المائدة ..
    لم تفطن ادارة لسد الى المخاطر التي تكتنف المرحلة الانتقالية لهؤلاء الأهالى الذين عاشوا عمرهم كله في مكان وعندما يتم اقتلاعهم منه الى مكان آخر فهم مثل زروع النخيل التي يجيدون شتلها ويدركون أن الشجرة المنقولة الى مكان جديد تحتاج الى فترة انتقالية ربما تذبل فيها قبل أن تستقيم على ساقها وتتلاءم مع التربة الجديدة ..
    وهؤلاء المواطنون هم في الاصل ليسوا سياحا يبحثون عن منزل أو موطن جميل يتمتعون فيه بالراحة والاستجام بل هم مزارعون مرتبطون بالأرض ويعتمدون عليها في أرزاقهم .. وهم يحتاجون الى الانتقال ليس من بيت مهجور الى آخر معمور فحسب بل من مزرعة معمورة الى أخرى معمورة أيضا.. ويستخدمون في وصف ذلك عبارة قوية اذ يقولون (عاوزين نقلع الطورية لينه من هنا .. لنغرزها في أرض لينه هناك) .. الانتقال من مزرعة الى أخرى عامرة..
    لكن الكثير من المزارع لم تكن جاهزة لاستقبال الهجرة الأولى رغم أن البيوت كانت جاهزة بتموينها ومستلزماتها .. فوجد كثيرون انفسهم في رحاب بطالة فرضتها عليهم الفترة الانتقالية المطلوبة لاستصلاح الأرض حتى تؤتي أكلها ..
    ولأن التعويضات المالية التي صرفت لمعظمهم كانت تمثل (سناماً) يسمح لهم بالصبر قليلا فلربما قاوم البعض هذا الحال لكن بالطبع مرت الأيام و ذاب السنام.. وصار البعض ينظر بقلق كبير الى مستقبله ..
    إدارة السد وقعت عقدا مع إحدى الشركات لتقوم بعمل كبير وسريع لاستصلاح الارض و لازالة الرمال عن مزارع كثيرة لا يمكن زراعتها قبل غسلها من الرمال .. لكن شكوى تكاد تكون متفق عليها بين جميع المزارعين أن الآليات التي تستخدمها هذه الشركة قاصرة عددا ونوعا عن انفاذ هذا العمل بالسرعة المطلوبة..
    الحواشة لازم تكون راقدة تربيزة ..!!
    عبد الهادي أحمد حسن مهيد (42 سنة) مزارع في مشروع الملتقى يقول (المشكلة في الموتر قريدر .. لا توجد آليات كافية العمل بطيء للغاية ) ..و يرسم لوحة معبرة للوضع فيقول عن الموسم الزراعي الماضي ( زرعتو بلا نفس) .. اى بهمة خائرة بسبب مكابدة مشاكل استصلاح الارض المغطاة بالرمال ..
    قلت للمزارع عبد الهادي .. ماهي المشكلة بالضبط التي تعاني منها فمزرعتك تبدو مخضرة .. قال بعفوية وصرامة على وجهه ( نحن تعودنا على زراعة الارض بعد أن تصبح مثل التربيزة) اى مستوية كالطاولة .. لكنهم هنا يسلمون الارض بعد تسويتها بالآليات بصورة لا يمكن زراعتها دون مجهود اضافي كبير لمزيد من التسوية .. ويستمر عبد الهادي ( وعدونا بأن يفعلوا ذلك لكن الوعود لم تنجز) ..
    المدير الزراعي «الطيب جاد كريم» في مشروع (الملتقى) يعترف بهذا التقصير .. ويؤكد انهم ظلوا يضغطون على الشركة لانجاز العمل بأسرع ما يمكن .. لكن في كل الأحوال والى أن يتم ذلك فإن المزارع القلق على مستقبله سيظل ضجرا يرفع الشكوى في كل اتجاه .. وهي شكوى تتمدد الى كل الظروف التي حتمت عليه الخروج من موطنه الأول .. ألم اقل لكم إنها حالة انسحاب وهزيمة ما كان لها ان تحدث لو أن التهجير اتخذ تدرجا حصيفا يضمن لكل مزارع عمله الجديد دون انتظار ..
    ربما كان ممكنا لكثير من الاسر أن تستلم البيت الجديد والمزرعة الجديدة دون ان تفقد اتصالها بموطنها القديم .. تتدبر حالها في الاستمرار في الزراعة والاقامة في الموطن الاول والانتقال تدريجيا حسب ظرفها الى الموطن الجديد .. فبعض المناطق (بعيدا قليلا عن موقع السد) ربما أمكن لأهاليها الاستمرار في استثمار زروعهم سنتين او ثلاث قبل أن تتلقفهم بحيرة السد .. وربما أمكنهم المحافظة على تلك الزروع اطول فترة الى أن تخرج الارض الجديدة في مشروع الملتقى خيراتها وتستوعب همتهم الزراعية مع حيواناتهم ..
    «شارون» في الحامداب ..!!
    ( محمد احمد عبد الرحمن النجومي ) مدير مكتب ادارة السد في الحامداب.. ويناديه معارفه باسم ( النجومي) من أبناء المناصير حباه الله بروح دعابة وسخرية أقرب لما اشتهر به (الرباطاب) قال لى إن المواطنين أطلقوا عليه لقب (شارون) لأنه المسئول عن عمليات ازالة القرى التي تم تهجير اهاليها .. فكان يستخدم (البلدوزر) في تسوية البيوت مع الارض ..المواطنون رأوا فيه صورة - ساخرة - مشابهة لما يرونه في مدن الضفة وغزة .. سأله أحدهم ..( ألم يكن أجدى أن تدفعوا لنا قيمة ما تنفقونه في تدمير البيوت .. وتتركوها للزمن ومياه البحيرة تدمرها لكم مجانا).. رد في دعابة وسخرية (نحن في كل الأحوال نفعلها مجانا.. فآليات التدمير نأخذها من الشركة الصينية «ملح») .. اى أنهم يستعيرونها مجانا من الشركة العاملة في بناء السد ..
    عماد الدين ابراهيم (32 سنة) غير متزوج .. تم تهجيره من منطقة الحامداب غرب .. جاء الى مدينة الملتقى وحصل على مزرعة (6) أفدنة لكنه لم يزرع في الموسم السابق (الدميرة) ولن يستطيع الزراعة في الموسم الشتوى الحالي لأن أرضه لم تستصلح بعد .. يقول ( اعمل بالأجرة عند المزارعين الذين استصلحت اراضيهم ولحقوا بالموسم الزراعي ) .. عماد الدين مثال للمنتظرين من ضحايا الفترة الانتقالية ..
    حسن عمر (28 سنة) من قرية (العفين) لم يجد أرضا في المشروع الجديد فمنحوه مزرعة مساحتها فدانين اثنين يطلقون عليها (شبورة) اى جزء من الارض يقع بين حيازات أخرى ومساحته اصغر من أن تعتبر (حواشة).. بعبارة مختصرة (بواقى) الارض الزراعية بعد تخطيطها .. كان يعمل بهمة في ارضه ويستعين ببعض المزارعين بالأجرة مثل حالة عماد الدين.
    الطيب جاد كريم المدير الزراعي يقول ان هناك (79 ) حواشة - مزرعة - مغطاة بالرمال وتحتاج الى استصلاح .. حاليا يجري العمل في (47) منها و الباقي ينتظر ربما بعد الموسم .. لكن «يونس أحمد محمد» رئيس اللجنة الزراعية بالمشروع يعطي أرقاما أخرى إذ يقول « مجموع الحواشات في المشروع 600 حواشة منها 65 تغطيها الرمال بنسبة مائة في المائة ولا يمكن زراعتها بينما 47 منها مغطاة جزئيا بالرمال وهناك 50 حواشة بها رمال لكن عملاً يجري فيها الآن».
    بعض المزارعين الذين تحدوا الواقع واستطاعوا استثمار اراضيهم الزراعية يبدون احسن حالا .. حسن عثمان (48 سنة) ويعول اسرة من أربعة أبناء أحدهم في الجامعة .. من مزرعته التي تبلغ مساحتها (6) أفدنة استطاع زراعة فدان ونصف الفدان محاصيل بستانية أي شجيرات النخيل أو الموالح التي يزرع تحتها البرسيم..و زرع 3 أفدنة بالقمح المحصول الرئيسي في الموسم الشتوي.. بينما ترك فداناً ونصف الفدان الآخر بوراً..
    قسمة ونصيب ..!!
    القسمة والنصيب بلا شك ستجعل المزارعين الذين استصلحت مزارعهم ولم تعاني من الرمال سعداء بعد أن تتطور قدرتهم على فلاحتها مع استمرارهم في استثمارها في المواسم الزراعية .. لكن في المقابل فإن الجالسين على رصيف الإنتظار سيكابدون ضجرا كبيرا تعبر عنها الشكوى المستمرة التي يضجون بها في وجه كل من يسألهم عن الحال في الموطن الجديد ..
    الاستاذ «عبد الله صديق محمد على» موجه بالنشاط الطلابي بمحلية «الدبة».. من الذين شملهم التهجير لكنهم ربما لم يتأثر كثيرا بالحالة الانتقالية حيث أن طبيعة عمله الديواني التي تتطلب ذهابه الى مدينة «الدبة» كل يوم اثنين وخميس لم تتركه في مواجهة مباشرة مع معضلات الزراعة .. يسكن في منزله الذي يشبه بقية منازل المهجرين .. وفي ركنه يبني حجرة جديدة مطلة على الشارع حتى يفتتح فيها محلا للاتصالات.. فالمدينة لا تزال بلا خدمات هاتفية أو جوال .. وفي إمكانه استخدام الهاتف الهوائي لتشغيل المحل ..
    (العمل بالمرتب حاليا أفضل من الزراعة) هذا ما قاله الاستاذ عبدالله ..فهو يرى أن العائد من الزراعة في الوقت الراهن غير مجز حتى ولو نجحت.. (حياة هؤلاء المواطنين كانت بسيطة للغاية في موطنهم قبل التهجير.. الطعام والمعيشة لم تكن من ضمن هواجسهم فمزارعهم كانت كافية لاطعامهم وتوفير ما يحتاجونه) .
    ومع ذلك فإن النقلة المدنية والحضارية كبيرة .. فالبيوت الطينية التي كان يسكنها الأهالى في موطنهم الأول فقيرة من كل النواحي .. والقرى بلا خدمات تذكر والكهرباء والمياه أبعد كثيرا من متناول أحلامهم .. الرعاية الطبية حلم لا يداعب الخيال والمدارس قليلة وبعيدة وبلا مقومات ..
    شمال السودان متهم بتهميش بقية جهاته .. الأمر يبدو أقرب للنكتة لمن يزور هذه الديار فهذه المنطقة بقعة منسية خارج الحضارة الانسانية .. ومع ذلك تبدو صابرة على الضيم .. هذا الصبر يغفر ويبرر لها كل ما تطمح له وتحاول الحصول عليه من مكاسب من عملية التهجير .. فكم مرة في التاريخ ستتاح لهم هذه الفرصة؟
    بنين وبنات..!!
    مدرسة مرحلة الأساس في القرية (3) فسيحة واسعة بأسوار جميلة غرست بداخلها بضع شجيرات .. فصول التلاميذ الأصغر عمرا في جانب من المدرسة يفصلها عن بقية فصول التلاميذ الأكبر سنا مكاتب هيئة التدريس ..
    المدرسة بها (24 تلميذاً من الجنسين .. هناك مبانٍ لمدرستين احداهما للبنين والأخرى للبنات لكن قلة عدد التلاميذ من الجنسين اجبرتهم على ضمهم جميعا في مدرسة واحدة بينما تركت المدرسة المجاورة الأخرى بكل مبانيها الكبيرة شاغرة .. داخل الفصول يجلس الأولاد في الجانب الأيمن والبنات في الجانب الايسر..
    الصغار يبدو انهم المستفيد الأول من الهجرة فهم يتلقون العلم الآن في مدارس نظيفة واسعة ومجهزة بجميع المستلزمات التعليمية ويرعاهم عدد كاف من المعلمين .. والمدارس على مرمى حجر من بيوتهم فقد انتهى عصر الهجرة طلبا للتعليم..
    الدكتور «فهد فيصل» الطبيب بالمركز الطبي في «الحامداب الجديدة» تخرج من جامعة امدرمان الاسلامية قبل أربع سنوات يعمل تحت اشراف مفوضية الشئون الاجتماعية بوحدة سد مروي .. كان يباشر الكشف على احدى السيدات مع طفليها عندما وصلنا الى المركز الصحي..
    الحالات المرضية لا تزال قليلة.. ومعظمها أمراض خفيفة.. (لم اتعرض لحالات اسعافية طارئة الا مرتين طوال مدة وجودي في الحامداب الجديدة) .. هنا تجهيزات طبية بسيطة على قدر متطلبات المركز الصحي وحدة اسنان وكرسي ولادة وصيدلية ومختبر طبي.. دكتور فهد متزوج ويقيم مع اسرته في القرية الادارية (رقم واحد).. ويعمل بنظام المناوبة مع طبيب المركز الطبي في القرية الأخرى (رقم 3) .. بحيث يظل أحدهما في موقع العمل خلال الأمسيات..
    ونواصل في الحلقة الخامسة..!!
    ربة منزل تقول «مستوى الدخل صفر.. ونعيش على التعويض»
    مستوى الطلاب في المدارس تحسن بصورة ملحوظة

    (عدل بواسطة Asskouri on 01-03-2005, 04:43 AM)

                  

01-04-2005, 07:42 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)
                  

01-04-2005, 04:19 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    فــوق
                  

01-03-2005, 03:35 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    UP
                  

01-09-2005, 03:59 PM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    UP
                  

01-10-2005, 06:13 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    فـوق
                  

01-12-2005, 05:45 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    UP
                  

01-05-2005, 11:00 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    فــوق
                  

01-08-2005, 05:00 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    UP
                  

01-01-2005, 07:44 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    UP
                  

01-01-2005, 07:56 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    UP
                  

01-01-2005, 11:59 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    فــوق
                  

01-03-2005, 08:38 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    UP
                  

01-05-2005, 03:47 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    UP
                  

01-05-2005, 11:19 PM

Omer54

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 783

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    الاخ عسكوري

    السلام عليكم و كل سنة وانت طيب

    اتداخل لاساهم معك في رفع هذا الخيط المهم جدا. اهتم بهذا المشروع من خلال كتاباتك و اعترف انك بالنسبة لي تقريبا المصدر الاساسي للمعلومات .

    مازلت تلعن عثمان ميرغني و الاستاذ عثمان ميرغني مازال سادرا في موضوعيته يقدم المعلومة و الفكرة بتجرد شديد!!! . هذا الرأي توصلت اليه بعد قراءتي للمقالين الذين اوردتهما انت في هذا الخيط, الم اقل انك مصدري الوحيد تقريبا. و الحالة هذه اضم صوتي الي صوتك في وجوب الشفافية وابراز الدراسات كافة التي اعتمد عيلها في تقرير قيام هذا الخزان.

    اما بخصوص عثمان ميرغني فكتاباته التي توردها هنا لاتؤيد تقييمك الظالم له, وهي في روعتها و صدقها لاتحتاج مني لدفاع.

    عسكوري تعودت منك الموضوعية و هنا مع عثمان ميرغني يؤسفني انك قد فارقت الموضوعية عد الي موضوعيتك وتأكد ان للاستاذ عثمان ميرغني الحق ان يقدم رؤية قد تختلف عن رؤيتك. هنا اري الاستاذ عثمان ميرغني وقد سافرالي هذه البقاع البعيدة و بحث و كتب, وهذا وضع يستحق الاشادة فقدتعودنا من الصحافيين السودانين الاكتفاء بالكتابة من داخل مكاتبهم.
    من هذين المقالين اكاد اتلمس طريقي في هذه المنطقة التي لم ارها في حياتي. المقالين في غاية الوصف الممتع الذي يقرب البعيد و يقدم معلومات مفيدة لكن بك تأكيد لايمكنان من التقرير بجدوي قيام الخزان من عدمه.

    هل سيشكل السلام القادم فرصة لايجاد حلي؟.

    عسكوري تحياتي مرة اخري. و السلام عيكم ورحمة الله و لك كل الشكر.
                  

01-06-2005, 07:49 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Omer54)

    الاخ عمر 54

    اشكرك علي مداخلتك المهمه، غير أنني اعتقد إن كان هنالك شخص واحد يفتقد الموضوعيه هو السيد عثمان مرغني. فالرجل زعم أنه زار مشروع التوطين، ولكنه تجاهل تماما ما أوردته صحيفته التي يعمل فيها عن فشل هذا المشروع، وحاول ان يًًظهر المشروع وكأنه ناجح، وهنالك اسقاطات كثيره في موضوعه تشير الي ذلك. با خي مشوؤل التوطين نفسه اعترف بذلك واعلن ( حالة الطوارئ) في المشروع، ولكن عثمان مرغني تجنب تماما الاشاره الي ذلك. أما المعلومات التي أوردها عن المساكن وخلافه فهي نفس المعلومات التي ترددها ادارة السد،و لا جديد فيها اليته.

    السيد عثمان مرغني يتخذ موقفا غير مقبول في قضايا حساسه واساسيه في هذه المشروعات انظر قوله
    :
    Quote: تمنيت أن لو أمكن لي الحصول على دراسة اجتماعية أجريت بواسطة اى جهة بحثية عن المتغيرات الموجبة والسالبة التي تجتاح المواطنين المتأثرين بسد مروي عند انتقالهم الى مستعمراتهم الجديدة 3-01-05


    هذه ليست قضيه اماني، هذه قضيه قانونيه، فالرجل واضح جدا انه يخلط بين القانون والتمني والامنيات الطيبه. وهذا معناه انه لم يطالب ادارة السد باطلاعه علي دراسات التاثيرات البيئيه والاجتماعيه، مما يؤكد ما ظللنا نقول به انه لاتوجد دراسه، وهذا امر يخالف كل الشرائع والقوانين في هذه المشروعات، وهذا يعرض الذين يقومون بهذا العمل الي طائلة القانون، والقضيه ليست قضية أماني، هذه القضيه قضيه اسس وقوانين وموجهات قانونيه محدده واجبة الاتباع. فيما عدا ذلك يصبح الامر فوضي إن لم يكن هيصه!!
    أنا لا اتفق معك أن عثمان مرغني يتوخي الموضوعيه في كتاباته بل هو ينحو نحو اتباع خياله والاعتماد علي المعلومات الشفاهيه ويعتمد الانطباعيه والدعايه في قضايا لا تحتمل مثل هذه الامور ، أنظر قوله:

    Quote: وعندما اعلنت الحكومه عن عزمها تشييد السد لم تجد صوتا واحدا يرتفع بـ( لا) الناهيه بل ربما تحمس له أهل المنطقه نفسها أكثر من غيرهم اذ احسوا بحجم النفع العائد للبلد كله من الطاقه الكهربائيه الهائله التي ستصنعها شلالات المياه المنهمره بيت تروس توربينات الخزان (1200) ميقاواط وهي ضعف ما تنتجه كل توربينات خزانات السودان ومحطاته الحراريه والغازيه الاخري ... والارض الزراعيه الممتده الي مئات الكيلومترات التي ستنساب إليها ترع الري السهل الزهيد التكلفه - عثمان مرغني الرأي العام 3-12-04

    وانظر قوله:

    Quote: ادارة السد وقعت عقدا مع إحدي الشركات لتقوم بعمل كبير وسريع لاستصلاح الارض ولازالة الرمال عن مزارع كثيره لا يمكن زراعتها قبل غسلها من الرمال... لكن شكوي تكاد تكون متفق عليها بين جميع المزارعين أن أللاليات التي تستخدمها هذه الشركه قاصره عددا ونوعا عن انفاذ هذا العمل بالسرعه المطلوبه - عثمان مرغني 3-1-05


    تري اين تلك الارض التي تمتد الي مئات الكيلومترات التي ذكرها الرجل!! اليس هذا الحديث المتناقض ينم عن غرض في نفس الرجل. لماذا يكتب الرجل مثل هذا الحديث الدعائي الذي لا يوجد علي الارض؟ ثم بعد ان تبين له الحق ألم يكن من المهم ان يقول أن كثيرا مما كتبه لم يكن بالضروره صحيحا وانه لم يكن ملما بما يجري وان تلك الاراضي الزراعيه كانت فقط من نسج خياله، وان ما يوجد ما هو إلا تلال رمليه وصحراء سبق وأن رفضها هؤلاء المواطنون وتم ترحيلهم لها تحت فوهة البندقيه!!!

    انظر ايضا قوله
    :

    Quote: من مال التعويضات السخيه التي نالها المهجرون امتشقت في اسطح العديد من المنازل هوائيات التقاط البث التلفزيوني الراي العام 31-12-04


    لا حظ كلمة ( سخيه) كيف عرفها انها سخيه وكم هي! هذا التضليل القصدي للقراء ينم عن نيه مسبقه لتضليل القارئ وافهامه ان ادارة السد قد دفعت مال قارون لهؤلاء الناس الذين زجت بهم في الصحراء بعيدا عن النيل، و لا ادري كيف عرف الرجل أن الاهالي قد اشتروا الهوائيات من مال التعويض والحكومه لم تدفع غير 25% من التعويضات لاهالي الحماداب ! بل الحكومه باعت حتي ثمار نخيلهم واقتسم أفراد الامن بموقع السد العائد، وعنما عاد الاهالي لحصاد نخيلهم تم ضربهم وطردهم واخطروا انه تم دفع قيمة المحصول لهم واعتقل بعض الذين احتجوا ان ذلك لم يكن ضمن الاتفاق وان محصول النخل هو محصولهم الي ان يغرق النخل. بمعني اخر ان ادارة السد دفعت للمواطنين من محصولهم وحتي من هذا دفعت لهم اقل من الربع مصاحبا بالجلد والاعتقال والترهيب!!

    لم يقل الرجل أن ادارة السد قررت لوحدها عن طريق معايير تقييم لا يعرفها احد أن قيمة النخله هي 500 الف جنيه اي حوالي 190 دولار ( كانت الحكومه قد عرضت علي اهالي كجبار مبلغ 6 مليون في النخله في عام1994 هذا تاريخ شهوده احياء - اي حوالي 2280 دولار اي ان الفرق في بين نخيل الحماداب ونخيل كجبار يصل الي 2090 دولار في كل نخله. بالرغم من ذلك وكما هو معروف رفض اهالي كجبار الخزان. وواضح ان السيد عثمان مرغني لا يعلم ان النخله تنتج في المتوسط لاكثر من 90 سنه وهذا يعني ان قيمة الانتاج السنوي لنخيل الحماداب قدرته ادارة السد بـ
    2.11دولار ( دولارين واحدي عشر سنتا) اي حوالي خمس الف ونصف جنيه في العام. ( يعني زي طبق فول مصلح) ذلك هو التعويض السخي في نظر الاستاذ عثمان مرغني!!!


    ألا ان ذلك ليس مهما بالنسبه لنا فيما يكتب الرجل، لأن اخطر فيما يكتب هو انه يريد أن يقول للقارئ ان اهالي الحماداب وافقوا علي قيام الخزان وهذا امر خطير جدا بالنسبه لنا. نحن اصلا لم تتم مشاورتنا في هذا الامر ولا نعرف ماهو وما الغرض منه ولماذا يقام. وحسب تصريحات السيد شريف التهامي في 1998 فنحن نعرف ان المشروع يقام بغرض الانتاج التجاري للكهرباء وبيعها في الخرطوم، وأن ولاية النيل ليس لها نصيب مما ينتج وستظل القري بالولايه علي امتداد النيل من نهاية البحيره ( ابوحمد) وحتي الجيلي تعيش في ظلام دامس لا تصلها خدمات الكهرباء، وهذا واضح من خطة نقل الكهرباء عبر الصحراء من مروي الي الخرطوم. وقد كتبت انا أكثر من مره عن الضرر البالغ الذي سيصيب ولاية النيل من قيام هذا الخزان، من امراض وتهجير للسكان وفيضانات الخ وقلت ان ولاية النيل ستتحمل ( اذا قام هذا الخزان بهذه الصوره) تكاليف تفوق الوصف مما سيجعلها اكثر ولايات السودان فقرا وتخلفا وتدهورا.
    لم يشر السيد عثمان مرغني الي كل ذلك وذهب الي المديريه الشماليه وزار بالكاد موقع السد وامضي الليل في الاستراحه ( خمس نجوم) في ضيافة ادارة السد وعاد للخرطوم ليكتب ما كتب!
    في كل ما كتب لم يطالب عثمان مرغني ادارة السد باطلاع المتأثرين والمختصين علي دراسات المشروع. وهذا أمر محوري: أين هي الدراسات التي يقام علي ضؤها هذا المشروع؟ اليس هو مشروع قومي الغرض منه المصلحه العامه؟ إن كان كذلك لماذا لا تعلن ادارة السد عن دراساته وتنشرها علي الناس؟ لماذا يتم اخفاء الامر إن كان هو مشروعا جيدا كما تقول ادارة السد؟ كثيرون في السودان يجيدون القراءه والكتابه، وليست ادارة السد وحدها التي ( تفك الحرف)، نحن لا ندعي علما بما لا نعلم ولكننا نعتقد ان بالسودان كثيرون غير ادارة السد من المختصين في هذا المجال كان يجب اطلاعهم علي دراسات المشروع ومعرفة رأيهم فيه، فالبلاد ليست ضيعه للانقاذ تفعل فيها ما يحلوا لها.

    كل ما قاله الرجل انه يتمني أن يطلع علي دراسة التاثرات البيئيه والاجتماعيه، مع ان هذه الدراسه كان يجب ان يكون قد اطلع عليها الناس قبل قيام المشروع بسنوات ليدلي كل مهتم او مختص او متاثر برايه في الامر، خاصة الصحفيين مثله.

    ليس لي موقف شخصي من الرجل، ولكني استغرب تناوله لامور بالغة الحساسيه تؤثر علي حياة مئات الالاف من الناس ان لم يكن الملايين بصوره مباشره، بدون علم ولا خبره فمن كتاباته اتضح لي ان الرجل يفتقد حتي الاساسيات المطلوبه للكتابه في مثل هذه القضايا، وقد كتبت انا اكثر من مره ان لهذه المشروعات شروط ضابطه وموجهات اساسيه محدده تفرق بينها كمشروعات وبين تحولها الي جريمة ضد الانسانيه، وان مخالفة تلك الموجهات يحولها من مشروعات تنمويه الي جريمة ضد الانسانيه وقد فصلت الماده السابعه من المحكمه الجنائيه الدوليه هذا الامر تماما. الامر بمثل هذه الخطوره، ولكن الاخ عثمان مرغني يخوض فيه بدون معلومات او في احسن الاحوال اصراره علي عدم الاطلاع علي ما أرسلناه له من معلومات. وليست المشكله في عدم المام الانسان أو جهله بقضيه معينه - فكلنا نجهل قضايا معينه- ولكن المشكله هي اصرار الانسان علي الخوض في قضيه خطيره تكاد الحرب أن تندلع بشأنها، بدون علم او حتي اجتهاد يوفر له الحد الادني من الالمام بها.

    ولمساعدته في الالمام بالمشلكه ارسلت له تقرير اللجنه الدوليه للخزانات الذي صدر في عام 2000 وبالرغم من حدوث بعض التغييرات بعد ذلك التاريخ لصالح المتأثرين، إلا ان التقرير في جوهره يظل مصدرا ممتازا لشخص في موقع عثمان مرغني يرغب في تناول القضايا العامه بقدر من المنهجيه والموضوعيه والعلميه. الغريب في الامر أن الرجل لم يشر في كل كتاباته الي تقرير اللجنه الدوليه للخزانات ومضي هو ايضا يشارك ادارة السد في محاولة اختراع العجله!!

    مره اخري أنا ليست لي قضيه شخصيه او خلاف شخصي مع الرجل، ولكن يصدمني تناوله لهذا الامر خاصة لمحاولته ادخال عناصر غير موجوده اصلا فيه ، كمحاولته الايقاع بين الشايقيه والمناصير وحديثه عن التعالي العرقي الخ واعتقد ان هذه امور خطيره اختلقها الرجل اختلاقا وحقيقة لا ادري ماهي دوافعه في هذا؟
    اسف للاطاله.

    عسكوري
                  

01-06-2005, 12:15 PM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    فـــوق
                  

01-07-2005, 03:43 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    UP
                  

01-09-2005, 06:39 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    السيد عثمان مرغني بداء في موضوعه ادناه يقترب من الحقيقه، وبداء موضوعه هذه المره اكثر اتزانا وموضوعيه واقرب للحقيقه التي نعرفها من مصادرنا من موقع المشروع. ولكن الرجل لا يزال يتردد في القول ان ادارة السد قد تسببت في تدمير حياة هؤلاء المواطنين بترحيلها لهم بدون اي تحضيرات وبتحويلهم من مزارعين منتجين الي عطاله سافره او غير ظاهره، فموفوض التوطين نفسه يعترف انه قام بتهجير هؤلاء بدون استعداد وبدون تجهيز ( فيما يتعلق بتجهيز المشاريع الزراعيه قبل تهجير المواطنين هو أمر ايجابي جدا ونحن نرحب به ولكن لا نستطيع اجازه علي الاقل مع اهالي الحماداب الفوج ارلابع ولا حتي لاهالي أمري، بسبب ضيق الزمن بين عمليات التهجير وتشييد جسم السد ونحن نخشي أن تغمر مياه البحيره مناطق المتأثرين لذلك جاءت عمليات اعمار المشاريع الزراعيه وترحيل المواطنين في وقت واحد - الرأي العام 4-3-2004)، فهذا الرجل يعترف صراحة انه اختار عن قصد تدمير حياة هؤلاء المواطنين والقذف بهم في الصحراء دون بديل، ولم يقل الرجل انه كان يجب ايقاف العمل في التشييد الي حين تحضير المشروعات الزراعيه لكي لا يتضور اهالي الحماداب جوعا!! تري ما الذي يدفع ادارة السد لكل تلك العجله في بناء السد!!!؟ مقدار ما كان ينتجه هؤلاء سنويا من محصول والذي اصبح غير ممكنا الان يجب ان يضاف الي خسائر المشروع، تري من يتحمل تكاليف حياة هؤلاء المواطنين! فهؤلاء كانوا مواطنين يديرون حياتهم بدون تدخل من الدوله، الان طردتهم الحكومه الي العراء وحولتهم الي عاطلين من العمل، ولا تلتزم تجاههم باي شئ! كان علي الرجل ان يشير الي أن علي ادارة السد تحمل تكاليف ومصاريف حياة هؤلاء المواطنين حتي تجد لهم البديل، فهي التي تسببت في تشريدهم وفقرهم.
    ايضا ما زال الرجل يضرب صفحا عن الاشاره الي الموجهات الدوليه لهذه المشروعات والتي توفر حلولا لمثل هذه القضايا. ايضا تجنب الاشاره الي الطوق الامني والوجود الكثيف لقوات الجيش والامن بالقرب من الخزان والتفتيش المبالغ فيه الذي تقوم به هذه الوحدات للمواطنين، ويتعرض له كل من يمر بالقرب من الخزان! ألم تقل الحكومه من قبل أن الاهالي قد وافقوا علي التضحيه بأرضهم! ما ذا يعني وجود الجيش وسط تلك القري النائيه!! ان سياسية الارهاب التي تتبعها ادارة السد تجاه المواطنين لن تبني الخزان ولن تخيف احدا!!
    كان علي الرجل ان يقول ان مشروع الملتقي مشروع فاشل، وان علي ادارة السد اعادة المواطنين من حيث اتو، وتركهم في اماكنهم وايقاف العمل في السد الي حين العثور لهم علي بديل يوفر لهم حياة كريمه. استغربت ايضا لحديث الرجل عن أن المشروع سيتم ريه من ترعة الخزان، وهذا امر غير صحيح، فهذا المشروع يبعد حوالي 90 كيلومتر من مدينة مروي وحوالي 120 كيلومتر من جسم السد( الراي العام24-4-2004) ويمتد هو نفسه الي اكثر من عشرين كيلومتر كل ذلك ولم يبداء العمل فيه حتي الان، كما ان المعلومات القليله التي استطعنا الحصول عليهاعن المشروع لا تشير الي ذلك، هذا بجانب أن اي سحب للمياه من بحيرة الخزان سيكون خصما علي توليد الكهرباء، هذا بجانب ان وجود اي قناه بهذا الطول وسط القري ستكون مصدر ممتازا لتوالد البعوض مما يهدد حياة السكان في تلك المناطق وهو امر لا نعتقد ان خبراء الصحه سيقبلون بقيامه. لذلك فان الحديث عن مشروع ري هو حديث للاستهلاك السياسي ولتخدير المواطنين. هذا من ناحيه ، من ناحيه اخري لم يقل الرجل ان ري المشروع بالطلمبات لن يكن مجديا بعد قيام الخزان وانحسار مياه النيل مما يقتضي نصب طلمبات مياه اخري لترفع الماء لهذه الطلمبات وهذه تكلفه اضافيه سيكون علي المزارعين نحملها.
    وعلي كل احس بأن الرجل قد بداء اكثر موضوعيه في موضوعه واستعراضه للامر هذه المره، ونحن ندعوه أن يطالب معنا بوقف العمل في المشروع الي حين اخضاعه لمراجعه شامله للنظر في جدواه من عدمها.


    Quote: الاحد9يناير2005


    الوجه الآخر لسد مروي

    الحلقة الخامسة عثمان ميرغني

    مدينة الملتقى التي استقبلت المرحلة الأولى من التهجير للمتأثرين بسد مروى تبعد من العاصمة حوالى(320) كيلومترا .. تقطعها السيارة في أقل من ثلاث ساعات .. والطريق مسفلت بكامله وتستطيع أى سيارة مهما كانت صغيرة أن تسافر عليه .. وعلى جانبي الطرق تنتشر المقاهي والكافتيريات والاستراحات التي تجعل الطريق حياً يسمح للمسافر أن يرتاح كلما أحس الملل ..

    وفي الماضي كان هذا الطريق معضلة حقيقية حيث يقطعه المسافر في أيام قد تصل قرابة الاسبوع وفيه منطقة وعرة للغاية يطلق عليها ( قوز أبو ضلوع) ورغم أنها مسافة قصيرة الا أن وعورتها جعلتها مصيدة تسلل لا يفلت منها المسافر الا بمشقة وربما يقضي فيه يومين .. وما يزال الناس يذكرون الحادثة الشهيرة في العهد الحزبي الأخير في العام 1988 عندما قطعت الأمطار الطريق في «قوز أبوضلوع» وظل القادمون من الشمالية على مشارف أمدرمان غير قادرين على عبوره لعدة ايام فاضطرت الحكومة لارسال طائرة هيلكوبتر لاخلاء النساء والأطفال بعد أن نفذ الماء والطعام. ولم يتمكن البقية من دخول المدينة الا بعد أكثر من اسبوع ..

    حالياً صار ممكنا لأهالي مدينة «الملتقي» السفر الى العاصمة والعودة الى بيوتهم في نفس اليوم وانتعشت حركة السفر بالحافلات الصغيرة والسياحية الكبيرة بين مدن الشمال والعاصمة.

    والمسافر من أمدرمان الى مدينة «الملتقي» يصل بعد (27) كيلومترا من أمدرمان الى كافتيريا الحميدي .. وفي الكيلو (120) يصل الى آخر نقطة في ولاية الخرطوم حيث أقيم حاجز للتفتيش .. وعند الكيلو (150) اقيم مجمع فخم للخلاوي اطلق عليه (خلاوى الجعيرين) وهي مباني جميلة خصصت لطلاب القرآن الكريم وفي الكيلو (200) استراحة «الشريان» في منطقة شهيرة تسمي «التمتمام» .. وفي الكيلو (257) قهوة ام الحسن الشهيرة .. السفر لم يعد مشقة بل متعة وربما ساعد ذلك في تيسير تسويق المنتجات الزراعية لأهل الولاية الشمالية .. فقد غدا سهلا نقل الخضار طازجا كل صباح من المزرعة الى المستهلك في العاصمة ..

    على أن الهدف الاول من انشاء مدينة «الملتقى» لم يكن مجرد العثور على مكان يصلح للمجمعات السكنية فحسب ، بل اقامة مشروع زراعي يستوعب الأسر التي سيتم تهجيرها من حرم بحيرة سد مروى خاصة في المرحلة الاولى التي تشمل أول مجموعة ستغرقها البحيرة وهم سكان منطقة «الحامداب».

    وعندما تسمع الأذن السودانية كلمة «مشروع زراعي» فإن الذكريات تذهب مباشرة الى المشاريع المماثلة ابتداء من عملاق المشاريع الزراعية في العالم وافريقيا مشروع «الجزيرة» ثم المشاريع الزراعية المروية صناعيا الأخرى مثل الرهد ومشاريع النيل الابيض وغيرها .

    هذه المشاريع الزراعية سجلت أرقاما محبطة في الذاكرة السودانية ووصمها الكثيرون بانها انجاز من الفشل المتواصل رغم سنوات النجاح في بعضها .. وهذا هو بعينه ما يجعل المتأثرين بسد مروي يرتعبون من فكرة المشاريع الزراعية الكبيرة كهذه.

    فهم يرون انها حتى ولو نجحت في الحاضر او المستقبل القريب فلا ضمانة لاستمرار نجاحها في المستقبل .. ولديهم من التجارب السابقة ألف برهان ليس أقلها أو آخرها ما حل بمشروع حلفا الجديدة الزراعي الذي كان - مثلهم - موطن تهجير لأهالى وادي حلفا الذين اغرق السد العالي في مصر مدينتهم ومزارعهم في العام 1963 .

    يقارن المزارعون بالحياة البسيطة التي ألفوها جوار النيل منذ آلاف السنين في مشاريعهم الصغيرة التي يسقونها بوابورات الجازولين الصغيرة .. هنا القرار والأمر والنية بيد المزارع القادر على ضمان استمرار مكاينته الصغيرة وتوفير مستلزماتها من قطع الغيار والوقود . لكن عندما يصبح أمر المزارع في يد «ادارة» مشروع زراعي كبير فإنه يسلم مصائره الى مجهول لم يثبت حتى الآن في السودان انه ادار المشاريع الزراعية بكفاءة او نجاح.

    لكن هذه الوساوس ليست قطعية بالدرجة التي يرددها بعض المزارعين هناك ففي السودان امثلة أخرى لمشاريع زراعية كبيرة نالت من النجاح المستقر بل والتطور سمعة رائدة مثل مشروع سكر كنانة .. لكن مع ذلك فإن لدى المزارع في المناطق المتأثرة بالسد ألف عذر لكي يقلق بل ويرتاب .

    فمشروع «كنانة» ليس مجرد مشروع زراعي فهو يرتبط بصناعة السكر ولا يمكن للصناعة ان تستمر دون ضمان نجاح المشروع الزراعي.. وفي كل الأحوال هو استثمار مسنود برأسمال عربي وخبرات أجنبية وهي كلها من مفقودات المشاريع الزراعية الجديدة في «الملتقي» أو «أمري الجديدة» أو «المكابراب» أو «الكحيلة شرق»..

    «الإدارة» هي كلمة السر في نجاح أى مشروع .. وهي بالضبط ما كان يعصف بالمشاريع الزراعية المروية في السودان ويجعل منها دائما اليد السفلي في منظومة الاقتصاد السوداني فبدلا من أن تعطي تأخذ من موارد الدولة .

    ومشروع الملتقى الزراعي يعد أكبر مشروع زراعي في الولاية الشمالية فمساحته أكثر من (13) ألف فدان ويروى بمحطة ضخمة من خمس طلمبات لتضخ المياه في القناة الرئيسية للمشروع وتدار المحطة بمولد كهربائي قوته 6.4 ميقا وات .. ولا تعمل المحطة حاليا الا بأقل من نصف طاقتها ( طلمبتان فقط) لأن المشروع لم يستصلح بصورة كاملة ومايزال في انتظار تهجير نصف السكان من المتأثرين في منطقة الحامداب.. وفي انتظار ازالة الرمال واستصلاح بقية المزارع في المرحلة الأولى التي وصل مستوطنوها .

    ويثير المزراعون قلقهم حول كلفة الرى .. حتى الأن ربما لم تبرز هذه المشكلة بصورة كبيرة لأن المزارع لا يدفع قيمة الري فالحكومة تعهدت بتكلفة الرى لعامين لكن كيف يفعل بعد تحويل كلفة الرى اليه..

    يقول «الطيب جاد كريم» مدير المشروع الزراعي أن ضمانات الري تتوفر بصورة لا تدعو الى القلق فالمشروع سيروى مستقبلا من ترعة سد مروي وسيتحول للعمل مباشرة من كهرباء السد ايضا لأن المضخات حالياً تعمل بمولد كهرباء محلي يدار بالجازولين وسيتم الاستغناء عنه بمجرد وصول كهرباء السد وفي كل الأحوال فإن استهلاك الفدان حاليا من الوقود لا يتعدى 1.2 جالون جازولين للفدان بينما في المشاريع الزراعية التقليدية التي كان المهجرون يملكونها جوار النيل يبلغ استهلاك الوقود 3 جالون جازولين للفدان الواحد.

    هذه الأرقام ربما تمثل المرافعة «الرسمية» لإدارة المشروع الزراعي في مواجهة الاتهامات والهواجس التي يطلقها بعض المعترضين على موقع المشروع وتصميمه الهندسي لكن في كل الأحوال يظل الأمر في مساحة الخلاف إلى أن تظهر النتيجة الحقيقية بالأرقام لمدى نجاح المشروع أو فشله بعد عامين او ثلاثة من تشغيله بطاقته القصوى .

    صحيح أن جهات علمية مثل الهيئة الاستشارية لجامعة الخرطوم قد اشرفت على درسات الجدوى وتصميم وسائط وقنوات الرى وهي التي تتحمل مسئولية نجاح أو فشل المشروع لكن في المقابل فإن الاهالى الذين وضعوا كل بيض أحلامهم في سلة هذا المشروع يكابدون هواجس كبيرة حول مستقبلهم في ظل الوضع التجريبي الذي ما يزال المشروع يعمل به..

    فما تزال الطاقة التصميمة القصوى للرى في المشروع لم تختبر بعد .. فالترعة الرئيسية التي يبلغ طولها سبعة كيلومترات نصفها مغلق حالياً لأن المشروع لم يكتمل بعد فنصف سكانه لم يأتوا بعد .. صحيح أن المياه تصل حاليا لكل المزارع التي لا تغطيها الرمال والتي وزعت على المهجرين في الأفواج الثلاثة الاولى لكن ذلك لا يمثل اختبارا حقيقيا لسلامة نظرية الرى و قدرة المضخات على توفير المياه لكل المشروع.

    وحتى لو وصلت المياه الى كل المشروع فليس هناك دراسة دقيقة قاطعة بالكلفة الحقيقية للرى .. وهو عامل مهم جدا في تحديد الجدوى الاقتصادية من المشروع . فالمزارع لا يزرع هنا ليأكل من زرعه فحسب بل ليغذى الأسواق ويخوض غمار منافسة كبيرة مع منتجات قادمة من مناطق أخرى ربما تكون اقل كلفة فتهزم منتجاته.

    وكلفة الرى لا تحددها كمية الجازولين المحترقة في مولدات الكهرباء التي تدير ماكينات ضخ المياه العملاقة فحسب بل كلفة الطاقم الفني والإداري الذي يشرف على تشغيل هذه الماكينات والصيانة الدورية والاسعافية المطلوبة لها ولقنوات الرى الرئيسية والثانوية والفرعية والكوادر الفنية التي تشرف على مراقبة هذه القنوات حتى دخول المياه الى المزرعة.

    هذه العوامل تجعل الكلفة تتأثر عكسياً مع المساحة المنتجة من المشروع .. كلما زادت المساحة المنتجة من المشروع كلما قلت التكلفة ,فكلفة الأطقم الفنية والادارية و الصيانة تظل ثابتة - تقريبا - حتى ولو كان المزروع فدان واحد .. ولهذا تقل الكلفة كلما زادت المساحة المزروعة حيث تتوزع الكلفة على مجمل المساحة.

    صحيح أن الاعتماد على الرى المباشر من القناة الرئسية لسد مروى يحل جزءا كبيرا من هذه المعضلة فالكلفة هنا ستتغير كثيرا وتدخل فيها عوامل كثيرة أخرى . والرى الانسيابي من القناة سيغير جذريا مفردات وجملة الكلفة. لكن بعض المتهجسين من المشروع من حيث المبدأ يثيرون شكوكا حول فكرة قناة الري الرئيسية من سد مروي نفسها بل ويذهبون الى الشك درجة يتهمون فيها الحكومة بانها أعطت المصريين مواثيقا وعهودا أن لا تمس مياه النيل في سد مروي وان تكتفي باستخراج الطاقة الكهربائية منه وتترك المياه تواصل مسيرتها الى مصبها في بحيرة السد العالي .. على كل حال سنتأتي على ذكر مفصل لقناة الرى الرئيسية من السد في وقت لاحق من هذه السلسلة.

    يونس أحمد محمد رئيس لجنة الزراعة بالمشروع « وهي لجنة أهلية تمثل المزارعين » يقول « قبل التهجير لم نكن نرتبك بنجاح أو فشل موسم زراعي فذالك امر لا يؤثر على حياة المواطن بصورة مصيرية .. فمطلوبات الحياة العادية لا ترتبط بذلك . لكن الوضع تغير كليا هنا في هذه المجمعات السكنية ذات الكثافة السكانية العالية .. نجاح أو فشل الموسم الزراعي يعني حياة أو موت بالنسبة لنا».

    سألته عن تجربته الشخصية في المشروع الجديد بعد ان علمت منه أن زرع أربعة مواسم متتالية في المشروع الجديد فقال «الموسم الاول كان غريبا على . لم اتعود على هذه الطريقة في الزراعة ... المزرعة تبدو كبيرة الحجم على تلك التي تعودنا عليها بجور النيل .. هنام اعتمد على يدي . هنا احتاج الى الآلات الزراعية في الحراثة وتمهيد الارض .. في الموسم الثاني ظهرت لنا مشاكل في قناوت الرى .. لكنه افضل من سابقه .. في الموسم الثالث ظهر انتاج أفضل ودبات التربة تعطي اكثر ..والآن المحك في هذا الموسم الشتوي ».

    يتابع يونس « ادارة السد ارتكبت خطأ فادحا في اسلوب التهجير الأفواح كانت متقاربة جدا .. كان الافضل تهجير الفوج الأول والانتظار ريثما تظهر المشاكل وتعالج ثم يأتي الفوج التالي ».

    يونس يقرر حقيقة صادمة « القاعدين ساكت أكثر من الزارعين » ..!!

    لكن القضية أن «القاعدين ساكت» على حد تعبير يونس .. لن يستطيعوا أن «يقعدوا ساكت» حيال فاتورة حتمية من المصروفات الشهرية التي تفرضها حياتهم الجديدة ... الكهرباء خدمة لم تكن موجودة في القرى التي هاجروا منها .. لكنها هنا تتطلب شهريا مبلغ (25) ألف جنيها تم تخفيضها بعد ذلك الى (15) ألف جنيها.رغم أنها كانت تعمل لمدة اربعة ساعات فقط في اليوم ( اثناء زيارتي للمدينة وصلت اليه خدمة كهرباء مدينة الدبة وهي ستوفر امدادا لمدة اطول في اليوم) . وتدفع كل أسرة (10) ألف جنيه دعما للتعليم .. ومبلغ ( ألف جنيه أخرى لخدمات مياه الشرب في المنازل ..

    شادية أحمد الهدي ..ربة منزل صادفتها خارجة من منزلها استأذنا منها ان تنحدث معها فأدخلتنا الى البيت ووحضر زوجها لكن بعد نهاية الحوار معها .. تقول شادية: « مستوى الدخل أقل مما كنا عليه قبل التهجير .. أسرتي الآن تعيش على التعويض .. أعول تسعة أطفال كلهم في المراحل الدراسية ويحتاجون لميزانية كبيرة ومستمرة »

    زوجها لا يعمل حاليا . اشتغل في المزرعة قليلا ولم ينجح وهو الآن بلا عمل .. ويتجتاج الى (75) ألف جنيه كل شهريا لمصروفات مواصلات أبنائه الطلاب من والى مدارسهم ..!! فضلا عن بقية الفاتورة التي سبق الاشارة اليها..

    سألت شادية .. هل تملكون ثلاجة في البيت ..

    قالت نعم ..

    سألتها وهل تملكون جهاز تلفزيون ؟

    أجابت نعم ..

    كيف حصلتم عليها

    أجابت .. من مال التعويض ..!!

    هنام تتجلى سلبيات وايجابيات النقلة الجديدة .. الحياة البسيطة الخالية من الخدمات في الموطن الأول تحولت الآن الى حياة فيها جديد الحياة الحضرية من أدوات الترفيه والكماليات الأخرى .. و لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومضاد له في الاتجاه .. أهالى الحامداب الجديدة «الملتقى» يدفعون ثمن الحياة الجديدة .. ربما البعض تلائم سريعا و اجتاز نفسيا واقتصاديا الوضع الانتقالي .. لكن المؤكد ان الغالبية ماتزال في البرزخ ..!!

    شادية تقول :« ناس السد خدعونا .. وعدونا بهذه الخدمات مجانا ..قالوا لنا أن الماء مجانا .. لكنهم وضعونا أمام الأمر الواقع بعد التهجير ..»

    سألتها مستوى أبنائك في التعليم هل تحسن أم تدني ؟

    ردت « المستوى تحسن » .. شادية هي عضو في اللجنة الاهلية التي تشرف على المدارس « مجلس الآباء والأمهات »

    كثير من اهالى المدينة الجديدة «المتلقى» اختار جيرانخ بنفسه عند التوطين وهو غالبا أقربائه وعائلته الكبيرة التي تعود علهيا في قريته قبل التهجدير .. وبعضهم قام بكسر الجدران بين المنازل وفتحوها على بعضها فهم تعودوا على الحياة المشتركة التي لا تجعل الرء رهين ظرفه الخاص . ياكلون في اناء واحد ويشربون الشاي ويعيشون تفاصيل يوميات واحدة ..

    في منتصف النهار تبدو كثير من البيوت وقد هجرها الرجال .. النساء أصبحن أقل مشاركة في العمل لأن المزارع تعتمد على الميكنة لكبر مساحتها ولبعدها شيئا ما عن القرية .. ويبدو ان انسحاب النساء كقوة عاملة سيطرد الى ان تظهر مهام أخرى لهن بجانب دورهن الاسري التقليدي ..

    طبيب المركز الصحي دكتور فهد قال أنه واجه مشكلة في بداية عمله في الكشف على النساء .. فهن لم يتعودن على الطبيب .. في القرى كانوا يعتمدون على المساعد الطبي أو الممرض أو أى بصير .. وهؤلاء كانوا يقدمون الوصفة الطبية مباشرة بلا حاجة الى تشخيص لكن الطبيب الآن يتطلب عمله استخدام السماعة الطبية والكشف وكان ذلك مشكلة للمرأة في الحامداب الجديدة .. لكن الوضع بدأ يتغير في الاتجاه المشابه لماهو في المدن الأخرى ..

    في الحلقة السادسة :

    هل هناك مشكلة في تصميم البيوت ؟

    لماذا سحبت الحكومة الصالون والمطبخ ثم عادت فأرجعتهما في أمري الجديدة؟





                  

01-09-2005, 04:50 PM

معتصم ود الجمام
<aمعتصم ود الجمام
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 3261

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    عسكوري
    انا معك
    الجلادون عندما احسوا بالهزيمه
    بدلوا اسوابهم
    ستعرض في هذا المكان لوحدك ان لم تكفر
    اكفر بهولاء الطواغيت وانا معك
    انا معك
    انا معك
    انا معك
    انا معك
    انا معك
    معتصم ود امنه بت سليمان عبد الله مسعود
                  

01-09-2005, 06:54 PM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: معتصم ود الجمام)

    اشكرك يا ود الجمام علي تضامنك

    سنواصل الحمله بلا تواني

    اشكرك مره اخري

    عسكوري
                  

01-11-2005, 10:16 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: معتصم ود الجمام)

    UP
                  

01-15-2005, 03:00 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    فــوق
                  

01-13-2005, 05:44 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    UP
                  

01-19-2005, 04:24 PM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    اطلقوا سراح المعتقلين
    اطلقوا سراح المعتقلين
    اطلقوا سراح المعتقلين
    اطلقوا سراح المعتقلين
                  

01-28-2005, 11:48 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    بداء السيد عثمان مرغني هنا يشير الي بعض المشاكل في مواقع اعادة التوطين متعلقه بالصرف الصحي، وهذه خطوه الي الامام، ولكن هذه من اصغر القضايا، وما تزال خطي الرجل متثاقله فيما يختص بمخاطبة القضيه الاساسيه للمشروع وهي ترحيل المواطنين بعيدا عن الماء، فمشكلة المراحيض والصرف الصحي قابله للعلاج مهما استعصت ولكن القضيه التي لايمكن علاجها هي اقتلاع الناس من مصدر الماء وتوطينهم في الصحراء، ما زلنا نامل ان يتحرك الرجل الي مخاطبة القضيه الاساسيه وهي قضية الماء ! وعلي كل تخلص الرجل من اسلوبه الدعائي واتجه كثيرا للموضوعيه واصبح يري البشر وليس الاسمنت، وهذه قطعا خطوه مقدره الي الامام. سنرد عليه بعد ان يكمل حلقاته!

    Quote: الراي العام الجمعة28يناير2005

    الوجه الآخر لسد مروي الحلقة السابعة

    عثمان ميرغني

    سألت أحد المسئولين في وحدة سد مروى عن المغذى في تصميم منازل المستوطنين في المدن الجديدة بمرحاض "بلدي" عبارة عن حفرة سطحية وفوقها بناء صغير ..رغم أننا في عصر ما بعد الألفية الثالثة .. عصر يقيس تحضر الانسان بتحضر بيئته.. الاجابة كانت مثيرة للدهشة "هؤلاء الأهالى عاشوا في بيئة متواضعة طوال عمرهم فرأينا أن نحافظ على نقلة حضارية معقولة حتى لايفشلوا في التكييف معها" هذا الرد صدمني للغاية ..

    .. كررت السؤال مرة أخرى للمهندس المقيم الذي يمثل الاستشاري "شركة بروج" في منطقة "أمرى الجديدة" اجابته كانت مماثلة.. أى أن فكرة تصميم نظام الصرف الصحي العتيقة والمتخلفة التي استخدمت قصد بها المحافظة على فارق حضري معقول لا يجعل المهاجرين (يكابدون!!) حالة نقلة حضارية كبيرة بين ما وطنوا عليه وما استوطنوا حديثا فيه ..!!

    تأكدت الاجابة نفسها في تفاصيل افادة قدمها المهندس محمد الفاتح أحمد المدير العام لشركة "بروج" التي صممت هذه المستوطنات السكانية.

    يقول المهندس محمد الفاتح " راعينا ثقافة المنطقة فهم تعودوا على مثل هذه المراحيض البلدية .. و تبرز التكلفة المالية كعامل مصيري في تحديد نظام الصرف الصحي الذي يمكن تنفيذه .. ورأينا أن فارق الكلفة كبير بين النظام البلدي الذي صممناه وأى نظام بديل آخر له"

    اذن , المرافعة الرسمية التي تبرر استخدام نظام الصرف الصحي الفقير والمعادي للبيئة في مستوطنات سكنية تبني في القرن الحادي والعشرين لتعيش عليها اجيال قادمات تركزت على حجتين اثنتين فقط ..

    الأولى .. الواقع الحضري المتخلف للمنطقة والأهالى الذين كانوا يعيشون في بيئة صحية فقيرة ربما لا يملك معظمهم مراحيض من أى نوع ..

    والثانية.. فارق الكلفة المادية في حالة تصميم نظام صرف صحي بديل ..

    سنأخذ هذه الحجج الواحدة تلو الاخرى ..لكن قبل ذلك , أضع أمامكم هذه الاضاءة السريعة للطريقة التي تعاملت بها حكومة الفريق ابراهيم عبود في تخطيط موطن التهجير لأبناء وادي حلفا في موطنهم الجديد في سهول البطانة بحلفا الجديدة..

    تم نشر اعلان عالمي لتصميم وتخطيط مدينة حلفا الجديدة والقرى التي حولها وفي يوليو 1961 وقع عقد مع شركة "كوكس" الألمانية الهندسية لتقوم بالتصميم ووصل مهندسان ألمانيان الى مدينة وداي حلفا لوضع التصور للتصميم الهندسي واستلهام أفكار من المواطنين أنفسهم الذين جرت مناقشتهم في خيارات شكل وتصميم المنازل التي ستبنى لهم. وبعد حوالى شهر سلمت الشركة الألمانية الخرائط والتصاميم التي شيدت على أساسها مدينة حلفا الجديدة وقراها المنتشرة حولها..

    بلغ عدد المنازل التي صممت للأهالي في حلفا الجديدة وقراها (7190) إضافة لـ (683) منزلا حكومياً للموظفين و(30) مدرسة و(10) داخليات للطلاب و (27) مسجدا .. و (100) مبنى حكومى عام تضم مستشفاً و (20) مركزا صحيا ومحطة للمياه ومهبط للطائرات وطريق معبد دائم محاز لقناة الرى الغربية حتى نهاية منطقة الاسكان ..

    وصممت مدينة حلفا الجديدة على نسق بديع بأحياء سكنية وخدمات ادارية ومنطقة صناعية في جنوبها ومحطة للسكك الحديدية في شرقها مع ترك مساحات خالية في مركزها.. وربما لا تزال حلفا الجديدة حتى اليوم هبة ذلك التصميم المبدع.

    و"بالغت" الشركة الألمانية في تصورها لخريطة المسجد فصممته بحيث يضم بجانب مكان الصلاة قاعة للسينما في شكل أقرب للكاتدرائية والكنيسة لكن هذا التصميم تم تعديله لاحقا واستبدل بالشكل التقليدي للمسجد ..

    وطرحت منافسة عالمية أخرى لتشييد مدينة حلفا الجديدة وقراها وتم تسليم العروض في التاريخ المحدد 30 مارس 1962 من شركات من شتى أقطار العالم وبعد أربعة اشهر من العمل المتصل في الفرز اختيرت أربع شركات عالمية هي (ترف للتشييد) وهي شركة بريطانية و (تكو اكسبورت) البلغارية .. و(سيكوب) البولندية و(فيليب مولزمان) الألمانية.

    ورسى العطاء على شركة "ترف" البريطانية , التي وافقت على برنامج عمل متسارع لانجاز المشروع في أقل فترة زمنية حيث كانت مواقيت اغراق وادي حلفا وقراها قد دنت .. وبدأت الشركة عملها بصورة رائعة حيث نقلت معداتها وآلياتها الضخمة الى موقع المشروع وشيدت جزءا من المنزل لكن أحداثا مؤسفة وقعت فأدت الى توقفها ثم انسحابها من المشروع بصورة كاملة بعد اكمالها لعدد قليل جدا من المنازل ورفع الأمر الى التحكيم الدولي.

    وهنا كانت المفارقة المذهلة فعندما تم تحويل المشروع الى شركات محلية ومقاولين وطنيين ارتفعت كلفة التنفيذ بدرجة مذهلة فاقت الضعف.. مع أداء وتنفيذ أقل جودة للدرجة التي اضطرت فيها الحكومة اجراء عمليات صيانة واسعة مرة أخرى بعد سكن المواطنين في القرى بفترة قصيرة حيث تصدعت بعض المنازل بينما طارت الأسقف في القرية (22) - دغيم - عندما هبت ريح عاصفة .

    لا أنوى من هذه المقدمة تقديم مرافعة لصالح الخبرات الأجنبية ، لكن الخيال المعماري السوداني لا يزال محدودا على قدر ما وصل اليه حال المعمار في بلادنا فليس لدينا مشاريع ضخمة رائدة يمكن استلهام الفكرة منها .. والبحث عن الخيال يستلزم فتح كل الآفاق التي قد تقدم رؤى وأفكارا ربما تهبط بالكلفة وترفع الجودة والخيارات.

    الإنسان .. أغلى الأصول الثابتة ..!!

    في يقيني أن عملية تهجير وتوطين كل هذه الكتلة السكانية لا يجب النظر اليها من كوة الأرقام الضيقة التي تناظر بين كلفة وأخرى أقل .. بل من المنظور المستقبلي المرجو من الانسان الذي اقتلع من أرضه وتاريخه ليزرع في مكان آخر .. والمناصير الذين يشكلون الغالبية العظمي للمتأثرين بسد مروى قبيلة عرفت بالهمة العالية والمثابرة على العمل الشاق الذي تعلموه من صلابة الصخور الصماء التي يكابدون الحياة معها واستصلاح الارض الضيقة فيها.. واستثمار مثل هذه الانسان يتطلب النظر بحصافة لما يمكن أن يقدمه اذا توفرت له البيئة الصالحة للانتاج.. فهو ليس مجرد رقم سكاني عاطل عن العمل ، بل أداة انتاج وابداع شكيمة قادرة على استرجاع أى استثمار يبذل فيها مهما غلى ثمنه..

    يقول المهندس أحمد البشير عبدالله وزير الشئون الهندسية الأسبق بولاية نهر النيل والذي تعامل مع مناطق المناصير و أشرف على تنفيذ مشروع "الحويلة" الزراعي في تلك المناطق " لم أر مثل المناصير في القدرة على بذل الجهد والمثابرة على العمل مهما شق .. ولم أر مثلهم في القدرة على المحافظة على الاخلاص للمبدأ والفكرة التي يؤمن بها" .. ويرى أحمد البشير أن المناصير أبدعوا في كل شيء من الشعر الي أشق الاعمال اليدوية.. و حتى في ميادين القتال قدموا نماذج تاريخية سابقة وفي العمليات العسكرية في الحقبة الاخيرة.

    مثل هذه المشاريع تتطلب نظرة سديدة للانسان أولا وقبل أى مفردات مادية أخرى.. فهو قادر على استرجاع كل ما يصرف عليه وزيادة طالما كان بهذه الدرجة من الهمة والقدرة على العطاء .. وبالمقابل فإن النظرة المباشرة لملايين الدولارات التي تصرف على التوطين دون استلهام مردود ذلك على الانسان يجعل الحسرة على كل قرش عويلا ونواحا على قيمة زائلة في مقابل أخرى مستدامة.

    النظافة .. هل تسبب "صدمة حضارية" ..!!

    لنعد الى الحجتين اللتان كانتا حيثيات التصميم الهندسي الفقير للصرف الصحي في بيوت المهجرين الجديدة في مستوطنات "الحامداب الجديدة" و"أمرى الجديدة"

    من المدهش افتراض أن نظام صرف صحي نظيف يسبب "صدمة حضارية" لانسان صانع حضارة ويعيش في مركز حضارة السودان القديم وهو أصلا لا يعيش معزولا عن الحضرية حتى ولو لم يتمتع بها بالشكل الذي توفر لسكان المدن.. فسكان تلك الأنحاء عرفوا الحضارة في وقت كانت في الخرطوم غابات ومراتع متوحشة وماتزال الأثار التاريخية شاخصة تبرهن أنهم كانوا مهد حضارة وادي النيل كله بجنوبه وشماله.. هو انسان متحضر بطبعه ويحمل وجدانا عصرياً غير قابل للكسر بأى قفزة عصرية في مسكنه ومعاشه..

    إنسان مناطق الحماداب والمناصير الذي ذبح وجدانه وهو يستأصل من أرضه الى موطن جديد ضحى بكثير من مفردات الحياة التى تعود عليها في مقابل حياة جديدة بها من المنافع ما يجب أن يبرر توابعها من المضار.. سيفقد خصوصيته مقابل الحياة في مجتمع كبير تتوفر فيه الخدمات .. ويفقد الأمان المطلق الذي كان يعيشه في مقابل مساحة حضرية أوسع استجدت في حياته .. ومقابل ذلك ان يجد بيئة صحية أفضل تبرر لها تضحيته بوطنه الأصلي وتاريخه.

    خيار من "أول نظرة " ..!!

    أما فارق الكلفة فهو أمر مفتوح على مصراعيه لجملة أفكار وخيارات كان مفروضا أن تشملها دراسات تصميم الوطن الجديد .. لكن المحير فعلا أنه لم تكن هناك دراسة حقيقية تفاضل بين كلفة صناعة مجتمع جديد نظيف وبيئي متحضر وبين الابقاء على المجتمع بأدنى متطلبات النظافة والبيئة..

    كان خيار "المرحاض البلدي" .. خيار "أول نظرة".. استسهل فكرة أن انسان تلك المنطقة بما كان بكابده في بيئته قابل للقبول بأى وضع يرتفع عنها ولو بسنتمتر واحد ..

    ففي جولة عريضة قابلت فيها عددا كبيرا من الخبراء في هذا المجال وشركات عديدة تعمل في التصميم الهندسي كان واضحا أن خيارات الكلفة نفسها والتي تعتمد عليها مرافعة الشركة المسئولة عن تصميم المستوطنات الجديدة للمهجرين لم تتسع لتنظر في امكانية استيعاب نظام صرف صحي حديث .. واكتفت فكرة التصميم من "أول نظرة" بخيار "المرحاض البلدي" القديم بحفرته السطحية وكل شرور البيئة التي يجلبها معه.

    الفرق بين البشر والحيوان .. هو الصرف الصحي ..!!

    المهندس محمد الرشيد مدير صندوق الاسكان الشعبي وحاصل على درجة الماجستير من إحدي جامعات هولندا في أنظمة الصرف الصحي .. يقول " النظافة والطهارة هي أرقى ما الح الدين على التزام البشر به.. فهو مقياس الفارق بين البشر والحيوان.. لا أجد سببا واحدا يجعل مستوطنة سكانية تبنى في الالفية الثالثة على فكرة المرحاض الحفرة.. هذا المرحاض مصنع للأمراض".

    المهندس حاتم محمد عيسي استاذ بجامعة الخرطوم متخصص في الصرف الصحي يلفت النظر إلى أن تصميم الصرف الصحي يجب أن يستوعب الكلفة غير المنظورة التي تنشأ من الاسلوب البلدي الزهيد المستخدم والذي يعادي البيئة ويكون سببا في الكثير من الأمراض التي تظهر نتائجها مستقبلا، فالمال المبذول في الوقاية والمكافحة أو العلاج من الأمراض التي تنشأ بسبب فقر البيئة الصحية ..ثم وقت وطاقة الانسان المنهك صحياً أكبر كثيرا من القيمة المادية التي تدفع لاقامة نظام صرف صحي تتوفر فيه الشروط البيئية السليمة ،وأى مال ينفق في اقامة صرف صحي ملائم وعصري هو أقل كلفة من النظام البلدي الذي نفذ في "الحامداب الجديدة" و"امري الجديدة".

    الدكتور محمد على عبد الحليم مستشار والي الخرطوم والمدير السابق لمشروع النظافة في ولاية الخرطوم يلفت النظر إلى أن المؤتمر الدولي للسكان الذي عقد في "ريو دي جانيرو" وجه بتبنى نظم الصرف الصحي العصرية لحل معضلات المرض والتخلف في العالم .. واعتبر أن انظمة الصرف الصحي هي المسئول الاول عن صحة أو دمار البيئة الانسانية على وجه الارض.

    ويقدم المهندس محمد الرشيد نموذجاً اقتصادياً للصرف الصحي العصري ، ويقول أنه مستخدم بصورة كبيرة في أمريكا اللاتينية بعد أن ثبتت فعاليته مع قلة تكلفته..

    النظام الذي يعتمد على طريقة مبتكرة "لا هوائية" لتحليل مخلفات الصرف الصحي.. يسمح بتحليل محتويات الحوض الصحي خلال 6 ساعات فقط بدلا عن النظام التقليدي لحوض التخمير الذي يستغرق ثلاثة ايام لعمل ذلك.. وصمم حوض التخمير باسلوب عملي مبتكر يمنح نقاء عاليا للماء المستخلص من الصرف الصحي بحيث يمكن اعادة استخدامه مرة أخرى لري النباتات وعلاوة على ذلك ينتج حوض التخمير الغاز الطبيعي الذي يمكن استخدامه منزليا.

    أمضينا أكثر من ثلاث ساعات برفقة المهندس محمد الرشيد والدكتور محمد على عبدالحليم المدير السابق لمشروع النظافة في ولاية الخرطوم في زيارات لمجمعات سكانية جديدة بولاية الخرطوم لرؤية النموذج العملي لهذا التصميم العصري الاقتصادي لنظام الصرف الصحي .

    نموذج مدن الاسكان الشعبي في الخرطوم ..!!

    قرى الاسكان الشعبي في الخرطوم بجوار منطقة الكلاكلة هي مجموعة المستوطنات التي بنيت بواسطة وزارة التخطيط العمراني لتوفير السكن للشرائح متدنية الدخل.. في هذه القرى ورغم أنها صممت لطبقات شعبية إلا أن نظام الصرف الصحي بنى على فكرة حديثة وبكلفة متواضعة لا تزيد كثيرا عن الكلفة التي انجزت بها "المراحيض البلدية" في "الحماداب الجديدة" وأمري الجديدة ..

    الفكرة مبنية على اشتراك كل (60) منزل في حوض تخمير واحد بالتصميم الذي اشرنا اليه.. ويتم بعد ذلك تصريف مياه الصرف الصحي في بئرين .. ويقول المهندس محمد الرشيد إن معدل استخلاص المياه وصل الى 90% وهي مياه يمكن اعادة استخدامها في الرى.

    كلفة هذا النموذج تكاد تساوى - تقريبا - نفس الكلفة التي نفذت بها "مراحيض" في الحامداب الجديدة وأمرى الجديدة .. مع ملاحظة الفارق الهائل حضريا وبيئيا في هذا النموذج قياسا بالمرحاض البلدي .

    ففي مستوطنات الحامداب الجديدة وأمري الجديدة .. لا تتوفر بيئة صرف صحي غير تلك الحفرة المتخلفة التي تمثل أفضل موطن لانتاج الأمراض وتلويث البيئة .. وعلاوة على ذلك فأن مياه الحمامات وتلك التي تستخدم في المطبخ لا تجد سبيلا غير الرمي في الشارع لمزيد من تلويث البيئة واهدار الطهارة والنظافة في المجتمع.. بينما يتيح النظام الاقتصادي للصرف الصحي الذي عرضناه معالجة بيئة راقية لكل الماء المستخدم في النظافة في الحمام أو المطبخ او غيرهما.

    الفكرة موجودة وفي متناول ادارة السد التي يجب عليها إعادة النظر كليا في تصميم منازل المراحل القادمة من التهجير .. التي ستشمل غالبية المناصير .. فهذا النظام الاقتصادي للصرف الصحي يمنح انسان المناصير بيئة عصرية نظيفة حض عليها الدين .. كما أن المياه المعالجة من الصرف الصحي ستساعد على الري ربما للحدائق والمساحات الخضراء داخل المدن الجديدة وتمنح امكانية زهيدة التكاليف لتشجير الشوارع واقامة مساحات خضراء بين المساكن.

    واذا كان غير منظور استدراك مافات فالأوجب أن تشمل الخيارات التي يجب ان تجري على تصميم المدن الجديدة القادمة في مشروعي "المكابراب" و"الكحيلة شرق" تعديل نظام الصرف الصحي لتلائم مع الشروط البيئة الحضرية.. وتعديل تصميم المنازل لتقدم خارطة كاملة للمنزل في اقصى اتساعه وتنفيذ الجزء المطلوب حاليا وترك الخيار للسكان أن يكملوا الباقي حسب ظروفهم.. حتى لا يتتكرر خطأ المدن السابقة في الحامداب وامري التي وضع التصميم فيها للجزء الذي تم تشيده حاليا وتركت المساحات في المنزل ليتصرف فيها السكان بلا تخطيط أو تصميم مسبق.. كما أوضحنا ذلك في الحلقة السابقة..

    في الحلقة الثامنة :

    هل صحيح ذهبت أموال التوطين الي مطار مروي وكبري كريمة ؟؟



                  

01-29-2005, 07:34 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    فــوق
                  

01-30-2005, 07:18 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de