دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
سأعطس في وجوه أهل الريب بأنف شامخ.... ومنصور خالد (11)...د. عبد الله علي إبراهيم
|
ومنصور خالد (11)
سأعطس في وجوه أهل الريب بأنف شامخ
د. عبد الله علي إبراهيم [email protected] استعرضنا في حديثنا السابق "المذكرات المضادة" للسيد إسماعيل الأزهري، أول رئيس لوزراء السودان المستقل وزعيم الحزب الوطني الاتحادي، كما نشرتها جريدة الناس، لسان حال منافسه اللدود السيد عبد الله خليل البيه الذي خلفه في رئاسة الوزارة في 1956 وسكرتير عام حزب الأمة. وهي مذكرات جاءت متزامنة مع سيرة الأزهري الحقة التي أملاها على السيد بشير محمد سعيد ونشرها تباعاً في عام 1957 بجريدة الأيام التي ترأس تحريرها. وجاءت المذكرات المضادة موغلة في سوء وبهتان لا مبرر لهما بالغاً ما بلغت الخصومة بين الرجلين. وصبت الجريدة فيها على الأزهري جام الاستعلاء العرقي لود العرب النيلي من رمي للآخرين بالعجمة والدين الظنين . فقد رمت الجريدة الأزهري بالنقص في السودانية، في تعريف ود العرب، لنسبه القوي في الفلاتة أهل نيجريا ومن لف لفها. وقد استعانت جريدة الناس في هذا اللؤم حيال رجل ذي سابقة وطنية تأسيسية، وحيال شعب الفلاتة (وهم قوم من كرام أهل الأرض انتسب لهم الأزهري أو لم ينتسب)، بنص من كتابات هارولد ماكمايكل، السكرتير الإداري للحاكم العام الإنجليزي لعام 1926، قال فيه إن قوم الأزهري يدَّعون نسباً للبديرية الدهمشية من سكان شمال السودان وبادية كرفان ولكنهم في حقيقة الأمر لا بديرية ولا دهمشية. وللعبارة إيقاع بليغ في إنجليزيتها مما تطرب له الصفوة. وهكذا تغذى عرق استعلاء أهل البحر العرب أو (المستعربة كما يصفهم المرتابون في عروبتهم) بتطفل هذا المستعمر على أنساب اهل السودان.
حين نشرت جريدة الناس سخفها هذا كان السيد منصور خالد المحامي الشاب محرراً بالجريدة بل ربما كان محررها الأول بحكم وظيفته كسكرتير للبيه رئيس الوزراء أو المسئول عن اتصالاته. ولا نريد بالطبع حساب منصور على هذه الترهة من زمن الصبا الأول. فقد مرت مياه غزيرة من تحت كبري منصور وأصبح الفتي الذي قبل ذلك الفحش العرقي بحق الأزهري (أو ربما ساهم فيه) صوتاً مسموعاً في إدانة الميز العرقي حبر به الكتب الغلاظ الشداد. وانضم بعد انتفاضة 1985 إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة العقيد جون قرنق وأصبح من مستشاريه. وكان رده على من استنكر هذا النقلة المفاجئة أن دافعه كان زكاة يؤديها لينقذ أولاد العرب والبلد، ممن كان واسطة عقدهم في جريدة الناس وغيرها، من أنفسهم الأمّارة بالاستعلاء العرقي. وزاد منصور بإنفعاله البلاغي الأشم المعروف بأنه سيؤدي فريضة هذه الزكاة وهو "ناهض إلى صعدائي، أعطس في وجوه أهل الريب بأنف شامخ" (جنوب السودان في المخيلة العربية، صفحة 194). ونسب ترحله من العنصرية الى السماحة إلى ملابسة أنه "قضى عمره الراشد" بين مؤسسات عالمية تدين سياسات الميز العرقي والنوعي ولمس عن كثب في أسفاره مضاضة التميز العرقي على من يقع عليهم.
ولا تثريب بالطبع في إفاقة منصور المتأخرة جداً لسوءة عرقية ود العرب أو البلد التي امتزج بفكرها وأذاعه في جريدة الناس أو أعان على ترويجه. فإن تأتي متأخراً خيراً من أن لا تأتي قط. ففي الفكر مكان رحيب للأوابين إلى الحق. بل قيل لا يخدم الحق مثل عائد إليه لائذ به. وهذا مما نستفيده مما كتبه ناثان قليزر الكاتب الأمريكي. فقد ناهض قليزر حركة التنوع الثقافي التي تأذن بها الجامعات الأمريكية وغيرها بتدريس كتب ومنتجات ثقافية من غير إرث الغرب. وكتب في إفاقته لضرورة المطلب ونفعه كتاباً عنونه: كلنا في صف التنوع الثقافي الآن. وقال فيه كلمة غراء عما يعتلج المرء من طاقة وشفافية يوم يَطّرح الضلال ويستبين الحق: "ليس هناك ما يعبيء الذهن ويركزه على مسألة أشد مضاء من اكتشافه أن الصواب قد جانبه فيها".
للعودة للحق نصاب مستحق للزكاة. ويكتمل هذا النصاب عبر وسائط التربية والثقافة. ولم يبلغ منصور عندنا هذا النصاب لأسباب نتناولها في حديثنا القادم. ولهذا شابت الأوهام ما زعم أنه توبة نصوحة للحق. واصطفينا أن نطلع القارئ على عينات مما كتبه منصور بعد إثابته المزعومة للحق لم يبرح فيها امتيازه العرقي ك"ود عرب" قيد أنملة. ورأينا في تشبث منصور بمِيَزه العرقية نقصاً في نصاب الحق يجعل زكاته، التي خرج يؤديها عنا، حشفاً وسوء كيل. وسنرى متى وقفنا على أسباب هذا النقص أن هجرة منصور ل "عناق الآخر" العرقي لم تكن لله وإنما لنفسه. ولذا لم تمس منه الشغاف فتزلزل دفين محفوظاته العرقية الأولية وتنقيه منها ليخلص للإلفة العرقية في الوطن وغيره. ولما لم تكن هجرته للحق كانت مضمضة سياسية.
من أوجب الأمور على مثل الأواب إلى الحق مثل منصور أن يستوثق أنه قد نقى لغته من مصطلح الميزة العرقية الذي نفرت نفسه منه. فهذا مصطلح خبيء دسّاس مثل العرق، لو استلفنا من قاموس للعرق بغيض. وهو باق في مطاوي الثقافة المستعلية لا يزول بمحض تحول حامل اللغة من عقيدة عوراء إلى أخرى عيناء. فمن أراد بعد تحوله من البغضاء إلى السماحة التعبير عن نفسه بلغته ذاتها وجب عليه أن يوسعها نظراً ويقتحمها بالفحص ويكسر قاموسها المستعلي ويعيد تركيبه على نور الحق الذي استبانه. وهذا من شغل الثقافة الذي قال قرامشي إنه شغل طويل . . . سلبة. وهذه تقوى مدنية لها مشابه في تقوى الدين. فقد نبه الإمام أحمد بن عبد الوهاب أن المسلم متى استقام على التوحيد ونفى الشرك عن نفسه استردف ذلك بتنقية لغته عن أوهام الشرك وعلى محجة التوحيد. فمتى وحدت بالله لا تقول للفرد من رقيقك "عبدي" بل "فتاي" لتحقيق التوحيد في الألفاظ. ومع مجافاة المثل مع معلوم عصرنا بالضرورة إلا إنه دال على عناية الشيخ بتقوى في اللغة قصر عنها شغل منصور في تنقية نفسه من نتن العرقية. ولفساد هذا الشغل صح عليه مصطلحه هو نفسه عن الأشغال من شاكلته: لهوجة.
فستجد منصور يستخدم صيغاً من مصطلح التميز العرقي لم تمر بمصفاة الحق الذي استبانه (ضحى الغد). فلو احتكم لتلك المصفاة كان إمّا أجاز هذه الصيغ أو عدلها أو إطرحها. والأمثلة كثيرة. فهو حشد في رثائه للمرحوم محمود محمد طه المشهور طائفة نكراء من هذه الصيغ ذم بها الرئيس نميري وزمانه. فقد صور منصور محموداً بمنزلة أبي شجاع فاتك الذي قتله "كافورنا" الأخشيدي أي النميري. وأضاف إن زمان نميري فينا "زمان عقيم عقم الخصي الأوكع تسرح فيه إماء لكع". وها أنت ترى هنا أن منصوراً استدعى مصطلح الرق العربي كله لحجته. فأورد الخصي وكافور والمتنبئ والإماء بغير أن يطرف له جفن من شفافية. بل ذهب إلى تبخيس العجم قاطبة بقوله إن مقتل محمود هو بدع لم يعرفها المسلمون."إلا في عهود الانحطاط التتري والشعوذة الأيوبية والطغيان اللملوكي". وخلص له تاريخ الإسلام من بعد نفي العجم عنه عربياً عربياً.
ولا يطيق منصور مزاعم بعضنا عن عروبيته أو سياساتهم حولها لا لأنها مما يخرق عقيدته المستجدة في التنوع الثقافي بل لأن العرب قوم أشراف لن نطالهم. فلم يكن أبو سفيان مشلخاً مثل دكتور الشوش مثلاً. قالها منصور ليخزي الدكتور ومزاعمه العربية. واستنكر منصور تعريب نظام الإنقاذ للتعليم العالي. ولا تثريب فهو أمر خلافي حتى في تلك الأحوال التي لم يٌفرض فيها الأمر فرضا. ونقول للتذكرة فقط هنا أن منصوراً كان من عتاة دعاة التعريب في كتابه "حوار مع الصفوة" مثلاً. ولم يبدر منه، وقد تولي مسئوليات التربية والإرشاد في مغيب سنينه المايوية، ما يؤشر لمراجعته عقيدة التعريب حتى انضم للحركة الشعبية. أنكى من هذا كله الحيثيات التي جاء بها منصور لشجب نظام البشير لاستحداثه التعريب بغتة ومن عل. فقد صدر منصور فيها عن مصطلح "ود العرب" ومزاجه وهما ما نسب منصور إليهما فشلنا وإدمان صفوتنا هذا الفشل. فقد استفظع منصور أن يحاول قطر كالسودان، لا هو في العير ولا في النفير، التعريب في حين تحاشته دول عربية يشار إليها بالبنان. وسنتجاوز عقدة قلة القيمة عربياً هذه إلى ما هو أكدر للخاطر. فالأدهى أن منصور احتج على إتمام التعريب في ظل حكومة يقودها حاكم السودان "المستعرب"، الذي هو البشير، ورئيس مجلس تعليمه العالي وهو المرحوم اللواء الزبير محمد صالح. ووصف الأخير بأنه: "ما زال يتحدث العربية برطيني(رطانة) يكاد لا يفهمها الأعاريب" (النخبة وإدمان الفشل، الجزء الثاني ، صفحات 344-346).
ولم يقف منصور، هذا الثور في مستودع الخزف، عند هذا الحد من التبكيت. ويبدو واضحاً أن منصور لا يطيق عبد الإخشيد كافوراً بالمرة مثل صفيه المتنبيء. فاستقدم عزته كملكي (في مقابل جهادي أي عسكري) إلى دائرة تبخيس الزبير العسكري. فواصل قائلاً إن الزبير غير مستأهل أن يكون رئيساً لمجلس التعليم العالي أو الخوض في تعريبه لأنه "عسكري" يٌضحك عِيَه (عدم إبانته) وحصره (نفس الشيء) "ربات الحجول البواكيا". والمقطع مأخوذ من المتنبيء العربي يهحو كافوراً الأخشيدي الأسود. أقبض! بل أنظر ربات الحجول مما لا شغل لهن سوى صب الدمع الهتون. أقبض!
وأساء منصور هنا من وجهين. فقد خاض في شأن علم العسكر أو جهلهم لا يعتوره حرج أن يمضهم هذا التبخيس وهو الذي قال إن أوبته إلى توقير الآخر قد بدأت بأسفار وقف فيها على مضاضة الآخرين من الميز العرقي وغير العرقي. أما من الجهة الأخر فقد كان منصور يٌنَظر طويلاً للدور التقدمي للجيوش في الدول النامية بإطلاق. فكيف بالله لجيش تقدمي أن ينهض بالتبعة الملقاة على عاتقه وضباطه مصابون بحصر يٌضحك ربات الخدور. ومن الغريب أن يصدر مثل هذا القول عنه وهو مستشار حركة يغلب عليها العسكر. ولا يصدر مثل قول منصور عن الزبير والعسكر والنساء إلا ممن استبدت به وعثاء العنصرية والصفوية الملكية والذكورية بينما يظن أنه قد خرج ليقضي عليها وعلى نتنها.
يزعم منصور أنه قد تربي في عمره الراشد على الحساسية تجاه مضاضة الآخر من شرور الميز العرقي من عنف لفظي وزراية. ولكننا نشك مما نقرأ له إن كان منصور قد تطهر فمه من وعثاء العرق على حد قوله أو أن ذلك التطهر ما يزال مشروعاً ينتظر التنفيذ. فقد أسقم منصوراً أداء القوات المسلحة على عهد الرئيس نميري التي كان يصحب قادتها الرئيس و"فكيه" الرسمي، بعد اندلاع الحرب الأهلية في 1983، ليذروا الرمل المبارك في طول الجنوب وعرضه حماية لنميري من عوادي الكفار. فقارن منصور هذه الشعبذة برجال الجيش الشداد البواسل على عهد الفريق عبود قائلاً: "وعلم الله إن ذلك لعوج كبير يتململ له في القبر أبطال بنوا للسودان جيشاً فاخر به أمة العرب في الكويت وفاخر به أفريقيا في الكنغو . . تململ له الصنديدان أحمد عبد الوهاب وحسن بشير نصر" (النخبة وإدمان الفشل، الجزء الأول، صفحة 674) . وتجاهل هنا منصور، الذي بوسعه عقد هذه المقارنة بالنظر لإرثه الشمالي الذي يبيح له المفاضلة بين "وحوش" قومه، أن حكم عبد الوهاب ونصر هو الذي استن أسلمة وتعريب الجنوب التي انقدحت منها شرارة الحرب الأهلية التي انكوينا منها طويلاً أو ما نزال. وقد اشتهر عن نصر سخيمة ذاعت بين الناس أنه قال، بعد انقضاء عهدهم بضربة جاءتهم نتيجة سياستهم في الجنوب، إنه لو تركه رفاقه ولم يحولوا دونه ودون خططه لحرق غابات الجنوب عن بكرة أبيها لا يبقي فيها من المتمردين ديارا. ومنصور متفق معنا على جريرة نظام عبود في الجنوب. ولكنه عطل حكمه هذا في العبارة التي سلفت مواتاة حتى ينال من نميري وجنده. فمنصور هو القائل في صحوته الفكرية الحالية لمسألة التنوع الثقافي إن قهر الجنوب بواسطة نظام عبود وقع بالعمل العسكري والأسلمة القهرية. وإنه هو النظام الأول الذي اختط هذين السبيلين لحكم الجنوب ( جريدة الفجر، الأسبوع الثالث من ديسمبر 1996).ولكنه عاد مرة في حديث مع عادل الباز ليخفف من وطء هذه السياسة ووصفها بالأسلمة القهرية الساذجة (الصحافي الدولي 22 يناير 2000). ولم يخطر لمنصور أن إشادته بشدة جند عبود وخيبة جند النميري (او البشير سيان) هي بعض امتيازه كشمالي. فلن نتوقع جنوبياً يقيم مثل هذا التمييز بين قتلته. وكذا لن تجد جنوبياً يفرق بين السذج والدهاة ممن أزروا بثقافته وخياراته.
ومع جزالة عبارة منصور في كراهة العنف اللفظي والزراية بالآخر عرقياً إلا أنه احتفظ لنفسه وحده ربما بحق ممارسة هذا المكروه عمداً من موقع ود العرب متى شاء. فإن ظن أنه اشتفى من داء العنف اللفظي بالجنوبيين أو النوبة والزراية بهم خلال صحوته الثقافية نجد أنه لم يبرأ بعد من تعنيف الفلاتة وأهل غرب أفريقيا بعامة. فقد استغربت لإفتتان معجبي منصور من الأوابين بعبارة تنضح بالعرقية حيال الفلاتة وجمهرة غرب أفريقيا. وهي عبارة لم أجد لها موضعاً من كتب منصور ولكنها شاعت حتى أضحت من الحكم السائرة. وهذه العبارة هي: "أولئك الذين جاءوا مستردفين على ظهور أمهاتهم، من سفوح كانم، وتمبكتو وسهول نهر النيجر، يدعون العروبة أكثر من أهل تهامة والإسلام أكثر من أهل بكة." ومفاد هذه الجملة في عربية بسيطة هو :"ألزم محلك يا فلاتي". وقالها منصور في لجاج السياسة يبكت ناشطاً من دولة الإنقاذ أصوله من برنو دارفور. واستهوت العبارة كاتب مجيد على منبر سوداتيزأونلاين حتى قال إنها تشخص "أس البلاء في بلادنا" تشخيصاً ما حصل. ولا يعدل إعجاب طائفة منصور بعبارته هذه سوى إعجابهم بأخريتين هما "القلوب الغلفاء والفكر الأصلع" و"ألص من فأرة وأزنى من قرد" . وأخرى عن الفسو. فتأمل
وبلغ من شيوع عبارة المستردفين أن خطب ودها كل مضطغن على من انتسب إلى الفلاتة حقاً أو بالحدس اللئيم. وقد دنت العبارة بقطافها على رجل رشيد في معركة اشتهرت حول أمر ما بينه وبين رجل أصوله القديمة من نيجريا. فقال الرجل الرشيد إن هذا "الفلاتي" لا يستطيع سلبه من حق ما "ولو بأمر من سلطان مايرنو". ومايرنو هي مواطن للهوسا والفلاني ممن هاجروا بعد ضربة الإنجليز القاضية لخلافة صكتو الإسلامية ببلدهم في 1898. وأكد الرجل ل"لفلاتي" واقعة ما وقال إنها تأسست قبل دخول ذلك "الفلاتي" جامعة الخرطوم وقبل أن يعرف أين تكون جامعة الخرطوم أو أين الخرطوم ذاتها في خريطة السودان. وافتخر الرجل الرشيد بسودانيته قائلاً إنه "لم يعبر حدوده (السودان) محمولاً على ظهر أمه" مستعيداً نمطية عن الفلاتة للزراية مما تلقاه عن منصور . . . عن ثقافته.
ويعرف منصور عن الفلاتة وأهل غرب أفريقيا غير هذه الزراية متى أراد دفع الزكاة عنا يطهرنا ويزكينا بها من سئيات عرقنا. فقد أخذ بشدة على السيد خضر حمد، الزعيم بالحزب الوطني الاتحادي وعضو مجلس السيادة السابق، نصاً ورد في مذكراته. جاء في النص أن خضر انشغل جداً خلال حجة له يوم كان وزيراً بحكومة الحكم الذاتي في نحو 1954 بإقناع السعوديين بالتمييز بين السودانيين الشماليين العرب الخلص والتكارنة الذين ينبيء قوله عنهم إنهم فئة مستحقرة. وساء الوزير أن السعوديين لم يأبهوا لتفرقته بين كرام القوم ولئامهم. وأطنب منصور في سرد فضل التكارين أو أهل غرب أفريقيا كمثل قيام الشيخ عثمان دان فوديو فيهم وغير ذلك (جنوب السودان في المخيلة العربية، صفحة 384) وربما لاحظ القاريء أن مقالة خضر في الفلاتة أقدم بثلاث سنوات من مقالة جريدة الناس عن القوم نفسهم في شخص الأزهري زعيم خضر. ويٌشَهِر منصور بخطئية خضر الأقدم ويعف عن التشهير بخطئية جريدة الناس الأفحش والأقرب. وهذه اصطفائية من منصور (وهذه من لغته يذم فيها المصطفين) ينهي فيها عن فعل وقع في 1954 ويأتي مثله في تسعينات القرن. وهذا عتو شديد لا يقبله منصور إلا . . . من منصور.
وسنحاول في كلمتنا القادمة فهم لماذا ظل منصور يتورط في الوعثاء العرقية ومصطلحها في حين تأبط قلمه لحربها مذ انضم للحركة الشعبية. وبعبارة أخرى لماذا يصلي بلسان ويلحد بنفس اللسان؟
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سأعطس في وجوه أهل الريب بأنف شامخ.... ومنصور خالد (11)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: عبدالله الشقليني)
|
الأخ الشقلينى السلام ورحمة الله وبركاته نحن (ناس الرايحه) وسنبحث عنها فى مخابئ أبعد من خشم البقره والحقيقه كاللبن الذى يخرجه الله من بين فرث ودم يستسيغه الناس وهى لا تخرج إلا بحراك وتدافع وأى حراك وأى تدافع نحن بصدده وإنها لسعادة العصر أن يسخر لنا الله عبدلله على إبراهيم ومنصور خالد لنعرف ما كان وما ظل حكرا للخواص مكنونا فى صدورهم وفى بعض المخطوطات التى لم ترى النور بعد فيا عزيزى إن القداسة لله وكذا المجد وإن المسرة والتعاسه من كيد ومـكر الناس وفعل أيديهم وإن النية والإصرار على التوبه والعمل بمقتضى تحقيقها من دواعى تحقيق التغيير الإيجابى الذى وعد به الله ..............................
فلك السلام والشكر
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سأعطس في وجوه أهل الريب بأنف شامخ.... ومنصور خالد (11)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)
|
استعرضنا في حديثنا السابق "المذكرات المضادة" للسيد إسماعيل الأزهري، أول رئيس لوزراء السودان المستقل وزعيم الحزب الوطني الاتحادي، كما نشرتها جريدة الناس، لسان حال منافسه اللدود السيد عبد الله خليل البيه الذي خلفه في رئاسة الوزارة في 1956 وسكرتير عام حزب الأمة. وهي مذكرات جاءت متزامنة مع سيرة الأزهري الحقة التي أملاها على السيد بشير محمد سعيد ونشرها تباعاً في عام 1957 بجريدة الأيام التي ترأس تحريرها. وجاءت المذكرات المضادة موغلة في سوء وبهتان لا مبرر لهما بالغاً ما بلغت الخصومة بين الرجلين. وصبت الجريدة فيها على الأزهري جام الاستعلاء العرقي لود العرب النيلي من رمي للآخرين بالعجمة والدين الظنين . فقد رمت الجريدة الأزهري بالنقص في السودانية، في تعريف ود العرب، لنسبه القوي في الفلاتة أهل نيجريا ومن لف لفها. وقد استعانت جريدة الناس في هذا اللؤم حيال رجل ذي سابقة وطنية تأسيسية، وحيال شعب الفلاتة (وهم قوم من كرام أهل الأرض انتسب لهم الأزهري أو لم ينتسب)، بنص من كتابات هارولد ماكمايكل، السكرتير الإداري للحاكم العام الإنجليزي لعام 1926، قال فيه إن قوم الأزهري يدَّعون نسباً للبديرية الدهمشية من سكان شمال السودان وبادية كرفان ولكنهم في حقيقة الأمر لا بديرية ولا دهمشية. وللعبارة إيقاع بليغ في إنجليزيتها مما تطرب له الصفوة. وهكذا تغذى عرق استعلاء أهل البحر العرب أو (المستعربة كما يصفهم المرتابون في عروبتهم) بتطفل هذا المستعمر على أنساب اهل السودان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سأعطس في وجوه أهل الريب بأنف شامخ.... ومنصور خالد (11)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)
|
شكراً لك أيها الكاتب الرائع / منصور
نحن نعلم أن خصصتنا باللقاء على أمل أن يُثري الحوار الكثير ، ويفتح الآفاق . من يجد الوقت ليجلس عند دار الوثائق ، يمكنه أن يخُط سِفراً لكل صاحب أمرٍ في السياسة وأمراضها وخباياها . الدكتور منصور خالد امرؤ له تاريخ حافل ، وهو صاحب ذات مُتفردة . بيده التوثيق من صناعة قديمة مثله مثل الصحافي محمد حسنين هيكل ، فسكرتير البيه يمكن أن تُكتب : مدير مكتب رئيس الوزراء . والفرق بين التعبيرين أن الأول كُتب لمن عرف التاريخ وبطانته عن ثقة ، والآخر لمن لم يعرف من أجيالنا اللاحقة ، وتلك من كتابات أريد أن يقرأها الصفوة !.
يحتاج كل من له تاريخ أن تُسرد سيرته كاملة ، وبموضوعية ولا نتقصد النقائص وحدها كلنا ننتظر أن نقف على أمل أن المسلسل حول منصور لم يكتمل ، تاريخه أيام الأحزاب ثم أيام عبود ثم ما بعدها ، ثم دستور 1972 م ثم هندسة اتفاقية أديس ثم حركة 19 يوليو 71 وما بعدها ومايو حتى الخارجية ومن ثم إقصائه منها ثم قوانين سبتمبر والخروج المُبين إلى الحركة الشعبية والجيش الشعبي .. أما فن الكتابة فهذا عالم آخر ... هل يستعد الدكتور عبدالله لكل هذا التاريخ أم سيختار ، وأنا مع القراءة للتاريخ كاملاً ، ورغم ذلك آمل أن أكون قد تعجلت وأن الدكتور عبدالله بصدد كل ذلك .. الشكر موصول له وللدكتور منصور ، وأرى أن للرجلين تاريخ يحتاج قراءة دقيقة ، فمنه نعرف كيف هي دواخل الأفراد في حضور التاريخ والسياسة وكيف نقرأ تاريخ وطن من ظلال أبنائه ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سأعطس في وجوه أهل الريب بأنف شامخ.... ومنصور خالد (11)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: عبدالله الشقليني)
|
المنصور - تحياتي - بقدرما تمتعني متابعة ما تنقل تجوس في النفس التساؤلات حول مــا يراد شذرات من سيرة منصور خالد وتجدني أتفق ما أخي الشقليني .. فمنصور خالد إستثنائي مـــن نواح عديدة .. فهو (المحاور مع الصفوة) وهو وزير خارجية نميري والمختلف معــــه بنقاط وضعها على حروف أكثر من كتاب .. وهو من مهندسي إتفاق السلام الأول .. وهو السياسي المهم في الحركة الشعبية .. وهو الموثق لواحدة من أهم فترات تاريخ السودان الحديث .. وهو كاتب : لا خير فينا إلا لم نقلها .. وهو الذي صدر كتابه بـ:
إذا ما طلعنا من ثنية لفلف فحدث رجالا يكرهون إيابي
فسيرة منصور لا تستبين إلا بتجميع أطرافها وهي كثيرة ومعقدة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سأعطس في وجوه أهل الريب بأنف شامخ.... ومنصور خالد (11)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الأخ العزيز محمد السلام عليك فى العارفين والعاملين للمعرفه بهدوء وتروى فيا أخى أرجع البصر ثانية للمكتوب أعلاه فستجد هتون منسونه من متون كتابات منصور قاطبة المؤلفه للتوثيق والمرسله على صدور الصحف السياره وعلى رقائق الصحائف الإلكترونيه وفى كل موضوع تجد الإنتقال جيئة وذهابا عبر نصف القرن بحركة ربما لا تشعر بها ولكنها تشرحك وتتسامى بها خيالات الحضور الوثاب لعوالم فى العلالى لعلية الكاتب والمكتوب فيه ونتنمنى أن نكون وإياهم فى عليين ليتحفونا مكافحة ولك يا عزيزى الشكر أجزله...........................................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سأعطس في وجوه أهل الريب بأنف شامخ.... ومنصور خالد (11)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)
|
لك التحية أيها الرائع : منصور
أوجزت وأوفيت .
ثم ننتظر ، للدكتور عبدالله وللدكتور منصور سلام بقدر ما أنجزوا لوطنهم و لأنفسهم وللوعي ...
كان التعليم في الماضي على أيام مجانيته سُلماً للصعود في درج الطبقات ، ومن يفترش مكاناً ، يتحدث بفاه تلك الطبقة ، وقلما ينسلخ عنها .. ولكن يتفرد البعض بخصوصيتهم وذواتهم النضرة ، فيُصبح أهلوهُم الفقراء قُرة أعينهم وباحة مجدهم : يفرحون بفرحهم ويحزنون .. أتمنى أن يكونا بمثل رجاء الفقراء فيهم .. شكراً لك وعلى تخيُرك طيب المقال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سأعطس في وجوه أهل الريب بأنف شامخ.... ومنصور خالد (11)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)
|
هذا تعقيب من الدكتور فوزى محمد صالح والمقيم ببريطانيا فى ما كتبه دكتور عبدالله على إبراهيم عن منصور خالد وقد.إطلع عليه دكتور عبدالله وطلب بإنزاله مع الردود الأخرى.................
منصور
عزيزى الدكتور عبد الله على ابراهيم انا من جيل عايش انقلاب مايو 69 وهو طالب بالثانوية واندهش لانقلاب يوليو 71 وهو ايضا طالب فى الثانوية وعايش مقاومة الشيعيون لنميرى وانت كنت واحدا منهم مع ان النميرى كان احسن رئيس شعبى سودانى ياكل الفول فى مطاعم وادمدنى حيث كنت ادرس بها المرحلة الثانوية الشيوعيون وانت اولهم طالبتم نميرى ان يطبق برنامج الجزب الشيوعى او الفراق والطلاق فكان نوفمبر 1970 حين اعفى فاروق حمدالله ورفاقه لماذا تحاكم انت بالظن هذا الرجل العظيم والذى لا اعرفه اكثر منك الدكتور منصور خالد وتتهمه بالظن انه كان وراء المقالات التى تنعت الازهرى اعرفك انك لم تعد شيوعيا واصبحت قريبا من الاسلاميين ولكن دعنى اقولها لك انك رجل فيك جاهلية لانك لا تملك الدليل على الاتهام الذى توجهه للدتور منصور بانه عنصرى وحتى ولو افترضنا جدلا تحاول ان تحط من قدره بشكل غير كريم وتطلب منا ان ننسى مواقفك عندما كنت عضوا نشطا فى الحزب الشيوعى وان نحاكم فى نفس الوقت د منصور خالد منصور خالد كان صديق للحلفاويين من جمال محمد احمد وكمال ابراهيم احمد وكان سكرتير عبدالله خليل الذى ذكرت انت بان امه من غرب السودان ووالده من النوبيين المصريين هذا لا يستقيم عقلا وانا شهدت منصور خالد الذى لا اعرفه شخصيا فى اعراس لنوبيين ولم يعطنى الشعور بانه عنصرى لماذا تريد ان تحكم عليه وانت لا تملك اى دليل هل هذا هو الاسلام الذى عدت اليه انت مثلى قد بلغت عمرا تنتقى فيه كلامتك حتى لا تصاب بلعنة الاخرة وكان حريا بك وانت الاكاديمى ان تضع بصورة تبعد عنك الغرض الذى يحسه كل من قرأ مقالاتك عن منصور خالد فكيف يجيز لك ان تتبدل وتتقرب من الاسلاميين وتعيب على د. منصور كتاباته التى لا تملك اليقين على انها حررت بقلمه منصور خالد رجل نقى وشجاع ولا يخاف احد وهو سوف يرد عليك بما يملكه من حقائق ولكن د عبالله لقد اخطأت كثيرا فى مقالاتك الاخيرة وارجو انت تكون شجاعا بنفس قدر الشجاعة التى تكتب بها ان تتقبل نقدى لانك انسان جليل واتمنى ان تقلل من غلوائك فى مهاجمة الخصوم لانك تبتعد عن الموضوعية كثيرا عندما يكون هدفك تدمير الغير يجب ان تسمو عن المسائل الشخصية لانك بحق جرحت كل الاكادميين والمثقفين بمقالاتك الاخيرة لم تعد للعمر فسحة استاذى عبالله للنيل من الاخرين بدون دليل يكفى هذا العملاق المدعو منصور خالد كان سكرتير عبدالله خليل وانا على يقين لو طلب منك فى ذاك الزمان ان تكون سكرتيرا للبيه لقت انا ابقى سكرتير البربرى ده لانك لم تكن اقل عنصرية عن منصور بل كنت متجاوزه بكل تأكيد اتمنى ان اقرأ كل مقالتك الاسبوعية فى الرأى العام واتمنى ان تعترف بهذه الهفوة وان ترد لدكتور منصور اعتباره وتعتذر وتقول بديرى اخطأ هذه المرة وجل من لا يخطأ منصور خالد لا يحتاج الى السودان فى شى وكان بوسعه العيش فى نعيم فى اى جزء من اركان الدنيا الاربعة ولكن لانه رجل عظيم فضل العمل للسودان فارجوك لا تظلم هذا الرجل ودعنا فى اواخر ايامنا ان نكون عادلين حتى مع خصومنا ولك كل تقديرى وامتنانى على تقبل الرأى والرأى الاخر
د. فوزى محمد صالح بريطانيا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سأعطس في وجوه أهل الريب بأنف شامخ.... ومنصور خالد (11)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)
|
استعرضنا في حديثنا السابق "المذكرات المضادة" للسيد إسماعيل الأزهري، أول رئيس لوزراء السودان المستقل وزعيم الحزب الوطني الاتحادي، كما نشرتها جريدة الناس، لسان حال منافسه اللدود السيد عبد الله خليل البيه الذي خلفه في رئاسة الوزارة في 1956 وسكرتير عام حزب الأمة. وهي مذكرات جاءت متزامنة مع سيرة الأزهري الحقة التي أملاها على السيد بشير محمد سعيد ونشرها تباعاً في عام 1957 بجريدة الأيام التي ترأس تحريرها. وجاءت المذكرات المضادة موغلة في سوء وبهتان لا مبرر لهما بالغاً ما بلغت الخصومة بين الرجلين. وصبت الجريدة فيها على الأزهري جام الاستعلاء العرقي لود العرب النيلي من رمي للآخرين بالعجمة والدين الظنين . فقد رمت الجريدة الأزهري بالنقص في السودانية، في تعريف ود العرب، لنسبه القوي في الفلاتة أهل نيجريا ومن لف لفها. وقد استعانت جريدة الناس في هذا اللؤم حيال رجل ذي سابقة وطنية تأسيسية، وحيال شعب الفلاتة (وهم قوم من كرام أهل الأرض انتسب لهم الأزهري أو لم ينتسب)، بنص من كتابات هارولد ماكمايكل، السكرتير الإداري للحاكم العام الإنجليزي لعام 1926، قال فيه إن قوم الأزهري يدَّعون نسباً للبديرية الدهمشية من سكان شمال السودان وبادية كرفان ولكنهم في حقيقة الأمر لا بديرية ولا دهمشية. وللعبارة إيقاع بليغ في إنجليزيتها مما تطرب له الصفوة. وهكذا تغذى عرق استعلاء أهل البحر العرب أو (المستعربة كما يصفهم المرتابون في عروبتهم) بتطفل هذا المستعمر على أنساب اهل السودان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سأعطس في وجوه أهل الريب بأنف شامخ.... ومنصور خالد (11)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)
|
حين نشرت جريدة الناس سخفها هذا كان السيد منصور خالد المحامي الشاب محرراً بالجريدة بل ربما كان محررها الأول بحكم وظيفته كسكرتير للبيه رئيس الوزراء أو المسئول عن اتصالاته. ولا نريد بالطبع حساب منصور على هذه الترهة من زمن الصبا الأول. فقد مرت مياه غزيرة من تحت كبري منصور وأصبح الفتي الذي قبل ذلك الفحش العرقي بحق الأزهري (أو ربما ساهم فيه) صوتاً مسموعاً في إدانة الميز العرقي حبر به الكتب الغلاظ الشداد. وانضم بعد انتفاضة 1985 إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة العقيد جون قرنق وأصبح من مستشاريه. وكان رده على من استنكر هذا النقلة المفاجئة أن دافعه كان زكاة يؤديها لينقذ أولاد العرب والبلد، ممن كان واسطة عقدهم في جريدة الناس وغيرها، من أنفسهم الأمّارة بالاستعلاء العرقي. وزاد منصور بإنفعاله البلاغي الأشم المعروف بأنه سيؤدي فريضة هذه الزكاة وهو "ناهض إلى صعدائي، أعطس في وجوه أهل الريب بأنف شامخ" (جنوب السودان في المخيلة العربية، صفحة 194). ونسب ترحله من العنصرية الى السماحة إلى ملابسة أنه "قضى عمره الراشد" بين مؤسسات عالمية تدين سياسات الميز العرقي والنوعي ولمس عن كثب في أسفاره مضاضة التميز العرقي على من يقع عليهم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سأعطس في وجوه أهل الريب بأنف شامخ.... ومنصور خالد (11)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)
|
ولا تثريب بالطبع في إفاقة منصور المتأخرة جداً لسوءة عرقية ود العرب أو البلد التي امتزج بفكرها وأذاعه في جريدة الناس أو أعان على ترويجه. فإن تأتي متأخراً خيراً من أن لا تأتي قط. ففي الفكر مكان رحيب للأوابين إلى الحق. بل قيل لا يخدم الحق مثل عائد إليه لائذ به. وهذا مما نستفيده مما كتبه ناثان قليزر الكاتب الأمريكي. فقد ناهض قليزر حركة التنوع الثقافي التي تأذن بها الجامعات الأمريكية وغيرها بتدريس كتب ومنتجات ثقافية من غير إرث الغرب. وكتب في إفاقته لضرورة المطلب ونفعه كتاباً عنونه: كلنا في صف التنوع الثقافي الآن. وقال فيه كلمة غراء عما يعتلج المرء من طاقة وشفافية يوم يَطّرح الضلال ويستبين الحق: "ليس هناك ما يعبيء الذهن ويركزه على مسألة أشد مضاء من اكتشافه أن الصواب قد جانبه فيها".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سأعطس في وجوه أهل الريب بأنف شامخ.... ومنصور خالد (11)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)
|
للعودة للحق نصاب مستحق للزكاة. ويكتمل هذا النصاب عبر وسائط التربية والثقافة. ولم يبلغ منصور عندنا هذا النصاب لأسباب نتناولها في حديثنا القادم. ولهذا شابت الأوهام ما زعم أنه توبة نصوحة للحق. واصطفينا أن نطلع القارئ على عينات مما كتبه منصور بعد إثابته المزعومة للحق لم يبرح فيها امتيازه العرقي ك"ود عرب" قيد أنملة. ورأينا في تشبث منصور بمِيَزه العرقية نقصاً في نصاب الحق يجعل زكاته، التي خرج يؤديها عنا، حشفاً وسوء كيل. وسنرى متى وقفنا على أسباب هذا النقص أن هجرة منصور ل "عناق الآخر" العرقي لم تكن لله وإنما لنفسه. ولذا لم تمس منه الشغاف فتزلزل دفين محفوظاته العرقية الأولية وتنقيه منها ليخلص للإلفة العرقية في الوطن وغيره. ولما لم تكن هجرته للحق كانت مضمضة سياسية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سأعطس في وجوه أهل الريب بأنف شامخ.... ومنصور خالد (11)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)
|
الاخ منصور تحياتى اشكرك على نشر رسالتى التى ارسلتها الى الدكتور عبدالله وارتدت وارسلتها لك لكى تنشرها ولكن ما سر اصرارك فى اجتزاء بعض من مقال د عبدالله ونشرها اكثر من مرة؟ كما لاحظت اليوم 19 يوليو هل انت شخص محايد فى هذه المعركة التى تظهر فيها سوء النية والكراهية الشخصية التى من سمة السودانيين فى مجال السياسة ام تتبنى موقفا محددا فى هذه المسالة فانت نشرت ما كتبه الدكتور عبدالله فلا يستقيم ان تعطى الاحساس للقارى بان مشاركة جديدة قد اضيفت ويفاجى بانك تجترء نفس ما ذكرته فى اول النقاش فدع الناس يدلو بدلوهم وانتظر بعيدا او شارك بشى جديد بدلا من اقحام نفسك كل فترة بهذه الطريقة التى لا تتوافق مع الامبارشيلتى اى الحيادية والمسئولية والمهنية فى طرح الاراء بدون ان تقودانت اتجاه المناقشة لمصلحة احد الطرفين فى الختام للدكتور منصور كامل تقديرى وللدكتور عبدالله ان يبدأ بنقد تجربته الشخصية فى نقد الذات قبل نقد الغير وهو الذى كان ضليعا فى العمل السياسى بقدر يفوق الدكتور منصور خالد
اخوك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سأعطس في وجوه أهل الريب بأنف شامخ.... ومنصور خالد (11)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)
|
الأخ الدكتور فوزى لك وعليك السلام
إن الخشه التى إدرعها دكتور عبدالله على إبراهيم لوعرة وإن ملاقيه لشرس فتاك ولكن دكتور عبدالله كبشر إبن عوانه عقر مهرته للجابره تحت قدميه وذلك المشهد ليس بآقل من قال لفاطمته
أفاطم لو شهدتى ببطن خبط وقد لاقى الهزبر أخاك بشرا إذا لرأيت ليسا أما ليسا هزبرا أغلبا لاقى هزبرا تبهنس إذ تقاعس عنه مهرى فقلت إذا عقرت مهرا أنل قدمى ظهر الأرض إنى وجدت الأرض أثبت منك ظهرا
فيا عزيزى هذا سجال قرون بقر...فلا أنت بالغ غنته ولا أنا...ولكى يكون هذا الموضوع فى صدر المنبر نعيد سيرته الأولى وهذا نهج منبرى جائز...أما ما فى القلوب فذلك يعلمه الله...اللهم ذلك قسمنا فى ما تملك ولا نملك اللهم لا تلمنا فى ما تملك ولا نملك وإنى لا أرى حيدتك يا دكتور ولكنى أرى نصرتك لمنصور ولا ضير فى ذلك فهذان أبائى فمن ياتينى بمثليهما (شما الأنوف من الطراز الأول)
ولك التحايا وإن عدتم عدنا وبالجعبه سهام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سأعطس في وجوه أهل الريب بأنف شامخ.... ومنصور خالد (11)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: عبدالله الشقليني)
|
الأخ الشقلينى لك من التحايا والوداد السمين الحنيذ الثمين
عزيزى ما جف يراع دكتور عبدالله ولم تلم به جفوه...ولكى تتاح مساحه رحبه لمرس كل حلقة مرسا يخرج دقتها برغوة جودتها حتى لا تكون بالمهوج الممجوج والمخجوج بغبار زريعة لم يصبر عليها كما ينبغى...فيا عزيزى المقام مقام صفوه وسلافة أمرهم ينبغى أن تعتق وكما وعدت حتى الحلقه الخامسة عشر ستأتى على ذات الإيقاع ثم يكون الكأس غبا بعد ذلك........................
لك ودى والسلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
|