دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
حجاب الفكي أمحمد ود بشير ..........تقديم وعرض د. جمال الدين بلال
|
حجاب الفكي أمحمد ود بشير
للأستاذ د. حامد درار تقديم وعرض د. جمال الدين بلال [email protected] يروي كتاب "حجاب الفكي أمحمد ودبشير" سيرة ذاتية لعالم سوداني بارز في العلوم الزراعية وتتميز هذه السيرة الذاتية بأنها تنقل صورة مجسمة وصادقة عن مراحل تحول وانتقال راويها من حياة البداوة والرعي لعالم العلم والمعرفة.
جمعتني والدكتور حامد أحمد درار الأستاذ/الدكتور بقسم النبات بكلية الزراعة بجامعة الخرطوم فترات طويلة من العمل المشترك والسكن المتجاور أثناء عملنا سوياً في مجال التعليم الزراعي. قبل معرفتي بنيته لكتابة هذه السيرة كنا حينها نعمل سوياً في جامعة عمر المختار في مدينة البيضاء الليبية حينها تلقى حامد رسالة من طالبة سودانية تقيم في انجلترا وتعد رسالة الماجستير في مجال تخصص حامد في علم الأحياء الدقيقة. عندما قرأنا الرسالة أدهشتنا بما حوته من تقدير شديد واعجاب مطلق بالدور الأكاديمي العالمي الذي وصل إليه حامد حسب رواية هذه الطالبة. أفادت الطالبة بأنها والطلبة في مجموعتها فوجئوا بأستاذ مادة الأحياء الدقيقة الانجليزي يسألهم عن عالم متخصص في مجال الأحياء الدقيق اسمه حامد درار، سألهم وهو يرفع في يده كتاباً ضخماً كتبه ذلك العالم وعنوان الكتاب " الأغذية السودانية المحفوظة بالتخمير"
Indeginous Fermented Foods of the Sudan
فما كانت من الطالبة أبنة المحامي الشهيرحاج الطاهر، أن أكدت له معرفتها للدكتور حامد وأشارت بأنه يعمل أستاذاً في كلية الزراعة بجامعة الخرطوم.
واصل الأستاذ أسئلته للطالبة، أهو انجليزي المولد؟ وكانت اجابة الطالبة بالنفي.
حينها قال الأستاذ، أنني أعرف عن جدارة أسلوب كل من يكتبون باللغة الأنجليزية كلغة ثانية، الهنود والأفارقة والأمريكان والأسبان وغيرهم من بقية الشعوب، غير أن حامد حيره إذ لم يستطع أن يضعه ضمن أي مجموعة من ذوي الأصول غير الانجليزية لاجادته التامة الكتابة باللغة الانجليزية مثل أهلها تماماً وأضاف بأن المستوى العلمي والمعرفي لكتابه من الجودة بأنهم اعتمدوه ضمن مجموعة مراجع القسم الرئيسية لمادة الأحياء الدقيقة.
اجتهدت هذه الطالبة في نقل هذا المعلومة للأستاذ حامد درار وسعت للاتصال به في السودان إلا إنها فوجئت بهجرته إلى ليبيا. استطاعت بعد محاولات عديدة أن تعرف عنوانه في ليبيا لترسل له هذه الرسالة ولتسطر فيها حسرتها على السودان الذي يعمل نظام الحكم باجتهاد في تنظيم عملية طرد واسعة واخلاء متعمد لمعظم علمائه ومفكريه هادراً كل هذه الطاقات المعترف بها عالمياً.
ونحن في ليبيا عرض علينا حامد مسودة أولية من كتابه " الحجاب" مكتوبةً باللغة العربية. تداولنا في كثير من أحداث سيرته التي رواها لنا، غير أن حامداً لم يكن مقتنعاً بما كتبه فقد كان يحس بأن الأسلوب الذي سطر به سيرته تقريرياً يخلو من الإبداع ولا يتميز بسرد روائي اَثر يجزب القاري. احساس حامد يعود للمشكلة التي ظل يعانى منها منذ الصغر بعدم اجادته التحدث باللغة العربية أو الكتابة بها الشئ الذي دفعه لاحقاً لكتابة سيرته الذاتية باللغة الانجليزية التي يتقنها كما أشار الأستاذ الانجليزي الذي روت عنه كاتبة الرسالة في مقدمة هذه المقالة. وبإقتناعه بأنه من الضروري إجادة طرق السرد الفني وكتابة السير، اجتهد حامد للحصول على كثير من الكتب لأشهر الكتاب من أمثال ويلي سوينكا ومكسيم جوركي وماركيز ونجيب محفوظ وغيرهم من الكتاب وكعادة حامد ومنهجه في التعلم فقد قرأ هذه السير بتركيز شديد واعتبرها وجبة دراسية عليه أن يتقنها ليستطيع كتابة سيرة ذاتية تفي بجوانب السرد الفني والامتاع الروائي.
يعود حامد في كتابه للفترة التي خطط فيها جده الأكبردرار للهجرة تجاه الجنوب من قرية دلقو في منطقة المحس بشمال السودان. كانت دار الجعليين أول منطقة حط فيه رحاله حيث مارس مهنته في النجارة وصناعة القوارب. ثم بعد فترة انتقلت سلالته إلى شرق السودان واستقرت في منطقة خشم القربة حيث تصاهر جدوده مع كل من قبيلة الشكرية والهدندوا واستمرت سلالته في تلك المنطقة إلى أن ولد حامد درار في عام 1940 "سنة القنابل" من أم شكرية وأب انتمى لكل من قبيلة المحس و قبيلة الجعليين.
برع حامد في وصف العلاقات المتداخلة والمتعارضة بين قبائل هذه المنطقة وسرد تطورها التاريخي وتوسع في وصف طرق معيشة القبائل الرعوية من هجرة صيفية وشتوية وقدم عرضاً اَثراً لما حوته حياتهم من فلكلور وثقافة وفنون. وفي تقديري أن قيمة المعلومات التي حواها الكتاب تعتبر مرجعاً فريداً لأنثروبولوجيا منطقة خشم القربة في النصف الأخير من القرن العشرين.
إتخذ حامد أسلوباً ساخراً جزاباً لكتابة الذي حوى مشاهد تنقل القارئ لعمق الحياة الرعوية وينتاب القارئ احساس منذ البداية أن الكاتب لم يسع لكتابة سيرة ذاتية تخصه وحده وتعدد انجازاته في الحياة كما يكتب كل كتاب السيرالذاتية، إنما طرح رؤيته هو للحياة في المنطقة التي عاشها واصفاً انعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على من حولها من محيط.
روت السيرة تفاصيل كثيرة عن المعاناة الشديدة التي يعيشها الرحل في تلك المنطقة من شرق السودان ومكابدتهم للتعايش مع ما يحيط بهم من بيئة يتعاملون معها كالأم الرؤوم ويدفعون عنها الشر كأنهم خبراء في الحفاظ على البيئة. لا يخفي حامد تعاطفه مع سكان المنطقة وهو يدافعون عن البيئة التي تحتضنهم وفي هذا الشأن يروي حامد عن جده النجار الذي جاء من شمال السودان واستقر في المنطقة باتفاق ورضاء أهلها لينمي و يمتهن صناعة النجارة، ولكن عندما أحس أهل المنطقة أنه يقطع الأشجار الكبيرة لاستخدامها في صناعته، احتج الأهالي لقطعه هذه الأشجار ومنعوه من الاستمرار في هذا النهج الذي يضر بئتهم.
وصف حامد بتفاصيل وسرد روائي رائع ما لحق به وأهله ومن ثم سكان المنطقة من أهوال وركز كثير على الفترات التي يصيب فيها الجفاف المنطقة وتنعدم الموارد وتقل المؤن وينتشر الجوع بين سكان المنطقة مما يؤثر عليهم ويصيبهم الهزال وتحصدهم الأمراض. رسم حامد شكلاً كاريكتورياً ساخراً لشخصه، رأس كبير مدور يستند على قفص صدري بارز الأضلع تغطية طبقة خفيفة من الجلد ويقف هذا الهيكل الجسمي على خيطين هما الأرجل. أورد حامد في روايته أنه أثناء إحدى دورات الجوع التي عمت المنطقة وجد نفسه وحيداً داخل عشته، لم يأكل شيئاً منذ أن أصبحت الدنيا، بحث عن أي شئ يقتاته، أواني الطبخ، مخازن الأغذية، لم يشم رائحة أي شئ يؤكل. انتقل للعشش الأخرى التي كانت خالية في تلك القيلولة. في احدى العشش وجد ما اعتقد أنه طعام، برمة رعوية مصنوعة من سعف شجرة الدوم مليئة بثمن جامد اجتهد أهله في تصنيعه وجمعه طوال فترة الخريف. أدخل حامد أصبعه في البرمة وبدأ في ازدراد المسلي الجامد، بعد أن شبع وزال احساسه بالجوع، فكر في مسح كل جسمه بهذا "الدهان" عالي القيمة وبعد أن مسح جسمه وأغرقه تماما بالمسلي، خرج إلى العراء واستقلى تحت ظل شجرة وراح في ثبات عميق. لم يكن حامد يعلم أن غيره من سكان المنطقة يعاني ايضاً من الجوع. شعرت أسراب من النمل بأن هناك رائحة أكل أخاذة تنبعث من تحت احدى الأشجار فتقاطرت أسرابها وهجمت على الجسم المغطى برائحة المسلي الشهية ونهشت لحمه البض فصرخ حامد صرخة داوية أيقظت كل سكان المخيم من نومة القيلولة فهرعت النسوة لمصدر الصرخة وفوجئوا بالجيش الجرار من النمل الذي بدأ في نهش جسم الطفل فأنقدوه ولكنها صارت قصة وفكاهه ترويها الأجيال وتتناقلها جيل بعد جيل.
إن المفاهيم التي سعى حامد درار لنشرها في سيرته تناقش قضايا إنسانية شديدة التعقيد يعاني منها السودان وكثير من دول العالم. تناول حامد قضية الهوية والإضهاد العرقي والعنصري والجهوي بكثير من التفصيل ويكاد لا تخلو صفحة من صفحات الكتاب في كشف المسكوت عنه في هذه المسألة وعرف مكوناتها في صلب روايته، غير أن نجاحه الأعظم هو قدرته صبغ بعد شخصي على هذه المسألة فهو غريب عن المنطقة بحكم انتمائه العرقي ومتداخل فيها بحكم علاقته بوالدته، كما هو غريب عنها بحكم عزلة والده في مناطق لا تنتمي لأسره أمه أو أبيه. عاش حامد فترة طفولته المبكرة وسط قبيلة الهدندوا فنشأ أعجمياً لا يجيد التحدث باللغة العربية. كان مرفوضاً من جهة أهل أمه لكونه نتاج زيجة من أب ذو أصول وضيعة، من الجنوب، كما كان مرفوضاً من الهدندوا لكونه شخصاً منتمياً لقبيلة وافدة انتزعت موقعها بينهم بحكم قوتها.
ترعرع حامد في أجواء يمارس فيها الاضطهاد العرقي والعنصري بحكم العادة السائدة في كثير من مثل هذه المناطق التي تعاني من التخلف والجهل. اعتاد منذ الصغر على سماع كل الكلمات والتعابير التي تطاعنه وتزدريه وتسعى لتهميشه، يسمعها حتى من أقرب الأقربين إليه. كثيراً ما سمع جدته (حبوبته) تشمئز من شعره المجعد وأنفه الأفطس ولونه الأقرب لألوان العبيد المستجلبين من جنوب المنطقة، لم يكن الجنوب المتعارف عليه بين هؤلاء الرحل هو الجنوب الجغرافي الذي نعرفه في السودان، إنما هو جنوباً يغطي كل مناطق السودانيين الذين يتشدق أهلها بأصولهم العربية ونسبهم الذي يمتد للعباس. وكأن حامد في سيرته يود أن يؤكد أن السبيل لتجاوز هذه المشاكل المعقدة هو نشر العلم و الوعي ومن نال مثل تجربة وثقافة حامد درار يدرك هذا البعد والمنحى جيداً.
الصدفة وحدها هي التي قادت حامد في طريق الدراسة و العلم إذ شاءت الظروف أن يتواجد في مكان أنشأت فيه مدرسة فساقته الأقدار إليها ووجد نفسه مندفعاً لتلقى الدروس وسط أقران يفوقونه عمراً وحجماً ولكنه أبدى شغفاً ورغبة كبيرة في تلقي العلم وبرز فيه بروزاً مشرفاً إلى أن أكمل المرحلة الأولية وجلس لامتحان الدخول للمدارس المتوسطة ونجح في ذلك الامتحان. سافر حامد لمدينة كسلا حيث مقر المدرسة المتوسطة حاملاً معه بعص أثماله وحجبه وبهذه الرحلة انتقل حامد من أجواء بادية رحبة وعطوفة ورحيمة لمدينة قاسية وصاخبة. كانت هذه تجربة صعبة وقاسية على طفل لم يحتك بسكان المدن ولم يتعرف على نوع العلاقات فيها حتى ولو كانت علاقات بينه وبين أقربائه الذين هاجروا إليها من قبل. روى حامد عن تجربة اقامته في مدينة كسلا وعلاقته بأهله الذين التقاهم فيها لأول مرة.
رصد حامد كثير من الأحداث عن رحلة الانتقال من منطقة خشم القربة إلى كسلا، إلا أن أكثرها طرافة روايته عن الشاحنة السلحفائية التي أوصلته إلى المدينة. استخدم حامد في وصف هذه الرحلة أسلوباً شيقاً وساخراً ورشيقاً حول فيه شطحات وخيال بشرى الفاضل في قصته القصيرة "الغازات" لواقع ملموس تتحسسه وتتيقن من امكانية إعادة حدوثه في الحياة. صادف حامد أوقات عصيبة وهو يحاول المراوحة بين منزل أقربائه ومدرسته التي تبعد أكثر من ست كيلومترات، ويقطع حامد المسافة في معظم الأوقات جائعاً دون أن يتناول وجبة الافطار. حينما منحته المدرسة خانة في السكن الداخلي وجد مقاومة لم يتوقعها من أهل بيته رفضاً لإنتقالة للسكن خارج منزلهم، فسر حامد هذا المسلك الغريب لإنتهازية كامنة في أهله لأنهم سيفقدون كل الخدمات التي وفرها لهم هذا الطفل النشط سريع الحركة فهؤلاء النسوة اللواتي كان حامد يعيش معهمن عاطلات عن الحركة بسبب سمنتهن المفرطة.
رغم المعاناة وعدم ترحيب أهله بفكرة المدارس والتعليم بمجملها، كان هناك دافع خفي يقود حامد لتلقي العلم والمعرفة. كابد حامد وتلقى كثير من الأهوال لتحقيق رغبته تلك. أكمل حامد مرحلة التعليم الأوسط ونال تقديراً جيداً في امتحان التصفية العام للدخول للدارس الثانوية. أنتقل حامد لمدينة بورتسودان في صيف عام 1956 للالتحاق بمدرستها الثانوية وقد تأخر عن تاريخ بداية العام الدراسي لفترة تزيد عن شهرين بسبب انقطاعة في رحلته مع أهله في البادية وقد كان حسن الحظ رائده إذ التقى بمن أخبره بسماع اسمه ضمن المقبولين في المدارس الثانوية. صادف حامد في رحلته من البادية لبورتسودان كثير من المفاجأت والمطبات والجوع والطرائف التي رواها بكثير من الامتاع والسرد الفني وقد عزى حامد قدرته لأجتياز تلك المحن ببركات الفكي "أمحمد" كما كانت دوماً تدعي أمه، غير أنه عندما حقق نجاحاً وانجازاً ضخماً في المدرسة في سنته الأولى التي جاء متأخراً عن بدء دورتها بمدة شهرين وحصوله على المركز الثاني من مجموع 175 طالباً، قال مخاطباً والدته:" أن هذا الانجاز ليس لفكي أمحمد فيه أي فضل، انما انجازه هو وحده يعود لقدراته الذاتية فقط".
يعزي حامد تفرده في اللغة الانجليزية لمشكلته الأساسية في تعلم اللغة العربية منذ الصغر، فقد كان أعجميا يتحدث فقط بلهجة الهدندوا. عندما التحق حامد بالمدرسة المتوسطة واجه كل الطلاب مشكلة تعلم لغة جديدة و تساوى الجميع عند البدء في تعلم هذه اللغة الجديدة فوجد حامد نفسه مندفعاً ليخقق تفوقاً كبيراً في هذه اللغة التي لا يتقنها الجميع. كما أنه أبدى اهتماماً مبكراً بقراءة الأدب الانجليزي وقد استطاع أن يقرأ كثير من الروايات المتوفرة في مكتبات المدارس مما مكنه من اجادتة اللغة الانجليزية والتفوق فيها. كما لمس حامد لمساً خفيفاً على اهتماماً كان يبديه لحضور الانشطة الاضافية التي تقدم في المدرسة مثل المحاضرات العامة التي كان يتميز بها التعليم العام في السودان، فمنذ فترة مبكرة من حياته أدرك أن المعرفة سبلها متعددة وليست محصورة فقط في التعليم المدرسي، أفاده ذلك الاهتمام بالنشاط الثفافي الاضافي في مناحي كثيرة في الحياة وساعده في توسيع مداركه العلمية والفكرية. كما أن شظف الحياة التي كان يحياها وعدم قدرة أهله ووالده في تقديم أي قدر من المساعدة دفعه للعمل في فترات الاجازة الصيفية في مجالات تتعلق بالهم العام مثل حملات مكافحة الجراد فعرف كيف تنظم مثل هذه الحملات والتحق بها عاملاً بسيطاً، ثم إدارياً وأميناً للمخازن الشئ الذي أكسبه إحترام العاملين وعرفه بمطبات العمل الإداري والحكومي.
نجح حامد في الالتحاق بجامعة الخرطوم حيث تخرج في كلية الزراعة وشارك أثناء سنوات الدراسة الجامعية في لجان اتحاد الطلاب وأسهم اسهاماً كبيراً في مقاومة نظام عسكري جسم على البلاد لست سنوات، كما وكان لدية من الوقت الاضافي لينمي الكثير من الهوايات مثل العزف على العود.
طبعت مكتبة جامعة الخرطوم كتاب "حجاب الفكي أم حمد ودبشير" في عام 2005 وهو كتاب من القطع المتوسط يحتوي 454 صفحة وكتب باللغة الانجليزية بعنوان:
The Amulet of Feki Umhummad Wad Bashir
Memoirs Of A Sudanese Nomad Boy Who went To School
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حجاب الفكي أمحمد ود بشير ..........تقديم وعرض د. جمال الدين بلال (Re: munswor almophtah)
|
الدكتور جمال الدين بلال
السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
أستاذى جمال الدين أراك قد إستطعت أن تجرئ جراحة دقيقة وناجحه لجسد من
أجساد الفراعنه العماليق
وتخرج خصائص محاسنه بقدرة لم يستطع من إدعى فك غموض الهيروغلوفيه
بالوصول إليها والجسد ياعزيزى هو أسطورة الدكتور حامد درار التى درت
فوائدها للكون وصاحبها كالنساج بين صالات الدروس فى بلاد عمر المختار
وأهل بيته لا يعرفون قدره الذى علاه من يعرفون قدر العلماء وقدر العلوم
وأختاروا مخطوطته العظيمة مرجعا فى الأحياء الدقيقه ظنا منهم أنه من
أبناء جلدتهم لأن اللسان ذات لسانهم فصاحة وحصافه من ما إستدعاهم لمعرفة
كنهه فضربوا كباد كل ضامر من قوقل وياهو إلى أن تعرفوا على خيط سيسوقهم
إليه فكان صوت ذلك الباحثه الذى ساخ فى أحشاء الملاذات المختلفه حتى
عثرت عليه برفقتكم الميمونه موضحة له قدره وثمين مقداره فيا عزيزى لم
تبرح أنت مكانته قيد أنملة فقد لخصته فى قالب خشاف بنكهة الكريز وعكست
فى أسلوب سلس وشيق كل تفاصيل لوحة إخراجه منذ رحيل جده من مناطق
الشمال حاملا معه مهنة جده نوح ومن بعده المهدى مهنة النجاره إلى
بلاد الهدندوة والشكرية أهل الإبل التى تأكل من السماء قبل الأرض وأن للشجر
قداسة فى أعرافهم وأن من يتعدى عليه كمن يتعدى على حرائر النوق آكلة
الآراك وأبنت حالة ذلك الحامد الخلاسى موضحاعذابات غربة الأصول حتى على
نطاق محيط الأقارب وكشفت غطاءا لعورة الإنتماءات الجاهله فى مجتمع نشأة
حامد آنذاك إلا أن خلاسية ذلك الحامد خلصت به إلى نبوغ بلغ به ذلكم الشأو
العظيم فتتبع مراحله بين مسقط رأسه وكسلا ومن ثم بورتسودان ليشرفها
بجامعة الخرطوم خريجا من كلية زراعتها بعد ما عانى الفاقة والحرمان
اللذان إستدعانه للحس المسلى ومسح نفسه به الذى جلب له جيوش النمل من
أعماق مضاربها المتباينه لتنال من ما نال فيا عزيزى أراك تدون بعبقرية
المجيد المتقن لأدوات عرضه عن ذلك العبقرى الذى بخل عليه وطنه بخلق أسباب
العيش الكريم له فساح فى الأرض محتطبا بفاس معرفته التى لا يجز بها الأشجار
ولا يقص سيقانها بل يتقصى عن أسباب نموها والإزدهار عكس ماكان عليه
أسلافه ولا يسعنى إلا أن أقدم أسمى آيات الشكر لذلكم الحامد الدرار للمعارف
ولك أستاذى على إنصافك له بتلك الشفافيه فلك وله أسمى أيات الود
والثناء................................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حجاب الفكي أمحمد ود بشير ..........تقديم وعرض د. جمال الدين بلال (Re: سيف النصر محي الدين محمد أحمد)
|
الأخ سيف النصر محي الدين محمد أحمد
السلام ورحمة الله وبركاته
إن العالم حامد درار المتصالح مع ذاته السويه قد أخرج للكون معارفا
ستظل له صدقة جاريه إلى يوم الدين يوم لا ينفع أهل الجحود جحودهم
ولن تنفعهم القناطير المقنطره من الذهب والفضه فحامد الذى قفز بإعجازه
أعلى السدود والقناطر وتوجه علمه وتميزه ملكا من ملوك تخصصه الشئ الذى
أغضب الآخرين وأرخوا سترهم على بذله حتى لا يرى فتصغر مكانتهم قياسا به
إلا أن الذى أراد له الله أن يكون من ذوى الشان فلا شأن لإنسان عليه فله
منا التقدير وله التوفيق والسداد والسلام ولك أيضا صادق
السلام................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حجاب الفكي أمحمد ود بشير ..........تقديم وعرض د. جمال الدين بلال (Re: munswor almophtah)
|
الأخ منصور المفتاح لك أفضل التحايا والتقدير
حقيقة هزتني كلماتك الرقيقة وأنت تغوص داخل مقالتي لتعرف حقيقة عالم كيير وعظيم مثل الدكتور حامد درار وأعتقد أن كل من قرأ هذا الكتاب يجد فيه الكثير العميق المحتوى والمعنى. لم أفعل أنا شيئاً سوى نقل مشاعري تجاه هذا السفر بصدق وعفوية.
كنت متردداً كثيراً عن الطريقة التي أكتب بها عن هذا الكتاب في اصدارتنا الفضائية سودانيز أون لاين، وها قد فتحت أنت الطريق. سأعمل على نقل بعض من درر هذا الكتاب لاحقاً على صفحات سودانيز أون لاين.
لك مرة أخرى شكري وتقديري
جـــمــال الــديــن بــلال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حجاب الفكي أمحمد ود بشير ..........تقديم وعرض د. جمال الدين بلال (Re: ELTOM)
|
الدكتور جـــمــال الــديــن بــلال
السلام والرحمه
أتخفتون وتختفون وأنتم أصحاب جاهر القول وجذركم ضارب وفرعكم يعانق عنان السماء زهوا بأهواء هواه الساره فو الذى فطر السماء والأرض ما كنت أعرف أن التوم هو الدكتور جمال الدين بلال وحين قرأت الماده شدنى المحتوى وهياكله التى برعت فى تصميمها وصب أعمدتها الراسخه فيا عزيزى ليس هناك طريقة أنسب من تلك التى عرضت بها تلك الماده الدسمه والشاقة الشيقة فلك الشكر على ما أبليت فيه ووفيت ولك السلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حجاب الفكي أمحمد ود بشير ..........تقديم وعرض د. جمال الدين بلال (Re: ELTOM)
|
للتوم المغفره والفوز بالفردوس وله صالح الدعا إلى يوم الدين
ولكن أين حامد درار الآن وماذا يفعل وهل له موارد لكى يملك علمه
لأبناء الوطن بتوجيههم لمشاققات الوصول السريع إن مثل ذلك الرجل
ثروة أخطر من البترول وثورة تنتظر من يفجرها فدعونا نفجر به ثورة
معرفيه ترفع من قدر هذه الأمه التى تكالبت عليها النكبات ولك وله
السلال يا أيها البلال لديار أهله....................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حجاب الفكي أمحمد ود بشير ..........تقديم وعرض د. جمال الدين بلال (Re: munswor almophtah)
|
Qلدكتور جمال الدين بلال كان الحديث معك والأستاذ سيف جبريل
شيقا وسامرا ومثمر حتى نفذ إليكم فتحى الضو ذلكم الماء الزلال
وبطل تيممنا إليك فلك ولفتحى ولسيف أسمى آيات الودQ
الأخ منصور
تحية طيبة وفعلاً كان لقاءً رائعاً وتمنيت لو شاركنا فيه الأخ فتحي الضؤ. لك وللأخ سيف جبريل أفضل التحايا وأتمنى أن تدوم مثل تلك اللقاءات المشتركة لتجمع المزيد من الأصدقاء عشاق القراءة والكلمات الواثقة التي تفجر النقاش والحوار المثمر.
جــمــال الــديــن بــلال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حجاب الفكي أمحمد ود بشير ..........تقديم وعرض د. جمال الدين بلال (Re: ELTOM)
|
الدكتور جمال الدين
إن خير الأسماء ما حمد فكان إسمه على صيغة المبالغه فى الحمد وجا إسمه الأخير كذلك فالذى يحن للآخرين بذلك الحليب فهو درار للخير مناح له وغير منتظر لشكر ولا هو بالمنان على المستفيد منه ولو لا بركة هولاء لخسف بنا الله الأرض من حجم الظلم الذى يمارسه البعض ونحن له شهود وشهداء
كل عام وأنت والاسره بألف خير
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حجاب الفكي أمحمد ود بشير ..........تقديم وعرض د. جمال الدين بلال (Re: munswor almophtah)
|
برع حامد في وصف العلاقات المتداخلة والمتعارضة بين قبائل هذه المنطقة وسرد تطورها التاريخي وتوسع في وصف طرق معيشة القبائل الرعوية من هجرة صيفية وشتوية وقدم عرضاً اَثراً لما حوته حياتهم من فلكلور وثقافة وفنون. وفي تقديري أن قيمة المعلومات التي حواها الكتاب تعتبر مرجعاً فريداً لأنثروبولوجيا منطقة خشم القربة في النصف الأخير من القرن العشرين.
د. جمال الدين بلال
| |
|
|
|
|
|
|
|