دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
هَبَطَتْ إِلَيْكَ مِنَ المَحَلِّ الأَرْفَعِ ....لابن سينا...............................
|
الاخ منصوراليك رائعة ابن سيناء عن النفس-الروح- ارجو ان تجد متسعا لنشرها
امام الطيب
لابن سينا
-بحر الكامل-
شرح لطفي خيرلله
1) هَبَطَتْ إِلَيْكَ مِنَ المَحَلِّ الأَرْفَعِ وَرْقَاءُ ذَاتُ تَعَزُّزٍ وَتَمَنُّـــعِ1
2) مَحْجُوبَةٌ عَنْ مُقْلَةِ كُلِّ عَارِفٍ
وَهْيَ الَّتِي سَفَرَتْ وَلَمْ تَتَبَرْقَـعِ2
3) وَصَلَتْ عَلَى كُرْهٍ إِلَيْكَ وَرُبَّمَا
كَرِهَتْ فِرَاقَكَ وَهْيَ ذَاتُ تَفَجُّعِ3
4) أَنِفَتْ وَمَا أَلِفَتْ فَلَمَّا وَاصَلَتْ
أَنِسَتْ مُجَاوَرَةَ الخَرَابِ البَلْقَـعِ4
5) وَأَظُنُّهَا نَسِيَتْ عُهُودًا بِالحِمَى
وَمَنَازِلاً بِفِرَاقِهَا لَمْ تَقْنـــَعِ5
6) حَتَّى إِذَا اتَّصَلَتْ بِهَاءِ هُبُوطِهَا
عَنْ مِيمِ مَرْكَزِهَا بِذَاتِ اُلأَجْرَعِ6
7) عَلِقَتْ بِهَا ثَاءُ الثَّقِيلِ فَأَصْبَحَتْ
بَيْنَ المَعَالِمِ وَالطُّلُولِ الخُضَّـعِ7
8) تَبْكِي إِذَا ذَكَرَتْ عُهُودًا بِالْحِمَى
بِمَدَامِعٍ تَهْمِي وَلَمَّا تُقْلِــعِ8
9) وَتَظَلُّ سَاجِعَةً عَلَى الدِّمْنِ الَّتِي
دَرَسَتْ بِتِكْرَارِ الرِّيَاحِ الأَرْبَعِ9
10) إِذْ عَاقَهَا الشِّرْكُ الكَثِيفُ وَصَدَّهَا
قَفَصٌ عَنِ الأَوْجِ الفَسِيحِ المُرْبِعِ10
11) وَغَدَتْ مُفَارِقَةً لِكُلِّ مُخْلِفٍ
عَنْهَا حَلِيفِ التُّرْبِ غَيْرِ مُشَيِّعِ11
12) سَجَعَتْ وَقَدْ كُشِفَ الغِطَاءُ فَأَبْصَرَتْ
مَا لَيْسَ يُدْرَكُ بِالعُيُونِ الهُجَّعِ12
13) وَغَدَتْ تُغَرِّدُ فَوْقَ ذِرْوَةِ شَاهِقٍ
وَالعِلْمُ يَرْفَعُ كُلَّ مَنْ لَمْ يُرْفَعِ13
14) فَلِأَيِّ شَيْءٍ أُهْبِطَتْ مِنْ شَامِخٍ
عَالٍ إِلَى قَعْرِ الحَضِيضَ الأَوْضَعِ14
15) إِنْ كَانَ أَهْبَطَهَا الإِلَهُ لِحِكْمَةٍ
طُوِيَتْ عَنِ الفَطِنِ اللَّبِيبِ الأَرْوَعِ15
16) فَهُبُوطُهَا إِنْ كَانَ ضَرْبَةَ لاَ زِبٍ
لِتَكُونَ سَامِعَةً بِمَا لَمْ تَسْمَعِ16
17) وَتَعُودَ عَالِمَةً بِكُلِّ حَقِيقَةٍ
فِي العَالَمَيْنِ فَخَرْقُهَا لَمْ يُرْقَعِ17
18) وَهْيَ الَّتِي قَطَعَ الزَّمَانُ طَرِيقَهَا
حَتَّى لَقَدْ غَربت بِعَيْنِ المَطْلَعِ18
19) فَكَأَنَّهَا بَرْقٌ تَأَلَّقَ بِالحِمَى
ثُمَّ انْطَوَى فَكأَنَّهُ لَمْ يَلْمَعِ19
الشّرح
1) هَبَطَتْ إِلَيْكَ مِنَ المَحَلِّ الأَرْفَعِ وَرْقَاءُ ذَاتُ تَعَزُّزٍ وَتَمَنُّـــعِ
أي هبطت إليك أيّها الإنسان الّذي هو جسد ونفس موجودا في عالم الكون والفساد، هذه النّفس الّتي كنّى عنها بالورقاء أي الحمامة ذات غبرة في لونها، من محلّ القدس وعالم الألوهة والثّبات، والجوهرة البريّة من التغيّر، والشّريفة والعزيزة والمتمنّعة عن أن تخالط الهيولى والأجسام. ولا يريد بها ابن سينا أي نفس كانت كالنّفس النّباتيّة أو الحيوانيّة، بل النّفس العاقلة فقط.
2) مَحْجُوبَةٌ عَنْ مُقْلَةِ كُلِّ عَارِفٍ
وَهْيَ الَّتِي سَفَرَتْ وَلَمْ تَتَبَرْقَـعِ
وهذه النّفس العاقلة والشّريفة لمّا حلّت فيك، فإنّ الإنسان النّاظر والمدرك للأشياء المحسوسة بحواسّه الخمس امتنع عليه أن يدركها، أو يثبت وجودها، وذلك لأنّها من طبيعة غير طبيعة هذا العالم، وهو لا ينظر للوجود ولا يطلب معرفته إلاّ بما لا يُوقِفُه منه إلاّ على الأشياء الطّبيعيّة والهيولانيّة، فصارت النّفس لذلك الإنسان وكأنّها محجوبة عنه. أمّا العارف الفطن الّذي قد ترقّى إلى مرتبة الإدراك العقليّ، وتخلّص من أسر الحسّ، وهُمْ قليل جدّا، فهي سافرة له بيّنة عنده، وأظهر لديه من الحسّ نفسه، فصارت النّفس في حقّه وكأنّها قد سفرت ولم تتبرقع، أي لم تتّخذ برقعا، وهو أداة يخفي وجه المرأة.
3) وَصَلَتْ عَلَى كُرْهٍ إِلَيْكَ وَرُبَّمَا
كَرِهَتْ فِرَاقَكَ وَهْيَ ذَاتُ تَفَجُّعِ
والنّفس بعدما كانت في عالم القدس وهبطت إليك، فإنّها أوّل ما هبطت إليك قد شقيت من هذا السّقوط، وضاقت به ذرعا، ولم تستمرئه البتّة، وكرهته أيّما كره. ومع ذلك فها أنت تشاهدها الآن قد صارت تتفجّع من فراقك، أي فراق جسدك؛ لأنّك ترى النّاس كلّهم أو جلّهم إنّما يخشون الموت.
4) أَنِفَتْ وَمَا أَلِفَتْ فَلَمَّا وَاصَلَتْ
أَنِسَتْ مُجَاوَرَةَ الخَرَابِ البَلْقَـع
وآية كرهها لهذا السّقوط من عالم القدس، وحلولها في جسدك أنّه قد تقزّزت منه أوّلا، وتجانفته؛ لكنّ هذه النّفس، وبعد طول الإقامة، فقد أنست سكنه واستمرأت الثّواء فيه. وقد كنّى ابن سينا عنه بالخراب البلقع، أي خال، لأنّ الجسم في الحقيقة هو أقرب إلى العدم منه إلى الوجود، وهو لاشيء بالقياس إلى عالم الحقيقة الّذي هوت منه تلك النّفس.
5) وَأَظُنُّهَا نَسِيَتْ عُهُودًا بِالحِمَى
وَمَنَازِلاً بِفِرَاقِهَا لَمْ تَقْنـــَعِ
وهذه النّفس برضاها وشغفها بالبقاء في عالم الطّبيعة والفساد بعد أن كانت قد تعذّبت وشقيت أوّل ما حلّت في الجسم وفارقت عالم القدس، لَكَأَنَّها قد نسيت تلك العهود الطيّبة حين كانت ترفرف في حمى القدس، وعالم النّور والثّبات، وذهلت عن منازل عليّة كريمة كانت أوّلا قد أسيت من فراقها ولم تقنع به.
6) حَتَّى إِذَا اتَّصَلَتْ بِهَاءِ هُبُوطِهَا
عَنْ مِيمِ مَرْكَزِهَا بِذَاتِ اُلأَجْرَعِ
ولمّا استمّرت النّفس في مكان الهبوط، ومركز عالم ما تحت القمر، وهو عالم الأرض، وقد كنّى عنه بذات الأجرع، أي الأرض الخشنة...
7) عَلِقَتْ بِهَا ثَاءُ الثَّقِيلِ فَأَصْبَحَتْ
بَيْنَ المَعَالِمِ وَالطُّلُولِ الخُضَّـعِ
وصارت مثقلة بالقيود الجسميّة، وطال حبسها فيها، فإنّ هذه النّفس، ولكن ليست أيّ نفس، بل النّفس الكريمة، ذات الفطرة الجيّدة، والتّي القوّة العقليّة لم تخمد منها كلّها، وهي موجودة بين الآثار والرّسوم والأطلال الخضّع، أي الخاشعة، وهذه كلّها كناية عن الحياة الأرضيّة...
8) تَبْكِي إِذَا ذَكَرَتْ عُهُودًا بِالْحِمَى
بِمَدَامِعٍ تَهْمِي وَلَمَّا تُقْلِــعِ
ما تنفكّ تبكي وتنوح بمدامع تسيل ولا تنقطع تحسّرا وتحرّقا كلّما تذكّرت عهودا وأيّاما شَيِّقَةٍ كانت مقيمة فيها بالحمى، أي بعالم القدس وسِدْرَةِ المنتهى. والحمى في أصل اللّغة هو كلّ ما ينبغي أن يُحمى.
9) وَتَظَلُّ سَاجِعَةً عَلَى الدِّمْنِ الَّتِي
دَرَسَتْ بِتِكْرَارِ الرِّيَاحِ الأَرْبَعِ
وهذه الورقاء، وهي كناية عن هذه النّفس الكريمة، تبقى أيضا ساجعة أي نائحة على الدّمن، أي عند آثار النّاس والبهائم، وهذا أيضا كناية عن العالم الأرضيّ الّذي درس أي ذهب، بتعاور الرّياح الأربع عليه، والرّياح الأربع عند العرب هي الصّبا، والدّبور، والشّمال، والجنوب؛ وإنّما كنّى بها عن العناصر الأربعة الّتي تتركّب منها كلّ الموجودات الأرضيّة، أي الماء والهواء والتّراب والنّار.
10) إِذْ عَاقَهَا الشِّرْكُ الكَثِيفُ وَصَدَّهَا
قَفَصٌ عَنِ الأَوْجِ الفَسِيحِ المُرْبِعِ
قد يريد بالشّرك، الكفر، والكفر هو التغطية، والباطل، فكنّى ابن سينا عن عالم الجسم، بالشّرك، لأنّه هو أيضا باطل فهو لا شيء، وهو كفر، فهو يُعَمِّي النّفس عن أصلها. وهذا الشّرك الكثيف أي الغليظ، إذ لفّ هذه النّفس الكريمة، فقد عاقها عن أن تتّصل بأصلها العلويّ الّذي جاءت منه، وكان لها قفصا وسجنا يمنعها من أن تسيح في أوج فسيح وعالم مُرْبِعٍ، أي وشّاه الرّبيع.
11) وَغَدَتْ مُفَارِقَةً لِكُلِّ مُخْلِفٍ
عَنْهَا حَلِيفِ التُّرْبِ غَيْرِ مُشَيِّعِ
ولكن هذه النّفس الكريمة، وليست أي نفس، لمّا كان قد بقي فيها من عالم العقل نسبة، وكانت تتألّم من فراقها لأصلها، وتبكي للعهود الأولى، فلا جرم أنّها سوف تجتهد لأن تعود لأصلها، وتعاود الاتّصال به، وهي بَعْدُ في عالم الجسم؛ وذا ممكن، لكن بشرط المجاهدة وسلوك الطّريق. وأوّل مرتبة في هذه المجاهدة والسّلوك إنّما بأن تفارق النّفس الكريمة والمتشوّقة كلّ نفس أخرى دَيْدَنُهَا الكذب والإخلاف، أي هي غير صادقة في ذكرها للعالم العقليّ، وأن تهرب من كلّ من حالف التّراب والجسم، ولم تكن له همّة أو صدق، وهذا معنى غير مشيّع، في أن يزهد فيهما.
12) سَجَعَتْ وَقَدْ كُشِفَ الغِطَاءُ فَأَبْصَرَتْ
مَا لَيْسَ يُدْرَكُ بِالعُيُونِ الهُجَّعِ
وبعد أن تواصل المجاهدة والارتياض بأن تتعفّف من الأمور الحسيّة والشّهوات المردية، وبأن تدمن على تأمّل الأمور المعقولة، وتُبْقِي الجوهرة النّفيسة فيها وهي العقل تتّقد أبدا، فسوف تنكشف لها الحقيقة، وتلمح، وهي بَعْدُ متسربلة بالجسم، الأنوار الشّعشانيّة، واللمّع القدسيّة الّتي لا يمكن أن تُدْرَكَ إلاّ بملكة العقل المبرّا من الحسّ، أمّا أولائك الّذين أوغلوا في المحسوسات، وتردّوا في الشّهوات، وصاروا كالبهائم، فعيونهم هاجعة، ونائمة، ولا يمكن أن ترى إلاّ الوهم والكذب أي المحسوس.
13) وَغَدَتْ تُغَرِّدُ فَوْقَ ذِرْوَةِ شَاهِقٍ
وَالعِلْمُ يَرْفَعُ كُلَّ مَنْ لَمْ يُرْفَعِ
لذلك فهذه النّفس الكريمة لمدوامتها على الرّياضة والمجاهدة، ولانكبابها على المعقولات الّتي هي العلم الحقّ، فسوف يكون جزاءها أن ترقى إلى ذروة السّعادة، وتبلغ إلى قمّة الكمال الّتي لا يمكن أن تُبْلَغَ إلاّ بذلك العلم الحقّ. وقوله: والعلم يرفع كلّ من لم يرفع، فمعناه أنّ النّفس لمّا كانت في أوّل ما التبست بالجسم قد انحطّت إلى الحضيض ولم تُرْفَعْ، فبذلك العلم الحقّ لهي حريّة بأن تُرفع إلى المقام الأسنى.
14) فَلِأَيِّ شَيْءٍ أُهْبِطَتْ مِنْ شَامِخٍ
عَالٍ إِلَى قَعْرِ الحَضِيضَ الأَوْضَعِ
يأخذ ابن سينا هنا في السّؤال سؤالا قد يسأله كلّ ناظر في أمر النّفس ويحتار فيه، ألا وهو، ليت شعري، وماسبب أن تكون النّفس قد فارقت عالمها الشّريف العالي لتنزل إلى هذا الحضيض الفاني عالم الجسم؟ وما الحكمة في ذلك ؟ وكيف كان لها أن تستبدل الّذي هو أدنى بالّذي هو خير؟
15) إِنْ كَانَ أَهْبَطَهَا الإِلَهُ لِحِكْمَةٍ
طُوِيَتْ عَنِ الفَطِنِ اللَّبِيبِ الأَرْوَعِ
فهبوطها قد يكون لغرض إلاهيّ ليس يعلمه إلاّ الله، ومُنِعَ عن الانسان ولو كان اللّبيب الفطن المدقّق.
16) فَهُبُوطُهَا إِنْ كَانَ ضَرْبَةَ لاَ زِبٍ
لِتَكُونَ سَامِعَةً بِمَا لَمْ تَسْمَعِ
أو قد يكون هبوطها لضرورة ذاتيّة، وهذا معنى ضربة لا زب، أي حتما، وذلك من أجل أن تُحَصِّلَ معرفة من غير جنس المعرفة الأولى الحاصلة لها. لأنّ المعرفة الأولى هي معرفة عقليّة محض. وبعد هبوطها واتّصالها بالجسم، فقد حصل لها معرفة من جنس آخر، وهي المعرفة بعالم الهيولى. ولعلّ ذلك هو معنى قوله: لتعود عالمة بما لم تسمع، يقصد ليتجدّد لها معرفة غير المعرفة العقليّة الأولى.
17) وَتَعُودَ عَالِمَةً بِكُلِّ حَقِيقَةٍ
فِي العَالَمَيْنِ فَخَرْقُهَا لَمْ يُرْقَعِ17
والّذي يؤيّد التّأويل السّابق قوله هنا: وتعود عالمة بكلّ حقيقة في العالمين، أي عالم العقل وعالم الهيولى، أي لتجمع بين المعرفتين، المعرفة العقليّة والمعرفة الحسيّة. لكن ابن سينا يستدرك على ذلك بقوله إنّ صحّ هذا السّبب في تعليل هبوط النّفس فإنّ هبوطها قد أضرّ بها ولم ينفعها، وأنّ اكتسابها لمعرفة أخرى حسّيّة إلى المعرفة العقليّة وإن كان في ظاهره زيادة ووفرة، لكنّه قد نال من بساطة تلك النّفس وبثّ فيها الشّقاق السّاري إليها من الهيولى، فلم تلتأم كامل الالتآم، فكأنّها ثوب شُقَّ، ثمّ رُقِّعَ لكنّ هذا الترّقيع لا يمكن أن يعيد ذلك الثّوب إلى وحدته الأولى التّامّة.
18) وَهْيَ الَّتِي قَطَعَ الزَّمَانُ طَرِيقَهَا
حَتَّى لَقَدْ غَربت بِعَيْنِ المَطْلَعِ
ووجود النّفس في الزّمان هو الذي جعلها تدخل تحت حكم التغيّر، والهيولى، وإذ كانت هي في أصلها بسيطة، وعالمها الحقيق بها إنّما هو عالم الثّبات والأبديّة، أي ما فوق الزّمن، إذًا فوجودها في الزّمن ودخولها تحت حكمه، جعل الزّمن يصرفها عن غايتها وحقيقتها، وهذا معنى قوله: وهي الّتي قطع الزّمان طريقها. وقوله حتّى لقد غربت بعين المطلع، فلعلّه يعني به: وبسبب تسلّط الزّمن على النّفس وحصولها في الجسم، فهي قد غابت، لكن غروبها هو ليس مُرْسَلاً، بل من نفس غروبها، فإنّها تعاود أن تطلع ثانية إذا ما جاهدت وارتاضت لتجدّد اتّصالها بالعالم الأعلى.
19) فَكَأَنَّهَا بَرْقٌ تَأَلَّقَ بِالحِمَى
ثُمَّ انْطَوَى فَكأَنَّهُ لَمْ يَلْمَعِ
وبالأَخَرَة، فهذه النّفس في نزولها ثمّ ترقّيها ثانية إذا قِيسَتْ إلى الأبديّة والأزليّة، لكأنّها برق تألّق ثمّ ما لبث أن اختفي حتّى كأنّه لم يلمع البتّة، أي كأنّ النّفس ما هبطت، ولا ظهرت، ولا عادت ثانية إلى أصلها.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هَبَطَتْ إِلَيْكَ مِنَ المَحَلِّ الأَرْفَعِ ....لابن سينا............................... (Re: munswor almophtah)
|
جدلية الانا والاين مهداة للحبيب الاديب منصور المفتاح مع هبوب رياح الريس ابن سينـاء
الانا والاين جدلية قدرية.ومفارقة ممكنة واقعة. اِلا أن انعتاق الانا من قيود الاين’واندياح الانا في مسارب الوجود المطلق’ درجة من الفناء’ ومنزلة من منازل الجمع. ومن ثم مطلبٌ من اشواق النفس السالكة.وفكرةٌ لا تنئ تطرأ علي العقل الراشد.وما يبتغي تلك المنازل’ ويرقي تلك المدارج الا ذو حظ عظيم.والا فالمقاربة والسداد’ سيراً علي الدرب. والمسير مظنة الوصول لكل مثابرٍ ملحاحِ’ والولوج لكل طارق صبار’ يطيل الوقوف هنالك بلا ملل ولا كلال.متعللا بالوصل’ متعلقاً بأهداب عسي’مستمطراً فيوضات لعل.
فالشعاب شائكة’ ملتفة حول نفسها.متاهات يحار فيها الحليم.ومزالق لا يصبر عليها الا الحذاق’ من اولي البصائر.فيرضي البعض من الغنيمة بالاياب. الا ان عشاق الوصل يكابدون السير’ ويثابرون مبيتا علي الطوي.سيراً فانياً عن القنوط’ نابياً عن السقوط .واصراراً لا يلتفت الي المسافات’ السابقة من اللاحقة .فمتعة هؤلاء في السير ’وقرة .. اعينهم في الادلاج سريً للمأمول . فالمسارات دائرية’ تتشابه فيها المعالم .
لقد حدد ابن الطفيل وجهة نظر آسال’ ومتعلق نظرته حيث يتجه اللهب . ميمماً وجهه شطر العلو. ينشد الاعالي ’مدركاً ان هناك سر اسرار الجمع والفناء. وما السري صعداً الا لتحقيق الانعتاق . انعتاق الانا من الاين .فتلك وشيجة طارئة .والوصل يتحقق بمفارقة الانا للاين’ بل بغياب الانا عن الانا ’ فناءً عن السوي .حيث يتحقق الوصل ’ وتجد الانا ذاتيتها . فتقر العين’ وتسكن الاشواق لمتعلقها ’ مقعد الصدق . فلا تري غيره . فتحل حلاوة الوجدان ’ليكون الحال هو المحل . ويغمر فيض الاحسان’ فينبلج نور البصائر . وينداح طاوياً للحجب’ مزيلاً للسمادر والسدف.فتمتد باحات الابصار ’ ويتسع براح الرؤية .فتحل الفكرة محل النظرة ’ والعبرة محل الشخوص ’ والمثال محل العين .
فالانا حقيقة طارئة في ظرف الاين . هبطت عليه من المحل الارفع ’ متعززة متمنعة ’ كارهةً صارخةً. ثم تسكن وتألف ما انفت عنه .فتأنس لمجاورة الخراب البلقع . بل يطيب لها الثواء علي الدمن والاطلال الدوارس . يطيب لها الثواء رغم الاكدار والمكابدة ’ ومقارفة الاقذار . وتلزم العنت فيعز عليها الفراق ’ متمسكة بخيوط الاين الواهية المنصرمة .شأن العنكبوت اتخذت بيتا . مع اليقين بأن الاين سراب خادع . سرعان ما ينجلي امره ’ فيسفر صبح الحقيقة لذي عينين . ومن ثم تعود الانا الي مشرقها الذي يظن انه مغرب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هَبَطَتْ إِلَيْكَ مِنَ المَحَلِّ الأَرْفَعِ ....لابن سينا............................... (Re: Mohamed Omar Salem)
|
الأخ محمد عمر سالم أراك ياذياك الكيس الفطن تدفعنى إلى بحر لا يقدر شراعى على لججه ولا يقوى يراعى للجب اواره القتال والفتاك ذلكم بحر التصوف وبحر التطهر والترقيق بالخلاوى العصيه والنوافل الأبيه مع التمادى فى فعل الواجبات وترك النواهى بحذر لا انزلاق فيه حتى يهوى الإنسان فى العوالم السفلى وتغلظ وتيبس فيه الروح ويسقط إلى أسفل سافلين وهو الذى الذى وجبت عليه المعرفه بالمطلق والحب الصادق له ورسوله حبا كحب العدوية فى إنشادها
أحبك حبين حب للهوى وحب لأنك أهل لذاك فأما الذى هو حب الهوى فشغلى بذكرك عن من سواك وأما الذى أنت أهل له فكشفك لى الحجب حتى أراك فلا الحمد فى ذا وذاك لى ولكن لك الحمد فى ذا وذاك
وبذلك تكون تكون الذات فى القيد راكبة طرق السلامه للوصول للذات المطلقه حتى ترى بما ترى وتسمع بما تسمع وتبطش بما تبطش وذلك على حد الحديث (يتقرب لى عبدى بالنوافل الخ) لا بل تعطى بما تعطى وذلك أيضا لقول الرسول فى الحديث القدسى (أقول للشئ كن فيكون ويقول عبدى للشئ كن فيكون) وأى بر ذلك الذى وصلته إليه الذات المقيده
وحتى لا نجهل الفناءات وأنواعها وفقا لأساتذة العقيده فهنالك الفناء الفلسفى أو فناء الملاحده كفناء مدارس وحدة الوجود وفناء الحلول عند الحلوليين وهنالك الفناء عن عبادة السوى والفناء عن شهود السوى ثم الفناء السنى كفناء رابعه العدويه والجنيد بن محمد ومن أساتذة تلك الأراء الدكتور شوقى بشير أستاذ العقيده بالإسلاميه وأم القرى الذى تخصص فى نقد الفكر الباطنى
ويا شيخى هنالك أستاذ كرسى التصوف بجامعة القاهره الدكتور عبدالقادر محمود الذى كتب الفكر الإسلامى والفلسفات المضاده فى القديم والحديث والذى تطرق فيه لذات النقاط السالفه مع إضافة ما طرأ من أيدلوجيات علمية فى الحاضر
ولكن السالك الماسك الملتزم الطريق الربانى وفقا لقول المولى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) لا محالة واصلة ذاته التواقة المشتاقة للذات المطلقه وعندما تلتقى الأنا بالانا يكون الهنا يا عزيزى
وتجدنى لك جد شاكر ومقدر يا محمد وكانى بك واصل كشيخك الحفيان حتى بان رمزك عاليه ولك السلام........................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هَبَطَتْ إِلَيْكَ مِنَ المَحَلِّ الأَرْفَعِ ....لابن سينا............................... (Re: munswor almophtah)
|
عزيزي منصور لك التجلةوجزيل الشكر وانت دوما ترفدنا وتتحفنا بالدرر.فكان لزاما علينا الغوص في اللجج علنا بلقيا غواص ماهر تجاوز الثبج للاعماق’وعلم اي مركب يحمل الي بر الامان’ فلم نجد ابرع وامهر من ابي حامد محمدبن محمد الخبير بهدي محمد.وددنا ان نكون من اولئك الاولاد المحبين’ لنسلك دروب ومسالك من شاموا النجاة’وراموا الفوز.فاليك ودونك ايها الولد المحب
جزء من نص رسالة أيها الولد المحب للشيخ الغزالى
اعلم أيها الولد المحب العزيز أطال الله تعالى بقائك بطاعته وسلك بك سبيل أحباؤه أن منشور النصيحة يكتب من معدن الرسالة عليه الصلاة والسلام إن كان قد بلغك منه نصيحة فأي حاجة لك في نصيحتي ، وإن لم يبلغك فقل لي : ماذا حصلت في هذه السنين الماضية ؟!!!
أيها الولد ..!!
من جملة ما نصح به رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته قوله " علامة إعراض الله تعالى عن العبد اشتغاله بما لا يعنيه ، وإن امرأ ذهبت ساعة من عمره في غير ما خلق له لجدير أن تطول عليه حسرته ، ومن جاوز الأربعين ، ولم يغلب خيره شره فليتجهز للنار".
وفى هذه النصيحة كفاية لأهل العلم.
أيها الولد ..!!
النصيحة سهل ، والمشكل قبولها ، لأنها في مذاق متبعي الهوى مر، إذ المناهى محبوبة في قلوبهم، على الخصوص لمن كان طالب علم مشتغلا فى فضل النفس ومناقب الدنيا ، فإنه يحسب أن العلم المجرد له سيكون نجاته وخلاصه فيه ، وأنه مستغن عن العمل .
وروى : أن الجنيد - قدس الله روحه- رئى في المنام بعد موته، فقيل له: ما الخبر يا أبا القاسم؟ قال: طاحت العبارات، وفنيت الإشارات ، وما نفعنا إلا ركعات ركعناها في جوف الليل.
أيها الولد ..!!
لا تكن من الأعمال مفلسا ، ولا من الأحوال خاليا ، وتيقن أن العلم المجرد لا يأخذ باليد .
مثاله : لو كان على رجل في برية عشرة أسياف هندية مع أسلحة أخرى ، وكان الرجل شجاعا وأهل حرب ، فحمل عليه أسد عظيم مهيب فما ظنك ؟ هل تدفع الأسلحة شره عنه من غير استعمالها وضربها ؟!
ومن المعلوم أنها لا تدفع إلا بالتحريك والضرب ، فكذا لو قرأ رجل مائة ألف مسألة علمية وتعلمها ولم يعمل بها لا تفيده إلا بالعمل.
أيها الولد ..!!
أيها الولد لو قرأت العلم مائة سنة ، وجمعت ألف كتاب ، لا تكون مستعدا لرحمة الله إلا بالعمل لقوله تعالى : "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى" وقوله تعالى " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا " وقوله "جزاء بما كانوا يكسبون " وقوله "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات" .
أيها الولد ما لم تعمل لن تجد أجرا.
حكي أن رجلا من بني إسرائيل عبد الله تعالى سبعين سنة ، فأراد الله تعالى أن يجلوه على الملائكة فأرسل الله إليه ملكا يخبره أنه مع تلك العبادة لا يليق به دخول الجنة، فلما بلغه قال العابد : نحن خلقنا للعبادة ، فينبغي لنا أن نعبده . فلما رجع الملك قال الله تعالى: ماذا قال عبدي؟ قال : إلهي ، أنت أعلم بما قال، فقال الله تعالى : إذا هو لم يعرض عن عبادتنا ، فنحن – مع الكرم- لا نعرض عنه، أشهدوا يا ملائكتي أنى قد غفرت له.
وقال الحسن رحمه الله: طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب.
أيها الولد ..!!
عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، وأعمل ما شئت فإنك مجزى به.
أيها الولد ..!!
إني رأيت في الإنجيل أن عيسى عليه السلام قال : من ساعة يوضع الميت على الجنازة إلى أن يوضع على شفير القبر يسأل الله بعظمته منه أربعين سؤالا ، أوله : يقول "عبدي طهرت منظر الخلق سنين وما طهرت منظري ساعة".
أيها الولد ..!!
العمل بلا علم جنون ، والعمل بغير علم لا يكون .
أيها الولد ..!!
اجعل الهمة في الروح، والهزيمة في النفس ، والموت في البدن ، لأن منزلك القبر وأهل المقابر ينتظرونك في كل لحظة متى تصل إليهم ، إياك إياك أن تصل إليهم بلا زاد . وقال أبو بكر الصديق : هذه الأجساد قفص طيور وإصطبل الدواب ، فتفكر في نفسك من أيهما أنت؟
إن كنت من الطيور العلوية فحين تسمع طنين طبل ربك "أرجعى إلى ربك " تصير صاعدا إلى أن تقعد في أعالي بروج الجنان ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "واهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ ".
والعياذ بالله إن كنت من الدواب كما قال الله تعالى " أولئك كالأنعام بل هم أضل" فلا تأمن انتقالك من زاوية الدار إلى هاوية النار.
وروى أن الحسن البصري رحمه الله تعالى أعطى شربة ماء بارد ، فلما أخذ القدح غشي عليه وسقط من يده ، فلما أفاق قيل له : مالك يا أبا سعيد ؟ قال: ذكرت أمنية أهل النار حيث يقولون لأهل الجنة : " أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله".
أيها الولد ..!!
لو كان العلم المجرد كافيا لك ، ولا تحتاج إلى عمل سواه لكان نداء الله تعالى : "هل من سائل ؟ هل من مستغفر ؟ هل من تائب ؟ " ضائعا بلا فائدة .
وروى أن جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ذكروا عبد الله بن عمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " نعم الرجل هو لو كان يصلى بالليل ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه : "يا فلان ....لا تكثر النوم بالليل فإن كثرة النوم بالليل تدع صاحبه فقيرا يوم القيامة" .
أيها الولد ..!!
"ومن الليل فتهجد به" أمر ، "وبالأسحار هم يستغفرون" شكر ، "والمستغفرون بالأسحار" ذكر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة أصوات يحبها الله تعالى صوت الديك ، وصوت الذي يقرأ القرآن ، وصوت المستغفرين بالأسحار " .
وقال سفيان الثوري : ان لله تعالى ريحا تهب بالأسحار تحمل الأذكار والاستغفار إلى الملك الجبار .
وقال أيضا " إذا كان أول الليل ينادى مناد من تحت العرش : ألا ليقم العابدون ، فيقومون ويصلون ما شاء الله ، ثم ينادى مناد في شطر الليل : إلا ليقم القانتون ، فيقومون ويصلون إلى السحر ، فإذا كان السحر ينادى مناد : ألا ليقم المستغفرون ، فيقومون ويستغفرون ، فإذا طلع الفجر ينادى مناد :ألا ليقم الغافلون ، فيقومون من فرشهم كالموتى نشروا من قبورهم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هَبَطَتْ إِلَيْكَ مِنَ المَحَلِّ الأَرْفَعِ ....لابن سينا............................... (Re: Mohamed Omar Salem)
|
أخي الأديب الصناجة المنصور بن عبد الله آل المفتاح،
و حيث أن مشاغل الدنيا الجديدة - وقد أضحت قديمة بيد أنها الأحدث اكتشافا في عالمنا- قد استفحل امساكها بتلابيب أزمنتنا و فراغنا، فقد أصبحنا نتوفر على الوقت الذي يتيح الإطلال ها هنا كل بضعة أيام فنترك كلمات معدودات هنا و هناك لا تقيم أودا للمفاكرة و معاودة الأصدقاء الذين نحب، و لذا فتجدنا قد مضينا بعيدا في تقصيرنا معكم بيد أن ما في القلوب يظل شاهدا عليها و على مودة خالدة بحول الله.
شكرا أن بثثت هذا العبق هنا.. تعيش يا صديقي و عيدك الأسعد. بوعسل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هَبَطَتْ إِلَيْكَ مِنَ المَحَلِّ الأَرْفَعِ ....لابن سينا............................... (Re: ابوعسل السيد احمد)
|
إلى الأحباب: خالد،الشقليني، حمدي،ندى، ماريل، بندرشاه، قارسيا، أبي جهينة، أحمد أمين، ناصر، ألفيا، عكود، المعتصمين و(إلى إشراق بالطبع)
وثْباً نحو القمم الألف!!!
(1) هذا الجَسَدُ، و هذا الجِسْرُ، وهذا الجوهَرْ. هذا الجَسَدُ، الجِسْرُ،الأرضُ، الأُنْثَى المِرْآةُ، المَرْأةْ. مزرعةُ الله الأولى، قنطَرَةٌ, تعْبُرُ ما قد كان إلى ما سوف يكونْ عَقْدُ قرانِ النشأةِ و الصيْرورَةِ رُوحِ القُدْسِ النُّورانيِّ بصلصالِ الحَمَإ المسنونْ. امتَزَجَا، اخْتَلَجَا، هاجا، ماجا، في جوفِ الصَّدَفِ الكَوْنِيِّ، الحافظِ سِرِّ الله المكنونْ, سِرّ الله الأعظَمِ, هذا النورِ الرّعَّاشِ الطينْ!
(2) يا آدمَ هذا العَصْر، مِنْ عَرْشِكَ يا جبروتَ المخلوقِ الخالِقِ يا جبّارَ النَّشْوَةِ, يا نَزَّاعَ الشَّهْوَةِ, يا وَقَّادَ الجُرْأةِ, يا آدمَ هذا العصْر, مِنْ أضلاعك خَلَقَ اللهُ المرْأةَ.
(3) هذا جسدي قنطرةٌ أخْرَى، شمْسٌ، رِدَّةْ. رِدَّةُ هذا النورِ إلى الأصلِ الطينْ! حُمَّى جسدي يشْعِلُ مِقْبَاسَ الرَّعْشةِ مِنْ حُمَّاكِ و قدْ أخَذَتْكِ الرَّعْدَة, كان العَرَقُ المُتَقَطِّرُ من نهديكِ لآلئَ طَلٍّ، تَتَجَمَّعُ مثلَ الدَّمعِ عَلَى كِمِّ الورْدَةْ. و النَفَسُ اللاَّهِثُ في إيقاعٍ يَتَسارَعُ خَفْقاً, كجناحَيْ رُخٍّ عملاقٍ عجلانْ يهوي بي لقرارٍ مَثْقوبٍ, لا قاعَ لَهُ، لا جدرانَ ولا شُطْآنْ.
(4) يعلو صدرُكِ يرفَعُنِي, نحو القمَمِ العصماءِ الفاتنةِ الوَحْشَةْ، اجْثُمُ في قمتِهَا وَحْدِي, رَبُّ الأربابِ “ زيوسُ “ على جبل الأولمبْ!
(5) نَحْلَةُ وَلَهِي الجامحِ تَشْتَارُ جَنَاكِ تَمْتَصُّ رحيقَكِ, في صَبْرِ النحلِ الظَّامِئِ, و الواثِقِ بالإمكانْ. بالصبرِ المُتَمَكِّنِ، و الممتلِئِ بذاكَ الشيْءِ المُبْهَمِ و الريَّانْ صَبْرِ الحُلُمِ النَّافِذِ و الكامِنِ منذ التكوينِ الأوَّلِ و المُتَجَذِّرِ في أعماقِ النَّحْلِ المخْبُوءِ بأرْدانِ الرَّيْحَانْ.
(6) وعلٌ برّيٌّ ها أنذا أرْعَى مَرْجَكِ أتَمَرَّغُ في أدْغالِكِ, حُرّاً أمْضِي في أحراشِكِ أسْعَى بين النَّحْرِ و بين الصدرْ. أرْكُضُ بين الصدر وبين الخصرْ. أصْعُدُ من حيث الخِصْرِ العاري و إلى حيث النَّحْرِ النادي أقْتاتُ الرمَّانْ, الرمَّان المُتَهَدِّلِ بِكْراً, عنقودَيْنِ رشيقَيْنِ, عصفورَيْنِ حبيسَيْنِ، طليقَيْن, يفِرَّانِ، و يرتعِدانِ، و يرتجِفَانْ. ينتفِضَانِ، يرِفّانِ، يعودانْ, يفرّانِ بلمسَةِ رفْقٍ حانيَةٍ مِنْ شفَتَيْ إنسانْ. أمْتَصُّ رحِيقَك,ِ أرْشُفُ ريقَكِ, أتلَمَّظُ شفتيكِ, لساني ألْفُ لسانٍ و لسانْ. مغمورٌ بالدهشاتِ، و مسحورٌ بالصمْتِ، و منْجَذِبٌ في ملكوتِ الحُسْن، و مُنْبَهِرٌ بالألوانْ!
(7) و أنْتِ ترْفُلينَ نحو مضجَعِي، مليكةً في مِهْرجانْ, على جبينها تاجٌ مُرَصَّعٌ لآلئاً من عَرَقٍ، و ألَقٍ، جُمانْ. و في يمينها يهْتَزُّ صَوْلَجانْ. تأوَّدَتْ قامَتُها، غُصَيْنَ بانْ. بصدرها الباذِخِ و الشامِخِ, و المُهْتزِّ كِبَراً، تَعَالِياً وعنفوانْ. قمقمان، قِمّتانْ. قمَّةٌ من بَهْرَجٍ و عسجَدٍ, و قمّةٌ زَبَرْجَدٌ و كهرمانْ. تَصَنْدَلَ المكانُ من حضورِها الطاغي, و مِنْ أريجِ مِسْكِهَا تَعَتَّقَ الزمانْ. ثَمِلْتُ، ليس من نبيذِ ثغْرِهَا، و ذُقْتُهُ, و مِتُّ و احْتَرَقْتُ، بين خصرها وصدرها ونحرها، علوْتُ, بَلْ هبَطْتُ، بل علوْتُ, ثُمَّ طِرْتُ, صِرْتُ ريشةً، هباءةً، و صخرةً, و حِمَمَاً تفورُ، زَبَداً، حديقَةً صاعِقَةً بُرْكانْ عنادِلاً، عناقداً و "بُرْتُكانْ" !
( يا أنَّةَ التوَجُّسِ الراهبِ و التمَنُّعِ الراغبِ و التمزُّقِ الرهيبْ. يا آهَةَ الأسى التوّاقِ و التعلُّقِ الجامحِ و التوازُنِ العجيبْ. يا صرخةَ التمرُّدِ المحرومِ و التوتُّرِ المكظومِ و التولِّهِ الجديبْ. أنْتِ على يَدَيَّ طينةٌ عجينةٌ في مَيْعَةِ الصِّبَا يلْهُو بها الخزّافُ في إسماحَةِ الحبيبْ. في براءة الدَّهشة، صانِعاً دُمْيَتَهُ، و غافلاً، و ليس ثَمَّ من رقيبْ. مُنْتَشِياً بها فلا يحسّ غيرَهَا و غارِقاً جذلانَ في انشغاله الدؤوبْ. حتى إذا دنا، ما كَلَّ أو وَنَى, لكِنَّهُ، إذْ خانَهُ في الوجد برقُهُ الكذوبْ هوى، مُجَرَّحاً، منهزماً, و في الفؤادِ من جراحِهِ نُدُوبْ! و في قميصِهِ مِنْ قُبُلٍ ثُقُوبْ !!
(9) بهرةٌ و ائتِلاقْ صُدْفةٌ و اتِّفاقْ صَوْلةُ الجهرِ في السِّرِّ، و السرُّ في الجهرِ، في نغمٍ مُفْعَمٍ، و اتِّساقْ. حتى إذا ما دنا النحرُ للنحر، و التأَمَ الثَّغْرُ بالثغر، و الْتَحَمَ الصدرُ بالصدرِ، و التصقَ الخصرُ بالخصرِ، و التفَّتِ الساقُ بالساقْ، فيا له مِنْ تلاقٍ, و يا له مِنْ مَساقْ!!
(10) غاب في وجْدِهِ الضَّارِعِ يغفو، فمالَهُ مِنْ فَوَاقْ. و مضى للسماواتِ روحٌ مُجَنٌَّّح، مشتاقْ. مُمْتَحَنُ الصبْرِ، يكْبُو, مُعَذَّبُ التَّوْقِ، يهفُو سكرانُ، لا يصحو ومدنِفٌ ما أفاق . و انْتَهَى حيثُ مُنْتَهَى كُلِّ روحٍ مُحَرَّراً مِنْ وَثَاقْ. و على الأرضِ بَعْدُ رمادٌ و آهةٌ، و شظايا و بقايا جَسَدٍ واحِدٍ مِنْ حبيبَيْنِ ما يستفيقانِ مِنْ ضرامِ العِناقْ !!
(أكتوبر-97)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هَبَطَتْ إِلَيْكَ مِنَ المَحَلِّ الأَرْفَعِ ....لابن سينا............................... (Re: munswor almophtah)
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ذو النون المصري الزاهد، شيخ الديار المصرية، ثوبان بن إبراهيم ، وقيل : فيض بن أحمد ، وقيل : فيض بن إبراهيم النوبي الإخميمي يكنى أبا الفيض ، ويقال : أبا الفياض . ولد في أواخر أيام المنصور . وروى عن : مالك ، والليث ، وابن لهيعة ، وفضيل بن عياض ، وسلم الخواص ، وسفيان بن عيينة ، وطائفة . وعنه : أحمد بن صبيح الفيومي ، وربيعة بن محمد الطائي ، ورضوان بن مُحَيميد ، وحسن بن مصعب ، والجنيد بن محمد الزاهد ، ومقدام بن داود الرعيني ، وآخرون . وقلَّ ما روى من الحديث ، ولا كان يتقنه . قيل : إنه من موالي قريش ، وكان أبوه نوبيا . وقال الدارقطني : روى عن مالك أحاديث فيها نظر . وكان واعظا . قال ابن يونس : كان عالما فصيحا حكيما . توفي في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائتين . وقال السلمي : حملوه على البريد من مصر إلى المتوكل ليعظه في سنة 244 وكان إذا ذكر بين يدي المتوكل أهل الورع ، بكى . وقال يوسف بن أحمد البغدادي : كان أهل ناحيته يسمونه الزنديق . فلما مات ، أظلت الطير جنازته ، فاحترموا بعد قبره . عن أيوب مؤدب ذي النون ، قال : جاء أصحاب المطالب ذا النون ، فخرج معهم إلى قفظ وهو شاب ، فحفروا قبرا ، فوجدوا لوحا فيه اسم الله الأعظم ، فأخذه ذو النون ، وسلم إليهم ما وجدوا . قال يوسف بن الحسين الرازي : حضرت ذا النون ، فقيل له : يا أبا الفيض ، ما كان سبب توبتك ؟ قال : نمت في الصحراء ، ففتحت عيني فإذا قنبرة عمياء سقطت من وكر ، فانشقت الأرض ، فخرج منها سُكُرُّجَتان ذهب وفضة ، في إحداهما سمسم ، وفي الأخرى ماء ، فأكلت وشربت . فقلت : حسبي ، فتبت ولزمت الباب إلى أن قبلني. قال السلمي في "محن الصوفية" : ذو النون أول من تكلم ببلدته وفي . ترتيب الأحوال ، ومقامات الأولياء ، فأنكر عليه عبد الله بن عبد الحكم ، وهجره علماء مصر . وشاع أنه أحدث علما لم يتكلم فيه السلف ، وهجروه حتى رموه بالزندقة . فقال أخوه : إنهم يقولون : انك زنديق . فقال : ومـا لـي سـوى الإطـراق والصمـت حيلة ووضعـي كـفي تحـت خــدي وتذكـاري قال : وقال محمد بن الفرخي : كنت مع ذي النون في زورق ، فمر بنا زوررق آخر ، فقيل لذي النون : إن هؤلاء يمرون إلى السلطان ، يشهدون عليك بالكفر . فقال : اللهم إن كانوا كاذبين ، فغرقهم ، فانقلب الزورق ، وغرقوا . فقلت له : فما بال الملاح ؟ قال : لم حملهم وهو يعلم قصدهم ؟ ولأن يقفوا بين يدى الله غرقى خير لهم من أن يقفوا شهود زور ، ثم انتفض وتغير ، وقال : وعزتك لا أدعو على أحد بعدها. ثم دعاه أمير مصر ، وسأله عن اعتقاده ، فتكلم ، فرضي أمره . وطلبه المتوكل ، فلما سمع كلامه ، وَلِعَ به وأحبَّه . وكان يقول : إذا ذكر الصالحون ، فحيَّ هلا بذي النون . قال علي بن حاتم : سمعت ذا النون ، يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق . وقال يوسف بن الحسين : سمعت ذا النون ، يقول : مهما تصور في وهمك ، فالله بخلاف ذلك ، وسمعته يقول : الاستغفار جامع لمعان : أولهما: الندم على ما مضى. الثاني : العزم على الترك. الثالث : أداء ما ضيعت من فرض لله. الرابع : رد المظالم في الأموال والأعراض والمصالحة عليها . الخامس : إذابة كل لحم ودم نبت على الحرام . السادس : إذاقة ألم الطاعة كما وجدت حلاوة المعصية . وعن عمرو بن السرح : قلت لذي النون : كيف خلصت من المتوكل ، وقد أمر بقتلك ؟ قال : لما أوصلني الغلام ، قلت في نفسي : يا من ليس في البحار قطرات ، ولا في ديلج الرياح ديلجات ، ولا في الأرض خبيئات ، ولا في القلوب خطرات ، إلا وهي عليك دليلات ، ولك شاهدات ، وبربوبيتك معترفات ، وفي قدرتك متحيرات ، فبالقدرة التي تُجيرُ بها من في الأرضين والسماوات إلا صليت على محمد وعلى آل محمد ، وأخذت قلبه عني ، فقام المتوكل يخطو حتى اعتنقني ، ثم قال : أتعبناك يا أبا الفيض . وقال يوسف بن الحسين : حضرت مع ذي النون مجلس المتوكل ، وكان مولعا به ، يفضله على الزهاد ، فقال : صف لي أولياء الله . قال : يا أمير المؤمنين ، هم قوم ألبسهم الله النور الساطع من محبته ، وجللهم بالبهاء من إرادة كرامته ، ووضع على مفارقهم تيجان مسرته . فذكر كلاما طويلا . وقد استوفى ابن عساكر أحوال ذي النون في "تاريخه" ، وأبو نعيم في "الحلية" . ومن كلامه : العارف لا يلتزم حالة واحدة ؛ بل يلتزم أمر ربه في الحالات كلها . أرَّخ عبيد الله بن سعيد بن عفير وفاته ، كما مر ، في سنة خمس وأربعين ومائتين . وأما حيان بن أحمد السهمي ، فقال : مات بالجيزة ، وعُدي به إلى مصر في مركب خوفا من زحمة الناس على الجسر ، لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة ست وأربعين ومائتين . وقال آخر : مات سنة ثمان وأربعين . والأول أصح . وكان من أبناء التسعين . تواتر عنه
أنه قال: بينما أنا في بعض الفيافي والقفار، أطوف، وإذا بغلام قد انتقع لونه ونحل جسمه، يتلألأ نور الخدمة بين عينيه، وينطق آثار القبول من بين وجنتيه، وعلى وجهه سمت الطاعة والمجاهدة، وهيأة المؤانسة والمشاهدة، وعليه طمران، وعلى بدنه جبّة صوف متفتقة الأكمام والذيول، وعلى أحد كميّه مكتوب: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء36]. وعلى الكم الآخر مكتوب: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النور 24]. وعلى أذيالها مكتوب: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق 16]. وعلى ظهرها مكتوب: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة 18].
وعلى رأسه مكتوب:
حبّ مولاي بلائي *** حيث مولاي دوائي
فما رأيت أنظف من طمرين كانا عليه، فتهيأت لخطابه، ثم دنوت منه بعد ساعة، فقلت: السلام عليك يا عبد الله، فقال: السلام عليك يا ذا النون، فقلت له: ومن أين عرفتني يا أخي؟! فقال: اطلعت حقائق الحق من ضميري على مكنون ضميرك، فشاهد صفاء معرفتك في غياهب غيوب همتك، فتناطقا وتعانقا، فعرّفني أنك ذو النون المصري.
فقلت له: يا أخي ما هي ابتداء المحبة؟?
فقال: الاعتبار بهذه الآية التي تراها وتسمعها، وأشار إلى المكتوبة على طمريه، فقلت له يا أخي وما انتهاء المحبة، فقال: يا ذا النون محبوب بلا انتهاء ومحبته بانتهاء محال، فقلت له: يا أخي الزهد في الدنيا طلب للعقبى، أم طلب للمولى؟
فقال: يا ذا النون، الزهد في مخلوق لطلب مخلوق آخر خسران، وإنما يصلح الزهد في الدنيا المخلوقة لطلب المولى الخالق.
يا ذا النون، صغرت همة عبد رضيت من محبوب قديم بجنة مخلوقة. إنما معنى الزهد: التجنّب عن الأغيار، وتتبع الأخيار، ومشاهدة الآثار لوجود الملك الجبار، فمن طلب الأغيار، فمطلوبه مشهوده، ومن طلب الجبار، فمطلوبه محبوبه، فالمخلوق إذا رضي بمخلوق مثله، فالمشاكلة مقصودة.
يا أخي ذا النون: الدّون كل الدّون والمغبون كل المغبون من هجر لذة الكرى والهوى، وأبغض طيب الدنيا، ثم رضي بدون المولى، وكدّ نفسه وهجر دنياه، رهبة أن تكون النار مثواه، أو رغبة أن تكون الجنة مأواه.
فقلت له: يا أخي: تصبرون في هذه الفيافي والمهالك المقحطة بلا زاد؟.
فغضب، وقال: يا بطّال، ما هذا الاعتراض على من لم يطلعك على حاله، ولا يأتمنك على سره، أما أمرنا في حال المأكول والمشروب، فهكذا، فوكز برجله اليمنى الأرض، فإذا بعين من سمن وعسل، فأكل وأكلت معه، ثم وكز الأرض برجله اليسرى فإذا بعين من الماء أحلى من العسل، وأبرد من الثلج، فشرب وشربت معه، وردّ الرمل عليهما، فعادت الأرض كما كانت، كأن لم يكن بها شيء قط، ثم ولى عني وتركني، فبقيت باكيًا، ومما عاينت متعجبًا، رضي الله عنه ونفعنا بأمثاله.
من كلمات ذي النون رحمه الله قوله:
(لله عباد تركوا الذنب استحياءً من كرمه، بعد أن تركوه خوفاً من عقوبته.
ولو قال لك: "اعمل ما شئت، فلست آخذك بذنب" كان ينبغي أن يزيدك كرمه استحياءً منه، وتركاً لمعصيته. إن كنت حراً كريماً عبداً شكوراً. فكيف وقد حذرك؟!)
لله درك ورحمة الله عليك .
sent by imam eltayeb
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هَبَطَتْ إِلَيْكَ مِنَ المَحَلِّ الأَرْفَعِ ....لابن سينا............................... (Re: munswor almophtah)
|
الأستاذ منصور وضيوفه الكرام ، تحية تقدير وإجلال ، وبعد ... سبحت بنا في فضاءات بعيدة المنال ومقامات عالية الجمال واستطعت أن تمد يدك لتنتشلنا من غياهب الجب الذي سقطنا فيه بصحبة العارف بالله ابن سينا وصحبك الأجلاء والحديث عن الروح حديث يدغدغ الوجدان ويعجز البيان فهي مكنونة مصونة بين جنبيك وهي محجوبة بكلمات سر لا تؤتى لإنس ولا جان اللهم إلا أهل العرفان الذين مانسوا الله لحظة من لحظاتهم وفاضت لحظاتهم عرفانا وامتلأت قلوبهم إيمانا ونالوا وماقالوا ورشفوا وارتووا وما بخلوا .... اللهم اشملنا جميعا برحمتك وإن ثقلت ذنوبنا فرحمتك أوسع لنا فعليها نتكئ وإياك نرجوا فلا تحرمنا هذه الرحمة إنك على كل شيء قدير ...
| |
|
|
|
|
|
|
|