دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
حفر القبور الثقافية....محمد المكي إبراهيم................
|
حفر القبور الثقافية
محمد المكي إبراهيم هنالك لعبة يمارسها بكامل التلذذ العديد من ابنائنا في المهاجر ممن اتاح لهم الاغتراب فرصة الحصول على الحاسوب والدخول عن طريقه على الشبكة الفضائية. وهي لعبة فتح "البوستات" في المواقع الالكترونية والتي يتنافسون عليها تنافسا بليغا قادهم في نهاية المطاف الى حذق تلك اللعبة واجادتها إجادة ما بعدها.فحذقوا استخدام العناوين المثيرة الجاذبة وفنون الترحيب المغالى فيه بكل من يطب وعبارات الشكر "على المرور" بما يجعل صاحب البوست بمثابة شيخة الزار أو أم العروس التي تنادي الزوار بعبارات "الحبيب والحبيبة " و"وينك انت وكيف العائلة" و"قدمك لأبو ابراهيم" وغير ذلك من أمور التودد والبلبصة. ففي نهاية المطاف يتفاخر أشياخ الزار بعدد من زار البوست وعدد من أيدوا صاحبه وأقروه على حقه او باطله. ومن أسف ان معطم تلك البوستات تدور حول مواضيع لاقيمة لها على رأسها الجدل التافه حول الجنس والنوع والقبيلة وذلك باعتقادي هروب من المشاركة السياسية الصريحة خوفا من عيون الحكم الراصدة. وقد صار للمشاركة السياسية رجالها واعلامها بين الشباب من "المارقين للربا والتلاف" وهم قلة من البواسل تعرف ما اكن لها من التقدير وتتعرض للعنت والسب والملاحقة في حين يستنيم الآخرون الى توافه الأمور.وهكذا تظل مشاكل البلاد بلا مناقشة ودون حلول ويظل اعداء الوطن بلا رقابة او حساب.بينما يتعرض الوطنيون للسب والقدح والشتيمة والإهانة وقلة المقدار. فقد قام احد اولئك الشباب بعملية تزوير غير جديرة بالاحترام إذ اجتزأ واحدا من مقالتين نشرتهما عن اصول الرئيس الازهري فنشر واحدة وأخفي الثانية وأخذ من المقالة التي أخفاها عنوانا ناجحا للبوست او بالاحري المقبرة الثقافية التي أعدها لشخصي فكتب "وهل يضير الازهري ان يكون فلاتيا يا محمد المكي ابراهيم؟" وهي نفس العبارة التي استخدمتها في الجزء الذي أخفاه وذلك بقولي:" ولو كان الازهري على اي صلة بهم(الفلاتة) لما ضره ذلك شيئا ولبقي كما هو الآن رافع العلم ومحرر السودان" وبذلك فهو سؤال سلفت الإجابة عليه ولا مجال لطرحه لولا سوء الطوية والرغبة العارمة في إقامة حفلة زار تحقق لمجترحها شهرة أفضل منها الخمول والنسيان . وحين قام احد كرام الرجال بنشر المقالتين كاملتين تظاهرحفار القبور بالسعادة وشكر الناشر لانه فيما ادعى كان يبحث عن المقالة الثانية .فانطر لمثل هذا الدجل إذ ماذا يفرحه من نشر كلمات سعى في إخفائها عن الانظار ليقيم حجة واهية لاتستقيم الا بعملية تزوير وترقيع واستعباط لرفاقه من الشباب.فقد خرج عليهم بحجة مردودة قائلا لهم ان وصفي نسب الازهري بالرفيع يعني ان ان نسب الفلاتة نسب وضيع.وما سمعنا بمثل هذا التخريج الا في الحكمة الشعبية التي تستهزيء بمن "يحمر" لك في الظلام فانك اذا قلت ان احمد شريف فلا يعني ذلك ان عبد الله لص. واذا قلنا استاذ الكيمياء ممتاز فلا يعني ذلك ان اساتذة الجغرافيا والتاريخ والرياضيات واللغة الانجليزية كلهم أغبياء وليس لديهم اي نوع من العلم؟ اذا كان الامر كذلك فانه يصبح مستحيلا استخدام الصفات والنعوت فكل كلمة مادحة تعني قدحا في من لم نصفه بها ويؤدي ذلك الى نتائج غير منطقية وغير مقبولة فاذا قلت السودانيون كرماء سيأتي من يقول قصدك المصريون أشحة غير كرماء واذا قلت الانصار شجعان قيل بل تريد ان الختمية جبناء. وعن طريق ذلك الاستدلال غير المنطقي ضلل ذلك الشخص رفاقه وقادهم الى الفحش والفجور في الخصومة.وهو فيما يبدو شخص مدرب عرف عن رفاقه انهم لايذهبون ابعد من العنوان وانهم لا يكلفون أنفسهم عناء الاطلاع والتحليل ولايكاد الواحد منهم يطلع على العنوان حتي يشرع في استجماع حصيلته من الفاظ القدح والسباب منطلقا من عقل القطيع الذي استوفزه ذلك الآثم موقد نيران الفتنة والقائم على أمر الحشد العنصري وتعبئة المشاعر العنصرية بما لم يترك مجالا لمناقشة او جدال وفي طرفة عين اعلن الرجال والنساء الشجعان الذين تصدوا للدفاع عن الحقيقة عن تقززهم من حفلة الزار المقامة التي لايسمع فيها انسان سوى طنين كلماته وبادروا الى الانسحاب وقد بلغ القرف والاستهجان ببعضهم انهم نصحوني بعدم الرد وعدم المشاركة في حفلة الزار المقامة على شرفي.وغريب حقا ان تبلغ الحساسية هذا المبلغ بهذا الحانوتي فالناس في امريكا ذات الحساسية العالية للعنصرية يتبادلون ما هو اكثر مما قولوني دون غضب او تشنج وقبل شهر اوشهرين تداول الناس بيضا وسودا في كلمة Niggar وهي اسوأ مدلولا من nigger وتفاكروا في امر حذفها من القاموس. والكتابات التاريحية عن السود تذكر عنصريتهم على بعضهم البعض ومحاولات فاتحي الالوان بينهم للمرور كأناس بيض ويقدمون عن ذلك البرامج الاذاعية والتلفزيونية دون عقد ودون حدود سوى تفادي الاساءة العنصرية.ولكن من أين للحانوتية حس الفكاهة ففي ذلك يتفوق عليهم شباب السودان الذي لم يخرج الى كندا وامريكا ولكنه يجلس في الحافلات ويستمع الى النكات عن قبيلته دون ان يغضب او يتشنج.وقد سبق لي ان قلت ان العنصرية لن تبرحنا ال ايوم نحولها الى نكتة ونضحك عليها وعلى من يمارسها ويتفشخر بها على الناس. سأفصل قليلا في وصف اسليب التهييج التي لجأ اليها حفار القبور الثقافية ذاك فقد وقف على سابق الشتائم المتبادلة بين أعضاء المنبر على النهج القبلي العنصري والتي انتهت الى stand-off دون ان يتقرر الفوز فيها لطرف على طرف.ووجد في ذلك فرصة لتجميع قوى العنصرية حول اسم جديد لاسابقة له في التنابذ بالانساب والاحساب وله موقف يمكن وصفه بأنه تاريخي من قضايا العنصرية السودانية.ومن ضربة البداية استصرخ رفاقه ان تعالوا وانظروا ها هو من كنتم تظنونه معكم قد قلب لكم ظهر المجن وبذلك استثار فيهم طاقة الفجيعة والخذلان وضمن ان لايقرأوا ولا يقدروا ما يقرأون وان ينطلقوا معه الى أتفه واخيب ما يمكن الظفر به وهو الشتم والردح دون مناقشة او تفكير.ومن بعد ذلك اخذ يقتطف من كل مشاركة أسوأ ما فيها من استجابات الحشد العنصري ويعيد نشرها معلنا تشكره عنها وموافقته عليها وبذلك تحقق له رفع عدد المداخلات وهو مؤشر آخر من مؤشرات النجاح عند حفاري القبور الثقافية. ولجأ حفار القبور الى حيلة هتلرية كثيرا ما استخدمها الاعلام الانقاذي وهي ان تكذب كذبا كبيرا لايجرؤ المتلقي على مجادلتك فيه فيضطر الى تصديقك .ولكنه أعوزته الشواهد ولم يجد في رصيد كتاباتي الممتد الى قريب من نصف القرن ما يؤيد مزاعمه فاتكل على شيطانه ورمي كذبته البلقاء واصطنع لها سندا مما يدعى الباراسايكولوجي قائلا ان عنصريتي كانت دفينة وقد كشف عنها ذلك المقال.ويبدو والحال كذلك ان دفنها كان عميقا جدا فلم تظهر خلال نصف القرن ذاك حتى بلغ هو سن الاربعين ونزلت عليه الرسالة وكشف له الغطاء فأبصرها وألم بخبرها وحده دون العالمين. ويكشف ذلك عن خلل في عقلنا الجمعي فالرجل منا يكون حبيبا محبوبا لما شئت من الزمان ثم ينهار قولا واحدا في نظر نفس الناس الذين كانوا حتى الامس يتغنون بفضائله.وهذا التذبذب بين الحدود القصوى هو الدليل على الاندفاعات العاطفية وتغليبها على العقل والتفكير السليم. معروف عن تشيرشل أنه كسب الحرب الثانية وهزم قوى المحور وعقب ذلك خاض الانتحابات فخسرها رغم شعبيته الضخمة.ويروون ان زوجته نصحته ان لايحزن لآن سقوطه ربما كان نعمة متنكرة في ثياب نقمة A blessing in disguise فرد عليها قائلا:لابد انه تنكر شديد المهارة very-well disguised Must be وذلك شأني مع حفار القبور هذا فقد أوتي من ثافب النظر ما لم يؤت الاولون والآخرون واهتدى وحده الى آفتي وجوازي غير محكم التزييف بتعبير المجذوب وجاء ليكشفني للناس مستخدما لذلك الوثائق المزورة والاستدلال اللغوي الفاسد وثني رقبة المنطق ليقولني ما لم أقل منكرا كلامي الصريح الذي لايستطيع هو او غيره ان يأتي بمثله في صفة من يسميهم بالفلاتة وما هم بذلك .والواقع ان كلمة فلاتة هي التعبير العنصري الذي يجمع على صعيد واحد اقواما مختلفي الاصول والجنسيات واعرف كثيرين منهم يستنكرون تلك التسمية فهم هوسا او فوطا(فوطا- جالون) وهم فولاني وهم غير ذلك وليسوا كلهم منحدرين من نيجريا ففيهم من يأتي من النيجر او مالي والتشاد وهنالك قلة وفدت من السنغال.ولم يأت جميعهم الى السودان بحثا عن رزق فقد وفد أغنياؤهم وعلماؤهم وساداتهم على السودان النيلي لنصرة المهدي المنتظر.ومن يقرأ تاريخ المهدية يجد بينهم خبراء في صناعة السلاح والبارود والذخائر استعان بهم خليفة المهدي حين توقفت امدادات البارود القادمة من الشمال فصنعوا له حاجته منه من طين شمبات التي لازالت ما ثلة حتى اليوم. في ذات مؤتمر اسلامي في أسيا فاجأني شاب في وفد سيراليون بسؤاله إياي بلهجة سودانية فصيحة:"هل أنت من امدرمان؟هل تأكل الكسرة؟" قلت نعم وبدوري سالته هل زار السودان فروى لي كيف هاجر من سيراليون الى السودان مشيا على الاقدام وبطريقة "يا عم" الى ان وصل امدرمان وفي اول جمعة له هناك ذهب الى المسجد الجامع وصلى في الصف الاول من المأمومين وحين فرغ الامام من صلاته التفت اليه مباشرة وقال له:"انت غريب هنا"ومن ثم دعاه الى الاقامة في داره فبقي فيها قريبا من العام وتعلم فيها العربية وتفقه في دين الاسلام.وكان الفتى يحكي عن الشيخ الجليل عوض عمر الامام.ومن عجب اننا بعد فراغنا من المؤتمر عدنا الى قواعدنا لنكتشف أن الشيخ قد التحق بالرفيق الأعلى ربما في نفس اللحظات التي كنا نتداول فيها سيرته العاطرة. انهم اهلي وانا ادرى بهم من مستجدي المعرفة والواقع هنالك اثنان من اقوام السودان لا أفرط فيهما بأي ثمن هم النوبة ومن تسمونهم الفلاتة فقد نشأنا في أحياء متجاورة وتعلمت ألفاظا وتعابير من لغتهم استخدمتها ذات يوم في منزل السفير النيجيري فكادت زوجتاه تموتان من الضحك والسرور.وكان الرجل يقيم ذلك الحفل لعروسته زوجته الجديدة التي تأخرت علينا لبعض شأنها في الطابق العلوي وحين كثر تساؤل الناس عنها قلت لهم انها(كهو سما) فكان ذلك ذروة الحفل ونكتته المستعادة.أما نوبة الجبال فهم اعز الناس عندي فنحن وهم ابناء طريقة صوفية واحدة وكان الزعيم الخالد يوسف كوة مكي يشاركني الاسم الاخير وكنت اذكر ذلك في مجال الدفاع عنهم مرددا انهم افضل نموذج للأنصهار القومي في السودان ولكن ثور الانقاذ الهائج قطع ما بيننا من الرحم وأفقدنا (براءتنا واستطاعتنا ان نفكر بالآخرين) ولي بينهم زملاء وأحباب على رأسهم البروفسور الامين حمودة والناظر حسن كندة كربوس .أما اهل دارفور فلا اعتقد ان هنالك سودانيا لاتجري دماؤهم في عروقه فحين جاء الاتراك وفرضوا الطلب والضرائب الثقيلة اضطر شمال السودان كله الى الهجرة والتشتت فاستقبلتهم دارفور بالاحضان خاصة من كان منهم من اهل العلم والصلاح وكانت موضة تلك الايام هي الاقتران بميارم دارفور باعتبارهن ارقى النساء في سودان ذلك الزمان ومن لم يتزوج ميرما لم يكن ممن عرف السعادة في دنياه. لم ينتبه حفارو القبور الى تفصيل آخر هام هو انني لم أقل لأحد انني أمت الى الزعيم الازهري بصلة القربى وان كان غيري قد قالها.ومن يريد تفصيل الامر فليعد الى مقالتي في رثاء جمال محمد احمد (في جمال محمد احمد أعزي كل محمد احمد) وهي منشورة منذ قريب من ربع القرن وهنالك ما هو اقرب عهدا من ذلك وهو المقالات التي نشرتها بعد زيارتي للوطن العام الماضي (عشرون يوما من العشق بين الخراتيم والدرامين).ولو كنت من نفس البطن القبلي او لوكان الازهري عمي او ابن عمي لما مدحت نسبه وحسبه لآنني حينها أكون مادحا نفسي .وفي كل الاحوال اعتبر نفسي السوداني غير المنتمي لأي من القبائل والاعراق في بلادي لكوني منتميا للجميع بآن واحد وقد سئلت كثيرا هل انا من الدينكا فقلت نعم وحين عرض ذلك الفنان السنغالي تماثيله الرائعة لمصارعي النوبة كنت اردد بزهو انني حقا من النوبة هيبان فاذا كان السودان حصيلة عدة عناصر فانه من حقي ان اعتزي الى اي واحد من تلك المكونات واثقا ان دمائهم تجري في عروفي على وجه من الوجوه.وقبل بضعة اعوام كنت انتظر في صف بقالة شهيرة في نيويورك حين راحت شذى جبريل (أخت صديقتنا تماضر شيخ الدين) راحت تصدح بأغنية من أغاني الحقيبة فاضطرب صف المنتظرين وسألوا من أين تلك الموسيقى الرائعة فأجبتهم من السودان – من بلادي وكانت رأسي تدور زهوا وفخرا. ولكن ذلك لايوجب السكوت على من يكون مثلي من الناس ال detribalized ومن حق من شاء ان يقرر أصله وفصله ان يفعل دون اساءة للاخرين. اننا ابناء امة واحدة ..امة جميلة يأتي جمالها من تنوعها وتعدد اصولها ولا ينبغي ان نترك ذلك النسيج الجميل يتفكك ويتبدد انكاثا وقد سبق ان نوهت بأن أمل السودان في أن يكون امة عظيمة يكمن في وحدته ودونها سيتحول الى مشيخات متناحرة ولكي تكتمل الوحدة وتبقى للابد قلت انه ينبغي ان يتم التلاقح بين الاعراق السودانية ثقافيا واجتماعيا ولكن حفار القبور يعترض ويقول لماذا تريد ان تسلبهم أصالتهم !!ثم يأتي مثل هذا يأتي ليسب ويتقول على الناس. هنالك تعبير انجليزي يقول فلان مدفع مطلق العنانA loose canon وهو تعبيرمستمد من تاريخهم البحري فعلي ايام السفن الشراعية كانت مدافع السفن تتخلص أو تتملص احيانا مما يربطها الى حواف السفينة من أحبال ومع تمايلات السفينة ينطلق المدفع يمينا ويسارا مهددا بسحق من يقف في طريقه وهو تعبير عن العشوائية وفقدان القصد والهدف وهو نظير لتعبير آخر هو misguided missile( صاروخ غير موجه أو رديء التوجيه) ويقال ايضا عن الشخص فاقد الهدف.وعقيدتي ان حفارو القبور فقدوا الهدف فما عادوا يعرفون من هو العدو ومن هو الصديق وما هو الغرض من الكتابة أهو التناحر على الزعامات الثقافية ام هو اسقاط توجه شمولي يهدد بقائية البلاد.وهل دورهم هو مساندة الكتاب التقدميين ام تجهيلهم وكشف عوراتهم او اصطناع تلك العورات في حقهم.اريد بذلك ان الوعي السياسي مفقود ونحن نمزق انفسنا بأيدينا في حين يتلاحم المعسكر الآخر مرددا نفس المقولات وشامتا من معسكرنا المشتت المهزوم. وانظر الى هذا المنبر واقرأ المقالة التي عنوانها "بيصة الدين" وهي أيضا مهاجمة لفكري فتجد أن الحس السياسي محركها من الالف الى الياء وبنظر كاتبها كل ما تقوم به الانقاذ صحيح اما صواريخنا غير الموجهة فتضرب فينا وتدمر قواعدنا وتهاجم قادتنا السياسيين ودون وعي تدمر معسكر التغيير وتفقده المصداقية.ورب قائل ان ذلك لتطهير صفوفنا من الشوائب والمندسين وهو قول كاذب فانه استجابة لشهوة التدمير وسوء خطاب وفن من فنون اللحد الثقافي يظن ممارسه انه بذلك يثبت لنفسه التفوق على من ينتقدهم والعلو عليهم .الا ان ذلك لايكون بحفلات الزار والاستقواء بالمطبلاتية والمتشنجين عنصريا وانما يكون بالكدح الثقافي الجاد وذلك للأسف ما يفتقر اليه حفارو القبور فليس لهم صبر على النظر المنطقي والمعرفة الموثقة والانصاف في ايراد ونقد الفكر المغاير بل ليس لديهم الصبر الكافي لتجاوز العناوين الى ما تحتها من المحض والصراح. وهم دون شك بلية من بلايا هذا الزمن الأغبر ونتاج للأزمة التعليمية الطاحنة التي نشأوا في ظلها. لقد ولج هذه الحلبة مثقفون كبار املا برد الأمور الى نصابها فلم يستمع اليهم أحد.فقد جازف البروفسور ابوشوك حين بسط الحقيقة العلمية بشأن نسب الازهري بصورة متفوقة هي طريقة العالم الثبت فلم يهتم لحديثه أحد من الحانوتية الثقافية ولكن فرائصهم ارتعدت هلعا من علمه الثر وإحاطته الشاملة بكل جوانب الموضوع.ثم جاء الاستاذ عبد العزيز البطل فقال كلمة الحق الهادئة ولكن لمن تعزف مزاميرك يا داوود؟انهم صم بكم عمي خرس فهم لايبصرون وهم ابعد الناس عن الحضارة وثقافة الاعتذار والرجوع الى فضيلة الحق فتظاهروا بالصمم ولكن مجلس زارهم اخذ يخبو ويضمحل ويتدحرج من صدارة دكاكين الحانوتية الى ذيلها وقريبا سينطمر ويموت وتبقى كلمة الحق ويغمر النور بيوت الاشباح –بيوت الاستلحاد الثقافي ومقرات التعذيب ولا باق الا وجه الله.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حفر القبور الثقافية....محمد المكي إبراهيم................ (Re: munswor almophtah)
|
Quote: وهل دورهم هو مساندة الكتاب التقدميين ام تجهيلهم وكشف عوراتهم او اصطناع تلك العورات في حقهم.اريد بذلك ان الوعي السياسي مفقود ونحن نمزق انفسنا بأيدينا في حين يتلاحم المعسكر الآخر مرددا نفس المقولات وشامتا من معسكرنا المشتت المهزوم. وانظر الى هذا المنبر واقرأ المقالة التي عنوانها "بيصة الدين" وهي أيضا مهاجمة لفكري فتجد أن الحس السياسي محركها من الالف الى الياء وبنظر كاتبها كل ما تقوم به الانقاذ صحيح اما صواريخنا غير الموجهة فتضرب فينا وتدمر قواعدنا وتهاجم قادتنا السياسيين ودون وعي تدمر معسكر التغيير وتفقده المصداقية |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حفر القبور الثقافية....محمد المكي إبراهيم................ (Re: munswor almophtah)
|
وكما اتانا اهل الانقاذ بدين جديد علينا لا نفهمه ولا هو رحمة للعالمين ياتينا الجهويون الجدد بقاموس اعمي وتنابذ واحقاد تطال حتى القامات السامقة فى بلاد السود/ان
ايا هؤلاء اتقوا فتنة لا تبقي ولا تذر
وتعالوا لعشق سواء وطن بالفيهو نتساوى
تعالوا لسودان جديد هو وقديم قدم التاريخ ... والتحية لشاعرنا الضخم محمد المكي ابراهيم وحاشا لله ان يكون من يروجون سم العنصرية وهو من غنى لتلاقح الغابة والصحراء (وان كنا نرى سودانوية احمد الطيب زين العابدين اكثر فاعلية فى التعبير عن الهوية)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حفر القبور الثقافية....محمد المكي إبراهيم................ (Re: munswor almophtah)
|
باسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني قمحاً ووعداً وتمني والكنوز انفتحت في باطن الأرض تنادي باسمك الشعب انتصر حائط السجن انكسر والقيود انسدلت جدلت عرس في الأيادي كان اكتوبر في امتنا منذ الأذل كان خلف الصبر والأحزان يحيا صامدا منتصراً حتى اذا الصبح اطل أشعل التاريخ ناراً واشتعل كان أكتوبر في وقفتنا الأولى مع المك النمر كان اسياف العشر ومع الماظ البطل وبجنب القرشي شهيد حين دعاه القرشي حتى انتصر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حفر القبور الثقافية....محمد المكي إبراهيم................ (Re: munswor almophtah)
|
أخي العزيز يقول الشاعر محمد المكي إبراهيم في رثاء المجذوب:
لا تزال العذوبة كائنة حيث كنت العذوبة والشاعرية
فلا تزال العذوبة كائنة حيث كان محمد المكي إبراهيم، شاعراً وناقداً وكاتباً، وربما لا أستطيع أن أصف كم أني أستمتع بكتابات هذا الإنسان الرائع. لله درك أيها الرائع فلقد قرأت هذا المقال بتأني شديد ولم أمله
لك التحية ولشاعرنا العملاق الذي أبصر الخضرة حين كان الآخرون لا يرون سوى الدم: باسمك الأخضر يا أكتوبر
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حفر القبور الثقافية....محمد المكي إبراهيم................ (Re: munswor almophtah)
|
Quote: تدور حول مواضيع لاقيمة لها على رأسها الجدل التافه حول الجنس والنوع والقبيلة وذلك باعتقادي هروب من المشاركة السياسية الصريحة |
الاستاذ محمد المكي،
بتسمي النقاش حول الجنس والنوع تافه او هروب من المشاركة السياسية؟
طيب يااستاذ، فهمك ده زاتو مش هو المتداول من نصف قرن؟ ماذا كانت النتيجة؟
اكثر من 10,000,000 نفس برئية طاهرة راحت شمار في مرقة فهمك ده، مابين ميت او مشرد، ابتداءا من الجنوب وانتهاءا بدارفور!
اها تاني عايزنا نضحي بحياة 10,000,000 اخرين او نصف قرن اخر حتي نثبت لك او لهم، مدخلكم هذا القايم علي غز الراس في الرمال، غلط؟ لو الجنس او العرق او الهويية كلام فارق، لماذا بلاد السودان معلنة كدولة لجنس او عرقية او هوية معينة، زورا وبخد السيف يا استاذ؟
واضح موضوع ما اسمو الجنس سخرية، هو اساس كل بلاوينا او كل محارق التطهير، المتبعة من جنس معين حسب الوهم نصبهم غزاتنا، وضد جنس اخر؟ هل صدفة في دارفور من ابيدو يسمون بالزرقة، ومن نفذو الجريمة بالوكالة يسمون عربة، والدولة عربة، والاقلية المهيمنة عربة؟ هل ده كلو عابر اوصدفة يا استاذ؟
اتقي الله في ملايين الارواح الدفعت ثمن مثل تفكيركم هذا او شكرا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حفر القبور الثقافية....محمد المكي إبراهيم................ (Re: munswor almophtah)
|
Quote: وبالمعلوم بيننا والمقبوض كله من كتاب بليلة مكاشر فى حرق بخور المنشم لتمزيق ما تبقى من هذا الوطن المعجزه... خفيتى الأصوات بأهتى الملامح يتناسلون................................ |
الحمبرا منصور، عندك قدرة ترد علي كلامنا، ارفع راسك المدنقرو ده او رد. بالعدم من مزق البلد هو نوعك ده من الذنوجة الاقحاح العاملين عرب يستعلو او يبيبدو من الوجود غير العرب، حسب حمار النوم الشايل امثالك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حفر القبور الثقافية....محمد المكي إبراهيم................ (Re: أسامة خلف الله مصطفى)
|
أخونا أسامه خلف الله رمضانك كريم
أولا بشاشا من أصحابى فى السر وأشر أعدائى فى الجهر وهو شر لابد منه ومعه أناس أخر أما عن ود المكى فنقدمه للناس حتى يقرأه الناس كما يقرؤون عنه ولا أحسب أن رأيى مهما مهما كان فهو رأى وأخترت أن أحتفظ به وقرأت كل ما قلته أنت فيه ولا تثريب عليك فذلك كذلك رأى أحترمه فخذ رايي من ما لا أقول به وكذلك من غيرى لأن التفكير ينبغى أن يهتم بما ينبغى أن يقال وليس من ظلال الذى قيل وأنت أعرف بما فى الصمت ولك من الود بقدر سعتك له ولك السلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
|