من الأدب الشعبي لحواء الكبابيش .. بقلم: عبيد الطيب (ودالمقدم) الأحد, 05 آب/أغسطس 2012 13:13 Share
كما ظلّ الشعر الشعبي النسائي منذ امدٍ بعيد يحتل مرتبة متقدمة من التراث السوداني الذي يعكس هموم المجتمع ويصور اماله والامه واحلامه بداية من رابحة الكنانية مروراً بمهيرة بت عبود :- (ان كان فزيتو يارفاقتنا ادونا الدّرق هاكم رهاطتنا) الي بت مازن الجرارية والتي عرفها المأرخون ببنت حسان ولكن الصحيح انها حواء بنت مازن وهي من بني جرار ابنة عم الفارس المشهور موسي ودجلي عيلة اولاد حيلة وقصتها مشهورة عند الكبابيش والنوراب وعند اهلها بني جراروكل جدودنا يعرفونها وقصتها اوردها العلامة الدكتور عبدالله علي ابراهيم في كتابه ديوان النوراب(فرسان كنجرت)وللامانة والتاريخ ان الدكتور عبدالله قام بمجهود جبّار بل واستثنائي لان ظروف البادية وقتئذٍ كانت في غاية الصعوبة والتعقيد وعودا لبنت مازن عندما انتهي بها المطاف اسيرة عند النوراب وقد هجت (عيرت)( ود ام الّنصر) الذي قتل موسي ود جلي لانها تري ان ود ام النصر رجل عادي وكانت تتمني ان يقتل موسي علي يد احد فرسان النوراب المشهورين حيث قالت: عَايِنْ ها العِريبي مَمْكَنْ الرَّخَسِه غوّر فوق رفيقَه الما عَطا ه مَغَسه جِروْ السِلْسِل البتوطَّ في مَرَسَه الخوف قسّمو عيل موسي ما حَرَسَه (1) ممكن الرخسه اي موضع الرخصة مغسة اي مغصة من مغص بتوطي في مرسه اي يطأ علي قلادته او حبله او مقوده واراد ود ام النصر ان ينتقم منها فاستجارت باحد فرسان النوراب المشهورين واسمه الكندو ود مراغة وامه من بني جرار قائلة :- يا جبل تيقه الخريف خرّف والمرقوب طلع فوق راسو بتشرف الكندو يا جليس الحزَّهنْ سرّف (جرّف) شوف ها العريبي الفوقي بتحرّف (2) جبل تيقه هو جبل في منطقة الكبابيش وهو بداية مراعي رحلة الجزو والمرقوب اي المراقب والخائف الحزّهن سرّف اي الخيل بتحرّف اي ينتهز الفرصة حتي ينقض عليّ بعد المقدمة البسيطة اريد في عجالة ان اورد بعض اغاني الشاعرات في بادية الكبابيش لان ادب النساء في بادية الكبابيش لايقل روعةً عن الدوبيت واحياناً يسبقه في معالجة المشاكل الاجتماعية بل ويدلف اليها مباشرة في رباعيات بسيطة ولكنها قوية السبك والمعني ولولا الشاعرة ام ضعينة دياب (ام ظعينة) لما كان مسدار القمرية الرائع للشاعرين علي الشيخ (ودالمر) وحنفي حاج الطيب لان الشاعرة ام ضعينة هي التي بدأت المسدارعندما لاحظت بشفافية الشعراء اختفاء طائر القمري من الدمر ونشوقها مع الاباله جنوبا فصاحت قائلة :- (القمرية جات فوقي قالت لي وا شوقي مع سمحات السوقي هن عاطنات وهي تقوقي) انظروا الي هذه الموسيقي وحلاوة هذا الجرس (فوقي -واشوقي- السوقي- تقوقي) كانها صوت قمرية تشدو سمحات السوق هن الابل وايضا اسمها سمحات الشوف وعاطنات اي واردات من المعطن وهي عربية فصيحة ثم تقول ايضا :- (قمرية الرهّاد مع اسياد ابوعقّاد واواي المابشيل زاد بشق تمرة الفؤاد) الرهاد من الرهد وهو الوادي او الغابة ابو عقاد هو فحل الابل وسمي ابو عقاد لربط التمائم في عنقه لانه لاول مره يصير فحلا والواواي هوصوت (اللنقيب) ودائما يكون شاباً صغيرا جميل الصوت يصدر لحناً جميلاً اشبه بتغريد الطيور عندما تكون ابله متفرقة في المرعي ويريدها ان تجتمع لتكون اوبتها سهله للرواح ولقد كتب الاديب السفيرالدكتور خالد فرح مقالات في غاية الروعة عن واواي الانقيب . لتقول ام ضعينة ايضاً علي لسان القمرية:- (نجعت يا ام نهيداً حُق اوكت السموم بتجُق بريت جقله اللونها ببُق اني اقوقي وسيدها يدق ) لله درك يا ام ظعينة من شاعرة القمرية ترد علي الشاعرة يا ذات النهد المدردم وتقصد بها كل فتاة وان لم اكن مخطئا فان كلمة حق عربية وهذا من فصاحة الكبابيش كما يقول الشاعر القديم (ونهدٌ كحق العاج املس ناعم ) اذا سالت عني فاني عند هبوب السموم الحارقة رحلت مع جقله وهي الناقه وصاحبها يدق اي يصنع في حوض لشراب ابله وانا اساعده بالتغريد وهذا تصوير في غاية الروعة والجمال مورد مملوء بالمياة وابل تشرب منه وعلي مد البصر ثم طيور علي راس الاشجار تشدو وتغرد ويختلط معها حنين النوق لتكتمل الاوكسترا لتجاري ام ضعينه اختها قائلة:- (الليله يا ام ضعينه لقيت ام طوقاً فص سوميت قالت مشيت أُوجيت مع الفي الحدود بتبيت ) ام طوق هي القمرية والسوميت معلوم وهو من الحجار الكريمة ويكتمل به العقد من حلي الذهب التي تربط في عنق المرأة (كالزعف والمطارق ) وكما يقول الجميل حنفي (لونك زي صفا السويتي شف ومطارق وحسابي معاكي اصبح دين قيامة وفارق) الفي الحدود بتبيت هي الابل وتقصد بها رحلة الجزو وهي حدود تشاد وليبيا وتقول ام ضعينه ايضاً في مدح خالها الزعيم الراحل المقيم محمد علي التوم (المُر) :-مُرْ حنظل الجرعه سوي بلودكم مرعي بحر خالي مو ترعه مشطو بشيل في السرعه) ومن ام ضعينه الي شاعرة الزعيم الراحل (المر) فرحتنا الفكي مادحة للزعيم المُر قائلة:- (يا مُفْتاح السَّجَرْ الكَازاك ما تَجَر بشوف مُضعانك كَجَر و فوق طّرُوم الحَجَر) شوف جمال يامفتاح السجر اي يفتح كل قفل والكازاك ماتجر اي الذي يخاصمك لا يربح ابدا مضعانك من الظعن وهو الرحيل وطروم الحجر اسم جبل بين منطقة الميدوب والكبابيش وفي مرة من المرات ذهب الزعيم المُر للسلام علي شقيقه العائد من الخرطوم الشيخ حمد علي التوم النائب البرلماني المعروف امد الله في عمره وقد كان الشيخ حمد وقتئذٍ مدير هيئة توفير المياه فجاءت ابنة الزعيم سائلة الشاعرة فرحتنا عن ابيها فقالت الشاعرة وفي الحال:- (ابوكي المَتسَّع طرح في الارض ووسّع اخو ام ديساً منسّع مد لي المدير اسّع) المتسّع تقصد به الزعيم المر الديس هو الشعر منسع من النسعة وهو حبل ينسج من الجلود او من وبر الابل ايضا الشاعرة المعروفة امنة بت ابوريدة من اغانيها التي اعجبتني (قَرِين القلب موانْسَه وقال طيبين هو وعَانْسَه اللي خلط عَكْصَه مِجَالْسَه بِتْرُد ْ دَارْ الفرانسه) موانسه اي مؤانسه والعانس هي الناقة او الابل عكصه هي بقر الوحش وعند مرعي الجزو تختلط الابل مع بقر الوحش وبترد اي تصل دار الفرانسه وهي حدودنا مع تشاد في اقصي الشمال الغربي ايضا احدي الشاعرات عندما ذهبت الي ورود البئر والوقت اخر الصيف (رشاش)وجدت البئر خاليه من الابل والاغنام ومابها الا العزاري فاقلقها واحزنها منظر البئر فصاحت قائلة:- (خلاس البير اتشنَّت بردت لي البننّت الضي جروكها وحنّت ولي المنجر ما اتسنّت) الضي هو اخوها الذي رحل جنوبا في فترة الشوقارة او النشوق لتلتقط المعني اخري قائلة:- ( ماكر لي رقاصه وماحام في المداسه سعيد قلَّ الرداسه فوق لون الدباسه ) ماكر من الكرير وهوفن معروف حام في المداسه اي لم يقعد مع السفهاء والقاعدين في الدمر الرداسه هي الناقه اي نجع بها الي الجنوب الدباس طائر معروف انظر الي الشيخ محمد شريف (الوادي البقوقي دباسو ردناه جميع قمريهو وبلومو وناسو) فوق لون الدباسه تقصد به بعيره انظروا معي الي الشاعرة فرحتنا وهذه الشاعر قد تكون من اشعر شاعرات الشعر الشعبي قالت مخاطبه نحاس النوراب واسمه منصورة ( اسيادك واسياد عزازا بعجبوك يوم البرازا ولي الخصيم كي وغيازا وكراعهم ماها فزّازا ويامنصورة فوق اسيادك) ومنصورة هي نحاسهم وهي اغنية طويلة وجميلة جدا لا ادري لماذا لم يغنيها الراحل خلف الله حمد ولكن اظن البعد والجهل بتراث الكبابيش ايضا نجد احدي شاعرات بني جرار تعاتب والدها حين لم يصبر عندما فزع ابنه في اثر جمال لهم تمت سرقتها واتجهت جنوبا وطال غيابه وظن والده انه قتل فقالت له :- (ام ضيلاً بي كناتلو ام درباً بي تلاتلو احمد قلبك كاتلو وحسن الخوف موخالتو) والله من اجمل الشعر والتعبير في وصف الابل وشوف جمال احمد قلبك كاتلو وهو الوالد اي اصبروحاسبه وحسن الخوف موخاتلو اي شجاع ايضا نجد احدي الشاعرات عندما ترك والدها الدليل المشهور الشايب ود حسن وكنيته حيدوب من بني جرار عيال عبيد اولاد بركات عندما ترك الابل والشوقارة ورفض النشوق واصبح مزارعاً واستوطنت معه الاسرة قالت مخاطبه والدها :- (حيدوب شاف الصّبنْ جدع حشّاشتو انغبنْ اهل ام رقا وبَنْ اسّاع في العز واللبنْ) الصّبن او الصبان وهو وقوف نزول الامطار الرق اي صغار الابل (حشاو) وَبن اي اجتمع وحن ورزم . اي ان والدها عندما راي عدم نزول المطر رما حشاشته وندب حظه الذي اقعده من النشوق مع ابله وهذه زكرتني بشاعرة الزيادية بت عجاك عندما اراد والدها تركها لحش الزرع وبدأ يبني لها في قطاطي وهي كارها لذلك وتريد النشوق معهم فقالت مخاطبة والدها باسلوب جميل لا يخلو من السخرية والرجاء قائلة :- ( عجاك ببني بحوّش في الباعوضها يعوّص لسع عقلي مشوّش مع الهاقنيبها يدوّش) عجاك والدها بحوش يبني والباعوضها يعوص هي الحيشان ولعمري هذا مقطع مدهش حقا لان حقيقة الباعوض تعوص بصوتها ولم تقل الشاعرة تنوني لان النوناي لم يكن مخيفا والباعوض مخيفة جدا ومؤذية فهي متلهفة للدماء ولذا شبهتها بالذئاب والسباع والهاقنيبها يدوش هي الابل فقال والدها لخالها:- هذه الشيطانة لاتتركنا فاخذها مع اسرتها معهم للنشوق وترك الزرع وايضا من الاغاني التي اعجبتني جدا غنوة شاعرة الزياديه (انديشه) حيث قالت :- (البرق الشال واتاكا قريب لي ام زور هاداكا ياكبسور اوعاكا تقوم اتدفّق ماكا ) وهذه الاغنية الصغيرة يمكن لها ان تعادل قصيدة كاملة لانها اوصلت كثيرا من المعاني والاستعارات في اربعة مقاطع فقط اولا هذه الشاعرة شامت البرق وعرفت مكان نزول المطر والعرب قديما كانوا كذلك وكذلك الكبابيش انظر الي هذا المغترب الكباشي حين قال:-( الساري البتك رعدو وطلق واريبتو مشهاد برقو فوق خور الجواد وعنيبتو عانس البي شمال ناس تيقه طالت غيبتو رشرشوا ناسها والحارس الخليج واسيبتو ) البرق الشال واتاكا دائما السارية التي يكون مضمون هطولها عند الكبابيش يكون برقها (متاكي) اي شمال شرق ويسمونه مربط عجيل وهنا تحضرني قصة الخواجا الذي كان مع الكبابيش وفي احدي الايام اخبروه ان يحكم غطاء عفشه لان هذا البرق مربط عجيل وقل ان يخطئ فلم يهتم بكلامهم فتركوه وماهي الا لحظات والخواجا مهرولا مبتلا يصيح مربط عجيل مربط عجيل قريب لي ام زور هاداكا ما اروعك لم تقل (هدو) اي قريب ولكن قالت هاداكا فيه شئ من البعد ولكنه قريب للابل كيف لا وهي عابرة الصحاري وشوف الروعة ياكبسور اوعاكا وكبسور هو راعي الضأن وما اصدقها من وصية ساخرة جدا واظن ان هذه السخرية في غنا الحكامات بعد غلاء الضأن و دخوله بقوة في المنافسة الاقتصادية انتقلت السخرية الي المغتربين انظر الي هذه الشاعرة الساخرة حين تقول :- (المغتربين انْدَعُو لاحجُّو ولا سَعُو عجبي العَاطْ لي الرَّعُو وشرابو فواق مو بغو ) اي ان المغتربين لم يتوفقوا لا حَجُّوا الي بيت الله والحاج في البادية له مكانته ولا اشتروا لهم بهائم حتي صاروا من اغنياء البادية ولذا هم لا ينالوا اعجابها كصاحب الابل وعاط صاح الفواق هو حليب الابل والبقو نوع من الشراب يشبه المريسه زكره الاستاذ حسن نجيله في زكرياته في بادية الكبابيش
اخيرا نختم هذه النمازج القليلة جدا من شعر الحسان في بادية الكبابيش بهذه الشاعرة التي كانوا لها جيران وصاحبات يسكُنَّ بشرق المورد(الاضاه) وهي تسكن بالجهة الغربية منه وعندما ذهبت لجلب الماء من (الاضاه) كالعادة وهي متشوقة لرؤيت صويحباتها والانس الجميل معهن وترديد الاغاني مع الطيور المغردة وجدت الاضاه خاليه وتلفتت يمني ويسري فلم تري اثر لانسان اوحيوان وهرولت الي مضارب خيامهن فوجدتها خاويه ما بها الا الاطلال فتلفت القلب وصاحت تشدو بصوتٍ حزين:- ( يا إضيَّه سَائْلاكِي بي السَّارية التَمْلاكِي العَرَبْ الكانو حَدَاكي لوكْتنْ دوّار ما جَاكِي) تسأل الاضاه وتحلفها بي المطرة التي تملأها ان العرب والبدو الذين كانوا بجوارك الم تري منهم احدا حتي ولو احد يبحثُ عن ضالة اي(دوار) وهي تزكرني بصاحب اليتيمة الشاعر دوقلة المنبجي حين قال:- هل بالطُلول لِسَائِلٍ ردُّ أم هل لها بتكلُّمٍ عَهدُ من طولِ ما تبكي الغيومُ علي عَرصاتِها ويُقَهقِهُ الرَّعدُ وتُلِثُ ساريةٌ وغاديةٌ ويُكِرُّ نحسٌ خلفه سَعدُ ووقفتث اسألها وليس بها الا المَهَا ونقَانِقٌ رُبدُ(3) ولنا عوده مفصلة انشاء الله عبيد الطيب محمدزين (ودالمقدم) بادية الكبابيش المراجع 1-2 (فرسان كنجرت)للدكتور عبدالله علي ابراهيم 3- احلي عشرين قصيدة حب للدكتور فاروق شوشه
أبدعت جدا حين قاربت بين تلك الحكامات الحكيمات والمتمكنات من كل مفردات تحريك الهمم والعواطف بمهارات رفيعة وعاليه ويعرفن إجادة الصياغه وتوقيت قولها ولصالح من ويجدن التطريب بها والصدح كما قلت كما القمارى قوقايات وهدايات ورضايات ومن ليس لديه حكامه فاليبحث عن واحده فقد كان لنا فى جمهوريتنا السروراب حكامة ذاع صيتها وملأ الأفاق تلكم هى الحبوبه الرجا إمرأة فارسة وباطشه تمتلك من الصوت الذى حدثنى عنه مخبرى أن الفنان التاج مصطفى قال هى من علمته الغناء لا بل هى من أجمل الأصوات إطلاقا فقد غنت لود رحمه الزبير (يمه أريد البى الجاب طلب جورسى) وكانت تغنى وفرسان السروراب يخوجلون كالصقور وبنات عمهم يمحن ويسحن خضوعا وقبولا وإعجابا بهم وعند تلك اللحظات آتهم بجيوش الجن والإنس إن أردت إمتحانهم إنها لحظتهم التى لا يسمعون ولا يرون إلا الإندماج مع أفعال المكارم والمحامد المنسوجة بمهارة عاليه وكذلك أغانى الشداعة والتطريب وقد إشتهر من الفرسان فى زمانها حسين ود حسن ود البدرى والذى كانت تتخلى له عن ما هى فيه وتغيرها (بضرب الصوط مو كدى خلو حسين اليجى) ثم يأتى كما الكرار أبو العازه الملغب بدربين الذى إذا ناديته به أجابك إسمى ومن ثم الجوخ عبدالقادر الأحمر البحيرابى وأجيالهم ثم أجيال أبنائهم وكان خالد الشيخ حميدى الجموعى الأعسر والرقيق خيط الشله لا يملأ عينه جيش من التتر وإذا قال وحاة الشيخ فإنه قد قسم أما فضل الله ود عجيلاوى أخو أم روبه فقد كان دقاقا للرمبه هزازا نقازا وقافا للصوط وكأن ضاربه يجلد الحجر لا ترمش له عين أبدا وكان النور ود الأمين النصيرابى الباحش وكان محمد ود دربين والمنصور وغيرهم ليأتى جيل أحمد ود الشيخ إدريس إنه جيل البسالة والفراسة والمرغميه الواجبه وطيلة تلك الفترات لم يتغيير صوتها ولا أدائها ولا قل الإعجاب بها وقد كتب عنها المؤرخ سليمان خالد محمد عبدالمحمود فى كتاب عن جده الزبير ود رحمه ونحاول الآن تجميع بعض تراثها وتدوينه وتعريف الناس بها على أكبر نطاق. الشكر لك يا ود المقدم على تلك الصيحه الموظه ولك السلام.
مع واواي الوناقيب (1) .. بقلم: د. خالد محمد فرح الإثنين, 15 آب/أغسطس 2011 05:39 Share [email protected]
أهدى إلي أخي الأصغر ، الشاعر والأديب الشاب ، الأستاذ محمد زين العابدين أبو جديري ، نجل أستاذنا الفاضل في المرحلة الابتدائية ، زين العابدين أحمد آدم أبو جديري ، عليه رحمة الله ، أهدى إلي مشكوراً ، خلال مناسبة سعيدة جمعتنا معاً بالخرطوم مؤخرا ، نسخة من ديوان: " واواي الوناقيب: دوبيت عن الطبيعة والإبل في بادية كردفان " لمؤلفه الشاعر الشعبي الأستاذ عمر الشيخ محمد رباح ، وهو من أبناء (المزروب) ، معقل قبيلة (المجانين) العربية الشهيرة بشمال كردفان. ولما كنت على أهبة الاستعداد للسفر إلى فرنسا عقب تلك المناسبة السعيدة بأيام قلائل ، فإن الوقت لم يسعفني – بطبيعة الحال – لكي أتصفح ذلك الديوان مليا ، فاحتملته معي كالعلق النفيس إلى باريس ، فقرأته بها ، واستمتعت بقراءته غاية الاستمتاع. ويا للمفارقة .. " واواي الوناقيب " يُقرأ على ضفاف نهر السين ، وتحت أضواء برج إيفل الباهرة. فتأمل. لقد كانت تلك المناسبة السعيدة والجامعة في الواقع ، هي حفل عقد قران كريمة صديقنا و ( نديدنا ) الأستاذ محمد الحاج الشيخ الزاكي . (يا للهول .. سوف يصير أحد لداتنا جداً عما قريب.. ). لقد هرمنا يا رجل ، كما قال خطيب الثورة التونسية المصقع ، فأطلقها مثلا. ولكن تلك قصة أخرى. كان ذلك الحفل البهيج إذن ، غاصاً بجموع كبيرة من المدعوين المهنئين والمباركين ، وخصوصاً من آل الزاكي وآل العراقي ، وأقاربهم وأنسبائهم وأصهارهم ومساكنيهم وأصدقائهم ومعارفهم في كردفان والنيل الأبيض والعاصمة المثلثة وسائر ربوع السودان الأخرى ، وعلى رأس هؤلاء ثلة صالحة من أعيان قبيلة المجانين ووجهائها شيباً وشبابا ، وخصوصاً من بلدة المزروب التي هي مسقط رأس والد العروسة . أما المجانين ، فإنهم قوم أولو فضل ونبل وفطنة وشجاعة وكرم وديانة وخلق كريم ، ما في ذلك شك. وهم على وجه الخصوص ، فيما يلي الأمر الذي نحن بصدده تحديدا ، قوم ذوو فصاحة وبيان وإبداع ، وتفنن في القول نثراً كان ذلك ام شعرا. وربما كانت شهادتي إنا خاصة ، مجروحة نوعاً ما في ( المجانين ) ، إذ أنني تربطني بهم رحم ماسة ، وأعراق واشجة.. ذلك بأن جدي والد أمي ، كانت أمه تُدعى: " خادم الله بت الفكي منصور " ، ووالدة جدتي " خادم الله " هذه ، هي: " طاهرة بت قاعور " من المجانين " أولاد ماضي " ، ويقال إن شقيقها " البليلة ود قاعور " كان من فرسان القبيلة الصناديد المشهورين. والشائع عن هذه القبيلة ، بحسب ما يقول أفرادها هم أنفسهم ، أنها تنتمي في أصلها البعيد إلى الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، هي وقبائل " المسلمية " ، و " المشايخة " و " الزنارخة " ، وفقاً لروايات النسابة التقليديين في السودان ، ولست أدري كيف تأتى لصديقي الأديب الأريب ( الأمين كاكوم ) في تقديمه الضافي لهذا الديوان ، أن ينسب ( المجانين ) إلى قبيلة ( هذيل ) اليمنية القحطانية ، دون أن يوضح المصدر الذي استند إليه في تعضيد صحة هذه المقولة ، بينما أن أهلها أنفسهم يقولون بانتسابهم إلى قبيلة الصديق ( رض ) القرشية العدنانية ، ألا وهي: تيم بن مرة بن كعب بن لؤي. هذا ، و " اللمين ود كاكوم " غير متهم البتة علماً وتحقيقاً وتمحيصا. ذكر الأمين كاكوم من بين مقدًمي شعراء المجانين الشعبيين كلاً من " ماذون " ، و " كويلة " ، و " عبد الله الدريويش ". وشعر هذا الأخير كان هو في الواقع من أوائل ما طرق أذني من الأدب الشعبي في كردفان بصفة عامة ، إذ كان والدي – متعه الله بالصحة والعافية – يروي لنا ونحن صبية صغار ، مقاطع من قصيدة " الدريويش " الشهيرة ، وذائعة الصيت في مناطقنا آنئذ ، تلك التي مطلعها.
والتي يصور فيها بطريقة درامية غاية في الطرافة والبراعة ، قصة فتاة بدوية جميلة ، أوى إلى خبائها ضيفاً ذات يوم في إحدى الفلوات ، ولم يكن معها حينئذ شخص آخر سوى خادمة لها ، فأكرمته وصنعت له ( جبنة ) قهوة حلوة وسقته منها . ويصور التنازع بين نفس المؤمن التقي اللوامة ، وبين نوازع الضعف الإنساني المعتمل في الروح الشاعرة التواقة دوماً لتملي الحسن والجمال الطبيعي والبشري أروع تصوير فيقول في استدراك متشيطن فكه:
غضيت طرفي قلتْ ما بتصح لي نظرتها لكن قلت معليش ! أنشوف خلقتها وكان يطربني جداً مقطع أو ختام هذه القصيدة الرائعة الذي يقول فيه الشاعر:
يا عبد الله فرملْ واختصر قصتها اللهم ارض عنها وعن والدتها
ولعل أخانا الأمين كاكوم لم يسمع بالشاعر الشعبي ( المجنوني ) المفلق ، إبراهيم محمد جمع الله ، الملقب ب " المعوتل " بكسر التاء ، فإنه بلا شك من فحول شعرائهم المعاصرين. وكان أخونا الأستاذ " بشير عساكر " ، حيله الله ورعاه حيثما كان ، قد أسمعني شريطاً مسجلاً لفن هذا الرجل المدهش ، وهو يلقيه بصوت بدوي أجش ، خلال النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي ، ونحن عصرئذ نسكن " عزابة " بالثورة الحارة التاسعة بأم درمان. فلا والله ما سمعت مثل فصاحته وجزالته وقوة أسلوبه. وكنت قد أهبت ببعض الأخوة الأفاضل مثل محمد زين العابدين ، والشيخ إبراهيم الطاهر وغيرهما ، العمل على تتبع شعر المعوتل هذا وجمعه ، توطئة لطباعته ونشره بأعجل ما تيسر ، لأنه يمثل بحق ثروة فنية قومية بكل المقاييس. وليُعهد إلى الأستاذ رباح ذاته بمهمة شرح غريب ألفاظ شعر المعوتل ، نظراً لوعورة مسلكها ، وصعوبة فهم مدلولاتها ، خاصة بالنسبة لكثير من المعاصرين. صحيح ما ذهب إليه الأستاذ الأمين كاكوم في تقديمه لهذا الديوان ، من أن الشاعر عمر الشيخ رباح قد احتفى احتفاء ظاهراً بلهجة قومه ( المجانين ) ، وذلك لعمري شيء بديهي ، إذ أن اللغة من حيث هي ، هي مادة الشعر الأولى ، وهي من بعد ، مستودع الرؤى والأفكار والصور التعبيرية النموذجية ، فضلا عن كونها مستودعا للقيم الاجتماعية والأخلاقية والجمالية . ولذلك فإن من الطبيعي أن يصدر أي شاعر مطبوع عنها ، وأن يصوغ فنه من خلالها وبواسطتها. وصحيح أيضاً ما ذكره الأستاذ كاكوم من أن لهجة المجانين تمت بوشائج قربى ، وأوجه شبه ظاهرة كثيرة مع طائفة من لهجات بعض القبائل العربية المترحلة في شمالي كردفان ودار فور مثل, سائر بطون دار حامد ، والشنابلة ، والحَمَر ، والمعاليا ، والزيادية .. الخ. غير أني خاصة أحس أن لهجة المجانين هي أقرب إلى لهجة " الحًمًر " بالذات من دون سائر اللهجات المذكورة الأخرى ، ربما بسبب الجوار الجغرافي منذ قديم الزمان . ذلك الجوار الذي تمخض في بعض الحقب التاريخية عن نوع من الحلف ( السياسي والعسكري ) في بعض الأحيان. ومن ذلك أن إحدى الروايات التاريخية تشير – على سبيل المثال – إلى أن المجانين كانوا قد تحالفوا مع الحمر ضد الكبابيش في حرب " العقال " الشهيرة التي جرت وقائعها في عهد الحكم التركي المصري للسودان في القرن التاسع عشر ، وكان زعيم الحمر آنئذ هو الشيخ مكي ود منعم الملقب المكنى بأبي المليح ، بينما كان زعيم الكبابيش هو الشيخ فضل الله ود سالم. فمن بين الألفاظ الأساسية التي تشترك فيها اللهجتان المجنونية والحمرية كلاهما ، دون غيرهما من اللهجات المذكورة على ما أعتقد – وأرجو ألا اكون مخطئا – قولهما للجدة التي يسميها سائر السودانيين " حبوبة " هكذا " حلولة " بلامين أولاهما مشددة مفتوحة عوضا عن البائين في حبوبة. هذا ، ومدلولا " حبوبة " و " حلولة " متقاربان ، إذ كلاهما يفيد محض التدليل للجدة والتودد إليها. فكأن معنى حبوبة هو " المحبوبة أو ما أحبها " ، ومعنى حلولة هو " الحلوة او ما أحلاها ". ولا شك في أن هذه المجموعة من لهجات بدو غرب السودان ، بما في ذلك لهجة المجانين ، تتفق في الكثير من الخصائص الصوتية والصرفية والدلالية المشتركة والمتميزة ، التي تميزها عن سائر اللهجات العربية سواء تلك التي تتحدثها سائر قبائل كردفان المستعربة ، فضلا عن عاميات السودان العربية الأخرى. فمن ببن الخصائص الصوتية مثلا التي تميز تلك اللهجات ، إثباتها لصوت الهاء في الضمائر المتصلة بالافعال والاسماء تماما كما في الفصحى ، ومثال ذلك ما جاء في أبيات عبد الله الدرويش آنفة الذكر الجبنة التمام عدتها الخ بتحقيق الهاء من عدتها ، التي تنطق في عامية وسط السودان " عدتا " بحذف الهاء وتخفيف التاء ، بينما تنطق في بعض لهجات كردفان والبطانة وشرق الجزيرة مثلا " عدتا " بتشديد التاء المفتوحة وحذف الهاء ، مثل قولهم (ما فوكا حاجة) بتشديد الكاف. ومن بين تلك الخصائص الصوتية أيضا ، تحقيقها لصوت الصاد في بعض الألفاظ تماما كما تفعل الفصحى ، بينما تميل عربية وسط السودان ، وكذلك غير سكان البوادي في كردفان إلى إحالته إلى صوت السين ، ربما لسهولة مخرجه ، مثل – " مغص .. مغس ، ومخصوص .. مخسوس ، وصدر .. سدُر ، وغميص .. غميس الخ ". والشاهد على ذلك من شعر هذا الديوان هو قول الشاعر
يا بروق الصباح الغايصة أملن وسوقن في القيع والقفاري القحطة بالليل فوقن
فهاهو قد أثبتها هكذا " الغايصة " بمعنى البعيدة ، أو المستترة التي لا تكاد تبين ، بينما سينطقها غيره من السودانيين ممن لا يرتضخون هذه اللهجة هكذا " الغايسة " بذات المعنى. ومن الظواهر الصوتية في هذه المجموعة من اللهجات التي تنتمي إليها لهجة الشاعر ، حذف صوت الهمزة من نطق بعض الألفاظ الدلالة على بعض الصفات والنعوت بما في ذلك أسماء بعض الألوان ، ثم نطق اللفظة المعنية ابتداء من الحرف التالي لها مفتوحاً ، عوضاً عن تسكينه كما هو في الفصيح ، وكذلك في عامية وسط السودان. مثل قولهم – حَمَرْ في أحْمر ، وخَضَرْ في أخْضر ، وعَرَجْ في أعْرج الخ. ومثال ذلك من شعر هذا الشاعر قوله في رثاء زعيم القبيلة الراحل الشيخ الحبيب جمعة سهل – تمساح لية النيل الغلب شراكو جفل غادي سياح الضفاف كوراكو مو العجل البلفح ضيلو فوق أوراكو أسداً سادل الوبر الحَمَر في حناكو
فقوله ( الوبر الحَمَرْ ) بتحريك الحاء والميم المفتوحتين ، معناه " الوبر الأحمر " ، وذلك كناية عن لبدة الليث المستديرة الصهباء اللون التي تحيط بلحييه وعثنونه. ومنه قوله كذلك
فالصفة ( حَفَلْ ) بفتحتين فسكون هي أحْفل ذاتها ، بمعنى ممتلئ وسمين وتام الخلقة. والضرع الأحفل أو الحافل هو الممتلئ في الفصيح. قال أبو تمام في وصف يوم عمورية
يا يوم فتح عمورية انصرفت عنك المنى حُفلا معسولة الحلب
أما من حيث الألفاظ ودلالاتها ، فإن هذه المجموعة من اللهجات قد تميزت ببعض الألفاظ التي تختلف عن سائر اللهجات العربية في السودان في بعض المسميات. ومن ذلك على سبيل المثال ، إطلاق كلمة " الجرانة " على الضفدعة التي يسميها كثير من السودانيين " القعونجة " او " القعوية ". ولقد جرى ذكر " الجران " ، وهو جمع جرانة ، في أكثر من موضع في مقاطع هذا الديوان. ومن ذلك قول الشاعر
المزروب عطش يا رب تفرج همو والعد قط من ملي الصفايح جمو دايرين سيله جرقل وابعراقيب لمو وكرتوب الجران لي بكره ما انصم فمو
فكرتوب الجران هو كبير الضفادع القابع في مخبأ بياته الشتوي المتطاول حتى جف أديمه وتغضن ، أي " كرتَب ". وبهذه المناسبة ، فإن كلمة " الجرانة " بمعنى " الضفدعة " ، هي اللفظة الوحيدة المستخدمة إلى يوم الناس هذا ، للدلالة على هذا الحيوان البرمائي في سائر عاميات بلاد المغرب العربي الكبير من لدن ليبيا وحتى موريتانيا. ونود أن نشير أخيراً في هذا الجزء من قراءتنا في ديوان " واواي الوناقيب " إلى ملمح ظاهر تنبه إليه محقاً ، صديقنا الناقد الألمعي الأستاذ الأمين كاكوم ، وهو ما أسماه ب " النفس المدرسي الذي زاحمه في جانحته وخاطرته الروح البدوي المتنسج في أعصابه وشبك أوردته وشرايينه " أ. هـ وفي اعتقادنا ، فإنه لا مندوحة لهذا الشاعر عن هذا النفس المدرسي ، وذلك بالنظر إلى كون أنه هو نفسه من خريجي المدارس النظامية ، ولكون أنه قد عمل موظفاً ، وعاش في بعض الدساكر والمدن ردحاً من الزمان ، فلا غرو إذاً أن خالطه هذا النفس المدرسي ، وان ألحت عليه في أحيان كثيرة هذه الحداثة وهذه المدنية ، بلهْ الثقافة العالية التي هي صيقل الشعر بكل تأكيد ، كما يقول النقاد. قال المتنبئ
من مبلغ الأعراب أني بعدها جالستُ رسطاليس والإسكندرا
فقول الشاعر مثلاً
تمساح لية النيل الغلب شراكو جفل غادي سُياح الضفاف كوراكو
تنبو منه بصورة واضحة عبارة " سُياح الضفاف " بوصفها عبارة صاغها إنسان متعلم ، ومتمدن ، يعرف السياح والسياحة ، ويسمي فرضة النهر " ضفة " ، ولا يسميها " قيفة " مثلاً كما يفعل السودانيون الأميون والعوام. وإلا فقد كان من الممكن له أن يستبدلها بعبارة أوغل في العامية من نفس الوزن مثل " وُراد البحر " مثلا ، ليكون الشطر كالتالي
جفل غادي وُراد البحر كوراكو
على أن لغة هذا الديوان هي في معظمها جزلة وقوية و " كلاسيكية " ، بل موغلة في الإغراب في بابها ، وذلك من مثل قول الشاعر في وصف الإبل بصفة عامة ، وبعير منها بعينه جعكيكاً عكل في حدارتو فوقو مغفر الملتْ الوريد هُدارتو حس جرقومه ديك رُبداً مباري انتايتو ديمة مقشط الكنكون عرق قطارتو
والمعنى واضح ، على رأي عبد الله الطيب ، ونواصل بإذن الله.
08-07-2012, 00:07 AM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
مع واواي الوناقيب (3) .. بقلم: د. خالد محمد فرح الخميس, 18 آب/أغسطس 2011 20:47 Share [email protected] وُفق الشاعر عمر رباح أيما توفيق في تقديرنا ، عندما اختار لديوانه هذا العنوان الغريب والمثير والجانب لانتباه القارئ: " واواي الوناقيب " ، وذلك هو لعمري صنيع ينم عن فطنة وذكاء ، وإدراك لأسرار سيميائية وسيكلوجية عناوين المصنفات ، وأساليب الترويج لها ، وهذا شائع في عالم التأليف. وقد انتقى المؤلف هذا العنوان الجذاب في الواقع من أحد مقاطع الديوان ذاته لكي يكون بالتالي سمة ملخصة ومعبرة عن الغرض الأساسي من تأليف هذا السفر بأسره ، ألا وهو وصف الطبيعة والإبل في بادية كردفان ، وقد حالفه التوفيق في هذا المنحى كذلك. أما المقطع الذي انتقى منه المؤلف عنوان هذا الديوان فهو قوله: يا العيالة انقدت دواديب سيلكْ أبري السيسه واتعني القناف لفصيلكْ دلعناكي كيف طفل الحشا نرافيلكْ ( ونقيبكْ ) تقول قرنوق خلا ( يواويلكْ ) يهيب بالعيالة أي الناقة ، وقد داهمتها سيول الخريف المتدفقة بغزارة عبر مجاري الدروب الضيقة أو " الدواديب " جمع " دوداب " كما في العامية السودانية ، يهيب بها أن تتوجه إلى النجود العالية ( القناف ) حماية لفصيلها من الغرق. واعتبر الشاعر هذا الصنيع تدليلا منه للناقة كما يُدلل الطقل الرضيع ، ثم يختم الصورة بوصف راعي الإبل الصغير ( الونقيب ) وهو يصيح في الإبل حاثاً لها وذائدا ، بصوته المميز الذي يشبه صياح طائر الغرنوق الخلوي الجميل. وهاهنا أيضا يقابلنا ذلك النفس المدرسي الذي تنبه له الأستاذ كاكوم وأشرنا له من قبل ، يقابلنا في قول الشاعر " فصيل " ، وهي من الكلم الفصيح الذي لا يعرفه سكان البوادي في السودان ، وإنما يعرفون بدلاً عنه: " الحاشي " و " الحوار ". والآن فلنجرب هذه المحاولة لتخريج لغوي ودلالي لهذا العنوان المدهش: " واواي الوناقيب ": الواواي هو صياح رعاة الإبل في الخلاء بتنغيم ونبرة معينة ، يحثونها به على فعل شيء ما ، أو يذودونها به عن فعل شيء بعينه. وأصل الواواي فصيح جدا كما نرى ، إذ هو – كما نعتقد – الواوأة ذاتها ، ومعناها: عواء ال###### او ضُباح الثعلب. وقد جاء في كتب اللغة مثل: تاج العروس للزبيدي ، وأساس البلاغة للزمخشري ، ان الوأوأة هي: صياح ابن آوى أو صياح ال######. ومن الفعل " وأوأ " والاسم " وأوأة " اشتُق لقب الشاعر العباسي الغزل الرقيق المعروف ب " الوأواء الدمشقي " ، واسمه الحقيقي هو: " محمد بن أحمد العناني " المتوفى في عام 385 هـ الموافق لسنة 995 م. وقد زعموا أنه إنما لُقب بالوأواء لأنه كان يعمل بائعاً للبطيخ ، ينادي عليه بدار البطيخ بدمشق ، فكانه كان " يوأوئ " ويقول بأعلى صوته: : أيوه البطيخ .. علينا جاي ... أحمر على السكين ! ". هذا ، وقد اشتهر الوأواء الدمشقي بقصيدة غزلية معروفة ، سات بها الركبان في الماضي ، وما تزال تحتل مكاناً مرموقاً في ديوان النسيب والغناء العربي معا ، ألا وهي تلك القصيدة الأغنية التي مطلعها:
نالت على يدها ما لم تنله يدي نقشاً على معصم أوهت به جلدي إلى قوله ، وهو بيت قصيدها: وأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت ورداً وعضتء على العناب بالبرد
وقد أجاد في أدائها غناءً عندنا في السودان ، المطرب الكبير الأستاذ عبد الكريم الكابلي كما هو معلوم. أما " الوناقيب " جمع " ونقيب " ، فهي في الراجح عندي ، من الألفاظ السودانية المحلية الأصل. وهي تعني في لهجة المؤلف: " راعي الإبل ". ولكن هذه اللفظة " ونقيب " ، لها لفظة مشابهة جداً في عربية وسط السودان ، وخصوصاً في ديار الجعليين ، هي كلمة " انقيب " ، ولعلها تعني هناك: " شاعر بلاط الزعيم القبلي " ، سواء كان " ملكاً " أو " مكاً " أو " سلطانا : أو شيخ قبيلة الخ. وقد اشتهر في اواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر الميلاديين ، " ود النعيسان " ، " غناي " المك نمر وشاعره كذلك ، وقد كان يعرف كذلك بالإنقيب. أما في البطانة بشرق السودان ، فإن " الإنقيب " هو: " راعي الإبل " تماما كما في كردفان. ومهما يكن من أمر ، فإن الراجح عندي أن هذه اللفظة ، ربما كانت تعود إلى أصل سوداني محلي ، وبجاوي تحديداً ، نظراً لتركيبتها الصرفية وبنائها الذي يشبه كثيراً من الألفاظ البجاوية التي تنتهي بالمقطع : " يب " الشائع جداً في لغة البجة ، وكذلك نسبة لارتباط بلاد البجة بتربية الإبل منذ قديم الزمان. أما إذا كانت ونقيب – إنقيب ذات أصل عربي فصيح ، وهذا غير مستبعد أيضاً ، فما أجدر أن تكون مشتقة من كلمة " النقيب " ، وهو الشخص المقدم في القوم ، أو رئيسهم ، أو طليعتهم ، مثل قولنا: نقيب الأشراف ، أونقيب الأطباء ، أو نقيب المحامين ، بمعنى رئيسهم أوكبيرهم. والمعروف أن راعي الإبل الذي ينتدبه أهل الحي لكي يتحسس لهم مواضع القطر والماء والكلأ أولاً قبل ارتحالهم نحوها يسمى " الرائد " ، ومنه جاء المثل: " إن الرائد لا يكذب أهله " ، وهذه – بالمناسبة - واحدة من جوامع الكلم النبوي الشريف. وبما أن كلاً من مصطلحي الرائد والنقيب العسكريين المعاصرين يشتركان في الدلالة اللغوية العامة ، والتي تفيد لكلا اللفظين مطلق القيادة والريادة ، وان اختلفا في المعنى الاصطلاحي بالنسبة لسلم الوظيفة العسكرية تحديدا ، حيث أن الرائد هو أعلى من النقيب من حيث الرتبة ، فلذلك فقد ساغ في تقديرنا أن يسمي السودانيون في عاميتهم راعي الإبل " ونقيباً " أو " انقيبا " أي نقيبا ، بمثلما سماه العرب الأقدمون ائداً ، والله أعلم.
08-07-2012, 00:20 AM
حمزه بابكر الكوبي
حمزه بابكر الكوبي
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 2121
ود المقدم عينى باردة وشكرا لك على هذا الابداع وشكرا لقلمك اللذى يمتع ويقرى العين جمالا والاذن بياناً وحكامات الكبابيش لهن متانه فى النظم وكل انتاجهن يأتى نتيجة لانفعال وجدانى صادق ويتخطى دور المرأة التقليدى ليلعب دور مؤسسة الثقافة والا... علام بالاضافة الى دور المرأة فى تنشأة الابناء وقد اوردت من قبل ان فرسان الكبابيش اغلبهم رضعو الثبات من شطور امهات باسلات وتربو على ذلك التحية للمرأة الكباشية وننتظر من جيل اليوم ان يفعل الدور القديم ويطور تلك الملكات حتى يقلن لروضة الحاج افسحى لنا الطريق مع الشكر
سيف الدولة حسن الفكي
08-07-2012, 10:49 AM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
الاخ الاديب منصور المفتاح رمضانك كريم وما تبقي منه يتم توزبعة (علي الحكومة الجايطة والفقارة التقوم وتقع) شكرا لبوست شاعرات الكبابيش وحكاماتهم قالت احداهن تصف الابل كسَّارت الفَرع كَبُر وجيابت الشّر جَبُر مصدّق علي قول صَبُر وكل مراح في قَبُر وهذا وصف جميل للابل لانها عندما ترعي الاشجار تقطعها كالفاس وجيابت الشر جبر لانها محط انظار الهمباتة والحرامية ودائما تتم سرقتها وحدها دون النعم الاخري كالضان والماعز وكثيرا يستشهد اهلها دفاعا عنها ولذا من السهل ان تجد في مرحاتها قبرا لاصحابها ودونك الهمباتي الشهير ود خويجيل الذي مات وهو عريس حيث رثاه طقاق توية الشهير عوض النورابي لقيت ناس امُّو بِتْلَبْعَن عريس لي الليلة ما رَبْعَنْ ألْبِل ديله بِتَبْعَن بكوسَن للشرور طبعن اما اللنقيب ذلك المخلوق الصغير صاحب الصوت الشجي وكما اسلفتا حين يغني او يشدو ويطلق (واوايه) يصمت الكل وحتي الطيور تترك تغريدها وما اروع حنفي حين يصورة كان بصدقوه كلامي كل ليلاً جديد لباعة قالجة حرامي واواي اللناقيب بسمع قدامي ويسالني الله كيف زمبارة الغنّامي ولنا عودة بمقال مفصل عن مسدار القمرية مع اللنقيب للشاعرين علي الشيخ وحنفي حاج الطيب مع مودتي عبيد
08-07-2012, 10:49 AM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
الأخ الكوبى إسمك جميل يا الكوبى وهنالك الكوبانى إنها نعم الأسماء فى حيواتنا عزيزى دوما الحياة تتنازع الناس فحينا تحط بهم فوق زعازعها ونوازعها وحينا تأويهم وتضمهم وتضمد جراحهم وتهدهدهم وتهديهم أجمل روائعها ويا عزيزى الكوبى كان لأهلنا الجميعاب حكامة حربيه لا تقول إلا الذى تراه حتى إن لم يرضى الكل وكانت حاضرة البديهه تمسك برسن دائرتها كما يفعل السيس بخيوله وكانت شتامتها تدق فى القلب ودلوكتها تعوى كما السبع وتطريبها يحرك شعرة الجميعاب فيعرضون ويختفون الشبالات كما الطنابره الشايقيه بسرعة تفوق الهرع وينقطون لتلك الحكامه وهى تزداد لهيبا فقد شاء القدر أن جاء عابر سبيل من الذين نقول لهم الحلب لا بل يقولونها ذات أنفسهم عن أنفسهم وهذا من المعروفين الذين دوما تأتى بهم صنعتهم ويتداخلون مع الناس كانت جلابيته اللبنيه بقيطانها الأبيض الحريرى وسيف مكوتها كنصل الفاروق جاءته شعرة الهزه وجر كالوته وأتوكر فى الداره وأدخل يده فى جيبه أخرج أضان الدحش طرادة حمراء تسر الناظرين فإذ بالحكامه تخلف الدقه وتصيح (إيدك رخيه للعطى والجود وتسلم لى يا أبو حليب يا ود قــواد القرود) وما كان من أبوحليب وإلا أن أسرع فى وضع طرادته حيث كانت وأجاد الخلف دور وكأنه طالب حربى!! الحكامات يا الكوبى الحكامات.
صدقت بشاير فرح حين عطست جناسا منسجم الأجراس فى وصف من أرجع تراثها الإبداعى من عين إسمها الحركى إلى حق إسمها الشرعى....حين قالت فى قصيدتها الغنائيه زائعة الصيت رائعة الوسيط (إسلم لى عوض) إسلم العشا العمرو ما أرتشى للرحمن خشى وللأرحام غشى جاءته تمشى على إستحياء لأمانته وقوته بايمانه بمن فلق الحب والنوى....وناصر الحق بالحق...ليأخذ الحق لها من بين فكى سباع الفن وزبانيته الكواسر....فأرجع حق بشاير فرح الى سحر ميسره الياس لتنال حقوقها الأدبيه والعينيه من عيون إبداعها الدافق الصادق فأنشدت إسلم لى عوض الليله ومن الله العوض الليله يوم جيتو شايله ملامه قتلو فتر من الخشامه دنيا عابسه ما بسامه قال إن شاء الله عافيه سلامه إسلم الجنا المرق ما قنا راح منى الضنى وحالتى المحزنه يومى الزرتو جوا مكانو شفت هيبتو وسلطانو شفت عساكرو واقفه أمامو زى شيخا وسط حيرانو عهد الشرطه يوم ما خانو قدم كل غالى عشانو إسلم المفتاح الما بلد القباح وقت النصر لاح زى نور الصباح جر النوته والتلفون قال القاسى كلو يهون سالم عرضو ديمه مصون ورافع راسو ما مهيون))
تلاقت روؤس الجمال فى موقف عوض المفتاح وكلمات سحر ميسره الياس وأداء ندى القلعه حتى خفت على جماع الحين من الغيره...فالمقدم شرطه عوض المفتاح إستطاع بمهنيه عاليه أن يعيد إنتاج سحر ميسره الياس من تحت إسمها الفنى والحركى بشاير فرح والذى إختفت به حقوقها الأدبيه والماديه من إنتاجها الشعرى الرائع لكى تغر عينها...فأبدعت ندى القلعه بأدائها وطربت حتى الثمالة من دن ضاق به صبوح ذلك الكاس وخيالى كخيال جبريل صرعى أباريقه والقوارير لا الغيد..............................
منصور
08-10-2012, 04:36 AM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
إن للحكامة قدرة على إستلهام مشاعر الناس وإلهاب أحاسيسهم بقدرة لا تدانيها قدرة لأحد وأقوالها تتعلق بذاكرة الأفراد والذاكره الجمعيه ولا تغيب أبدا وتظل ميزانا يراعيه ويرعوى به الكل فالحكامه هى التى تمتلك مفاتيح أن ترفعك إلى السماء أو أن تمسح بك الأرض فكروتها وإكرامها واجب فهى صوت الضمير المجتمعى وعينه التى ترى دفينه وظاهره فإياكم من أن تثيروا حفيظتها فإنها سوف سوف تقلق منامكم.
منصور
08-14-2012, 07:21 PM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
المشهور الشايب ود حسن وكنيته حيدوب من بني جرار عيال عبيد اولاد بركات عندما ترك الابل والشوقارة ورفض النشوق واصبح مزارعاً واستوطنت معه الاسرة قالت مخاطبه والدها :- (حيدوب شاف الصّبنْ جدع حشّاشتو انغبنْ اهل ام رقا وبَنْ اسّاع في العز واللبنْ) الصّبن او الصبان وهو وقوف نزول الامطار الرق اي صغار الابل (حشاو) وَبن اي اجتمع وحن ورزم . اي ان والدها عندما راي عدم نزول المطر رما حشاشته وندب حظه الذي اقعده من النشوق مع ابله وهذه زكرتني بشاعرة الزيادية بت عجاك عندما اراد والدها تركها لحش الزرع وبدأ يبني لها في قطاطي وهي كارها لذلك وتريد النشوق معهم فقالت مخاطبة والدها باسلوب جميل لا يخلو من السخرية والرجاء قائلة :- ( عجاك ببني بحوّش في الباعوضها يعوّص لسع عقلي مشوّش مع الهاقنيبها يدوّش) عجاك والدها بحوش يبني والباعوضها يعوص هي الحيشان ولعمري هذا مقطع مدهش حقا لان حقيقة الباعوض تعوص بصوتها ولم تقل الشاعرة تنوني لان النوناي لم يكن مخيفا والباعوض مخيفة جدا ومؤذية فهي متلهفة للدماء ولذا شبهتها بالذئاب والسباع والهاقنيبها يدوش هي الابل فقال والدها لخالها:- هذه الشيطانة لاتتركنا فاخذها مع اسرتها معهم للنشوق وترك الزرع
08-15-2012, 08:24 AM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
الرائع منصور المفتاح وكل الجميلين المتداخلين اعلاه رمضانكم خير واظن خلاس اكلو الطير....
ابو مصيبع الكباشي النورابي من اولاد الكير تزوج نعامة بنت عمارة ودعينة اخت زوجة جلي شيخ بني جرار الشهير وحينما قتل جلي علي يد النوراب ووصلت بنت ابو مصيبع للعزاء ومواساة بنت جلي وهي بنت خالتها
فبكت بت جلي والدها ومنحت قائلة بعد ان عانقت بنت خالتها بنت ابو مصيبع النورابي فقالت بنت جلي:-
آ خيا ما شفتي ابويا
ابويا راكِبْ علي كوفات براهِنْ
وما عَتَّمْ الخَلفات داير لَقَاهِنْ
وما حَلَب مواخِيرهِن وطَرَد حِشاهِنْ
وما تَبَن الجَارَات داير زِناهِنْ
بِطْرُد دمير الخيل وجايب نَباهِنْ ----( ولقد كان جلي ابو فاطنة كذلك)
بقطع سبعة محلات وبِخْبِرْ عَشَاهِنْ
وفي القوز ابو عيشوب واقِف حُواهِنْ
ويوما لقوح الريل بصبح معاهِنْ
الكوفات الجمال الاصيلة وبراهن سار مع ابله -ماعتم الخلفات ا ي ماحلب اللقحات لقاهن اي حليبهن الجديد (لبي) هو حليب ولكن لونه متغير وعندما يُضَع علي النار يفسد ويتقطع –مواخيرهن الشطور الاخيرة ودائما تترك للحشاو الفصال- دمير الخيل مجموعة من الخيل وجايب نباهن اي بشارة النصر- العيشوب نبات –وحواهن يحميهن –ويوما لقوح الريل بصبح معاهن –اي تلد الريل والغزلان في الخلاء البعيد المنقطع وجلي يصل اي مكانهن بابله
لترد بنت ابو مصيبع قائلة:-
اخيا ما شفتي ابويا
ابويا راكب علي كوفات شاق الفيافي
ولابس قماش الريف فوق صدرو دافي
بدخل علي السلطان بمرق مقافي
ويومن صقيع الليل رمه في القَدْ برافي
وكم قلَج عِلوج فوق الصوافي
وما بسعي القريشمَّات عيل اللوافي
عندما قالت بنت ابو مصيبع (ويومن صقبع الليل رمه- كنية عن الموت- و في القد برافي) اي يسعي بالسلم والجوار الحسن وهي اشارة لزواجه في بني جرار قالت بت ضحوية لي بت جلي: النورابيه سوت ابوها سلطان وانت سويتي ابو فاطنة راعي ابل (القريشمات هي الضأن والماعز واللوافي من آفة وهي الابل
القصة السابقة اوردها العلامة د عبدالله علي ابراهيم في كتابه (فرسان كنجرت)
حصلت مشكلة بين فخدين من قبيلة الكبابيش الاول عندما حس بكثرة ثروته من الابل بل بلغ الزهو والفخر ان اعتدي علي الطرف الاخر فوصل الخبر للزعيم المُر فركب سيارته الرينجل وادرك الموقف وحكم الاغنياء حكما قاسيا حيث اتي بهم لدكته وفرقانه فقالت حكامته فضل الراجي:-
عَوَايد فيك بِتْعَوِّر
وبتقرض المنوِّر
بي الرينجل بتكوِّر
ولي الاسباب بتدوِّر
ولكم الود عبيد ود المقدم
08-15-2012, 09:04 PM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
البله ود عبيد حسانى حويلانى يمت بصلة قرابة لأم حداقه الدايه والتى يقولون عن ذيع صيتها (تورا أبرق) وكيف للعين أن تخطئ التور الأبرق وكان لذلك البله شقيقة وفية مخلصه كخناس وكان للحسانيه الحويلاب خلاف مع الهواوير ويعد البله ود عبيد من فرسان الحسانيه حاملى أكفانهم على على الأكتاف وأرواحهم على راح أيديهم يعطوها وبسخاء أجرب وكان للهواوير فارسا مهابا غير هياب يسمى بود هليس وحدث أن فاجأ الحسانيه فى عدهم وقد ترك له العد خفيفى القلوب والسيقان إلا أن البله كرب حزامته وشد حجباته ورفع كنتل سكينه وجر عوده وبرج وعندما رآه ود هليس فى تلك الهيئه ركب بكرته وذهب عن البئر فأنشدت شقيقة البله ودعبيد
وقتين ود هليس الجانا فوق البير الشاطر إندرج والخواف دا دنى يطير واحدين يكوسو للجمالى والقصدير وواحدين نزلو الشدر القفانا بتير البله إندرج قال وردونى البير بدور الهزه للزول اللباسو حرير
ثم تمادت فى الفخر والإعزاز بشقيقها ذاك الذى إستطاع أن يعيد لأسرته ما أخذ منها سوقا ونسب للهواوير إلا أنه حاربهم حرب من لا يرغب فى الحياة فتدخل العقلاء وأرجعوا لهم سعيتهم ليكفون شره وكان ذلك دافعا لأخته التى التى أنشدت
البله مو هوين سكينو بتزين جاب السليب بين من ناس أو عرين
لا بل سفهت بأعدائه حتى العران تمادت فى تصغيره تحقيرا وتصغيرا فيا عزيزى إن ما لدى الحكامات من قدرات مؤججه لعواطف الرجال لا أحد يدرين عقبى تلك الأغانى أو المناحات ولكن يمكن أن نقول عنها إنها تحمل فى ثناياها تاريخا إجتماعيا كثيفا كالذى تركه تراث السروراب الشعبى والذى تحويه حافظات تراثه أم النصر الولى محمد مقبول وبنت عمها سعيده الإمام حسن عن حربهم مع الكماتير وحروب الجموعيه فى القرن الخامس عشر حيث ذاع صيت القضاة من أهلهم كبقدوش وحمد النجيض والقاضى نصير.
منصور
08-16-2012, 10:33 AM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة