|
الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم
|
الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج
يعجبني ما قاله الرباطابي الماكر عن حسن التوقيت في مغادرة دار النقاص. فقد استصلح المياييس (السيد محمد على وإخوانه) أرض شرقي قرية عتمور المعروفة بأم غدي وزرعوها فولاً. وأصبحت أم غدي خلية نحل تصبح سهراً على الفول وتمسي حرصاً عليه طوال موسم زراعته حتى حصاده. وهذه فلاحة اشتهر بها المياييس. وترتب على هذه الفلاحة انكماش طقوس الموت والزواج عندهم خلال هذا الموسم العصيب. فقال الرباطابي الماكر: ''إن شاء الله ما أموتلكم في موسم الفول يا ناس أم غدي.'' فالرجل أراد لنفسه موتاً بفراش ضاج وثكلي اضج.
أردت لحبيبنا الطيب موتاً في غير زمان الهرج هذا: زمان العُصب المسلحة التي ظلت تأخذ بخناق الوطن محكمة فينا ''بيض الصحائف'' وهي السيف. أردت له أن لا يموت وشركاء الحكومة متماسكون الحزز في جوبا أو مدلون بدلوهم بزخات الرصاص في أركان النقاش الجامعية. أردت له أن لا يموت في سياق حرب الاخوة في دارفور والمناصير وبورتسودان والخرطوم الأخرى. أردت له أن لايموت ورائحة السحت تزكم الأنوف وتكسر خاطر الناس. أردت له موتاً في جلال موت موسي ود أبو حجل الذي استشهد في معارك المهدية الذي كثيراً ما ترنم فقيدنا بما قيل في مناحته:
يوم جانا الحصان مجلوب
وفوق ضهرو السرج مقلوب
حبيب ريدنا وسدوهو الطوب
وابكنوا يا بنات هجلوب
وأكثر ما خشيت في زمن الهرج العاول فينا أن يتحول موته إلى هامش في صراع الإنقاذ وخصومها. وقد بدأت مثل هذه ''النجرة'' المعارضة في البروز في مراثي الطيب. لا خلاف أن الإنقاذ تتحمل تبعة تسوئة حيواتنا كلنا والغصص منها كثيرة. ولكن الطيب لم يرهن خيره لبلدنا وثقافتنا على فضل الحكومات أو ديمقراطيتها. كان دخّالاً خرّاجاً في نصوص هذه الثقافة يبلغها غلابا. تقلبت بلدنا بين ديكتاتوريات مديدة العمر ولم يعدم الطيب أبداً بصارة ليعمل بها أو بدونها لنيل مراده. ولم يترخص أبداً في اداء واجبه الثقافي. كان أنصارياً وقد اكتنفت هذا الرهط المحن طويلاً فحفظ بيعتهم التي في عنقه. ولم يبعهم بغال أو مرتخص لينال حظوة النظم الكارهة لهم. لقد نفذ الطيب بمشروعه الثقافي برغم تلك النظم لا بواسطتها.
ولا يهبط بقامة الطيب إلى مجرد حاشية في فتنة الإنقاذ وخصومها إلا من عرف الإنقاذ ولم يعرف الطيب. فلم يولد الطيب افندياً بمعلقة من ذهب الدولة. ظهر بيننا فجاءة في نحو 1965 بشعبة أبحاث السودان بكلية الآداب بجامعة الخرطوم. كنا جماعة: سيد حريز وأحمد عبد الرحيم نصر ومصطفي إبراهيم طه وزعيمنا الدكتور يوسف فضل حسن. كنا مفتونين بالفولكلور الذي كلفتنا الجامعة بجمعه وتبويبه ودرسه. ولم يكن أياً منا قد تخصص فيه فاتسم عملنا بالتجريب والشغف. وكان تاج كل ذلك شعور عميق بالزمالة. لم تكن تنعقد حلقة تسجيل مع مادح أو همباتي شاعر أو راوية تاريخ إلا وجدتنا حضوراً جميعاً نشد أزر بعضنا البعض.
لم أكن أنا مثلاً ممن ينطبق عليهم شرط التعيين أكاديمياً بالجامعة. ولم يخطر ليوسف فضل تعييني خلال تلقي العلم علي يديه في معادل الشرف تاريخ. ولكنه سمعني يوماً أتحدث عن الفولكلور بإذاعة ام درمان وسرعان ما عرض علي أن انضم لشعبة ابحاث السودان. وأصبح الباقي في عداد التاريخ. ومن جهة أخرى كان سيد حريز في طريقه ليصبح محاضراً بشعبة الإنجليزي بالجامعة حتى قرأ يوسف رسالته عن طقوس الحياة والموت في السودان فالتمس من الجامعة أن تحوله إلى شعبة ابحاث السودان. وكذلك الحال مع احمد عبد الرحيم. بدأ بالفلسفة ثم كتب عن فلسفة الأخلاق عند النوبة النيمانق بالدلنج فلم تتأخر عنه حفاوة يوسف.
وفجأة ظهر بيننا الطيب ''قاطع حبلو'' من الدامر. قال إنه محب للفولكلور وقد طلق أشغاله كلها وقرر التفرغ لجمع الأدب الشعبي. لا أذكر أننا سألناه عن مسيرته التعليمه ولست متأكداً إلي يوم المسلمين هذا كم استحصل الطيب من علم المدارس. وكان واضحاً أنه رجل نير ولكنه صفر اليدين من الشهادات. وأذكر أنه قال إنه كان مندوب أهله في المقرن في مجلس ريفي شندي الذي تبعت له المقرن. وقال إنه كان تاجراً أو تشاشاً. ولم يترك لنا الطيب باباً لمثل هذا السؤال فقد أخذنا منا بمحفوظاته من التراث وبأدائه بصوت طربنا له. وسعى يوسف في أروقة الجامعة يطلب له وظيفة لم تخطر على بال بروقراطي وهي جامع فولكلور بأجر مجمد قيمته خمسون جنيهاً وكان مرتب أي منا لا يتجاوز الستين. وقبلت به الجامعة. ووفرت له الشعبة عربة جيب رقمها 5 خ8731 ومسجلاً ألمانياً ماركة قروندق وسائقاً ''دنقلاوياً'' أنيساً هو السيد حسن خير الله ودفتر بنزين صالح لملأ تنك العربة او شراء صفائح الوقود من أي طرف في السودان. وكانت هذه هي الفترة التي توسعت فيها حصائل الطيب من فلكلور الجماعات السودانية في الحضر والبادية وفي العرب و''العجم''. ووجد منفذاً لنشر هذه الحصائل في ''سلسلة دراسات في التراث السوداني'' التي طبعناها بالرونيو كالشيوعيين والجمهوريين. ومكنت هذه الفترة للطيب أن يقف على الخريطة الثقافية لضروب الفلكلور وملكات رواته ومؤدييه وأن يكشف عن ''الضفيرة'' النسيقة التي تربط آداب الجماعات السودانية. وكانت هذه الحصائل زاده في رحلته المثيرة في ''صور شعبية'' وكتبه الأخري مثل ''دوباي'' و''المسيد'' و''فرح ود تكتوك'' و''الإنداية''.
مثل الطيب لا تهز الحكومات ''إن قصرت وإن طالت'' له قناة. فعطايا الحكومة هي حيلة أصحاب المشروعات قصيرة التيلة. أما مخاطرة الطيب الثقافية فقد كانت من النوع طويل التيلة. ومشروعيتها أصلاً في رد المجتمع الآبق، حكومة ومعارضة وشعبا، عن الحق والعدل والسماحة إلى الجادة بالاستنجاد بحكمة من الماضي وبركته. فهي مما لايؤجل حتى ينقضي أجل الحكومة الظالمة بانتظار الحكومة العادلة. فمشروع الطيب هو باب في التوتر الإبداعي الذي يتمخض عنه المجتمع الجديد. فهو مشروع للنهضة لا للمقاومة ولا يفل حديده حديد. وصاحب مثل هذا المشروع ''مَدعِي مهمة'' أي مصاب بها لا فكاك له منها. و''مدعي'' هذه مما استفاده الطيب نفسه من الوالدة الحاجة جمال. كان متى زارنا في منزلنا ببري المحس (وكان يسكن بري اللاماب) قالت له ''صاحبك دا مدعي قراية''. اي أنه ممن دعا عليه أحدهم بالقراءة إلى يوم الدين. ولم تكن الوالدة تعجب باستغراقي في القراءة وصحبة الكتاب بالطبع. وذكر الطيب لي ذلك في إهدائه كتابه ''المسيد'' لي.
أنا زعيم بأن الطيب مات سعيداً ودعك من المنغصات. فلم تعد صورة الفلكلور بعده كما كانت قبله. لقد نعم بحب الناس عاديين وغير عاديين لأنه التمسهم كحملة ثقافة لا مهرب منها بينما قامت بعثة الصفوة الغربية وحتى الإسلامية على تفريغ الناس من ثقافتهم ''التقليدية'' الفاسدة لحقنهم بالحداثة أو العقيدة الصحيحة. لقد حسدته كثيراً متى كنا على سفر أو زيارة على تعرف الناس عليه بالفطرة واقبالهم عليه كشركاء في مشروعه يسألونه عن الأنساب أو صحة نطق اسم مدينة أو مزارات ولي. وكنت استمع إلى حواراتهم معهم يديرونها على قدم المساواة. وكنت أنطوي منهم على صفويتي الحبيسة ولغتي الكاسدة. كان الطيب يعلم علم اليقين حب الناس له. بل ومناصرتهم له. لم يكن الطيب لينجز أكثر ''صور شعبية'' لولا سخاء مشائخ وتجار وأحباب مولوا زياراته الميدانية لبقاعهم واحسنوا إليه. وهذه سنة في الإحسان إلى أهل المشروعات الثقافية لم تقع لصاحب مشروع ثقافي حديث قبل الطيب. وكان الطيب غني بهذه الصحبة عن تكفف الدولة العادلة والظالمة.
هناك الكثير مما يستوجب القول عن حفظ ذكر الرجل ومأثرته. ووددت لو أنه مات في غير موسم فول أم غدي ليكون حديثنا عن الولاء لذكراه قولاً لا يطير شعاعاً بعد رفع الفراش السياسي عليه. ولكن مما يلطف فقد الطيب أنه حين مات كان شرفه كمثقف فوق الشبهات وعلمه مما يمكث في الأرض ورفقته غزيرة لأنه لم يشترط لتعاطي الثقافة شهادة موثقة أو لساناً متحذلقاً. لقد جعل الأميين صناع ثقافة وسألهم بتواضع جم أن يملوها عليه. وفعلوا وفعل. وزدنا بذلك إنسانية هي ما يبقي على هذا البلد الطيب برغم الشرور التي أحدقت به طويلا.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
منصور المفتاح الرحمة والمغفرة كان وما افدح الشجن حينما نكتب ( كان ) الطيب محمد الطيب فنان وباحث ومثقف حقيقي لم تحتفي به البلاد ولا التلفزيون الذي مده باروع برنامج على مدى التاريخ ولكنه زمن الهيافة يا مفتاح التلفزيون لم بنعه النعي الواجب ولم يعرض له مقطعا ولا صورة والله قفلت معاي وداخل في احباط يرحل الفنان الحقيقي بصمت دون احتفاء رحل ابوسليم وفتحوا دارا للوثائق هل تصدق لاتوجد فيها صورة ولا تمثال للمؤرخ العظيم ابو سليم لك الشكر للكتابةالجمبلة ونبيلة واعذرني للكتاية المشوشة لانني اكتب على لوحة المفاتيح دون مسودة السماح والمعذرة ومودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: محمد سنى دفع الله)
|
أستاذى السنى تلك الكتابه الآسره والمؤثره بأسيل خدها وفارع عودها الخيروزى وفاخر وفاره إهابها وبهى أبهة طلعتها ليست بيدى ولكن بيد ساحر الكلم ولاجم جنها الدكتور عبدالله على إبراهيم الذى كرب كرابته وبكاه ذلك الذى فجعنا فيه الطيب محمد الطيب بحرقة المكلوم والمفجوع والمخلوع من خطف المنايا لعزيز لذيذ لهجه وسديد وقويم نهجه ومبهج وهاج راقى حرفه الذى حفر به بحرفة أهل الفن مخزون التراث المختبئ كمجهول تاريخنا القديم والحديث وأخرجه دررا نوادرا من الأحاجى والأقاصيص ودون سائر الفنون والنغم والرقص ودون لباذليها فعرض أدفرينى برزم دلوكته وحكامات الجعليين وطنابرة الشايقيه والبديريه وجرارى دار ريح ونحسات الجموعيه ونوبات الصوفيه ونقارات المسيريه وآل دارفور فصل الأحساب والأنساب وغاص فى أدب الإندايه أرخ لعلم الأنثربولجى بعفويه وتقنيه عاليه فجالس سلاطين النيليين ومكوك بنى شنقول وشيوخ الهمج جالس البازا والوطاويط والقمز سجل فكاهة الرباطاب ودقق المناصير وخصال البجا أرخ للداجو وللتنجر ولتاما والفور والقمر والميدوب طاف ديار حامد والجوامعه والكواهله والهواوير والمسبعات والكبابيش وقف على البنايات والضرائح والقباب إستنطق أولاد الماحى وأولاد البرعى وكل مداديح أومداح السودان قدم وصفا تصويريا للنفير والفزعه كتب وصور عادات الزواج والطهور والبكاء تحدث عن القرع والرقص بالسيف عند فقد الخواص لم يترك كبيرة ولا صغيرة فى تراثنا إلا وقرع بابها بلهف وشغف الإنسان الباحث ولم يترك للفرنجة نقطة ليأتون بها ثم رحل كما قال باكيه فى زمن صار السيف لغير ماكان له والوصل غير الذى كان ألا رحم الله ذلك الباحثه طويل الباع والبال الطيب محمد الطيب وأسكنه فسيح جناته
والشكر لك يا أستاذى السنى
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: Osman Musa)
|
مااجملك وأنت تمدح .تغنى.تدوبى . تشرح. تصور بين بيوت الطين وعرائش الجريد بين عطبره والدامر والزيداب لك الرحمة يا شيخ مشائخ رجال البادية الاصيل ويا عقيد القوم والشكر الى أخى د/عبدلله على ابراهيم العطبراوى والعزاء الى أهلى فى كل السودان والشكر الى أخى الاديب الناشط منصور المفتاح عثمان عبدالرحيم موسى
الأخ عثمان عبدالرحيم موسى
السلام ورحمة الله عليك
رحم الله ذلك الرجل بما أبقى من علم وما خلف من معارف وما صافح من أياد وما أضحك من أنفس وما أشجى من قلوب ذلك الرجل الوطن الذى صنت لرطانات والسن ولهجات ووقف على تفاصيل العادات والموروثات وعرضها لمشاهديه وقرائه وكانت هيبة التجويد ورهبة الإستجابه لذلك البسيط العميق والواضح الظاهر الخفى والمعسول بحنكة غنته وإيحاءات جسده وبصره ونفوذ بصيرته الحاضره والمحضره لموضوعها بزهنيه فراسيه تصويريه تحليليه وقاده تتداعى المعلومات منه كتداعى صور المايكروفيش وكتداعى أفلام كاميرات التصوير تعكس بحذافيرية وحرفيه كل ما زودت به
لك الود والسلام والدعاء الصادق لذلك السفر الفرقد
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
تلك الكتابه الآسره والمؤثره بأسيل خدها وفارع عودها الخيروزى وفاخر وفاره إهابها وبهى أبهة طلعتها ليست بيدى ولكن بيد ساحر الكلم ولاجم جنها الدكتور عبدالله على إبراهيم الذى كرب كرابته وبكاه ذلك الذى فجعنا فيه الطيب محمد الطيب بحرقة المكلوم والمفجوع والمخلوع من خطف المنايا لعزيز لذيذ لهجه وسديد وقويم نهجه ومبهج وهاج راقى حرفه الذى حفر به بحرفة أهل الفن مخزون التراث المختبئ كمجهول تاريخنا القديم والحديث وأخرجه دررا نوادرا من الأحاجى والأقاصيص ودون سائر الفنون والنغم والرقص ودون لباذليها فعرض أدفرينى برزم دلوكته وحكامات الجعليين وطنابرة الشايقيه والبديريه وجرارى دار ريح ونحسات الجموعيه ونوبات الصوفيه ونقارات المسيريه وآل دارفور فصل الأحساب والأنساب وغاص فى أدب الإندايه أرخ لعلم الأنثربولجى بعفويه وتقنيه عاليه فجالس سلاطين النيليين ومكوك بنى شنقول وشيوخ الهمج
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: محمد سنى دفع الله)
|
هناك الكثير مما يستوجب القول عن حفظ ذكر الرجل ومأثرته. ووددت لو أنه مات في غير موسم فول أم غدي ليكون حديثنا عن الولاء لذكراه قولاً لا يطير شعاعاً بعد رفع الفراش السياسي عليه. ولكن مما يلطف فقد الطيب أنه حين مات كان شرفه كمثقف فوق الشبهات وعلمه مما يمكث في الأرض ورفقته غزيرة لأنه لم يشترط لتعاطي الثقافة شهادة موثقة أو لساناً متحذلقاً. لقد جعل الأميين صناع ثقافة وسألهم بتواضع جم أن يملوها عليه. وفعلوا وفعل. وزدنا بذلك إنسانية هي ما يبقي على هذا البلد الطيب برغم الشرور التي أحدقت به طويلا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
عزيزي الأستاذ منصور المفتاح شكرا على اشراكنا في قراءة مقال د. عبد الله على ابراهيم الراقي فقد أوفى الراحل المقيم الطيب محمد الطيب حقه وجعلنا نتلمس جانب من شخصيته كان غائبا علينا خاصة علاقته المبكرة بجمع التراث الشعبي وموهبته الطبيعية التي يسرت له نشر هذا التراث على بقية الشعب في أسلوب جزل وحيوية تجذب المستمعين والمشاهدين .. عليه رحمة من الله ورضوان .. فلك وللدكتور عبد الله التحية والإعزاز .. وتحيتي للأعزاء السني وعثمان عمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: Giwey)
|
منصور يامفتاح شجن الكلام
لك التقدير
اسمح لى ان امسك هنا بطرف جلابية الطيب محمد الطيب
زار الراحل الدوحة فى النصف الاخير من عام 1995م
وكان مقيما مع صديقه استاذنا الناقد صديق محيسى
وفى مساء اليوم التانى من وصله قال لصديق محيسى
لازم ازور الفنان مصطفى سيداحمد واطمئن على صحته
فقال له صديق مصطفى ح يكون مع بدرالدين الامير فقال له نمشى على بدرالدين
اذكر ان الساعة كانت حولى التساعة مساء سمعت طرق الباب وحين فتحت كان امامى
الطيب محمد الطيب وصديق محيسى وكانت اول مرة ارى فيها الطيب وكان بالفعل مصطفى معى
وكان معى ايضا صديقى المخرج السنمائى عبدالرحمن نجدى وكانت واحدة من جمل الجلسات وقد احتفى
الطيب برؤية مصطفى وكان مصطفى يحتضن فى الطيب كل اشواقه للسوادن واستمرت جلستنا لقريب الصباح
وفى نهاية الجلسة اقسم عبدالرحمن نجدى ان يكون العشا تانى يوم معه وكان له ما اراد و فى عشا نجدى
اكتمل العقد الفريد بانضمام الشاعر الراحل على عبدالقيوم ورفيق صباه الحكواتى الكبير عبدالرحمن مدنى
كانت جلسة العمر كما اسميتها في حينها وحين غادر الطيب حملناه بصور جلساته معنا وبعد بشهور كان قد رحل
مصطفى سيد احمد وكتب الطبيب عن تلك الزيارة للدوحة ولقياه لمصطفى ونشر جزء من تلك الصور وبعد ذلك بسنتين
رحل على عبد القيوم وهاهو الطيب يلحقهم وامامى لان تلك الصورة التى تجمعهم
آهـ ثم آهـ من آهـ ياوطن الاحزان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: بدر الدين الأمير)
|
الأستاذ بدرالدين السلام ورحمة الله وبركاته
دوما كانت الدوحه جاذبة لأفئدة الإبداع وما أنفكت من تماديها فى فعل ذلك السحر وستظل آوية وفاتحة أبوابها لكل قاصديها من ذوى المعارف والفنون وأنت أدرى بمن فيها من أصحاب تلك النوادر من غيرك وإليها كما أشرت ذهب مستشفيا مصطفى سيدأحمد وكانت ملاذا آمنا بلا من ولا أذى وفيها يقيم النور عثمان أبكر وأمير تاج السر الكاتب القاص والراوى بلسان هارون وسحر بيانه عبدالغني كرم الله بشير وكالنحال الذى يعرف مخابئ العسل ركب ذلك الباحثة لتلك الدوحة ليستظل ويظلل أهلها ومن فيها بطلة وإطلالة كإطلالة ليلة القدر لذوى السعد والبخت فيا بدر الدين من منا ينكر فضل ذلك الإبن بطوطه الراحل والمرتحل فى عمق التراث وفى رحب أروقته بملاقطه وأزاميل صياغته الساحره وعرضه الذى غاب عن فنانى ديكور التراث فدوما يتمادى منجزا بيسر وسحر لكل ما كان غامضا مجهولا عن بعض ماتركه السلف وشاعت عنه الحكايات بمختلف الروايات موضحا وفاضا لعذريته وبكريته نتلقفه كالعروس بعد أربعينها وعطن عطرها يرد غربة أرواحنا
اللهم إن كان محسنا فتمادى فى الإحسان إليه وإن كان مسيئا فتجاوز له عن ذلك وأوسع له فى مرقده وأبعثه صديقا شهيد ولا تحرمنا ولا تحرم آله من بعده واغفر لنا ولهم وله
والشكر لك يا بدرالدين
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
العزيز الصناجه..منصور عبد الله المفتاح..
نسال للراحل العزيز الباحث العلامه المؤرخ الاستاذ الطيب محمد الطيب...الرحمه والغفران .وحسن المأب..ونسال العلى القدير ان يشمله بعفو عطائه ورحمته..
وسنظل نحن معلقين بين السماء والارض هكذا..نتارجح.بين ارتقاء وانخفاض... ومن يريد منا نبش ماثر وعلم واسهامات وثقافة ذلك الرجل الفذ عليه ان يضرب فى بيداء بطانته العتمور...ليكتشف تلك الكنوز التى افاض بها وحفظها وتاثر بها.فى حله وترحاله وهو يجوب البوادى والقرى والقفار...تعلقت ذرات ارث التراث بموطى قدميه..والتصقت به..فهو كان معين لا ينضب من المعرفه.تشرب بها واشرابت به..ولازمته فى توافق الرفقه واريحية المعرفه العلم..وامتزجت به حنى فى ممارسة حياته العاديه اليوميهزفاصبحت جزءا لا يتجزأ من انطباع التناول الادمان..ولعل لهيج اللغه التى كان يستعملها فى السرد وايصال المعلومه واختراق حواس النفس والجذب المسيطر هى احد ادوات سحره المعرفه.فقد كان ذرب اللسان طبيعى التفسير..منسجم الاداء.كميرا ديقتال تنقل حذافير المشهد من طبيعته الموقع والموقف واللغه..لذا كان تيار هبوب اعصار معرفته حين يهب يحتوى بمداه كل الافاق.ويوصل الماضى بالحاضر فى تجانس الفكره وابداع النقل المستوفى لكل الشروط مع اطار الالهام فى فن الصياغه والاداء.. العلامه الطيب محمد الطييب..كان مؤرخا وعضوا فى مجمع المؤرخين العرب..وكان ولا يزال لسانا ناطقا بثقافة وفلكلور الامه..وهو يدمجن تلك الصور وينقلها فى امانة المؤرخ الباحث الدقيق ليتيح للعالم العربى اضافة ثره عن قوام هذا التنوع الفريد للثقافه والفنون السودانيه العريقه..
وترجل الفارس عن صهوة جواده المطهم..وكعادة حكامنا واهلنا..وخبرتنا..نتكاثر ونبكى فى ظواهر المشهد لاكتساب العطف .ثم ننكفى على وجوهنا.. الصناجه منصور.. اكثر ما المنى عدم التوثيق له فى برنامج خصص للتوثيق..مثل برنامج المدعى الفاشل عمر الجزلى الذى يوثق لنفسه فى غياب المحاسبه ويهمل علامه مثل الطيب محمد الطيب..انا لا احزن بقدر ما ارت ان اوضح ان من يملكون الصله بوسائل الاعلام عاجزون .وغير قادرون وغير مميزون.ولا يعرفون الالهام ولا الواجب..ولا المسئوليه..اشباح تتلاعب فى الظلام..
سيبقى العلامه الطيب محمد الطيب..ذلك الفيلق المقاتل المتقدم فى تاريخ التحقيق والرصد والافاده عن الثقافه والتراث السودانى الشعبى.وانه فارس الحوبه..وبالرغم عن ضالة ما ترك مقارنة بما يعرف سيذكره التارخ والناس البسطاءفى بلادى...
وكما قيل.. لا كرامه لنبى بين اهله.. ليرحم الله العلامه الباحث الاستاذ الطييب محمد الطيب..
وها نحن نمجد تاريخه وابحاثه وسيرته العطره.. الصناجه العزيز منصور.. هذا موقف سيسجل لك بمداد من نور.. عميق الاعزاز
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
العزيز الصناجه..منصور عبد الله المفتاح..
نسال للراحل العزيز الباحث العلامه المؤرخ الاستاذ الطيب محمد الطيب...الرحمه والغفران .وحسن المأب..ونسال العلى القدير ان يشمله بعفو عطائه ورحمته..
وسنظل نحن معلقين بين السماء والارض هكذا..نتارجح.بين ارتقاء وانخفاض... ومن يريد منا نبش ماثر وعلم واسهامات وثقافة ذلك الرجل الفذ عليه ان يضرب فى بيداء بطانته العتمور...ليكتشف تلك الكنوز التى افاض بها وحفظها وتاثر بها.فى حله وترحاله وهو يجوب البوادى والقرى والقفار...تعلقت ذرات ارث التراث بموطى قدميه..والتصقت به..فهو كان معين لا ينضب من المعرفه.تشرب بها واشرابت به..ولازمته فى توافق الرفقه واريحية المعرفه العلم..وامتزجت به حنى فى ممارسة حياته العاديه اليوميهزفاصبحت جزءا لا يتجزأ من انطباع التناول الادمان..ولعل لهيج اللغه التى كان يستعملها فى السرد وايصال المعلومه واختراق حواس النفس والجذب المسيطر هى احد ادوات سحره المعرفه.فقد كان ذرب اللسان طبيعى التفسير..منسجم الاداء.كميرا ديقتال تنقل حذافير المشهد من طبيعته الموقع والموقف واللغه..لذا كان تيار هبوب اعصار معرفته حين يهب يحتوى بمداه كل الافاق.ويوصل الماضى بالحاضر فى تجانس الفكره وابداع النقل المستوفى لكل الشروط مع اطار الالهام فى فن الصياغه والاداء.. العلامه الطيب محمد الطييب..كان مؤرخا وعضوا فى مجمع المؤرخين العرب..وكان ولا يزال لسانا ناطقا بثقافة وفلكلور الامه..وهو يدمجن تلك الصور وينقلها فى امانة المؤرخ الباحث الدقيق ليتيح للعالم العربى اضافة ثره عن قوام هذا التنوع الفريد للثقافه والفنون السودانيه العريقه..
وترجل الفارس عن صهوة جواده المطهم..وكعادة حكامنا واهلنا..وخبرتنا..نتكاثر ونبكى فى ظواهر المشهد لاكتساب العطف .ثم ننكفى على وجوهنا.. الصناجه منصور.. اكثر ما المنى عدم التوثيق له فى برنامج خصص للتوثيق..مثل برنامج المدعى الفاشل عمر الجزلى الذى يوثق لنفسه فى غياب المحاسبه ويهمل علامه مثل الطيب محمد الطيب..انا لا احزن بقدر ما ارت ان اوضح ان من يملكون الصله بوسائل الاعلام عاجزون .وغير قادرون وغير مميزون.ولا يعرفون الالهام ولا الواجب..ولا المسئوليه..اشباح تتلاعب فى الظلام..
سيبقى العلامه الطيب محمد الطيب..ذلك الفيلق المقاتل المتقدم فى تاريخ التحقيق والرصد والافاده عن الثقافه والتراث السودانى الشعبى.وانه فارس الحوبه..وبالرغم عن ضالة ما ترك مقارنة بما يعرف سيذكره التارخ والناس البسطاءفى بلادى...
وكما قيل.. لا كرامه لنبى بين اهله.. ليرحم الله العلامه الباحث الاستاذ الطييب محمد الطيب..
وها نحن نمجد تاريخه وابحاثه وسيرته العطره.. الصناجه العزيز منصور.. هذا موقف سيسجل لك بمداد من نور.. عميق الاعزاز
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
الاخ الـحبيـب الـحـبـوب، مـنصـور، مااحلي عندي واللقاءمعك مجددآ وعبر مقالتك الثقافية العالية المستوي وتذخر بالاداب واللغة الرصينة والكلمات الراقية المستوي، وهو شيئ اصبح نادرآ كندرة "عائدات النفط"!! ، وجزاك اللة وانت تذكرنا بانة ومازالت هناك لغـة عربية لـم تندثر بعـد!
علاقتي بالـمرحوم الطيب محـمدالطيب تعـود الي سنوات السبعينيات عندما كنا موظفيـن بوزارة الثقافة والاعلام، وكان هو يعمل بمصلحة الثقافة ادارة البحوث،واذكـرقصـة تقول ان السيد علي شمو كان وقد قرر تعييـن الطيب محـمد ليكون مـديرآ لمصلـحة الثقافة في عمليات تغيـرات هدف منها شمو وان تحتل الكفاءات الوظائف العليا وادارات المصالح، وماان جـاء خطاب الاخطار للمرحوم بتولي اعباء مهام مصلحـة الثقافة حـتي وراينا المرحوم قـد انزعج تمامآ من هـذا التعيين وابـدي اعتراضة وتولي هـذا المنصب، وسعـي لمقابلة الوزير واعتـذر لة عن الوظيفةالجـديدة العاليةالمكانة، وكانت حـجـتة انها وظيفـة مكتبيـة تقتل الابدعات وتـحـرمة التجـوال والبحـث والتقصي في مجاهل العادات والتقاليد السودانية، وانهـا ايضآ وظيفـة " ممـلة!!" ليس فيهـا اي ابداعات او اكتشافات ادبية، طـلق الطيب الوظيفة وانطلق ينقب في مجـاهل عـالمـة الغامـض_
عندما ألف كتابة الشـهيـر " الانـداية " والذي تناول فيـة حياة ناس "الانـدايات" وطـريقة عمل " المـريسـة" ، وطبائع وعادات صانعات المشروب،والعادات والـمراسـم الـمتبعة في جلسات الشـراب في "الاندايات"، راج هـذاالكتاب بصـورة لـم يجـدها اي مطبوع سـوداني اخـر،ولكن ومع بداية تطـبيق "شـريعة نمـيري!!" وجـد هـذا الكتاب معارضة ومصادرة من قبل القائمين علي تطبيق الشريعة!!!،
قابلتة في احـدي مناسبات العزاء وكان حـزينآ علي الـمرحـوم وقال لـي ان الراحل لـم يكن رجـلآ فقـط وانـما" موسـوعـة" ثقافية ادبيـة لم تـسـتفـد لبلاد من خبراتةوتـجـاربة، وكلما فقـدنا رجـلآ مثلة نكـون قـد فقـدنا "مكتبة" لامثيـل لـهـا!!!،
رحـمة اللة رحـمة واسـعة، وعـزاناانـة تـرك لنا تـراثآ حيآ_
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: بكري الصايغ)
|
الأخ أبوبكر الصائغ
لك وعليك السلام
وأنت تؤكد إضافة لبذل الرجل رفضه لوظيفة يرى أنه ليس أهل لهاوإنما هو لما سخر له ونذر حياته من أجله البحث والتدوين والتقصى والتدقيق فى كل شوارد التراث ووارد الثقافات المتباينه فى مجتمعنا القوس قزحى بخيره الذى لا يراه جلنا ولكن خبر حقيقته ذلك الحصيف وحقنه فى حق تدوينه ووضعه فى سحارات حفظه ووكرها فى قطيع دانوب جالوصه من ضرب لازب العنج وقال لأهل البحوث فينا بعد أن تاكى باب ذلك القطيع هيت لكم والويل لمن يقطع قميصه من دبر تاركا ذلك المخزون تأففا وجهلا إن ذلك الرجل أمة فى ما كان فيه عصامى حادب ومثابر فاق النمل فى حرفته بنفس طويل صبر به لتتبع من يحملون الجوز ومن ينشلون من العد ومن يساهرون على الدونكه ليسقون النعناع والكسبره والشمار وصبر كصبر الدواب التى إمتطاها وبلغ بها ما يبلغ بشق الأنفس لكى يخلف لنا ذلك المخزون الثمين المفيد العاكس لحقب وعادات وتقاليد علنا نصونها ونرعاها لأنها تعنى الوطن ومكانها الفؤاد نعم أخى أبوبكر قد أرخ ذلك العملاق للإندايه وصور أجوائها وصف دلقها ووصف قرعته ترعى ووصف صرر الدقه والملح وفلخ البصل وطرق الشواء وصف كرم الكرماء فيها وخبر بخل البخلاء عرف راياتها ودواخل مجتمعها ونوع سعيتها آكلة المسكاب والحصى ووصف بنابر جلستها وليالى طربها ومآسى غدرها حتى نكون على بينة من حقيقتها
أخى الصائغ لك من الشكر بقدر وفائك لذلك الرجل ولك السلام ثانية وإلى ما شاء الله ولذلك الرجل الرحمه والمغفره ولآله حسن العزاء
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: abuguta)
|
الأخ أبوقوته السلام ورحمة الله
الطيب يا أبو قوقته ركب التور مع أهل المسير وسار معهم مشوقرا ومنوشقا ودامرا معهم حين دمروا وعرف كل تفاصيل ذلك وفعل ذلك مع مختلف أهل السرحة والرعى وكذلك مع أهل الزراعه من النظافه والتجهيز والحرث بالبقر أو رمى التقاوى بالسلوكه ثم حضر الجمع والحصاد والفرح به والبوش أو هلولة الطهور وغيرها ويا أبقوته إنت كنت غرقان فى رقيص الكوبرا وأسواق الصندل والمحلب وزيوتها تبضع ليحكى الطيب محمد الطيب عن الحنه وعن طقوسها وهنالك حنه الريح اللحمر وحنه الفرح زواجا وطهور وحنه الفشخره وقد توفى البارحه قائد ذلك الأسطول التراثى وأنت بالمملكه منذ ربع قرن قل اللهم أرحم الطيب محمد الطيب وأدخله فردوسك الأعلى مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا
وخاص سلامى لك وودى
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: النصرى أمين)
|
الخميس:
شق علي نبأ وفاة الأخ الحبيب الطيب محمد الطيب ، نعاه الناعى وأنا بعيد عن الوطن ، وكنت زرته ، آخر مرة ، بصحبة بعض الأصدقاء ، إبان رقدته الأخيرة بالمستشفى العسكري. حسبناه ، للوهلة الأولى ، نائماً ، فكدنا ننسحب بهدوء ، لولا أن زوجته عاجلتنا بالتمر ، قائلة: ''ليس نائماً ، هو فقط على هذا الحال منذ جئنا به إلى هنا ، ولكن رؤيتكم ستسعده''. فتح عينيه ببطء ، وبدا كما لو كان يهم بالكلام ، سوى أنه طفق يُسرح نظراته الوادعة فى وجوهنا ولا ينبس ببنت شفة ، رغم إلحافنا في مشاغبته ، وكم كان ، فى زمانه ، حديد المشاغبة ، شديد اللماحية ، منتجاً حاذقاً لبهار الاخوانيات اللاذع وعطرها النفاذ!
تعرفت عليه عام 1973م. قدمنى إليه عبد الله علي ابراهيم ، أيام تفرغه لمسئوليات العمل الثقافى بالحزب الشيوعى ، وشوقي عز الدين ، المخرج المسرحى الذى كان قد فصل ، للتو ، من العمل بمعهد الموسيقى والمسرح. كنا نقصد ، أحياناً ، داره ببرى ، مع بعض الأصدقاء ، نقضى الأمسيات فى حوارت ساخنة حول هموم الثقافة ، فكان يستقبلنا هاشاً باشاً ، ويكرم وفادتنا غيرَ هياب ولا وجل من كوننا كنا مجموعة من الشباب (المدموغين) فى الوسط الثقافى بالتمرد ، أو حتى من كون صديقه عبد الله ، بالذات ، كان مختفياً ومطلوباً من الأجهزة الأمنية!
ظل الفقيد ، دائماً ، نسيج وحده فى مقاربة مختلف ظاهرات القول والفعل الشعبيين. كنا شغوفين وقتها ، شوقي وأنا ، بالمسرح. وقد سَمِعَنا نتحدث ، مرة ، عن مسرح الرجل الواحد ى السواء .. ويعمOne Man Theatre الذى كنا نحسبه حداثياً لا أصل له فى ثقافتنا الشعبية. فدعانا، بعد أيام ، لمرافقته فى زيارة إلى ود الفادنى. وفى الطريق أخذ يطلب من سائقه أن يُعرج إلى بعض القرى ، يسأل عن صديق له يُدعى حاج الصِديق عبد الله ، إلى أن دلونا على سبعينى لا يكاد يلفت النظر لبساطته ، وقد هش لرؤية الطيب الذى طلب منه الصعود إلى العربة ، وواصلنا سيرنا. بلغنا المسيد بعد صلاة العشاء. وبعد أن أولموا لنا وليمة تكفى لعشرة أضعافنا ، إستبقانا الطيب جلوساً على ذات الأبسطة التى مُدت لأجلنا فى صحن المسجد الرحب ، وفى حضرة الشيخ وأولاده. كانت المئذنة المهيبة تشمخ فوقنا، وظلالنا تترامى مجسمة ، بفعل (الرتاين) ، على الحوائط الجليلة من حولنا ، بينما تربع حاج الصِديق فوق أحد العناقريب الفارهة التى أعدت لمبيتنا ، لتكتمل ثنائية (الصالة والخشبة) بكل ما فى (المسرح الفقير) ، بالمصطلح الحديث ، من بساطة وتعقيد ، وليبدأ العرض فى ليلة لا نظننا ننساها ما حيينا ، تكشف فيها حاج الصِديق عن مسرحى شديد الثقة فى نفسه ، والتوقير لفنه. إنطلق يضحكنا ضحكاً كالبكا ، وفينا مشايخ ما تنفك أناملهم تداعب حبات مسبحاتهم ، على أنفسنا وعلى الدنيا من حولنا ، ببديع مفارقات يلتقطها ، بعين الفيلسوف الناقد وخيال الفنان الخلاق ، من شوارع القرية والمدينة ، ومن بيوت الأغنياء والفقراء ، ومن مناسبات الافراح والاتراح ، ومن دقائق تجليات مشاعر المزارع حين يحل أجل سداد الديون ، بينما تتأخر صرفيات الحواشات ، ومن مواسم الحج ، بكل ما تزدحم به من سحنات ولغات ولهجات وطائرات وقطارات وبواخر ، بل ومن مَشاهِد أسفار قاصدة من مغارب الشمس إلى مشارقها ، بأقدام حافية مشققة ، وببعض كِسرات خبز مجفف ، وبصغار مرتدفين فى ظهور الأمهات. وكان حاج الصِديق يتنقل بين المَشاهِد ، فى قمة براعته ، باقتدار وسلاسة ، مُقلداً عويل الريح ، وبكاء الرضيع ، وثغاء الماعز ، وصفارة القطار ، وبوق السيارة ، وهدير محرك الطائرة ، وزمجرة مفتش الغيط المحتشد بسلطته ، وسخط المزارع المغلوب على أمره ، وغنج زوجة التاجر القروى الثري تحاول تسريب طلباتها الباذخة إلى حافظة نقوده المنفوخة! كان يفعل ذلك وحده ، خلواً إلا من قسمات وجهه المرنة ، واختلاجات جسده الناحل ، وتوترات أطرافه المعروقة ، وأقصى ما يختزن صدره الضامر من إرزام ، وحباله الصوتية من صداح. وكنا ، من شدة تعجبنا منه ، نكاد نطير إليه ، طيراناً ، من (صالة) السجادة إلى (خشبة) العنقريب ، نعانقه ، ونهنئه ، وكذا نفعل مع الطيب ، منتج عرض (الرجل الواحد) البهى ذاك فى مسيد ود الفادنى ، فقد مَنحَنا كلاهما ، فى ليلتنا تلك ، أعلى درجة من درجات الفرح يستطيع إنسان أن يهبها لإنسان.
بعد انفضاض السامر ، آخر الليل ، كان واضحاً أن أكثرنا فرحاً هو الطيب نفسه الذى بدا كما لو فرغ من إجراء (تجربة) ناجحة! وبالفعل ، ما أن عدنا أدراجنا ، حتى عَمَدَ إلى إقناع التلفزيون بإعداد برنامج خاص عن (حاج الصديق). لكن ليتهم سمعوا نصيحته وقتذاك ، كما قد علمت منه ، فلم يستكثروا ذهاب كاميرتهم لتسجيل اسكتشات ذلك الفنان المدهش ، بتلقائية أدائه وسط جمهوره هناك ، فقد توفى الرجل ، للأسف ، بعد ذلك بسنوات ، ولم يتبق منه الآن سوى هذا البرنامج الذى جفف طاقاته ، بكل ثرائها ، على منضدة بائسة فى ستديو خانق ، وما زلت أشعر بالحسرة ، كلما رأيت كاميرات الفيديو تتنقل الآن فى الحفلات ، على قفا من يشيل ، بعدد صحون العشاء وزجاجات البارد! فلو تيسرت للطيب واحدة ، ليلتها ، لما ضاع ذلك الأثر الفنى النادر ، مرة .. وللأبد! فهل من ماجد يقتفى الآن (بكاميرته) آثر اكتشاف الطيب ذاك بخطة بحث قاصدة تفترض أن حاج الصديق لا يعقل أن يكون بلا ورثة ، فيجعل لحركتنا المسرحية مرجعية مخصوصة فى تراثنا الشعبى ، ولتنظيرات مسرحيينا آفاقاً أرحب من مجرد الاجترار العقيم لإشكاليات العرض من قواعد أرسطوطاليس إلى جدل (الممتع) و(المفيد) ضمن نظريات برتولد برشت فى (الأورغانون الصغير)!
ألا رحم الله الطيب ، وغفر له ، وجعل الجنة مثواه ، فقد سلست عشرته ، بقدر ما بذل من جهد فى الاحسان لثقافة الشعب.
كمال الجزولى من الراى العام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
ظل الفقيد ، دائماً ، نسيج وحده فى مقاربة مختلف ظاهرات القول والفعل الشعبيين. كنا شغوفين وقتها ، شوقي وأنا ، بالمسرح. وقد سَمِعَنا نتحدث ، مرة ، عن مسرح الرجل الواحد ى السواء .. ويعمOne Man Theatre الذى كنا نحسبه حداثياً لا أصل له فى ثقافتنا الشعبية. فدعانا، بعد أيام ، لمرافقته فى زيارة إلى ود الفادنى. وفى الطريق أخذ يطلب من سائقه أن يُعرج إلى بعض القرى ، يسأل عن صديق له يُدعى حاج الصِديق عبد الله ، إلى أن دلونا على سبعينى لا يكاد يلفت النظر لبساطته ، وقد هش لرؤية الطيب الذى طلب منه الصعود إلى العربة ، وواصلنا سيرنا. بلغنا المسيد بعد صلاة العشاء. وبعد أن أولموا لنا وليمة تكفى لعشرة أضعافنا
Kamal Elgizouly
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
اللهم أرحم الطيب محمد الطيب الففيد الشهيد أشهد اته دأب دأب الرسل والأنبياء والصديقين والشهداء وما فقدنا إياه فقد لواحد ...ولكنه بنيان قوم تهدما رحل الرجل فى صمت لايليق بسماحته ... كطيف توارى بذات الهدوء المعهود عنه مثل أسلاف له كانو مشاعل غابت عنا دونما إكتراث بهم شد ما أعجب له عدم إفتقادنا لغياب النور ونحن نتخبط فى الظلام!!! أ لأنها ظلمات بعضها فوق بعض لاندرك معها من غاب أو حضر؟؟؟ العزاء :ـ لم يمت من خلف أمثالكم ولن بموت الوطن الذى يزهر على رفاة الطاهرين كان الرجل مزوارا محبا لوالدى عليهما رحمة الله أتابعك منذ البداية ولكنك حينما وصلت الفادنية... الشوق غلبنى فتفلتت منى الكلمات بلا مشهاد كقطيع رأى بهمه عند الرواح بلا عقال (انتو قربتو خلاس مننابينا وبنكم تمبول بس يارب تكونوا غشيتونا) نتابعكم حرفا وخطوة ووقفة. سمية الحسن طلحة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: سمية الحسن طلحة)
|
الأستاذه سميه بكيتى فأوفيتى لذلك الواصل للأرحام والعارف للأقوام وكتبتى حيث أبنتى وأفصحتى وأوضحتى لقدر ذلك القدير بربه ونور قلبه وجهد عقله وبحثه من واقع العارف الواقف وعلى مقربة منه حيث كان يداوم الزياره لمن مثله فى الإبداع والدك الأديب النحرير والفقيه العارف الشيخ الحسن طلحه رحم الله أولئك ورحم أمثالهم ومن تشبه بهم ومن نهج نهجهم اللهم أرحمهما برحمتك لخاص أنبيائك وخاص أوليائك وخاص خاصة رسلك وأرحمنا بجاه رحمتك إليهما إنك أنت العطوف الروؤف الرحيم
ولك ولآلك صادق السلام والشكر
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
ليتنى كنت أديبا كبيرا مثل شيخنا د/عبدالله على أبراهيم العطبراوى الدامرابى أوأديبا مثل منصور المفتاح . لاكتب عن المرحوم الطيب الرجل الكادح . التربال . الفقير . الفكى . الخليفة الودود قبل سنتين رفض السفر للعلاج بلندن . أختار أجراء عملية القلب بالمدينة المنورة . سوف أذهب الى المدينة المنورة . أقف خاشعا أحمل ( نعلاتي ) تحت أبطي .أقف حافيا عاري الرأس . عند سيدي المصطفى . هناك علاجى . هناك يرتاح القلب أخرج الى شارع أبي ذر الغفاري أردد فى سرى ــــ ياربى سائلك تقبل لي مطلب تعطينى جملا كبير وأصهب موالدون قصير وماهو المشقلب أصهب بشارى طائع مؤدب صدرا مفجج فى شوفته ترغب سرجا سنارى محكوم مذهب ـــــ توفى بعد سنتين من العوده ألاستاذ الطيب سيد العاشقين عليه رحمة الله ماأشد ماأحب الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم وأشد ماأحب للجمال وألابداع . كان يحترم الكتاب والشعراء . يعشق الكتب ويخاف عليها ويجمعها وينفق عليها أكثر من ما ينفق على صحته . يسافر يترحل ينتقل يبحث ويكتب لايعتمد فى عمله على حكومه . يضحك ساخرا الحكومة يازول مشقولة فى حاجات أنفع . له الرحمه لقد أذاع أسماء المساكين فى كل ألافاق ورحل . نعم ياسلام عثمان عبدالرحيم موسى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: Osman Musa)
|
الأخ Osman Musa
يا ذا القول الصادق والمطابق لحقيقة ذلك الرجل الفنان بكل ما تحمل كلمة فنان من معنى لمعرفته وتذوقه بفنجرية البرامكه للشاى لكل تلك الأضرب فتسمعه يكر مع أهل الجابودى ويشير إلى أسباب قول الدوبيت وكانه سكن قلوب قائليه ويفرح لليالى الطنابره وكأنه موعود معهم بحصاد المشرق والتموده وكما تحدث عنه كمال الجزولى حيث أجابهم عن مسرح الفرد برحلة ضربوا بضامرهم إليها كبد الجزيره حيث كانت حظوتهم وكان مسرحه كما قال كمال قلب عنقريبه وصالته أكاليم سامعيه ومشاهديه فكانت براعة البيان بالعمل ولذلك الرجل قولا فى كل منحى وكل موضوع وما بالك غوصه فى بيت كلاوى الريح اللحمر وقلب الزار وعرف وعرف شيخاته وشيوخه وعرض واقعه
فيا عثمان ذلك التربال الخليفه أمة من العلم ومدينة له
له الرحمه ولنا ولكم ولآله
عميق ودى وسلامى
منصورمنصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
عزيزنا حامل الطيب : الكاتب منصور
جلبت لنا كتاباً كَتبه سيده بصفاء ، ومحبة ، يشوب كتاب المُبدع عبد الله علي إبراهيم هُنا محبة وارفة ، وسلسبيل لكيف كان الراحل ، وكيف اختطَ سيره في فلوات الكواسر . عن أم غدي : ذكّرني اسمها ، قول أستاذنا في لغة العربية ( العَقلي ) ، كان يقول لنا أصلها أُم غَدٍ ، ثم حورها اللسان . ليس الباب هُنا أصول الأسماء أو تحويرها ، وصاحب القول الفصل (الطيب ) قد رحل ، فهو يعرف أصول الكلام خير من أساتذة اللغة ونحتهم في الأسماء من واقع : ( أيهما أقرب للغة قريش .. ثم يحيلون الكأس لمَجرى اليمين بحكم الكسل .
يستحق الطيب أسفاراً عنه ، شخصه الفارع ، وكيف يأخذ بناصية أريحية التقديم ، وخطف المحبة من فَك التوجُس ، فأحبه الجميع . ربما يرى البعض أنه لم يغشى أريافنا الضاربة في أصولها الأفريقية كما كان يغشى غيرها ، وتلك لما تيسر له وطول باعه من الممكن . شكراً لعبد الله الوفاء ، بدون ( الوخز ) الذي اعتدناه يرمي به في ماء لغته الجميلة ، فنُغادر المقال بريبة الحُكم المُغلف على الآراء والأشياء والدُنيا والناس ... دون أن يسرد الدفوع لرأيه . شكراً للدكتور عبد الله ، فقد أوفى الرجل ،
وربما نعود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: عبدالله الشقليني)
|
أخى وأستاذى عبدالله الشقلينى
ألا ترى تلك أم غد كما عرفها أستاذك كيف ربطت بينى وبينك كما ربطت بين دكتور عبدالله والطيب محمد الطيب تلك أم غدى بينت قاسما مشتركا أعظم بينى وبينك والسابقين أستاذى ذلك العقلى المشلوخ سلما سمانيا والمربوع فى فاخر عباءاته وفرجياته وراقى نظاراته والمتأدب ببرهانيته والمؤدب بعلمه للغه وفقها والفقيه فى الدين وفى فن المعامله عليه الرحمه بما أعطى وبما خلف من معارف مثله مثل شيخنا الطيب والذى نتمنى عودتك بدلو متين توه ومن فضل بئر ذلك العقلى لتروى زرع هذا الطيب طيب الله ثراهما وعلمنا ما علمهما وما علم من النافع الشافع
لك منى السلام ولك الود والإعزاز
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
تلك الكتابه الآسره والمؤثره بأسيل خدها وفارع عودها الخيروزى وفاخر وفاره إهابها وبهى أبهة طلعتها ليست بيدى ولكن بيد ساحر الكلم ولاجم جنها الدكتور عبدالله على إبراهيم الذى كرب كرابته وبكاه ذلك الذى فجعنا فيه الطيب محمد الطيب بحرقة المكلوم والمفجوع والمخلوع من خطف المنايا لعزيز لذيذ لهجه وسديد وقويم نهجه ومبهج وهاج راقى حرفه الذى حفر به بحرفة أهل الفن مخزون التراث المختبئ كمجهول تاريخنا القديم والحديث وأخرجه دررا نوادرا من الأحاجى والأقاصيص ودون سائر الفنون والنغم والرقص ودون لباذليها فعرض أدفرينى برزم دلوكته وحكامات الجعليين وطنابرة الشايقيه والبديريه وجرارى دار ريح ونحسات الجموعيه ونوبات الصوفيه ونقارات المسيريه وآل دارفور فصل الأحساب والأنساب وغاص فى أدب الإندايه أرخ لعلم الأنثربولجى بعفويه وتقنيه عاليه فجالس سلاطين النيليين ومكوك بنى شنقول وشيوخ الهمج
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
أبدع الطيب محمد الطيب فى إظهار فن النساجه الموروث من القدم عن النوبيين وتطوره إلى فراد وشالات ودمور وأبدع فى إظهار فن النسابه والتقى بمن يجيدون ذلك الفن وتعمق فى الحديث عن عجيب المانجلوك وعن العبدلاب وعن زعيمهم جامع القبائل من القواسمه وأبناء عمومتهم ذلك العبدالله جماع تحدث عن الشيخ ود الأرباب وعن مآثره وتحدث عن الفكى الأمين ود أم حقين الرباطابى الجموعى وود مريوم وطيب القوم فذلك الطيب خبر الصالحين وخبر برهم وعبر بحرهم فنسأل الله له البر والتواب واللطف ثم الفردوس
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: عبدالله الشقليني)
|
حياك الله يا الشقلينى وأبقاك وكلنا ملة بعضها من بعض بلغنا من الحيرة ما بلغنا بفعل الساسة فينا وبظلمهم لنا الذى نحياه ونعانى من ويلاته فى شتى أضرب الحياة وها هى ملاذاتنا ترحل كالشهب من مجراتنا زرافات ووحدانا فقبل أن نشبع الطيب بكاءا وفوق جرحه خلف الكى بادى محمد الطيب رحمهما الله رحمة واسعه ورحمنا بجاههم وصادق شكرى وسلامى لك وودى
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
الدكتور أبوبكر السلام يا همام
نعم كان عونى قاسم عونا لنا فى أضرب شتى وكان نجيله ومازال مرجعية بوادى الكبابيش التى ظعن فيها حينما ظعنوا وأقام فيها حينما أقاموا وكذلك محجوب كرار بتدوينه وعرضه للتراث وجمعه للأحاجى وذلك الحقيبى المرجع ثم شيخنا الطيب الشامل لأوجه التراث بلا إهمال لوجه من وجوهه الشيقه رغم مشقة التدقيق على قوة الرغبه فى التحقيق ولكنه ناذر غير قاعد لما أرتضى فعله فجميعهم أولئك قد مهروا جهدهم وإجتهادهم بما تكتنز به الأراشيف المهترئه وخرب الذاكره عند البعض ولا أحد من وزراء الثقافه ولا العاملين عليها ولا مؤلفى القلوب إليها من ذوى الأشواق والذوق الراقى بباذلين اليسير من الجهد لملاحقة ذلك التراث بتشجيع قطاعات من الطلاب ذوى الذكاء والإهتمام وتمويلهم بكتابة بحوث أكاديميه هادفه تظل تنظيرا علمى يحفظ ذلك الزخم من الخزف والزعف والشعر والوبر والفخار والقرع ومن أضرب الإبداع التراثى الأخر من مناحات وفروسيات ودوبيت وطنبور وجرار ورقص وسرد وأحاجى وما غير ذلك حتى نبقى على حلقة الوصل بين الأجيال الآتيه ونبقى على تفرد الذاتيه وتفرد الهويه التى نجهل كنهها وسرها وسحرها الخلاب فيا عزيزى أبوبكر أبقاك الله داعما ممعنا صادق لهذا البلد الأمين بأمثالك وثانية لك خاص وخالص ودى والسلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
Quote: حتى عَمَدَ إلى إقناع التلفزيون بإعداد برنامج خاص عن (حاج الصديق). لكن ليتهم سمعوا نصيحته وقتذاك ، كما قد علمت منه ، فلم يستكثروا ذهاب كاميرتهم لتسجيل اسكتشات ذلك الفنان المدهش ، بتلقائية أدائه وسط جمهوره هناك ، فقد توفى الرجل ، للأسف ، بعد ذلك بسنوات ، ولم يتبق منه الآن سوى هذا البرنامج الذى جفف طاقاته ، بكل ثرائها ، على منضدة بائسة فى ستديو خانق ، وما زلت أشعر بالحسرة ، كلما رأيت كاميرات الفيديو تتنقل الآن فى الحفلات ، على قفا من يشيل ، بعدد صحون العشاء وزجاجات البارد! فلو تيسرت للطيب واحدة ، ليلتها ، لما ضاع ذلك الأثر الفنى النادر ، مرة .. وللأبد! فهل من ماجد يقتفى الآن (بكاميرته) آثر اكتشاف الطيب ذاك بخطة بحث قاصدة تفترض أن حاج الصديق لا يعقل أن يكون بلا ورثة ، فيجعل لحركتنا المسرحية مرجعية مخصوصة فى تراثنا الشعبى ، ولتنظيرات مسرحيينا آفاقاً أرحب من مجرد الاجترار العقيم لإشكاليات العرض من قواعد أرسطوطاليس إلى جدل (الممتع) و(المفيد) ضمن نظريات برتولد برشت فى (الأورغانون الصغير |
المنصور: تحياتي لك .. هذا نقل وتجميع غاية الإهمية لما كتب عن الطيب محمد الطيب .. فقد ظل يكشف عـــن التراث بمثابرة لم تعرف الكلل .. وطور لغة هادئــة واصلة .. وكان مهموماً بأن يعرف أهل السودان ما تحفل به أريافه من قيم تستحق أن تعرف وتوثق .. كان عارفاً لدوره ومجيدا له .. إنه يستحق أن تقام له داراً بأسم الطيب محمد الطيب (للتراث الشعبي).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
المنصور: تحياتي لك .. هذا نقل وتجميع غاية الإهمية لما كتب عن الطيب محمد الطيب .. فقد ظل يكشف عـــن التراث بمثابرة لم تعرف الكلل .. وطور لغة هادئــة واصلة .. وكان مهموماً بأن يعرف أهل السودان ما تحفل به أريافه من قيم تستحق أن تعرف وتوثق .. كان عارفاً لدوره ومجيدا له .. إنه يستحق أن تقام له داراً بأسم الطيب محمد الطيب (للتراث الشعبي).
الأخ العزيز محمد نعم هو كل الذى قلت وكل الذى لم تقل عنه وهو كسبابى الإبل يعرف متى يشتريها وكيف يبيعها سلسا ثابتا متواترا سرده بلا توتر ولا تردد وكمعرفة أشعب لمطايب الطعام يعرف الطيب مطايب التراث ويعرف خزائنه ويمتلك مفاتيح تلك الخزائن وكالذى لا يستقر المال فى يده من كرم يعطى كل الذى أخذ من خزائن التراث إلى الناس (فكيف تمسك ماء غنة الجبل) فيا عزيزى الطيب فرد فى إفراده وفض وفاضه وصادق الود والسلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
الطيب محمد الطيب: يوم دوخنا دوخة نريد الكبيشاب عبدالله علي إبراهيم اصطحبت الأستاذ الطيب محمد الطيب في رحلة عمل ميداني في نحو آخر 1967. وكان نطاق الرحلة هو الكبابيش الشرقية التي تبدأ من أم أندرابة وتشمل جبرة الشيخ وحمرة الشيخ وغيرهما. وكنت أريد أن التقي برواة من فرع الكبيشاب من الكبابيش الذين يسكنون تلك الناحية. فقد سمعت بين الكبابيش الغربيين عن قصة فارس منهم اسمه حمد ود شتان خلال فترة نزاع الكبابيش وبني جرار حول ملكية الدار بشمال كردفان. وكانت المعركة الفاصلة لصالح الكبابيش في قوز التمامي نحو عام 1815-1816. وقيل إن حمد ساءه أن يسمع من الزبير ابو النية، وهو من نوراب الكبابيش، "تِنِبِراً" وهو الفخر الزائد بالنفس. وهنا تحدي حمد رفيقه الزبير أن يقتحما صفوف العدو الستة إلى حيث يوجد بخيت ود قبلة وهو زعيم الزيادية وحليف بني جرار. ومن مات مات ومن عاد عاد. وقٌتل الفارسان دون مرماهما. وقٌتل في المعركة موسي ود جلي فارس وزعيم بني جرار في معركة قوز التمامي. وقد وقفت عند القوز وصورته. فقصة موسى ود جلي قصة لي معها ثأر وسأكتبها أو أقتل دونها, وقد بدأت والطيب كتابة هذه القصة ونشرنا الحلقة الأولي في مجلة "العربي الأفريقي" التي أصدرها السيد عبد الرحمن السلاوي وترأست تحريرها في 1979. ولم يحتملها نظام نميري وأٌوقفت بعد العدد الأول. الضل الوقف ما زاد. وبكت حمد ود شتان زوجته بمناحة يجدها القاريء في كتابي "فرسان كنجرت" صفحة 129. لم أجد من بين مذكراتي الحقلية ذكراً للطيب. وهي مذكرات كنت أدونها قبل أن أخلد إلى النوم أكتب فيها مجريات يومي واستنتاجاتي مما يدور حولي وخططي لمواصلة عملي. وهي مما توصي به كتب منهج الفلكلور والأنثربولوجيا. وهي مفيدة جداً بشهادتي أيضاً متى جئيت لتحليل مادة الحقل. وربما أنساني أنس الطيب خلال زيارتنا القصير أن أقوم بهذه التبعة المهنية. ولا زلت اذكر يوماً كنا نسال فيه عن مضارب الكبيشاب ولم نعرف لهم موضعاً ودخنا دوخة. فقال لي الطيب مرهقاً :" يعني لو إسرائيل عاوز تضرب عرب الكبيشاب تدوخ دوختنا دي واللا شنو؟". وكان ذلك في أعقاب هزيمة يونيو 1967. ولما لم أجد يوميات الطيب معي بدا لي أن أنشر يومية اخرى من عملي الميداني إجلالاً لخاطره وللمهنة التي أعطاها عمراً قصيراً عجيباً . وهي تذكرة لشبابنا عن ثمن الحب العظيم وتكلفته. واليومية التي انتخبتها تحكي عن أيام لي اولى بين الكبابيش وقد تشوش قادتهم من جهتي. فقد كان مصير الإدارة الأهلية في كف عفريت بعد ثورة اكتوبر 1964 ولم يسعدهم ان يأتيهم من الخرطوم رسولاً ربما تجسس عليهم. ثم انقشع هذا الظل الثقيل من الشك والريبة. وعدنا بفضل الله والوطنية أخواناً . وسيرى القاريء ليوميتي انزعاجي الباكر لهذا الجفاء المشروع.
أم سنطة، شمال كردفان الخميس 29/12/1966
قبل أن نتوجه إلى العرس الذي أرشدنا إليه (من حولنا) قررنا أن نذهب إلى بئر دويح . كان غرضي المجاملة لا أكثر لأن القبيلة ليست فرعا من الكبابيش موضوع بحثي وإن كانت تختلط بهم اختلاطا واضحا . والمجاملة نابعة من أني وفي أيام توتري الأولى وأبان محاولاتي لكسر الحلقة من حولي اتجهت بقدمي نحو بئرهم ووعدتهم بالمجيء إليهم. واكتشفت أخيرا أنهم أقلية قبلية وانشغلت عنهم يومها وحدثوني أنهم قد استعدوا في اليوم المحدد ولم آت. آلمني ذلك وإرضاء لهم توجهت لأسجل منهم دوباي البئر. كانوا طبيعيين في تسجيلهم. لم يمس المشهد الواقعي لدوباي البئر إلا أثر طفيف للافتعال وانسجموا غاية الانسجام سوى أن كان يحدث أن أثنين منهما كانا يشتبكان في الدوباي في المرة الواحدة ربما عجلة للتسجيل . روحهم طيبة. النمَ عندهم يختلف عن النمَ في بئر ود جريو (أولاد عون ) . ذهبنا إلى السوق لنكتشف أن الزواج غداً وأن السِهار (الحفل السابق لبوم العرس) سيكون اليوم فقمنا بترتيب أمرنا وذهبنا مع الأخ عبد الرحمن خليفة التاجر . أول صلة مع التجار كانت حين عرضت عليهم أن نحملهم بالعربة إلى دكة شيخ محمد المر وكيل ناظر الكبابيش بدلاً من أن يشدوا الجمال .تقبلوا الدعوة وتحركنا نحو الدكة. انتظرنا الشيح محمد وكان في استقبالنا شيخ على (ابن اخيه) الذي بدأ – فيما أظن – يتحرر من ريبته فينا وراح يسألنا ونجيب عليه .. ونسأله أيضاً ويجيب . وفي بيت الشيخ إبراهيم على التوم (أخو المر) أو الشيخ على 3 بنادق .. البيت مقولب ولكنه يبدو أنه لم يكتمل . .. سألنا الشيخ محمد إن كنا ننوي أن نقنص ... أصر علينا أن نجلس على الكراسي وأبديت شعوراً قوياً بأن أجلس معهم على السجاد ولكنه لم يقتنع مطلقاً برغم تكرار محاولاتي . برجوعنا إلى السوق دخلت في دكان عبد الرحمن وشهدت عملية البيع والشراء ... زجاجة السمن برطلين من السكر وأوقيتين من الشاي وقرش بلح ... فتاة حلوة ورائعة الملامح تطلب "جٌبة" وتحمل القماش إلى زميلة لها وتسألها وإن لم يكن هذا أجمل من الذي اشترته "...." مباهاة . كانت تتكيء على زميلتها كأن التاريخ والزمان قد انقضيا وكأن فيتنام لم تكن. في المتجر عاجات ومازالت هذه الزينة موضوعاً للغزل. حمل اليَ حسن خيرالله، السائق، وعبد الباقي، المصور، بريمة وهو من الذين يؤدون دوباي البئر وكان رائعا في التسجيل .. ليست هناك رهبة ربما لأنهم لا يدورون عن المسجل شيئا . في منزل الشيخ على أمسكت بطفل الشيخ محمد .. طفل لم يتجاوز الخمس أعوام. في عنقه كمية من الزينة .. قطعة فرع مثقوبة ومعلقة بخيط، حجاب في داخل صندوق من الصفيح مربع، ومشاهرة من الفضة . وعدنا .... وقضينا المساء في الخمول العادي. ذهبنا إلى الحمام في الدونكي وعدنا لنجد خير الله قد ذبح النعجة التي أهدانا الشيخ لها . اكتشفت أنهم لا ينفخون الذبيحة لكي يسهل عليه سلخ الجلد ... يقولون أن هذا حرام .. سألت حسن هل تعملون الشطارة. لم يعرف للكلمة معنى وبعد الشرح قال لي "أم تبر" .وكشف عن يده ووجدتها هناك .وقال أنهم يستعملون القصب في حفرها . في السادسة والنصف تحركنا إلى دكان عبد الرحمن اكتشفت لهولي أن لا سِهار اليوم عند أولاد أبو شاية لأنهم حادون على امرأة توفت من قبل شهر . وحتى الظهر كان الكل يتحدث عن السِهار وهاهو السهار ملغي كأن المرأة قد توفت في ما بعد الظهر .. ما الذي يجري في الخفاء ؟ هل لا يرحبون بنا ؟ ماذا يريدون ؟ دار رأسي بمختلف الأسئلة وجئت بعبد الرحمن التاجر لتناول العشاء معنا . غشي بنا بيتين أنيقين من القماش ليسأل عن (المكروه عمداً) فلم يجد فيهما شيء ... سألته هل هذه بارات هذا البلد ... فأجاب ضاحكا بالإيجاب . جاء الشيخ حسن ناظر عموم الكبابيش. ما زال يتكلم عن شحنة (المكروه عمداً) القادمة من الفاشر . كانت جلسة ممتعة بالشعر والشرح وبخاصة في أنواع الغزلان وعرفت أن أم حقو غزال نصفه الأعلى أحمر والأسفل أبيض وله قرون كالغزال طويلة وتمتد إلى الأمام باعتدال .. والمَي نوع من الغزلان كالغنم قصار وقرونه معكوفة كالخروف وأن الحٌمرة ريل أحمر وله صيحان (خطان) زرق بجانب واحد . الشعراء يصفون المحبوبة بالمي والحمرة في الابتعاد والناي. أم حقو (. . . ) تسكن في قلب الصحراء حيث لا عشب ولا شجر . و المي يصعد إلى السام وهو الصخرة ذات الزواية القائمة الشاهقة التي لا يرقى إليها غير الكوع الأرقط (النمر) والطير . تحدثنا عن الغنم والجمال وعن المرأة التي لم تحس بالراحة إلا حين تركت رعية الغنم إلى الجمال. ورعية الضأن شقية لأنها لا تعطي صاحبها نوماً. فهي بطئية الحركة وحين تنتشر يهرع صاحبها ويطاردها . وتحدثنا عن إدريس الغلياني (كان بطل تلك الأيام لأسباب شرحها يطول) واكتشفت أن الشيخ محمد المر شاعر مهول وأن ما كتبه كاتب محكمته وهو دودين كان منه ... ينبغي أن أتسلل إلي الشيخ . عرفت أنه يرغب أن يستمع إلى تسجيل التريح وهو الرواي الرئيسي لتاريخ الكبابيش . هذا خيط فيجدر بي أن أمسك به. تحدثنا أيضا عن ود كجام الذي هو الآن في جبرة الشيخ وعن بعض أشعار ود جودة وشيخ حسن يحفظ لهما الكثير كانت أمسية لا بأس بها . مكروه ولحم وغناء أحمد عمر الرباطابي .
د.عبد الله علي ابراهيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
Quote: أردت لحبيبنا الطيب موتاً في غير زمان الهرج هذا: زمان العُصب المسلحة التي ظلت تأخذ بخناق الوطن محكمة فينا ''بيض الصحائف'' وهي السيف. أردت له أن لا يموت وشركاء الحكومة متماسكون الحزز في جوبا أو مدلون بدلوهم بزخات الرصاص في أركان النقاش الجامعية. أردت له أن لا يموت في سياق حرب الاخوة في دارفور والمناصير وبورتسودان والخرطوم الأخرى. أردت له أن لايموت ورائحة السحت تزكم الأنوف وتكسر خاطر الناس. أردت له موتاً في جلال موت موسي ود أبو حجل الذي استشهد في معارك المهدية الذي كثيراً ما ترنم فقيدنا بما قيل في مناحته:
يوم جانا الحصان مجلوب
وفوق ضهرو السرج مقلوب
حبيب ريدنا وسدوهو الطوب
وابكنوا يا بنات هجلوب |
شكرا أستاذ منصور على هذه الاضاءات التعريفية بعملاقنا الأستاذ الطيب محمد الطيب جنى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
أستاذى السنى تلك الكتابه الآسره والمؤثره بأسيل خدها وفارع عودها الخيروزى وفاخر وفاره إهابها وبهى أبهة طلعتها ليست بيدى ولكن بيد ساحر الكلم ولاجم جنها الدكتور عبدالله على إبراهيم الذى كرب كرابته وبكاه ذلك الذى فجعنا فيه الطيب محمد الطيب بحرقة المكلوم والمفجوع والمخلوع من خطف المنايا لعزيز لذيذ لهجه وسديد وقويم نهجه ومبهج وهاج راقى حرفه الذى حفر به بحرفة أهل الفن مخزون التراث المختبئ كمجهول تاريخنا القديم والحديث وأخرجه دررا نوادرا من الأحاجى والأقاصيص ودون سائر الفنون والنغم والرقص ودون لباذليها فعرض أدفرينى برزم دلوكته وحكامات الجعليين وطنابرة الشايقيه والبديريه وجرارى دار ريح ونحسات الجموعيه ونوبات الصوفيه ونقارات المسيريه وآل دارفور فصل الأحساب والأنساب وغاص فى أدب الإندايه أرخ لعلم الأنثربولجى بعفويه وتقنيه عاليه فجالس سلاطين النيليين ومكوك بنى شنقول وشيوخ الهمج
munswor
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
الأخ الأستاذ منصور عبد الله المفتاح لا غرو أنك صاحب سبق في توثيق كل رسائل العرفان التي نشرت عن الأستاذ الطيب محمد الطيب، فهذا جهد تشكر عليه، ويجب أن يثمن أيضاً عطاءك في فك طلاسم بعض مفرداته، فليستقيم ميسم هذا العطاء الثر، عليك أن تجمعه في ملف واحد، وتفكر في أمر نشره في مجلد يليق بمقامك الرجل الذي كان أمة، فأنت أهل للمبادرة والعطاء، والذي نشر جدير بأن يوثق بطريقة علمية، فأنت أهل التوثيق والتواصل مع الآخرين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
هناك الكثير مما يستوجب القول عن حفظ ذكر الرجل ومأثرته. ووددت لو أنه مات في غير موسم فول أم غدي ليكون حديثنا عن الولاء لذكراه قولاً لا يطير شعاعاً بعد رفع الفراش السياسي عليه. ولكن مما يلطف فقد الطيب أنه حين مات كان شرفه كمثقف فوق الشبهات وعلمه مما يمكث في الأرض ورفقته غزيرة لأنه لم يشترط لتعاطي الثقافة شهادة موثقة أو لساناً متحذلقاً. لقد جعل الأميين صناع ثقافة وسألهم بتواضع جم أن يملوها عليه. وفعلوا وفعل. وزدنا بذلك إنسانية هي ما يبقي على هذا البلد الطيب برغم الشرور التي أحدقت به طويلا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
وفجأة ظهر بيننا الطيب ''قاطع حبلو'' من الدامر. قال إنه محب للفولكلور وقد طلق أشغاله كلها وقرر التفرغ لجمع الأدب الشعبي. لا أذكر أننا سألناه عن مسيرته التعليمه ولست متأكداً إلي يوم المسلمين هذا كم استحصل الطيب من علم المدارس. وكان واضحاً أنه رجل نير ولكنه صفر اليدين من الشهادات. وأذكر أنه قال إنه كان مندوب أهله في المقرن في مجلس ريفي شندي الذي تبعت له المقرن. وقال إنه كان تاجراً أو تشاشاً. ولم يترك لنا الطيب باباً لمثل هذا السؤال فقد أخذنا منا بمحفوظاته من التراث وبأدائه بصوت طربنا له. وسعى يوسف في أروقة الجامعة يطلب له وظيفة لم تخطر على بال بروقراطي وهي جامع فولكلور بأجر مجمد قيمته خمسون جنيهاً وكان مرتب أي منا لا يتجاوز الستين. وقبلت به الجامعة. ووفرت له الشعبة عربة جيب رقمها 5 خ8731 ومسجلاً ألمانياً ماركة قروندق وسائقاً ''دنقلاوياً'' أنيساً هو السيد حسن خير الله ودفتر بنزين صالح لملأ تنك العربة او شراء صفائح الوقود من أي طرف في السودان. وكانت هذه هي الفترة التي توسعت فيها حصائل الطيب من فلكلور الجماعات السودانية في الحضر والبادية وفي العرب و''العجم''. ووجد منفذاً لنشر هذه الحصائل في ''سلسلة دراسات في التراث السوداني'' التي طبعناها بالرونيو كالشيوعيين والجمهوريين. ومكنت هذه الفترة للطيب أن يقف على الخريطة الثقافية لضروب الفلكلور وملكات رواته ومؤدييه وأن يكشف عن ''الضفيرة'' النسيقة التي تربط آداب الجماعات السودانية. وكانت هذه الحصائل زاده في رحلته المثيرة في ''صور شعبية'' وكتبه الأخري مثل ''دوباي'' و''المسيد'' و''فرح ود تكتوك'' و''الإنداية''
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
تِلّيشة على قبر الطيب
عبد الرحمن الغالي [email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
شُوْيَم شدَّ قارحو.. تال البعجبو الراوي
من وَشَل القِبيْل.. غاويها شهّل ناوى
شاشتْ نفْسو شاقا.. قُرْب العقاب الضاوي
بشويْش يا الشّبندي.. فُرْقَكْ بحرِّق وشاوي
(2)
نعلَّكْ ما حِرِدْ .. من حال وِلاد التابا
تركوا السَّمْتة بتَّاً.. خمَّدوا التُّقّابة
الليلة ام نفايل.. هانوها قصُّوا رقابا
بعد العز قبيل ..عادْ عِدْمت الورتابة
سِيْد الحق مقمَّح.. جَسَرَنْ عليهو ضِيابة
البلد المِكُوْفِرْ سِيْدا.. مَكْتول عشوقا صبابة
ركُّوها وبِقتْ ..مِتْل التكِنّها غابة
زعلان فُتَّها.. أم حنّتْ عضاك لترابا
(3)
البلد الهَويْتُو.. بِتَعَرِفْ تُمامو وقرضو
ما خلّيت بكان.. شقّيتو طولو وعرْضو
تريان كدَادو ملبّك.. محلان جديب في بعضو
الهاجّي ورا السعية..والزَّاحْ يتيرب أرضو
أحييت التراث... كمّلت ناقص فرضو
(4)
ما وقّفك عتمور..يلمع يراري رهابو
ولاك هيّاب دَغَلْ..صُم الرجال بتهابو
ولا اتلجلحت في صيّاً تزازي ضبابو
جميع ساكن البلد... تعَرِفْ أصِلْ أنسابو
عِلْمَكْ فاض طمح.. غمر البلاد بي تسابو
أدب الشعب جَزَمْ... إيّاكَ فاتح بابو
(5)
البلد المشيتو.. هُويُو وصعيدو وشرقو
في عِز الهجير.. أوكات صَبِيْبُو وبرقو
في الشوك والقشولي.. ما خفت طعنو وحرقو
همَّك أمة واحدة.. ابناها لا ينفرقو
يات مَن كان قبيل.. جاك مفتخر بي عِرقو
قُتْ ليهو القبيل.. افتخرو مِتلك غِرقو
السودان هَضِيْم.. أبقولو سَنَدو ودَرَقو
وفي القول القديم.. الرصاص بِشِتْ غير مِرْقو
السودان دِرِكْ.. ألفوه لا تنسرقو
وزي قول المثل.. البتيخ بقوم في عرقو
(6)
يا المكْ أبْ بنونة.. عاشق المعالي تملّي
يا ذاكر رِقية.. أُختْ المِنْشَنِق مدّلّي
شغَبَة وبت مسيمس.. أوعاك مهيرة تخلّي
بِت عطوة القبيل.. راتبها يوت بتدّلّي
والغبشة البتول.. الماسكة درب الشبلي
سِيَر فاضلات.. النسا أبقيتا سافل وقبلي
(7)
يا صاحب (المسيد).. والخلوة و(الانداية)
حاشاكْ ما شِرِبْ.. شُغْلَكْ عمار ودواية
الغُنا والمديح.. هِيْلَكْ دراية رواية
حُجة مَرْجِعِنْ.. تدْراها شكلاً وآية
(8)
العاقْب النقر.. فوق الحبيب بي طارو
والحردلو جاب.. فوق القنيص مسدارو
وود ضيف الله دوّن.. شيِّقات أخبارو
ود سعد اللبيب.. ساحرات بنات أفكارو
والعبادي أسكر.. بي لذيذ أشعارو
الكاشِف صدح.. سَبَنْ العقول أوتارو
جاب عون الشريف.. قاموسو عالي منارو
والقرشي الأديب.. جلّا المديح وادوارو
ود بدري الفصيح.. شارح المثل للحارو
لا تنسى أبْ سليم.. محيي التراث وآثارو
عبد الله الفهيم.. شرح الكتاب واغوارو
وياتْ مَن أهل الصلاح.. في مسيدو تشلع نارو
والصادق الأمين.. في البقعة فاتح دارو
والمهدي البحر.. غمر التّمود غمّارو
وكلْ سوداني حُرْ.. نفع البلد بي عمارو
يغريك السلام.. ويهديكَ مِن مُشكارو
(9)
يالطيب أخوي.. ذكراكْ دوام في بالنا
ابواتنا القبيل.. لا تحدثم بي حالنا
راجين الكريم.. حنّان عطوف يرْتالنا
نعدِّل مايلا.. والحال عُقُب يصْفالنا
(10)
سلام الحق لكوك.. يغشاك يوت في نعيمو
وبي الكاس الوسيع.. يسقيك من تسنيمو
وبي جاه النبي.. سائلين تكون في ليمو
نَعَمِنَّك عديل.. حبّوب نداك تديمو
عفيف وحصيف هميم.. عِلْمَك منشِّر غيمو
صلاة الحق لكوك.. على النبي وتسليمو
والآل والصحاب.. والحاجّي قاصد ديمو
صلاة الحق لكوك.. على الدليل وحميمو
على الأحيا الشريعة.. وما ترك لقَديمو
وكل مَن قصّ دربو.. طابق قِديمو قِديمو
ينْجابا البلد.. يرجع يندّي هشيمو
عبد الرحمن الغالي
السبت 17 فبراير 2007
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
أستاذ بدالرحمن الغالى سلام شديد والبركة فيكم اخى وأنشاالله يوم شكرك ما يجى نعلك ماحرد من حال ولاد التابا لا حولا بعد العز قبيل عاد عدمت الورتابة يا عبدالرحمن انت حرتها الواطه حرت جد من الردحى والعويل شيخنا الطيب كان فى موت الصناديد كان يردح بالسيف كان يتحزم ويتلزم وينهر الورق ويكشح الحبر ويطيل الذكر ويكثر من الدعاء انا يا عبد الرحمن عندى معاك كلام من هنى لى هناك اسع هنى دى وين هناك دى الدامر لكن هنى دى ما معروفه اهو جمعنا فراش الشيخ... اتمنا ان نلتفى سلام اخيكم عثمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: Osman Musa)
|
سلام الحق لكوك.. يغشاك يوت في نعيمو
وبي الكاس الوسيع.. يسقيك من تسنيمو
وبي جاه النبي.. سائلين تكون في ليمو
نَعَمِنَّك عديل.. حبّوب نداك تديمو
عفيف وحصيف هميم.. عِلْمَك منشِّر غيمو
صلاة الحق لكوك.. على النبي وتسليمو
والآل والصحاب.. والحاجّي قاصد ديمو
صلاة الحق لكوك.. على الدليل وحميمو
على الأحيا الشريعة.. وما ترك لقَديمو
وكل مَن قصّ دربو.. طابق قِديمو قِديمو
ينْجابا البلد.. يرجع يندّي هشيمو
عبد الرحمن الغالي
السبت 17 فبراير 2007
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
الحبيب منصور
طال غيابكم وبنا شوق جم
يوم جمعتني الظروف السعيدة في بيت الراحل المقيم المذيع الخير عبد الرحمن بالمرحوم الطيب وقد روى قصة من السلف من بطون العرب جعلتني أجزم أن الرجل موسوعة والقصة هي: ( كاد وعجبت) وهي تجري كالآتي: أتت غلنة الخُسِّ عكاظ ، فأتاها رجل يمتحن عقلها ويمتحن جوابها، فقال لها: إني أريد أن أسألك. قالت: هاتِ. قال: كاد . فقالت: المنتعل يكون راكباً. قالأ: كاد . قالـ: الفقر يكون كفراً . قال: كاد. قالت: العروس تكون مِلكاً. قال: كاد. قالت النعامة تكون طائراً. ثم قال الرجل: أسألك؟ قالت: هاتي. قالت عجبتُ. قالأ: للسبَّاخ لا ينبت كلؤها ولا يجف ثراها. قالت عجبتُ. قال للحجارة لا يكبر صغيرها ولا يهرم كبيرها!! تحياتي وشوقي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
الطيب محمد الطيب مدرسة بمنهج متميز وبوسائل سحرية ومعلم ملم بتفاصيل المنهج وحاذق فى توصيل مادته بتفان وجاذبيه تخلب الألباب وتسيطر عليها لا بل لا تستطيع الخروج عن برهة الرهبة تلك إلا بمتعة لا تقل عن متعة التلقى الكفاحى والتوصيف والنقل والسرد المحقق المدروس والمحلل من مختلف المصادر والمراجع فالطيب أحد عجائب السودان التى ستظل نبراسا نهتدى به فى التراث وتاريخه إلى يوم الدين
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
Quote: وفجأة ظهر بيننا الطيب ''قاطع حبلو'' من الدامر. قال إنه محب للفولكلور وقد طلق أشغاله كلها وقرر التفرغ لجمع الأدب الشعبي. لا أذكر أننا سألناه عن مسيرته التعليمه ولست متأكداً إلي يوم المسلمين هذا كم استحصل الطيب من علم المدارس. وكان واضحاً أنه رجل نير ولكنه صفر اليدين من الشهادات. وأذكر أنه قال إنه كان مندوب أهله في المقرن في مجلس ريفي شندي الذي تبعت له المقرن. وقال إنه كان تاجراً أو تشاشاً. ولم يترك لنا الطيب باباً لمثل هذا السؤال فقد أخذنا منا بمحفوظاته من التراث وبأدائه بصوت طربنا له. وسعى يوسف في أروقة الجامعة يطلب له وظيفة لم تخطر على بال بروقراطي وهي جامع فولكلور بأجر مجمد قيمته خمسون جنيهاً وكان مرتب أي منا لا يتجاوز الستين. وقبلت به الجامعة. ووفرت له الشعبة عربة جيب رقمها 5 خ8731 ومسجلاً ألمانياً ماركة قروندق وسائقاً ''دنقلاوياً'' أنيساً هو السيد حسن خير الله ودفتر بنزين صالح لملأ تنك العربة او شراء صفائح الوقود من أي طرف في السودان. وكانت هذه هي الفترة التي توسعت فيها حصائل الطيب من فلكلور الجماعات السودانية في الحضر والبادية وفي العرب و''العجم''. ووجد منفذاً لنشر هذه الحصائل في ''سلسلة دراسات في التراث السوداني'' التي طبعناها بالرونيو كالشيوعيين والجمهوريين. ومكنت هذه الفترة للطيب أن يقف على الخريطة الثقافية لضروب الفلكلور وملكات رواته ومؤدييه وأن يكشف عن ''الضفيرة'' النسيقة التي تربط آداب الجماعات السودانية. وكانت هذه الحصائل زاده في رحلته المثيرة في ''صور شعبية'' وكتبه الأخري مثل ''دوباي'' و''المسيد'' و''فرح ود تكتوك'' و''الإنداية''. |
-------------- شكراً كثيراً عزيزي منصور المفتاح على منحنا فرصة الإطلاع على ما كتبه د.عبد الله علي ابراهيم في حق الاستاذ الطيب ..
واسمح لي بربط بوستك هذا ببوست عن ود الشلهمة ..أحد شعراء البطانة ..كنت قد انزلت فيه ما كتبه الاستاذ الطيب عنه..وما اجمل وما اكثر وما اقيّم ما كتبه وما وثّق له الطيب رحمة الله عليه:
ود الشلهمة كما تناوله ذات مرة الاستاذ الطيب محمد الطيب ..
مع خالص التحايا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
رحم الله الطيب... ركب مع أهلى القطار من محطة الدامر فى سنة 79 وكان أحد الركاب قد وضع على الممر حبال والكثير من حزم ( سعف الدوم.. ..والشاى والجبنة خارج شباك القطار والبيض والطاعميه وما طاب من شقلات السفر .. ضحك الطيب وقال هنا تجد ما يرضى كل الأذواق . ويمكنك من هناء ان تحصل على كل شى دون مشقه. فهناك ضريح الشيخ المجذوب وخلف تلك الديار يرقد نهر النيل مصدر الخير.. والحال سمح لى يوم الدين __________ ماذا اقول يا منصور وحديث الطيب فى كل شبر من تلك البلاد عثمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
سجل فكاهة الرباطاب ودقق المناصير وخصال البجا أرخ للداجو وللتنجر ولتاما والفور والقمر والميدوب طاف ديار حامد والجوامعه والكواهله والهواوير والمسبعات والكبابيش وقف على البنايات والضرائح والقباب إستنطق أولاد الماحى وأولاد البرعى وكل مداديح أومداح السودان قدم وصفا تصويريا للنفير والفزعه كتب وصور عادات الزواج والطهور والبكاء تحدث عن القرع والرقص بالسيف عند فقد الخواص لم يترك كبيرة ولا صغيرة فى تراثنا إلا وقرع بابها بلهف وشغف الإنسان الباحث ولم يترك للفرنجة نقطة ليأتون بها ثم رحل كما قال باكيه فى زمن صار السيف لغير ماكان له والوصل غير الذى كان ألا رحم الله ذلك الباحثه طويل الباع والبال الطيب محمد الطيب وأسكنه فسيح جناته
والشكر لك يا أستاذى السنى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
الطيب محمد الطيب: رحيل رجل كبير
بروفيسور عوض محمد احمد
الطيب محمد الطيب، باحث فلكلور و جامع و محقق تراث لا يشق له غبار، ليس في ذلك أدنى شك. لقد غطت أعمال الطيب نقصا كبيرا في مدرسة التاريخ السودانية التي اقتصرت، تقريبا على تغطية الجوانب السياسية من تاريخنا، مغفلة الجوانب الاجتماعية ذات الصلة بحياة الناس العاديين. فمضى الطيب يوثق لمؤسسات ذات خطر كبير في حياتنا مثل المسيد و الانداية و القطار و الساقية و غيرها. بيد ان عبقرية الطيب تتمظهر أيضا في جوانب أخرى من حياته نجملها في ما يلي: 1. الفتى الريفي، صغير السن، محدود التعليم النظامي، قليل التجربة، القادم إلى الخرطوم من أعماق منطقة وادي نهر عطبرة، و بدلا من الركون إلى "الحلول السهلة" مثل التجارة الهامشية، عمد إلى تطوير نفسه واكتشاف و صقل مقدراته و مواهبه، شاقا طريقه إلى وحدة أبحاث السودان بجامعة الخرطوم (نواة معهد الدراسات الأفريقية و الآسيوية) في وحدة جمع التراث. فعمل مع فطاحل الأكاديميين السودانيين أمثال يوسف فضل و احمد عبد الرحيم نصر و سيد حريز و محمد المهدي بشرى كتفا لكتف بغير قليل من الندية. و لو اكتفى بهذا لأوفى و زاد، لكنه مد حدود نشاطه إلى أجهزة الإعلام المسموع و المريء. و لعل في هذا أمثولة لشباب هذا الزمان الأغبر، إذ تكتظ البيوت بحاملي شهادات البكالوريوس و احيانا الماستر تمر بهم السنوات حتى الأربعينات من أعمارهم في انتظار (الوظيفة) دون أدنى محاولة لشق طريق آخر أو اكتشاف طاقات أخرى كامنة عندهم بعيدا عن مجال دراساتهم.
2. لم يركن الطيب إلى شماعة كاذبة اسمها "الإمكانيات" التي يغطى بها أهل هذا الزمان على عجزهم و قلة حيلتهم. لقد جاب الرجل السودان من أقصاه إلى أقصاه جامعا تراثنا لا يحمل سوى جهاز الناقرا ذي الإمكانيات البائسة و أحيانا مسجل البيوت العادي. ترى كيف كان يكون الحال لو كان تحت تصرفه التقنيات الهائلة التي وفرتها برامج الكومبيوتر الحديثة. و لا أظن انه كان تحت تصرفه كثير مال أو قليله، لكتها الهمة البعيدة، تيسر الصعب و تقرب ما بعد من الطموحات.
3. استطاع الطيب تغيير مفهوم "النجومية الإعلامية" و نمطها. فبالعمامة و "جلابية السكروتة" و "شهادة الخلوة" نمكن من صنع نجوميته الخاصة جنبا إلى جنب مع أساطين الإعلام في عصره أمثال حمدي بولاد و حمدي بدر الدين و متوكل كمال و عمر الجزلى وليلى المغربي و غيرهم. و خلق لنفسه جمهورا من مختلف الأعمار و الجهات في الإذاعة و التلفزيون. كما صار ضيفا مرغوبا في المنتديات المختلفة.
4. الفقيد، و قد توفى عن أكثر من 75 عاما، ظل يعمل و يعطى في مجاله حتى آخر ايام حياته (لولا ان تمكن منه المرض خلال الأسابيع الأخيرة). و لعل في هذا أمثولة لكبارنا، الذين ما ان يتخطى الواحد منهم (مهما كان تأهيله) عتبة الستين و إلا و يستسلم للفراغ و شكوى الزمان و مناكفة العيال، أو ياوئ إلى اقرب "تبروقة" في انتظار من لا يخلف وعده!
و هكذا كانت حياة الطيب كلها عطاء و خير و إبداع. تقدم لنا حياته بيانا بالعمل ل"روشتة" النجاح: اكتشاف و تطوير ما وهبنا من إمكانيات، العمل بأقل قدر ممكن و منوفر من "المعينات"، و الإيقان ان ليس هناك حد عمري للإبداع و العمل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: عوض محمد احمد)
|
نمكن من صنع نجوميته الخاصة جنبا إلى جنب مع أساطين الإعلام في عصره أمثال حمدي بولاد و حمدي بدر الدين و متوكل كمال و عمر الجزلى وليلى المغربي و غيرهم. و خلق لنفسه جمهورا من مختلف الأعمار و الجهات في الإذاعة و التلفزيون. كما صار ضيفا مرغوبا في المنتديات المختلفة.
البروفسير عوض السلام ورحمة الله
لا بل كان الطيب أكبر من نجم وأكثر من مجموعة النجوم بجهده...بل كان مجرة تسبح حولها وفى أفلاكها الكواكب...كان منتجا لمعروضه مخرجا له من صدور الناس بصبر وتأنى....وكان مقدما له فى نمارق وأباريق يبثها بإلهام فنان تشكيلى متمكن...وكيف لنا أن نقول لمثل ذلك بقليل العلم النظامى...وهو الذى نظم علما إبتدعه وافترعه وفاق به إبن خلدون ودوركايم وصمويل باثليوس...لابل هو المرجعيه الوحيده التى جمعت وصاغت وحققت ثم عرضت ذلك الثراء....وكيف لمن ختم المصحف وحواه قراءة وتفسير ووقف على فقه مالك...ذلك المحدث الذى تتلمذ على البخارى والترمزى والأشعرى وأبوهريره وعلى نهجهم وعلميتهم كتب علمه...فكم من البحوث العلميه سوف تكتب عن ما خلفه وكيف لمن ينالها أن ينال فضلا زائدا عليه فيا أستاذى إن الطيب محمد الطيب لعقاد التراث والإجتماع فى عصرنا ولو أبينا
أشكرك جزيل الشكر وأثمن الذى قلت وأوافقك على تفرده بإبداعه فى ما يحب ويعشق وجيوش الخريجين تنتظر وظائف المكاتب ولا ينظرون لوظيفة الطيب محمد الطيب فى المكتبات وصدور الناس
وخالص ودى وسلامى
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
للتاريخ في حق المرحوم حدثني من اتق فيه أن المرحوم والمغفور له بإذنه وتعالي الأستاذ الطيب محمد الطيب وفي إحدى زيارته للأراضي المقدسة بُُعيد ثورة الانفاذ الوطني وعند ما كانت تسير سفينتها بزهو مندفعة تشق عباب البحر غير مبالية بالرياح التي تهب و في زيارته تلك أقامت إحدى المجموعات الأدبية الفينة بمدينة جدة مأدبة عشاء/أدبي تكريما له واحتفاء به دعى لها صاحب الدعوة المتهمين بالأدب و الشعر في جدة وكان بينهم شاعر ثورة الإنقاذ الأشهر في السعودية . في مستهل تلك الليلة دعا احد الفاتنين بشعارات الإنقاذ البارقة هذا الشاعر لإلقاء قصيدته الأشهر في تمجيد الإنقاذ‘ تلك القصيدة التي يمجد فيها الشاعر الإنقاذ بالنيل من أحزابنا الوطنية وقادتها خاصة حزبي المقدمة . ما أن بدء الأستاذ الشاعر بإلقاء قصيدته تلك بحماسه المعهود وإعجاب الإنقاذيين بقصيدته حتى انتفض المرحوم من بين الحضور قائماوكان حية قد لدغته واستأذن صاحب الدار بالانصراف ‘ تدخل صاحب و بعض العقلاء من الحضور لإثناء المرحوم عن قراره هذا . إلا إنه ورغم توسلات هولاء و في ظل إصرار الإنقاذيون وشاعرهم بالاحتفال بثورتهم الوليدة بطريقتهم تلك اثر المرحوم أن لا يكون ضمن الحضور في تلك الليلة واضطر أن يغادر الدار دون أن يتناول مأدبة العشاء مع من جاءوا للاحتفاء به
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
للتاريخ في حق المرحوم حدثني من اتق فيه أن المرحوم والمغفور له بإذنه وتعالي الأستاذ الطيب محمد الطيب وفي إحدى زيارته للأراضي المقدسة بُُعيد ثورة الانفاذ الوطني وعند ما كانت تسير سفينتها بزهو مندفعة تشق عباب البحر غير مبالية بالرياح التي تهب من جهات عديدة و في زيارته تلك أقامت إحدى المجموعات الأدبية الفينة بمدينة جدة مأدبة عشاء/أدبي تكريما له واحتفاء به دعى لها صاحب الدعوة المتهمين بالأدب و الشعر في جدة وكان بينهم شاعر ثورة الإنقاذ الأشهر في السعودية . في مستهل تلك الليلة دعا احد الفاتنين بشعارات الإنقاذ البارقة هذا الشاعر لإلقاء قصيدته الأشهر في تمجيد الإنقاذ‘ تلك القصيدة التي يمجد فيها الشاعر الإنقاذ بالنيل من أحزابنا الوطنية وقادتها خاصة حزبي المقدمة . ما أن بدء الأستاذ الشاعر بإلقاء قصيدته تلك بحماسه المعهود وإعجاب الإنقاذيين بقصيدته حتى انتفض المرحوم من بين الحضور قائما وكان حية قد لدغته واستأذن صاحب الدار بالانصراف ‘ تدخل صاحب و بعض العقلاء من الحضور لإثناء المرحوم عن قراره هذا . إلا إنه ورغم توسلات هولاء و في ظل إصرار الإنقاذيون وشاعرهم بالاحتفال بثورتهم الوليدة بطريقتهم تلك اثر المرحوم أن لا يكون ضمن الحضور في تلك الليلة واضطر أن يغادر الدار دون أن يتناول مأدبة العشاء مع من جاءوا للاحتفاء به له المغفرة والرحمة واسكنه في فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
.. ...سلام على روحه المحلقه...سلام ..ولك أيهاالمنصور..أيها المعليى فينا سيرة ًللرجل، كان أن حفر لها الساس ..فتقوم ما قمنا..ويعلى سورها وعمارتها..القادم من الأجيال ..لك أيها المنصور.. سلام ... ..ولأستاذنا فى الكتابه الإبداعيه..د.عبدالله على ابراهيم ..كثير العرفان ..بإشهارك ..الحب ..التأريخ ..والأثر الذى عادة .. مايذوب وعوامل النسيان..أيها المنتبه..إلى التوثيق ..التحليل ..والتفكر كما الطيب ..تنزل ..عليه شآبيب الرحمه .. صعلوكك ..الشاعر مازلت ..وقيع الله ..دنيا صفا..دنيا إنتباه ..ولكل المحتفين الأفاضل ..عرفان وسلام ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: خطاب حسن احمد)
|
الشاعر الباهر والناثر الآسر خطاب حسن أحمد السلام ورحمة الله عليك
كيف لنا أن نبخس حق الرجل وكيف لنا أن نبخل عليه وهو الذى رفع شأن الآخرين ورفع عصارة جهدهم وعرضها كاروع ما يكون اليس ذلك بأن يجعلنا أهل وفاء له أما دكتور عبدالله على فكان من أهل رفقته وأهل خاصته الذى يعرفون خبايا درره ونوادره ويعرفون ما لا نعرف عنه ودكتور عبدالله من أحق الناس بالكتابة عنه فيا خطاب لك الشكر ولك الثناء على الرثاء لذلك الفقد الكبير ربنا يغفر له ويرحمه ويجعل جهد معرفته صدقة جاريه كل ما أنتفع منها أحد.......................................................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم (Re: munswor almophtah)
|
تتجدد الحوجه إلى مبذول التراث السودانى فى هذا الزمان علها تعيد التصالح والتسامح وتكون قاسما مشتركا أعظم يشعرنا بواقعنا وبتسلسل إرثه وموروثه من التراث الثرى الذى ربما يشدنا ويحثنا على اتباع نهجه والإهتداء بوهجه علنا نخرج من دوائر الحيرة الضيقه إلى سعة الوطن ورحابته وبراح تنوعه القيم ولعل أهل العلم فينا بذلك التراث أن يؤسسوا على ما بدأه الطيب محمد الطيب ممالك للتراث نملكها وجداننا...........................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
|