دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق*
|
فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!
ضيف على الرزنامة إبراهيم إسحق* الإثنين
رمضان كريم. وليغفر الله لنا معشر البشر الخطائين. أما الوحيد المغبون في هذا الشهر الفضيل فهو، بلا شك، إبليس، ومعه، بالطبع، عشيرته المقيدون!
جارتنا البدوية في الرياض، على أيام الاغتراب، دخلت، ذات رمضان، على أم محمد؛ ولمَّا رأت بعضاً من مصلاياتنا مفروشة لم ترفع، قالت لأم محمد:
ـ "ما تخافون يا أم محمد يصلي عليها الشيطان"؟!
فما كان من أم محمد إلا أن ردت عليها قائلة:
ـ "يا أم فلان .. والله لو على رأيك نفرش ليهم الشقة دي من أولا لي آخرا سجادات"!
الثلاثاء
العنصرية، في ظني، هي أبغض شعور عرفته البشرية قاطبة. ولو سألوني عن العقار الناجع ضدها لقلت، دون أدنى تردد، أنه، بعد الإيمان بالله طبعاً، نكات السخرية المتداولة بين المجموعات السكانية، بعضها على بعض! وربما يزيل التعجب من يقيني هذا مدى التأييد الذي رأيت لمقال لي بالغ التواضع يعنى بالحالة كما شهدتها في دارفور (مجلة "الثقافة السودانية"، أغسطس 1977م).
خلال الفترة ما بين 1983 و2005م زحمتني سنوات طوال وأنا خارج السودان، فلم أتابع الخط التفاعلي لنكات السخرية بين السودانيين وهم في معمعة التجارب مع ذواتهم. وكانت ثقتنا فيما يخص استمرار التوظيف العلاجي للعنصرية بنكات السخرية نتلقاها، ونحن في الاغتراب، عبر أشرطة الكاسيت المكرسة للإضحاك النزق على أدروب والرباطابي والدنقلاوي وولد الجانقي والغرباوي وعربي الجزيرة! ولكننا أيضاً كوَّنا، في الغربة، مجتمعاً سودانياً متكاملاً بالقدر الذي يجعل من مثل هذه النكات، في قلب تجمعاتنا تلك، بلسماً، ليس للشفاء فحسب، بل ووصفة إعجازية لربط النسيج الاجتماعي في ما بيننا، كما في نموذج مهجرنا الصغير ذاك بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.
الذي أهاج، الآن، هذه التداعيات عندي، وقلقلها، وأطار كل عصافيرها، زيارة مبهجة فاجأنا بها، الأسبوع الماضي، في بيتنا بمدينة الثورة بأم درمان، أحد أعلام حي النسيم بالرياض، الداعية الذي لا نقصم ظهره بمدح، مالك زمام النحو والصرف، رجل أم دقرسي محمد علي محمد علي الحاج، بذات البشاشة التي عهدناها فيه من يوم التقينا معه عام 1990م، عباس مكي وفيصل فضل الله وشخصي. طرقا الباب، هو وأمه التي ولدها، أعني إبنته التي أسماها على أمه، واحتضننا، فتدفقت ذكرياتنا كما فيضان النيل الراتب.
العودة من الاغتراب حالة لا أعرف قط كيف أصف تقلبات النفس فيها. أنت تريد، خلال أيام أو أسابيع قلائل، أن تخضع وتقيِّد، في خلفيات ذهنك، عالم الغربة الهائل، كي تواجه، بتصاديمه، مجتمع البلد الذي غبت عنه لأكثر من عقدين من الزمان! وهو مجتمع لا يرى لك عذراً، لكن أوسام السنين لا تنجلي عن جسمك ولو معصتها بكل غسولات الانكباب على التأقلم الجديد، والشوق الخفي إلى ذكرى تلك الأيام.
في أقل من ساعة، وعلى إبريق شاي سريع قدمته أم محمد، كنت وأخي الداعية نتلاقى عند سفح الجبل؛ هو نازل من اجواء الرياض، وأنا صاعد إلى ذكراها؛ أسأله عنهم فرداً فرداً، إخوان الصفاء أولئك، ومن لم أذكره يعلم الله لا يقلُّ حبي له عمَّن ذكرتهم ولا حبة خردل، وليسامحني ربي .. رجل أم كدادة الصادق موسى، وعمدة دار حامد محمد التجاني قش، وولد ود مدني زكريا عوض سعيد، وطويل البال فقاد الرجال مسلم الإمام أحمد، والنيلاوي الحنون عبد المنعم جاد السيد، وزول الشهيناب الباش مأمون الحاج، وشيخ الأصوليين أبو الحسن علي السماني، والزالنجاوي الركن محمد جمعة، وأبو التيمان إبراهيم عبد الرحمن أحمد .. ولم ننس الذين ذهبوا إلى رحمة مولاهم ودفناهم هناك، ولا الذين عادوا مثلي لينتشروا في أصقاع السودان البعيدة.
تذكرنا كيف كنا ننكِّت سخرية من أنماطنا السلوكية، ونكتكت ضحكاً على بعضنا وأهلنا: أعراب الجزيرة الخام، الغرَّابة السذج، النوبيين الأعاجم، وناس النيل الحذاق الهنابيك! ما جلس اثنان منا كانا في نسيم الرياض ذاك، إلا وتذكرا بدعاً مثل مزح أهل ام دقرسي، والعهدة على راويتها محمد علي الحاج، كشقي الحال ذاك عبَر بحر ازرق، في خمسينات القرن العشرين، وتوغل في غرب البطانة حتى هراه الجوع والعطش؛ فلما رأى بعض بيوتات العرب، ذهب عندهم، فأنزلوه في الراكوبة، وسقوه ماءً بارداً. وبعد انتظار لم ينفد منه صبره جاءه القدح. وضعته الأعرابية وتنحَّت. كشف صاحبنا الغطاء وسمَّى. المفاجأة أخذته، والمسغبة غلبته. يأكل كالمطرود. كانت الشعيرية، أيامها، جديدة في الأرياف. والمضيفة، رعاها الله، لم تجد ما (تلايق) به الضرَّابة إلا قليلاً من البصل والزيت أشبعتهما نضجاً، وصبَّتهما على اللقمة مع الشعيريَّة والضرَّابة، ورفعتهم للضيف. يأكل ويعيِّر في الشعيرية:
ـ "آآآ .. الشعيرية؟! والله كن تستاهلي آلشعيرية! القال ليكي تقطعي بحر ازرق بالشرق دا نان قال ليكي النصيحة .. آلشعيرية؟! وانتي صدقتي نصيحتو .. آلشعيرية"؟!
الأربعاء
نحن نعرف الناس بأن نأخذ عنهم وأن نعطيهم. وقد أراد الله تعالى لي ألا أستلذ السفر إلا عندما يكون باللواري. فإذا أغفلت السفريات داخل دارفور، تظل أطول سفرياتي هي بين الفاشر وأم درمان. ولعلي أستحضر منها ما لا يقل عن العشرين سفرية كم صادفنا خلالها من الصُم والبكم، وتواصلنا معهم. وفي الذاكرة تلك الهوساتية الطرشاء في محطة أم روابة نجادلها حول عدد حبات طعمية اللوبيا الحلوة الحادقة المقلية على الزيت وفي عجائنها الدُّقة والشمار .. نغالطها حتي تتشعرن غيظاً، ثم نشتري منها شبعنا.
بدأتْ بي هذه الاسفار وعمري أربعة عشر عاماً، وكأنني لم أتب حتى اليوم .. يغفر الله لبعض الركاب من أهلنا الزغاوة والمساليت والفور والميدوب .. إذا ما تآلفوا في جماعة تراجعوا إلى محابس رطاناتهم! ومع ذلك لم نعدم معهم خذ وهات في الأيام الخمسة أو الستة؛ فاذا ما دخلنا البليدات وقهاوي المحطات تراقدنا على العناقريب العرية وسألنا بعضنا عن قرانا وقبائلنا وسبل كسب العيش لدينا.
إن الالتذاذ الذي كنتُ أجده في هذه السؤالات التي لا تنتهي لرفاق السفر ومقدمي الخدمات في المقاهي يظهر على أجلى ما يكون في القصص القصيرة التي يرويها مسعود ود الكباشي، هذا لمن يكترث للجانب الأخر من شواغلي بالخيال. فاذا أعوزني الفهم على مقاهي الأنضرابة أو في بارا أو أم بادر أو ود بندة، لم أكن لأستنكف عن السؤال عما يعني محدثي بكلمة كذا أو كلمة كذا .. أجده يضحك ويشرح لي:
ـ "الجقلا ياولدي ما بتعرفا؟! إنتو ما ناس ألبل"؟!
أقول له بصراحة، وهو يدرك الحقائق ويتغابى:
ـ "نحنا بقارة مستقرين بزرعنا ومواشينا في القوز الكبير".
وللحقيقة فهم يعلمون من مظهري بأنني ولد مدارس، لكنهم لا يبدون قط شكاً في نواياي الحسنة متى ما ألححتُ في سؤالهم. عام 1986م وجدتنا نغيِّر إحدى عجلات اللوري في مقهى خلوي لدى المثلث بين سودري وكجمر والأنضرابة. ولم تكن هنالك إلا حامدية واحدة جاءت بلبن معيز رائب لتبيعه في المحطة. ولعلة ما كم تمنيت يومها لو أن لي معرفة بهذه البوادي تناهز ما لعبد الله علي ابراهيم، أو حسن نجيلة، أو عبد الغفار محمد احمد. ثم يلح علىَّ عبد الغفار لأن رسالة الامتياز التي تأهل بها، إن لم تخني الذاكرة، كانت جمعاً من أم سعدون لأشعار الدوبيت المتداولة عن أبرز شعراء دار حامد تمساح أمبدة. وقد نشر تلك الحصيلة، على ما أذكر، أستاذ الأجيال المرحوم قيلي أحمد عمر في أحد أعداد مجلة الخرطوم في سبعينات القرن الماضي. لم أكن لأتوقع نسياني لما حفظتُ من ذلك الدوبيت النقي الذي يذكرّني في مفرداته ومجازاته وتراكيبه بشعر الأبالة في شرق دارفور؛ فكان لابد أن أسأل الحامدية عن تمساح أمبدة، ووالله لقد بوغتُّ .. الدايم الله .. مات؟! متى؟! قبل عام او عامين؟! شيء من ذلك.
الطيب محمد الطيب وشرف الدين الامين عبد السلام يرحمهما الله جمعا حصائل لا بأس بها من ديوان الدوبيت في غرب النيل الأبيض. لكنني أشك في أن أسعد الطيب العباسي وميرغني ديشاب قد منحا للبادية الغربية ما أعطياه لبوادي الشرق. ويحتار المُتوَله مثلي بالشعر الشعبي .. لماذا لا يحمل الكردفانيون والدارفوريون، بعيداً عن الأكاديمية، دواويناً لشعرهم الشعبي بنفس القدر الذي نراه عند أهل البادية الشرقية؟! هل أهملهم الآخرون أم أنهم والمأمول فيهم من أثريائهم يهملون أنفسهم؟!
متى يستطيع أدروب في بورتسودان، وحمد في الشمالية، وبلة في الجزيرة، ودينق في الجنوب، أن يقرأوا ويتمتعوا بجماليات شعر الهدَّايين، وتويا الأبَّالة، وحردلو الهمباتة الكردفاليين؟! إن كنا نريد، حقاً، أن نعرف بعضنا بعضاً فلا بد أن نتبادل الفهم بدقائق مكوناتنا. وتعرُّف السودانيين على ذواتهم الثقافية مفتاحه اللغة المشتركة، والإرادة الجَّادَّة الخالصة على أن نتقارب في خصوصياتنا. فلتكن أقل المعرفة عن بعضنا البعض هي من فروض الكفاية التي يقوم بها النفر الكافي حتي يسقط عن الباقين .. مكترثين وغير مكترثين!
الخميس
هنالك شبه إجماع على أن المعضلة التي تفاقمت في دارفور لا يمكن تبسيطها في أقل من نصف درزينة من المسببات والنواتج غير المتوقعة. ويصلح لي، بفعل وجودي في المهجر، وقد فاتتني سنوات التخمير المشئوم لما حصل (1991 ـ 2002م)، أن ألتقط ممن عايشوا تلك الأزمنة بعضاً من يقيناتهم. ومن ذلك تفاكرٌ لي مع الضابط الإداري المشبَّع بالتفاصيل حول التركيبة السكانية في دارفور الكبرى، محمد بشر كرم الدين. ولأن محمد من (ودعة) فقد سألته عن أحوال المعلم موسى الهوساتي الذي تركته يشرح متون المالكية في المسجد الكبير هناك. ومحمد أصغر منا بما يزيد على عشرة سنين، لذا فهو لم يكن ليملك خلفية معرفية كافية بالرجل، ومع ذلك وجده هناك، قال، في البلدات الكبيرة بالشطر الجنوبي والشرقي من شمال دارفور، عَلماً معرفياً يشار إليه بالبنان.
لقد رأيت هذا الرجل لأول مرة في أواخر الخمسينات من القرن العشرين في سوق الفاشر وأنا في الابتدائية. يتنادى التجار والعتالون بأن هنالك بالة خيش يجب أن تنقل من دكان فلان الى دكان عِلان .. أبحثوا يا أولاد عن العتال موسى الهوساتي! بالة الخيش تحتوي على ألف جوال، والجوَّال لا يقل عن نصف رطل، ودكاكين الفاشر على مدرجات بحيث لا تصل بينها لا سيارة ولا كارو! لكنني رأيت الرجل بعيني رأسي ينزل تلك المدرجات من عوالي سوق الفاشر الى أسافله، يتشلخ و(يتاتي) مثل البعير الممكون، على ظهره خمسمائة رطل، يقطع بها خمسمائة متر وزيادة، كأنه بغل مرشود .. فإذا ما حط عنه ذلك الثقل وشرب ماءً بارداً تكشفت شفتاه الغليظتان عن أسنان بيضاء ضخمة كأنها حبات صدف مُشذب .. ويحمد الحامدون للرب المبدع الذى أنشأ من خلقه شيئاً بهذه الطرافة!
اختفى العتال موسى في الستينات من القرن العشرين ثم ظهر في السبعينات منها مُتبحِّراً في علوم القرآن الكريم والفقه والشرعيات، ولا ينقصه عمن درس في أروقة الدارفوريين وغيرهم بالأزهر الشريف الا الشهادة والدراية المؤصلة بالقراءات وعلم الأصولين.
حدثني محمد بشر بأن المعلم موسى كان، ذات مرة، ضمن ركاب لوري أوقفه النهب المسلح بين بلدتي خزان جديد والشعيرية في تسعينات القرن الماضي. وإذا صحَّ فهمي لرواية محمد فإن الرجل راح يعظ أولئك النهَّابين حول فداحة ما كانوا يفعلون. ولأن الوعظ الديني من كبائر النواهي عند المتفلتين وعموم الخارجين عن القانون، فقد أردوه قتيلاً!
اللهم تقبَّل الإمام موسى الهوساتي في عبادك الصالحين وأجرنا فيه.
الجمعة
سألت عدداً من المسئولين في دارفور عن تصّورهم لشكل الإدارة الإقليمية في مرحلة ما بعد الانتخابات، فلم أجد عندهم جواباً يشفي الغليل! ورغم جهلي الفاضح بالتشريعات الدستورية والقانونية في السودان، فإنني أنكفئ على حزن لا يُسبر غوره، حيث أن هذه التشريعات، كيفما وجدت في الوقت الراهن، لم تفصح لدى من سألتهم عن منظور للمتوقع الذى سوف تجرى على بساطه النظري الانتخابات القادمة، افتراضاً، بل قل تفاؤلاً، عام 2009م.
هنالك في وقتنا هذا ولاة يتحكمون تماماً في المجالس التشريعية الولائية، ويعيِّنون، بسلطتهم المخولة لهم من المركز، المعتمَدين الذين يطيعونهم طاعة عمياء! فكل ولاية، حسب اعتقاد من تحدثت معهم، هي كإقطاعية من الحكومة المركزية لواليها لكي يحفظ فيها توازناً صعباً بين متطلبات التنسيق بين مرؤسيه وبين الإيفاء بالمطلوب منه في دائرة المركز. لكن الرقابة التشريعية والصحفية معدومتان. وأما الإدارة الأهلية فتعلقت في الهواء، لا هى حيَّة فترتجى، ولا هى ميِّتة فتقام عليها المآتم!
إن صحَّتْ هذه الرؤية، فالمواطن سوف ينتخب، في العام 2009م، رئيساً للجمهورية، ومجلساً تشريعياً مركزياً، ومجلساً تشريعياً ولائياً، ثم يذهب، بعد ذلك، إلى داره ينتظر الفرج متى جاز له أن يحلم به!
في سبتمبر 2005م سألني بعض الصحفيين من مجلة (بلادي) عن تصوُّري لما يجدر أن تؤول إليه الأوضاع الإدارية في دارفور بعد السلام، فقلت لهم إن الذي آمله هو أن تلبس المعتمديات أجساماً إدارية شبيهة بنظام المقاطعة County في الدول الغربية. فالوالي يأتي بالانتخاب حسب برنامجه المعروض على الجماهير، وكذا المعتمَد، وكذا أعضاء المجالس التشريعية في كل إقليم كما وفي المركز؛ فإن كان كل هذا مُضمَّناً في الدساتير الإقليمية، فسوف يذهب المواطن إلى صندوق الاقتراع بنفس رضية كونه هو الذي سوف يعيِّن المسئول عنه، وهو الذي سوف يحاسبه. أما إذا ظللنا على حال العماء الدستوري والقانوني الذي أحسسته لدى من سألتهم، فعن أية ديمقراطية نتحدث؟!
هذا هو مقدار فهمي حالياً، وربما يقع اللوم عليَّ، ولكننى، مخلصاً، وإن كنت لا أفهم الموجِّهات الكلية لقانون الانتخابات المجاز، أطلب أن يُرشدني خبراء القانون بحق مواطنتي وبحق "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" .. واللهم لا تجعلني، قط، شيطاناً أخرس!
السبت
خلال شهر يوليو، أو لعله شهر أغسطس، من هذا العام إشترك الصادق الرزيقي، رئيس تحرير جريدة (الانتباهة)، في تجوال للمصالحة والتعازي في أقاصي جنوب دار الرزيقات، ثم رجع ليقدم وصفاً دقيقاً لما شاهده هناك. جو البادية، حسب ما يتوقع زمن الرُشاش، كان رائعاً. لكن الرزيقي يعطينا أيضاً ملامح مؤلمة للغاية عن معاناة الأعراب البقارة في حياة التقشف والكدح بدوام مسيرهم في الخريف شمالاً ونزولهم قبل الدرت جنوباً سعياً وراء الماء والكلأ. إنهم، باختصار، يعيدون إنتاج دورة حياة عمرها أربعة أو خمسة آلاف عام حفر ملامحها في صخور مرتفعات العوينات والهوجار والتبستي بالصحراء الأفريقية الكبرى أجدادهم المهنيون من الجرمانت والقرعان فيما بعد العصر الحجري!
وكنت قد نشرت، عام 2005م، مقالاً أضفتُ فيه صوتي الخافت إلى أصوات بعض المجاهرين (نرجو ألا يكون بخجل) عما ينقصنا من تنمية في مجال اقتصاد الحيوان الأليف. وقد جعلت عنوان ذلك المقال (توطين البدو ضرورة لاستقرار الريف السوداني)، وشددتُ أزري فيه ببعض الملاحظات الخبيرة للرحالة الانجليزي مايكل آشر. هذا الرجل يُبكِّتُ نفسه والرحالة الرومانسيين أمثاله في الشرق لأنهم يتحسرون على تآكل معالم البداوة القديمة لصالح توطين البدو وعصرنة حياتهم! يقول آشر في كتابه (آخر البدو، بالانجليزية، لندن 1995 م): "لعل البدو هم المثال الأنصع في التاريخ لقدرة الانسان على التأقلم .. لقد صمدوا حقاً لأن طرائقهم غير ثابتة .. لأنهم دائماً امتلكوا القدرة على الركوب والانزلاق فوق موجات التغيُّر"!
ذلك المقال تم توزيع طبعة جديدة منه ضمن محاضرة في متحف السودان القومي بتاريخ 16/7/2007م. لكن بعض أفاضل المفكرين الإستراتيجيين في هذا البلد انعطف بنا في الحديث عن أهمية التروي في هذه النقلة لأن التراث السوداني البدوي الثري يجب ألا يُجتز من قواعده بعنف ضار .. وعَلِمَ الله أننا لم ندْعُ إلى جزٍّ ولا إلى بتر ولا إلى عنف ضار! نحن نقدِّر دواعي الرومانسية التي يعيشها المثقفون الذين يشاطرون الوليد مادبو (غير الرومانسي) مهرجان الضعين السنوي .. لكننا نرفض محاولة حلِّ مشاكل البداوة السودانية بالنظرة الرومانسية الضيقة التي تحبس مصائر البقارة والجمَّالة والغنَّامة في توفر مواشيهم، والابداع حولها، وحول اتباعهم على ذيولها في وهم الوجاهة القبلية، عراة وشقايا، وجهلة، ومهانين!
ينبغي أن نفصل ما بين الصورة التراثية للبداوة السودانية، وما بين الاحتياج الراهن والمستقبلي للتنمية، بحيث نعجِّل بالتوطين الذي يُخرج للبدو الماء من الأعماق، كي يستقر الرعاة وسائمتهم، وتأتيهم الأعلاف عند مجمَّعاتهم، ويشيدوا بيوتهم بالمواد الثابتة، ويعمِّموا في مستقراتهم التعليم والصحة وبقية الخدمات، ويتابعوا الإعلام فينتموا إلى هذا العالم، ويحوِّلوا رأس المال إلى بنية اقتصادية تلائم عمليات الزمن الذي نحن فيه، والأهم من كل ذلك هو أن يكفونا شرَّ الصراع مع المزارعين حول الموارد .. من بحر العرب، ان لم أغلط، قرأنا بأن والي جنوب دارفور السابق الحاج عطا المنان ساعد تسع عموديات بدوية على الاستقرار فدخلوا في الزمن الحضاري!
أيها البدو السودانيون، إلحِقوا أنفسكم بعصركم، واستقروا، ولو بإمكانياتكم الذاتية، ودعوا لمن يطارد فيكم الرومانسيات أن يتلهى بأخبار أجدادكم!
الأحد
إذا تحسر أهل دارفور اليوم على شىء فإنما يتحسرون على انعدام الأمن وما يترتب عليه من خراب اجتماعي واقتصادي. ويحكى أن فلاتياً انقطعت به السُبل، فأتي إلى (القاضي الأطرش)، وهو شجرة للسطان يجلس عندها العاني والمتشكي وينتظر اللفتة السلطانية. وجاء أعرابي جمَّالي انقطعت به السُبل، هو الآخر، فجلس معه. أرسل السلطان إليهما، فسمع شكايتهما، ثم أمر أمين المال بأن يبعث أحد عماله مع هذين إلى زرائب السلطان فيعطي كلاً منهما دابة يلحق بها أهله وزوادة صالحة.
ذلك العامل إما أنه بليد، وإما أنه ماكر ومخادع .. فقد أعطى الجمَّالي ثوراً مؤدباً، وأعطى الفلاتي جملاً، فخرج هذا يقود دابته .. وخرج ذاك يقود دابته، فلمّا غطت الشجيرات عنهما المآخذ السلطانية، أصبح كل منهما يتلفت إلى الآخر .. حتى تجرأ الفلاتي فقال لصاحبه:
ـ "تبدِّل"؟!
فبادره الجمّالي:
ـ "وَيْ"!
فتبادلا الأرسن. نوَّخ الجمَّالي البعير، فما كادت ركبتاه الأماميتان تلامسان الأرض إلا والأعرابي عند السنام، ونهر فشبَّ البعير ناصية القوز، وغابا شمالاً نحو مشاتي الجزو على وادي هور .. يهز الفلاتي رأسه عجباً:
ـ "شيطان وركبا شيطان وشالاهم خلا"!
ثم ربت على ظهر الثور واعتلاه بقفزة ويمَّم جنوباً نحو .. (تلس)!
* روائي وباحث، رئيس اتحاد الكتاب السودانيين
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: munswor almophtah)
|
لقد رأيت هذا الرجل لأول مرة في أواخر الخمسينات من القرن العشرين في سوق الفاشر وأنا في الابتدائية. يتنادى التجار والعتالون بأن هنالك بالة خيش يجب أن تنقل من دكان فلان الى دكان عِلان .. أبحثوا يا أولاد عن العتال موسى الهوساتي! بالة الخيش تحتوي على ألف جوال، والجوَّال لا يقل عن نصف رطل، ودكاكين الفاشر على مدرجات بحيث لا تصل بينها لا سيارة ولا كارو! لكنني رأيت الرجل بعيني رأسي ينزل تلك المدرجات من عوالي سوق الفاشر الى أسافله، يتشلخ و(يتاتي) مثل البعير الممكون، على ظهره خمسمائة رطل، يقطع بها خمسمائة متر وزيادة، كأنه بغل مرشود .. فإذا ما حط عنه ذلك الثقل وشرب ماءً بارداً تكشفت شفتاه الغليظتان عن أسنان بيضاء ضخمة كأنها حبات صدف مُشذب .. ويحمد الحامدون للرب المبدع الذى أنشأ من خلقه شيئاً بهذه الطرافة!
وكأنى من تلك اللوحه التى أبدع إبراهيم إسحاق رسمها عن ذلك الموسى الهوساتى حتى كدت أحسب نفسى شاهدا لذلك المنظر فى سوق الفاشر وكانى له أدفق الحسرة دمعا ساخنا على صبره ذلكم العاتى العفيف الذى إختار أن يخرج رزقه من فك الأسود وليس من ممارسة الحيلة والبلطجه التى أصبحت كتلوجا للطرق القصيره والمشاشقات للوصول إلى الميسرة والغنى والسلام لأستاذى إبراهيم إسحاق ذلكم الفخيم رخيم الحرف والبوح
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: munswor almophtah)
|
لم يصمت ذلك الأديب عن التلميح بحث الناس على التعلم وذلك بإشارته الجهورة والواضحه لإلمام موسى الهوساتى الواسع لعلوم الدين من فقه وسيرة وحديث وقراءات للقران جمعها عبا من الشيوخ فى المساجد جمع العقاد من مناهله وقريب راجع من مجالسه لا بل صارت نعمة نتمنى أن تسوقه إلى الجنة صديقا شهيدا وذلك عندما إنتصب واعظا ومذكرا لعصابات قطاع الطرق الذين أوقفوا دابتهم بنية سلب ما لديهم وكان ذلك مهر شهادته ذلكم العملاق الطموح فله من الرحمن اللطف والعفو والفوز بالفردوس.............................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: munswor almophtah)
|
الأستاذ/ منصور المفتاح سلامات
Quote: والسلام لأستاذى إبراهيم إسحاق ذلكم الفخيم رخيم الحرف والبوح
|
والشكر لكم وأنتم تبحرون بنا فى أدب يوصف ويُرسى لما نعرفه عن حقيقة سوداننا الذى سودته الأسافير.
أعتقد أن المفارقته عن إعطاء " الثور" و " الجمل " فيها الكثير المعبِّر عن واقع حكوماتنا التى لم تدرك حتى اليوم واقعنا
وإحتياجاتنا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: محمد سنى دفع الله)
|
الأستاذ السنى دفع الله...الإنسان الفنان الحاضر...أنت كذلك مثل أولئك تعطى ولا تنتظر أجرا وأستاذى إبراهيم إسحاق من أوتاد هذه الأرض ومثله من معكم أستاذى الآخر النور عثمان أبكر ولولا هم وبعض أمثالهم لأصابت أرض واقعنا الراجفه التى تتبعها الرادفه مزلزلة كيان أرواحنا والنفوس لتظل واجفة قلوبنا وجاحظة عيوننا بفعل من طغى فينا وتجبر متفرعنا يحسب أن ربه لا يبعث إليه موساه ليريه آياته الكبرى وفائق ودى وسلامى وأمانى لك وللأسره بعيد سعيد....................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: فرحات عباس)
|
المنصور .. شكرا شكرا على كل ما أبدع إبراهيم إسحق أو أبدعت أنت حوله هذه الأديب الأريب .. لكين الشقي ما بسعد كنت أسكن على مرمى مشي كداري منه ولم ألتقيه ولم أستمع إليه قرأت له وعنه ولكن لم أحظى باللقاء.. لاحظ يت منصور اصحابه الذين ذكرهم في هذه السياحة أعرف معظمهم ويذكر ضمنهم (عباس مكي علي - إسلانج) كان جاري وصديقه .. دعيت كثيرا لليلات ثقافية لتكريمه أو غير ذلك ولم أذهب عشان سك القروش رغم أني أردد دائما مقولة المسيح عليه السلام ليس بالخبز وحده يحيا الانسان يا بؤس من يأخذهم الخبز عن الحياة الحياة .. منصور مشتاقين ياخي، التحية لإبراهيم إسحق ولك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الأخ فرحات عباس سلام من الله عليك ومن معك
إبراهيم إسحاق من أقحاح دارفور ومن أميز فلذات كبد هذه الأمه الممتحنه بعاق بنيها...فذلك هو يقترح طرائق للحل بعبقرية الفيلسوف السياسى الذى قرأ صحائف ماضيه...ومستجدات حاضره...وتنبأ بمستقبل زاهر إذا فعلت قوالب الأخلاص...وهياكل الصدق كما يرى...فو الذى نفسى بيده لو حمل ذلك العملاق سلاحا داعيا لتحقيق مطالب لدارفور...لكنت أحد جنوده الأوفياء...ولكنه يعرف أن هنالك سلاحا أمضى...لا يحرق الأرض من تحت قدميه...ولا تتصدع به البنيه التحتيه لمجتمعه...ذلك هو سلاح الكلمة الخارقة النافذه كتلك التى كتبها بمداد ينزف صدقا ووطنيه وحكمه...................................
ولك السلام ثانية
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: munswor almophtah)
|
الأخ محمد السلام ورحمة الله عليك ويا أخى فاتك الشر ولكن تفويت الفرصه لملاقاة ذلكم الفارس الركاب لحرائر الخيول والعراج بالناس فوق سماوات الأخيله عندما يتمادى مخوجلا على أكناف القص الساحر وتتقدمه مصابيح علاء الدين لتبين غميس الجخانين فى مملكة قصه الفريد وفتلات حرير مفرداته الساحره الباهرة والمعبره الآخاذة للعقول...وهل تعلم يا صديقى أنه ربما أصاب بعدوى إبداعه مامون الرشيد ونايل ولربما إستوقف عبدالمنعم عبدالرحمن ومحمد العوض وسيف الدين عوض ودفع الله الجضيع فيا عزيزى موقفك ذلك الذى جعلك تندم على إغتنام تلك الفرصه التى كانت بيديك ولكنها تفلتت بفعل المشاغل تذكرنى واقعة حقيقيه حدثت فى إحدى مساجد الخرطوم حيث جاءت إحدى ذوات الحياء والطهر والإستقامة للإمام وأخبرته بأنها تريد رجلا يسترها وتستره دون أدنى شرط ولا قيد فحسب المصلون أن فى الأمر إن وعندما لم يستجب أحد إنطلقت بمارسيدسها إلى حيت أتت فانطلقت نيران الأسى والندم فى قلوب المصلين بعد أن طار عن أنظارهم شبح طائر الألمان الثمين الشوباح وكل سنه وأنت بألف خير وعافيه وربنا يجمعنا بذلك الرجل فى السودان وما زال هنالك متسع بمشيئة الكريم ولك وللكل السلام.......................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: munswor almophtah)
|
استاذي المنصور التحية المباركة بركة العيد السعيد عيدك طيب وايامك كلها اعياد صديقي في البلاد البعيدة سوف انزل بوست عن مهرجان الحكايات الشعبية وهو مهرجان عن السرد والحجايين نرجوا ان تساهم معنا بتوضيح افكارنا ودعمنا ليكون هذا المهرجان مهرجانا مؤسسا ويقوم على افكار تدعه يستمر الى سنوات قادمات بنفس القوة والطرح الجميل سوف اقوم بتنزيل الفكرة اليوم في بوست تعريفي لنتغاكر على الخطوات الأساسية التي تقوم على انجاح الفكرة زوالمهرجان العام القادم يقام في شهر 7 يعني لابد ان نستفيد من الوقت مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: munswor almophtah)
|
كان رفيعا دقيقا أنيقا ولبقا كان شابا كله حيويه بذقن أشبه بتلك التى لبرناردشو غير أنها أقصر وأثبت وأعصى تميز دواخله التى تأبى عينيه اللحاظتان لما حوله بعمق أشبه بتعمق الفنان لتفاصيل الأشياء وأشبه كذلك بإستغراق الفلاسفه لما هو كائن لإستخراج ما ينبغى أن يكون من عرصاته لا بل أشبه بحالة من حالات الجذبه لصوفى دامت خلوته وأرعدت سماء جلوته لتمـطر خيرا وبر لم يك قاسيا ولا عنيفا مبغض لا بل كان ودودا ألفناه وائتلفت عقولنا عليه وبه وكان دوما يميزه قلم الرصاص الذى يغرسه فى شعره أو يضعه على أذنه ليسجل ملاحظاته عن روايات شو المقرره وقتذاك وكان أحيانا يحلى الدرس بقصير القص عن الأبالة والبقاره الشى الذى جعل درسه جاذبا لنا ونحدب على متابعته ولم نك ندرك لحظتها إنه أسطورة القص العصيه وأعجوبة السرد الماهره ذلكم الإبراهيم إسحاق.................
عليه منا السلام والأمانى بالعيد والصحه والتوفيق
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: munswor almophtah)
|
السلام والتحيه..
دخلت كثيرا هنا وكدت ان أكتب .. حضرنا ولم نجدكم..
قرأت (حكاية المدرسه القديمه .. وأنا مازلت رفيعا خفيف الظل والعود .. كان ذلك في ايام خوالي بعيده ... )
أصابتني من تلك الحكايه زهلله وضجيج لم يفارقني !! ( كدت ان أغرق رأسي في رهيد مويه) لاطفئ ما أصابني من توهان في عوالم لغة دائريه!
وسرد يشبه صوت الريح التي تغازل جسدي الصغير حينها ولم ولم تبرحني الحمي منذ ذلك الزمان وحتي الان..
إلتقيت بالاستاذ ابراهيم إسحق وانا في نهايات شهوري بالثانوي وكنا حينها بمدينة الفاشر نحاول فك طلاسم الكتب ذات الجلد التخين..
فأصابني بتواضعه الجم وعلمه اللغوي الواسع يصنع به لباسا من الاحاجي والحكايات مازالت تسكن بعض من ذاكرتي !!
قبل شهور قدمه مزيع بالفضائيه السودانيه .. فرأيت الرجل تبرق شموسه بالتواضع كما عهدي به لم يتغير ..
لم أحب المزيع لأنه تحلق في قشرة الاستاذ ابراهيم إسحق و لم يتمكن من الدخول إليه.. ربما لم يستطيع إليه سبيلا..
أظنه.. لن يستطع إليه سبيلا!!
يا صديقي ود المفتاح أزادك الله بصيرة وحبا للناس
كم أود ان ألتقيك!
كل سنه وانت طيب ياخ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: ibrahim kojan)
|
الدكتور ibrahim kojan
السلام ورحمة الله عليك والحمد لله الذى جعل أستاذى وأستاذك إبراهيم إسحاق القاسم المشترك الأعظم وأى مشترك أعظم ذلك الذى إلتقينا عند أبواب إبداعه ونفس الإصغاء كادت أن تضيق به رئة أكسجته من فرح الدهشه التى ألمت بنا ونحن وقوفا على أرجل ساخت فى الأرض من عرق الألق الذى إكتنفنا ونحن نمسك فى منكبيه علنا نقوى عليه وفى الخاطر دثار من بهجه تزملنا به من جراء زلزلة سرده المتميز فيا كوجان الآن تأكد إلى من أنك شارب من عده ومتسلح بعتاده منذ أمد مديد
ولك ثانية السلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: munswor almophtah)
|
صديقي الاحب منصور
ياخ نسيت اقول ليك انا تربيت في مدينة الفاشر والله فيها ثقافه وناس يغطوا عين الشمس بتواضعهم وجلالهم ومقدرتهم التي لا يحاكيها شئ
وحتي اللحظه اتذكر كلام استاذي
عبدالمجيد سرور: يا اولاد اقروا اي شئ , جغرافيه, تاريخ, جن احمر بس ما تبطلو القرايه..
وبالمناسبه اسمعوا كلام الحبوبات... فيه حكم وقصص (إنجيليه)
وحتي الان عندما ارجع للسودان... طريقي في مدينة الفاشر, يمر بمنزل عالم عباس وحافظ اخوه فيصيبني رذاذ الشعر
وامر بحي كاكوم حيث كان يقيم الاستاذ ابراهيم اسحق وكأني أقول ( لليلي اطلال ببرقة ثهمدا ...)
ثم اقضي نهاري جله مع صلاح ابراهيم الحائز علي جائزه نوما اليابانيه في الرسم
وكثيرا ما يفاجئنا د. عبدالحمن ابو سته ببعض قصصه عن جدته .. فنضحك كثيرا .. خاصة عندما عرفنا ان الدكتوراه التي حاز عليها بامريكا ذكر فيها جدته كمرجع...!!!!
ياخ من اين وكيف اجتمع هذا النفر الجميل في مدينه واحده .. قال عالم عباس انه الحنين في التربيه والحنيه في التناغم الكلامي .. يعطي احدنا ما يملك من غنائيه !!!!
سبحان الله
منصور يا حبيبي كل سنه وانت طيب .. وارد الله غربتنا واديم مدينتنا المليح
ابو زكريا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: munswor almophtah)
|
كان لمسح إبراهيم إسحاق لفلى السودان على ظهر اللوارى والقطارات قاصدا شطر المعرفه فى الخرطوم حيث درس فى معهد المعلمين العالى التابع لجامعة الخرطوم ومن قبله الأحفاد الثانويه التى عبا من أساتذتها عبا ذلكم الشره للإطلاع والقلق لحقن أركانه فى عب زاكرته التى دوما تسأل عن مزيد أثرا واضحا فى سرده وكذلك بدويته البقاريه ويا لئلاف نشوقها والشوقاره وإلفته لما بينهما من محل وحال أكسبه بعد أن فسخ أغلفة المعارف وشواها شئ القنقر وهضمها وشرب عليها لبن البرقاء والزرقاء والفاقع لونها السارة لناظريها لياتينا بخلاصة الخلاصه التى أجلسته على ككر القص وأمسكته بصولجانه سلطانا لسلاطينه فمن منكم يأتينى بمثله والطيب صالح يقول عنه عندما خرجت الخرطوم عن بكرة أبيها تستقبله فى مطار الخرطوم هكذا تفعلون وأنا القادم وماذا كنتم فاعلين إذا كان القادم إليكم إبراهيم إسحاق................................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: munswor almophtah)
|
Quote: كان لمسح إبراهيم إسحاق لفلى السودان على ظهر اللوارى والقطارات قاصدا شطر المعرفه فى الخرطوم حيث درس فى معهد المعلمين العالى التابع لجامعة الخرطوم ومن قبله الأحفاد الثانويه التى عبا من أساتذتها عبا ذلكم الشره للإطلاع والقلق لحقن أركانه فى عب زاكرته التى دوما تسأل عن مزيد أثرا واضحا فى سرده وكذلك بدويته البقاريه ويا لئلاف نشوقها والشوقاره وإلفته لما بينهما من محل وحال أكسبه بعد أن فسخ أغلفة المعارف وشواها شئ القنقر وهضمها وشرب عليها لبن البرقاء والزرقاء والفاقع لونها السارة لناظريها لياتينا بخلاصة الخلاصه التى أجلسته على ككر القص وأمسكته بصولجانه سلطانا لسلاطينه فمن منكم يأتينى بمثله والطيب صالح يقول عنه عندما خرجت الخرطوم عن بكرة أبيها تستقبله فى مطار الخرطوم هكذا تفعلون وأنا القادم وماذا كنتم فاعلين إذا كان القادم إليكم إبراهيم إسحاق................................ |
فوقققققققققققققققققققققققق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: ibrahim kojan)
|
كوجان يرفعك الله مكانا عليا يا صاحب القلم السيال تبرا وبلسم فصديقك يا صديقى غاندى الحكمة فى بحر القص الهلامى ألا تراه يصنع ويرسم الحلول لمشكل دارفور فى الوقت الذى يعمق مآسيها بعض بنيها ويتمادون دون أن ترتجف لهم كبد من نتائج أفعالهم وليس هنالك خاسرا إلا دارفور وليس هنالك أليما إلا أهلها وذويها ولكن أستاذنا يشرع سلاح الكلمة الصاعقه فيصرع حراس الحقيقة حتى يفيق من ظل منهم ويهتدى إلى الصراط القويم ولك السلام والشكر
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: munswor almophtah)
|
الطيب صالح يكتب لـ«الرأي العام»:
عن ابراهيم اسحاق وراشد دياب
بقلم: الطيب صالح
ابراهيم اسحاق كاتب كبير اكتسب صيته بعدد من الروايات الجميلة
راشد دياب فرج بين «طرافة» الموروث الحضاري والعالمية
الرواية الاخيرة للكاتب الموهوب ابراهيم اسحق ابراهيم، اسمها «وبالُ في كليمندو».
وكليمندو اسم قرية حقيقية او خيالية من قرى دارفور في غرب السودان الاقصى حيث اشتعلت في الاونة الاخيرة نيران الاحقاد والمطامع والطموحات و«البلاوي الزُرق!».
الرواية لم تنشر بعد رغم ان الكاتب فرغ منها منذ وقت. وقد حصلت عليها مخطوطة بواسطة الاخ محمد الربيع الذي تعرفت عليه في الدوحة مؤخراً. هو ايضا شاب موهوب من «كردفان» التي هي بمثابة الغرب الادنى. وسوف يكون له شأن في دنيا الادب ان شاء الله.
اما ابراهيم اسحق، فهو كاتب كبير حقاً، رغم انه لم يعرف بعد على نطاق واسع. وقد اكتسب سمعته الادبية بعدد قليل من الروايات الجميلة، مثل روايته «حدث في قرية». وهي روايات قدمت لاول مرة في الادب السوداني، صوراً فنية بديعة للبيئة في غرب السودان. وهو عالم يكاد يكون مجهولاً لاهل الوسط والشمال.
صمت ابراهيم اسحق زمناً طويلا واختفى عن الانظار. وقد لقيته منذ ثلاثة اعوام في الرياض في المملكة العربية السعودية، حيث يعمل مدرساً، وجدته انساناً دمثاً طيباً مثل كل من لقيت من اهل غرب السودان. وواضح من روايته هذه «وبالُ في كليمندو» انه لم يكن خاملاً، بل كان يفكر ويكتب طوال فترة صمته الممتدة.
انني لسوء الحظ، لم اعرف غرب السودان كما يجب ابعد نقطة وصلت اليها كانت «الأُبيض» عاصمة اقليم كردفان. وزرت جبال النوبة منذ أمد بعيد.
لذلك حين اقرأ روايات ابراهيم اسحق، وايضا القصص القصيرة الجميلة للمرحوم زهاء الطاهر، احس بالحسرة انني لم اتعرّف اكثر على ذلك العالم البعيد العجيب. وهذا كله له حديث في وقفة اخرى ان شاء الله.
الشعراء والكتاب واهل الفن عموماً، الصادقون منهم، مثل حيوانات الغاب، تحس بالخطر قبل وقوعه. وكأنما احس ابراهيم اسحق بالكوارث التي سوف تقع على تلك الرقعة الشاسعة من الارض التي عاشت على وجه العموم حياة آمنة مطمئنة.
ثم، ونحن نحاول ان نسبر غور الامور المحيرة التي توالت على دارفور، وبالامس القريب باركنا جميعاً ابرام اتفاق السلام بين حكومة «الانقاذ» والحركة التي يتزعمها «جون قرنق» في الجنوب - بينا نحن كذلك، اذا «وبال ٌ» جديد يقع على رؤوسنا، هذه المرة في الشرق في بورتسودان.
لا حول ولا قوة الا بالله! هذه المدينة الميناء على البحر الاحمر، منذ ان انشأها الانجليز اول عهدهم. بحكم السودان، لا اعرف انه ارتكبت فيها جريمة قتل واحدة. وفيها سجن كبير كانوا يجلبون اليه السجناء من خارج الاقليم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: اسامة الكاشف)
|
Quote: (قال الجد بوصينا بعد ما سهى قالينا بوصيكم على باب السنط ينسد وقت ما تهب رياح الحقد بوصيكم على الأطفال تربوهم على الشقا فى هجير الصيف على قتل العذاب والخوف حروفكم تبقى للإشراق ولى زرع الطريق آفاق تقولوا الأم وقبل الأم تقولوا بلدنا تتقدم بوصيكم على حب الأرض والنيل على وصل الصباح بالليل بوصيكم |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: اسامة الكاشف)
|
الأخ أسامه الكاشف السلام والرحمه
يا صديقى فى إسمك دلالات الإبداع وأنت على صيغة الفاعل وستكون كذلك إذا جئت على صيغة الفعيل أوالفعال
فالكاشف والكشيف والكشاف جميعها عارضه لنا ما وراء الورود والأوتار والإراده فيا صديقى نشكرك على الإستجابه الواعيه بأوباما السودان فى زمن أوباما الآخرين ولك السلام...............
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: munswor almophtah)
|
منصور بطناً جابتك والله ما بتندم زي كل مره بدخل بشغف لأقر ما تكتب وفي كل مرة لا يخيب حدسي فأعود بعد أن أكون قد متعت نفسي بالدهشة وبين الدهشة والشغف أحتاج لترتيل ما تخطه يمينك – حتى لو كنت أعسراً - مراراً وتكراراً فالنهج البلاغي والتورية والجناس والطباق كلها أمور تحتاج لتنقيب وصبر ، ويقيني بأنني أفعل. دمت مبدعاً رائعاً صحيحاً معافى محرراً للكلمة من عقالها. == إن كان لابد أن ترد على هرطقتي هذه فليكن بالمزيد من الإبداع والإمتاع ومواصلة السرد ، ودع عنك السروراب والدشيناب والشهيناب فهي لعمرى لم تعد قري كما عهدتها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: almulaomar)
|
المله عمر أطال الله عمرك وأبقاك
ويا عزيزى تلك الديار يكفيها فخرا بأن بها ود القرم الذى يشبعك بهجة إذا ركبت دابته مسفلا أو مصعد وفيها كذلك دقاش ذلكم المسرح الكامل بكل عتاده وغيرهم وغيرهم ومنهم سحبنا القليل وليتنا نشلنا (الكثير المثير الخطر) فيا عزيزى لا تتردد فى أن تقنص لذلكم القصاص الحريف حتى ولو تستنجد بأى من آل القصاص وأجلس إليه جلوس المريد لشيخه فسوف تنال منه بركة لا ولن تندم عليها ويا المله عليك الشيخ الريح ترسل تلفونك عبر بريدى حتى نسمع صوتك الذى جسدنا صورته ولك ولكل الأهل السلام,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: munswor almophtah)
|
العزيز على احمد النعيم
السلام والرحمه وجزاك الله عنى كل الجزاء وعشمى فى أن يسعفك
الحظ وتقع فى يدك مخطوطات ذلكم الإراهيم إسحاق فتسحق كل الشكوك
وتعلم بأن هنالك جبلا شاهقا كالطيب صالح غير أنه عصى الصعود
إلى قننه ولكنه سيال لخيره لمن فى سفحه ولمن على الوديان
فكن من أبناء طلحته ووعدى لك بأنك سوف (تغنى شرقا) من حلاوة
ما نابك منه ولك السلام والشكر والتقدير.................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: munswor almophtah)
|
لا أدرى إن كان قد ساح كوجان فى بحر السودان الهائج
أم حتل فى دهاليز مدنه الشائكه وفى كلا الحالات
سيترك نكهة الفواكه فى أماكن وجوده وأحسبه ممتحنا
لطلاب ماجستير التشريح بجامعة الخرطوم قادما إليها
من مدن الضباب ومادا إليها من ما نال من صنائع حرفته
ونتمنى أن يسعفه الزمان ويلتقى بإبراهيم إسحاق
هناك ويأتينا منه بالجديد الشديد...............
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: munswor almophtah)
|
عندما تكون للإنسان القدره على عكس الواقع وتصوير ما ينبغى أن يكون عليه بذات الطريقه من التناول ذو الوجه الأدبى النضير الذى أخرجه إلينا فى لوحته تلك أستاذنا إبراهيم إسحاق مما إستدعانا أن نكيل له التبجيل والتقدير ذلكم العبقرى الذى أتمنى من ذوى الإ هتمام السياسى والإجتماعى بالتفحص فى أقواله وتقليبها وإخراج زبدتها من على مناضد مكاتبهم دون حوجة إلى أبوجا وأبشى والكفره...........................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فقهُ العتَّال مُوسَى الهَوْساتي!.......إبراهيم إسحق* (Re: munswor almophtah)
|
قال إبراهيم إسحاق أن لنا سفراء ثقافة بقطر ودوحتهما وذكر النور عثمان أبكر ورجل آخر وذكر عن كيف كان والنور يكتبان الإبداع قدما بقدم مع التحضير لمادة التدريس وكان ذلك من دواعى الدهشه لدى الأساتذة الآخرين فكانت كما قال الدكتور إبراهيم إسحاق محمد حسين الثانويا مكانا تفجرت فيه ينابيع الأبداع وخط فيه النور عثمان روائع أشعاره وصاغ فيه إبراهيم إسحاق أحلى حلى قصه الساحر ولقداسة ذلكم المكان ينادى إبراهيم إسحاق بإجتماع أهله ذات زمان فى مكان رحيب يتبادلون البركه ومنهم من صار غوثا ومنهم الأقطاب والنجباء ومنهم البدلاء الذين لا يدلون بحرف إلا رمزا فيا آل محمد حسين لنا معكم لقاء على شرف إبراهيم إسحاق والنور عثمان أبكر والمعز وعوض أحمد ولكم السلام حتى ذلكم اللقاء..................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
|