دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 09:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد سيد احمد( mohmmed said ahmed)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-22-2005, 12:31 PM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 9240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي

    د حسن مكي من الكوادر القيادية في الجبهة الاسلامية
    استاذ جامعي وله حظوة في اجهزة الاعلام يستضاف كثيرا في القنوات السودانية ويكتب باستمرار في الصحف
    يقدم بطريقة مفخمة البروف
    حرصت علي متابعته في حلقتين عن موضوع السلام في قناة النيل الازرق
    في الحلقة الاولي استضاف مع ضيو محوك وشول دينق
    كان يبدو غير مكترثا او مستخفا يطلق التعليقات ويردد ضحكات
    في الحلقة الثانية التي انتهت قبل قليل استضاف فيها مع ضيو مجوك
    تحدث عن تقسيم لدرجات المواطنة السودانية وقسمها لاربعة
    اولا مواطن درجة اولي وهو ابن الوسط
    درجة ثانية قال انه الغرابي
    درجة ثالثه من غرب افريقيا يعبر السودان ذاهبا للحج
    درجة رابعة المواطن من جنوب السودان
    لم يذكر من اين جاء بهذا التقسيم ولم يتعرض بالنقد او الرفض لهذا التقسيم والذي حشر فيه ابن غرب افريقيا وصنفه كانه مواطن سوداني
    حسن مكي لديه فكرة كتب عنها وقال بها كثيرا عن الحزام الاسود الذي يلتف حول الخرطوم
    قال ان من بين كل 4 اشخاص في الخرطوم يوجد مواطن جنوبي
    كذلك قال ان الجنوبيين والغرابه اغلبية في الخرطوم
    مثل هذه الافكار تحتاج الي ادانة ان لم يكن يتفق معها
    وان كانت هي افكاره فهي افكار عنصرية متخلفة يصنف فيها ابناء الوطن الي جنوبين وغرابة
    من خلال ما يكتب ويقول حسن مكي لا استطيع ان افهم كيف يطلق عليه مفكر استراتيجي وما يقول به من افكار لا تتجاوز كثيرا ما يقول به الطيب مصطفي و اسحاق احمد فضل الله ومسار
    في جزء بسيط من حديثه جاءت افكار يمكن محاوراتها
    عن ان اتفاق السلام هندسة دولية وعلي طرفي اتفاق السلام ان يتواضعوا قليلا
    وفكرة اخري عن الدولة الريعية
    وان السودان مع استخراج النفط سيتحول الي دولة ريعية لا تحتاج الدولة الي المواطن فيها
                  

05-22-2005, 01:16 PM

إسماعيل التاج
<aإسماعيل التاج
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 2514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي (Re: mohmmed said ahmed)

    Azizy Mohamed

    Thank you for highlighting this important issue.

    Some Sudanese intellectuals think that they can say what they would like to say without being challenged about their opinions and/or thoughts.

    As far as regards Mekki’s classification of Sudanese people into four categories, he’s either eccentric or sarcastic about the issue. In both situations his position is untenable and requires clarifications.

    Regarding his comments on the so-called “Black Belt” around Khartoum and so forth, this is appalling and should be condemned without reservations.

    Best regards

    Shukran.

                  

05-24-2005, 04:31 AM

sultan
<asultan
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1404

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي (Re: إسماعيل التاج)

    Mohamed

    I never fathomed the strategic “significance” of Dr. Mekkei’s contributions – as a speaker he lacks eloquence and tends to ramble and use inappropriate gestures at times

    I saw a bit of the program on Blue Nile TV. Unfortunately, his commentary is reflective of a certain mindset in our country that does not find it reprehensible to use derogatory and racist speech toward fellow citizens who they feel are less entitled

    The use of language littered with the symbols of ethnic-mongering and fear is increasing as many are disturbed, in very profound ways, by the prospect of the marginalized asserting themselves in Sudan’s political life



    السودان لكل السودانيين
    المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان
                  

05-23-2005, 01:13 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 9240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حسن (Re: mohmmed said ahmed)

    العزيز اسماعيل د حسن مكي يحاول بطريقة مستترة وفي مرات بصريح العبارة
    ترويج لافكار عنصرية عن حزام اسود وعن الغرابه
    اذا نزعنا القشور عن الكلام نجد افكار عنصرية بغيضة وفي غاية التخلف
    لذا فان كتابات بعض صغار السن العنصريةفي البورد يجب ان لا تثير دهشتنا
    وان اثارت فينا الغضب
    حسن مكي استاذ جامعي فهو بلا شك يروج لافكاره العنصرية المتخلفة من خلف ستار
    التدريس الجامعي
    امثال هولاء
    لابد من فضخ تهافت وغباء ما يروجون له

    (عدل بواسطة mohmmed said ahmed on 05-24-2005, 00:41 AM)

                  

05-23-2005, 01:39 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي (Re: mohmmed said ahmed)

    العزيز محمد
    لك تحيات الورد
    ثق يا عزيزي ان هذه الافكار لن تجد القبول من الشعب السوداني الواعي بقضيته
    الغريب ان دكتور حسن مكي كان يتعرض لحملات استفزازية
    من بعض قبل كتاب الجبهة الاسلامية
    وكان يوصف بانه مخبول وافكاره غريبة وغير واقعية
                  

05-23-2005, 04:50 PM

SARA ISSA

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 2064

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي (Re: mohmmed said ahmed)

    اخي العزيز
    لقد استضافه مرة تلفزيون المستقلة في رمضان ليكون حكم بين الشيعة والسنة
    تعرف ماذا فعل ؟؟
    شئ مضحك ؟
    كان يأكل التمر من صينية موضوعة للعرض فقط !!
    فخرب ديكور البرنامج
    اليس هو من الولاية الشمالية
    والتي تعاني من وفرة في انتاج التمر
    فلماذا تم ارساله الي لندن جائعا
    كما يقول المثل
    ( تمر الفكي شايلوا ومشتهيه )
                  

05-23-2005, 05:59 PM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي (Re: mohmmed said ahmed)

    ان يكون مفكرا مسألة فيها نظر
    وكمان استراتيجي؟؟!!

    ما معني مفكر استرايجي؟

    ماذا يعمل المفكر الاستراتيجي؟
    وماذا يعمل المفكر غير الاستراتيجي؟

    ما هي الا اسماء قد سميتموها

    حسن مكي واحد من كتبة الجبهة
    الاسلامية و لا اري اي عمق فكري
    في كتاباته.
                  

05-23-2005, 11:46 PM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي (Re: mohmmed said ahmed)

    الاخ محمد سيد احمد


    بعد أن أوغلت الجبهة في طرد الكفاءات في مؤسسات التعليم العالي وتغيير سياساتها وأولوياتها وملامحها ومناهجها

    بدأت في تعيين كوادرها لشغل كراسي الاستاذية في هذه المؤسسات بالمخالفة لقوانينها وتقاليدها الاكاديمية الراسخة

    فعينت أمثال حافظ الشيخ الزاكي عميدا لكلية القانون بجامعة الخرطوم دون أن يحمل الدكتوراة ودون أن ينتخبه مجلس الكلية , وللجامعة والكلية أنظمة لا تجيز التعيين في منصب العميد.

    ثم تبين أن هناك فوارق كبيرة في الخبرة والأهلية وحتى في تقبل الطلاب والأوساط الجامعية لمثل هؤلاء الدخلاء فبدأ برنامج جديد لمنح درجات الاستاذية هكذا بلا رقيب ولا حسيب

    فأصبح عدد البروفيسورات في وقت وجيز يضاهي أعداد الباعة المتجولين في أسواق أم دفسو

    ولعلك تستمع لأي منهم وبالطبع لا يسمح التلفزيون القومي ووسائل الاعلام الرسمية إلا لأمثال هؤلاء بالطلة من خلاله,

    وحسبك أن تستمع لمن يسمي نفسه الدكتور زهير في برامج الإفتاء , وتتعرف على مدى السطحية في العلوم الأساسية في وعي هذا الدكتور , انظر كيف يلحن في اللغة التي يفترض أنه بنى عليها معارفه الاسلامية

    كان أسوأ عرض لخبرات هؤلاء أثناء حرب الاحتلال الأخيرة على العراق فبينما تذخر الفضائيات الدولية بالخبرات السودانية لتحليل الأبعاد السياسية والاستراتيجية للحرب من أمثال الأستاذ حسن ساتي والاستاذ الخاتم عدلان تجــد الفضائية السودانية تعرض نماذجاً لدكاترة أعياهم حصر القول وقيدهم ضيق الأفق وأقعدهم فقر القراءات والرؤى.

    وحتى العسكريين الذين قدمتهم القناة السودانية كانوا على تردد واضح لا يليق بالعسكريين ولا يمكن مقارنته بالعسكريين العراقيين واللبنانيين والمصريين الذين توفروا على تحليل الحرب


    هــذه أزمنــة الولاء قبل الخبرة.
                  

05-24-2005, 00:53 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 9240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حسن مكي (Re: mohmmed said ahmed)

    سارة
    خالد
    عمر علي
    الشايقي
    البروف كما يقدم تفخيما في اجهزة الاعلام
    يكتب ويتحدث ويعبر عن افكار بسيطة يقول بها بعض من من في الشارع
    اعتقد ان غازي صلاح الدين اكثر عمقا ويقدم وجهات نظر تختلف معها لكنها تستحق المناقشة
    في تلك الحلقة
    تعمد ان يحرف ما قاله الترابي في محاضرة بامريكا واجاز فيها زواج
    اصحاب الكتاب من المسلمات
    نشر نص المحاضرة في مجلة المصور المصرية
    في المحاضرة اجاز الترابي ذلك بدعوي ان المرأة في عالم اليوم قد تعلمت
    ولا خوف عليها من الزواج من اصحاب الكتاب
    حسن مكي وفي محاولة للاجابة لسؤال طوم مجوك عن هل حرم الاسلام زواج المسلمة من اصحاب الكتاب
    قال حسن مكي ان الترابي تحدث عن المسلمات المتزوجات من اهل الكتاب واجاز ذلك حتي لا تحدث مشكلات للابناء
    وهذا غير صحيح الترابي اجاز الزواج للمستقبل ولم يتحدث عن زيجات تمت فعلا
    وهذا نوع من عدم الامانة العلمية
    ان يذكر اسباب ووقائع غير حقيقية
    ولم يمضي وقت طويل علي محاضرة الترابي
    اظن انها كانت في العام90او 91 ويمكن التاكد من التاريخ من خلال ارشيف مجلة المصور
                  

05-24-2005, 01:46 AM

إسماعيل التاج
<aإسماعيل التاج
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 2514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي (Re: mohmmed said ahmed)

    الأخ محمد سيد أحمد

    هنالك مجموعة في الخرطوم من أكاديميين وإعلاميين تقوم بدور ممنهج لتمرير رسالة ذات طابع عنصري وغير إنساني. هذا بالإضافة إلى زرع الرعب والخوف في (الشمال) من (أولئك الآتون)، كأنهم آتون من كوكب آخر وليس من داخل السودان وليس بسودانيين. أنظر، مثلاً، إلى افتتاحية جريدة (الرأي العام) عدد الاثنين 23 مايو 2005، وعلى وجه التحديد العناوين الرئيسية التي زيَّـنَ بها السيد على اسماعيل العتباني مقاله وسوف يعطيك صورة كاملة عن طبيعة المقال الطويل غير المترابط والذي لا يحمل سوى رسالة تحث على (الكراهية) و(الترويع) وتطبيق النموذج (القاهري!!) على الخرطوم بدلاً عن (الجوهانسبيرجي!!)، معطياً انطباعاً بأنَّ هذا ما تسير عليه الأمور الآن ويجب تدارك ذلك، بالرغم من أنه حاول في مفردات قليلة إضفـاء طابع كوزمبوليتاني على الخرطوم. ليعود مرة أخرى لطرح بناء قومية من منطلق (لغوي) – اللغة العربية طبعاً. مقال يصب في صميم ما تعرضت له يا أخ محمد بالنسبة لطرح الأستاذ حسن مكي، بل أعتقد أنه أكثر خطورة لأنه يعمل على إثارة الوتر الأمني.

    ولا يخفى على ذكاء المتلقي ماذا يعني بإستعماله لمدينتي جوهانسبيرج والقاهرة، كما أنَّ المقال يتحدث عن نفسه تماماً.

    ويا إعلام يا.


    Quote: الرأي العام
    الاثنين 23 مايو 2005

    تحت الضوء

    علي اسماعيل العتباني

    Email: [email protected]

    لا سلام بلا أمن

    حتى لا تتحول الخرطوم إلى جوهانسبرج أخرى

    --------------------------------------------------------------------------------
    في كـــل يــوم يدخـــل العاصمــة

    ألــــــــف شخــــص ولا يعــــودون

    --------------------------------------------------------------------------------
    يجـــــب أن تفـــهم عـــاشــــــــوري أن للصـــــبر حــــدوداً

    --------------------------------------------------------------------------------

    ... من البديهيات أن معارك (السلام) أصعب وأعقد من معارك (الحرب) ... فليس كل من كسب الحرب يستطيع أن يكسب السلام .. ولعل الأمثلة في ذلك كثيرة وعديدة .. لعل أبرزها في زماننا المعاصر هي (حرب أكتوبر) .. حرب العبور التي حطمت أسطورة خط الجنرال (بارليف) .. ولاشك أن مصر قد كسبت معركة أكتوبر العبور ولكن هل كسبت معركة السلام؟

    ربما يختلف الناس في هذه القضية كثيراً .. ولكن يمكننا القول إن معركة السلام في مصر الشقيقة أدت إلى إنكسار في الصف الوطني المصري وأبرز دليل على ذلك هجرة أحد العقول الثلاثة التي خططت للحرب وقادتها وهو الفريق سعد الدين الشاذلي الذي ترك مصر واختلف مع السادات وانتهى به الأمر إلى أن أصبح لاجئاً سياسياً في ليبيا .

    ثم أن معركة السلام في مصر أدت إلى أن يصبح الرئيس المصري الذي حقق إسطورة العبور (منبوذاً) عربياً .. بل ومنبوذاً حتى لدى قطاعات واسعة في مصر حتى انه لقى حتفه بالطريقة التي عرفها العالم . بل ان جنازته لم يشارك فيها من العرب إلا القليل .. بينما طغى فيها الوجود الأجنبي والوجود اليهودي والصهيوني.

    وكذلك لا يزال سلام (كامب ديفيد) وسلبياته العديدة يلاحق عملية (التطبيع).. وقد رأينا أيضاً كيف جاءت إتفاقيات (أوسلو) ضعيفة ومهزوزة .. ورأينا كيف استطاعت اسرائيل أن تنفرد بالمفاوض العربي حينما أصرت على مقابلة ممثلي كل بلد عربي على حدة وإنفراد . ورأينا رفض إسرائيل بأن تفاوض (العرب) كعرب. إنما تصر على أن تفاوض (سوريا) كسوريا .. ومصر كدولة لوحدها .. وأن يكون تفاوضها مع منظمة التحرير الفلسطينية منفرداً وبعيداً عن العرب .

    كما رأينا أن مؤتمر السلام في الشرق الأوسط لم ولن ينعقد .. ورأينا حتى روسيا تجبر على أن تنسحب من الدعوة إلى عقد هذا المؤتمر.

    وبذلك يمكننا القول إذا كانت مصر قد كسبت الحرب وردت كرامتها واعتبارها ورفعت رأس العرب إلا أن من المشكوك فيه لدينا انها إستطاعت أن تكسب معركة السلام (مائة بالمائة) . وصحيح أنها إستعادت سيناء وقناة السويس ولكنها كذلك خسرت الكثير .. خسرت إستقلالها

    وشخصيتها القومية ودورها الريادي في العالم العربي وأصبحت مرتهنة للمعونات الاجنبية .. وسيقت حتى اصبحنا نرى التدخلات الكثيرة عليها .. مرة باسم الإصلاحات ومرة باسم مركز إبن خلدون ومرات تحت مسميات مختلفة .

    ولذلك فإن (العبرة) التي لابد أن ننتبه لها أن معركة السلام صعبة.. والمؤتمر الوطني اليوم يدخل على معركة صعبة .. معركة السلام .

    وفي تقديرنا أن الحكومة السودانية برئاسة الرئيس المشير عمر البشير انتصرت في الحرب ولا أدل على هذا الإنتصار من أنه حينما تعقدت المفاوضات وحينما قامت قوات التمرد بتحرك مفاجيء وغير متوقع واجتاحت (توريت).. قلب الرئيس البشير الطاولة وفض المفاوضات .. وأصر على استعادة (توريت) أولاً .. ولم يكن إصرار الرئيس البشير على ذلك مجرد (حماسة) جعليين كما ظن البعض - وإنما كان عملاً مدروساً قصد أن يوجه رسالة إلى المجتمع الدولي بأنه يفاوض من مركز (قوة). وقصد بأن يوجه رسالة أيضاً إلى المجتمع الإقليمي أن السودان متماسك وقادر على العودة إلى مربع الحرب. وأراد أن يوجه رسالة إلى المجتمع السوداني بأن لا يظنوا أن السلام يعني (الاسترخاء) ويعني ترك الأعباء ويعني الفوضى وأن الجهاد ماضٍ الى يوم القيامة.

    ولذلك استنفر المشير البشير المجاهدين وقواته المسلحة وقوى الشرطة وكان الدرس القوى الذي أبرز النصر المبين. درس (المعلم) للمجتمع الدولي والإقليمي والمحلي ..

    ونسوق هذا الكلام لإقتناعنا كذلك بأن المفاوضات وبقيادة العقل المحنك والشخصية الوطنية الزاهدة القابض على (الأوراق) ممثلاً في النائب الأول الاستاذ علي عثمان محمد طه وأركانحربه في طاقم التفاوض استطاعوا أن يكسبوا المفاوضات .. وليس أدل على هذا المكسب من توقف الحرب . وأن السلام قد عمت تباشيره وفي العامين الماضيين لم تطلق (طلقة) واحدة بين الحكومة وجيش تحرير السودان . وأن أكبر حاجز كان موجوداً داخل العقل الجنوبي قد إنهار . وهو مثل جدار (برلين) أو خط (بارليف) وكان يفصل بين الشمال والجنوب ويقوم على ثقافة الحرب وتعززه الكراهية . ولكن استطاع النائب الأول للرئيس الاستاذ علي عثمان بهدوئه وصبره

    ودبلوماسيته وإبتسامته أن يكسر هذا الحاجز.. وأن تتداعى قيادات التمرد إلى الشمال وأن يصبح ياسر عرمان في حماية الأمن السوداني.. وأن يصبح د. منصور خالد في حماية الأمن السوداني .. وأن يصبح الذين كانوا يتكلمون عن الإرهاب وعن (دموية) الإنقاذ يتكلمون الآن عن عقلانية رموز الإنقاذ إبتداء من رئيس الجمهورية إلى نوابه .. ويتحدثون عن الشراكة السياسية مع الإنقاذ .. ويتحولون من دائرة (العداء) إلى دائرة (السلام). ولكن بداهة ليست هذه كل (القضية) ..لأن السياسة كذلك تحتمل الدهاء وتستبطن العداء ولا تزال المدافعة موجودة وستكون موجودة إلى يوم القيامة.

    وربما تتغير أشكال الحروب وملامح المعارك وتتغير مناهج الصراع.. ولعلنا نقول ذلك وقلبنا على (الخرطوم) . فالخرطوم فيها نشأنا وترعرعنا.. ونشأنا فيها على حب الشرطة والبوليس (خُدّام الشعب).. وأننا منذ أن نشأنا كنا عندما نذهب إلى دور (السينما) أو دور (الرياضة) ونعود خلسة إلى المنزل نتحرى وجود الشرطة لنحس بالأمن والدفء.

    وكنا حينما نلعب في الليالي المقمرة ونسبح على الشاطىء بحر (ابوروف) نتحرى الشرطة ونتسامر بلعب (حرامية وعساكر) وكنت دائماً أجد نفسي في صف العساكر هذا من ناحية . ومن ناحية أخرى فإننا ننظر لنرى المرحلة المقبلة بتعقيداتها وبتركيباتها تحتاج إلى الشرطة .. لأن الجيش والقوات المسلحة ستنصرف إلى الثغور وحماية الحدود وتصبح مهام (الأمن) في بلد متعدد الأعراق متداخل الجنسيات .. مملوء بالنازحين واللاجئين من المهام الاساسية للشرطة .

    ونحن نعلم بأن الذين يقومون بأمر حراستنا ويقفون على أمننا حتى ننام مطمئنين يمرون بظروف صعبة ولكنهم مع ذلك يحترقون ويعطون عطاء خالصاً طيباً .. ولذلك تجدنا منحازين إلى الشرطة ومنحازين للاجهزة الأمنية ومع ذلك تجدنا منحازين إلى السلام وإلى المرحلة المقبلة . ونتكلم عن ذلك وفي ذهننا أن (الخرطوم) كانت منذ خمسين عاماً لا يتعدى سكانها نصف المليون ولكنها اليوم تضاعفت عشرين ضعفاً وتزيد فأصبحت تسير في إتجاه العشرة ملايين نسمة . وأصبحت تضم ثلث السودان هذا من ناحية.

    ومن ناحية أخرى فإن الخرطوم أصبحت مدينة (عالمية) تضم مئات القوميات والقبائل والجنسيات .. ويكفي أن كل شعوب أفريقيا موجودة في الخرطوم .. وكل لغات أفريقيا يتحدث بها في الخرطوم . وكل لهجات السودان يتكلم بها في الخرطوم .. فالخرطوم الحاضرة الآن التي أصبحت تشبه (ممبسا) و (دار السلام) و (كنشاسا) و (اديس أبابا) ما عادت عربية الوجه واليد واللسان.

    وهذا ليس سيئاً .. لأن الخرطوم القديمة ما كانت تشبه السودان .. وربما كانت تشبه بعض معالم العالم العربي ، وتشبه المثقفين .. ولكن الخرطوم الحالية تشبه وجه السودان بتعدده وتنوعه .

    وأصبحت الخرطوم كالمصهر بمطاعمها وشوارعها ومدارسها تصهر سكانها في بوتقة القومية السودانية وفي بوتقة اللغة (الخرطومية)
    وفي بوتقة ثقافة الخرطوم. وللخرطوم ثقافتها وفنها وأغانيها ومسارحها ونواديها. ولا نريد أن نتحدث في هذا المقال عن معالم ثقافة الخرطوم فهذا موضوع كبير ربما نخصص له مقالة أو مقالتين نتناول فيها أدب الخرطوم وفن الخرطوم ورياضة الخرطوم ولغة الخرطوم وشوارع ومزارات الخرطوم ..

    ولكننا نقول إن الخرطوم تقف اليوم على مفترق الطرق . فإما إن تتجه صوب نموذج (القاهرة) التي عرفت بأنها أكبر مدينة مسالمة في العالم لأن (القاهرة) هي هدية الثقافة الاسلامية إلى أفريقيا التي تعني الأمن والسلام والمحبة رغم الضغوط الإقتصادية والانفجار السكاني . ولكن الثقافة الاسلامية جعلت أهل القاهرة إخوة متحابين وجعلتهم كالقبيلة الواحدة وكالعرق الواحد وكالقومية الواحدة والشعب الواحد .

    ولعلنا نقول إما أن تتجه الخرطوم إلى نموذج (القاهرة) وإما أن تتجه إلى نموذج آخر يمثل الحضارة الغربية والكنسية الذي أهدى إلى إفريقيا وهو النموذج المتمثل في (جوهانسبرج) و (نيروبي) و (لاغوس) وما شابهها من المدن حيث تسود أخلاق العنف وثقافة العنف وتسود الجريمة

    والاغتصاب والصراع القبلي والإنفلات الأمني وتتكاثر العصابات حتى لا يستطيع الانسان أن يسير في الشارع آمناً .. حيث تسود حرب القبيلة ضد القبيلة وحرب السود ضد البيض وحرب السود ضد الملونين وحرب الملونين ضد البيض وحرب وحرب البيض ضد الكل .

    وحرب الاستغلال لكرامة الانسان والاطفال حيث يتفشى الإيدز حتى أصبح هنالك إثنان من كل خمسة يسيرون في شوارع هذه المدن مصابين بالإيدز وهى أعلى نسبة موجودة في العالم وحيث توزع لنزلاء الفنادق الأجانب إرشادات تحذرهم من الايدز والتجول في الشوارع بعد المغيب.

    إذاً إلى أي إتجاه تسير (الخرطوم) .. في إتجاه نموذج (جوهانسبرج) أم في اتجاه نموذج (القاهرة) ؟ ولعلنا بالطبع نريد أن تسير الخرطوم صوب نموذج القاهرة لأن (الخرطوم) نفسها تمثل هدية الثقافة الاسلامية . فالخرطوم التي أنشأها (خورشيد) باشا في العام 1843م كانت قرية صغيرة يقطنها (المحس) في توتي ويتناثرون على شطئانها المقابلة ويزرعون جزرها وجروفها وتحولت بيد (خورشيد) هذا إلى قرية يؤمها (الخرطوميون) ثم جاءت العائلات الكبيرة واستوطنت فيها وضاق المكان بأهل توتي فانتقلوا إلى جوار أضرحة أجدادهم الذين فارقوا الحياة قبل خمسمائة عام من تأسيس الخرطوم وبرزت حلة الولي الصالح حمد ود أم مريوم وحلة الولي الصالح خوجلي أبو الجاز ونزح آخرون إلى المقرن والبراري وأبو سعد وبرز حي الدناقلة .. كما نزح آخرون إلى مناطق الجريف وام دوم والعيلفون من أبناء الشيخ أرباب العقائد ثم برزت بعد ذلك أحياء الخرطوم كالسجانة والديوم . وبعد سقوط الخرطوم ومجيء المهدية نشأت في أم درمان أحياء الملازمين وبيت المال وأبوروف وودنوباوي والموردة والعباسية .

    إذاً هذه المدينة قامت على أسس الثقافة الاسلامية وهي تواجه الآن بإمتحان كبير.. لأن البعض يريد للخرطوم أن تحترق حتى تحترق معها ملامح التسامح ونماذج المحبة ونماذج العيش المشترك ونماذج التعايش مع الآخر ونماذج أغنية الحقيبة الذي كان نتاجاً طبيعياً ومتفرداً لتلاقح الثقافات.

    ولذلك يجب أن نقرأ ما حدث في (سوبا) داخل هذا الإطار الواسع.. وما حدث في (سوبا) جاء بعد سلسلة من الأحداث المتشابهة التي نرجو أن تكون (سوبا) آخرها . إذ سبق ما جرى في

    سوبا ما حدث في (الجخيص) وسبقه ما حدث في (شجرة) ود الماحي . وسبقه ما حدث في (الكلاكلة) .. والقضية هي ذاتها منذ أيام الوزير الصالح (شرف الدين بانقا) حينما كثر الكلام عن إبعاد النازحين حسب (الحملة) المستعرة والمستمرة بسيناريوهاتها إلى الآن والتي لاتذكر السودان بخير حتى أن أعصابنا تكاد تتلف .. لأننا نحن المكتوين بمهنة الصحافة والاعلام ومبتلين بمتابعة الأخبار وتسقط التصريحات في الميديا العالمية التي لا نسمع فيها إلا (السلبي) عن السودان . القتل والسحل وانتهاك حقوق الانسان ومحاربة النازحين والقضاء على الحريات والتضييق على الكنائس والاسترقاق .. ولعل هذه أكبر (جريمة) تم تدويلها عبر وسائط الاعلام على السودان .. وظل الاعلام الخارجي لا يتحدث أصلاً عن ايجابيات السودان وعن ما فيه من تسامح وتعايش وأن أهل الخرطوم بمنازلهم المتهالكة إقتسموا مع النازحين واللاجئين المياه والكهرباء والخبز والغاز والشوارع. وأنهم سكنوا نصف الأحياء القديمة والآن خططت لهم أحياء جديدة .. ولكن الاعلام الخارجي الذي يتغافل عن خزان مروي وعن ثورة التعليم العالي وثورة الطرق وتوطين العلاج ويتغافل عن ثورة الاتصالات وعن التحسن الاقتصادي الملموس الذي بدأ يدب في شرايين الاقتصاد السوداني لا يمكن إلا وأن ينظر إلى السودان (كجيفة) وأينما تكون (الجيفة) تتحلق فوقها الصقور وتتكاثر حولها الذئاب والآن تتجمع الذئاب وتلتف حول السودان.

    ولذلك نقول إن الخرطوم الآن تحتاج إلى قراءة مرجعية لنعرف تطورها ومستقبلها في إطار التغيرات (الديمغرافية) العميقة التي تمت فيها. وفي إطار الثورة الاسكانية التي قادها الدكتور شرف الدين بانقا والتي وزعت أكثر من نصف مليون قطعة أرض للنازحين وأصبحوا مواطنين خرطوميين وأصبحت لهم احياؤهم الراقية ..

    ولكن ماذا تفعل الحكومة إذا كان المزيد من النازحين يتقاطرون على الخرطوم وأنه في كل يوم يدخل الخرطوم ألف شخص ثم لا يعودون . بل إن الكلام عن أن إتفاقية (السلام) ستعيد النازحين إلى مناطقهم بات يبدو (أسطورة) إذ ان المعطيات تكشف أنه بعد السلام سيتدفق المزيد من

    النازحين من الجنوب والغرب إلى الخرطوم ، بدليل أن تقارير المنظمات الأجنبية تفيد بأن القرى النموذجية التي أقيمت من كوستي إلى مناطق الرنك وملوط ومناطق انتاج البترول وغيرها لم يذهب إليها النازحون. ولعل النازحين كافة الآن لا يفكرون في مسألة العودة الطوعية فهم يفضلون الموت في الخرطوم على جنات السلام في مناطقهم .

    ولذلك يجب التفكير الجاد في هذه القضية وتدارس كيف تستطيع الخرطوم أن تستوعب هؤلاء النازحين .. ولعل القضية ستظل متمثلة في (حيازات) الأرض .. وسيظل الصراع صراع حياة أو موت حول هذه الحيازات وسيلجأ الناس إلى سياسة وضع اليد مما سيعطل لغة القانون وسيادته.. ولقد رأينا القانون ينهار في أحداث سوبا والتي سبقتها. ولعل الأحياء العشوائية تتمدد الآن في كثير من جوانب الخرطوم وفي داخل أحياء الخرطوم وكل ذلك يحتاج إلى مراجعات كبيرة ويحتاج إلى تفكير عميق ومدارسات ويحتاج إلى خطة طريق وخارطة طريق .

    ولعل مفردة الخرطوم يجب إدارتها في إطار إدارة قضية السلام المتشعبة. وهناك محاور مهمة تتصل بوضعية الشرطة وتحسين أوضاعها وإتقان تدريبها وهنالك ما يتصل بقضية اللغة خصوصاً وأننا نرى محاولات من البعض لزج اللغة الانجليزية ومحاولة وضعها في مصاف اللغة العربية علماً بأنه لا يتكلم بها واحد في الألف من الشعب السوداني فهل يعقل أن تكون اللغة (الأم) ولغة الحضارة التي تعايشت ووحدت هذا الجزء من أفريقيا المسمى بالسودان متساوية مع اللغة التي جاءت حديثاً وبعد أكثر من (1300) عام لتؤسس لنموذج المناطق المقفولة في السودان ولتمنع التعايش بين أهله وتبذر الكراهية بين أهل الشمال والجنوب.

    وتعريف (القومية) في النهاية إنما يقوم على مفهوم (اللغة) عند الألمان مثلاً .. فهل يمكن أن تصبح اللغة العربية مساوية للغة الانجليزية.

    وكذلك معركة السلام تتصل في إتجاه توظيف الاموال واعادة النازحين وفي إتجاه بسط السلام والتوعية به وبمطلوباته وفي اتجاه التحديات الخارجية. غير أن مسألة بسط الأمن تعد محور بسط السلام ولا سلام بلا أمن..

    وفي إطار التحديات الخارجية لا نملك إلا أن نتحدث عن السلوك الممجوج الذي أبرزته المتحدثة باسم الأمم المتحدة (راضية عاشور) التي أخذت تتحدث في مالا يعنيها.. وهي لاتفهم حجمها وأنها مجرد (موظفة) صغيرة في مؤسسة دولية كبيرة وأن تصريحاتها الأخيرة تجاوزت الحد وأن هذا قد يعرضها للطرد.

    ولعل الرئيس السوداني عمر البشير الذي قلب الطاولة على المتفاوضين إثر إجتياح (توريت) يملك المفاتيح ويستطيع باشارة من أصبعه لوزارة الخارجية أن يتم طردها أو حتى طرد رئيسها إذا تجاوز السقف الأحمر وإذا تجاوز الخطوط الحمراء . ولذلك لا تفهم وتكون مخطئة إذا ظنت (راضية عاشوري) هذه انها يمكن أن تتدخل في كل قضية سودانية داخلية وإن ظنت أنها يمكن أن تلغي مهمة الحكومة والسلطات السودانية .. وربما كان التسامح معها مرده إلى أنها تأتينا من قطر شقيق . ولكنها كذلك يجب أن تفهم أن للصبر حدوداً .. وأن مطلوبات السيادة قد تتجاوز المطلوبات الأخرى.. وأن سلطان السيادة أهم وأبقى لدى السودانيين.

    ومهما يكن فإن ماحدث ليس بالحادث الصغير وأنه حادث له دلالاته العميقة فينبغي أن تستخرج هذه الدلالات وينبغي أن ترسم للشعب السوداني وتبسط له.. وينبغي أن تبرز المحاسبة في إطار سيادة القانون وفي إطار سيادة واستقلالية القضاء السوداني وفي إطار المرجعيات السودانية



    الاثنين 23 مايو2005

    http://www.rayaam.net/articles/article1.htm
                  

05-24-2005, 03:37 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي (Re: إسماعيل التاج)

    اصلا حكاية مفكر استراتيجى دى اطلقها عليه واحد صاحبنا يعمل فى قسم الاخبار فى الاذاعة... جاء صاحبى هذا لابوظبي ولمته على هذا وقلت له كيف تتجرا وتطلق عليه هذا اللقب فقال لى انه لما دخل صدام الكويت كان كل الاعلام موجه نحو نصرة موقف صدام وكنا نستضيفه بحكم التوجه الاعلامى ولا نجد اخرين لديهم الاستعداد لقول شىء وقال لى كنا نعظم من شانه ونمشى عملنا وسارت فيه ..
    انا فى راى حسن مكى ناصح امين للاخوان المسلمين وحكاية مفكر دى كبيرة عليه .
    لانه دائما ياتى وغير مرتب الافكار ولا يعطيك احساس المفكرين كما كان يفعل الاستاذ ابو القاسم حاج حمد مثلا
                  

05-24-2005, 05:06 AM

democracy
<ademocracy
تاريخ التسجيل: 06-18-2002
مجموع المشاركات: 1707

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي (Re: mohmmed said ahmed)

    وهل د.مصطفي عثمان إسماعيل وزير الخارجية دبلوماسي بالفطرة كما قال عنه رئيس النظام البشير؟؟؟

    هل هو شخصية عالمية كما قال عنه شيخه د.حسن الترابي ؟؟؟

    فالاسماء والالقاب فى زمن هذا العهد ليس لها مرجع ستند عليه ودمتم .
                  

05-24-2005, 09:22 PM

أبوتقى

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 289

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي (Re: democracy)

    up
                  

05-24-2005, 11:18 PM

democracy
<ademocracy
تاريخ التسجيل: 06-18-2002
مجموع المشاركات: 1707

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي (Re: mohmmed said ahmed)

    وقد تابعت د.حسن مكي كثيراً أبان دراستي بالمركز الدبلوماسي والماجستير بجامعة الخرطوم فى حقبة التسعنيات وعليه أحقاقا للحق هو باحث متمكن و لديه حصيلة معرفية طيبة عن منطقة القرن الأفريقى ومايجرى فيه وهو دا محور اهتمامه وتركيزه ولا ابالغ اذ قلت سياسة السودان بالنسبة لهذا المحور هو مهندسها طيلة عهد الانقاذ .
    عليه اتحفظ بحكاية انه خبير استراتيجي ولكن يمكن ان نعتبره باحث مجتهد ومتطور ......
                  

05-25-2005, 01:22 AM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي (Re: democracy)

    الاخ محمد سيد احمد
    Quote: تحدث عن تقسيم لدرجات المواطنة السودانية وقسمها لاربعة
    اولا مواطن درجة اولي وهو ابن الوسط
    درجة ثانية قال انه الغرابي
    درجة ثالثه من غرب افريقيا يعبر السودان ذاهبا للحج
    درجة رابعة المواطن من جنوب السودان


    هذه معلومة صحيحة
    Quote: حسن مكي لديه فكرة كتب عنها وقال بها كثيرا عن الحزام الاسود الذي يلتف حول الخرطوم
    قال ان من بين كل 4 اشخاص في الخرطوم يوجد مواطن جنوبي
    وهذه معلومة صحيحة ايضا

    Quote: الجنوبيين والغرابه اغلبية في الخرطوم


    وهذه معلومة قد تكون صحيحة ايضا

    وايراد المعلومات في حد ذاته لا يجب ان يكون دافعا للاستنكار، اكثر منه دافعا لتحري الاسباب و معالجتها.. بيد ان حسن مكي في تفسره للظواهر يفتقر الي المنطق السليم الي حد الادقاع..بدرجة تجعل اطلاق لفظة مفكر عليه تجنيا علي الفكر نفسه..
    رغم كل ذلك، لا اخفي انه يكاد يغمرني الارتياح عندما يكتب حسن مكي، العتباني، الشوش او حتي علاء يوسف ما يكتبون من افكار..لانني اعتبرهم يكتبون ( الذي لا يقال.. الذي يفرق) كما عبر عنه فرانسيس دينق..هذه الافكار، التي يرتاع عند سماعها كثير من المثقفين، الذين- الي يوم الله هذا- يحتارون في تفسير ما وصل اليه حال السودان..ويستغربون: كيف و لماذا يرفع بعضهم السلاح و التهميش واحد..
                  

05-25-2005, 01:15 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 9240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حسن (Re: mohmmed said ahmed)

    قد تكون لحسن مكي معرفة جيدة بقضايا القرن الافريقي
    وشهادتك اخي سيف بحكم معاصرتك له في مجال اكاديمي تقول بذلك
    مع ملاحظة ان اهتمام النظام بقضايا القرن الافريقي دائما ما يتم من خلال منظور امني
    لاحظ سفراء السودان جلهم اصحاب خلفيات امنية
    عثمان السيد وسبقه الفاتح عروة
    في قضايا الفكر والسياسة السودانية
    حسن مكي يروج لفكرة مركزية لديه عن الحزام الاسود
    والحديث البغيض عن الجنوبي النازح والغرابي الوافد
    واستخفاف بالديمقراطية في افريقيا
                  

05-25-2005, 03:47 AM

mansur ali
<amansur ali
تاريخ التسجيل: 03-27-2004
مجموع المشاركات: 576

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن (Re: mohmmed said ahmed)

    الأصدقاء محمد سيد أحمد والكيك ،
    شكراّ على طرحكم لهذا الموضوع ،
    وربما أعود للتعقيب في وقت آخر ، حتى أتناول إسهامه في منطقة القرن الإفريقي .

    ***
    وأعذرونى مقدماً إذ لم أتمكن من العودة،،
    فوقتي بالكاد يسمح للمتــــــــــــــاوقة أو المساورة أمام البوست.

    وشكراّ مرة أخري علي هذا التنوير
                  

05-25-2005, 05:45 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 9240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حسن (Re: mohmmed said ahmed)

    الاخ ايمن
    تقول ان تقسيم ابناء الوطن الي 4 درجات
    معلومة صحيحة
    كيف يازول
    منو البيقسم الناس بالصورة البشعة
    انت جنوبي مضطهد وانت غرابي درجة تانية
    دا كلام عنصري وبيجيب الحرب والبغضاء
    وكلام عامة لا يليق ان يقول به مفكر
    وانا استغرب من قولك ببساطة ان تقسيم الناس درجات معلومة صحيحة وفي منبر عام
    لماذا يتم التركيز علي وجود ابناء الجنوب والغرب في الخرطوم
    ولماذا تكون الخرطوم متاحة ومرحبة بابناء كل ابناء الوطن ويستثني ابناء الجنوب والغرب
    انا ارتاع فعلا عندما اقرا مثل هذه الافكار
    وساظل رافضا لها
    والحديث عن حزام اسود يحيط بالعاصمة حديث عنصري اخرق
    هولاء قذفت بهم الحرب وهربوا من جحيمها ولم يكن نزوحهم للالتفات علي احد او مؤامرة للانقضاض او الترصد
    هم في الاطراف وكل يوم تداهمهم الشرطة وما اخبار مجازر سوبا ببعيدة
    امس فقط جرد القائد احمد هارون 400ضابط و6000فرد من الشرطة لتطويق منطقة سوبا
    ليخرج بحصيلة مضحكة لاسلحة بيضاء سكاكين وسواطير
    هولاء ابناء الوطن لا يمتن عليهم احد بالخرطوم او اي مدينة يختارون العيش فيها
                  

05-25-2005, 01:31 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن (Re: mohmmed said ahmed)

    الاستاذ محمد سعيد


    شكرا ً لإثارتكم موضوع العنصرية من خلال تطرقكم لما قاله حسن مكي .. مرسل لكم هذه المقالة وهي منشورة هنا في البورد وامل ان تثري النقاش
    مع تقديري لدوركم في التثقيف

    "نحن عرب العرب"
    صلاح احمد ابراهيم



    أنا زنجي.. وأبي زنجية
    وأمي ...زنجـــية
    قلها قلها لاتجبن
    في وجه البشرية.
    الفيتوري


    في ما بدا من السجالات الحادة التي يقوم بها نفر ممن ينشطون في الكتابة عبر شبكات الانترنت, يلحظ المرء ان هناك تراوحا ً بين هشاشة اللغة وعنفها وضعف البناء التعبيري المتوازن عن المأساة الوطنية, بين التعبير ذاتياًً عما خص ما هو موضوعي ومحاولة التقعيد الثقافي لعنصريات منتجة من سحارة القبائل السودانية, بين إستدعاء ذاكرة التاريخ المحملة بالغبن تجاه قوميات محددة وفكرة أن الوطن مجال أحادي لممارسة إثنية ما متخيلة ــ وليس هو بالضرورة متعدد قبائليا ً مهما بدا من سيطرة تلك الإثنية ال " ما ", تراوحا ً بين الإنتصار لعاطفة الانتماء العرقي مع تعمد متكلس لهزيمة اية امكانية للتعقل في الطرح واختزال تاريخ شؤون الإجتماعي والثقافي والإقتصادي السودانية في دائرة عشائرية, بين توظيف الدين والإغتراف من الأثير الباث عن الصراع الحضاري لتكفير الآخر أو التشكيك في وطنيته ومن ثم فضحه أمام الملاً الوطني ــ كون إنه متواطئ مع الاجنبي " الصليبي" ضد مصلحة الامزجة العقدية والقومية علي حد سواء, تراوحا ً بين الإعتماد علي الدين فيما يتعلق بتفاصيل الواقع المحتملة للتفسير بأكثر من مرجعية وذلك لمقت الآخر بالعنصرية الهادمة لمعني حديث الرسول" ص " المحذر عن التعنصر للذات وتجاوز معاني الدين ذاته الحاضة علي عدم التفريق والتشيع,تراوحا ً بين تحميل السياثقافي السوداني التاريخي أخطاء ما هو منتج علي أصعدة التجربة السودانية من دون تفحيص أدني إشراقات والسعي لتحصيل ثقافة للوطن عرقية الجذور ل" إجتثاث " هذا السياثقافي بآخر لايعترف ضمنيا ً بملامح العروبة السودانية والتي ــ كما أري ــ لاتختلف عن رديفاتها المصرية والجزائرية و اللبنانية و العراقية, هذي "العروبيات" المعربة ثقافويا ً, وليس عرقيا ً مئة بالمئة.
    لعل هذه السجالات السودانية المستظلة بإفرازرت الواقع الدولي , في جانب ـ ومترافقة مع الصحوة الاثنية التي أخذت شكلا ً متعولما ً كثير الإثارة في بعض التخوم العالمية, ورطت بالمشاركة عددا ً كبيرا ً من ناشطين فكريين وسياسيين هؤلاء الذين خاضوا مع هؤلاء الكتاب ذوي الخبرة الضئيلة في الممارسة الثقافية والسياسية ـ تبرهن علي عمق الازمة السودانية, وليس ازمة الهوية كما يؤكد البعض لأن الهوية هي مسألة إجراءات سيوسيولوجية حربائية نسبية يتم التنظير لها لضرورات الضبط السياسي الدولتي, سيوسيولوجية لأنها متصلة بعناصرالزمان والمكان, وحربائية لأنها تتلون بلون الواقع السياسي الذي تحياه, والذي يعيد انتاجها بعد إمتصاص المؤثرات الحضارية والديموغرافية والوجودية, والدليل انه اذا ما اخذنا الحالات السودانية والبرازيلية والمصرية والامريكية والفرنسية والجنوب افريقية والموريتانية والهندية, وهذه الحالات بين الفينة والاخري تطرح خطابات عنصرية ودينية متطرفة, فإننا نجدها تلبس لكل زمان لبوسه لتقي نفسها من خطر الاصطدام الاثني ولتشحم عجلات المسيرة السلطوية " الظافرة " كما يشار.
    في امريكا يتحدث بعض علماء الاجتماع الآن عن إحتمالية الخلوص يوما ً ما الي " المجتمع البني اللون"The brown society, وذلك بعد الهجرات التي واجهت امريكا في السنوات الاخيرة وسببت في مصاهرات متصاعدة بين الاعراق الامريكية , برنارد لويس ــــ وهو يهودي تركي الاصل, هاجر إلي امريكا وأصبح واحدا ً من المنظرين الاساسيين للمحافظين الجدد أمثال بات بيترسون واليهودي شارلس كرامزور وروبرت كيغان وصمويل بيرل وجورج ويل, وفوق كل هؤلاء اليهودي بول ويلفيز الذي سيتولي رئاسة البنك الدولي ـ قال, اي برنارد أن أوربا, قبل نهاية هذا القرن, سوف تحكمها الاغلبية المسلمة المتحدرة من المغرب العربي وكذا بعض الدول الاسلامية من مخلفات الاتحاد السوفيتي السابق, وبعض دول آسيا وافريقيا والشرق الاوسط .
    إذن هذا هو الحيز الخارجي الذي يتكامل مع صنوه الداخلي ليدفع تلك السجالات عن المسكوت عنه إلي المنابر القومية, إنها تلك السجالات المبرهنة علي عمق التحولات الاعلامية الجديدة التي, بسبب حريتها, ستسحب البساط حتما ً من منابر الطرح الاعلامي والصحافي التقليدية المتمثلة في التلفاز والمذياع وأركان النقاش الجامعية والندوات السياسية والادبية والمنتديات الفكرية المراقبة سلطويا ً والتي كانت الي زمن قريب تحاول تقنين اوتوجيه سياق الوعي وفقا لادبيات الاجتماع السوداني , الآن تمثل هذه السجالات بقضها وقضيضها مجالا اعلاميا ـــ او فسحة منبرية غيرملتزمة تجاه احد او مجاميع من الناس ـــ تصنع من الخطاب العنصري وخطابات اخري ساحة للاعترك المناطقي وفرصة للتجهير بالمسكوت عنه في تاريخ العلاقة ما بين المتساكنين في الصحاري والغابات والسهول وضفاف النيل, فضلا ً عن ذلك تنبئ عن ثمة خلل بين في رصيد فكرنا السياسي عموما ً, وكذا في حراكه العملي والذي ما يزال عاجزا ً عن ترقية ذاك المفهوم للهوية الي خطاب قومي نسبي في جمعيته يستوعب شتاتات الذهن المواطني الموزعة بين الافريقانية " غير المتماسكة معرفيا ً " عند محاولة شرح كيفية حيثياتها الثقافية و المسقطة دائما ً علي هذا المماحكات العنصرية كتقية لا تحمل لغة ولا دينا ً ولا تراكما ً حضاريا ً متحد البنية او قادر علي تحمل تبعات الانصراف او التخلي عن " العروبوية " المندغمة, هي الاخري, في طينة ايدلوجية الاسلام السياسي بإنتهازه الشللي /العشائري, وهي بأية حال ليست العروبوية ـ الفكرة المشابهة لفكرات الاتحاد الاوربي ,أو النمور الآسيوية او منظمة المؤتمرالاسلامي ـ التي قصد بها التضام الإستراتيجي في الجوانب الجيوبلتيكية.
    بين هذين البرزخين[ الافريقانية القحة عرقيا ً والعروبوية المهجنة ايديولوجيا ً ] تتوالي سجالات هؤلاء الكتاب لفضح من جهة شرخ الخطاب السلطوي التأريخي وسوداوية ممارسته التي جعلت من جنوب السودان ودارفور والشرق وجبال النوبة اثباتات دامغة لفشل مشاريعه في التنمية الوطنية والاقتصادية والمدينية, والفشل كذلك في تنمية العلاقة مع الجوار الاقليمي وتفادي حساسياته, والفشل في فهم قرطاسة الواقع الدولي, الفهم الذي يبعد عن التورط في تقاطعاته السياسية والحضارية والثقافية المتصارعة, وهناك الفشل في تنمية هياكل المؤسسات السياسية التشريعية والتنفيذية والدستورية وكذا المؤسسات الرقابية التي كان متوجب ان تسهم في تقليل فساد وإنحياز [ ممثلي الاثنيات الذين ينشطون قوميا ً] وهناك الفشل في تنمية ذهن الصفوات الثقافية والاعلامية والفنية والادارية الخدمية والتي كان متوجب كذلك ان تمتن ما يدعم العمل لخلق قومية سودانية, وأخيرا ً وليس آخرا ً الفشل في تنمية اسس الحوار حول خطابها المركزي ـ أي السلطة ـ المفتوح للتأويل بالضرورة, بوصفه يمثل "غازيتة" لضبط صادر ووارد الممارسة ومرجعاً لتنمية خطابات الهامش الفكري والثقافي والسياسي والصناعي والتجاري والفني والنقابي والاعلامي.
    عشائرية وإنتهازية الخطاب والممارسة السلطويين والتي وصلت قمتها عبر الوضع الحالي ـ فوقأ ً عن كونها أثارت إشكاليتين, عقدية وإثنية ما تزال مردوداتهما السلبية تغطي الفضاءات السياثقافية ـ ما كان بمقدورها ان تحدث تلك التنمويات المجتمعية حتي تقل الصدامات اللفظية لهؤلاء الكتاب الذين يتصارحون بالمسكوت عنه, وانما في احيان كثيرة تحمل هذه العشائرية في جوفها ـ بخلاف محاولة الكبت الثقافي للجماعات الشمالية النيلية الليبرالية ومنظمات المجتمع المدني ـ كبتا ً خفيا ً اخر لنماذج ما تسمي بالثقافات الشعبية.
    اضافة الي ذلك فان تلك العشائرية تاريخيا ً, بجانب هدمها الطبيعي لاية محاولات اصلاحية ديمقراطية شحيحة داخلها وداخل المتحصل عليه من الموروث السياسي أعاقت توظيف الخبرات الليبرالية في الخدمة العامة, وعاقبت انتماءاتهم لهؤلاء الاحزاب , مخافة ان ينخرو سرياً في بنيانها , ورغبة في تنعم وثراء نخبواتها فقط من السلطة.
    هذه العشائرية ايضا ً, وفي سبيل استمراريتها اهدرت توظيف المال العام لانشاء مشاريع استراتيجية عادلة في بعض الامصار السودانية تلك التي تساعد في تحقيق الرفاه الاجتماعي وسط هذه القطاعات الاثنية ولذلك بدا عراك هؤلاء الكتاب منتقما ً لهذا الصنيع وكافرا حتي بالاثنيات ذوي الاصول العربية جميعها ناسين ان السواد الاعظم من " المستعربين في الشمال النيلي ظلوا يسهمون اجتماعيا وثقافيا وسياسيا عبر التنظيمات السياسية في تعرية الانظمة التوتاليتارية القابعة في دست الحكم وهم أيضا ً المستعربين الذين من بينهم قادة فكرانيين وسياسيين اسسوا منهجياً لنقد هذه العشائرية " الاقلية" في استغلالها للعروبة والاسلام في تهميش الغرب والجنوب والشرق والشمال الذي لايناصرهم, كما انه لايمكن تحميل أغلبية الشمال النيلي وزر التخلف السوداني, إذ أن الباحث الحصيف في الولاءات التقليدية الحزبية للاحزاب الشمالية المستندة علي نوع مختلف لترجمة معاني العروبة والاسلام, ومؤمنة بالديقراطية حلا ً لمشاكل السودان سيري ان جذورها العميقة انما تمتد الي هوامش دارفور وكردفان والشرق وليس الي الشمال النيلي وحده, كما ان هناك نخبوات من الهامش المتظلم تنتمي الي الاتجاه الاسلاموي الذي بدا الان مدمرا ً لما تبقي من الهامش, كابتا ً اللامركزية االحقيقية للسلطة من جهة, ومن الجهة الاخري مدمرا ً الولاءات التقليدية للاحزاب المتبنية , كما اشرت, الي نموذج الثقافة العربية الاسلامية المختلف نوعا ً ما عن ما مارسته الديكتاتورية العسكرية والعسكرية الاسلامية, بمعني آخر ان الهامش كان لديه انتهازييه الكثر عبر السلطات الديكتاتورية , ولو ان البعض يحمل أحزاب الامة والاتحادي والجبهة الاسلامية أسباب التخلف , فإن سنارة أقلية الشمال النيلي المسيطرة تصطادهم من حيث يدرون أو لا, اذن فان هذا التعقيد في الصراع علي السلطة كان عميقا بحيث انه لم يدرك من قبل دعاة الخطاب العنصري المتأفرق الذين وجدوا في الكفر ب "عروبة السودان الثقافية حتي" مدخلا لمحاكمة كل السياثقافي السوداني الشديد التعقد, بل والاساءة اليه بلا ادني ترطيب لفظي, وربما يعود ذلك الغضب إلي فشل الانظمة الديمقراطية في الفترات القصار لحكمها في تأكيد جديتها في إنصاف الهامش المتظلم, بل وعجزها عن إمتلاك رؤية واضحة للمشاكل التي جابهتها في السلطة, والتهاون في المحافظة علي المكتسب الديمقراطي نفسه.
    علي جهة دعاة الخطاب العنصري المستعرب بقيت الكتابات الساخرة من بعض القبائل الافريقية الجذور مدخلا ً للثأر ضد المقالات التي انتقدت ما اسمتهم بالجلابة, والذين معرف بهم الي انهم يرمزون الي ابناء الشمال النيلي , وعلي هذا الاساس يلتقي فكر هؤلاء بصورة غير مباشرة مع الفكر التوليتاري السلطوي الذي ينطلق من تراث التأسلم والاستعراب فقط منهجا ً في التعامل السياسي لدولة الاقوام وهي ايضا ً دولة المعتقدات السماوية والوضعية التي تتباين بحدة في تفسيير علاقة الدولة بالمعتقد, وعلاقة المعتقد بالمجتمع ومن ثم الفرد والعالم والكون,.
    المسيحيون جمعيهم وأغلبية المستنيرين من المسلمين والمؤمنين بالسبر والكجور لا يؤمنون بثيوقراطية دولة
    لا يوحدها شئ مثلما توحدها حقوق المواطنة. إن طرح موضوعة المواطنة القيقية كحل لمشكل السودان لايقنع دعاة الخطاب العنصري المستعرب وبعض كثير منهم علي خلاف مع سلطة الانقاذ, في تخير مواقف اكثر ابتعادا ً عن الفكر القبائلي, بل ولا يقنع اندادهم اصحاب الخطاب العنصري المتأفرق بأحتمالية الوصول الي معالجة حذرة لهذا التعقيد السياسي حتي لا تستفيد السلطة من هذا العراك الذي حتما ً تتمني اشتعاله كما لو انه يضرب المعارضة الثقافية والسياسية في مقتل ويشغلها عن التوحد لمجابهة افعالها, وربما لايشك المرء مطلقا ً ان السلطة لقادرة علي توظيف اي شي لاحراج المعارضة.
    علي مثابة اخري , فانه لايمكن فحص هذه الكتابات المتعنصرة ما لم يتم درس الاثر الاستعماري والسلطوي التاريخي وكذلك الاقليمي في تذكية بؤرات التوتر العنصري في مخيلة البعض من السودانيين.
    علي جهة الاثر الاستعماري كان لامناص من عزل مناطق جغرافية محددة, وذلك هو ديدن الاستعمار الانجليزي, من الاندغام في لحمة وسداة النسيج الوطني السوداني, المناطق المقفولة بالنسبة للجنوب ـ وسياسة الحاكم " مور" تجاه قبيلة الزغاوة التي تعتبرمناطقها اكثر تخلفا ً في العالم وليس السودان فحسب وذلك بسبب ما واجهته القبيلة من حيف وظلم وأقصاء حتي بداية السبعينات.
    إنما علي مستوي الاثر السلطوي التاريخي , فإن سياسة الخليفة التعايشي التي يردها كثير من المؤرخين الي الموقف العنصري تجاه توليه خلافة الامام المهدي, لعبت دورا ً عظيما في ضعضعة الوحدة الوطنية التي سعي المهدي لتمتينها بالمصاهرة وتولية زعامات اقليمية علي مستوي اجهزة سلطته, وفي الحق ما يزال البطش الذي مارسته سلطة الخليفة آنذاك نحو بعض الجيوب القبائلية حاضرة ومترسبة في العقل الباطني لهؤلاء الكاتبين من ابناء الشمال النيلي وبعض من سوادهم الاعظم الذين يعبرون عن ذلك باشكال من "القفشات"ابناء غرب السودان نحو الغرابة في مجالسهم الخاصة, ينعكس تهميشهم والاخرين كذلك علي المستوي الدولتي المسكوت عنه, وإنه ما من شك ان الناظر الي طبيعة التكوين الهرمي للمناصب السيادية لما بعد دولة الاستقلال وحتي الان يلمح ان ذاك المسكوت عنه ينبجس في شكل تهميش مزر لابناء الغرب والجنوب وجبال النوبة والشرق , وهذا التهميش سهل الرؤية اذا نظرنا الي تخصيص الوزارات الخاوية عن الفاعلية, وذلك ما دعا احد الوزراء الجنوبيين للقول" نحن لسنا حيوانات او عمال حتي نضاف الي وزارات الثروة الحيوانية والعمل والسياحة", وللاسف ان هذا الوضع ما يزال مجسدا ً الي يومنا, فدولة السيد البشير يري انه من العدل الاسلامي وثوابته ان تكون الرئاسة ونيابتها للشمال النيلي , وأذا كانت الخارجية هي الاهم فللشمال النيلي ايضا ً, واذا كانت المالية والداخلية والاقتصاد والدفاع والاعلام اكثر بريقا ً فجميع مستوزريها هم من اهلنا في الشمال النيلي كذلك, اذن ماذا بقي من سيادة الدولة لاهل الهامش.؟
    ان عدالة الاسلام او السماء سمها كما شئت لم تصبغ قلب المتأسلمين من اهل المؤتمر الوطني الذين امتلات اوداجهم واردافهم بالشحم بدلا ً عما تكون علي بطن رسول البشرية[ص] الذي كان يحزمها بالحجر من شدة المسغبة, كما انهم لم يعثروا ـ اي الإسلاميين عبر الارث الاسلامي كله علي قيم سيدنا عمر الذي كان رمزا ً للعدل الاجتماعي .ابعد من ذلك فقد اسهم " هؤلاء " في تأجيج الصراع الاثني عبر موالاة القبائل العربية الجذور في دارفور تجاه القبائل الافريقية ذات الغالبية المسلمة وبدت السلطة هنا كانما تمتهن استراتيجية استراتيجية قومية عروبية باطشة اكثر من كونها استراتيجية اسلاموية رحيمة مع " اخوانهم في الله والوطن والمصير, هذا برغم ان الاستراتيجية الاسلامية هي ما تسم الحركات الاسلامية في المنطقة كثابت من "ثوابتها" دونه خرط القتاد. هنا نلمس مفارقتين, الاولي هي تاجيج الفتن القبلية ومجافاة العدالة في النظر الي الاثنيات السودانية بوصفها كل واحد لاتفريق له, ولعل جوهر رسالة الاسلام هو تحقيق مثل العدالة الاجتماعية, وماذا يبقي من الاسلام اذا ما تم السطو علي اعز قيمه واحلالها بقيم شريرة يراد بها الاسهام في تفتيت عضد الممارسة الاجتماعية لسودان ما يزال تواقا ً للعدل والمساواة.
    حقا ً إن كل هذا الخلل السلطوي في ادارة شؤون الدولة منح هذه الكتابات العنصرية الدافع , الدافع الاقوي للطفو علي المنابر المفترض قوميتها لتشكل مهددا جديدا للمجهودات المبذولة لتشكيل قومية سودانية عبر اقلام كثير من المفكرين والمثقفين والسياسيين الذين يسعون لمراجعة هياكلها المعرفية ورتق ثقوبها العملية بالنقديين الثقافي والسياسي وصولا ً الي النموذج القومي الذي يروض "عقل العاطفة السودانية" و "عاطفة العقل السوداني " .
    فيما يتعلق بالاثر الجيوبولتيكي, كان هناك الامتداد السياسي للفكر العروبي القوموي , والسودان تاريخيا ًموسوم بدوره التجسيري في ادبيات السلطة لهذا الفكر الذي قاد الي شكل معين للدولة العربية ما بعد فترة الخمسينات التي شهدت مناسبات الاستقلال الوطني لاغلبية الدول العربية, وشهدت ايضا ً بلورة التنظيم السياسي الرسمي للعرب كافة. الدولة السودانية منذ ذلك الوقت اعتمدت علي فعل الاستعراب السياسي المستبد اكثر من اعتمادها علي تأكيد خصوصية السودان كقطر قوميات اقل ما تريد ان تحس به هو التنوع في مصادر فكر وعمل الدولة. إن ذلك الفكر العروبوي الذي اسئ استخدامه في السودان وفي بلدان عربية كثيرة اصبح الان يمثل عبئا ً علي الدولة القطرية رغم نبل مقصده ورغم التنظيرات العميقة لميشيل عفلق وشبلي العيثمي وصلاح بيطار والياس فرح ومحمد احمد خلف الله وكلوفيس مقصود وكذا الحصاد الفكري الكبير الذي قامت به المراكز الفكرية والثقافية في مصر وبيروت والمغرب. ولكن دائما ً تظل انتهازية السياسي وسرقته للمشرع الفكري هي السبب الاساس لهذا التردي العربي وكان نتاجه ان بدت هذه التعابير العنصرية السودانية متوائمة مع اخري عراقية وجزائرية وموريتانية ومصرية ولبنانية ليس من الصعب ان نقراها عبر كثير من مواقع الانترنت, بل وليس من الصعب التنبؤ بمردوداتها السلبية إن لم تسع النخب العربية لبحث الامر بتعقل وشجاعة متناهية في الاعتراف بالتظلمات العرقية القوية المحاججة والقادرة علي توظيف اللوجستية الاجنبية الجاهزة لزعزعة الاستقرار في المنطقة وخدمة مصالحها. إن العرب الذين تجمعنا معهم عناصر اللغة والاسلام والمصالح الاستراتيجية في حاجة لمراجعة تراث القهر الفكري والسياسي والاجتماعي الذي ادي الي هذا النوع من المظالم الاثنية وقاد الي تعويق كل اسس التنمية العربية المنشودة من قبل اولئك النفر من المفكرين القوميين الاستراتيجيين.
    ويذكر في هذا الصدد ان الدكتور سعد الدين ايراهيم حكي لي انه انتبه استراتجيا ً في بواكير ثمانينات القرن الماضي الي مسألة التهميش الذي هو احد اسقاطات الفكر العرب علي واقع الحياة العربية, ودعا الي ما اسماه بمؤتمرالاقليات في الوطن العربي وذلك لمجابهة هذا التحدي الذي ربما سيلقي بظلاله السلبية علي الواقع الداخلي للاقطار العربية المتعددة الاثنيات في المستقبل المنظور, ولكن المفارقة كانت ان جميع الدول العربية رفضت اتاحة الفرصة لهذا المؤتمر الحيوي للانعقاد في واحدة من العواصم التي ما فتئت تستضيف الملتقيات الثقافية والفكرية التي تنتهي بمجرد بيانها الختامي الانشائي, وانسدت امام الدكتور سعد الدين كل التوسلات عبر الاصدقاء من النخبة الفكرية المشاركة في بعض الحكومات العربية, ولما انتظر ردها ًمن الزمان لم يجد آذانا صاغية إلا في قبرص التي استضافت المؤتمر, واذكر ان الدكتور حيدر ابراهيم شارك ببحث قيم عن الانتلجنسيا العربية.
    هذه الواقعة ترينا كيف ان الاستراتيجيا العربية قد عميت, او تعامت, من النظر الي هذه المسالة الحساسة التي تتعلق بالاستقرار السياسي العربي - ولم تنتبه هذه الاستراتيجيا حتي لقبول النقاش والحوار سبيلا ً لمراجعة التجربة من اجل تيسير استمراريتها.
    إن الانكي والامر ان صحافة السلطة الهادرة النباح شتمت ابراهيم ووصفته بانه عميل للاستعمار ويريد إثارة الاحن الطائفية والعرقية, ولعل المشاهد الان للواقع العربي يدرك ان الاكراد والجنوبيين وثوار دارفور لعبوا دورا ً كبيرا ًفي الاستعانة بالاجنبي لانصافهم مهما كلف ذلك من تشقق دعامة "الدولة العربية ", أما الاقباط الان فإنهم يسعون داخليا وعلي نحو اكبر في الخارج للتخلص من التهميش الحكومي والاجتماعي والتحرشات ضدهم من قبل بعض المتطرفين الاسلاميين, فيما يسعي البربر باستماتة لاحياء الامازيغية كلغة للتخاطب الرسمي والابداع والغناء, وهل ننسي الاكراد الذين يتوقون للخروج من الحمص العراقي بدولتهم المستقلة رغم معارضة سوريا وتركيا وايران.
    الحري بالقول انه كان يمكن تفادي هذه المثالب في ذاكرة الفكر القومي العروبي لو ان الفكرة الاستراتيجية الملهمة للدكتور سعد الدين وجدت آذانا ً لم يصبها الوغر, او نفوسا ً لم تأخذها العزة بالاثم, او عقولا ًعشعشت العصبية القبائلية في صماماتها.
    عودة للخطاب العنصري المتأفرق, يري المتابع لمسوغاته أن لا كبير مسؤولية تدمغ بطونه, فهو علي ناحية إستناده علي المظالم التأريخية الحقيقية التي لازمت حيوات القوميات التي يعبر عنها لا يعترف بل ويعدم الرؤية البديلة للتوحد مع السواد الاعظم المقهور من الشماليين النيليين ذوي الاصول العربية والافريقية والذين يمثلون غالبية المجتمع المدني والحزبي المنادية بمعالجة جراحات السودانيين السياسية بمبضع الحوار العقلاني الديمقراطي ـ الذي يوصل كما اشرنا إلي دولة المواطنة العادلة المساوية بين كافة السودانيين دونما اي تمييز للون او عرق او معتقد, وذلك كحل إستراتيجي يضمن وحدة السودان ويضمن في الآن ذاته تقدمه وسلامه إستقراره.
    مضافا ً إليه, ان الخطاب العنصري المتأفرق يكتسب صفته هكذا دون ان يشرح لنا ان هناك امكانية لثقافة افريقية " مختبرة " واحدة ـ قادرة علي ان تحمل في متونها مثل انسانية تؤكد اهمية الديمقراطية بلوازمها المعروفة مثل حقوق الانسان وشفافية الممارسة السياسية والاقتصادية والاعتراف بالآخر وحرية الصحافة وحرية الاديان و..و...و.., ولكن ما اعفانا النظر الي هذه الافريقانية من مآسي القتل والتطهير العرقي في رواندا وليبريا ونيجيريا وسيراليون وتشاد وزائير وبورندي وتنزانيا واثيوبيا ويوغندا والصومال وغير ذلك كثير, هذا بخلاف نتانة الفساد الحكومي والتهميش القبائلي والتورط مع الاجنبي في نهب الخيرات الافريقية وتآكل البنيات الخدمية والاقتصادية والتنموية وتفشي الاوبئة والامراض بسبب إهمال الرعاية الصحية, وبالحق ان كل ما صاحب الفشل السياسي والاجتماعي في بلداننا إنما ينطبق علي غالبية الدول الافريقية, وذلك ما دعا البروفيسو الكيني المزروعي للقول بعودة الاستعمار ثانية كبديل افضل لانتهاكات النخبة الافريقية لكل شأن يتعلق بحقوق المواطنيين.
    عموما ً ان الخطاب العنصري المتأفرق مثله مثل نديده المستعرب, فهو يوظف اية سانحة لإثارة قضاياه ضد الشماليين النيليين ويعدم الحكمة في التفريق بين النخبوات السلطوية والاخري التي تؤمن بضرورة رد مظالم اهل الهامش, اكثر من ذلك فإن هؤلاء المتأفرقين يثيرون بخطابهم ذاك حتي الشماليين النيليين الذين يتعاطفون مع المظالم الحقيقية هنا وهناك, ويحرجونهم أمام الغالبية, غير ان كل هذا ربما يجعل المرء يفكر حول ما إذا كان للنظام الاسلاموي مصلحة في دفع هذا النقاش علي ذلك النحو وبما يفيده ولأجل ان تكون هناك إيحاءات واشارات ان ثورات دارفور والشرق وجبال النوبة إنما هي محاولات عنصرية لإنتاج زنزبار جديدة وبالتالي تقوم السلطة بالإستشهاد بهذا الخطاب المتأفرق علي اساس انه الواجهة الفكرية لهذه الثورات.
    إن الواقع يؤكد علي ان المظالم الشاملة التي واجهت الهامش السوداني, الافريقي الجذور والعربي أيضا ً, انما هو من الصعوبة إنكارها إلا اذا كان هناك هدف آخر ربما هو استدامة المشكل السوداني.
    وصحيح ان هنالك تفاوتا كبيرا في التوظيف الحكومي والاداء الخدمي هنا وهناك من بقاع السودان, ولكن فان السبل الكفيلة بمعالجة هذا الخلل يتطلب معالجة قومية النشأة, وللاسف لاتتوافر الآن, وسعي مستمر لانجاز الديمقراطية والاحتكام بها كنظام سياسي وحيد قادر علي تطوير الاداء السياسي السوداني للتعامل مع هذه المنغصات للوحدة الوطنية وفي الوقت نفسه لابد من الأعتراف الحقيقي ان البنيات السياسية للمعارضة تفتقد القدرة علي الاصلاح الداخلي لفكرها الذي يستوعب الطاقات السودانية.
    الي ذللك ان تنامي او تصاعد الخطاب العنصري السوداني يكشف في جانب عن عجز النخب السابقة والراهنة في إستنان احزاب سياسية قومية حقيقية, وفاعلة علي ناحية التعبير عن اشواق السواد الاعظم من السودانيين دون ان يحس واحدهم إنها تتخذ مرجعيات مناطقية او دينية وللحق ما يزال السودان يفتقد ذلك الحزب الذي تكون عضوية مكتبه السياسي وعضويته القاعدية ممثلة بكل عدل لجميع مناطق السودان, حزب لا يحس المرء انه دخيل فيه او لايعبر عن قاعدة اهله, وقد كان التمني ان يخوض اليسار السوداني لجة هذا التحدي باعتباره الاكثر عمقا في تحليل الواقع السوداني, ولكن بدا ان هذا اليسار يعاني من مشاكل منهجية وتنظيمية هي محل دراسته الآن, كما ان طرفا ً منه اتخذ من القومية العربية منهجا لمعالجة الاشكال السوداني.
    إن منجاة السودانيين من واقعهم الكئيب ومن هذه الدعوة الخطيرة لتفريقهم الي قبائل وجغرافيات محتربة بدلا ًمن ان تكون متجانسة في إطار التنوع هو فضح هذه الخطابات معرفيا وقوميا بدلا عن الصمت النخبوي حيالها, بينما لا يشك المرء ان السلطة الحاكمة وبعض جيوبها يصبون الزيت في نار العرقية المتعصبة حتي ينشغل الناس بها وعنها.

                  

05-26-2005, 10:59 AM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حسن (Re: mohmmed said ahmed)

    up
                  

05-25-2005, 04:10 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي (Re: mohmmed said ahmed)

    العزيز محمد سيد أحمد
    تحياتي
    يستفيد هذا الرجل من المقارنة بينه وبين أقرانه من الكيزان لذا يلمع نجمه فالمقارنة حينما تكون مع يونس محمود وأسحاق أحمد فضل الله وعلي
    العتباني وأضرابهم تكون دوما لصالحه... أنه "أعور في بلاد عميان"
    ولكن قطعا حينما تكون المقارنة مع الكتاب والمفكريين والمثقفيين
    الوطنيين الحقييقين حينها سيوضع الرجل في حجمه الطبيعي كا أكاديمي أمامه طريق
    طويل يبدأ من تحرير كامل للعقل من أعباء وأثقال الأيدولجيا الشمولية
    الأقصائية ومن توابع هذه الأيدولجيا من تعالي عرقي وديني وجهوي -
    والكف عن عبث"الترقيع" و"الترتيق" التي يقوم به
    حينها يمكن أن يتفتح عقل الرجل وطاقاته الفكرية
    كمال

    (عدل بواسطة kamalabas on 05-25-2005, 04:18 PM)
    (عدل بواسطة kamalabas on 05-25-2005, 04:21 PM)
    (عدل بواسطة kamalabas on 05-25-2005, 06:46 PM)

                  

05-28-2005, 04:47 PM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي (Re: kamalabas)

    الاخ محمد سيد احمد
    رويدك يا اخي حتي تعلم منطقي

    اري ان ابدأ بقولك

    Quote: دا كلام عنصري وبيجيب الحرب والبغضاء


    وهذه خلاصة سليمة علي اطلاقها، و اتفق معك فيها و لكنني سأستبدل الفعل المستقبلي ( بيجيب) بالماضي ( جاب)، ذلك لان حبر التوقيع علي الاتفاقية التي اوقفت نزيف الدم ( و الدموع) في الجنوب لم يجف بعد..ولان الغرب و الشرق يلتهبان..و ان كنت تري ان تلك الحروب لم يكن لمثل هذه الافكار العنصرية فيها يد، فهذا امر يحتاح لنقاش طويل ( وانا لي تحفظ في استعمال كلمة عنصرية هكذا بلا تعريف).. اما ان كان مثل هذا الكلام ( بيجيب) حرب في (المركز) فاتفق معك..ولكنني عندها سأتساءل عن استنكارك قولي

    تقول
    Quote: تقول ان تقسيم ابناء الوطن الي 4 درجات
    معلومة صحيحة
    كيف يازول
    منو البيقسم الناس بالصورة البشعة
    انت جنوبي مضطهد وانت غرابي درجة تانية


    ثم تقول

    Quote: وكلام عامة لا يليق ان يقول به مفكر


    ثم
    Quote: وانا استغرب من قولك ببساطة ان تقسيم الناس درجات معلومة صحيحة وفي منبر عام

    وبهذا اراك تجيب علي السؤال بنفسك.. لان هذا التقسيم موجود في العقل الجمعي للعامة..وهو اذ يفعل، لا يعبر عن نفسه في تلك النكات البريئة ( او السمجة) فقط، و لكنه يتعداه الي افعال عنيفة و خطيرة مثلما حدث في المجلد و الجبلين، او ما حدث في سوبا قريبا..وربما جاز تفسير ما حدث في سوبا بتفسيرات شتى، و لكن اذا نظر المرء الي مسألة التعويضات ( خاصة فيما يخص الاراضي)، يجد ان هنالك اختلافا كبيرا في تعامل الدولة مع المتضررين،مثل التهجير القسري للنوير من مناطق البترول، بينما يتم تعويض اهالي الحمداب ( مهما كان بؤس البديل)، و فيما يخص سوبا فقد اتى احدهم بمقارنة من منطقة جبل اولياء غلي ما اعتقد.. وكما تري في الامثلة الاخيرة، فان الامر يتعدي العامة الي النخبة المتمكنة من السلطة..ولا شك عندي ان (قوة عين) البعض فيما يرتكبون من تجاوزات كالسابق ذكرها، تدعمها الثقة من عدم حدوث عقاب لان من يجلس في اعلي هرم السلطة من زوي القربي او ممن يحمل (داء العامة).. وحسنا فعل الطيب صالح بادراكه المتأخر لاجابة سؤاله ( من اين اتي هؤلاء). لذلك استغرب ممن يعيبون علي اتفاقية السلام تركيزها علي مسالة قسمة السلطة معتبريها مغانما لا تمت للصراع الاساسي بصلة..
    و بالعودة الي سؤالك عن (منو البيقول كدا)، اقول انني سمعت الكثيرين يقولون ذلك صراحة.. غير ان الكارثة ليست فيمن يقول، و لكن فيمن ينفذ ذلك بافعال.. و اني لاستغرب استغرابك من ان اقول ذاك الذي قلته في منبر عام. لقد قيل في هذا المنبر ما لم احسب ان احدا سيجرؤ علي قوله يوما..
    وهنالك من لا يقول ذلك ضد الاخرين، و لكنه يعكس ما يدور في مخيلة هؤلاء العامة.. انظر مثلا لقول الاخ محمد عكاشة:

    Quote: تزداد قناعاتى حول الوحدة وقنا عتى بان السودان بوتقة انصهرت فيه عبر سنوات طويلة العروبة بالزنوجة بالنيلوية ورغما عن انحدارى من قبيل يعتبر نفسه سادة اقوام السودان قاطبة وانقاها اعراقاتسندهم فى ذلك أوابد تاريخية واساطير متوهمة ونسج طويل


    وحدوية قرنق واقتراب ساعة انفصال الجنوب!!!!!

    فكيف تتمثل سيادة قبيلة ما في السودان.. و ماذا يمكن ان يؤدي اعتقاد قبيلة ما بسيادتها..وما هي القبيلة التي يمكن ان ينتمي اليها الاخ، و التي يتواطأ الاخرون في فهمهم لاعتقادها بالدرجة التي لا تثير فيها تلك الجملة الاعتراضية غبارا..

    و اتمني ان يفهم اقتباسي هذا في سياقه

    الاخ محمد
    يمكنني ان اورد من الامثلة من الواقع في السودان مما لا سبيل لسيرفر يكري بتحمله..و مثلما ارتعت ان مما اقول فقد ارتعت انا سابقا، و لكن صار حالي:

    انكرت طارقة الحوادث مرة.. ثم اعترفت بها فصارت ديدنا ( المتنبي)

    وكما اسلفت انني استغرب استغرابك بالرغم من متابعتك لما يجري في البورد.. اما ما يجري في الواقع، فانا لا استغرب اناكرك لحدوثه، ولن اناقش فيه.. فربما كانت نشأتك في بيئة مثالية لا تحدث فيها هذه الاشياء.. او ربما كانت شخصيتك تفرض علي الاخرين ان يفعلوا و يقولوا قولا سديدا..
    الاخ محمد
    ان هؤلاء العامة هم وقود الحرب (ان دعي داع الفداء)

    ** بالامس اخبرت صديق الانثروبولوجي هذا البوست، فأكد كلامه.. وقد ذكر لي ان باحثا يابانيا قد زار السودان و ساله عن التقسيمات الاجتماعية، فما كان من صديق الا ان ذكره له هذا التصنيف..
    (و لولا بطء في الاصابع.. و ضيق وقتي المتسارع لاسهبت)

    الحزام الاسود..

    فهمي للحزام الاسود هو ان اطراف العاصمة تقطنها اقوام سودانية من اصول افريقية.. ورغم انهم ليسوا بالضرورة اشد سوادا من حسن مكي، الا انهم يخضعون لهذا التقسيم مختل الاساس..وانا اري ان المعلومة صحيحة، اذ ان اطراف العاصمة يقطنها حديثي الوفود الي العاصمة..ولكن مشكلة حسن مكي انه يصل الي نتائج لا يلامسها صواب..و الاسئلة المنطقية عندي:
    1- اذا كان جل سكان الاحياء الفقيرة التي تحيط بالعاصمة ينحدرون من الغرب و الجنوب، أليس هذا دليلا علي ان التهميش ليس واحدا، مما يظهر في هذه النزوح الكبير؟
    2- اذا كان التهميش واحدا في كل انحاء السودان، الا يمثل هذا الحزام دليلا علي ان الفرص المتاحة للنازحين من الاقاليم المختلفة هي فرصا متباينة، ويلعب في هذا التباين عنصر الجهة؟ و اليس للامر علاقة بالسلطة؟
    ..لهذه الاسئلة و لغيرها كثير من الاجابات التي لا يمكن- لحسن الحظ- لامثال حسن المكي الاهتداء اليها..وهي سهلة الخلاص اليها
    ولم يكن نزوحهم للالتفات علي احد او مؤامرة للانقضاض او الترصد
    هم في الاطراف
    و لكن:

    اذا ساء فعل المرء سأت ظنونه.. وصدق ما يعتاده من توهم ( المتنبي)

    اقول حسن الحظ، لان هؤلاء القوم لا يقرأون التأريخ..وهذه العقلية هي التي تنخر في السد، وما هي الا موجة صغيرة حتي يجرف الطوفان تلك الطواطم

    هولاء ابناء الوطن لا يمتن عليهم احد بالخرطوم او اي مدينة يختارون العيش فيها

    هذا صحيح، ولكن الواقع سيئ
                  

05-29-2005, 00:47 AM

د.عمر عبد العزيز


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: mohmmed said ahmed)

    اخي العزيز محمد سيد احمد الحترم
    تعليقك على المقابلة التلفزيونية مع الاخ حسن مكي ذكرني بمقابلة شخصية لي معه في الاردن قبل عدة سنوات ، يومها شاركت في ندوة نظمتها مؤسسة " سجى " للانتاج لصالح تلفزيون ( اي ار تي ) وبحضور كوكبة من المفكرين العرب .
    تحدثت مع الاخ حسن مكي عن الشأن السوداني بوصفي من المراقبين العرب المتابعين لهذا الشأن ، وعندما احتدم الجدل الخلافي البناء بيننا باشرني بسؤال ينضح بالعنصرية قائلا لي : هل تقبل ان يتزوج زنجي اسود ابنتك ؟ !! قلت له بكل برود .. نعم .
    تاليا انصرفت عنه لشأني ، فقد تبيّن لي أنني امام حالة لا تستحق المناقشة ، فالسودان الكبير والمتنوع يفخر بتنوعه وعبقرية انساقه الثقاية والاثنية الرائعة ، وانا من المحبين للسودان وشعبه بالرغم من انني لم ازر هذا البلد الا مرة واحدة ، فيما كتبت عنه وعن احواله الثقافية والسياسية الاف الصفحات .
    عزيزي : محدسيداحمد
    في مثل هذه الضروف كثيرة الالتياسات من الضرورة بمكان ان يتصدى العقلاء والاسوياء للافكار العثصرية غيرالمقبولة بكامل المعايير ، فالسودان ماكان لعمقه العربي ان يتمتع بالخصوصية الابداعية والفنية والثقافية لولا عناصر التمازج ، والكيياء السحرية لهذا التمازج
    نحن نعتبر الجنوبيين كالشمماليين وكسكان الشرق والغرب ، يتساوى الجيع في المواطنة والانسانية والجوهر الخير الذي يمكن اجلاؤه عوضا عن ثقافة العنف والكراهية والعنصرية المقيتة .

    د. عمر عبدالعزيز
                  

05-29-2005, 02:43 AM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: د.عمر عبد العزيز)

    الاخ محمد
    فلتنظر لما كتب مضوي الترابي في الراي العام اليوم

    Quote: لأن التحدي الجديد الذي سنواجهه جميعا هو بين منظور:-

    1/ "السودان الجديد" الذي تطرحه الحركة الشعبية، و هو جاذب بكل المقاييس لشرائح كبيرة من المجتمع كانت ترى أن دورها كان هامشيا في التركيبة الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية في الدولة، و وجدت في تاريخ تركيب الدولة السودانية مرتكزا أقامت عليه بناءها النظري، و أستطاعت إغواء أبناء المناطق المضافة لسودان الممالك العربية الإسلامية القديمة فيما بعد العقد الثاني من القرن التاسع عشر ( الجنوب و جنوب كردفان، و جنوب النيل الأزرق ، و دارفور ، ومنطقة البجا) و أستطاعت أيضا خلخلة سودان الوسط العربي الإسلامي القديم بالنزوح الأفريقي للوسط و الهجرة العربية للخارج، و إجتذاب عناصر مثل الختمية و اليسار إلى خطابها السياسي الجاذب ، دون مسئولية تحد من سقفها مسئولية النظم المجربة على مدى خمسة قرون


    انظر لخطورة العقلية التي تقف وراء هذه السطور..وانظر الي الاستيعاب الخاطي للتاريخ (حتي لا نقول تزويره)..ان كان حسن مكي قد فارقته الفطنة عند بلورة افكار العامة، فههنا مثال لكيفية وضع نقس الافكار في اطار اكاديمي رصين..

    واذا لم تجد اجابة لسوالك:

    لماذا يتم التركيز علي وجود ابناء الجنوب والغرب في الخرطوم
    ولماذا تكون الخرطوم متاحة ومرحبة بابناء كل ابناء الوطن ويستثني ابناء الجنوب والغرب
    في كلام مضوي هذا، فلا اري وجاهة في استنكار قولي
    و اعتذر لعدم الاسهاب لضيق الوقت

    ايمن بشري

    (عدل بواسطة aymen on 05-29-2005, 02:58 AM)
    (عدل بواسطة aymen on 05-29-2005, 02:59 AM)

                  

05-29-2005, 06:55 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: aymen)

    Quote: ان يكون مفكرا مسألة فيها نظر
    وكمان استراتيجي؟؟!!

    يا راجل الكلام دا ميصحشّّ!!!

    حسن مكى اول شئ بتكلم بعدين يفكر!
    امال حيكون استراتيجى كيف لو ما عمل كدة!!
    تكون اصولى وتكون مفكر دى تجى ازاى!!
    جني

    (عدل بواسطة jini on 05-31-2005, 03:24 AM)

                  

05-30-2005, 08:32 PM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 9240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: mohmmed said ahmed)

    السوماني العزيز د عمر
    مثل الحديث الذي قاله لك البروف
    هو حديث يستخدمة العامة من دعاة العنصرية وهم يعتقدون انه مفحم ولا يمكن الرد عليه
    ان يصدر مثل هذا الحديث السوقي من من يعتبر مثقف واكاديمي هو الذي يثير الاسي والحزن
    ماذا يعتقد البروف
    هل هو افضل من الزنجي بسبب اللون
    وهل ابنتة اشرف من الزنجيات
    حسن مكي عليه فقط ان يعبر البحر الاحمر شرقا او ان يتجه شمالا
    سوف يقول له البعض انت اسود وعبد
    وسوف تفترس الاسود مروضها كما شبه د عبد السلام نورالدين محنة محمد طه محمد احمد
    الذي ظل يشعل فتن التكفير والارهاب الديني حتي امسكت النار اطراف ثيابه
    لمثل هولاء نقول
    البيلد المحن
                  

06-01-2005, 12:04 PM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: mohmmed said ahmed)

    الاخ محمد
    وما زلنا نقف عند السؤال

    Quote: لماذا يتم التركيز علي وجود ابناء الجنوب والغرب في الخرطوم
    ولماذا تكون الخرطوم متاحة ومرحبة بابناء كل ابناء الوطن ويستثني ابناء الجنوب والغرب


    لئن كانت دوافع مضوي الترابي سياسية، وعزر حسن مكي ضعف الامكانيات العقلية، فماذا نقول عن المرحوم خاج خمد

    حاج حمد : أنا ضد هيمنة الأثنيات و ضد تفكك الوسط و لهذا ضد نيفاشا و مع كونفدرالية للجنوب و فيدرالية للغرب .
    سودانيز اون لاين
    6/11 8:40pm
    بسم الله الرحمن الرحيم
    محمد أبوالقاسم حاج حمد – لبنان – الشويفات – جوّال 727833 / 009613
    منزل: 433519 / 009615 – ص . ب: 30062
    الإمارات العربية المتحدة – جوّال 7212219 / 0097150
    السودان (246165 00249912)
    (00249912287860)
    Email: [email protected]
    المفكر السوداني و الخبير الاستراتيجي (محمد أبو القاسم حاج حمد ) في لقاء ينشر غدا السبت (الصحافة ) السودانية – مانشيت الصفحة الأولي .
    حاج حمد : أنا ضد هيمنة الأثنيات و ضد تفكك الوسط و لهذا ضد نيفاشا و مع كونفدرالية للجنوب و فيدرالية للغرب .
    * تبدو (غامضا ) في كثير مما تطرح حول السودان , ففي حوارك الأخير مع صحيفة (ألوان) رفضت تسوية نيفاشا و اعتبرتها اختراقا جنوبيا لمركزية الوسط (5/6/2004م) .
    كما أنه في تصريحك الأخير للصحافة و البيان الإماراتية (29/5/2004م) – العدد
    (3951) قلت أن نيفاشا هي (حصان طروادة) و استمر نقدك للإنقاذ فماذا تريد فعلا ؟ !
    أولا : أريد ربط الجنوب بمصيره الجيوبوليتيكي الخاص به منذ قرن و ربع القرن . و ذلك في إطار كنفدرالي يرتبط مع الشمال بدولة وطنية واحدة , ذات سيادة واحدة , و بنظامين , و بينهما حدود عام 1956 الادارية , و بمعزل عن المناطق الثلاث المطروحة حاليا و التي تشكل اختراقا لجيوبوليتيك الشمال و مركزيته التاريخية و الجغرافية و السياسية .
    و ليس الأمر جديدا و مرتبطا بنيفاشا او مشاكوس , فقد طرحته بمحاضرتي بالإمارات العربية المتحدة , و نشرته جريدة (الخليج ) بتاريخ 16/12/1986م (كيف يفكر الجنوبيون السودانيون ؟) ثم محاضرتي في الامارات و نشرتها (الخليج) ايضا (السودان : مفهوم الوطن و جذور الانتماء القومي) بتاريخ 16/4/1987م ثم (حرب الجنوب و معادلات الشخصية السودانية ) بتاريخ 14/6/1987م و كذلك نشرت في (جريدة الخليج ) .
    و عمقت طرحي للكنفدرالية وفق حدود 1956م في مقالي بصحيفة (الحياة ) بعنوان :
    (خيار الوحدة الكنفدرالية بين شمال السودان و جنوبه) بتاريخ 26/5/1999م العدد (13227) وحين اعترض البعض باعتبار ان الكنفدرالية هي محض انفصال وضحت الامر في (الصحافي الدولي ) بتاريخ 17/7/2000م العدد (230) بعنوان : ( محاورة حول كنفدرالية الجنوب السوداني ) ثم أوضحت و فصلت مجددا في جريدة ( الصحافة) العدد (369 بتاريخ 6/9/2003م بعنوان ( نظامان في دولة واحدة – تركيب طبيعي للكيان السوداني )
    و تطرقت للعديد من الشروحات و التوضيحات في مجلدي : (السودان : المأزق التاريخي و آفاق المستقبل) – الطبعة الثانية 1996م .
    فما حدث في نيفاشا هو خروج علي جيوبوليتيك الجنوب الجغرافي و السياسي و الثقافي و اختراق لجيوبوليتيك الشمال و الوسط و هذا أمر رفضته و ارفضه منذ تحذيري من قبول الانقاذ مباحثات سويسرا لتسوية اوضاع جبال النوبة , حيث من هناك كان الاختراق الاول الذي تلته الاختراقات الاخري .
    ثانيا : إدانتي للانقاذ في هذه المسألة الوطنية المصيرية تتكافأ مع إدانتي الموجهة لكبريات الاحزاب السودانية بالذات حين أقرت في مؤتمر أسمرا في يونيو 1995م بالتفاوض علي المناطق الثلاث مع حركة قرنق الجنوبية وهي (جبال النوبة و الأنقسنا و آبيي ) , فكلهم مدانون الانقاذ و حزب الأمة , والاتحادي الديمقراطي , و التوابع الحزبية و السياسية الاخري .
    ثالثا : بالنسبة للغرب السوداني فقد وضعت سياسة متكاملة من (40) صفحة في مركز الدراسات الاستراتيجية في الخرطوم حيث كان يديره الاخ الدكتور بهاء الدين حنفي و ذلك بتاريخ 30/5/1998م بعنوان ( الصراعات الاقليمية و القبلية في السودان ) وضعت فيها جدولا لصراعات الغرب القبلية و الأثنية منذ عام 1932م و إلي عام 1998م و فصلت طبيعة مشاكل الغرب و خصوصيته الجيوبوليتيكة ايضا , ثم اوضحت في سلسلة محاضراتي الأخيرة (في منبر الصحافة) خلال الشهر المنصرم (ابريل ) ضرورة ربط الغرب الكبير (دارفور و كردفان) ب (فدرالية ) ذات صلاحيات واسعة و محبذا طرح الاخوين احمد إبراهيم دريج و بروفيسور ( شريف حرير) للعلاقة الفدرالية – وليس كنفدرالية الجنوب – بين الغرب و مركزية الوسط النيلي . و قد نشرت دراستي وقتها في صحيفة (الخليج ) بالشارقة و آخر عباراتها : ( سيتحول الغرب إلي جنوب آخر ما لم نتدارك الوضع) و ذلك في مايو 1998م أي قبل ست سنوات بالتحديد .
    رابعا : بالنسبة لمركزية الوسط التاريخي بشماله و كذلك شرقه و التفاعل ببعضهما منذ دولة (نبتة750ق.م-540ق.م) و دولة ( مروي 540ق.م – 350م) ثم الممالك المسيحية الثلاث التي استمرت الف سنة (نوباتيا و المقرة و علوة) و ممالك البجا القبلية ثم السلطنة الزرقاء و حلف (الفونج) في النيل الازرق و (العبدلاب) في الشمال و (الحداراب) في الشرق منذ 1505 م و الي عام 1821م و ما ثبتت به اركان هذه المركزية منذ الاحتلال الخديوي/ التركي (1821- 1885) , و الاحتلال الثنائي البريطاني / المصري (1899 – 1956م) .
    كل ذلك يجعل للشمال و الوسط و الشرق خصوصية غير خصوصية الغرب و الجنوب , و جيوبوليتيكا مختلفا , لهذا أكدت علي وحدة هذا الاطار المركزي ( الشمال و الوسط و الشرق) فهى منظومة تجمع ما بين ساحل البحر الاحمر و النيل , بخلاف غيرها و لها مركزيتها و يمكن توثيق تاريخها الموحد منذ ( نقش عيزانا) عام 350م , و هو أول ملك مسيحي في (اكسوم) , و هي منطقة تم فيها تفاعل ثقافي و حتي عرقي .
    لهذا لا تتقبل خصائص هذا الوسط أي نوع من الاختراقات . فإذا اراد قرنق ( الانتماء) لهذه الكتلة التاريخية المركزية كما قال في محاضرته في امريكا قبل عام و نصف فمرحبا به كوطني سوداني ديمقراطي و له أن يكون رئيسا لنا جميعا . أما إذا أراد تفكيك هذا الوسط التاريخي و إرث (2750 عاما) علي أسس عنصرية فهذا هو المستحيل بعينه .
    خامسا : لم أدعو يوما لتفكيك الانقاذ أو إسقاطه لأن في ذلك تفكيك لمركزية الوسط (دون وجود بديل) و لكني دعوت و ادعو لإعادة تصحيح لمواقف الإنقاذ ( منهجيا ) في الفكر و العقيدة , و ( استراتيجيا ) في السياسة و الحكم , أي طلبت (إنقلاب) الإنقاذ علي نفسه و ليس تفكيكه لأني أعلم أن مخاطر التفكيك دون بديل ليس علي الإنقاذ و لكن علي مركزية الوسط و لهذا كشفت انقلابا عسكريا كان وشيك الحدوث في عام 1993م و الشاهدان علي ذلك دكتور حسن الترابي و الاستاذ أحمد سليمان حين كان سفيرنا في واشنطن و كنت وقتها معارضا للإنقاذ و ما زلت . عير أن الإنقاذ قد بدأ يساوم علي هذه المركزية لاهداف (ذاتية ) و ليست (موضوعية ) و ما حدث في نيفاشا دليل علي ذلك , في وقت يعلن فيه (قرنق ) بوضوح و صراحة مخططه لاتخاذ المفاوضات وسيلة لتفكيك السودان (القديم) و استبداله بسودان جديد لا يقوم علي الوحدة الوطنية الديمقراطية و لكن علي (تحالف الاثنيات) غير العربية و بما يماثل ما يرد في (الكتب السوداء) التي أصدرها الموالون للترابي في حركة العدالة و المساواة في الغرب و بتوجهات عنصرية واضحة . و قد عالجت جذور هذا الفكر العنصري في جنوب السودان و غربه في محاضرتي الاخيرة في أبوظبي بعنوان (آفاق السلام في السودان – دراسة ميدانية و تحليلية ) في (المجمع الثقافي) بتاريخ 4/4/2004م . و قد نشرتها ( الصحافة) متسلسلة بعد ذلك .
    كما إنتقدت هذه المواقف العنصرية التي تدعي بهتانا و زورا تهميش الوسط للاطراف في مقالتي المنشورة بصحيفة (البيان ) في دبي و (الوسط) في البحرين و (الصحافي) في الخرطوم بتاريخ 1 مايوز 2004 و بعنوان (حروب الاطراف و دعاوي التهميش في السودان) .
    أقول بصراحة أنني قد رددت الصاع صاعين لمن كتبوا الكتب السوداء في الغرب , و لمن بعثوا تحالف الأثنيات العنصرية في الجنوب فلا مساومة علي مركزية الوسط ووحدته مع الشرق . أما بالنسبة لأبناء (البجة) في الشرق فهذا مساق آخر ستكشف عنه الأيام القادمة بإذن الله . فالشرق ( توأم) النيل و الوسط منذ خمسة آلاف عام و لكن ساسة الوسط مجرد كتبة و محاسبين و لا يدركون ذلك . و أكبر تنمية قادمة ستكون في شرق السودان حيث يتم الربط بين القرن الافريقي و دول البحر الاحمر في الضفة الشرقية منه عبر الشرق بالذات .
    سادسا : لا يقصد بتفكيك الانقاذ القضاء علي الفساد و السلبيات فقط و لكن يقصد تفكيك مركزية الوسط تحت طائلة أهداف عنصرية و دعاوي التهميش و خلافه . فهم يضربون مركزية الوسط من أضعف حلقاتها .. أي الإنقاذ و ممارساته .
    و لكن الاخطر أنهم يهدفون لاسقاط (الخيار الاسلامي) من خلال أضعف حلقاته
    ( التنظيرية ) و (التطبيقية) ايضا . و هي الإنقاذ كذلك . فهنالك تحالف (أفريقاني ) مع التوجهات (الليبرالية ) و (العلمانية) و مع ( العولمة ) لضرب الاسلام ( أصلا) من خلال أضعف حلقاته كممارسات (الانقاذ ) كما هي ممارسات (بن لادن) و ممارسات (الاصولية الاتباعية التقليدية ) التي تحاول إحداث الفوضي الآن في السعودية .
    في مقابل ذلك أتمسك بالإنقاذ مع معرفتي لسلبياته علي أمل الإصلاح منهجيا و استراتيجيا , و اتمسك بمركزية الوسط , مع معرفتي لسلبيات الحاكمين , عسكرا و أحزابا منذ عام 1954م , و اتمسك بالخيار الاسلامي رغم إدراكي للتطبيقات (الجاهلية) . أتمسك بكل ذلك كثوابت و أصول و لهذا فإن معركتي مع الإنقاذ و في داخل الإنقاذ قاسية جدا , و كذلك معركتي داخل مركزية الوسط و في مركزية الوسط قاسية جدا .
    • ما رأيك في كيان الشمال ؟
    ما أدعو إليه هو الحفاظ علي (مركزية) الوسط ضمن رؤية وطنية ديمقراطية ذات منحني استراتيجي و منهجي و شاملة لكل السودان , بكنفدرالية الجنوب و فدرالية الغرب , فالحفاظ علي مركزية الوسط ليست دعوة (جهوية ) أو (إنفصالية معاكسة برد الفعل) إنها حفاظ علي خصائص الوسط و خصوصيته في الإطار الوطني السوداني الشامل , غربا و جنوبا حتي لا يستمر الآخرون في (دعاوي التهميش) من جهة و لا تفكك مركزية الوسط من جهة أخري .
    اما الذين طرحوا (كيان الشمال ) أو (منبر السلام) أو غير ذلك , فإنهم مساقون برد الفعل العفوي و يؤججون لعنصرية مضادة في الشمال دون وعي منهم , في حين أن هذا الوسط الشمالي المركزي هو ( ضمانة وجود السودان كله) و ضمانة تطوره المستقبلي , هذا إذا فهمنا الأمر فهما منهجيا و استراتيجيا , فإذا تم تفكيك هذا الوسط المركزي تم تفكيك السودان كله , فتوجهي للحفاظ علي مركزية الوسط ليس اثنيا و لا عنصريا .. و لا من قبيل التعالي الثقافي العروبي , فثقافة السودانيين العربية مازالت ثقافة ( شفهية هشة ) و لم تؤسس مركزا (حضاريا ) كما في دمشق أو القاهرة أو بغداد أو قرطبة , كما أن التركيب لا زال ( قبليا ) من الزاوية الاجتماعية و قيمها العرفية المفارقة لقيم الاسلام نفسه .
    أنا أدرك سلبيات الوسط المركزي تماما و بأكثر من الذين يكتبون ضد الوسط في الغرب أو الجنوب . و لكني مدرك أيضا لخصائصه الجيوبوليتيكية و دوره الاستراتيجي في تكوين السودان الاشمل و لا أقبل التضحية بذلك , سواء تمت بضعف الإنقاذ الذي لم يعد يجسد صلابة الوسط عبر ثلاثة آلاف عام من التاريخ , أو تمت (بقوة ) الجنوب و الغرب المستمدة من البندقية و العنصرية معا , فالغرب و الجنوب تركتان موروثتان في جغرافية السودان السياسية عن مصر منذ فترة الخديوي إسماعيل (1870) . و لم يملك الوسط المركزي الكفاءة الحضارية و الاقتصادية و الإدارية للحفاظ عليها بفهم وطني ديموقراطي حضاري , فما أطرحه هو مجرد الحفاظ علي مركزية الوسط و ليس استعداء علي الآخرين , كما أني أرفض استعداء الآخرين عليه بمنطق التهميش الوهمي لتفكيكه .
    • هل رفضك لنيفاشا يعني الاستمرار في خيار الحرب ؟
    قطعا , كلا فأنا أرفض نيفاشا التي تستهدف تفكيك الوسط , كما أرفض تماما الحرب التي تستنزف الشمال و الجنوب معا , كما أن رفضي هو رفض (لحرب أهلية قادمة ) متي أوغل قرنق في بعث العنصريات في الشمال و كذلك في الغرب بدعاوي (حلف المهمشين) , وقتها سيتم استدعاء بيت الشعر الجاهلي لعمرو بن كلثوم :
    ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
    فيحدث هنا ما يحدث في العراق و لو تحت قبضة قوات حفظ السلام الدولية و الإقليمية , فهل أدركت القوي الدولية ضمن حساباتها كيف ابتعثت قوي ( الفالوجا) و ( المثلث السني) ؟! أو الجنوب العراقي الشيعي ؟! .
    إن مقترحي للكنفدرالية هو ( أول إعلان لوقف الحرب) في الجنوب و قبل نيفاشا و قبل مشاكوس . و حتي أني نصحت تحقيقا لتلك الكنفدرالية بسحب المدنيين الشماليين ثم الجيش , بل و قلت أن كل نفط الجنوب يجب التضحية به , و تسليمه خالصا للجنوبيين مقابل وقف الحرب و الكنفدرالية , فالقضية ليست قضية نفط . و لكن قضية ممارسة تجنب البلاد كلها
    ( الاستنزاف) البشري قبل النفطي , فأين انتهي نفط العراق بعد حربه مع إيران ثم حربه في الكويت ؟! .
    إن نفط الجنوب سيبعث ثورات أخري في الجنوب ضد الشمال مهما كانت بروتوكولات تقسيم الثروة . و من الأفضل ترك النفط كله لهم , فالحفاظ علي مركزية الوسط و وحدته أهم من نفط الجنوب.
    فإذا توقف الفساد في الشمال فلسنا في حاجة لنفط الجنوب أو جنوب كردفان , بل أن النفط بوضعه الحالي سيعزز الفساد نفسه .
                  

06-01-2005, 12:35 PM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: aymen)

    ولترً رد الفعل هذا

    حاج حمد وخيار التهديد بالإرهاب
    أقيوم أكمجو مسلم
    مستشار قانوني/الرياض [email protected]

    قرأت بذهول شديد ما صدر مؤخراً عن الدكتور محمد أبو القاسم حاج حمد من كتابات حول التطورات السياسية الأخيرة في المشكل السياسي السوداني. وقد صدمت أشد الصدمة بآرائه الفجّة ومقترحاته الفطيرة التي طرحها حول اتفاقيات السلام المبرمة بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان. بل أني شعرت بانقباض شديد من جرأة الرجل على الخوض في تنظيرات تتناول أوضاعاً بالغة السوء في بلادنا بهذا الشكل الذي يوحي بافتقاره لأي إحساس بما يعانيه شعبنا من آلام وحرمان ودمار بسبب الحرب التي جاءت كنتيجة طبيعية لمثل هذه المواقف الصفوية الغريبة التي طبعت التاريخ السياسي الحديث للسودان. وفي حين بدأنا الآن نجد أعداداً متزايدة من بين مثقفي الشمال يعترفون بدور الطغمة السياسية الشمالية القابضة على مقاليد السلطة في البلاد خلال فترة ما بعد الاستقلال في استمرار وتفاقم معظم هذه المآسي، ما زال هناك من يتمنطق منهم بالحجة القديمة بأن بلاوى السودان ومحنه هي من فعل القوى الاستعمارية العالمية التي تتربص بهذا "المارد" الجبار ولا تريد له أن يتقدم قيد أنملة!.
    لست معنياً كثيراً بتلك السفسطات والمغالطات التي وردت في أقوال الدكتور حاج حمد في حواره مع صحيفة (ألوان) في 5/6/2004م من رفضه لاتفاقيات نيفاشا باعتبارها "اختراقا جنوبيا" لما يدعوه "مركزية الوسط"، ولا بمماحكاته اللفظية في وصفه بروتوكولات نيفاشا بـ"حصان طروادة" عند استقباله من قبل صحيفة البيان الإماراتية بتاريخ 29/5/2004م. فالأمر عندي واضح جلي، والأسباب معروفة : فقد أصيب مثقفو السودان القديم بالذعر الشديد وهم يرون دولتهم الظالمة تدول بكل تأكيد تحت ضربات أصحاب الحق الذين ظلوا – بسبب جهلهم بحقوقهم وعدم قدرتهم على الفعل المؤثر – وقوداً لاستمرار هذه الدولة اللعينة وسبباً لتحكم أقلية تافهة لا شأن لها غير الاستبداد والاستغلال والانفراد بمقدرات ومكاسب معظم أهل السودان في شماله كما في جنوبه، وفي شرقه كما في غربه . وقد رأينا بأم أعيننا نماذج من هؤلاء المثقفين في ما يعرف زوراً وبهتاناً "بمنبر السلام العادل" حين انتفضوا ينفثون عن حقدهم الأسود على أهل السودان بدعوتهم لفصل ما يسمونه بالشمال عن الجنوب، بعد أن يئسوا من كسب ثقة أهل السودان الحقيقيين، وبعد أن ظفروا بحكم البلاد ردحاً من الزمان بدون وجه حق، وما دروا أنهم لا يملكون من الشمال شيئاً. وها هو ذا أحدهم ظل يتحفنا بنظريات فلسفية حول الحكم الرشيد والديمقراطية والوحدة الوطنية والسلام فلما حصحص الحق واستبان الباطل وتبين أن الجماهير التي ظلوا يتغنون باسمها قادمة لاسترداد حقوقها المسلوبة، طار عقلهم وذهب صوابهم فبدءوا يوزعون التهم بالعنصرية يمنةً ويسرةً.
    أنظر إليه وهو يصف مشروع السودان الجديد الذي آمنت به الجماهير السودانية في الجنوب والشمال بأنه تجمع "إثنيات"! ومحاولة عنصرية لاختراق وتفكيك ما يسميه "جيوبوليتيك الشمال ومركزيته التاريخية والجغرافية والسياسية". بل أنه، من فرط حقده على الحركة الشعبية لتحرير السودان لا يكاد يقر لها باسمها الذي عُرفت به، وإنما يدعوها "حركة قرنق الجنوبية" في محاولة مكشوفة لتقزيمها والإساءة إلى رصيدها السياسي القومي المشرّف، وحرمانها من الانتماء إلى تجمع الوطنيين الحقيقيين من أهل هذه البلاد الذين يهمهم أمرها ومستقبلها وتقدمها، وليس أولئك الذين ظلوا يرضعون من ثديها كالطفيليات دون أن يقدموا لها شيئاً . بل أنه يحاول أن يحبس الجنوب حبساً في "كرنتينة" من صنع خياله الجامح مما يسميه "بمصيره الجيوبوليتيكي الخاص به منذ قرن وربع القرن" كأنه كيان مريض لا يجوز له أن يختلط ببقية أجزاء القطر الأخرى، وأن يشارك أهله مع إخوانهم في مناطق السودان المهمشة في بناء هذا البلد الطيب، فأي استهانة بأقدار البلاد والشعوب أكبر من هذا!.
    لقد ظللت أقرأ للدكتور حاج حمد في الآونة الأخيرة كتاباته المتواترة في السياسة السودانية لكني لم أكن أتخيل أن تنحدر أطروحات الرجل إلى هذا المستوى المتدني من الإسفاف والاستخفاف بقيمة الشعب السوداني كله إلى الدرجة التي يعتبره فيها مجرد دمية لا حَولَ له ولا طَول في يد النخبة الشمالية فيما يسميه بالوسط النيلي الذي يجب أن يكون مركزاً يمنح المشروعية لبقية أطراف البلاد تبعاً لمشروعية تاريخية يدّعيها لهذا الوسط في استخفاف غريب بالآخرين .
    بل أنه لا يتورّع في أن يمنح الإنقاذ شيئاً من هذه المشروعية الجديدة باعتبارها رمزاً لمركزية الوسط المتخيّلة بحيث لا يجوز إسقاط أو تفكيك هذا الرمز . ثم يدعوا الدكتور قرنق، من موقع الاستعلاء، لأن ينتمي، إن شاء، لهذا الوسط المركزي الذي سماه "الكتلة التاريخية المركزية" كوطني سوداني ديمقراطي وليس كزعيم لما يتوهمه جماعات عنصرية يتم تجميعها من الأطراف المهمشة لتفكيك دولة العروبة المركزية التي تكتسب مشروعيتها من إرث تاريخي موهوم .. ثم إن الرجل لا يجد غضاضة في وصف كل فكر أو موقف سياسي أتى من الجنوب أو الغرب بالعنصرية في وقت لا يرى أي أثر للعنصرية في تجمعه الوسطي المركزي هذا الذي يسيطر عليه الجلابة من أدعياء العروبة منذ نصف قرن أو يزيد . فقرنق حين يسعى لتكوين سودان جديد يسع جميع أهله على أسس جديدة من العدل والمساواة إنما يسعى في نظر الدكتور حاج حمد لتهديد الوحدة الوطنية والديمقراطية من خلال تجميع (الإثنيات) غير العربية .. وأهل دارفور حين يفضحون حكم الجلابة الجائر بالأرقام والإحصاءات والحقائق الدامغة الواردة في (الكتاب الأسود) لا يصدرون إلا عن عنصرية سوداء وحقد أعمى للعروبة والإسلام .. إنه يعلن في زهو وغطرسة يندى لهما الجبين أنه عالج جذور الفكر العنصري في جنوب السودان وغربه في محاضرتين له ألقاهما في المجمع الثقافي في أبو ظبي بتاريخ 4/4/2004م بعنوان (آفاق السلام في السودان - دراسة ميدانية وتحليلية)، وفي سلسلة من المقالات نشرت له فيما بعد .
    ونحن نعرف أن أحداً من قبيلة الاستعراب لم يجرؤ حتى الآن على الرد على تلك الحقائق التي يشكو منها دكتورنا الفيلسوف الهمام بالرغم من سيطرتهم التامة على أضابير الدولة وإمكانية استخدامها للرد على من أعدوا الكتاب الأسود إن كانت الحقيقة غير ذلك . ورغم إدعاء الدكتور بأنه قد رد الصاع صاعين في موضوع الكتب السوداء إلا أننا لا نرى شيئاً من ذلك على الأرض فالحقائق تتحدث عن نفسها ، وهي أكبر من كل مدعٍ وكل متطاول . أما ما يسميه بتحالف "الإثنيات العنصرية في الجنوب" فهو بعث للسودان الجديد المغيّب منذ أمد طويل وهي صحوة لن يجرؤ العنصريون من مستعربي السودان على الوقوف كثيراً في وجهه إن شاء الله .
    ولآن دكتورنا الهمام، الذي لا يدانيه أحد في علمه وخبرته بمشاكل البلاد، قد وُفّق منذ زمن فوضع لغرب السودان دستوره الذي يجب أن يحتكم إليه في حل معضلاته المعقدة حين أعد لها سياسة متكاملة من (40) صفحة أودعها مركز الدراسات الاستراتيجية في الخرطوم تحت عنوان ( الصراعات الإقليمية والقبلية في السودان) ، وفصّل القول فيها بأن وضع لها جدولا لصراعات الغرب القبلية الأثنية منذ عام 1932م حتى عام 1998م ، وشرح فيها طبيعة مشاكل الغرب وخصوصيته الجيوبوليتيكة أيضاً ، فإن أمثال الدكتور قرنق دي مبيور يجب أن يكفّوا عن التفكير في مشاكل البلاد ، إذ لا ضرورة لذلك طالما وُجد من صفوة الدولة المركزية من هم أقدر منهم على وضع الحلول وابتداع السياسات حتى ولو كان هؤلاء المفكرين هم متبرجزة الخليج ومستشاري بلاطات الحكام في دول المنطقة ... نعم متى كان للعين أن تعلو على الحاجب .. ألم يقل أحدهم من كبار جنرالات الجيش السوداني المتقاعدين ممن عملوا في الجنوب في أوائل الثمانينات أن الدكتور قرنق لا يفهم شيئاً وإنما تملى عليه الأفكار إملاءً من قبل الأمريكان والغربيين؟! حقاً ، لقد صدق الدكتور قرنق دي مبيور حين وصفه قبل أعوام بأنه أبلد ضابط تعرف عليه في الجيش السوداني .
    ولعل غشاوة الاستعلاء العنصري قد أسدل سِترَه الكثيف على بصر وبصيرة الدكتور حاج حمد فلم يعد يرى أن التاريخ الذي يتكلم عنه باعتباره مصدر المشروعية لدولته المركزية والذي يعود آلاف السنين إلى الوراء قد صنعها أسلاف وأجداد الدكتور قرنق دي مبيور الذي يدعوه الآن لكي ينضم إلى رهطه من أهل الوسط، ولم يصنعه أجداده الذين لم ينصرم بعد على عبورهم إلى السودان من وراء البحار أكثر خمسمائة عام ... نعم ، لا يوجد من يستطيع أن يماري في أن بناة حضارتنا القديمة الذين علموا العالم صهر الحديد أقرب نسباً إلى الدكتور قرنق من الدكتور حاج حمد الذي يريد أن يسطو على تاريخ لا يعترف به أصلاً . أجل، نحن هنا على هذه الأرض الطيبة منذ بدء الخليقة ولم نأت إليها مهاجرين حتى تتم المزايدة علينا بتاريخ أجدادنا . فمَن يدعو مَن للاعتبار بهذا التاريخ العريق !! أما يزال دعاة الاستعلاء العرقي موقنين بأنهم سادة هذه البلاد الأوحدون وصناع تاريخها كما ظلوا يوهمون العالم منذ نصف قرن مضى؟!
    وللمحافظة على هذا الصنم الكبير الذي يعرف بالسودان القديم لا يرى الرجل بأساًَ في دعوة الإنقاذ لإعادة تصحيح مواقفها منهجيا في الفكر والعقيدة ، واستراتيجيا في السياسة والحكم ، حتى ولو استغرق ذلك دهوراً ودهوراً ، وما على الأتباع من أهل السودان الذين لا يعجبهم الحال سوى الانتظار حتى يتسنى للقادة والساسة ترتيب أمور البلاد على أي نحو يرونه دون الدخول في محظور تفكيك الدولة المركزية .
    أرأيت كيف يستهين الرجل بمستقبل أهل السودان ، بل بأرواحهم وسلامتهم حين يعلن على رؤوس الأشهاد أنه عارض مباحثات الحركة الشعبية لتحرير السودان مع الحكومة في سويسرا لتسوية أوضاع جبال النوبة بالرغم مما قادت إليه تلك المباحثات من نتائج إيجابية تمثلت في وقف لاطلاق النار في جبال النوبة وإمكانية توصيل الإغاثات لأهلنا المتضررين من المجاعة هناك ، وبل وبالرغم مما قادت إليه اتفاقية سويسرا من سابقة ساهمت بنصيب وافر في توصل الحكومة مع الحركة الشعبية إلى حزمة من الاتفاقيات المماثلة في الجنوب فيما بعد ، مثل اتفاقيات المحافظة على سلامة المدنيين واتفاقية إعادة الأسرى والمخطوفين من أبناء وبنات الجنوب ، وغير ذلك .. ولكن لا تثريب على الرجل فمستقبل دولته المركزية أهم بكثير من أرواح أهل السودان قاطبة ، إذ لا قيمة في نظره لأهل الجنوب وجبال النوبة وأهل الغرب سوى أنهم مجموعة من العنصريين الذين يستهدفون تفكيك دولة الوسط العربي المسلم . وإلا فمن هو ذلك العاقل الذي يجرؤ على إدانة ورفض اتفاقيات سلام من شأنها أن توقف حرباً هي بحجم حرب البسوس أو يزيد قضت على الأخضر واليابس في بلده لمجرد أن هناك إمكانية لتهديد وجود دولة مركزية يرى أنها تستحق ولاء السودانيين وإن قَضوا جميعاً وأن أرواحهم يجب أن تكون مهراً لها .
    هذه الفذلكات وما صحبها من الخوض في بسط لأفكار فجّة لا تستقيم على عود لا يهمني كثيراً فهي ردود أفعال تصدر عن مثقفاتية أدمنوا رغد العيش في ظلال الخليج الوارفة فلم يعد يهمهم من أمر السودان والسودانيين شيئاً إلا بالقدر الذي يحافظون به على سيطرتهم على رقاب العباد . غير أن الأمر الخطير الذي أثار حفيظتي من كل هذا اللغط هو جرأة الكاتب على التهديد المبّطن باللجوء إلى الإرهاب كخيار لردع أهل الهامش إن هم أقدموا على تفكيك دولته المركزية القائمة في الوسط . ولا نرى في إشارته ، بنوع من الإعجاب ، إلى أحداث الإرهاب التي تمزّق أهل العراق في الفلوجة والمثلث السني بمجمله، ومناطق الشيعة في الجنوب بصفة خاصة إلا محاولة لإرهابنا ودفعنا للكف عن المطالبة بحقوقنا المشروعة في دولة السودان .. ولكن هيهات أن يكون ذلك بعد اليوم . ولا شك أن مثل هذه الإشارات تنذر بشر مستطير وتستهدف استقرار البلاد في المستقبل وتعكس بصدق الطريقة التي يفكر بها بعض أهل الشمال الذين ليسوا على استعداد بعد للتسليم بحق الآخرين في حكم البلاد وقسمة مواردها معهم .
    ونصيحتي الغالية للدكتور حاج حمد ولغيره من مستعربي السودان الذين يتوهمون أن الإرهاب الذي استشرى في أجزاء كبيرة من العالم العربي والإسلامي يمكن أن يحقق شيئاً ذا فائدة على المدى الطويل أن ينظروا قليلاً إلى الوراء ليتمعنوا في المصير الذي حاق بالخوارج في صدر الإسلام بالرغم مما بدا أنهم حققوه من انتصارات في بداية ظهورهم . إن التربة السودانية لا تصلح لبذور الإرهاب إن كنتم تعلمون .. وعلى من يفكرون في استجلاب هذه النبتة الغريبة واستزراعها في هذه الأرض الطيبة أن يدركوا مشروعهم الفوضوي مصيره الفشل والاندحار . وإلا فلماذا أضطر أهل الإنقاذ إلى النأي بأنفسهم عن فلول وجحافل الإرهابيين الذين استقدموهم للبلاد في بداية عهدهم وبذلوا لهم كل مال وأسباب الراحة والتمكين على حساب أهل السودان ؟ .. أسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون .
    أما البكاء على الإسلام ومحاولة الإيحاء بأن التطورات السياسية التي تنتظم البلاد الآن إنما هي خطط لضرب الإسلام فهي أقوال لم تعد تستهوي أحداً ، ذلك أنكم إن كنتم حريصين على الإسلام أصلاً لما تنكبتم الطريق حين أتيحت لدولتكم الفرصة كاملة في عرض ما لديها من منهج وحضارة . بل ويكفيكم عجزاً إقراركم بأن الإنقاذ لم تعد تمثل مركزية الوسط التي تدعون لها ، إذ ليس لكم من بديل يستحق أن يُلتفت إليه طالما أقررتم صراحة أن هذا الوسط المركزي لا يملك الكفاءة الحضارية والاقتصادية والإدارية للحفاظ على البلاد بفهم وطني ديموقراطي متقدم ورشيد .
    ويكفي حجة عليكم أنكم تقرون الآن بسوء الإنقاذ وكثرة سلبياتها وعجزها عن إصلاح منهجها وممارساتها ، ولا معنى للتمسك بخيار إسلامي ثبت فشله في جميع التطبيقات السابقة ، فلا وجود لمنهج إسلامي تكتنفه الجاهلية ، فإما منهج أصيل أو ضلالة وتخبط . كما لا توجد ثوابت وأصول في شأن الأوطان تقررها فئة عنصرية قليلة دون مشاركة الآخرين خاصة إذا أثبتت هذه الفئة خلال خمسين عاماً أنها لا تملك شروى نقير من أمور الحكم والسياسة . وحسناً فعلت الانقاذ حين أدركت الحقائق الجوهرية للسياسة السودانية بعد طول عناد ففاوضت الآخرين على تلك المركزية الوسطية التي باتت عقيدة جديدة يحاول البعض أن يصلي في محرابها .. وقد تحرك قطار التغيير ولم يعد بإمكان الرجعيين أن يوقفوا العجلة مهما فعلوا .
    لم يعد هناك من أهل السودان من يحتمل التجارب الخائبة حتى ولو كان ذلك لتطبيق ما تسمونه الشريعة . فنحن لسنا فئران مختبران تفعلون بها ما تشاءون، ويكفينا ما حاق بنا من ظلم وخيبات أمل على أيدي هذه الدولة المركزية الخالية من المحتوى . وربما بات لزاماً عليكم أن تمنحوا الآخرين الفرصة لعرض ما لديهم من فكر أيضاً فربما كانوا أفضل منكم وأكثر رشداً . بل أننا موقنون أنه لن يأتي على السودان حاكم أكثر خيبةً وأشد بؤساً من حكام الاستعراب في مركزية الوسط الذين لم يملكوا حتى فضيلة الخجل عن خيباتهم المتواترة والمستمرة ، بل والاعتذار للآخرين مما فرطوا في حقهم وأسرفوا في الإساءة إليهم دون ذنب جنوه .
    إذاً فليذهب الصنم الذي يقال له السودان القديم غير مأسوف عليه ، وليذهب معه صانعوه من أهل الوسط النيلي إن أرادوا ، ولتذهب العصبيات والعنصريات التي ظللتم تصمّون بها آذاننا منذ أمد بعيد من عروبة، ووحدة وطنية وديمقراطية مزيفة وخلافها مما لم يعد ينطلي على الناس ولتبقى السودانيوية هوية شاملة لكل أهل السودان .
    وليعلم الجميع أن الجنوب والغرب وغيرهما من أقاليم السودان التي ظلت مهمشة ردحاً طويلاً لا تحقق أهدافها الآن بقوة السلاح وبالعنصرية ، بل بالحق المطلق والمشروع الذي منحه الله لأهلها وليذهب ، ولينعم أهل السودان أجمعين بحياة هادئة هانئة مستقرة في ظل اتفاقيات نيفاشا الجديدة إن شاء الله .

    أقيوم أكمجو مسلم
    مستشار قانوني – الرياض
    [email protected]
    هاتف رقم : 00966-1-2121665
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de