دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الـــمـــرفـــعـــين !!//إســحاق أحمد فضل الله.......
|
الـــمـــرفـــعـــين !!//إســحاق أحمد فضل الله
الخرطوم تقبل خريطة أمبيكي...التدخّل العسكري الدولى في السّودان التفاصيل نشر بتاريخ الثلاثاء, 25 أيلول/سبتمبر 2012 13:00 بعثة (اليوناميد) التي تنشط في ولايات دارفور الخمس، هي بعثة عسكرية تتكوَّن من (17) ألف جندي أجنبي « حفظ سلام» و (6) آلاف شرطي أجنبي«حفظ سلام» و(5) آلاف موظف مدني، منهم (2100) موظف أجنبي. ميزانية (اليوناميد) تتراوح بين (1.5) و (1.7) مليار دولار. ذلك الوجود العسكري الأجنبي الهائل في أول المطاف ونهاية المطاف، خصم على سيادة السّودان. حيث أصبح السودان تحت رحمة الرفض الدولي (الأمريكي - البريطاني) إذا ما طالب بسحب القوات الأجنبية، حتى وإن انتفت كليًّاً ذرائع وجودها، حتى وإن أصبحت دارفور واحة سلام شامل. كذلك أصبح السودان تحت رحمة القرار الدولي (الأمريكي - البريطاني)، إذا ما تمّ تغيير التفويض الممنوح للقوات الدولية في دارفور. الوجود العسكريّ الأجنبي في (أبيي) العزيزة السودانية لحماً ودماً، صورة أخرى للوضع في دارفور العزيزة التي تحاصرها الذئاب. إن الاوطان لا تقبل بأن تقطِّع الحرب الدامية أعضاءها، فكيف تقبل بالمفاوضات التي تقطِّع أوصالها. ذلك حيث هناك خصم جديد آخر على سيادة السودان. بقبول الخرطوم بخريطة أمبيكي. حيث أن القبول بخريطة أمبيكي وقيام منطقة عازلة بين الشمال والجنوب، يفتح باباً جديداً للوجود العسكري الدولي في السودان. وذلك سيصبح بمثابة حلم استراتيجي أمريكي يتحقق. وقد ظلّ التدخُّل العسكري في السودان مباشرة أو بصورة غير مباشرة. هدفاً استراتيجياً أمريكياً - بريطانياً ثابتاً. حيث ظلت أمريكا تضع نصب عينيها تحيّن الفرص للتدخل العسكري المباشر و غير المباشر في السودان. قال وزير الدولة الأمريكي السابق (رمزي كلارك): إن أمريكا تدخّلت (75) مرَّة باسم (الأسباب الإنسانية)، دون أن يكون هناك سبب إنساني في أى حالة من حالات التدخُّل الـ (75). فقط كانت المصالح السياسية والإقتصادية. في سياق الإستهداف العسكري الأمريكي للسودان، كانت صحيفة (إنترناشيونال هيرالد تربيون) قد نشرت بتاريخ الجمعة 13/8/2004م مقالاً بعنوان (حان وقت التدخُّل في السودان) كتبه (إيڤو دالدر) كبير الباحثين في معهد (بروكنجز) بواشنطن. حيث أوضح أن أوربا يجب أن تقود التدخُّل العسكري في السودان. في سياق التربّص الأمريكي - البريطاني للتدخُّل العسكري في السودان، كانت تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ووزير التنمية الدولية البريطاني وقائد الجيش البريطاني في نهاية يوليو 2004م. حيث سارعت لندن يوم 23/يوليو 2004م إلى الإعلان بأنها على استعداد لإرسال (5) آلاف جندي إلى السودان. وأعلن وزير التنمية الدولية البريطاني (هيلري بن) أن بريطانيا تقود تحرُّكاً دولياً لتدخُّل عسكري في السودان. أما وزير الخارجية الألماني (فيشر) فقد لعب دور سمسار الحرب، سمسار التدخُّل العسكري في السودان، حيث وصل إسلام أباد لمساومة الرئيس الباكستاني لإرسال قوات عسكرية إلى السودان، مقابل منح الجنسية الألمانية لـ (3) آلاف باكستاني يقيمون في ألمانيا. كما أوضحت (إيلي جولد ويرثي) التي تعمل محلِّلة في الشؤون الدفاعية بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة (Russi) وهو معهد بريطاني مرموق مختص بالشؤون العسكرية والدفاعية، أوضحت أن أمريكا وبريطانيا تدركان أن التدخُّل العسكري في السودان يمكن أن يصبح طويل الأمد كتدخّلات عسكرية حدثت في مناطق أخرى. وأشارت (جولد ويرثي) أن (بمجرد أن تتدخل عسكرياً لن تنسحب حتى ترتّب الأمر). وأضافت (جولد ويرثي) أنّ (الدور الفعَّال الذي يمكن أن تلعبه بريطانيا يتمثل في قوَّة الأفكار Brain Power خاصة في مجالات التخطيط والنقل اللوجستي والدعم. وهذه بدورها يمكنها أن تتحوَّل إلى التزام عسكريّ كبير. بينما نهدف نحن في بريطانيا إلى تقديم الدعم اللوجستي، علينا أن نكون مستعدين لتقديم أقصى ما يتطلبه الموقف.)إنتهى حديث (جولد ويرثي). وفي سياق تربّص التدخل العسكري الأمريكي - البريطاني، نشرت صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية الصادرة بتاريخ السبت 14/8/2004م أن فريقاً عسكرياً بريطانياً قد زار السودان للتحرّي في إمكانية إرسال طواقم من سلاح النقل والسلاح الطبي إلى دارفور. ذكرت صحيفة (ديلي تلغراف) أن الفريق العسكري البريطاني الذي زار السودان ضمّ ثلاثين فرداً بقيادة ضابط برتبة كولونيل (عقيد). كما أشارت الصحيفة أن الفريق العسكري يتبع لـ (القيادة المشتركة الدائمة). وقد أشارت الصحيفة إلى أن الفريق العسكري البريطاني مكث عشرة أيام في السودان، وسيرفع تقريراً خلال أسبوع إلى الماريشال (جلن توربي) - سلاح الطيران - قائد العمليات المشتركة، بشأن الصعوبات التي ستواجهها أي قوة عسكرية يتمّ إرسالها. وقد ذكر تقرير الفريق العسكري أن طواقم سلاح النقل والسلاح الطبي تحتاج إلى دفاعات قوية. في ذلك السياق تمّ الإعلان أن سلاح الطيران البلجيكي ينقل (إغاثات) إلى السودان. يلاحظ أن بلجيكا وألمانيا وبريطانيا وأمريكا وأيضا أستراليا، في تناغم واحد بالأقوال والإعلان والتصريحات والتحرُّكات السياسية، ظلوا يدورون حول الحرب والتدخل العسكري في السودان. عند التعامل الامريكي - البريطاني مع السودان يلاحظ الإسقاط من الحساب للأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي، فقد تجاهلت بريطانيا الإتفاقية بين السودان والأمم المتحدة، وسارعت إلى إعلان التدخل العسكري في السودان في 23/7/2004م، بعد أقل من (3) أسابيع على توقيع الإتفاقية. كما تجاهل الكونجرس بدوره الإتحاد الأفريقي حين رفض وصف ما يحدث في دارفور بالمذابح الجماعية أو الإبادة. حيث أعلن الكونجرس بالإجماع يوم الخميس 22/7/2004م، بأن ما يجري في دارفورإبادة جماعية وإن على الرئيس الأمريكي استصدار قرار من مجلس الأمن لإرسال قوات عسكرية متعددة الجنسيات. صدر قرار الكونجرس يوم 22/7/2004م، ليعقبه خلال (24) ساعة قرار قائد الجيش البريطاني بالتدخُّل في السودان، وذلك يوم 23/7/2004م. قبول السودان بخريطة أمبيكي وقيام منطقة عازلة بين الشمال والجنوب، منطقة عازلة تملأها القواعد العسكرية للقوات الدوليّة، نجاح استراتيجي تاريخي لواشنطن ولندن، وخسارة استراتيجية تاريخية للخرطوم. خسارة استراتيجية تاريخية للخرطوم، وهي ترى سيادتها الوطنية من (دارفور) إلى (أبيي) إلى (المنطقة العازلة) قد أصبح ماؤها غوراً، فمن يأتيها بماءٍ معين. مَن يأتي الخرطوم في أديس أبابا بماءٍ معين!.
|
|
|
|
|
|
|
|
|