دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)
|
موضوع الكاتب عثمان مرغني من الراي العم 31-12-04
الجمعة31ديسمبر2004 الآخر لمشروع سد مروي الوجه الحلقة الثالثة يقلم : عثمان مرغنيتقبل في وطن جديد لم تظهر بعد محاسنه و مرة أخرى في الشمالية منطقة منزوعة الإنسان..!! المقاهي والكافتيريات والاستراحات والمساجد التي تستلقي على جانبي الطريق امتصت كثيرا من وحشته ورهبة المخاطر التي كان يحسها عابروه في الماضي .. "كافتريا الحميدي" على مشارف أمدرمان ثم استراحة الشريان في منطقة "التمتمام" .. ثم قهوة "أم الحسن" .. وغيرها سلسلة طويلة من مصدات الوحشة في هذا الطريق الصحراوي.. الذي يفترق في (الملتقى) حيث يتفرع الى ثلاثة أذرع يسافر اليمين منها في اتجاه الشمال الشرقي تلقاء مدينة مروي .. ويواصل الوسط سفره الى شمال الشمالية عبر الدبة الى دنقلا .. والطريق الأيسر يتجه نحو مدينة "الملتقى" أو "الحامداب الجديدة" التي كانت مهبط الهجرة الأولى للمرحلة الاولى من المتأثرين بسد مروي .. وبرحابة المساحة التي تحتلها الولاية الشمالية الا انها منطقة منزوعة الإنسان .. فقد رحل عنها جل أهلها وتركوا الموارد الشحيحة فيها للقلة التي يستلزم وجودهم لفلاحتها ورعاية الوصل بالمكان والتاريخ والأرض .. فحسب التقديرات الرسمية نصف مليون نسمة فقط هم سكان الولاية الشمالية كلها.. يحتلون مساحة أكبر من مساحة جارتنا مصر .. وهم بالعدد أقل من سكان حي واحد في (شبرا) بالقاهرة او حتى في الحاج يوسف أو امبدة .. وكلما سلكت طريقا صحراويا قفرا تراءت لي صورة صديقي وزميل الدراسة المهندس الطاهر احمد سالم الذي راح ضحية رحلة التيه التي قام بها مع بضعة من رفاقه عام 1996 في طريقهم من مدينة كريمة الى مدينة دنقلا عبر الطريق المعروف ( المحيلة) الذي يشق صحراء لا يرى فيها اثرا ولا علامة ... فخرجوا من ديارهم يوم الجمعة على ظهر عربة "بوكس" ولم تكن الرحلة تتطلب أكثر من ساعتين للوصول الى دنقلا لكنهم تاهوا في صحراء بلا آخر واستنفدوا كل ما معهم من ماء وغذاء وبدأوا بعد يومين فقط (اى الأحد ) في التساقط كأوراق الخريف واحدا تلو الآخر الى أن كان آخرهم عميد كلية الآداب بجامعة دنقلا الذي كتب على ورقة تفاصيل ما حدث وصلى على رفاقه الموتى ثم تمدد داخل السيارة التي كانوا يستغلونها وأوصد الابواب وانتظر ساعته .. ولم تعثر عليهم فرقة البحث الا بعد سبعة ايام بعد ان سجلوا شهادتهم لله على نكد الطبيعة وضيعة الانسان في بلد تعيش وكأنها على حدود القرن الثامن عشر .. مستعمرة "الحامداب الجديدة" ..!! اتجهنا صوب المدينة الجديدة التى استوطنها أول فوج من المهجرين.. مستعمرة (الحامداب الجديدة) أو الملتقى كما يعرفها الناس .. ولا تقلقكم كلمة "مستعمرة" فهي في اللغة من الإستعمار أى "إعمار" الأرض ..وهي عبارة عن مشروع زراعي أقيم خصيصا لاستيعاب المرحلة الاولى من التهجير .. مساحة المشروع حوالى (13) ألف فدان الا أن نصفها فقط مستصطلح حاليا فالنصف الآخر ما زال ينتظر المستوطنين الجدد الذي لم تكتمل عملية تهجيرهم بعد وما زالوا في قراهم في منطقة السد. المجمعات الاسكانية في المشروع موزعة على ثلاث قرى .. الأولى ويطلق عليها " القرية واحد " إدارية يسكنها الطاقم الاداري والفني المسئول عن المشروع الزراعي وبعض الخدمات الحكومية وهي منازل جميلة وكبيرة وبينها استراحة فندقية راقية وكلها من طابق واحد .. أما القريتان الآخريتان " اثنين وثلاثة " فهي التي يقطنها المهجرون .. وقد خططتا بصورة عصرية من حيث سعة الشوارع والميادين وتوزيع البيوت الى مربعات وتوفر الخدمات الرئيسية مثل التعليم العام بمختلف مراحله والمراكز الصحية والمساجد والأسواق وخدمات المياه والكهرباء.. المستوطنون الجدد يكابدون حالة الاحساس بالمرحلة الانتقالية .. الانتقال من العزلة الجغرافية الضيقة الى رحابة المجتمع المفتوح الباحث عن كماليات الحياة المدنية .. وحالة الحنين للوطن الذي لا يزالون يجدون ريحه .. وحالة الهاجس من المستقبل في وطن جديد لم تظهر بعد محاسنه و عيوبه ..كان ذلك واضحاً في نظراتهم ومن خلف الحروف في أحاديثهم .. ربما وحدهم الأطفال هم من ينظر بعين الرضاء لكل شيء في الوضع الجديد فقد خلقوا لزمان غير زمان آبائهم الذين قاسوا متعة وشظف العيش في جوار النيل بكل خصوبة وضيق ارضه .. والاطفال ليسوا معنين كثيرا بمفردات العاطفة تجاه الموطن الاول .. سألتهم في الفصل السادس في مدرسة الأساس " من منكم يملك عجلة ؟ " رفعوا كلهم ايديهم الا قليلا .. ظهور الحمير لم تعد تناسب جيلهم وفي قراهم القديمة لم يكن في قائمة الاحلام أن يذهبوا الى مدارسهم الا سيرا على الأقدام او على ظهور الحمير أو بالمراكب عبر النيل .. هل تصدقون ان الأطفال من عمر الفصل الأول في مرحلة الاساس يمكثون في " الداخلية " في مدارسهم لأنه من المستحيل أن يجدوا وسيلة لنقلهم الى مدراسهم البعيدة كل يوم .. طفل في السادسة من عمره يفتقد نعمة البقاء بين أبويه حيث تلتقفه " الداخلية " بكل وحشتها وجفاف لياليها .. سألت رجلا في مدينة الملتقى.." من أين تجدون اللبن الحليب ؟؟ " رد بكل تلقائية .. " نحن هنا نشرب الألبان المعلبة " سألته مرة أخرى .. وأين ماشيتكم التي كنتم تعتمدون عليها في اللبن ؟ رد ببساطة .. إما بعناها او تركناها هناك .. قليلون الذين اخذوا معهم ماشيتهم لان الموطن الجديد لم يكن جاهزا بما يكفي لاستقبال تلك الحيوانات التي ستحتاج من أول يوم لمطعهما من الحشائش .. البعض أحضر الماشية وهم الذين اخضرت مزارعهم بسرعة وتأقلموا وعبروا حالة الإحساس الإنتقالي بأعجل ما تيسر .. المنزل الجديد الذي ناله كل مهاجر تتراوح مساحته بين ثلاث فئات الأكبر (1200) والأوسط (900) والأصغر (600) مترا مربعاً .. تتوسطه المباني التي تتكون من حجرتين وصالون ومطبخ وحمام ومرحاض .. مبني بالطوب الاحمر ومبطن بالطوب الأخضر حتى يتلائم مع حرارة وبرودة طقس تلك الأصقاع الصحراوية .. من مال التعويضات السخية التي نالها المهجريون امتشقت في اسطح العديد من المنازل هوائيات التقاط البث التلفزيوني وآخرون أفضل حالا ظهرت اطباقهم الفضائية الرقمية (ديجيتال) وفي كل الأحوال تتوفر هذه الخدمة الترويحية في النادي الكبير الذي اقيم وسط كل قرية.. من المؤكد ان لكل مهاجر الى ( الملتقى ) قائمة شخصية طويلة من حسابات الأرباح والخسائر التي جناها أو فقدها بسبب التهجير .. لكن العامل المشترك بينهم تقريباً هو الحزن المكتوم على الوطن القديم .. عاطفة اشتهر بها الشايقية الذين يكونون الغالب الكاسح من هذه المرحلة الأولى من التهجير.. تحت الطبع .. مستعمرة " امرى الجديدة" ..!! عبر طريق نصفه مسافته أسفلت والباقى طريق ممهد تتخلله تلال صخرية واودية وصلنا الى مدينة "امرى الجديدة ".. الوطن الجديد للمرحلة الثانية من التهجير .. سيكون من نصيب سكان جزيرة "امري" وهم خليط من الشايقية والمناصير .. ويقع الوطن الجديد في منطقة "وادي المقدم" الخصيبة وقد اختاره الأهالى بأنفسهم لخصوبته وقربه من الطريق القومي والنيل معا.. وتتكون "امرى الجديدة" من أربع قرى تتوسطها مدينة وتأخذ القرى بالترتيب الأرقام من واحد حتى خمسة بينما حازت المدينة على الرقم (3) .. وقد شاهدت المنازل تكاد تكتمل في كل القرى والمدينة حيث تسابق الزمن أربع شركات مقاولات نصفها من القطاع الخاص لاكمالها قبل ميقات التهجير .. ومنازل المستوطنين في "امرى الجديدة" تكاد تكون نسخة من تلك التي رأيتها في (الملتقى ) سوى بعض التعديلات الفنية التي سأوردها لاحقا .. مشروع "امرى الجديدة" مساحته (35) ألف فدان ويروى بمضخات ضخمة شيدت على النيل تعمل حالياً بالجازولين لكنها قادرة على التحول الى الكهرباء بلا تعديلات رئيسية في انتظار الكهرباء التي ينتجها سد مروي ابتداء من يوليو من 2007.. وصلنا الى مدينة مروي ليلا .. مكثنا قليلا في الاستراحة التي شيدتها ادارة السد ثم واصلنا طريقنا الى مدينة السد التي اقيمت على ضفة النيل اليسرى حيث موقع السد .. كان منظرا مهيباً الأنوار تسطع من البعد فتظهر وكأنها مدينة كبيرة في وسط الظلام الدامس في تلك المنطقة المنسية .. شعلة من وهج تملأ المكان وضجيج الآليات والنشاط الذي لا يتوقف دقيقة واحدة ليلا او نهارا.. آلة الزمن .. العودة الى الماضي..!! في صباح اليوم التالي تجولنا لعدة ساعات في موقع السد .. خلية النحل التي تغدو وتروح فيها آلاف الآليات والبشر من الصينين والسودانيين ..وفي منتصف النهار قطعنا طريقا شبه مسفلت الى مدينة "كريمة" مركز الشايقية الاول ومنها عبر طريق صحراوي موحش ومخيف الى محلية "الكاب" قلب المناصير .. لولا قضيب القطار الذي يتمدد على مد البصر في الصحراء لما أمكن لنا أن نتبين الى أية متاهة نحن سائرون .. لا معالم ولا أثر في الأرض .. وصحراء ممسوحة البصمات لا تصلح الا لتصوير فيلم عن فجر الاسلام .. كانت السيارة التي نستغلها قادرة على السباحة في سطح الرمال فهي من ذوات الدفع الرباعي المصنوعة خصيصاً لمثل هذه المتاعب لكنها مع ذلك كانت بين الفينة والأخرى تغطس في الرمال فتئن ثم نترجل عنها فندفعها بالأيدي بصعوبة فتتحرك .. وكنا كلما أبحرنا في عمق الصحراء يراودنا احساس بآلة الزمن التي ترتد الى الوراء .. رحلة الى الماضي في دنيا يقف الانسان فيها وحيدا أمام الطبيعة بلا خدمات أو مكتسبات الحضارة الحديثة التي شقى الانسان في اختراعها وتطويرها.. القرى متناثرة ترتاح في المساحات الكبيرة الشاغرة .. والبيوت داخل القرى متناثرة - أيضا - على قدر المساحات الخالية فيها .. كل شيء يبدو واسعا وشاغرا الأرض الزراعية الضيقة على شريط النيل الذي يرقد بعيدا في عمق المجرى وينسحب رويدا رويدا حتى تصبح عملية ضخ المياه منه مرهقة للآلة والانسان الذي يدفع أضعاف الكلفة ليروى جزءا يسيرا من مزرعته الصغيرة .. ومع ذلك يقف الانسان شامخا في وسط كل هذا الضيم والشقاء .. علاقة الانسان هنا بالأرض ليست "مصلحية" مباشرة ..فهي أرض صماء عزيزة في حجمها ومساحتها الضيقة .. لكنه ارتباط هوية وجذور ووجدان ( صخورنا ولا مكة) عبارة قالها "محمد احمد" شاب في الثلاثينات من عمره مزارع في قرية في محلية "الكاب" قالها عندما أبديت له دهشتي من ضيق الأرض وصعوبة استصلاحها وبعد الماء عنها .. وعندما يرخي الليل استاره في هذه المنطقة يصبح للظلام ملمس خشن من شدة السواد .. القرى لا تكاد تبين العارفون بدروبها وحدهم هم الذين يستطيعون الانتقال بينها ليلا .. والعقارب السامة تنتشر في المكان .. لم أرها لكن الحكاوى عنها كثيرة .. تقتل البعض خاصة الأطفال في غياب الرعاية الصحية وتباعد المسافات الى أقرب مركز صحي أو مستشفى ..! حتى ..الأحلام لها حدود ..!! المواطن في تلك المناطق يعيش على ما تنتجه مزرعته نباتيا وحيوانيا.. لا يشكل الطعام مشكلة لأى فرد في القرية حتى ولو لم يكن يملك مزرعة .. ففي إحدى قرى "أمري" وجدت خمسة أسر غريبة عنها من قبيلة مشهورة بالعمل في مجال تصنيع الأواني المنزلية المعدنية لا علاقة لهم بالزراعة أو الأرض ومع ذلك لا يعانون مشقة في الحصول على طعامهم من مزارع أهل القرية .. وتتوفر اللحوم بتوفر الثروة الحيوانية التي يعتني بها اصحابها ويعلفونها من مزارعهم الصغيرة والحشائش التي تنمو على ضفاف النيل .. في بعض أجزاء الرحلة كان الأمر يتطلب عبور النيل بالمراكب المعدنية الصغيرة التي تتكيء على ضفاف النهر وكأنها ملك مشاع لمن أراد العبور .. والنيل هنا يحتشد بالتماسيح الشرسة التي تعود الناس على سماع دراما اختطافها للإنسان والحيوانات .. حكوا لي قصة شاب اقتطع التمساح ذراعه قبل ايام قليله .. وفي داخل الجزر الفسيحة كجزيرة" أُولى" بضم الهمزة يعيش الأهالى حياة معزولة عن العالم الخارجي يربحون من عزلتهم أمانا كبيرا .. يتركون حاجياتهم في العراء في أى مكان ولا يخافون عليها السرقة أو الضياع .. حصانة ذاتية لا تحتاح الى عين الرقيب .. وفي المقابل فإن العزلة جعلتهم يكابدون شح الخدمات ووعورة الانتقال من مكان الى آخر .. البيوت كلها - تقريباً - مشيدة من الطوب الأخضر ( الطين) .. فسيحة في (الحوش) وفقيرة في مستلزمات الحياة..فلا كهرباء أو ماء .. حتى المراحيض تبدو شحيحة في عددها ونوعها .. ولا يبدو أن الطموح في تلك الأنحاء ييسر للإنسان أن يحلم أبعد من رزق يومه وقليلا مما يحفظ بعض الشكل الاجتماعي.. فمهما عظم ثراء الانسان فإنه لن يحلم ببيت جميل أو مدرسة عصرية لأولاده .. حتى للاحلام هنا حدود .. وحدود ضيقة جدا .. بين "المناصير" .. و" الشايقية ".. هواجس !! في هذه الأنحاء يرقد تاريخ طويل جدا لحضارة الانسان السوداني .. وقد عاش الملوك القدماء وبنوا ممالكهم على ذات الرقعة الضيقة لكنها كانت في زمانها كافية لهم وليقيموا عليها كل ذياك السؤدد .. ومن هنا عبر الغزاة والمحتلون ومنهم من قضى نحبه على أيدي المناصير مثل الجنرال "ستيورات" الذي يقول الأهالى إن بقايا باخرته العسكرية لا تزال قابعة في الشاطيء .. الخارطة القبلية في هذه المناطق محيرة للغاية .. فقبيلة المناصير التي تقع بين فكي كماشة قبيلتي الرباطاب شرقا والشايقية غربا تتداخل مع القبيلتين بصورة محيرة تكاد تطمس معالم الفروق بينهم خاصة للعين الغريبة عنهم حتى طريقة مط الحروف التي اشتهر بها الشايقية تبدو سمة مشتركة مع المناصير في مناطق "امرى" و" الحماداب" حيث التداخل مع الشايقية بينما روح الفكاهة و سلاطة اللسان والرد الذكي السريع تبدو عند المناصير في المنطقة الأقرب الى قبيلة الرباطاب.. وفي أحيان كثيرة يبدو صعبا التفريق بين أفراد هذه القبائل للتشابه حتى في السحنة . لكن مع ذلك فإن هناك ثمة بقايا حساسيات مشتركة بين المناصير والشايقية .. في بعض مناطق الشايقية يطلقون على المناصير كلمة " الزوارة" . أى " الزائرون" وقد شرح لي بعض اهالى المنطقة أن الاستدراج التاريخي للكلمة جاء من وفود المناصير التي كانت "تزور" الشيوخ في مناطق الشايقية .. فصاروا في مخيلة الشايقية أقرب الى الحجاج الوافدين " الزوار" .. وفي باطن هذه الكلمة يحس المناصير بشبهة الاستعلاء والتفاضل العرقي. هذا الهاجس الداخلي جعل المناصير يستريبون في " مؤامرة" شايقية الصنع تستهدف اخراجهم من أرضهم وتفريغها من الوجود السكاني المناصيري ثم العودة اليها عن طريق مشاريع تنمية مصاحبة للسد .. وأسهم في تعضيد فكرة "المؤامرة" في خاطرهم وفرة القيادات في ادارة السد التي تنتمي الى قبيلة الشايقية.. بل ذهب المناصير أكثر من ذلك في تخيل مؤامرة الشايقية عندما بدأت مدينة "مروي" تتبرج ببعض المشاريع العمرانية الحديثة تمثلت في مشاريع سفلتة الطرق الداخلية وتشييد مطار جديد بدرجة " دولي" واقامة جسر على النيل بين مروى وكريمة بديلا للـ"بنطون" الفقير الذي كم أهدى النيل شاحنات كبيرة كانت تنزلق بكامل شحنتها الى قاع النهر عند محاولتها الصعود الى سطح "البنطون" ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)
|
الاخ عسكوري
السلام عليكم و كل سنة وانت طيب
اتداخل لاساهم معك في رفع هذا الخيط المهم جدا. اهتم بهذا المشروع من خلال كتاباتك و اعترف انك بالنسبة لي تقريبا المصدر الاساسي للمعلومات .
مازلت تلعن عثمان ميرغني و الاستاذ عثمان ميرغني مازال سادرا في موضوعيته يقدم المعلومة و الفكرة بتجرد شديد!!! . هذا الرأي توصلت اليه بعد قراءتي للمقالين الذين اوردتهما انت في هذا الخيط, الم اقل انك مصدري الوحيد تقريبا. و الحالة هذه اضم صوتي الي صوتك في وجوب الشفافية وابراز الدراسات كافة التي اعتمد عيلها في تقرير قيام هذا الخزان.
اما بخصوص عثمان ميرغني فكتاباته التي توردها هنا لاتؤيد تقييمك الظالم له, وهي في روعتها و صدقها لاتحتاج مني لدفاع.
عسكوري تعودت منك الموضوعية و هنا مع عثمان ميرغني يؤسفني انك قد فارقت الموضوعية عد الي موضوعيتك وتأكد ان للاستاذ عثمان ميرغني الحق ان يقدم رؤية قد تختلف عن رؤيتك. هنا اري الاستاذ عثمان ميرغني وقد سافرالي هذه البقاع البعيدة و بحث و كتب, وهذا وضع يستحق الاشادة فقدتعودنا من الصحافيين السودانين الاكتفاء بالكتابة من داخل مكاتبهم. من هذين المقالين اكاد اتلمس طريقي في هذه المنطقة التي لم ارها في حياتي. المقالين في غاية الوصف الممتع الذي يقرب البعيد و يقدم معلومات مفيدة لكن بك تأكيد لايمكنان من التقرير بجدوي قيام الخزان من عدمه.
هل سيشكل السلام القادم فرصة لايجاد حلي؟.
عسكوري تحياتي مرة اخري. و السلام عيكم ورحمة الله و لك كل الشكر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Omer54)
|
الاخ عمر 54
اشكرك علي مداخلتك المهمه، غير أنني اعتقد إن كان هنالك شخص واحد يفتقد الموضوعيه هو السيد عثمان مرغني. فالرجل زعم أنه زار مشروع التوطين، ولكنه تجاهل تماما ما أوردته صحيفته التي يعمل فيها عن فشل هذا المشروع، وحاول ان يًًظهر المشروع وكأنه ناجح، وهنالك اسقاطات كثيره في موضوعه تشير الي ذلك. با خي مشوؤل التوطين نفسه اعترف بذلك واعلن ( حالة الطوارئ) في المشروع، ولكن عثمان مرغني تجنب تماما الاشاره الي ذلك. أما المعلومات التي أوردها عن المساكن وخلافه فهي نفس المعلومات التي ترددها ادارة السد،و لا جديد فيها اليته.
السيد عثمان مرغني يتخذ موقفا غير مقبول في قضايا حساسه واساسيه في هذه المشروعات انظر قوله:
Quote: تمنيت أن لو أمكن لي الحصول على دراسة اجتماعية أجريت بواسطة اى جهة بحثية عن المتغيرات الموجبة والسالبة التي تجتاح المواطنين المتأثرين بسد مروي عند انتقالهم الى مستعمراتهم الجديدة 3-01-05 |
هذه ليست قضيه اماني، هذه قضيه قانونيه، فالرجل واضح جدا انه يخلط بين القانون والتمني والامنيات الطيبه. وهذا معناه انه لم يطالب ادارة السد باطلاعه علي دراسات التاثيرات البيئيه والاجتماعيه، مما يؤكد ما ظللنا نقول به انه لاتوجد دراسه، وهذا امر يخالف كل الشرائع والقوانين في هذه المشروعات، وهذا يعرض الذين يقومون بهذا العمل الي طائلة القانون، والقضيه ليست قضية أماني، هذه القضيه قضيه اسس وقوانين وموجهات قانونيه محدده واجبة الاتباع. فيما عدا ذلك يصبح الامر فوضي إن لم يكن هيصه!! أنا لا اتفق معك أن عثمان مرغني يتوخي الموضوعيه في كتاباته بل هو ينحو نحو اتباع خياله والاعتماد علي المعلومات الشفاهيه ويعتمد الانطباعيه والدعايه في قضايا لا تحتمل مثل هذه الامور ، أنظر قوله:
Quote: وعندما اعلنت الحكومه عن عزمها تشييد السد لم تجد صوتا واحدا يرتفع بـ( لا) الناهيه بل ربما تحمس له أهل المنطقه نفسها أكثر من غيرهم اذ احسوا بحجم النفع العائد للبلد كله من الطاقه الكهربائيه الهائله التي ستصنعها شلالات المياه المنهمره بيت تروس توربينات الخزان (1200) ميقاواط وهي ضعف ما تنتجه كل توربينات خزانات السودان ومحطاته الحراريه والغازيه الاخري ... والارض الزراعيه الممتده الي مئات الكيلومترات التي ستنساب إليها ترع الري السهل الزهيد التكلفه - عثمان مرغني الرأي العام 3-12-04 |
وانظر قوله:
Quote: ادارة السد وقعت عقدا مع إحدي الشركات لتقوم بعمل كبير وسريع لاستصلاح الارض ولازالة الرمال عن مزارع كثيره لا يمكن زراعتها قبل غسلها من الرمال... لكن شكوي تكاد تكون متفق عليها بين جميع المزارعين أن أللاليات التي تستخدمها هذه الشركه قاصره عددا ونوعا عن انفاذ هذا العمل بالسرعه المطلوبه - عثمان مرغني 3-1-05 |
تري اين تلك الارض التي تمتد الي مئات الكيلومترات التي ذكرها الرجل!! اليس هذا الحديث المتناقض ينم عن غرض في نفس الرجل. لماذا يكتب الرجل مثل هذا الحديث الدعائي الذي لا يوجد علي الارض؟ ثم بعد ان تبين له الحق ألم يكن من المهم ان يقول أن كثيرا مما كتبه لم يكن بالضروره صحيحا وانه لم يكن ملما بما يجري وان تلك الاراضي الزراعيه كانت فقط من نسج خياله، وان ما يوجد ما هو إلا تلال رمليه وصحراء سبق وأن رفضها هؤلاء المواطنون وتم ترحيلهم لها تحت فوهة البندقيه!!!
انظر ايضا قوله:
Quote: من مال التعويضات السخيه التي نالها المهجرون امتشقت في اسطح العديد من المنازل هوائيات التقاط البث التلفزيوني الراي العام 31-12-04 |
لا حظ كلمة ( سخيه) كيف عرفها انها سخيه وكم هي! هذا التضليل القصدي للقراء ينم عن نيه مسبقه لتضليل القارئ وافهامه ان ادارة السد قد دفعت مال قارون لهؤلاء الناس الذين زجت بهم في الصحراء بعيدا عن النيل، و لا ادري كيف عرف الرجل أن الاهالي قد اشتروا الهوائيات من مال التعويض والحكومه لم تدفع غير 25% من التعويضات لاهالي الحماداب ! بل الحكومه باعت حتي ثمار نخيلهم واقتسم أفراد الامن بموقع السد العائد، وعنما عاد الاهالي لحصاد نخيلهم تم ضربهم وطردهم واخطروا انه تم دفع قيمة المحصول لهم واعتقل بعض الذين احتجوا ان ذلك لم يكن ضمن الاتفاق وان محصول النخل هو محصولهم الي ان يغرق النخل. بمعني اخر ان ادارة السد دفعت للمواطنين من محصولهم وحتي من هذا دفعت لهم اقل من الربع مصاحبا بالجلد والاعتقال والترهيب!!
لم يقل الرجل أن ادارة السد قررت لوحدها عن طريق معايير تقييم لا يعرفها احد أن قيمة النخله هي 500 الف جنيه اي حوالي 190 دولار ( كانت الحكومه قد عرضت علي اهالي كجبار مبلغ 6 مليون في النخله في عام1994 هذا تاريخ شهوده احياء - اي حوالي 2280 دولار اي ان الفرق في بين نخيل الحماداب ونخيل كجبار يصل الي 2090 دولار في كل نخله. بالرغم من ذلك وكما هو معروف رفض اهالي كجبار الخزان. وواضح ان السيد عثمان مرغني لا يعلم ان النخله تنتج في المتوسط لاكثر من 90 سنه وهذا يعني ان قيمة الانتاج السنوي لنخيل الحماداب قدرته ادارة السد بـ 2.11دولار ( دولارين واحدي عشر سنتا) اي حوالي خمس الف ونصف جنيه في العام. ( يعني زي طبق فول مصلح) ذلك هو التعويض السخي في نظر الاستاذ عثمان مرغني!!!
ألا ان ذلك ليس مهما بالنسبه لنا فيما يكتب الرجل، لأن اخطر فيما يكتب هو انه يريد أن يقول للقارئ ان اهالي الحماداب وافقوا علي قيام الخزان وهذا امر خطير جدا بالنسبه لنا. نحن اصلا لم تتم مشاورتنا في هذا الامر ولا نعرف ماهو وما الغرض منه ولماذا يقام. وحسب تصريحات السيد شريف التهامي في 1998 فنحن نعرف ان المشروع يقام بغرض الانتاج التجاري للكهرباء وبيعها في الخرطوم، وأن ولاية النيل ليس لها نصيب مما ينتج وستظل القري بالولايه علي امتداد النيل من نهاية البحيره ( ابوحمد) وحتي الجيلي تعيش في ظلام دامس لا تصلها خدمات الكهرباء، وهذا واضح من خطة نقل الكهرباء عبر الصحراء من مروي الي الخرطوم. وقد كتبت انا أكثر من مره عن الضرر البالغ الذي سيصيب ولاية النيل من قيام هذا الخزان، من امراض وتهجير للسكان وفيضانات الخ وقلت ان ولاية النيل ستتحمل ( اذا قام هذا الخزان بهذه الصوره) تكاليف تفوق الوصف مما سيجعلها اكثر ولايات السودان فقرا وتخلفا وتدهورا. لم يشر السيد عثمان مرغني الي كل ذلك وذهب الي المديريه الشماليه وزار بالكاد موقع السد وامضي الليل في الاستراحه ( خمس نجوم) في ضيافة ادارة السد وعاد للخرطوم ليكتب ما كتب! في كل ما كتب لم يطالب عثمان مرغني ادارة السد باطلاع المتأثرين والمختصين علي دراسات المشروع. وهذا أمر محوري: أين هي الدراسات التي يقام علي ضؤها هذا المشروع؟ اليس هو مشروع قومي الغرض منه المصلحه العامه؟ إن كان كذلك لماذا لا تعلن ادارة السد عن دراساته وتنشرها علي الناس؟ لماذا يتم اخفاء الامر إن كان هو مشروعا جيدا كما تقول ادارة السد؟ كثيرون في السودان يجيدون القراءه والكتابه، وليست ادارة السد وحدها التي ( تفك الحرف)، نحن لا ندعي علما بما لا نعلم ولكننا نعتقد ان بالسودان كثيرون غير ادارة السد من المختصين في هذا المجال كان يجب اطلاعهم علي دراسات المشروع ومعرفة رأيهم فيه، فالبلاد ليست ضيعه للانقاذ تفعل فيها ما يحلوا لها.
كل ما قاله الرجل انه يتمني أن يطلع علي دراسة التاثرات البيئيه والاجتماعيه، مع ان هذه الدراسه كان يجب ان يكون قد اطلع عليها الناس قبل قيام المشروع بسنوات ليدلي كل مهتم او مختص او متاثر برايه في الامر، خاصة الصحفيين مثله.
ليس لي موقف شخصي من الرجل، ولكني استغرب تناوله لامور بالغة الحساسيه تؤثر علي حياة مئات الالاف من الناس ان لم يكن الملايين بصوره مباشره، بدون علم ولا خبره فمن كتاباته اتضح لي ان الرجل يفتقد حتي الاساسيات المطلوبه للكتابه في مثل هذه القضايا، وقد كتبت انا اكثر من مره ان لهذه المشروعات شروط ضابطه وموجهات اساسيه محدده تفرق بينها كمشروعات وبين تحولها الي جريمة ضد الانسانيه، وان مخالفة تلك الموجهات يحولها من مشروعات تنمويه الي جريمة ضد الانسانيه وقد فصلت الماده السابعه من المحكمه الجنائيه الدوليه هذا الامر تماما. الامر بمثل هذه الخطوره، ولكن الاخ عثمان مرغني يخوض فيه بدون معلومات او في احسن الاحوال اصراره علي عدم الاطلاع علي ما أرسلناه له من معلومات. وليست المشكله في عدم المام الانسان أو جهله بقضيه معينه - فكلنا نجهل قضايا معينه- ولكن المشكله هي اصرار الانسان علي الخوض في قضيه خطيره تكاد الحرب أن تندلع بشأنها، بدون علم او حتي اجتهاد يوفر له الحد الادني من الالمام بها.
ولمساعدته في الالمام بالمشلكه ارسلت له تقرير اللجنه الدوليه للخزانات الذي صدر في عام 2000 وبالرغم من حدوث بعض التغييرات بعد ذلك التاريخ لصالح المتأثرين، إلا ان التقرير في جوهره يظل مصدرا ممتازا لشخص في موقع عثمان مرغني يرغب في تناول القضايا العامه بقدر من المنهجيه والموضوعيه والعلميه. الغريب في الامر أن الرجل لم يشر في كل كتاباته الي تقرير اللجنه الدوليه للخزانات ومضي هو ايضا يشارك ادارة السد في محاولة اختراع العجله!!
مره اخري أنا ليست لي قضيه شخصيه او خلاف شخصي مع الرجل، ولكن يصدمني تناوله لهذا الامر خاصة لمحاولته ادخال عناصر غير موجوده اصلا فيه ، كمحاولته الايقاع بين الشايقيه والمناصير وحديثه عن التعالي العرقي الخ واعتقد ان هذه امور خطيره اختلقها الرجل اختلاقا وحقيقة لا ادري ماهي دوافعه في هذا؟ اسف للاطاله.
عسكوري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)
|
السيد عثمان مرغني بداء في موضوعه ادناه يقترب من الحقيقه، وبداء موضوعه هذه المره اكثر اتزانا وموضوعيه واقرب للحقيقه التي نعرفها من مصادرنا من موقع المشروع. ولكن الرجل لا يزال يتردد في القول ان ادارة السد قد تسببت في تدمير حياة هؤلاء المواطنين بترحيلها لهم بدون اي تحضيرات وبتحويلهم من مزارعين منتجين الي عطاله سافره او غير ظاهره، فموفوض التوطين نفسه يعترف انه قام بتهجير هؤلاء بدون استعداد وبدون تجهيز ( فيما يتعلق بتجهيز المشاريع الزراعيه قبل تهجير المواطنين هو أمر ايجابي جدا ونحن نرحب به ولكن لا نستطيع اجازه علي الاقل مع اهالي الحماداب الفوج ارلابع ولا حتي لاهالي أمري، بسبب ضيق الزمن بين عمليات التهجير وتشييد جسم السد ونحن نخشي أن تغمر مياه البحيره مناطق المتأثرين لذلك جاءت عمليات اعمار المشاريع الزراعيه وترحيل المواطنين في وقت واحد - الرأي العام 4-3-2004)، فهذا الرجل يعترف صراحة انه اختار عن قصد تدمير حياة هؤلاء المواطنين والقذف بهم في الصحراء دون بديل، ولم يقل الرجل انه كان يجب ايقاف العمل في التشييد الي حين تحضير المشروعات الزراعيه لكي لا يتضور اهالي الحماداب جوعا!! تري ما الذي يدفع ادارة السد لكل تلك العجله في بناء السد!!!؟ مقدار ما كان ينتجه هؤلاء سنويا من محصول والذي اصبح غير ممكنا الان يجب ان يضاف الي خسائر المشروع، تري من يتحمل تكاليف حياة هؤلاء المواطنين! فهؤلاء كانوا مواطنين يديرون حياتهم بدون تدخل من الدوله، الان طردتهم الحكومه الي العراء وحولتهم الي عاطلين من العمل، ولا تلتزم تجاههم باي شئ! كان علي الرجل ان يشير الي أن علي ادارة السد تحمل تكاليف ومصاريف حياة هؤلاء المواطنين حتي تجد لهم البديل، فهي التي تسببت في تشريدهم وفقرهم. ايضا ما زال الرجل يضرب صفحا عن الاشاره الي الموجهات الدوليه لهذه المشروعات والتي توفر حلولا لمثل هذه القضايا. ايضا تجنب الاشاره الي الطوق الامني والوجود الكثيف لقوات الجيش والامن بالقرب من الخزان والتفتيش المبالغ فيه الذي تقوم به هذه الوحدات للمواطنين، ويتعرض له كل من يمر بالقرب من الخزان! ألم تقل الحكومه من قبل أن الاهالي قد وافقوا علي التضحيه بأرضهم! ما ذا يعني وجود الجيش وسط تلك القري النائيه!! ان سياسية الارهاب التي تتبعها ادارة السد تجاه المواطنين لن تبني الخزان ولن تخيف احدا!! كان علي الرجل ان يقول ان مشروع الملتقي مشروع فاشل، وان علي ادارة السد اعادة المواطنين من حيث اتو، وتركهم في اماكنهم وايقاف العمل في السد الي حين العثور لهم علي بديل يوفر لهم حياة كريمه. استغربت ايضا لحديث الرجل عن أن المشروع سيتم ريه من ترعة الخزان، وهذا امر غير صحيح، فهذا المشروع يبعد حوالي 90 كيلومتر من مدينة مروي وحوالي 120 كيلومتر من جسم السد( الراي العام24-4-2004) ويمتد هو نفسه الي اكثر من عشرين كيلومتر كل ذلك ولم يبداء العمل فيه حتي الان، كما ان المعلومات القليله التي استطعنا الحصول عليهاعن المشروع لا تشير الي ذلك، هذا بجانب أن اي سحب للمياه من بحيرة الخزان سيكون خصما علي توليد الكهرباء، هذا بجانب ان وجود اي قناه بهذا الطول وسط القري ستكون مصدر ممتازا لتوالد البعوض مما يهدد حياة السكان في تلك المناطق وهو امر لا نعتقد ان خبراء الصحه سيقبلون بقيامه. لذلك فان الحديث عن مشروع ري هو حديث للاستهلاك السياسي ولتخدير المواطنين. هذا من ناحيه ، من ناحيه اخري لم يقل الرجل ان ري المشروع بالطلمبات لن يكن مجديا بعد قيام الخزان وانحسار مياه النيل مما يقتضي نصب طلمبات مياه اخري لترفع الماء لهذه الطلمبات وهذه تكلفه اضافيه سيكون علي المزارعين نحملها. وعلي كل احس بأن الرجل قد بداء اكثر موضوعيه في موضوعه واستعراضه للامر هذه المره، ونحن ندعوه أن يطالب معنا بوقف العمل في المشروع الي حين اخضاعه لمراجعه شامله للنظر في جدواه من عدمها.
Quote: الاحد9يناير2005
الوجه الآخر لسد مروي
الحلقة الخامسة عثمان ميرغني
مدينة الملتقى التي استقبلت المرحلة الأولى من التهجير للمتأثرين بسد مروى تبعد من العاصمة حوالى(320) كيلومترا .. تقطعها السيارة في أقل من ثلاث ساعات .. والطريق مسفلت بكامله وتستطيع أى سيارة مهما كانت صغيرة أن تسافر عليه .. وعلى جانبي الطرق تنتشر المقاهي والكافتيريات والاستراحات التي تجعل الطريق حياً يسمح للمسافر أن يرتاح كلما أحس الملل ..
وفي الماضي كان هذا الطريق معضلة حقيقية حيث يقطعه المسافر في أيام قد تصل قرابة الاسبوع وفيه منطقة وعرة للغاية يطلق عليها ( قوز أبو ضلوع) ورغم أنها مسافة قصيرة الا أن وعورتها جعلتها مصيدة تسلل لا يفلت منها المسافر الا بمشقة وربما يقضي فيه يومين .. وما يزال الناس يذكرون الحادثة الشهيرة في العهد الحزبي الأخير في العام 1988 عندما قطعت الأمطار الطريق في «قوز أبوضلوع» وظل القادمون من الشمالية على مشارف أمدرمان غير قادرين على عبوره لعدة ايام فاضطرت الحكومة لارسال طائرة هيلكوبتر لاخلاء النساء والأطفال بعد أن نفذ الماء والطعام. ولم يتمكن البقية من دخول المدينة الا بعد أكثر من اسبوع ..
حالياً صار ممكنا لأهالي مدينة «الملتقي» السفر الى العاصمة والعودة الى بيوتهم في نفس اليوم وانتعشت حركة السفر بالحافلات الصغيرة والسياحية الكبيرة بين مدن الشمال والعاصمة.
والمسافر من أمدرمان الى مدينة «الملتقي» يصل بعد (27) كيلومترا من أمدرمان الى كافتيريا الحميدي .. وفي الكيلو (120) يصل الى آخر نقطة في ولاية الخرطوم حيث أقيم حاجز للتفتيش .. وعند الكيلو (150) اقيم مجمع فخم للخلاوي اطلق عليه (خلاوى الجعيرين) وهي مباني جميلة خصصت لطلاب القرآن الكريم وفي الكيلو (200) استراحة «الشريان» في منطقة شهيرة تسمي «التمتمام» .. وفي الكيلو (257) قهوة ام الحسن الشهيرة .. السفر لم يعد مشقة بل متعة وربما ساعد ذلك في تيسير تسويق المنتجات الزراعية لأهل الولاية الشمالية .. فقد غدا سهلا نقل الخضار طازجا كل صباح من المزرعة الى المستهلك في العاصمة ..
على أن الهدف الاول من انشاء مدينة «الملتقى» لم يكن مجرد العثور على مكان يصلح للمجمعات السكنية فحسب ، بل اقامة مشروع زراعي يستوعب الأسر التي سيتم تهجيرها من حرم بحيرة سد مروى خاصة في المرحلة الاولى التي تشمل أول مجموعة ستغرقها البحيرة وهم سكان منطقة «الحامداب».
وعندما تسمع الأذن السودانية كلمة «مشروع زراعي» فإن الذكريات تذهب مباشرة الى المشاريع المماثلة ابتداء من عملاق المشاريع الزراعية في العالم وافريقيا مشروع «الجزيرة» ثم المشاريع الزراعية المروية صناعيا الأخرى مثل الرهد ومشاريع النيل الابيض وغيرها .
هذه المشاريع الزراعية سجلت أرقاما محبطة في الذاكرة السودانية ووصمها الكثيرون بانها انجاز من الفشل المتواصل رغم سنوات النجاح في بعضها .. وهذا هو بعينه ما يجعل المتأثرين بسد مروي يرتعبون من فكرة المشاريع الزراعية الكبيرة كهذه.
فهم يرون انها حتى ولو نجحت في الحاضر او المستقبل القريب فلا ضمانة لاستمرار نجاحها في المستقبل .. ولديهم من التجارب السابقة ألف برهان ليس أقلها أو آخرها ما حل بمشروع حلفا الجديدة الزراعي الذي كان - مثلهم - موطن تهجير لأهالى وادي حلفا الذين اغرق السد العالي في مصر مدينتهم ومزارعهم في العام 1963 .
يقارن المزارعون بالحياة البسيطة التي ألفوها جوار النيل منذ آلاف السنين في مشاريعهم الصغيرة التي يسقونها بوابورات الجازولين الصغيرة .. هنا القرار والأمر والنية بيد المزارع القادر على ضمان استمرار مكاينته الصغيرة وتوفير مستلزماتها من قطع الغيار والوقود . لكن عندما يصبح أمر المزارع في يد «ادارة» مشروع زراعي كبير فإنه يسلم مصائره الى مجهول لم يثبت حتى الآن في السودان انه ادار المشاريع الزراعية بكفاءة او نجاح.
لكن هذه الوساوس ليست قطعية بالدرجة التي يرددها بعض المزارعين هناك ففي السودان امثلة أخرى لمشاريع زراعية كبيرة نالت من النجاح المستقر بل والتطور سمعة رائدة مثل مشروع سكر كنانة .. لكن مع ذلك فإن لدى المزارع في المناطق المتأثرة بالسد ألف عذر لكي يقلق بل ويرتاب .
فمشروع «كنانة» ليس مجرد مشروع زراعي فهو يرتبط بصناعة السكر ولا يمكن للصناعة ان تستمر دون ضمان نجاح المشروع الزراعي.. وفي كل الأحوال هو استثمار مسنود برأسمال عربي وخبرات أجنبية وهي كلها من مفقودات المشاريع الزراعية الجديدة في «الملتقي» أو «أمري الجديدة» أو «المكابراب» أو «الكحيلة شرق»..
«الإدارة» هي كلمة السر في نجاح أى مشروع .. وهي بالضبط ما كان يعصف بالمشاريع الزراعية المروية في السودان ويجعل منها دائما اليد السفلي في منظومة الاقتصاد السوداني فبدلا من أن تعطي تأخذ من موارد الدولة .
ومشروع الملتقى الزراعي يعد أكبر مشروع زراعي في الولاية الشمالية فمساحته أكثر من (13) ألف فدان ويروى بمحطة ضخمة من خمس طلمبات لتضخ المياه في القناة الرئيسية للمشروع وتدار المحطة بمولد كهربائي قوته 6.4 ميقا وات .. ولا تعمل المحطة حاليا الا بأقل من نصف طاقتها ( طلمبتان فقط) لأن المشروع لم يستصلح بصورة كاملة ومايزال في انتظار تهجير نصف السكان من المتأثرين في منطقة الحامداب.. وفي انتظار ازالة الرمال واستصلاح بقية المزارع في المرحلة الأولى التي وصل مستوطنوها .
ويثير المزراعون قلقهم حول كلفة الرى .. حتى الأن ربما لم تبرز هذه المشكلة بصورة كبيرة لأن المزارع لا يدفع قيمة الري فالحكومة تعهدت بتكلفة الرى لعامين لكن كيف يفعل بعد تحويل كلفة الرى اليه..
يقول «الطيب جاد كريم» مدير المشروع الزراعي أن ضمانات الري تتوفر بصورة لا تدعو الى القلق فالمشروع سيروى مستقبلا من ترعة سد مروي وسيتحول للعمل مباشرة من كهرباء السد ايضا لأن المضخات حالياً تعمل بمولد كهرباء محلي يدار بالجازولين وسيتم الاستغناء عنه بمجرد وصول كهرباء السد وفي كل الأحوال فإن استهلاك الفدان حاليا من الوقود لا يتعدى 1.2 جالون جازولين للفدان بينما في المشاريع الزراعية التقليدية التي كان المهجرون يملكونها جوار النيل يبلغ استهلاك الوقود 3 جالون جازولين للفدان الواحد.
هذه الأرقام ربما تمثل المرافعة «الرسمية» لإدارة المشروع الزراعي في مواجهة الاتهامات والهواجس التي يطلقها بعض المعترضين على موقع المشروع وتصميمه الهندسي لكن في كل الأحوال يظل الأمر في مساحة الخلاف إلى أن تظهر النتيجة الحقيقية بالأرقام لمدى نجاح المشروع أو فشله بعد عامين او ثلاثة من تشغيله بطاقته القصوى .
صحيح أن جهات علمية مثل الهيئة الاستشارية لجامعة الخرطوم قد اشرفت على درسات الجدوى وتصميم وسائط وقنوات الرى وهي التي تتحمل مسئولية نجاح أو فشل المشروع لكن في المقابل فإن الاهالى الذين وضعوا كل بيض أحلامهم في سلة هذا المشروع يكابدون هواجس كبيرة حول مستقبلهم في ظل الوضع التجريبي الذي ما يزال المشروع يعمل به..
فما تزال الطاقة التصميمة القصوى للرى في المشروع لم تختبر بعد .. فالترعة الرئيسية التي يبلغ طولها سبعة كيلومترات نصفها مغلق حالياً لأن المشروع لم يكتمل بعد فنصف سكانه لم يأتوا بعد .. صحيح أن المياه تصل حاليا لكل المزارع التي لا تغطيها الرمال والتي وزعت على المهجرين في الأفواج الثلاثة الاولى لكن ذلك لا يمثل اختبارا حقيقيا لسلامة نظرية الرى و قدرة المضخات على توفير المياه لكل المشروع.
وحتى لو وصلت المياه الى كل المشروع فليس هناك دراسة دقيقة قاطعة بالكلفة الحقيقية للرى .. وهو عامل مهم جدا في تحديد الجدوى الاقتصادية من المشروع . فالمزارع لا يزرع هنا ليأكل من زرعه فحسب بل ليغذى الأسواق ويخوض غمار منافسة كبيرة مع منتجات قادمة من مناطق أخرى ربما تكون اقل كلفة فتهزم منتجاته.
وكلفة الرى لا تحددها كمية الجازولين المحترقة في مولدات الكهرباء التي تدير ماكينات ضخ المياه العملاقة فحسب بل كلفة الطاقم الفني والإداري الذي يشرف على تشغيل هذه الماكينات والصيانة الدورية والاسعافية المطلوبة لها ولقنوات الرى الرئيسية والثانوية والفرعية والكوادر الفنية التي تشرف على مراقبة هذه القنوات حتى دخول المياه الى المزرعة.
هذه العوامل تجعل الكلفة تتأثر عكسياً مع المساحة المنتجة من المشروع .. كلما زادت المساحة المنتجة من المشروع كلما قلت التكلفة ,فكلفة الأطقم الفنية والادارية و الصيانة تظل ثابتة - تقريبا - حتى ولو كان المزروع فدان واحد .. ولهذا تقل الكلفة كلما زادت المساحة المزروعة حيث تتوزع الكلفة على مجمل المساحة.
صحيح أن الاعتماد على الرى المباشر من القناة الرئسية لسد مروى يحل جزءا كبيرا من هذه المعضلة فالكلفة هنا ستتغير كثيرا وتدخل فيها عوامل كثيرة أخرى . والرى الانسيابي من القناة سيغير جذريا مفردات وجملة الكلفة. لكن بعض المتهجسين من المشروع من حيث المبدأ يثيرون شكوكا حول فكرة قناة الري الرئيسية من سد مروي نفسها بل ويذهبون الى الشك درجة يتهمون فيها الحكومة بانها أعطت المصريين مواثيقا وعهودا أن لا تمس مياه النيل في سد مروي وان تكتفي باستخراج الطاقة الكهربائية منه وتترك المياه تواصل مسيرتها الى مصبها في بحيرة السد العالي .. على كل حال سنتأتي على ذكر مفصل لقناة الرى الرئيسية من السد في وقت لاحق من هذه السلسلة.
يونس أحمد محمد رئيس لجنة الزراعة بالمشروع « وهي لجنة أهلية تمثل المزارعين » يقول « قبل التهجير لم نكن نرتبك بنجاح أو فشل موسم زراعي فذالك امر لا يؤثر على حياة المواطن بصورة مصيرية .. فمطلوبات الحياة العادية لا ترتبط بذلك . لكن الوضع تغير كليا هنا في هذه المجمعات السكنية ذات الكثافة السكانية العالية .. نجاح أو فشل الموسم الزراعي يعني حياة أو موت بالنسبة لنا».
سألته عن تجربته الشخصية في المشروع الجديد بعد ان علمت منه أن زرع أربعة مواسم متتالية في المشروع الجديد فقال «الموسم الاول كان غريبا على . لم اتعود على هذه الطريقة في الزراعة ... المزرعة تبدو كبيرة الحجم على تلك التي تعودنا عليها بجور النيل .. هنام اعتمد على يدي . هنا احتاج الى الآلات الزراعية في الحراثة وتمهيد الارض .. في الموسم الثاني ظهرت لنا مشاكل في قناوت الرى .. لكنه افضل من سابقه .. في الموسم الثالث ظهر انتاج أفضل ودبات التربة تعطي اكثر ..والآن المحك في هذا الموسم الشتوي ».
يتابع يونس « ادارة السد ارتكبت خطأ فادحا في اسلوب التهجير الأفواح كانت متقاربة جدا .. كان الافضل تهجير الفوج الأول والانتظار ريثما تظهر المشاكل وتعالج ثم يأتي الفوج التالي ».
يونس يقرر حقيقة صادمة « القاعدين ساكت أكثر من الزارعين » ..!!
لكن القضية أن «القاعدين ساكت» على حد تعبير يونس .. لن يستطيعوا أن «يقعدوا ساكت» حيال فاتورة حتمية من المصروفات الشهرية التي تفرضها حياتهم الجديدة ... الكهرباء خدمة لم تكن موجودة في القرى التي هاجروا منها .. لكنها هنا تتطلب شهريا مبلغ (25) ألف جنيها تم تخفيضها بعد ذلك الى (15) ألف جنيها.رغم أنها كانت تعمل لمدة اربعة ساعات فقط في اليوم ( اثناء زيارتي للمدينة وصلت اليه خدمة كهرباء مدينة الدبة وهي ستوفر امدادا لمدة اطول في اليوم) . وتدفع كل أسرة (10) ألف جنيه دعما للتعليم .. ومبلغ ( ألف جنيه أخرى لخدمات مياه الشرب في المنازل ..
شادية أحمد الهدي ..ربة منزل صادفتها خارجة من منزلها استأذنا منها ان تنحدث معها فأدخلتنا الى البيت ووحضر زوجها لكن بعد نهاية الحوار معها .. تقول شادية: « مستوى الدخل أقل مما كنا عليه قبل التهجير .. أسرتي الآن تعيش على التعويض .. أعول تسعة أطفال كلهم في المراحل الدراسية ويحتاجون لميزانية كبيرة ومستمرة »
زوجها لا يعمل حاليا . اشتغل في المزرعة قليلا ولم ينجح وهو الآن بلا عمل .. ويتجتاج الى (75) ألف جنيه كل شهريا لمصروفات مواصلات أبنائه الطلاب من والى مدارسهم ..!! فضلا عن بقية الفاتورة التي سبق الاشارة اليها..
سألت شادية .. هل تملكون ثلاجة في البيت ..
قالت نعم ..
سألتها وهل تملكون جهاز تلفزيون ؟
أجابت نعم ..
كيف حصلتم عليها
أجابت .. من مال التعويض ..!!
هنام تتجلى سلبيات وايجابيات النقلة الجديدة .. الحياة البسيطة الخالية من الخدمات في الموطن الأول تحولت الآن الى حياة فيها جديد الحياة الحضرية من أدوات الترفيه والكماليات الأخرى .. و لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومضاد له في الاتجاه .. أهالى الحامداب الجديدة «الملتقى» يدفعون ثمن الحياة الجديدة .. ربما البعض تلائم سريعا و اجتاز نفسيا واقتصاديا الوضع الانتقالي .. لكن المؤكد ان الغالبية ماتزال في البرزخ ..!!
شادية تقول :« ناس السد خدعونا .. وعدونا بهذه الخدمات مجانا ..قالوا لنا أن الماء مجانا .. لكنهم وضعونا أمام الأمر الواقع بعد التهجير ..»
سألتها مستوى أبنائك في التعليم هل تحسن أم تدني ؟
ردت « المستوى تحسن » .. شادية هي عضو في اللجنة الاهلية التي تشرف على المدارس « مجلس الآباء والأمهات »
كثير من اهالى المدينة الجديدة «المتلقى» اختار جيرانخ بنفسه عند التوطين وهو غالبا أقربائه وعائلته الكبيرة التي تعود علهيا في قريته قبل التهجدير .. وبعضهم قام بكسر الجدران بين المنازل وفتحوها على بعضها فهم تعودوا على الحياة المشتركة التي لا تجعل الرء رهين ظرفه الخاص . ياكلون في اناء واحد ويشربون الشاي ويعيشون تفاصيل يوميات واحدة ..
في منتصف النهار تبدو كثير من البيوت وقد هجرها الرجال .. النساء أصبحن أقل مشاركة في العمل لأن المزارع تعتمد على الميكنة لكبر مساحتها ولبعدها شيئا ما عن القرية .. ويبدو ان انسحاب النساء كقوة عاملة سيطرد الى ان تظهر مهام أخرى لهن بجانب دورهن الاسري التقليدي ..
طبيب المركز الصحي دكتور فهد قال أنه واجه مشكلة في بداية عمله في الكشف على النساء .. فهن لم يتعودن على الطبيب .. في القرى كانوا يعتمدون على المساعد الطبي أو الممرض أو أى بصير .. وهؤلاء كانوا يقدمون الوصفة الطبية مباشرة بلا حاجة الى تشخيص لكن الطبيب الآن يتطلب عمله استخدام السماعة الطبية والكشف وكان ذلك مشكلة للمرأة في الحامداب الجديدة .. لكن الوضع بدأ يتغير في الاتجاه المشابه لماهو في المدن الأخرى ..
في الحلقة السادسة :
هل هناك مشكلة في تصميم البيوت ؟
لماذا سحبت الحكومة الصالون والمطبخ ثم عادت فأرجعتهما في أمري الجديدة؟ |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)
|
عسكوري انا معك الجلادون عندما احسوا بالهزيمه بدلوا اسوابهم ستعرض في هذا المكان لوحدك ان لم تكفر اكفر بهولاء الطواغيت وانا معك انا معك انا معك انا معك انا معك انا معك معتصم ود امنه بت سليمان عبد الله مسعود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)
|
بداء السيد عثمان مرغني هنا يشير الي بعض المشاكل في مواقع اعادة التوطين متعلقه بالصرف الصحي، وهذه خطوه الي الامام، ولكن هذه من اصغر القضايا، وما تزال خطي الرجل متثاقله فيما يختص بمخاطبة القضيه الاساسيه للمشروع وهي ترحيل المواطنين بعيدا عن الماء، فمشكلة المراحيض والصرف الصحي قابله للعلاج مهما استعصت ولكن القضيه التي لايمكن علاجها هي اقتلاع الناس من مصدر الماء وتوطينهم في الصحراء، ما زلنا نامل ان يتحرك الرجل الي مخاطبة القضيه الاساسيه وهي قضية الماء ! وعلي كل تخلص الرجل من اسلوبه الدعائي واتجه كثيرا للموضوعيه واصبح يري البشر وليس الاسمنت، وهذه قطعا خطوه مقدره الي الامام. سنرد عليه بعد ان يكمل حلقاته!
Quote: الراي العام الجمعة28يناير2005 الوجه الآخر لسد مروي الحلقة السابعة
عثمان ميرغني
سألت أحد المسئولين في وحدة سد مروى عن المغذى في تصميم منازل المستوطنين في المدن الجديدة بمرحاض "بلدي" عبارة عن حفرة سطحية وفوقها بناء صغير ..رغم أننا في عصر ما بعد الألفية الثالثة .. عصر يقيس تحضر الانسان بتحضر بيئته.. الاجابة كانت مثيرة للدهشة "هؤلاء الأهالى عاشوا في بيئة متواضعة طوال عمرهم فرأينا أن نحافظ على نقلة حضارية معقولة حتى لايفشلوا في التكييف معها" هذا الرد صدمني للغاية ..
.. كررت السؤال مرة أخرى للمهندس المقيم الذي يمثل الاستشاري "شركة بروج" في منطقة "أمرى الجديدة" اجابته كانت مماثلة.. أى أن فكرة تصميم نظام الصرف الصحي العتيقة والمتخلفة التي استخدمت قصد بها المحافظة على فارق حضري معقول لا يجعل المهاجرين (يكابدون!!) حالة نقلة حضارية كبيرة بين ما وطنوا عليه وما استوطنوا حديثا فيه ..!!
تأكدت الاجابة نفسها في تفاصيل افادة قدمها المهندس محمد الفاتح أحمد المدير العام لشركة "بروج" التي صممت هذه المستوطنات السكانية.
يقول المهندس محمد الفاتح " راعينا ثقافة المنطقة فهم تعودوا على مثل هذه المراحيض البلدية .. و تبرز التكلفة المالية كعامل مصيري في تحديد نظام الصرف الصحي الذي يمكن تنفيذه .. ورأينا أن فارق الكلفة كبير بين النظام البلدي الذي صممناه وأى نظام بديل آخر له"
اذن , المرافعة الرسمية التي تبرر استخدام نظام الصرف الصحي الفقير والمعادي للبيئة في مستوطنات سكنية تبني في القرن الحادي والعشرين لتعيش عليها اجيال قادمات تركزت على حجتين اثنتين فقط ..
الأولى .. الواقع الحضري المتخلف للمنطقة والأهالى الذين كانوا يعيشون في بيئة صحية فقيرة ربما لا يملك معظمهم مراحيض من أى نوع ..
والثانية.. فارق الكلفة المادية في حالة تصميم نظام صرف صحي بديل ..
سنأخذ هذه الحجج الواحدة تلو الاخرى ..لكن قبل ذلك , أضع أمامكم هذه الاضاءة السريعة للطريقة التي تعاملت بها حكومة الفريق ابراهيم عبود في تخطيط موطن التهجير لأبناء وادي حلفا في موطنهم الجديد في سهول البطانة بحلفا الجديدة..
تم نشر اعلان عالمي لتصميم وتخطيط مدينة حلفا الجديدة والقرى التي حولها وفي يوليو 1961 وقع عقد مع شركة "كوكس" الألمانية الهندسية لتقوم بالتصميم ووصل مهندسان ألمانيان الى مدينة وداي حلفا لوضع التصور للتصميم الهندسي واستلهام أفكار من المواطنين أنفسهم الذين جرت مناقشتهم في خيارات شكل وتصميم المنازل التي ستبنى لهم. وبعد حوالى شهر سلمت الشركة الألمانية الخرائط والتصاميم التي شيدت على أساسها مدينة حلفا الجديدة وقراها المنتشرة حولها..
بلغ عدد المنازل التي صممت للأهالي في حلفا الجديدة وقراها (7190) إضافة لـ (683) منزلا حكومياً للموظفين و(30) مدرسة و(10) داخليات للطلاب و (27) مسجدا .. و (100) مبنى حكومى عام تضم مستشفاً و (20) مركزا صحيا ومحطة للمياه ومهبط للطائرات وطريق معبد دائم محاز لقناة الرى الغربية حتى نهاية منطقة الاسكان ..
وصممت مدينة حلفا الجديدة على نسق بديع بأحياء سكنية وخدمات ادارية ومنطقة صناعية في جنوبها ومحطة للسكك الحديدية في شرقها مع ترك مساحات خالية في مركزها.. وربما لا تزال حلفا الجديدة حتى اليوم هبة ذلك التصميم المبدع.
و"بالغت" الشركة الألمانية في تصورها لخريطة المسجد فصممته بحيث يضم بجانب مكان الصلاة قاعة للسينما في شكل أقرب للكاتدرائية والكنيسة لكن هذا التصميم تم تعديله لاحقا واستبدل بالشكل التقليدي للمسجد ..
وطرحت منافسة عالمية أخرى لتشييد مدينة حلفا الجديدة وقراها وتم تسليم العروض في التاريخ المحدد 30 مارس 1962 من شركات من شتى أقطار العالم وبعد أربعة اشهر من العمل المتصل في الفرز اختيرت أربع شركات عالمية هي (ترف للتشييد) وهي شركة بريطانية و (تكو اكسبورت) البلغارية .. و(سيكوب) البولندية و(فيليب مولزمان) الألمانية.
ورسى العطاء على شركة "ترف" البريطانية , التي وافقت على برنامج عمل متسارع لانجاز المشروع في أقل فترة زمنية حيث كانت مواقيت اغراق وادي حلفا وقراها قد دنت .. وبدأت الشركة عملها بصورة رائعة حيث نقلت معداتها وآلياتها الضخمة الى موقع المشروع وشيدت جزءا من المنزل لكن أحداثا مؤسفة وقعت فأدت الى توقفها ثم انسحابها من المشروع بصورة كاملة بعد اكمالها لعدد قليل جدا من المنازل ورفع الأمر الى التحكيم الدولي.
وهنا كانت المفارقة المذهلة فعندما تم تحويل المشروع الى شركات محلية ومقاولين وطنيين ارتفعت كلفة التنفيذ بدرجة مذهلة فاقت الضعف.. مع أداء وتنفيذ أقل جودة للدرجة التي اضطرت فيها الحكومة اجراء عمليات صيانة واسعة مرة أخرى بعد سكن المواطنين في القرى بفترة قصيرة حيث تصدعت بعض المنازل بينما طارت الأسقف في القرية (22) - دغيم - عندما هبت ريح عاصفة .
لا أنوى من هذه المقدمة تقديم مرافعة لصالح الخبرات الأجنبية ، لكن الخيال المعماري السوداني لا يزال محدودا على قدر ما وصل اليه حال المعمار في بلادنا فليس لدينا مشاريع ضخمة رائدة يمكن استلهام الفكرة منها .. والبحث عن الخيال يستلزم فتح كل الآفاق التي قد تقدم رؤى وأفكارا ربما تهبط بالكلفة وترفع الجودة والخيارات.
الإنسان .. أغلى الأصول الثابتة ..!!
في يقيني أن عملية تهجير وتوطين كل هذه الكتلة السكانية لا يجب النظر اليها من كوة الأرقام الضيقة التي تناظر بين كلفة وأخرى أقل .. بل من المنظور المستقبلي المرجو من الانسان الذي اقتلع من أرضه وتاريخه ليزرع في مكان آخر .. والمناصير الذين يشكلون الغالبية العظمي للمتأثرين بسد مروى قبيلة عرفت بالهمة العالية والمثابرة على العمل الشاق الذي تعلموه من صلابة الصخور الصماء التي يكابدون الحياة معها واستصلاح الارض الضيقة فيها.. واستثمار مثل هذه الانسان يتطلب النظر بحصافة لما يمكن أن يقدمه اذا توفرت له البيئة الصالحة للانتاج.. فهو ليس مجرد رقم سكاني عاطل عن العمل ، بل أداة انتاج وابداع شكيمة قادرة على استرجاع أى استثمار يبذل فيها مهما غلى ثمنه..
يقول المهندس أحمد البشير عبدالله وزير الشئون الهندسية الأسبق بولاية نهر النيل والذي تعامل مع مناطق المناصير و أشرف على تنفيذ مشروع "الحويلة" الزراعي في تلك المناطق " لم أر مثل المناصير في القدرة على بذل الجهد والمثابرة على العمل مهما شق .. ولم أر مثلهم في القدرة على المحافظة على الاخلاص للمبدأ والفكرة التي يؤمن بها" .. ويرى أحمد البشير أن المناصير أبدعوا في كل شيء من الشعر الي أشق الاعمال اليدوية.. و حتى في ميادين القتال قدموا نماذج تاريخية سابقة وفي العمليات العسكرية في الحقبة الاخيرة.
مثل هذه المشاريع تتطلب نظرة سديدة للانسان أولا وقبل أى مفردات مادية أخرى.. فهو قادر على استرجاع كل ما يصرف عليه وزيادة طالما كان بهذه الدرجة من الهمة والقدرة على العطاء .. وبالمقابل فإن النظرة المباشرة لملايين الدولارات التي تصرف على التوطين دون استلهام مردود ذلك على الانسان يجعل الحسرة على كل قرش عويلا ونواحا على قيمة زائلة في مقابل أخرى مستدامة.
النظافة .. هل تسبب "صدمة حضارية" ..!!
لنعد الى الحجتين اللتان كانتا حيثيات التصميم الهندسي الفقير للصرف الصحي في بيوت المهجرين الجديدة في مستوطنات "الحامداب الجديدة" و"أمرى الجديدة"
من المدهش افتراض أن نظام صرف صحي نظيف يسبب "صدمة حضارية" لانسان صانع حضارة ويعيش في مركز حضارة السودان القديم وهو أصلا لا يعيش معزولا عن الحضرية حتى ولو لم يتمتع بها بالشكل الذي توفر لسكان المدن.. فسكان تلك الأنحاء عرفوا الحضارة في وقت كانت في الخرطوم غابات ومراتع متوحشة وماتزال الأثار التاريخية شاخصة تبرهن أنهم كانوا مهد حضارة وادي النيل كله بجنوبه وشماله.. هو انسان متحضر بطبعه ويحمل وجدانا عصرياً غير قابل للكسر بأى قفزة عصرية في مسكنه ومعاشه..
إنسان مناطق الحماداب والمناصير الذي ذبح وجدانه وهو يستأصل من أرضه الى موطن جديد ضحى بكثير من مفردات الحياة التى تعود عليها في مقابل حياة جديدة بها من المنافع ما يجب أن يبرر توابعها من المضار.. سيفقد خصوصيته مقابل الحياة في مجتمع كبير تتوفر فيه الخدمات .. ويفقد الأمان المطلق الذي كان يعيشه في مقابل مساحة حضرية أوسع استجدت في حياته .. ومقابل ذلك ان يجد بيئة صحية أفضل تبرر لها تضحيته بوطنه الأصلي وتاريخه.
خيار من "أول نظرة " ..!!
أما فارق الكلفة فهو أمر مفتوح على مصراعيه لجملة أفكار وخيارات كان مفروضا أن تشملها دراسات تصميم الوطن الجديد .. لكن المحير فعلا أنه لم تكن هناك دراسة حقيقية تفاضل بين كلفة صناعة مجتمع جديد نظيف وبيئي متحضر وبين الابقاء على المجتمع بأدنى متطلبات النظافة والبيئة..
كان خيار "المرحاض البلدي" .. خيار "أول نظرة".. استسهل فكرة أن انسان تلك المنطقة بما كان بكابده في بيئته قابل للقبول بأى وضع يرتفع عنها ولو بسنتمتر واحد ..
ففي جولة عريضة قابلت فيها عددا كبيرا من الخبراء في هذا المجال وشركات عديدة تعمل في التصميم الهندسي كان واضحا أن خيارات الكلفة نفسها والتي تعتمد عليها مرافعة الشركة المسئولة عن تصميم المستوطنات الجديدة للمهجرين لم تتسع لتنظر في امكانية استيعاب نظام صرف صحي حديث .. واكتفت فكرة التصميم من "أول نظرة" بخيار "المرحاض البلدي" القديم بحفرته السطحية وكل شرور البيئة التي يجلبها معه.
الفرق بين البشر والحيوان .. هو الصرف الصحي ..!!
المهندس محمد الرشيد مدير صندوق الاسكان الشعبي وحاصل على درجة الماجستير من إحدي جامعات هولندا في أنظمة الصرف الصحي .. يقول " النظافة والطهارة هي أرقى ما الح الدين على التزام البشر به.. فهو مقياس الفارق بين البشر والحيوان.. لا أجد سببا واحدا يجعل مستوطنة سكانية تبنى في الالفية الثالثة على فكرة المرحاض الحفرة.. هذا المرحاض مصنع للأمراض".
المهندس حاتم محمد عيسي استاذ بجامعة الخرطوم متخصص في الصرف الصحي يلفت النظر إلى أن تصميم الصرف الصحي يجب أن يستوعب الكلفة غير المنظورة التي تنشأ من الاسلوب البلدي الزهيد المستخدم والذي يعادي البيئة ويكون سببا في الكثير من الأمراض التي تظهر نتائجها مستقبلا، فالمال المبذول في الوقاية والمكافحة أو العلاج من الأمراض التي تنشأ بسبب فقر البيئة الصحية ..ثم وقت وطاقة الانسان المنهك صحياً أكبر كثيرا من القيمة المادية التي تدفع لاقامة نظام صرف صحي تتوفر فيه الشروط البيئية السليمة ،وأى مال ينفق في اقامة صرف صحي ملائم وعصري هو أقل كلفة من النظام البلدي الذي نفذ في "الحامداب الجديدة" و"امري الجديدة".
الدكتور محمد على عبد الحليم مستشار والي الخرطوم والمدير السابق لمشروع النظافة في ولاية الخرطوم يلفت النظر إلى أن المؤتمر الدولي للسكان الذي عقد في "ريو دي جانيرو" وجه بتبنى نظم الصرف الصحي العصرية لحل معضلات المرض والتخلف في العالم .. واعتبر أن انظمة الصرف الصحي هي المسئول الاول عن صحة أو دمار البيئة الانسانية على وجه الارض.
ويقدم المهندس محمد الرشيد نموذجاً اقتصادياً للصرف الصحي العصري ، ويقول أنه مستخدم بصورة كبيرة في أمريكا اللاتينية بعد أن ثبتت فعاليته مع قلة تكلفته..
النظام الذي يعتمد على طريقة مبتكرة "لا هوائية" لتحليل مخلفات الصرف الصحي.. يسمح بتحليل محتويات الحوض الصحي خلال 6 ساعات فقط بدلا عن النظام التقليدي لحوض التخمير الذي يستغرق ثلاثة ايام لعمل ذلك.. وصمم حوض التخمير باسلوب عملي مبتكر يمنح نقاء عاليا للماء المستخلص من الصرف الصحي بحيث يمكن اعادة استخدامه مرة أخرى لري النباتات وعلاوة على ذلك ينتج حوض التخمير الغاز الطبيعي الذي يمكن استخدامه منزليا.
أمضينا أكثر من ثلاث ساعات برفقة المهندس محمد الرشيد والدكتور محمد على عبدالحليم المدير السابق لمشروع النظافة في ولاية الخرطوم في زيارات لمجمعات سكانية جديدة بولاية الخرطوم لرؤية النموذج العملي لهذا التصميم العصري الاقتصادي لنظام الصرف الصحي .
نموذج مدن الاسكان الشعبي في الخرطوم ..!!
قرى الاسكان الشعبي في الخرطوم بجوار منطقة الكلاكلة هي مجموعة المستوطنات التي بنيت بواسطة وزارة التخطيط العمراني لتوفير السكن للشرائح متدنية الدخل.. في هذه القرى ورغم أنها صممت لطبقات شعبية إلا أن نظام الصرف الصحي بنى على فكرة حديثة وبكلفة متواضعة لا تزيد كثيرا عن الكلفة التي انجزت بها "المراحيض البلدية" في "الحماداب الجديدة" وأمري الجديدة ..
الفكرة مبنية على اشتراك كل (60) منزل في حوض تخمير واحد بالتصميم الذي اشرنا اليه.. ويتم بعد ذلك تصريف مياه الصرف الصحي في بئرين .. ويقول المهندس محمد الرشيد إن معدل استخلاص المياه وصل الى 90% وهي مياه يمكن اعادة استخدامها في الرى.
كلفة هذا النموذج تكاد تساوى - تقريبا - نفس الكلفة التي نفذت بها "مراحيض" في الحامداب الجديدة وأمرى الجديدة .. مع ملاحظة الفارق الهائل حضريا وبيئيا في هذا النموذج قياسا بالمرحاض البلدي .
ففي مستوطنات الحامداب الجديدة وأمري الجديدة .. لا تتوفر بيئة صرف صحي غير تلك الحفرة المتخلفة التي تمثل أفضل موطن لانتاج الأمراض وتلويث البيئة .. وعلاوة على ذلك فأن مياه الحمامات وتلك التي تستخدم في المطبخ لا تجد سبيلا غير الرمي في الشارع لمزيد من تلويث البيئة واهدار الطهارة والنظافة في المجتمع.. بينما يتيح النظام الاقتصادي للصرف الصحي الذي عرضناه معالجة بيئة راقية لكل الماء المستخدم في النظافة في الحمام أو المطبخ او غيرهما.
الفكرة موجودة وفي متناول ادارة السد التي يجب عليها إعادة النظر كليا في تصميم منازل المراحل القادمة من التهجير .. التي ستشمل غالبية المناصير .. فهذا النظام الاقتصادي للصرف الصحي يمنح انسان المناصير بيئة عصرية نظيفة حض عليها الدين .. كما أن المياه المعالجة من الصرف الصحي ستساعد على الري ربما للحدائق والمساحات الخضراء داخل المدن الجديدة وتمنح امكانية زهيدة التكاليف لتشجير الشوارع واقامة مساحات خضراء بين المساكن.
واذا كان غير منظور استدراك مافات فالأوجب أن تشمل الخيارات التي يجب ان تجري على تصميم المدن الجديدة القادمة في مشروعي "المكابراب" و"الكحيلة شرق" تعديل نظام الصرف الصحي لتلائم مع الشروط البيئة الحضرية.. وتعديل تصميم المنازل لتقدم خارطة كاملة للمنزل في اقصى اتساعه وتنفيذ الجزء المطلوب حاليا وترك الخيار للسكان أن يكملوا الباقي حسب ظروفهم.. حتى لا يتتكرر خطأ المدن السابقة في الحامداب وامري التي وضع التصميم فيها للجزء الذي تم تشيده حاليا وتركت المساحات في المنزل ليتصرف فيها السكان بلا تخطيط أو تصميم مسبق.. كما أوضحنا ذلك في الحلقة السابقة..
في الحلقة الثامنة :
هل صحيح ذهبت أموال التوطين الي مطار مروي وكبري كريمة ؟؟ |
| |
|
|
|
|
|
|
|