|
إلى الفردوس يا واثق................................
|
إلى الفردوس يا واثق
اللهم يا واحد يا قادر يا جليل يا يا حليم يا رحيم أرحم محمد الواثق رحمة لا تضاهى وألطف به لطفاَ كلطفك بأهل معرفتك من عبادك الصالحين ورسلك الأوفياء المخلصين وشهداء دينك الموحدين وأكرمه يا أكرم الأكرمين بفردوسك الأعلى بعد أن تدرجه فى الصراط المستقيم كما تفعل بأولياء الله إنه عبدك ويشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمداً عبدك ورسولك وعمل بأمرك فى التنوير وتعليم لغة القرآن وفقهها وفنونها وبرع فى ذلك وكفى وأوفى وما أنفك يفعل حتى لحق بك وترك تراثا معرفيا جبارا للأجيال فى آدابها وفنونها وعروض شعرها وبحوره اللهم إنه تحت رحمتك الآن فمن يدانيك فى ذلك إلا أنت وإنه تحت إمرة قدرتك وجلالك وقدرك فمن يقدر من هو مثله غيرك وأنه تحت طائلة كرمك فمن هو أكرم منك وأعظم اللهم غض طرفك عن صغائر قوله وفعله الضار وأحكم عليه بفعله وقوله النافع فقد إنتفع الناس بعلمه ومازالو وما برحو وما أنفكو يفعلون وسيظل ذلك دأبهم والديدن إلى يوم البعث فإنه من عبادك الذين خصيتهم وميزتهم بأنوار معرفتك الباقيه فأبقى أجرك الدائم له يا الله العزاء لكل الأهل الشايقاب بالنيه والجيلى ولكل الأهل بالسروراب والسقاى والشيخ الطيب ولأصهاره آل أبوالعلى وآل عبدالمنعم محمد ولإبنه أمجد الواثق وبناته ولأسرته الممتده ولطلابه والزملاء وخاص العزاء لإبن عمه وصهره الدكتور الحبر يوسف نورالدائم ولصديقه وإبن عمه الأخ الأديب الكاتب أسعد الطيب العباسى ولإخوته دكتور معتصم وجنابو وإخوتهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
منصور
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إلى الفردوس يا واثق................................ (Re: عبدالله الشقليني)
|
شكرا لكم جميعا الإخوات والإخوه الأعزاء فالواثق ملك عام وحق الناس أجمعين وستظل الناس تبكيه كلما إستوقفها إبداعه فبحق هو أعجوبة هذا القرن ومعجزته الباهره ونحن لا نعرف قدر ما نملك حتى يودعنا إلى آخرته فالواثق حرص على أن يسطر أنموذجا فى الأدب يتميز بالنضج والفرادة والتجويد اللغوى البديع فقد صنع مقامات ومقامات كما الحريرى وإبن المقفع والهمزانى بديع الزمان والمعرى وتحف الجاحظ وإبداع إبن طفيل كان مدرسة عاتية فى العروض وبحور الشعر وفى علوم المسرح ومقارناتها وفى فقه اللغة وأدابها وفى قرآنية نصوصه المزهله وبحورها الصعبه وتورياتها الظاهرة الغميسة الخفيه وموسوعيته وسعة مواعين معرفته ويكفيه حصره لأنواع الدوبيت وأضربه ونماذجه ومقارباته ومقارناته بالفصيح والقديم رحم الله البروف الواثق رحمة العارفين بالله والشكر لكم أجمعين ولا حول ولا قوة إلا بالله فهذا طرف عصى من دنيانا نقص!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى الفردوس يا واثق................................ (Re: munswor almophtah)
|
لك الشكر والسلامالأخ المقدم ألف جزاك الله خيرا فأنت تعرف الواثق جيدا لا شك فى ذلك وتدرى أن ذهابه الآن سيترك قراغا قلما نجد من يشغله وموته هو موت أمه وموت مكتبة ضخمه وحكيم عملاق ولكن ماذا نحن فاعلون إنها الإبتلآت الجسام والإمتحانات العظام عل المجتمع يدرك ذلك ويعمل على أن يسد ذلك الفراغ الكبير بالإبتعاث والتدريب.
لك الشكر والسلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى الفردوس يا واثق................................ (Re: munswor almophtah)
|
الأستاذ المخلص الوفى الباشمهندس عبدالله الشقلينى السلام ورحمة الله عليك والبركات نسأل الله أن يديم لك الصحة والعافيه وأن يكرمك بفضله ولطفه والإحسان وكالعاده مهرتك كنانية لحاقة سباقه وكعهدى بك لا تبخل أبدا على رمز من رموز هذه الأمه إلا وعزفت له سيمفونية إبداع سباعية السلالم وجسدت مقاما لا يقدر للوصول إليه دافنشى ورسمت له لوحة سريالية هلاميه يقع من دهشتها فك سلفادور دالى فقد بكيت الطيب محمد الطيب بدنقر إخلاصك وقرع وفائك ونحاس أصالتك ونقارة أفعالك للواجب وفعلت ذات الشئ للبروف عبدالله الطيب ولوردى وزيدان وحميد وأبوحريره حتى صار ذلك دآبك والديدن وصرنا ننتظره ونتوقعه ونسألك عنه وها أنت ذا تفعل ذات الشئ للواثق كما فعلته للجاغريو ولغيره فيا الشقلينى حفظك الله ورعاك لفضائل فعلك ولعدلك البائن لأهل التميز من قامات بلادنا الأوفياء ولك الشكر والود والسلام ولك التقديرـ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى الفردوس يا واثق................................ (Re: الطيب عثمان يوسف)
|
اللهم اغفر له وارفع درجته في المهديين وافسح له في قبره ونور له فيه واخلفه في عقبه. إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك لمحزنون .. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا تبارك وتعالى .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. - اللهم وسع مدخله و ادخله الجنة و غسله بالثلج و الماء والبرد - اللهم يمن كتابه و هون حسابه و لين ترابه و ثبت أقدامه و ألهمه حسن الجواب - اللهم طيب ثراه و اكرم مثواه واجعل الجنة مستقرة و مأواه - اللهم نور مرقده و عطر مشهده و طيب مضجعه - اللهم آنس وحشته و ارحم غربته و قه عذاب القبر و عذاب النار - اللهم نقه من خطاياه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس - اللهم فسح له في قبره و اجعله روضة من رياض الجنة و لا تجعله حفرة من حفر النار - اللهم انقله من ضيق اللحود و القبور إلى سعة الدور و القصور مع الذين أنعمت عليهم من الصديقين و الصالحين والشهداء - سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين - الفاتحة "و صلي الله على سيدنا محمد و على آلi و صحبه و سلم". أحسن الله عزاؤكم أخي منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى الفردوس يا واثق................................ (Re: الطيب عثمان يوسف)
|
Quote: إلى الفردوس يا واثق
اللهم يا واحد يا قادر يا جليل يا يا حليم يا رحيم أرحم محمد الواثق رحمة لا تضاهى وألطف به لطفاَ كلطفك بأهل معرفتك من عبادك الصالحين ورسلك الأوفياء المخلصين وشهداء دينك الموحدين وأكرمه يا أكرم الأكرمين بفردوسك الأعلى بعد أن تدرجه فى الصراط المستقيم كما تفعل بأولياء الله إنه عبدك ويشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمداً عبدك ورسولك وعمل بأمرك فى التنوير وتعليم لغة القرآن وفقهها وفنونها وبرع فى ذلك وكفى وأوفى وما أنفك يفعل حتى لحق بك وترك تراثا معرفيا جبارا للأجيال فى آدابها وفنونها وعروض شعرها وبحوره اللهم إنه تحت رحمتك الآن فمن يدانيك فى ذلك إلا أنت وإنه تحت إمرة قدرتك وجلالك وقدرك فمن يقدر من هو مثله غيرك وأنه تحت طائلة كرمك فمن هو أكرم منك وأعظم اللهم غض طرفك عن صغائر قوله وفعله الضار وأحكم عليه بفعله وقوله النافع فقد إنتفع الناس بعلمه ومازالو وما برحو وما أنفكو يفعلون وسيظل ذلك دأبهم والديدن إلى يوم البعث فإنه من عبادك الذين خصيتهم وميزتهم بأنوار معرفتك الباقيه فأبقى أجرك الدائم له يا الله العزاء لكل الأهل الشايقاب بالنيه والجيلى ولكل الأهل بالسروراب والسقاى والشيخ الطيب ولأصهاره آل أبوالعلى وآل عبدالمنعم محمد ولإبنه أمجد الواثق وبناته ولأسرته الممتده ولطلابه والزملاء وخاص العزاء لإبن عمه وصهره الدكتور الحبر يوسف نورالدائم ولصديقه وإبن عمه الأخ الأديب الكاتب أسعد الطيب العباسى ولإخوته دكتور معتصم وجنابو وإخوتهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
منصور |
اللهــــــــــمّ استجب لنا أنت الغفور الرحيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى الفردوس يا واثق................................ (Re: آدم صيام)
|
في رثاءِ الفارسِ الأعزل
سئمتُ الشِّعرَ مُذْ أمْسَـى مِدَادِي دَمْعِيَ المُرْسَـــلْ وأحـــــرُفُه جِراحــــاتٍ طِوالَ العُمرِ لا تَدْمَــــــلْ ومذْ أمْسَى بهِ شجَــــنِي غريمَ القلبِ لا يَرْحَـــــلْ وكانَ الصـــبرُ لي زاداً إلى الشــكوى فلا أعْجَلْ فيـــــا ربّـــاهُ، ثَبِّــــتْنِي بصبــــرٍ منـكمُ أجمَـــــلْ فصـبرِي اليومَ مُفْتَـــقَدٌ لفقـدِ (الفارسِ الأعْـــزَلْ) مضيتَ وذكرُكم عَبِـــقٌ يضُوعُ شَـذَاهُ كالصَّندلْ فربعــي بعْدَكُـــــــم قَفْــرٌ كانَّ الرَّبْعَ لم يُحْــــــــلَلْ فليــــتَك خــــالدٌ بــــاقٍ وعنّا الدهرَ لا ترْحَـــــلْ وحبلَك ظلَّ موصــــولاً وحبلَ ســواكَ لا يُوصَلْ فلوْ أمضَى امرؤٌ كَمَدًا عليكَ العُمْــــرَ لا يُعذلْ بموتِكَ ماتــــتِ الدنيا وحُــزنُ الناسِ لا يُعْقَلْ وكنتَ بصـــيرَ فِرْقَتِنا إذا مـــا أمْــــرُنا أشْــكَلْ وكنتَ غيـــاثَنا فِكْــــرًا إذا ما فِكْـــرُنا أمْحَــــلْ إذا آراؤنا اشْــــتجَرتْ فرأيُكَ حاسِمٌ فيْصَـــــلْ لأنَّــكَ واثــــقٌ فَـــــــذٌّ ونحنُ ســــواكَ لا نقْبَـــلْ وكُنتَ البـــــدرَ في تَـمٍّ إذا ليــلُ الدُّجَــى ألْيَــــلْ وكُنتَ الشَّمسَ في دِفءٍ إذا بَرْدُ الشتَا أقـــــبلْ فكلُّ النــاسِ قدْ عَشِـــقُوا حديثًا منكَ كالسَّلْسَـــلْ وعنكَ القـــولُ مــــــأثورٌ إلى كـــــلِّ الدُّنَــا يُنْقَلْ فمنْ للشـــعرِ بعــدكــمُ مقــفَّاهُ مــع المُرْسَـــــلْ؟ وأنتَ الشعرُ مبدعُــــهُ وأنـــتَ حكيمُــــهُ الأنبلْ حَمَلـــتَ لواءَه زمَــــنًا عفيفاً طــاهرَ المِقْـــــوَلْ فمــــا أنشــدتَهُ مَلَقـــــاً ترومُ الكسبَ والمأكــــلْ فإنْ أنشدتَ في فَــــرَحٍ حكى تَغْرِيدَكَ العَنْـــدَلْ وإنْ أنشدَتَ في كُــــرْهٍ كأنَّ حديثَــــــكَ الجَنْدَلْ عمودُ الشعرِ منـــهدِمٌ وكنتَ عمـــودَه الأطولْ فأصبحَ بعدكم مُزْجَــــىً عليهِ العـــارُ لم يُغْسَـــلْ فــلا أوتــــادُهُ ضُربـــتْ وذي الأسـبابُ لم تُوصلْ أرى الضبِّي منْ كَمَــدٍ عليـــكَ دموعُــــهُ جَدْوَلْ وهــذا الأصــمعيُّ أتىَ يوارِي دمـــــعَه المُسْبَلْ وبنتُ الضَّادِ قد فُجِعَتْ لغيضِ العلمِ والمَنْــــهلْ وذي (الآدابُ) في وَلَهٍ ووجـــدٍ عنــــكمُ تســــألْ مقامُك في العُلا ســامٍ كمثــلِ النَّجْـــمِ لا يُجْهَــلْ قويُّ العــزمِ صامـــدُه تَصُــدُّ بعزمِـــكَ الجَحْفَلْ ومَنْ تُمسي له عَضُـدًا يَمينــاً فهـــوَ لَنْ يُخْــذلْ حلومُ الناسِ إن وُزِنَتْ فحِلْمُك في الوَرَى الأثْقَلْ وإنْ ما أشــبَهوا رَخَمــاً فأنتَ الطـــائرُ الأجــدَلْ وإنْ آرَاؤهُم سَفــــهَتْ فرأيُكَ صـَـائبٌ أكمـــــلْ وإنْ حُدَّاثهم كذبـُــــــوا فأنتَ الصادقُ الأمثــــــلْ وإنْ شُعراؤهم نظموا فأنتَ الشــــاعرُ الأنــبلْ وإن علماؤُهـــــم بــرَزُوا فأنــتَ العالـِــــــمُ الأوَّل وإن فرسانُهم صَـــــالُوا فأنتَ (الفــارسُ الأعــــزلْ) إذا دارتْ رَحَـــى فِكْــــرٍ فســــيفُكَ باتِرٌ مِقْصـــلْ تخوضُ غِمارَها شَرِسًا تصدُّ الهَــولَ بالأهـــــولْ فيخشَى بأسَــــكُم فَزعــًا كمـــــــيٌّ فارسٌ أبسَــــلْ سلاحُكَ حَـــدُّ ألفــــــــاظٍ كسَـــــيْفٍ حَـــدَهُ الصيقلْ وســـهمُك صائبٌ ذرِبٌ يصيبُ عِداكَ في المَقْـَتلْ مقالـــــكَ منْطِــــقٌ لَبِــقٌ كمثــلِ الدرِّ بلْ أجْمَـــلْ فلا يزْوَرُّ مــنْ طعْــــنٍ ومـــن دَمِـــهِ القَــنَا تَنْهَلْ صبورٌ مـــثلُ صاحبِــهِ لَدَى الويلاتِ لا يَصْـــهَلْ حِمَى الأقــوامِ إنْ نُزلتْ فأنتَ حِمـــاكِ لا يُنـــــزَلْ فيا ربَّــــاه نســـألُكُـــم بحقِّ المُصْطفى المُرْسَـلْ بحقِّ البيــتِ معـمـــوراً بحـــقِّ كِتَـــــــابِكَ المُنْزَلْ أتاكمْ (واثـــقٌ) ضــيفاً وأنتَ المُكــرِمُ الأجْـــــــللْ أتاكَ سَـــــليلُ أشــــياخٍ بــــدورٍ في الدُّجَى كُمّلْ لهـــــم نارانِ أوقــــــدتا لذكــــر الله والمِرْجَــــــلْ فحلَّ حفيـــدُهمْ ضــيفاً يرومُ عطـــــاءك الأكملْ غريبٌ حــلَّ ساحــــتَكم وأنتَ المُنعـــــمُ الأفضلْ فأكرِمْــــــهُ برحْمــــاتٍ عليـــــهِ منكــــــــمُ تُسبلْ بغفـــرانٍ وإحســـــــانٍ وفي جنــــاتِكم يُدخَــــــلْ وصــــلَّى اللهُ خالقُــــــنَا علـى مخـــــتارِنا الأولْ
ب. حمد النيل محمد الحسن قسم اللغة العربية - كلية الآداب- جامعة الخرطوم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى الفردوس يا واثق................................ (Re: munswor almophtah)
|
البدوي زبد بحر ولكن ما ينفع الناس (5): محمد الواثق: مسرد مآثر .. بقلم: د. أحمد محمد البدوي طباعة أرسل إلى صديق
الخميس, 30 تشرين1/أكتوير 2014 21:34
الإنسانية الفياضة هي خلاصة مآثر محمد الواثق ومعدنها الصافي المؤتلق، فما قيمة الإبداع وإن تفرد وماقيمة العلم وإن كان ركينا مؤثل المناهج وما قيمة الوطنيةوإن اتسمت بالتضحية وما قيمة المروءة نفسها وإن مثلت مكارم الأخلاق والتدين الورع، إن لم تدل كلها وتعود إلى أصل جامع هو النبل الإنساني، فطرة مركوزة في النفس مثلما تنفح الزهرة عطرا ويفرز النحل عسلا سائغا. ذلك هو محمد الواثق بالنبل كله وبشفافية الروح والوجدان. المبدع: بوصول سفينة الواثق إلى مرساها، يكتمل في كتاب الشعر العربي إنجاز مبدع سوداني إلى خارطة الشعر العربي منذ الجاهلية وإلى الشعر العربي الحديث، فهو من الشعراء الكبار الذين يمثلون قيمة رابحة ومتنامية، فهو من طبقة الشعراء السودانيين الكبار: صلاح أحمد إبراهيم وكجراي وكرف وعبد الله الشيخ البشير ومحمد المهدي مجذوب في منتقى من شعره وشعره الموزون المقفى وكذلك من عبد الله الطيب وجيلي وتاج في شعرهما الأول ومحمد المكي إبراهيم والعباسي والناصر إن اعتبرنا أن له قصائد في مستوى أم بادر لم تعرف بعد! الواثق بهذه الديباجة الجاهلية والمعرفة الحصيفة بخصائص القصيدة الحديثة عند إليوت وأضرابه وامتياحه من الواقع والتفاتاته الفلسفية وفهمه العميق لما قاله إليوت عن الشعر والموهبة الفردية بمعنى أن الشعر الجديد المبدع هو الذي يعيد كتابة تراث الشعر في كتابة نص جديد مرتبط بالعصر والواقع وما قاله أمين الخولي إن التجديد هو قتل القديم بحثا! وأشهر شعر الواثق هو قصيدة واحدة صدرت في ديوان رائج له امتداد مكمل له في قصا ئد عن مدن سودانية أخرى، وللأسف فات على الناس أن النص الباذخ لا يعني أمدرمان بقعة المهدي ولا علاقة له بها البتة ! أم درمان هي رمز لحال السودان كله منذ أول عهد نميري حين نشر الواثق أولى قصائده ولكن من عرضوا خارج الزفة عارضوه ومدحوا أم درمان وبعضهم يشاع أنهم سجلوا بلاغا ضده دفاعا عن كوستي، ويستطيع أي قارئ جاد أن يقرا ديوان أم درمان تحتضر وما تلاه من قصائد في ضوء قصيدة الأرض اليباب لإليوت التي يتناول فيها صراحة مدينة لندن ببرجها وجسرها وأنديتها ممتعضا من غلبة المادية والشهوانية الحسية عليها وغياب روح التدين بمعناه الكاثوليكي وكساد الحب، وهي أشهر قصيدة إنجليزية في القرن العشرين ولم يقل أحد إنها هجاء للندن! وحتى إن جاز أنه يعني أم درمان فهذه قراءة واحدة وبايرة وليست القراءة الوحيدة! وغاب عنهم حقيقة ان النص رائع فنيا وهم إنما يعترضون على المحتوى والشعر ليس محتوى فقط! ليس للمدن قدسية، الله تعالى وصف مكة بالبلد الظالم أهله وأنها واد غير ذي زرع ومن حق أي كائن أن يضيق بأي مكان في أرض الله الواسعة بل طولب البشر بالمهاجرة من البلدان التي يجدون أنفسهم فيها مستضامين! وقد اتخذ من سمات معينة في مدن أخرى مجالا لنصوص جديدة مثل الرحيل من حلفا والاسم الأجنبي في كوستي وطوفان النيل الذي سيدمر توتي! كلها رموز ! وفي ديوانه الثاني تناول بالرثاء شقيقه ووالده واستغاث بالموت : ياقطار العمر متى السفر وكتب قصيدة الفارس الأعزل عن تجربته في السجن : 1973،وفيها هذا البيت عن النميري: وأن الأمور وأقدارها يصرفها الأرذل الأرذل! وتوليت أمر نشرها في مجلة البيان الكويتية. وبعدها قصيدته في رثاء صديقه جوزيف قرنق وفيها إشارة واضحة إلى أنه سجن في كوبر وقضى ليلة قريبا من المشنقة التي أعدم فيها جوزيف قرنق. بيد أن الواثق بدأ نشر الشعر الرصين منذ أن كان طالبا في الجامعة وفي مجلة الصباح الجديد مثل قصيدته عن رحلة إلى أسمرا منها:( من الذاكرة) إذا أبصرت عيناك شاهق أسمرا وكنت دوين السفح أنت سعيد ومنها: عرج بنا على حان تدبر أمره مسيحية طلق اللسان ودود تعلق عيسى في الجبين محبة وعيسى صليب في الجبين شهيد إذا قلنا لها صبي لنا الخمر جادت بها أما إلى الأخرى فليس تجود وفيها عن عيد الضحية: وقمنا إلى شاة ولم تك أذنبت نقلد إبراهيم وهو رشيد وحدثني أنه تدرب على العمل الصحفي مع حسين عثمان منصور في مجلته ولا شك أن حسين عثمان منصور هو الذي قدم لنا الشاعر الواثق وآمل أن يكون أبناؤه يحتفظون بكل مجلدات المجلة لأن النسخة الكاملة في مكتبة السودان اختفت أو ناقصة. ومن ناحية حين أتلفت الآن إلى الشعراء العرب لاأجد صنوا للواثق في مصر أما شمال أفريقيا فليس فيه شعر يؤبه له ماعدا ليبيا وخاصة المرحوم محمد الشلطامي، على أن هناك شعرا حديثا جيدا في موريتانيا والسنغال ،أما الجزيرة العربية كلها بيمنها وسعوديتها وكويتها وأماراتها فليس فيها شاعر مثل الواثق ولا حركة ثقافية في مستوى السودان. الوحيد الذي يمكن أن يقارن بالواثق هو سعدي يوسف وهو من جيل السياب السابق لجيل الواثق وكذلك الفيتوري وما قلته عن مكانة الواثق في الشعر الموزون ينطبق أيضا على محمد المكي إبراهيم في شعره الحر فهما فارسا شعر لا صنولهما في جيلهما في كل بلاد الأعاريب. وأتوقع سطوع نجم الشعر العربي في إرتريا! لا يشمل كلامي الشعراء السودانيين في جيل الشباب من بعد الواثق! مثال ذعالم والسر النقر وعبد القادر الكتيابي فلا شك عندي أنهم في مستوى سابقيهم وسلفهم المتميز على كل الأعاريب! الواقع أن الأيدلوجيا المحلية سودانيا هي التي ظلمت الشعر السوداني وخاصة من قبل كهنة اليسار أولا ومن قبل كهنة الترابيين ولكن القارئ العادي في السودان حصيف! أنظر إلى المؤتمرات خارج السودان: كم مرة دعوا الواثق! الدعوات تصل للجميع حتى روضة ! أما أدونيس فأحسن شعره مستمد بحرفنة مفضوحة من التجاني مثل سمت تجنب التشبيه : إبراز الشيء في ذاته! وأما نقده مثل زمن الشعر فمستعار من محمود محمد شاكر وأزمنة الشعر الثلاثة ( المجلة 1969) ولكنه محسن في اختياره الشعري الأكاديمي: حرم الواثق من نيل درجة الدكتوراة من جامعة كمبردج 1966 في الأدب العربي ومنح درجة ماجستير متميزة، والسبب جريرة لم يرتكبها الواثق وكان جديرة بأن تحسب إضافة علمية ركينة لأن الإنجليز يقولون هناك مسرح أول عند اليونان أما المسرح الثاني التالي له فهو في اللغة الإنجليزية متخذا زينته عند شكسبير وجاء الواثق ليثبت وجود مسرح عربي سابق لشكسبير له كل خصائص المسرح : النص المكتوب وسموه البابوات والجمهور والحركة المسرحية ممثلا في ابن دانيال العراقي الكحال الذي أقام في القاهرة وهذا جانب اهتم به الاستشراق الألماني وأهمله البريطانيون وفرضوا مقولة خلو اللغة العربية من المسرح ولهذا عرضت مساومة على الواثق رفضها ودفع الثمن ولكن الاستشراق البريطاني ما يزال يدفع أفدح ثمن فالجامعات البريطانية مجيدة وبارعة في كل شيء إلا في تعليم اللغة العربية بحيث أنك لا تجد لهم كتابات بالعربية الفصحى ولا يستطيعون تقديم محاضرات بها ولا قيمة الآن لمن يحصل على درجة علمية منهم إلا إذا كان يساوي شيئا بدونها ولك أن تحدثني إن كنت سمعت أو رأيت إنجليزيا أبيض اللون يتكلم بالعربية الفصحى في إذاعتهم. المهم الآن أن الطريق الذي ارتاده الواثق صار اتجاها مقبولا ومجمعا عليه وتولاه نفر من الباحثين الإسرائليين في دراسات بالإنجليزية ووصلوا إلى حد إثبات وجود مسرح عربي يهودي بعد سقوط الأندلس في الجزائر عند اليهود القادمين من الأندلس هاربين وقد ضمت رسالة الواثق نصا عربيا قديما في كتاب أندلسي عن وجود مسرح ما في قرطبة قبل ولادة شكسبير بقرنين أو ثلاثة! الرائجة المهولة!: على أن الغريب في الأمر أن د. محمد مصطفى بدوي أصدر كتابا طبعته جامعة أكسفورد وبالتعاون مع جامعة كمبردج عن المسرح القديم قبل 20 عاما: ابن دانيال تناول كل مقولات الواثق وأفاد من مخطوطاته وبدأه بقوله إن الناس أهملوا المساهمة العربية في المسرح وأرسلت نسخة من الكتاب إلى الواثق فحدثني عن رسالة بخط محمد عبد الحي من أكسفورد يقول له فيها إن أستاذي بدوي يستأذنك في الاطلاع على رسالتك في جامعة كمبردج وما تزال الرسالة في أوراق الواثق والمهم هنا أن جامعة كمبردج ممثلة في أحد أساتذتها وكذلك جامعة أكسفورد ما قاله الواثق ذات يوم وعوقب على ارتكابه ونشروه في كتاب أعادوا فيه بالطبع كل ما أورده الواثق أعادوا إنتاجه! وآمل أن نصدر كتابا عن الواثق يتضمن هذا الجانب ولكن الأهم أن الواثق منتصر في موقفه التاريخي الذي أثخنه بالجراح، جراح البرئ المظلوم المدان بجريمة لم يرتكبها! الأكاديمي: سنختصر القول هنا باختصار في 3 جوانب: 1: أشرف الواثق على رسائل ماجستير ودكتوراة شتى، ميزتها الأساسية توفر عنصر المنهج المحكم فيها، تمتاز كلها بالرصانة وسداد التحليل والتناول وأمانة التوثيق ولنا نموذج متفوق في رسالتي عبد الله محمد أحمد، وقد اطلعت مؤخرا على رسائل سودانية لأساتذة ولهم أيضا بوصفهم مشرفين فكان أول الخلل هو التفريط في ضبط الهامش وإهمال التوثيق: تاريخ الطبع، البلد، الناشر الخ 2: منهج الواثق في التدريس جذاب ومؤثر ولكنه يعرف كيف يوصل حقائق العلم ويستعين بمناهج ىعلوم أخرى كالفلسفة وعلم النفس ولا يقتصر على نقل المعلومة واجترارها ولكنه يعنى بالتحليل وهو يكاد يدرس كل مواد اللغة العربية وآدابها بمستوى بارع. بدون شك نموذج حيوي للمحاضر الجيد والمدرس الجيد ( جيد هنا بمعناها في المعجم العربي) (ممتاز) أذكر هنا محاضرة عن التجاني قبل سنوات في دار اليونسكو، لا أحد يتفق معه في كل ما قال ولكن الإجماع منعقد على أنها محاضرة فريدة ومفيدة بما فيها من تحليل وتقليب ومقارنة وفروسية فكرية! 3: على مدى سنوات يلتقي طلاب القسم وأقسام أخرى في مكتب الواثق لمناقشة بحث ما كتبه أحدهم مرة كل أسبوع في مواضيع مختلفة مثل الفلسفة التي كان يقدم بحوثها وبكثرة عبد المتعال زين العابدين شيخ الفلسفة الآن في جامعة الخرطوم والغريب ان كتابه المطبوع الوحيد كتبه باللغة الإنجليزية ووبأسلوب خاص ومتفرد! ويتضح من المناقشة تعمق الواثق في دراسة الفلسفة الوجودية والوضعية المنطقية ولكن السمة الدائمة هي اتساع صدره للنقاش فمن المألوف أن يعبر طالب زغب الحواصل عن راي مناقض أو رافض لرأي الواثق فالأكتاف متساوية والبساط أحمدي الرجل الوطني: حين تصدى إبراهيم أحمد عمر لقيادة هبة شعبان 1973 وسط أساتذة جامعة الخرطوم توانى بعض أعضاء الاتجاه الإسلامي عن وضع يدهم في يده ولكن الواثق مضى إلى قيادة الهبة باسمه هو مثل عثمان دقنة في كرري ليس له راية كما قال شرشل ولكن اسمه أكبر من كل راية وصاغ المذكرة وطاف على الأساتذة يوقعون عليها وهزمت الهبة وسيق الواثق إلى كوبر حيث المشنقة محبسه ومبيته ومعه إبراهيم أحمد عمر ومن بعد حين جاء الترابيون إلى الحكم لم نر عندهم أي وفاء لتلك المواقف وغيرها من المواقف بل أحسنوا مكافأة من خذلوا الهبة والمذكرة مثل حسن عابدين الذي صيروه سفيرا في لندن وحين سيق الواثق إلى كوبر صار حسن عابدين في اليوم نفسه وزيرا في حكومة النميري وزير شؤون رئاسة الجمهورية! وهو شارك في صياغة المذكرة وفق ما رآم من تعديل ولكنه لم يوقع عليها باسمه الشريف! هذا تاريخ يجب أن يقال اليوم! ومن بعد على مدى عهد النميري وعلى مدى عهد الترابيين حرص الواثق على أن يظل مصونا من وضر الحكومتين الديكتاتوريتين! المروءة: باختصار الواثق على استعداد لأن يقدم المساعدة لك وإن أدت إلى أن تكون في وضع أفضل منه في كل النواحي وهو هنا يذكرك بقوله تعالى : يؤثرون على أنفسهم الآية وهذه في مفهوم الصوفية تسمى فضل الإنفاق على العسر: أن تقدم كل طعامك لشخص جائع وأنت أشد منه جوعا. أنا شاهد على ذلك وسأفصله في الكتاب ومن هذا البعد يبرز تدين الواثق وضميره المملوء بالعرفان والتوحيد ومكارم الأخلاق، سأظل أذكره دائما وهو صائم عاكف في مكتبه على مطالعة تفسير الطبري تحقيق محمود محمد شاكر بأجزائه. لم أسمعه يغتاب أحدا في مجلس بل كان يدافع عن المظلومين وهم غائبون ويدفع عنهم ويواجه من أجلهم ويطالب بإنصافهمز ويبقى هنا هامش صغير عن الفضلى المربية الشامخة أم الأولاد وبنتيها بموائدها الحافلة وترحابها المبشر واستضافتها في الخرطوم وسبها ولا أعتبر غيابنا عن التشييع ومجالس العزاء تقصيرا ولكنه امتحان ومعاناة لأنه يعني الحرمان من شرف جم هنيئا لمن فازوا به، ذلك حديث مختصر عن صاحب المآثر حياه الغمام.
mailto:[email protected]@gmail.com
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى الفردوس يا واثق................................ (Re: عماد الشبلي)
|
أخى منصور
رحم الله فقيدنا وفقيدكم ركيزة اللغة وزاد الباحث العالم، الشاعر الناظم، الرجل الشهم الكريم الشجاع، الواثق ثقة ووثوق واثق حق. أحسن الله عزاءكم.
عرفته رحمه الله ونحن على أبواب التخرج وكان عائدا لتوه من بعثته فى بلاد الإنجليز؛ وكان شقيقه زميلا بدفعتنا. ثم عرفته عن كثب حين إلتحقت بدار جامعة الخرطوم للنشرعام 1972 وعملنا معا فى لجنة نادى الأساتذة. وكنا نلتقى يوميا على مائدة الإفطار وأيام كنت أتناول وجبة الغداء بالنادى، وكل مساء على طاولة الحوار بعد مشاهدة بعض برامج التلفاز ثم تناول وجبة العشا فى روتين لا تتغير وتيرته. لذا كان تطوافى بذلك النبض من الذكريات التى أثارتها أسطرك المثخنة بالحزن والمبدعة بالبلاغة، ودرر صديقنا الشقلينى ونص دكتور البدوى الوافى. فطاف ذهنى بعد غياب دام خمسة وثلاثون عاما على إيقاع تلك الأيام ولقاءنا على وفى كل الأحوال والأوقات، فتبرق فى ذهنى بسمته البريئة وضحكته المجلجلة بنقاء وود لا يمكن أن يصدر إلا من إنسان شفيف متصالح مع نفسه مستسلم لقدره، رغم كثير من عذابات الزمان ورهق المعاناة ومن التدبر فى أوجه تجبر النميرى وزمرته وتردى أحوال الوطن والمواطنيين والظلم البين الذى وقع على الناس. لذا لم أعجب حين علمت بأمر كتابته للمذكرة عام 1973 وكنت يومها فى دار السلام أيام كنت مقررا لحركات التحرر الإفريقية. وحين عودتى وجدت أنه لم يحتمل إنهزام زميل وتنكره لكل ما تم الإتفاق عليه وتنصله مما أسهم فى صياغته كما ذكر دكتور البدوى. ولكنه صمد كرجل مبدئى حتى أودع السجن ظلما وتجبرا فى الوقت الذى كوفئ فيه المنهزم المنكسر.
كانت جلساتنا المسائية بدار الأساتذة تتسم بالتطواف على كل أوجه الحياة والفكر والفسلفة والأدب. وكانت خريدته فى هجاء أمدرمان مثارتعليق وطلب لألقائها مستمر. وكانت بعض جلساتنا تمتد إلى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى؛ ولكنه كان فى مكتبه قبل السابعة صباحا.
رجل بهيج، شاعر فحل وعالم متفرد وأنسان ودود؛ له المغفرة ولكم ولنا حسن العزاء وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله.
| |
|
|
|
|
|
|
|