ومنصور خالد (4) "الناس" منكورة: ذاكرة تختار الجياد...د. عبد الله علي إبراهيم

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 01:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة منصور عبدالله المفتاح(munswor almophtah)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-29-2007, 04:15 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ومنصور خالد (4) "الناس" منكورة: ذاكرة تختار الجياد...د. عبد الله علي إبراهيم



    "الناس" منكورة: ذاكرة تختار الجياد



    د. عبد الله علي إبراهيم
    [email protected]

    "وبذيله صندوق لتوضيح جوانب من المقال)

    جاء منصور خالد في حديث للأستاذ كمال حسن بخيت مر بنا بقائمة بالصحف التي كتب بها سواء في عطلاته الدراسية او بعد التخرج. فذكر صحف النيل والشباب والأيام ووكالة السودان للأنباء (البيان 6-9-2003). ومما يحير المرء الطريقة التي غابت جريدة الناس، لصاحبها السيد محمد مكي، من هذه القائمة على أنها الجريدة التي يتفق معاصرو منصور أنه ربما كان عقلها المدبر المحرر. ومما يستوقف هنا تنصل منصور عن الناس أو تبرؤه منها. فقد كانت الناس بمقياس زمنها "صحيفة صفراء" بمعنى أنها للإيجار. فهي صاحبة قضية تؤديها بكفاءة مشهودة ومهنية عالية ولكن بالثمن. فقد اشتهرت النادرة عن الصحفي الذي جاء صاحبها ومحررها، محمد مكي، في نهاية شهر تعيينه الأول يسأل عن مرتبه. فكان رد محمد مكي له أن الناس لا تدفع مرتبات بعد أن توفر للصحفي زواية منها يرتع فيها قلمه. استرزق يا ابني فرزق الهبل على الكاتبين. وليس مهماً أن حدثت هذه الواقعة أم لم تحدث لأن قيمتها في أنها هي ما تواضع جيل جريدة الناس وقبيلها عنها من حيث معيار الشرف الصحفي.

    وكان مكي أمة وحده في الصحافة السودانية. عاش مغامراً محباً للمال من حيث أتي متلافاً له حيث ذهب. ومات في هذا الطريق الوعر بصورة غير مسبوقة في 1969. فقد كان في بيروت حين وقع إنقلاب نميري في مايو من تلك السنة. ورصد النظام له نشاطاً معادياً له بين الدوائر الغربية المناوئة للإنقلاب . . أو توهمه أو بالغ في خطره. فأوحي النظام لأصدقائه من الفلسطينيين فأختطفوه وحملوه بالجبر إلى الخرطوم حيث تمت تصفيته في بادرة باكرة جداً لاستهانة دولة مايو بحكم القانون. وما تزال قصة مكي المخاطر المتلاف ونهايته التراجيدية بحاجة إلى من يحسن روايتها.

    ومن أقوى ما سمعت من شهادات عن مكر الرجل ما رواه السيد عبد الماجد أبو حسبو في سفر مذكراته على صفحات 173 إلى 175. قال أبو حسبو إنه والسيد الشريف حسين الهندي كانا بالقاهرة نزولاً بفندق الكونتنتال. و لا أعرف فندقاً ارتبط بالسياسة السودانية المصرية مثل هذا الفندق المطل على حدائق الأزبكية ويتكئ على زاوية من شارع فؤاد الضاج الذي يكاد لا ينام. وقد قصدت أن أن أرى الفندق عن كثب في زيارة أخيرة للقاهرة. ووجدته رسماً درس. وتذكرت أبا نواس: "عاج الشقي على رسم يسائله وعجت أسال عن خمارة البلد". فما زال بناؤه شاهقاً بمقياس عصره ومترفاً بمعياره ولكنه ساكن سكون المقابر. بئر معطلة وقصر مشيد.

    قال أبو حسبو إنهم كانوا ضيوفاً على الفندق في صيف 1958. فزارهم محمد مكي واستغربوا منه أن يكون بمصر اصلاً لأنه من المطلوبين من العدالة المصرية. فلما سألوه عن المفارقة قال: "أنا محمد مكي إنتو ما تعرفوش." قال إن الأمن المصري استوقفه في المطار ولكنه افحمهم بطلب مقابلة رئيس وزراء مصر لأنه يحمل ما لا يٌعرض إلا عليه شخصياً. وكانت تلك خطابات سرية من رئيس وزراء السودان، البيه، للإمبراطور هيلا سلاسي والملك سعود والملك إدريس السنوسي عاهل ليبيا والسيد كميل شمعون، رئيس جمهورية لبنان. وحوت الخطابات أفكار البيه حول الحزام الأفريقي العربي لحصر الرئيس جمال عبد الناصر وضبط تأثيره على المنطقة. وكانت هذه خطة أمريكية معروفة آنذاك. ولما استغرب أبو حسبو والشريف منه ذلك قال لهم ألا ينسوا أنه مصري وولاؤه لمصر في المقام الأول. وفتح المسئولون الخطابات بطريقة معينة لم تفسد صمغها الأصل وصٌورت الرسائل وقفلت من جديد متماسكة تسر الناظرين لها من الملوك والروؤساء. وختم مكي قوله: "ألم اقل لكم أنا محمد مكي".

    وزاد أبو حسبو أن محمد مكي كان نوبياً مصرياً حقاً من قرية بلانة بالشلال. وهي القرية الأصل لعبد الله خليل البيه نفسه. ولكن عرضه رسائل الروؤساء والملوك لحكومة مصر لم يكن وطنية منه بل جِبلة منه على التكسب لا الكسب. بدأ الرجل حياته صولاً في القلم المخصوص بالأمن المصري ومهمته مراقبة الشيوعيين السودانيين في الأربعينات. وتوشجت صلته مع الدكتور عز الدين على عامر والسيد عبده دهب، العامل النوبي الناشط في اليسار المصري، من طلائع هؤلاء الشيوعيين بمصر. وحَكم جامع النوبية على محمد مكي أن يتواثق مع عبده دهب في مسائل انتهت به إلى الهرب من مصر إلى السودان. كان دهب يملي عليه التقارير التي يريد أن يضلل بها القلم المخصوص عن حقائق الشيوعيين. وذهب هذا المكر بعبده دهب بعيداً. فقد خطط ليكون محمد مكي فريسة طيعة في يد الحزب الشيوعي المصري. فأتفق معه أن يختلس من أضابير القلم لمخصوص تقريراً عن الحزب الشيوعي مقابل مبلغ من المال فيه مقدم ومؤخر يدفع الأخير بعد تصوير المستند. ورفض الحزب أن يعيد المستند لمحمد مكي حتى يحرجه مع القلم المخصوص. وزاد الحزب بأن طلب من محمد مكي أن يعيد المقدم الذي دفعوه له. وهددوه بإعادة المستند إلى القلم المخصوص إن لم يعد لهم مقدم المبلغ. وكان مكي قد تصرف في المبلغ بالطبع وعلم أنه وقع في قبضة الحزب الذي كان مفترضاً أن يوقع به. ولم يجد مكي بداً من الفرار إلى السودان. وعمل حيناً موظفاً صغيراً بمصلحة المخازن أو النقل الميكانيكي. والتقى به أبو حسبو في مقهى الحلواني في الخرطوم فشكى من قل المال. وسأله حسبو إن لم يعرض خدماته للأمن السوداني. فقال ضاحكاً مستهزئاً إنه فعل والتقى بابكر الديب، الضابط عالي الرتبة بالبوليس السري كما كان يعرف، ولكنهم لم يعرضوا عليه سوى أن يعمل بالقطعة: يأتى بالمعلومة ويأخذ مكافأته البخسة وينصرف. وسخر من بؤس بوليسنا السري وفقره. وقال إنه يريد المال الوفير وسيجده مهما كلفه الأمر. وفخر بذكائه الذي يفوق ما يتمتع به من زينوا أكتافهم بالدبابير. ونصحه أبو حسبو أن يتعظ بما جرى له بمصر وأن يعيش عيشاً آمناً قويماً كموظف بالحكومة. فسخر من أبي حسبو وقال له إن القيم الوطنية التى تدعوني إليها باطلة وخرافات واستغرب أن أبا حسبو ما يزال يؤمن بها. وقال له إن المال هو مأربه وبالمال لا يعجز المرء عن اجتراح المستحيل. وختم أبو حسبو قوله عن الرجل قائلاً إنه عاش بصورة غير طبيعية واختفى بطريقة غير طبيعية.

    وكانت جريدة الناس، التي كان مكي صاحب رخصتها، ربما هي سبيل مكي ليخرق أعراف الوطنية ومثلها ليجد من يحثو له المال حثواً فيفعل ما يريد. وكان هذا الفجور في طلب المال هو المعروف بالضرورة عن جريدة الناس. ولربما اختار منصور عمداً ، وسيرة الرجل والمجلة من الدرك بمكان، أن يلغى ذكر مكي، الذي أوى قلمه القوي في آخر الخمسينات وقتله نظام مايو الذي كان منصور أحد أعمدته الشماء. بل وأنكى من هذا سنرى من قريب كيف أن منصور حرص طوال عهد كتابته لجريدة الناس أن يكتب بغير توقيع. وهذا "تلوين التاريخ" الذي كرهه منصور عند غيره. وهو تلوين للتاريخ قبل أن يصبح تاريخاً تحسباً لوعثائه حين يصير تاريخاً في يوم قريب. وهذا أدعى للذم من تلوين التاريخ بعد صيرورته تاريخاً.

    وأشقى منصور من يترجم له بتلوينه لتاريخه في جريدة الناس. فالبينة الآن على من أدعى. وما هذه تبعة المترجم عادة لحياة صحفي ذي قلم راتب بصحيفة ما. فعلى مترجم منصور أن يقيم البينة على أنه كتب بالناس أولاً طالما أخفى منصور اسمه وذاع فعله. وسيريحنا منصور إذ أنكر على اليمين صلته بالناس أو قبل بها. وسنسلك لإقامة الدليل على دعوانا بصلة منصور بجريدة الناس طريقاً طويلاً نستعين فيه ببينة ظرفية وأخرى مباشرة.

    أما الظرفية فهي عن ملابسات ورد فيها اسم منصور في سياق لا عنت إن حملناه محمل الدليل على مساهمته في مراسلة الناس أو الكتابة فيها. تطرقت الناس (23 مارس 1957) لتساؤلات بعض عناصر معينة، هي الشيوعيون كما بينا في مقال سبق، عن الصفة التي خولت للأستاذ منصور خالد المحامي ليرافق السيد رئيس الحكومة في رحلة للبلاد العربية. وقالت الجريدة في مثابة الرد إن الأستاذ منصور إنما هو سكرتير خاص للرئيس وقد لا يعلم الكثيرون أنه عضو بارز في هيئة حزب الأمة منذ زمن بعيد. و لم يمر شهر حتى جاءت الجريدة نفسها (21 أبريل 1957) باسم آخر للسكرتير الخاص لرئيس الوزراء هو السيد طه صالح. وقد سبق لنا القول إن منصور نفسه ذكر منذ عهد قريب أنه كان بمثابة معاون للبيه في مجال الاتصالات. ولكن ما يستوقفنا هنا رسالة تلقتها الجريدة (7 إبريل 1957) من مراسل خاص حسن الاطلاع على زيارة رئيس الوزراء للبلاد العربية. وكان عنوانها "الملك سعود يفوض عبدالله خليل." ووصف الكاتب السعودية ب "مهد العروبة ومهبط الإسلام". وقد طلب سعود من السودانيين أن يدعموا عروبتهم وإسلامهم. وقد رأي في مشروع أيزنهاور (وقد كان سياسة متبعة لذلك الرئيس الأمريكي لملأ الفراغ المزعوم بواسطة بلده بعد زوال الاستعمار البريطاني والفرنسي وغيرهما من أفريقيا والعالم العربي خشية أن يسود عليها غريمه الاتحاد السوفيتي كما فصلنا سابقاً) ضمانة وحيدة لدرء أخطار الشيوعية عن البلاد العربية ولذا قبله الملك لأن أمريكا لا تشترط ما يؤثر علي استقلال وسيادة البلاد العربية. وقد فوض سعود البيه، رئيس الوزراء، ليجعل هذه المادة محور أحاديثه في البلاد العربية التي سيزورها. وقال سعود إن جمال عبد الناصر لا اعتراض له علي المشروع وأن زعماء العرب سيقبلونه لخير شعوبهم ومستقبلها. وقال المراسل الخاص إن الصوت النشاز في هذا الإجماع العربي هو الشيوعيون ممن بثوا سمومهم في نشرة "كفاح الشعب" ،لسان حال الحزب الشيوعي المصري الموحد، التي شككت المصريين في العاهل السعودي وتحدثت عن معارضة القبائل لحكمه وكيف كتبوا علي الأغنام "يسقط سعود-أيزنهاور" لتسير في الشوارع. وعلق المراسل أن هذا الهذر لا يصدر إلا من عبيد الكرملين الذين ساءهم أن ترعى الأغنام في "أرض رسمت عليها الشوارع والطرقات". ونبه المراسل مصر إلي هذه المسالك المعوجة التي تتهدد مستقبلها. وهذه المادة بعدائها للشيوعية ستخيم على تحرير جريدة الناس حتى انقلاب نوفمبر 1958 وما بعده. وقد استصفينا أن المراسل الخاص ربما كان هو منصور الذي صحب البيه في زيارته للبلاد العربية وربما كانت هذه بعض خدماته الإعلامية التي قال إنه كان يؤديها للبيه.

    على ما يقال عن صلة منصور بجريدة الناس إلا إن قارئ أرشيفها المودع بدار الوثائق المركزية لن يجد اسمه عليها كما ينبغي لكاتب في مثل منزلته منها. فبرغم أنه ترك آثاراً منهجية وأسلوبية منصورية تدل عليه إلا أنه بخل بوضع اسمه على أياً من تلك الآثار. فبرغم تواتر المواد التي تكاد تصرخ باسم منصور إلا أنه أعياني العثور علي اسمه على أياً منها.

    فلم أحصل طوال قراءتي لأرشيف الجريدة لعامي 1957 و1958، وهي سنوات همة منصور بها، سوى على توقيع واحد له تحت كلمة كتبها. كان ذلك بعدد الجريدة بتاريخ 4 أغسطس 1957 وعنوانها "خضر حمد بين الاسراف والاسفاف". ومن قرأ منصور الآن لن يجده يختلف عنه قبل نحو نصف قرن. فهو لا يكتب بغير مبدأ. بل احتاج دائماً لمبدأ ما يحتكم إليه مهما كانت قناعة منصور نفسه بالمبدأ. وقد احتكم في نقده للسيد خضر حمد لشرع الديمقراطية. فقد رآه أسف حين وصف السيد إبراهيم أحمد، وزير المالية بحكومة البيه عبد الله خليل، بأنه رتب ميزانية اتسمت ب"عقلية الموظف الذي آمن بالإنجليز وكفر بالثورة والتطور". وأضاف منصور أن الديمقراطية التي ارتضيناها تأذن بالخلاف حتى الفسولة. وأنظر كلمة "الفسولة" من هذا الشاب الحدث ما بلغ من العمر 23 عاماً بعد. بل وأنظر ثراء قاموسه في بقية المقال من مثل "يشخب دماً قانياً" و"جماجم الطغام الذين اضلتهم عماية الهوى" و "لجاجة الغرض". وأنظر فصل الخطاب حين أضاف أنه لو كانت حرية التعبير ملكاً مشاعاً للناس فأن الأخلاق ليست بالملك المتاح.

    وليس يفاصل منصور بغير علم دقيق بخلفية سلبية لمن يفاصله. فقد استغرب لخضر حمد ينعى على إبراهيم أحمد ارتهانه لأفنديته ليسأل بطريقته الحامضة أين خضر "موظف الدرجة التاسعة (من) الذين ارتقى بهم القدر الهازل إلى مراتب الحاكمين" من إبراهيم معلم الناشئة وخالق الجيل. وكان إبراهيم كما هو معلوم مدرساً وإدارياً مميزاً بكلية غردون. وعاج على فترة خضر حمد التي عمل فيها موظقاً بالجامعة العربية فوصف الجامعة بأنها كانت لوقتها "ملاذاً للعاطلين وملجأ للمتبطلين". ولم يترك لخضر شاردة أو واردة لم يحصها بما في ذلك نشيد المؤتمر الذي وضع كلماته. فوصفه بأنه كل نصيب خضر من الثورة في حين أنه نشيد "رقيع قتل كل معاني الرجولة في نفوس الذين تغنوا به".

    وليس تخلو مضاضة منصور أبداً من بيت حامض من الشعر العربي يخذي به خصمه أو كلمة سائرة يعزى به خاصته. فقد هزئ من تسلم خضر ورعيله الحكم وسماه استباحة من نظير قول الشاعر عن استباحة "بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا" إبل الرجل الذي لا ينتمي لشعب مازن القوي المنييع. وعزى منصور إبراهيم بقوله إن مثل اسفاف خضر واسرافه على نفسه لن يجد طريقه إلى رجل حليم مثله "حليم حلم مقتدر لا حلم لئيم". بل كما رأينا جعل منصور مدار كلمته وحي القرآن عن اسفاف القول والاسراف فيه. وهذا إطار ذكي لإطراد معاني كلمته ووحدتها الشعورية والهجائية حتى بلغ طلب الهداية له بعد ضلال طويل عملاً بقوله تعالى: "لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً".

    وسنقرأ جريدة الناس في حلقة قادمة بافتراضنا القوي أن منصور كان محرراً مرموقاً فيها على ضوء البينات أعلاه. واليمين على من أنكر.

    صندوق

    منصور خالد: ثم جريدة الناس التي لن ننساها

    بعد مرور 5 شهور على نشر المقال أعلاه في مجلة "أوراق جديدة" بالخرطوم قال السيد منصور خالد، المستشار برئاسة الجمهورية وعضو المكتب السياسي للحركة الشعبية لتحرير السودان، إنه كان صحفياً بجريدة الناس. وجاء ذلك في سياق سلسلة مقالات نشرها مؤخراً بجريدة الرأي العام عن عهد نيفاشا وسلامها بعد عامين. وأخذنا مما كتب مقاله المعنون "الصحافة السودانية بين حرية التعبير والأخلاقيات المهنية ( 4 فبرائر 2007) وفيه تصريح بمروره بمدرسة جريدة الناس الصحفية ضمن تجارب أخرى. ونعيد نشر هذا الجزء هنا لتعميم الفائدة.

    قال منصور أنه ذكر في المقالات السابقة عن عامين بعد نيفاشا إنه تحدث عن ضرورة "كفالة الحرية التعبير، خاصة بالنسبة للصحافة ووسائل الإعلام بحسبانها كتيبة الدفاع عن حقوق الناس، لا عن السلطة الأميرية. تلك الحرية رهينة باحترام حريات الآخرين وحقوقهم ، والالتزام بأخلاقيات المهنة وبالمسئولية الاجتماعية. عهدنا بالصحافة قديم منذ الصبا الغابر : عملنا في جريدة "النيل " اليومية تحت إرشاد معلم عملاق هو عبد الرحيم الأمين ، فهدانا إلى مجاني الأدب ورياض الشعر ، قبل فن المقال. عملنا في أسبوعيات شهيرات :"الحادي" لمحمد أحمد عمر ، و"المستقبل" ليحي عبد القادر ومن خلفه الشريف الراحل حسين الهندي (وتلك لم يبق من آثارها إلا إدريس حسن أطال الله عمره ورحم من سبق ) ، ثم جريدة الناس التي لن ننساها كما زعم كاتب ذو حظ كبير من الأدب ومن قلته (وهو أنا: عبد الله علي إبراهيم) ، وعملنا في "الشباب" نراسلها منذ عهد الدراسة ثانوية وادي سيدنا وكان لصاحبها البديع عثمان أحمد عمر عليه رضوان الله ، دور كبير في تأديبنا وتأديب غيرنا ، بل أمد صحيفتنا الحائطية "هذيان" بأكثر من مقال كما كان يمدها زميل الدراسة إبراهيم الصلحي برسوماته الباهرة منذ ذلك الزمان. وكان بداية عملنا الصحفي الموثق في جريدة "الأيام" التي صاحبنا فيها معلماً آخر هو الأستاذ النجيب بشير محمد سعيد رحمه الله وكما التقينا صاحبيه ومحجوب ومحجوب. وتلك صحبة وشجتها الأيام و"الأيام". ومن هؤلاء تعلمنا أوليات فن الصحافة :"الرأي حر والخبر مقدس". تلك الصحف التي خبرناها وتعلمنا منها تختلف ، بل تتعارض ، منابتها الفكرية وتوجهاتها الحزبية."
                  

05-29-2007, 08:09 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومنصور خالد (4) "الناس" منكورة: ذاكرة تختار الجياد...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    إن التوثيق عن منصور خالد مهما كانت وسيلته ومنهجيته فهو يفتح أبوابا ربما غلقها الزمن وضعف التوثيق ذاتئذ وإن إخراجه بإزميل سغراط من ضخر خبائه لإثراء سوح المعارف بثر وسر الدفين جوز لنا أن نحتفى ونحتفل به فالناظر للغة منصور وقتذاك وكيد سحرها يحسب أنه ولد بسنون الكتابه وبسنين سيف يراعها أو كما ورد فى مكان ما وكذلك ينتاب المطالع لكتابة عبدالله على إبراهيم القدره على متابعة الأثر حتى ولو بلغ البحر أو موارد الماء الهلاميه ولا أدرى إن كان ذلك البديرى مكتسبا لذلك الفن أو وارثا له كآل القصاص حاذقيه ومتقنيه



    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 05-29-2007, 08:12 PM)

                  

05-30-2007, 06:36 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومنصور خالد (4) "الناس" منكورة: ذاكرة تختار الجياد...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    أن يقدم لك أحد صناع الحاضر والماضى والمستقبل فى رصانة المقامات وفى قبس من روعة التاج محل وبمذاق التموده وبأريحية حاتم ذلك الفيض السيال من غنة قمة تتشابى لها القمم فأظفر بتاريخك من ملامح منصور وملاحم عبدالله




    منصور
                  

05-30-2007, 03:02 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومنصور خالد (4) "الناس" منكورة: ذاكرة تختار الجياد...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    منصور خالد دلاله موضوعيه لواقع ما كان وما هو كائن وما ينبغى أن يكون ففى هذه اللحظه تتسابق الأقلام الموغله فى عمق الفكر تسابق الأشطان فى لبان الأدهم فعبدالله على إبراهيم ودكتور الأفندى ومحمد عكاشه وغيرهم يجمعون بحرفة كل تفاصيل منصور ويتفوق عبدالله بالغوص فى كليات منصور مخرجا كتابا علميا وفلسفيا عنه يضوع فكرا سنزداد به وعيا إذا وقفنا عليه وقوف المتبصر لكيفية خلق الإبل......................


    منصور
                  

06-01-2007, 05:38 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومنصور خالد (4) "الناس" منكورة: ذاكرة تختار الجياد...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    فى البحث عن منصور كدلاله لنصف قرن من تاريخ السودان ومازال تتنوع وتتعدد المصادر والإحالات وفقا لأحوال ظرفه طالبا كان صحفيا سياسيا نافذا باذلا جهده مع أو ضد أو قوميا وعالميا يساهم بطريقة أو أخرى فى واقع السودان بإيجابيه كان أو بسلبيه وفقا لاراء من معه ومن ضده فإن كاتبه فى البحث عن ماهيته وهويته نال من المعارف والمفاتيح التى يبذلها لنا بيسر لكى نقف على أثره الضخم فى صناعة الواقع المعاش والآتى وفقا لما بذل ذلك المنصور



    منصور
                  

06-01-2007, 09:56 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومنصور خالد (4) "الناس" منكورة: ذاكرة تختار الجياد...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    Quote: فأظفر بتاريخك من ملامح منصور وملاحم عبدالله


    الأخ منصور ..
    هو توثيق يفتح مغاليق الجيل الذي تسلم الراية بعد جيل الإستقلال ..
    شغلته ريطوريقا سياسية تقاطعت مع الواقع الموروث ..
    وأهدر زمنا كنا في أمس الحاجة اليه لاستكمال البني التحتية لدولة السودان المارقة توا من حضن الإستعمار ..
    ولكن هيهات !!
    ..

    متابعين ..
                  

06-02-2007, 05:59 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومنصور خالد (4) "الناس" منكورة: ذاكرة تختار الجياد...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: محمد على طه الملك)

    الأخ منصور ..
    هو توثيق يفتح مغاليق الجيل الذي تسلم الراية بعد جيل الإستقلال ..
    شغلته ريطوريقا سياسية تقاطعت مع الواقع الموروث ..
    وأهدر زمنا كنا في أمس الحاجة اليه لاستكمال البني التحتية لدولة السودان المارقة توا من حضن الإستعمار ..
    ولكن هيهات !!
    ..

    متابعين ..







    عزيزى الملك كيف حالك يا رجل


    (أعرف نفسك) سغراط

    (ومن عرف نفسه عرف ربه) الرسول محمد (ص)

    ومعرفة النفس من الآخرين ضروره...ونفس الجمع التى تشملنا جميعا إذا لم نقف على تفاصيل واقعها ونستغرق كلياتها بصفاء...ستتكرر ديمومة العيوب والشروخ فى جلباب فرعونها الذى نقدس فعلينا أن نشك بمنهجيه فى تلك القداسه.........................



    منصور
                  

06-03-2007, 02:25 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومنصور خالد (4) "الناس" منكورة: ذاكرة تختار الجياد...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    حتى تكتمل الرؤيه يجب علينا تفكيك المشهد السياسى وتفكيك محمول خطابه وناقله.....................





    منصور
                  

06-05-2007, 04:22 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومنصور خالد (4) "الناس" منكورة: ذاكرة تختار الجياد...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    جاء منصور خالد في حديث للأستاذ كمال حسن بخيت مر بنا بقائمة بالصحف التي كتب بها سواء في عطلاته الدراسية او بعد التخرج. فذكر صحف النيل والشباب والأيام ووكالة السودان للأنباء (البيان 6-9-2003). ومما يحير المرء الطريقة التي غابت جريدة الناس، لصاحبها السيد محمد مكي، من هذه القائمة على أنها الجريدة التي يتفق معاصرو منصور أنه ربما كان عقلها المدبر المحرر. ومما يستوقف هنا تنصل منصور عن الناس أو تبرؤه منها. فقد كانت الناس بمقياس زمنها "صحيفة صفراء" بمعنى أنها للإيجار. فهي صاحبة قضية تؤديها بكفاءة مشهودة ومهنية عالية ولكن بالثمن. فقد اشتهرت النادرة عن الصحفي الذي جاء صاحبها ومحررها، محمد مكي، في نهاية شهر تعيينه الأول يسأل عن مرتبه. فكان رد محمد مكي له أن الناس لا تدفع مرتبات بعد أن توفر للصحفي زواية منها يرتع فيها قلمه. استرزق يا ابني فرزق الهبل على الكاتبين. وليس مهماً أن حدثت هذه الواقعة أم لم تحدث لأن قيمتها في أنها هي ما تواضع جيل جريدة الناس وقبيلها عنها من حيث معيار الشرف الصحفي.
                  

06-05-2007, 12:11 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومنصور خالد (4) "الناس" منكورة: ذاكرة تختار الجياد...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    وكان مكي أمة وحده في الصحافة السودانية. عاش مغامراً محباً للمال من حيث أتي متلافاً له حيث ذهب. ومات في هذا الطريق الوعر بصورة غير مسبوقة في 1969. فقد كان في بيروت حين وقع إنقلاب نميري في مايو من تلك السنة. ورصد النظام له نشاطاً معادياً له بين الدوائر الغربية المناوئة للإنقلاب . . أو توهمه أو بالغ في خطره. فأوحي النظام لأصدقائه من الفلسطينيين فأختطفوه وحملوه بالجبر إلى الخرطوم حيث تمت تصفيته في بادرة باكرة جداً لاستهانة دولة مايو بحكم القانون. وما تزال قصة مكي المخاطر المتلاف ونهايته التراجيدية بحاجة إلى من يحسن روايتها.
                  

06-06-2007, 02:47 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ومنصور خالد (4) "الناس" منكورة: ذاكرة تختار الجياد...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    ومن أقوى ما سمعت من شهادات عن مكر الرجل ما رواه السيد عبد الماجد أبو حسبو في سفر مذكراته على صفحات 173 إلى 175. قال أبو حسبو إنه والسيد الشريف حسين الهندي كانا بالقاهرة نزولاً بفندق الكونتنتال. و لا أعرف فندقاً ارتبط بالسياسة السودانية المصرية مثل هذا الفندق المطل على حدائق الأزبكية ويتكئ على زاوية من شارع فؤاد الضاج الذي يكاد لا ينام. وقد قصدت أن أن أرى الفندق عن كثب في زيارة أخيرة للقاهرة. ووجدته رسماً درس. وتذكرت أبا نواس: "عاج الشقي على رسم يسائله وعجت أسال عن خمارة البلد". فما زال بناؤه شاهقاً بمقياس عصره ومترفاً بمعياره ولكنه ساكن سكون المقابر. بئر معطلة وقصر مشيد.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de