|
Re: الطيب زين العابدين يدعم عبدالله على إبراهيم ويضيف لبرنامجه (Re: munswor almophtah)
|
عبدالله على ابراهيم الرئيس القادم للسودان! الفاضل عباس محمد على [email protected] بسم الله الرحمن الرحيم
الذين يفلتون من قبضة الفكر الشمولي والآيدلوجيات الرومانسيّة كالماركسية اللينينية يصيبهم الدوار لبعض حين، و يتصرّفون كالأرقاء الذين استطعموا الحرية، أو الأطفال الذين جبلوا على الشقق المحكمة الرتاج و النابي و التحكّم و السيطرة و الأبوية، و فجأة وجدوا أنفسهم أحرارا طلقاء في قارعة الطريق؛ و هكذا صديقي البروفيسور عبدالله علي ابراهيم الذي أعلن عن ترشيحه لرئاسة السودان في الانتخابات المزمعة خلال سنة، كأنه يأخذ قيامها في موعدها الذي حددته اتفاقية نيفاشا مأخذ الجد رغم الظروف العجيبة المدلهمّة التي يمر بها الوطن، و كأنه يتجاوز المحن الراهنة و يلقى بثقله في المعركة الانتخابية بوقت مبكر يسبق المنافسين الآخرين، لعله متأثر في ذلك (بنجاضة) الرباطاب الذين عايشهم و درس تراثهم و كتب فيه كثيرا، أو بمقولة الشيخ العبيد ود بدر مخاطباً ابنتهقومى بدري و ازرعي بدري و حشّي بدري شوفي كان تنقدري)....مهما يكن فان صديقي البروف قد أصدر فرقعة يحسبها ستشغل الناس و تستوعب قدراته و امكانياته التي جلبها من اغتراب دام لعقدين من الزمان بالولايات المتحدة و تأتي أكلها في الوقت المناسب، و لكنه بكل أسف سيفتح أبواب جهنم على نفسه و سيحرق أصابعه كلها و يهدر بيضة العش nest egg التي ربما ادخرها لسنين التقاعد و مستقبل فلذة الكبد، و يكلم عرضه و يعرض نفسه لكل ما سكت عنه القادحون المتربصّون حتى الآن... فماذا حدث لصديقي الذى كان مثلي الأعلى في يوم من الأيام؟ هل هو بكامل عقله و موفور جنانه كما ظل طوال عمره؟ ماذا دهى قامة سامقة كهذه لتتكالب على السلطة كما يفعل أنصاف المتعلمين و السوقة و خريجو الكليات دون الجامعيّة؟ أين وقار العلماء، و أين دروس عبد الخالق الذي كان دائم الاستدلال بقول عنترة مع بعض التحوير: (نحن الشيوعيين الملتزمين بالماركسية اللينينية.. نغشى الوغى و نعفّ عند المغنم.) أم لعل البروف الحريف أراد أن يرعى الخريفين، خريف مجتمع الوفرة الأمريكي affluent society على حد و صف الاقتصادي العملاق الراحل جون كينيث قالبريث، حتى الثمالة، أي حتى استحقاقه لمرتب التقاعد الذى سيتناهى الى حسابه المصرفي بأي ركن في العالم ، كما صرح بذلك في بيانه آنف الذكر ، وتلك براءة وسذاجة سياسية naïveté par excellence أوقعته في شر أعماله قبل أن يشرع فى مسعاه البائس ؛ والخريف الثانى هو رئاسة الجمهورية بخدمها وحشمها وقصورها ويختها وبختها وطبّاليها وخصيانها eunuchs... و ليس التقاعد بأطراف الخرطوم أو الداخلة أو جلاس و تربية النحل وكتابة المذكرات و المسرحيّات.
و لقد ذكرتني حركة البروفيسور هذه بموقف شبيه لحدّ ما لصديق آخر هو الدكتور سيد أحمد الحسن عمر الذي ترشح هو و كيجاب و آخرون ضد عمر البشير في آخر انتخابات تمت، لعلها عام 1996، رغم أن موقف الآخيرين كان يحسب لجهة النضال ضد النظام الأخونجي القابض حينذاك بخناق الشعب و المنفرد بالأمر؛ فلقد كان الدكتور سيد احمد على سبيل المثال يدرك أنه بلا نصير يذكر سوى أهله بساقية حقّارة غرب الضياباب بقرية تنقاسي من أعمال مروي، و بضع أصدقاء هنا و هناك كالعبد لله، و لكنه أراد أن يثبت للآخرين أن منازلة الانقاذيين ممكنة، و يجب أن يهتبل المعارضون أي سانحة تطرح نفسها لشرح البرنامج الاقتصادي الاجتماعي البديل و لتثقيف الجماهير و فضح النظام الشمولي الماثل و الاستفادة من كل المنابر المتاحة لتوسيع مساحات المبادرات الجماهيرية و حرية التعبير.و لقد سكتت حكومة الانقاذ على تلك الشنشنةالعابرة علّها توهم الرأي العام العربي و العالمي بحيدة و جودة الانتخابات و بأنها تستسيغ الرأي المعارض و تفسح له المجال، و هي تعلم جيدا أن البشير الأقل تعليما و خبرة و فهما وسجلاً نضالياً و ثقافة من دكتور سيد احمد سيفوز بأغلبية تسعين بالمائة لأنه يستند على الدولة بحكومتها و جيشها و عسسها و بصّاصيها، و على تنظيم الأخونجية الذي كان قد أحكم سيطرته على الاعلام و الحركة النقابية و منظمات النفع العام و كل الأصول الثابتة و المتحركة للاقتصاد السوداني، بعد أن همّش الطبقة الوسطى بكاملها و نظف جهاز الدولة و الجامعات من المعارضين و شبه المعارضين، و مكّن عضويته ماليا و اقتصاديا و سياسيا.
و اليوم،بعد أكثر من عشر سنوات على الانتخابات السابقة، فان تنظيم الأخونجية الذي أصبح يسمى (المؤتمر الوطني) أقوى شوكة و تمكينا و أرضية مالية اقتصادية و سياسية، و لقد رفدته اتفاقيات نيفاشا و القاهرة و أبوجا بأجنحة جديدة من القوى التي تم لجمها وادخالها في زمرة الموافقين على دستوره الذي كتبه الشيخ حسن الترابي عام 1998 عندما كان عرّاب النظام، و من الواضح جدا أن مفاتيح السلطة في جيب المؤتمر الوطني و أن قوانين اللعبة الانتخابية هي التي سيضعها المؤتمر الوطني مهما تظاهر بالانفتاح و قبول وجهات النظر المعارضة، و أن المهدّدات الحقيقيّة هي فى الواقع ثلاث عوامل قد تظل متفرقة، و قد تجتمع و تعصف به من جذوره:-
الأول هو محكمة الجنايات الدولية و المدعي العام موريس اوكامبو.
و الثاني الحركات الدارفورية الحاملة للسلاح و التي جاءت احداها الى قلب ام درمان في مايو الماضي و كادت أن تضع حدا لحكومة الانقاذ، و ربما تستعد الآن لتكرار المحاولة.
و الثالث الحركة الشعبية لتحرير السودان (الجنوبية) و ما قد تدخل فيه من تحالفات(مع الشيوعيين و الاتحادي الديمقراطي و المعارضة الدارفورية مثلا) ،أي اذا نفخت روح جديدة فى التجمع الوطنى الديمقراطى، خاصة اذا استمرت حالة الاستقطاب الراهنة بينها و بين المؤتمر الوطني و اذا تفاقمت شكواها من عدم التطبيق الناجز لبنود نيفاشا و من الممارسات الدكتاتورية لرئيس المجلس الوطني، و اذا أرادت الحركة الشعبية أن تلتئم مع القوى الحقيقية الممثلة للسودان الجديد الديمقراطي التعددي العلماني، و أرادت أن تتحرر من زواج المتعة الراهن الذي يربطها بقرين منفّر strange bed fellow هو بالشرق و هي بالغرب فيما يختص بالايدولوجية و فلسفة الحكم و مسألة الهوية و الموقف من الديمقراطية التعددية الحقيقية.
و بينما يقلّب الناس في الخيارات المتاحة و السيناريوهات المرتقبة للمشهد السوداني بناءًا على تفاعلات الظروف المحيطة بالسودان حالياً، يقفز البروفيسور عبدالله ع ابراهيم قفزة هائلة في الظلام يحسب أنها ستنتهي به في مسرح نظيف و مرتب و معد لاستقبال عرض جديد اسمه الانتخايات الرئاسية. و يبدو أن البروفيسور(أو أوباما السودان كما أسماه أحد الخبثاء)متأثر بالمشهد الأمريكي المستند على ثلاثمائة سنة من اليمقراطية و المؤسسية الراكزة، رغم أنه لم ينتبه لدرس أساسي يبشّر به النظام الامريكي و هو الأرضية القوية للحزبين السائدين على الدوام:الديمقراطي و الجمهوري، و الفشل الدائم لأي مرشح مستقل للرئاسة أو لعضوية الشيوخ أو مجلس النواب أو حكام الولايات، من نوعية روس بيرو في الانتخابات قبل الأخيرة، الذين يسمونهم mavericks أي الخوارج؛ و روس بيرو كان مليونيراً ضخماً في مجال الحاسوب و تقنية المعلومات أكسبته ثرواته الطائلة غروراً كاذباً و حسب أنه سيغيّر مجرى التاريخ الأمريكي بلا مؤهل سوى عضلاته الدولارية، و لعل البروفيسور أكثر تأثرا به و ليس بأوباما، أي لعله يمتلك (شوية دولارات محرّقاتنّه) سرعان ما ستتبخر في أول منعطف بمجرّد دوران العجلة الانتخابيّة التى هي أصلاً بين الشك والظن .
بيد أن البروفيسر عبد الله بعكس بيرو صاحب الأذنين الضخمتين كأم سي سي، عالم نحرير و أديب فذ و كاتب لا يبلغ هامته الا القلائل على مستوى كل الوطن العربي، و لكن يبدو أن القلم لا يزيل بلم كما كانت أمي تقول عني، عليها رحمات الله. و لقد طبزت طبزة مثل التي أقدم عليها عبد الله في أعقاب انتفاضة أبريل 1985 بعد ست سنوات قضيتها ببريطانيا، و كنت قد تقدمت باستقالتي من الحزب الشيوعي قبل ذلك ببضع شهور و انضممت لحزب الأمة، و لم تكن الطبزة هي الخروج من زمرة البلاشفة و لكنها الدخول في جحر ضبع اسمه حزب الأمة، ربما بسبب الدوار الذي بدأت به حديثي أعلاه، و بعد هنيهة اكتشفت انني في الزمرة الخطأ و أصبحت ابحث عن مخرج انسلّ عبره مثل ود ضحوية الذي قال:
(يا نفسي ذليتني الله يذلك... وديتيني للمابعرفو كترك و قلّك.. دحين كوسيلك طريقة تحلك).
و قد كان، اذ تحالف الصادق مع صهره الترابي و جبهته الاسلامية و ادخلهم معه في الحكومة عام 1988 فكتبت له استقالة من أربع و أربعين صفحة نشرتها جريدة الوطن في حلقتين و أعاد نشر شذرات منها الاستاذ شوقي بدري عدة مرات مؤخراً خدّر الله ذراعه. فأرجو أن يستفيد الأخ عبدالله من تجارب الآخرين و لا يحاول أن يعيد اختراع العجلة من جديد. و محاولاته لمغازلة اليمين الأصولي السوداني(كلامه عن القضاء الشرعي و تضمينه للزكاة في برنامجه الانتخابي) هي بمثابة دخول في جحر الثعالب، و من يفعل ذلك عليه أن يلتزم بقوانين اللعبة التي يضعها الثعالب، و لأني أكاد أعرف الكتب و المعارف و الآداب و التجارب التي تشرّبها عبدالله طوال الستين سنة الماضية، فاني أجزم الآن و أشهد التاريخ على أنه(لو قطّعوه في حلة واحدة مع الكيزان ما حتنجض).. و أنه بالشرق و هؤلاء القوم بالغرب..
و يبدو أن الأخ عبدالله قد ابتعد قليلاً عن نبض الشارع السوداني، و الا لأدرك أن أهلنا لا يرغبون في ترميم هذا النظام من الداخل، انما بازالته من الجذور، و اذا كان لا بد من الانتخابات للقيام بذلك، فان الوسيلة الوحيدة للتخلص من الأخطبوط الجبهجي الحاكم هي وحدة القوى الثورية.. و هذه القوى تمثلها في اللحظة الراهنة الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة سلفاكير بخيرها و شرها و قوى اليسار شرحه و الحزب الاتحادي الديمقراطي بزعامة الميرغنى... أما أن يترشح عبدالله لوحده مستندا على مخاطبة غرائز المعاشيين ومفصولي الصالح العام من أمثالي و النقابيين القدامى، فهو كمن يعيش في دوامة من النوستالجيا، أو في حالة متقدمة من القرانديوزيتي.... أو مرحلة مبكرة من السينيليتي... و يا صديقي عبدالله... اسمع كلام الببكيك..مش كلام البضحكك، فاليد الواحدة لا تصفّق، ورحم الله امرئاً عرف قدر نفسه.
و السلام.
--------------------------------------------------------------------------------
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب زين العابدين يدعم عبدالله على إبراهيم ويضيف لبرنامجه (Re: munswor almophtah)
|
صوتي للدكتور عبد الله علي إبراهيم سارة عيسي [email protected] تابعت مشروع الدكتور عبد الله علي إبراهيم الإنتخابي ، فالرجل الذي طالما كان يعتز بيساريته العتيدة عقد العزم للترشح لرئاسة السودان ، فهو لا يريد إلا الإصلاح ، وقد ضحى بوظيفته في بلاد العم سام ، في تلك البلاد لا يهتم الناس كثيراً بالتاريخ ً ، يهتمون بترنح بناسداك وصعود وول ستريت وأسعار العملات وتداولات الأسهم ، لذلك من الطبيعي أن تجد المثقف هناك لا يعرف كل الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم أمريكا ، لست بصدد دراسة عزوف الأمريكيين عن دراسة تاريخ بلادهم لكن ما أستوقفني حقاً هو مشروع الدكتور عبد الله علي إبراهيم السياسي ، وأظنه أساء التقدير عندما وصف نفسه بأنه أوباما السوداني ، من وجهة نظري أن الدكتور عبد الله علي إبراهيم هو من جيل الشيوخ وإن لبس ثوب الشباب ، ومن خلال قراءتي لبعض ما يكتب أنه ينتمي للنخبة وليس للهامش الذي فتح طريقاً ثالثاً للوصول إلي السلطة ، فواقع التهميش الذي أفرز ظاهرة أوباما في أمريكا لم يطال الدكتور عبد الله علي إبراهيم الذي سلك طريق الرئاسة وهو في أخريات أيام العمر ، وقد أغفل أستاذ التاريخ أن السودان يختلف كثيراً عن بلاد العم سام ، هنا تداول السلطة ممنوع ، والمشير البشير هو رئيس حكومة السودان بصورة سرمدية طالما رزقه الله الصحة والعافية ومداه بطول العمر ، وهناك مستجدات حدثت قد تجعل الرئيس البشير أكثر إلتصاقاً بكرسي الحكم ، من بينها المحكمة الجنائية الدولية ، فالرجل لن يقبع في قهوة أرباب المعاشات لتناله براثن القضاة الدوليين ، وهناك عائق ثاني يقف في حملة الدكتور إبراهيم وهو أن حكومة الإنقاذ قدمت مشهداً في مسرح تداول السلطة لم يكن مألوفاً من قبل وهو الجهوية المسنودة بقوة السلاح ، من له قبيلة في الأطراف وجيدة التسليح يستطيع أن يتخطى حواجز صناديق الإقتراع ، فأقل منصب يناله هو مساعد الرئيس وهناك مساعي لحمل الإنقاذ على ممارسة لعب الكراسي داخل القصر الجمهوري ، بحيث تدور كأس الرئاسة بين أقاليم السودان المختلفة ، فالبشير أرسى هذه الفضيلة عندما قال : لن نفاوض إلا من يحمل السلاح ، إذاً حملة الدكتور إبراهيم لا تزيد عن كونها فرقعة إعلامية محدودة في الميدان الشرقي لجامعة الخرطوم عندما تكون هناك منافسة رياضية بين طلاب الطب والهندسة ، أنها مثل حملة السباح الشهير " كيجاب " الذي حاول إستغلال مهارته في السباحة لتجنيب السودان الغرق ، ربما يحاول الدكتور عبد الله إبراهيم أن يركب قارب الإنقاذ " باللفة " ، مثل الذين يخفقون في إنتخابات الإنقاذ عادةً ما يخرجون من المولد ببعض الحمص ، فربما ينال مقعداً في المجلس الوطني مخصوماً من حصة حزب المؤتمر الوطني ، فدكتور إبراهيم يعلم أكثر من غيره أن ترشحه للرئاسة هو عبث لا طائل منه ، فالسودان اليوم ليس هو حي ود نوباوي القديم ، و هو ليس جامعة الخرطوم أو الفضائية السودانية حيث تشعر بالدفء والأمل وأنت تسمع ما يُقال ، السودان بلد مترامي الأطراف وتحرقه الحروب من كل جانب ، هو بلد مقبل على المجهول ولن تُحل أزماته بتغيير الأشخاص ، على العموم أتمنى للدكتور عبد الله إبراهيم حظاً موفقاً في الإنتخابات القادمة ، وسوف أمنحه صوتي المتواضع مع تقبلي لمخاطرة أنه يلعب دوراً في مسرحية حزب المؤتمر الوطني ، لذلك نريد منه توفير الخبز والدواء وإستقامة العدل ومحاربة الفساد ، لقد نال العسكر حظهم من السلطة حتى شبعوا ، وتعاملوا مع السودان كأنه غنيمة حرب ، أنهم الآن يبكون على ضحايا غزة بينما يقتلون ألوف الناس في دارفور بنفس الطريقة والحقد والمنهج ، نريد أن يكون الرئيس القادم أن يعيش مشاكل السودان كأهله ، وقد ساءني إتصال الرئيس البشير على قناة الجزيرة وهو يعلق سياسياً على أحداث غزة ويصفها بالعمل الإجرامي !!! إذاً ما الذي يحدث في دارفور يا سعادة الرئيس ؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب زين العابدين يدعم عبدالله على إبراهيم ويضيف لبرنامجه (Re: munswor almophtah)
|
"قون" لن يحتسب بداعي التسلل بدر الدين حامد الهاشمي [email protected] رأيت عبد الله علي إبراهيم للمرة الأولي في نهايات 1969 أو بدايات العام الذي تلاه في "جمعية الصداقة السودانية السوفيتية" و كانت حينها في نمرة 2، حيث كان يشرف علي ندوة عن الموسيقار السوفيتي تشايكوفسكي (صاحب بحيرة البجع)، و أعترف هنا بأني ما رغبت في حضور تلك الندوة إلا عندما قرأت في الإعلان عن الندوة أن الفنان محمد الأمين سيتحدث فيها، و طال انتظارنا له حتى حسبنا أن ذكر اسمه إنما كان (تدليسا) لجلب المزيد من الحضور، و أذكر أنه في نهاية المطاف حاضرنا عن ذلك الموسيقار العملاق موسيقي شاب من دارسي معهد الموسيقي اسمه (إن لم تخني الذاكرة) خليفة – لعله درس لاحقا في روسيا-. ثم وقع في يدي في ذات الأيام كتابه الأول "الصراع بين المهدي و العلماء" و كان واسع الانتشار في "أكشاك الجرائد"، فرسخ الرجل في ذهني ككاتب ممتاز و مؤرخ مجيد، و أذكر أنه قال ذات مرة : أن من يحبني يحبني لهذا الكتاب و من يكرهني يكرهني له أيضا! . توالت بعد ذلك علاقتي به كقارئ فقرأت مجموعة مقالات له جمعت في كتاب ممتع أسماه "أنس الكتب" فازداد إعجابي به و شغفي بقراءة مقالاته و كتبه. ثم اختفي الرجل من "الحياة العامة" ردحا من الزمان كمتفرغ حزبي، فلقد سجن في كوبر و شالا زمانا ثم اختفي "تحت الأرض" بعد أن اطلق سراحه. مرت أعوام و أعوام و وجدت نفسي يوما في نهاية التسعينات في مكتبة جامعة نبراسكا أقلب في مجلة الدراسات الإفريقية فإذا بي أري مقالا رصينا لدكتور عبد الله عن انقلاب 19 يوليو. كتبت للرجل في مقر جامعته في ميسوري لمناقشته فيما كتب. و ما إن انقضت عدة أيام حتى حمل لي البريد خطابا من الرجل فيه رد مفصل – بخط يده- علي ما أثرته من نقاط، و لا أزال احتفظ به ( لا أدري فقد يكتسب قيمة مادية معتبرة يوما ما زيادة علي قيمته التاريخية). و في خطابه سألني عن تخصصي و عن سر اهتمامي بما نشره، فرددت – صادقا- بما يفيد إنني "مجرد هاوي" انشد المعرفة أينما وجدت. و استمرت علاقتنا بالهاتف و الرسائل الإليكترونية القصيرة والمطولة و المكتوبة بلغة إنجليزية رفيعة غاية في الجمال لم أقرأ مثلها لسوداني قط. هداني الرجل – مشكورا- لمخطوطة عن "ثورة أكتوبر" بقلم البروفسير الأميركي كليف طمسون و كتاب المرحوم محجوب عبد المالك عن "الصحافة و السياسية السودانية" و شجعني علي ترجمتهما للعربية، و سعي لنشرهما في "الأحداث"، و أنتقي لي لترجمة أخري كتابا عن السياسية السودانية لباحثة أميريكية يعرفها بيد أنه تعذر الحصول علي موافقة الناشر علي الترجمة العربية، فلم يتم المراد . أنا لكل ما ذكرت مدين للرجل بالفضل و معترف له بحسن الرعاية. بيد أن كل ذلك لا يمنعني من الصدع بما أري حيال "القنبلة – من العيار الثقيل- التي فجرها ع.ع. إبراهيم" كما يحلوا لكتاب الصحف و المنابر (أو المساطب) الإليكترونية أن يصفوا ما ذكره الدكتور عبد الله في ندوة أقيمت بدعوة من منتدى طيبة برس كان من المفروض أن تدور حول دحض مقولة سيكتوري الشهيرة التي تفيد أن السودان هو "رجل أفريقيا المريض". لا أظن أن الدكتور سيأبه بما سأكتبه الآن أو يكتبه غيري من القادحين أو المادحين، فالرجل قد أعلن عن عزمه علي الترشح لرئاسة الجمهورية و لا أظن انه سيلتفت الآن لناصح أو مادح أو قادح. و بدءا أقول ليت الرجل استفاد من فترة سكناه الطويلة بأمريكا و اقتدي بالساسة الأمريكيين الحاذقين الذين يتلمسون طريقهم برفق و تؤدة و يقوموا بعمل ما يمكن تسميته ب "دراسة جدوى" قبل المغامرة بإعلان الترشيح لرئاسة الجمهورية، و كم من مرة سمعت الساسة الأمريكان يتمنعون في الإجابة عن الأسئلة المباشرة التي تطرح حول احتمال ترشيحهم لأنفسهم للمناصب الكبيرة، و يجيبون بإجابات غامضة ملتوية لا تغلق للترشيح بابا و لا تفتحه تماما! يفعلون ذلك حتى يتأكدوا من احتمالات فوزهم بعد تأمين الموارد المالية اللازمة و الكوادر المساعدة المدربة علي تنظيم الحملات الدعائية و التنسيق مع عشرات الجهات ذات الصلة من حزبيين و ممولين و محرضين و إعلاميين، فالانتخابات الآن (حتى في العالم الثالث) "صناعة" لها مدخلاتها المتعددة، و مخرجاتها إما نصر مبين أو هزيمة ماحقة! اشك أن د/ عبد الله قد أمن كل ما تحتاجه أكثر الحملات الانتخابية تواضعا! و يبدوا أنه يعتمد كثيرا (و كما قال ساخرا في آخر لقاء له في حوارات قناة النيل الأزرق و في موضوع آخر) علي : "يضع سره في أضعف خلقه"!
أقول أيضا أن الرجل لم يستفد من "التفكير الأميركي" في أمور الدعاية و الإعلان. فهو – و هو سيد العارفين- يعلم أنه ليس من المقبول أخلاقيا – و علي الأقل من باب باب احترام الحضور- أن توافق علي الحضور لمحاضرة تم سلفا تحديد موضوعها و عنوانها ثم "تفاجئ" الجميع بقنبلة – من العيار الثقيل- و أن تتحدث في أمر كان من الممكن التمهيد له بإعلان مسبق عن ندوة منفصلة تذكر أن الدكتور سيقوم فيها بإعلان هام... و لن أقارن ذلك بالطبع بما يذكر في إعلانات الحفلات و افتتاح المحلات الجديدة عن أن هنالك "مفاجأة كبري" في انتظار الحضور. و لا أدري لماذا تذكرت هنا الندوة التي رتبها الدكتور عن تشايكوفسكي و التي أعلن فيها عن مشاركة الفنان محمد الأمين قبل نحو أربعة عقود!
أعجبتني اللغة التي سطر بها الدكتور – و هو ساحر البيان- بدايات اهتمامه بالسياسة و هو صبي صغير ثم شاب يافع و رجل مكتمل الرجولة إلي أن صار كهلا، أقول هذا رغم أنه كتب يقول "لم ينصرونني" و هو الأديب الأريب!. ما أزعج الكثيرين في برنامج الدكتور هو عدم استناده لمرجعية سياسية أو فكرية محددة، فهو مفرط في العمومية و الإنشائية و به ضعف بائن و خلو من التصدي لأهم القضايا التي تواجه البلاد من حيث نظام الدولة الأساسي و فلسفة الحكم و نوعه و مسألة الدين و الدولة و الهوية و الحريات، و غير ذلك من الأمور الجوهرية. جل ما ذكره الدكتور في برنامجه لا يبز ما يمكن أن يذكره وزير أو وزيرة الشئون الاجتماعية في أي نظام حكم سواء أكان في أقصي اليمين أو أقصي اليسار! فالاهتمام بالعجزة و ذوي الإحتياجات الخاصة (و ليس هنالك من داع لوصمهم بالعرج و الكساح) من البدهيات التفصيلية التي لا يستطيع سياسي – صادقا أو كاذبا- أن يزعم أنه ينفرد بالدفاع عنها دون غيره من المنافسين.
رغم أن الترشيح لرئاسة الجمهورية أمر متاح و مشروع لكل من يري في نفسه القدرة و الكفاءة لحكم البلاد إلا أنه تراودني فكرة أن الدكتور لا بد موقن بأن حظوظه في الفوز برئاسة البلاد تكاد تكون – عمليا- شبه معدومة، بيد أنه يرغب فقط في تحريك بركة البلاد الساكنة و بث روح ثقافية (و سياسية) جديدة في جسد البلاد، و كسر طوق الدائرة المغلقة التي تدور بين الساسة التقليديين و العسكريين، و أشك أن الدكتور – و هو سليم الحس و الوجدان- يرغب فقط في نيل ذلكم اللقب المشكوك في كرامته، لقب :" مرشح سابق لرئاسة الجمهورية! بيد أنه تمر علي لحظات أتخيل فيها أن دكتورنا يتشبه بالمسرحي التشيكي هافل، ذلك المثقف الذي عارض الحكم الشيوعي ردحا من الزمان و أنتهي به المطاف في كهولته رئيسا للبلاد... بيد أن التاريخ لا يعيد نفسه دوما! و بمناسبة هافل هذا فلقد جاء في أحد أقواله المأثورة ما قد يكون له علاقة ما بما نحن بصدده هنا من أن "الأمل" شئ يختلف كلية عن "التفاؤل"، فالأمل لا يعني أن تؤمن بأن شيئا سوف يتم علي أحسن حال، بل هو الوثوق في أن ما أنت بصدده شئ يقبله العقل و الحس العام بغض النظر عن ما سيؤول إليه هذا العمل.
Hope is definitely not the same thing as optimism. It is not the conviction that something will turn out well, but the certainty that something makes sense, regardless of how it turns out.
أختم بالقول بأن الرجل ما انفك يثير الجدل بتناقض مواقفه (و هو أمر لم يفت حتى علي أستاذه السابق و شريكه في المواطنة العطبراوية الشوش) ، فهو - و بعد أن خلع نفسه من حزبه الشيوعي القديم - يعلن الآن عن تمسكه بالماركسية و علي طريقته الخاصة التي تتيح له أن يفتن بعبد الخالق و بالترابي في آن معا، و أن يتمسك بأهداب الدين و بالماركسية في ذات الوقت! و أن يهاجم "الأفندية" و هو منهم، و يصفهم ازدراء بالبرجوازية الصغيرة، و كيف له أن يفوز في الانتخابات العامة دونهم؟ و لن يصوت لهم أهل اليمين لتمسكه بأهداب ماركسيته (الخاصة)، و أهل اليسار الذين كان يصفهم هازئا بأهل "اليسار الجزافي" لن يلتفتوا له إلا في غضب، و لا حظ له – في نظري الضعيف- عند الرعاة و المزارعين و "المهمشين" الذين وصفهم نميري ذات مرة بالحزانى في الشمال و العطشى في الغرب و الجوعى في الشرق و لعله قال العرايا في الجنوب... فالرجل أكاديمي ممتاز و مسرحي مبدع و صحفي متمكن و مثقف واسع الإطلاع بيد أن كل هذا لن يشفع له في سوق أو قل (جبانة) السياسية اليومية (الهايصة) التي عمادها كريزما شعبية لا أظن أنه خلق لها، و ليس هذا من باب التخذيل و تثبيط الهمة، فسوف أكون في أشد حالات العجب إن أقدم الرجل بعد الآن علي التنازل عن ما قر في قرارة نفسه من العزم علي المضي في درب اللعبة السياسية الانتخابية، و لعل رده (الحاضر) علي كل من يجهر بمعارضة ما عزم عليه أن يقول له في بساطة: "إن لم يعجبك ما أقول فلا تعطني صوتك"! علي نحو ما جاء رده علي زميله د/ حيدر إبراهيم علي، و مثل هذا النوع من الردود القصيرة الحاسمة (و المسيخة أيضا) ليس من شيم السياسيين الذين يعدون كل من يتحدث معهم (حتى و إن خالفهم الرأي) حليفا محتملا و مؤيدا مستقبليا! و هنا يبرز الخلاف بين محترف السياسة و "المثقف" هاوي السياسة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب زين العابدين يدعم عبدالله على إبراهيم ويضيف لبرنامجه (Re: munswor almophtah)
|
إلى الدكتور عبدالله علي إبراهيم مع التحية
خارطة الطريق إلى القصر الجمهوري يجب أن تكون سودانية د. كمال طيب الأسماء [email protected] أولا إن "الـَّـلـوْلَـوَة" و"الشَــرْبكة" التي أوقعت فيها حكومتـُــنا نفسـَـها جعلت الاتفاق على، والالتفاف حول شخصية سودانية واحدة يتفق عليها جميع السودانيين مسألة شبه مستحيلة إن لم تكن مستحيلة فعلا. والأسباب واضحة لكل من ينظر إلى خارطة
النزاعات والخلافات. من هنا اشرأبت الأعناق متطلعة إلى : من يخرج البغلة من الإبريق؟
وعندما قرأت خبر ترشيح الدكتور عبدالله علي إبراهيم ممثلا لما سمي بالقائمة الوطنية للنهضة سررت مع أنني لا أعرف الرجل إلا من خلال مقالاته الصحفية القيمة وسيرته الذاتية الغنية التي كانت تطل من على الموضوعات. وليس من شك في أن الوطن بحاجة إلى خبرات شخص في مقامه، خاصة وأن انفتاحه على العالم وتعرفه على أساليب حياة الشعوب الأخرى وإقامته في دول مارست الديموقراطية سوف تمنحه القدرة على عكس خبراته ليفيد منها بني وطنه. وكلي ثقة من أن حملته الانتخابية سوف تحظى بالسند. ولكن وددت أن ألفت نظر الدكتور عبدالله إلى أمر مهم بعد أن قرأت إعلانه عن ترشحه لرئاسة الجمهورية وهو يعلن التزامه كرئيس للجمهورية، وهو أن حصره لمسؤولياته المباشرة التي ذكر أنها سوف تكون تحت نظره مباشرة جاء على النحو التالي
(1) العرجى والمكاسير والعجزة والعجائز والمفرطين في القصر والمتعففين من الفقراء والمساكين.
(2) اصحاب المعاش الذي أفرطنا في فرضه على العاملين فأبتلوا بموارده الشحيحة وهم في زهرة أعمارهم. ولن يخرجوا عن أمانتي حتى تتهيأ الدولة لعودتهم إلى أضابيرها عوداً كريماً
(3) المحالون للصالح العام لم يسفر صلاحه بعد حتى يأمنوا إلى عيش جديد.
(4) قدامى المحاربين من العسكرييين والحركات التي ناهضت الحكومة المركزية حتى نستقر على سياسة حكومية مثلى تعتبر خدمتهم الوطنية وتعتبر بها
(5) قدامى المحاربين من قادة العمل النقابي وما جرى مجراه ممن خدموا جمهورهم ووسعوا ماعون الديمقراطية من أسفل.
(6) ضحايا إضطرابات السياسة السودانية وعنف الدولة والعنف المضاد.
***
ربما جاء حصره لهذه المسؤوليات من واقع إقامته في أمريكا أو دول مثل بريطانيا وفرنسا، وفهمه للعقلية التي يخترق بها المرشحون الغربيون قلوب شعوبهم حيث إن كسب الأغلبية من الطبقة الكادحة والوسطى يعتبر أهم مسعى بالنسبة للرئيس المنتخب. لا خلاف على أهمية جميع العناصر التي تمثل مسؤوليات الدكتور عبدالله وتشكل محاور اهتمامه ولكن بما أنه ذكر في مقاله أن الأمريكان يقولون إنك لا تحل شِبكة ما وكل زادك هو نفس الفكر الذي ورطك فيها أول مرة فانطلاقا من نفس الفكرة فإن تصميم وتفصيل حلول للمشكل السوداني الحالي لا يتأتى بأخذ مقاسات أمريكية لتفصل اللبسة على الجسد السوداني. إن الحل يتحقق بالولوج إلى عمق المشكل السوداني. علما بأن الجهد المنتظر في الوقت الحاضر جهد من نوع خاص يفرضه واقع التعقيد
Complication
نزاع قبلي وجهوي مسلح يجتاح كل أرجاء القطر.
اتفاقيات تم توقيعها تحت ضغوط أجنبية وقد فقدت مصداقيتها
دول كبرى تحتضن قادة النزاع المسلح وتساوم بها الدولة السودانية ولا تهدف من ذلك إلا إلى زيادة الفرقة والشتات، وتركيع السودان وإهانته
صراع ديني
بنية تحتية مهترئة
أزمة تخطيط في كل أرجاء الدولة
إن الشعب السوداني يطمح إلى مشاركة رجل أكاديمي مثقف مثل د. عبدالله في الحكم ولكن دون أن تتكرر مأساة الأكاديميين ممثلة في شخص الدكتور حسن الترابي الذي ألقى بشخصيتيه الأكاديمية والدينية في متاهات السياسة وأطاح بهما في غياهبها وما زال حتى يومنا هذا يبحث عن سبل الخروج
وأتمنى قبل أن يضع مرشحنا برنامجا وخطة عمل أن يضع نصب عينيه خارطة الطريق إلى القصر الجمهوري وألا يستخدم خطة الطريق إلى البيت الأبيض. فإن لكل هدف طريقا ولكل طريق شعابه "جخانينه" (مسالكه) هذا غير أن مشاكل العجزة والمكاسير والمحالين إلى الصالح العام والمعاشيين ليست مستحيلة الحل لولا الفوضى التي تدب في الدولة السودانية. ونسأل الله التوفيق إلى ما فيه مصلحة وطننا العزيز وتضميد جراحاته والوصول به إلى بر الأمــان
وختاما لسان حالنا أبيات الجواهري
ستبقى طويلا هــذه الأزمـــاتُ إذا لم تقصر عمرها الصدماتُ
إذا لم ينلها مصلحون بـواســـلُ جريئون في ما يذهبــون كـفاةُ
سيبقى طويلا يحمل الشعب مكـرها مســاوئ من قد أبقـتِ الفتـراتُ
ألـم تر أن الشعـب جلّ حقــوقه هي اليوم للأفــــراد ممتلكــاتُ
ومـن عجـب أن الذيـن تكـفــلوا وبإنقـاذ أهليـــه هـم العثـــرات
***
كمال عبدالمحمود طيب الأسماء
كندا/2يناير/2009م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب زين العابدين يدعم عبدالله على إبراهيم ويضيف لبرنامجه (Re: munswor almophtah)
|
عبد الله علي إبراهيم يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية! محمد الشيخ حسين [email protected] خيب الدكتور عبد الله علي إبراهيم آمال الحضور النوعي الذي دعته طيبة برس أمس، لسماع محاضرة جديدة تدحض فكرة أن السودان رجل أفريقيا المريض، بترشيح نفسه لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة.
وفجر إعلان الترشيح أكثر من مفاجأة دفعت الأستاذ فيصل محمد صالح مدير طيبة برس ومقدم الندوة إلى الإعلان بوضوح شديد أن (الاتفاق مع الدكتور عبد الله علي إبراهيم كان على تقديم محاضرة بعنوان (السودان: 53 عاما من الاستقلال ـ في دحض فكرة أننا رجل أفريقيا المريض)، لكن المنصة فوجئت مثل الحاضرين تماما، بإعلان الدكتور عبد الله ترشيحه لنفسه لرئاسة الجمهورية، وهو أمر لم يدر بخلدنا ويخرج المحاضرة من عنوانها ومحتواها).
ورغم هذا التوضيح من طيبة برس، إلا أن الدكتور حيدر إبراهيم مدير مركز الدراسات السودانية وأول المتحدثين، اعتبر أن (المحاضر قد مارس نوعا من ـ التدليس ـ في مواجهة حضور، جاء لسماع محاضرة بعنوان جذاب تحمل جديدا في ذكرى الاستقلال).
وساق الدكتور حيدر عدة محاذير وعلامات استفهام حول الترشيح وظروفه وجدواه، مستدلا بأن الدكتور عبد الله علي إبراهيم اعتاد كلما يزور البلاد ان يقيم مولدا من الكلمات ويذهب، منتهيا إلى أنه لو عرف أن (المحاضرة ستكون مهرجانا للترشيح لرئاسة الجمهورية، لما تكبد مشاق الحضور، ولن يعطي صوته للمرشح).
لكن الدكتور عبد الله علي إبراهيم لم يأبه بتوضيح المنصة أو تعليق الدكتور حيدر ليرد في بساطة (خلاص ما تديني صوتك في الانتخابات).
وخلافا لطريقته في المحاضرات، استهل الدكتور عبد الله الذي سمع بنبأ قرب خلاص السودان من الاستعمار عندما كان صبيا بالمدرسة الوسطى (قالب هوبة)، المحاضرة بقراءة نص مكتوب احتوى على 1800 كلمة بعنوان (من الدكتور عبد الله علي إبراهيم إلى الشعب السوداني).
وتناول الاستقلال في هذا البيان بوصف أن (أكثرنا عض على هذا المنجز الوطني الوسيم بالنواجز، مثمنين استعادتنا لأرادتنا الوطنية بغض النظر عن سوء استخدامنا لها. فالعودة إلى مربع الاستعمار أو تشهي العودة له، عيب شؤم لأنه استبدال للحق والحرية بالباطل وهو العبودية والأصل في الإرادة الوطنية هو حق الخطأ).
ويتجاوز مر الشكوى من الاستقلال منبها إلى (توفر الأسس الواجبة لبناء وطن حر مستقل تظلله الألفة السودانية).
لكن الدكتور عبد الله سرعان ما يتجاوز الاستقلال، لكي يقرر بعد قفزة طويلة لا تأبه بالفارق التاريخي أو تطور الأحداث في البلاد، أن (الاتفاقات الناجزة نيفاشا التي تحت النظر والمراجعة والاحتجاج ابوجا والشرق والقاهرة توجت ما أسميته من قبل بإعادة التفاوض في بلدنا وهو إجراء ضروري لنتحول بالبلد من مستعمرة فصلها الاستعمار على مقاسه وغرضه ـ قميص عامر ـ إلى وطن يسعد فيه السودانيون كافة بمنزلة المواطن لا الرعية).
وهنأ الدكتور عبد الله السودانيين على أمرين، أولهما (الشجاعة التي جاءت بها كل قوى الشعب السوداني بما في ذلك الجماعات المهمشة بأشواقهم جمعاء إلى مائدة المفاوضات تباعا. وبإلحاح وصبر وعزيمة حتى صرنا كلنا على علم بظلامنا. فكل شيء في الضوء وهذا سبيل الحلول والمواثيق التي تبقى وتلم شعث الوطن).
أما ثاني ما يستحق على السودانيين التهنئة فهو (أننا لم نمل التفاوض وصار فينا عادة. وحتى الذي استكبر عاد مكرهاً لطاولته، أباها ممعوطة، فقبلها بصوفها. وما نريد اعتياده هو شرف الالتزام بالميثاق الوطني لا نهبط به إلى درك الحزبيات والجهويات وما أدريك. وعادة التواثق مما يحمل عليه الناكث لأن في السياسة من يراوغ حتى تنسد عليه السبل).
ويدخل بيان الدكتور عبد الله إلى مجال يبدأ بعبارة إنشائية فحواها (كدنا بما توافر لنا من مواثيق أن نرى الضوء في نهاية النفق).
ويمعن البيان في الإنشائية بتوضيح أن (كل ما أصابنا من ضر فادح هو من مستحقات بناء الأوطان ا لخيرة المتآلفة بلا استثناء، فلنتفاءل بالخير نجده. ولا نستبق التطورات الدقيقة الحرجة القادمة لتشطيب بناءنا الوطني بالنذر البائسة).
وبصورة مباشرة يصل البيان إلى الحديث عن الانتخابات بتأكيد (ليس بوسع سياسي أن يرشو شعبنا لانتخابه كما يروج البعض من شرفات لوج السياسة. فهذا تبخيس لإرادة شعبنا سواء بطلب شراء الذمم أو من صدق أن هذا ممكن الحدوث. شعبنا فوق هذه الصغائر. ومن تلك النذر قولتهم إنه ربما طاف بنا طائف الجارة كينيا في انتخاباتها الأخيرة. وهذا استنتاج فاسد لأنه لم على مقدمات منطقية).
ويسخر البيان من الذين يقولون إن تقرير المصير الجنوبي هو باب وشيك حتمي للانفصال.
ويرى أن هذا باطل من وجهين. أولهما: طالما كان الانفصال خيارا فلماذا هذا الترويع به أصلا؟ لماذا نرتعب من ممارسة لحق مكفول؟ علما بأنه من الجهة الأخرى لم يثبت من تاريخنا أن كان الجنوب على هذا المزاج، إلا من قلة سظل عليه قبل الاستفتاء وبعده ولا تثريب عليها).
ويصل الدكتور عبد الله إلى أن الانتخابات القادمة هي عقدة المسألة للخروج من نفق طال، وهنا يقول (علينا أن نستعد لها بأفضل ما نفعل فأكثرنا ما زال يروح عن استباق نتائج الفرص الذهبية المتوافرة لبناء السودان المتآخي الديمقراطي. فتهجم عليه نذر الشؤوم خشية أن يتفرق السودانيون أيدي سبأ).
ويصل الدكتور عبد الله إلى نقطة محورية في تعليقه على
أهمية الانتخابات القادمة للم شتات الوطن، ويقول (إنني أنظر بجد وقوة إلى نتائجها على مستوى رئاسة الجمهورية خاصة. فمتى أمنا زعامة صالحة ضمنا استثمارا أكيدا للفرص الغراء التي بمتناولها حتى ننهض بالسودان ونشفي جراحه فيكون الوطن المتآخي السالم المسالم السعيد. وقد استخرت بشأن تبعتي شخصياً تجاه هذا التشهيل الطيب للانتخابات).
وبعد هذه المقدمة يضيف (بعد تفكر طويل في ما ينبغي لي عمله في جولتي الأخيرة هذه في العمل العام قدرت أن أفضل ما بوسعي للقيام به هو أن أشرف برئاسة الجمهورية في هذه المنعطف الولود الخصيب من تاريخنا الذي سيتشكل فيه بلدا للسودانيين جميعاً. وبناء عليه فيسعدني أن تنقلوا عني ترشيح نفسي لانتخابات رئاسة الجمهورية القادمة في سبتمبر من هذا العام أو متى وقعت).
ويعود الدكتور عبد الله إلى طفولته في روضة مدرسة كمبوني عطبرة في العام 1947، حين سار في موكب للعمال كان متجها صوب مكتب مدير السكة الحديد، ثم علم لاحقا أن ذلك أول موكب أراد به العمال الضغط على الحكومة للاعتراف بهيئة شئون العمال أو نقابة السكة الحديد.
ومن هذا الموقف اختار الدكتور عبد الله لاحقا بوعي أن يكون في الحلف الاجتماعي السياسي الذي نشأ حول النقابة وإنسانيتها.
ومن هذه البداية في ذيل الإنسانية طفلا، ثم بعضا منها شابا، ثم في وسطها كهلا. يريد الدكتور عبد الله من السودانيين أن يعينوه في شيخوخته أن يكون على رأسهم مجاهداً برئاسة الجمهورية لنصلح البلد ونسعد أهله وغمارهم خاصة، على حد تعبيره.
وفي خطوة مثيرة للجدل لا يفصل الدكتور عبد الله برنامجه الانتخابي، ليس خوفا من الإطالة فحسب، بل من الخشية من أن يكون حسب بيانه (قولي مكرورا أنسج من قماشة الأزمة في ذاتها طلب مستحيل لتفكيكها والشفاء منها).
وبدون مقدمات يرى الدكتور عبد الله أن تكون مناسبة ترشيحه بابا لفتح باب الحوار الوطني على مصراعيه حول أدق وأعصى متاعبنا بروح سمح وأريحية تشترط الآخر لسداد الفكرة والاستنارة.
ولأن فتح باب الحوار وحده لا يكفي لإدارة معركة انتخابية، فقد تحوط الدكتور عبد الله بتقديم مؤشرات عامة حول تصوره للحكم في ظل رئاسته للجمهورية هي:
استئناف تحرير الدولة من موروث الاستعمار الذي لا مكان فيه لمواطنة مستحقة التكريم.
إن يستتب دوران الحكم بالانتخابات و يتنزل أدني فأدني من الولاة حتى أصغر قائم بالولاية العامة.
إن يمتثل السلطان العسكري والشرطي والنظامي للإدارة المدنية مجسدة في ممثلي الشعب المنتخبين.
إن تعني الدولة باللغات غير الرسمية عناية تأذن للمتحدث بها أن يبلغ الدولة بأشواقه وظلاماته في المحاكم ومفوضيات الأراضي والنزاعات.
ولغاية ترشيد الحكم بإدارة المواطنين وتصريفهم قدم الدكتور عبد الله قائمة من طويلة من الطلبات والاستحقاقات للجهات المختصة لتضعها في متناول حملته الانتخابية، بغية بذر بذرة التعافي والعدالة الانتقالية على بينة وعلى مرأى من الشعب وبإذن منه، وفق عبارته.
على أن الجديد في برنامج الدكتور عبد الله أن تكون من بين مسئوليات رئيس الجمهورية المباشرة، رعاية ذوي الحاجات الخاصة وضحايا اضطراب الحكم وسفهه منذ الاستقلال، ويحصرهم في: العرجى والمكاسير، العجزة، العجائز، المفرطين في القصر، والمتعففين من الفقراء والمساكين.
بيد أن الدكتور عبد الله في ختام بيانه الذي ملأه بالتفاؤل على الطريقة الأمريكية، يبدو أنه قد تذكر أن مسألة ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية تستدعي توافر دعم قوى سياسية. وهنا حرص الدكتور عبد الله بالإرث الشيوعي على استثمار انطلاقة حملته الانتخابية لاستثارة حركة سياسية اجتماعية باسم القائمة الوطنية للنهضة (قون)، قال إنها (تتفتق عن عبقرية شعبنا المعهودة سنفصل في ذلك في حينه).
ولعل نهاية التقرير بداية القصة، فالترشيح لرئاسة الجمهورية حق أصيل لأي سوداني، لكن هناك مشروعية للخوف من أن تصطدم أحلام الدكتور عبد الله بواقع سياسي جرت فوقه وتحته مياه كثيرة، فعودة الدكتور عبد الله خبر يسعد ويفرح جميع الأوساط الثقافية، لكن أن ترتبط العودة باستثارة حركة سياسية اجتماعية، فخشيتي أن يصبح تعريف الحركة مثل المناكفات التي يتقنها الدكتور عبد الله، (حزب جديد قاطعو عبد الله علي إبراهيم من رأسو).
نقلا عن جريدة (الأخبار)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب زين العابدين يدعم عبدالله على إبراهيم ويضيف لبرنامجه (Re: munswor almophtah)
|
سمعت أول ما سمعت بنبأ قرب خلاص السودان من الاستعمار وأنا في وضع منذر بسوء العاقبة. فقد كنت صبياً بالمدرسة الوسطى "قالب هوبة": رأسي مدلدلاً وأقدامي في الهواء على حائط من بيوت حلة المحطة بمدينة عطبرة. وأنا على هذا الوضع الاستثنائي جاء رجل من من أقصى المحطة مهرولاً يذيع نبأ توقيع اتفاقية فبرائر 1953 بين بريطانيا ومصر التي منحت الحكم الذاتي للسودانيين. ووجدت في هذا الوضع، الذي تلقيت فيه نبأ استقلالنا، رمزاً لسوء منقلب هذا الحادث السعيد حتى أصبح فينا "عيد باية حال عدت ياعيد". ولكن أكثرنا عض على هذا المنجز الوطني الوسيم بالنواجذ مثمنين استعادتنا لإرادتنا الوطنية بغض النظر عن سوء استخدامنا لها. فالعودة إلى مربع الاستعمار (أو تشهي العودة له) عيب شؤم لأنه استبدال للحق و الحرية بالباطل وهو العبودية. والأصل في الإرادة الوطنية هو حق الخطأ.حتى قال الرئيس نايريري للغرب إن لنا سرعتنا الخاصة فلا تعجلوا بنا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب زين العابدين يدعم عبدالله على إبراهيم ويضيف لبرنامجه (Re: munswor almophtah)
|
تحية للمفكر الصاعق عبدالله علي إبراهيم وله صوتي د.ماجد السناري [email protected] إن المفكر الحق هو المفكر الذي يثير جدلاً مستمراً وعظيماً وكان سارتر قد وصف المثقف الفذ من قبل بالمثقف الذي يقوم بمهام لم يكلفه بها أحد
المثقف الفذ والصاعق تراه يتسلح بكل الإمكانات المتاحة من أجل إنتساك الفعل الإيجابي في حركة المجتمع لأنه الفاعل العضوي في مجتمعه والناقد الحاذق لعلله و لكل أطراف المسلك السياسي الإجتماعي والثقافي فهو يمارس النقد والميتا نقد علي كل الجبهات بينما هو مداوم علي الحضور والبحث عن فرص الفعل السلمي المهموم بهموم الناس لذلك هو يمسك بزمام المبادرة أينما تتاح فرصة لمبادرة تحتمل إهتبالها لأجل الضغط من أجل تحسين حياتهم
المفكر بطبيعته يحمل وعياً أوسع من مواعين الدولة وأكثر قومية منها إذ يستوعب ما لا يستوعبه السياسي ولكنه رغم طروحاته الكبيرة يجب أن لا يبقي مجرد منظراتي بل رسول مستشرف لما هو أوسع من الدولة ومتحرك باسرع من حركتها في كل المنابر والفعاليات مما يربكها بما لم تتهيأ له
وها هو مفكرنا د.عبدالله علي إبراهيم يقبض اللحظة التاريخية السانحة إذ مع ما كسبته جماهيرنا حقاً من إنجازات نيفاشا أدت إلي تحسينات في وجه النظام الثيوقراطي الراهن لصالح المجتمع إلا أن نيفاشا لا تستطيع فعل كل شئ وحدها فلا تستطيع إقتلاع نظام كرس جذوره بقوة في تربة كل المؤسسات بفعلها اليتيم بل هي في أشد الحاجة لمن يعضدونها مستفيدين مما تتفتح لهم من مساحات أوسع للمشاركة والمحاسبة وإلتزام الدفاع عن حقوق الناس والكشف عن عورات الواقع البائنة والمستترة لا سيما وأنه لا زال حتي الآن الكثير ينتظر فالمجتمع لا زال مغيب عن ممارسة حقه بسبب من التأسيس الحاذق للسلطة من متاريس بشرية وقانونية في كل المواقع محفزة بأنظمة المصالح والعلاقات المعقدة التي تأمن لإستمرار هيمنتها علي كل الفرص في إدارة الحياة العامة للناس والحيف في توزيع الفرص حتي فرص التعيين لخريجي الجامعات.
فمن الطبيعي والواجب في ظل هذه المستجدات وهنالك انتخابات علي الأبواب ألا يستمر النضال ضد النظام من خارجه فقط بل من داخله أيضاً لا سيما وأن السلطة السياسية رغم الرغم أرغمت علي السير في طريق التحول الديمقراطي ويجب علي القوي الديمقراطية أن تمارس أعلي درجات الضغط علي السلطة بحيث تدرك بأن أي خطوة للوراء تمثل مغامرة قد تكلفها حياتها
وهذا هو حال من يعرفون مفكرنا المدهش دوماً والذي عودنا علي غزارة في الإنتاج والمحتوي طيلة السنوات الماضية مثلما تدفقت من كتابات وندوات هذا المفكر المشاكس الذي دأب بمواقفه وكتاباته علي إحداث صدمات صاعقة تحرك ساكن بركنا الثقافية علي الدوام وتتحدي من جهة أخري براءة وثوقياتنا النضالية حتي كدنا أن نطلق عليه مكنة الأفكار الصادمة
كان د.عبدالله لا يتواني عن تلبية دعوة في الداخل أو الخارج للحديث حول أفكاره الإستشكالية فينتج المثير من الآراء التي تفتح أبوابا للجدل لا تنسد
ولعل التاريخ السياسي والثقافي للرجل بدرجة من الثراء تبرر هذا الكم الهائل من الحضور الفكري والفعالية الثقافية المستمرة والمثمرة و
فهو يسعي فينا بطاقة شاب في عمر مديد مكتبة تتجول بين ساحات عدة وموضوعات عددا وبعزم يستمر في إنجاز مشروع له لم تتبين لنا معالمه الكاملة وإن إستبنا تصديه فيه لكثير من التزييف الحاذق في تناول تاريخنا الإثنوغرافي والإجتماعي إبتداء من رموزالإستعمارالتبشيري كالسير هارولد ماكمايل ورفاقه في ما كتبوه عن السودان ثم سارت عليه من بعدهم نخبة من المؤرخين والمثقفين السودانيين كيوسف فضل وسيد حامد حريز وحيدر إبراهيم دون أن يتمكنوا من تناول ذلك التراث تناولاً نقدياً صارماً كما فعل مفكرنا مما سبب له ولا زال يسبب الكثير من ردود الأفعال التي ظل لا يأبه لتواردها عبر مقالاتهم وربما التعرض المتواصل له في الندوات العامة وغيرهم أحياناً من أنصاف مثقفين يسؤهم ما يصعق به من رؤي فتتطاير تهجماتهم هنا وهناك عن وعي حقيقي أو سطحي بما يقول الرجل المفكر ولكنه رجل لا يعرف المجاملة فالمعرفة عنده سلطة والعلم سلطة السلطة قوة
لعل مفكرنا قد إختار أن يتحول هذه المرة من قاعدة النظر إلي قاعدة الفعل بعد أن أنجز ما أنجزه كتابة وخطابة في ممارسته لرسالة المثقف والمفكر الصاعق الذي لا يخرج عن فضاء التأثير حتي آخر لحظاته بإصراره علي هذا الحضور الصمد في ساحة جمهوره الذي يتخطي حدوده هذه المرة إلي جمهور آخر منسي.
حيث أن عدد من يقرأ الصحف أو يحضر الندوات من السودانيين بلا يزيد عن بضعة آلاف وضحت محدودية تأثيرهم في الشأن العام أي شأن حاضرهم ومستقبلهم بينما الجمهور المنسي من المتعلمين أو خريجي الجامعات فقط يضاهي الآن عشرات أضعاف حواريي الساحة الثقافية المنهكة وليس منهم من سمع مجرد سماع باسم عبدالله علي إبراهيم أو حيدر إبراهيم أو حسن موسي فليس لهؤلاء حضور السياسي في عالمهم إذ للسياسي مثل نقد وعرمان والسماني الوسيلة حضور أكيد في عالمهم المعرفي السديمي والمجابد بين هموم عدة تختزله شيئاً فشيئ.
إن من يريد أن يبحر في حقل الناس عليه أن يختار المراكب التي توصله لساحلهم وليس البقاء في كهف معزول في إنتظار أن تزال الحواجز بينه وبينهم عبر خلاص إسطوري أو إنتفاضات طلابية تقلب الأمور رأس علي عقب
وهكذا فالخطوة التي إجترأها مفكرنابالإعلان عن ترشيح نفسه لإنتخابات الرئاسة القادمة قمينة علي أقل تقدير بإستقطاب مئات الآلاف لعالمه آلاف من الذين ربما يسمعون به للمرة الأولي في حياتهم لا سيما من الأجيال الناشئة وهذا في حد ذاته إنجاز عظيم لو تعلمون
بعد أن إستوفي د.عبدالله حق جمهوره وخصومه في وسط ثقافي إستمرأ الدوران في دوائر مفرغة دون البحث عن فرص جديدة لتركيز أضواء أوسع علي أفكار ومشاريع رهينة المحابس والأبراج العاجية لمفكرين لا يدري احدهم بمدي عزلته عن ناسه إلا عندما يزور بيت عزاء أو فرح إذ يكتشف أنئذ أنه يعيش في عالم ليس عالمه ,عالم يجهله تماماً..
إن د.عبدالله ليس كالمفكرين الإرجائيين والذين لا يتجرأون في الإقدام علي مبادرات ضمن البنية السياسية المهيمنة ولاحتي خارجها من قبيل تأسيسات تقوي فعل التغيير أو مساهمات في تجميع القوي الحديثة داخل كتلة واحدة إذن ما قيمة انتاج الأفكار بلا طحين ضمن مناخ سياسي يبتلع كل شيئ ويسلع كل شيئ ويسلب ثم يسلبن التواصل الثقافي.
عندما يخطو د.عبدالله نحو تفعيل إرادة الناس أو حتي القلة المتمدنة منهم عبر الترشح للإنتخابات فهو يدرك تماماً أن ذلك أيسر السبل لإثراء وعيهم السياسي أكثر مما يفعله مقال أو ندوة وبالتالي يتمكن من التأسيس لمستوي جديد من مستويات التواصل النضالي للتغيير ضمن أنظمة تسير بالناس للوراء بتجذيرها للطائفية والقبلية وثقافة القطيع وشراء الذمم بينما المثقف معزول في برج عاجي تسكنه أحلام الخلاص علي وقع الهواجس الأمنية ضمن بنية مغلقة تحاصره من كل جهة
إن الثقافة لا تثمر في الهواء بل لا بد لها من حامل إجتماعي ومهمة المثقف المفكر هي شحن وتفعيل هذه الحوامل أينما تكون وكيفما تعزل ويغبش وعيها وهنا لا تنفع المواقف السلبية والحيادية إذ الحاجة لدعم القوي الحديثة في المجتمع والطبقات المتأذية من الوضع الراهن تزداد إلحاحا رغم ما تدفع به ثمرات الشراكة السياسية و المنابر المعارضة علي تواضعها وتهلهلها من رصيد موجب
نحن حقيقة نفهم كما يفهم مفكرنا أن ليس من أهدافه و لا أحلامه أن يفوز بالإنتخابات في هذه المرحلة ولا ربما في غيرها فهو لا يقفز فوق المراحل لكنه يراهن بالطبع علي حصارالواقع السياسي المهترئ من كل ثغرة تفتح فيه فلا يتيسر إغلاقها إن لم يتسع فتقها علي رتقهم فلم يأتي بعد الزمان الذي يدفع بالمفكر علي رأس السلطة السياسية
ولسنا في زمان جمهورية إفلاطون الذي قرر أن يكون الفيلسوف هو رئيس الدولة لأنه عالم ولكن هذا ظرف لن يأتي الآن و قد لا يأتي أبداً
د.عبدالله مفكر فاعل والمفكر الفاعل يعمل دوماً في حقول لا يستشرفها العوام مثلنا ويتفاني في تسديد رميه الإصلاحي ولا يستنكف عن ركوب دابة متي ما تيسر له رسن قيادتها ولو كانت ستوصل به خطوتين فقط للأمام قبل أن تتعطل مثلما درجت عليه فعاليات سياسية في كل العالم تتقن العمل الدؤوب والصبور تلتف حول قيود السلطة ولا تتهيب في النهاية توفيقات متقدمة كما حدث في رومانيا وكينيا ويحدث في زمبابوي وذلك بالعمل تحت مظلة الدولة وليس بالتبعية لها وينتهي نضالها في النهاية بتقهقر قوي الماضي لصالح قوي المستقبل وما تنشده من عدالة وخير وحرية
د.عبدالله بترشحه هذا يحول فكره لقوة مادية باينة تسعي لتفعيل الناس علي عدة مستويات إبتداءً بمن هم حوله ثمآخرين كثر مرجوون ضمن النشاط الجماهيري المرتقب في الشهور القادمة حين يحين أوان المشاركة العملية في مقارعة النظام في ساحات جديدة تصعب من أي محاولات جديدة للرجوع للوراء محاولات جديدة للغش والخداع فتعري و وتفضح كل بهلوانيات الإلتفاف علي القوانين التي وقعها وبصم عليها رموز النظام وفي النهاية مع إصطفاف فاعلين جدد إن لم نستطع إيقاف شراء الذمم والأصوات إلا أننا يمكننا أن المزيد من الشباب الجديد المتسلح بالأمل وثقافة الأمل
كما يري قرامشي أن للمثقف مسئولية في توعية وقيادة الجماهير في مضامير العمل السياسي والإجتماعي مثلما هو الحال في المستوي الاقتصادي فقبل قرن من الآن تقدم أميل زولا ورفاقه بدق مسمارهم علي حائط السلطة الفرنسية مستندين لنفس قوانين السلطة المتنفذة ليصدروا بيانهم عن سلطة المثقف وكانت خطوة أولي مهددة بالفشل أكثر من النجاح غير أن ما توفر لها من زخم وسع ثغرة المسمار الأولي فلم تنسد بعدها بل مهدت لتطورات ثقافية تبنت فعالية البيانات والعريضة السياسية كأهم التقاليد الفاضحة لقهر السلطات التوتالتارية والضاغطة عليها وقد تكرست اللبرالية في الغرب بعد نضال طويل إستمر عدة قرون منذ الدعوي للإصلاح الديني وحتي إعلان حقوق الإنسان والدولة الحديثة
إن العمل الثقافي بعيد النظر يعمل علي التقدم فيما يفهمه من سيرورة النضال ولا يحد نفسه بالتفكير اليائس من النتائج النهائية المتيقن بؤسها ولذلك فقد دعا في مايو من العام قبل السابق قرابة المائة مثقف ينتمي أغلبهم إلى اليسار الفرنسي للإلتفاف حول سيغولين روايال مرشحة اليسار ودعمها ملحين علي ذلك في بيان وقعوه في صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية ليطلع عليه كل مطلع رغم أن الجميع يعلم أن أمر الفوز كان محسوماً لنيكولا سركوزي مرشح اليمين وذلك حتي قبل ظهور نتائج الجولة الأولي والتي أكدت نتائجها علي ما جرت عليه عمليات استطلاع الرأي
ولعل د.عبدالله بفعله هذا يرمي حجارته في برك عديدة أولها بركة الصفوة المتعلمة والمثقفة ثم بركة القوي السياسية لا سيما وأنها صرحت من قبل بالمشاركة في العملية الإنتخابية المتوقعة ففي لقائه بجريدة الخليج الإماراتية العدد 10666 في اغسطس الماضي صرح الأستاذ محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني بأن في الإنتخابات القادمة سينافس البشير عدة مرشحين غير سلفاكير يمثلون الأحزاب السياسية كما سيقدم الحزب الشيوعي مرشحه للرئاسة
فعلها د.عبدالله في خطوة تؤكد بعد نظره ووعيه بأن خطوة في مشوار الميل خير من لعق الحذاء لأنها خطوة لها ما يليها
ستقف بالطبع قوة عديدة ذات دوافع شخصية أو موضوعية ناقدة وناقضة أمام تطور هذا الترشيح وبالطبع تختلف مصالح هذه القوة إبتداء من النظام الذي يكره الإستقلال عنه وربما يسخرمثقفي السلطة مع ماسحي جوخها والذين سينطلقون من مصالح آيديولوجية أو تكسبية في التصدي لأي تهديد يمثله هذا الترشيح أويفعل النظام كما فعل النظام المصري مع أيمن نور رغم انف نيفاشا التي ستكون حاضرة وتؤمن من خلال سعي قواها والقوي الديمقراطية الأخري لتغيير قوانين الحجر علي الحريات والأمن وشكيلاتها لكن لن يسلم موقف مفكرنا كما تعودنا دائماً من مهاترات مثقفين وأنصاف مثقفين ممن يسميهم سالم حميش بالمثقفين الدياريون الذين لا يعملوا ولا يتركوا غيرهم يعمل بدعوة أن لا علاقة لهم بالسلطة ولا بالعمل الميداني المرهق والمكلف ولا يعون إلي أن الحريات ليست نقطة الإنطلاق بل نقطة النهاية في النضال ضد الأنظمة الشمولية وبعضهم أيضاً من تدفعه خلفيات عداء مسبق أو مزاجية مفاقمة برؤي تبعيضية غير قادرة علي النفاذ لعمق الموقف ولا تملك الإبانة عن فهم ضاوي لما تريد وأكثر ما يحزن أن تأتي لحظة تتحول فيها قوي النضال الديمقراطي لقوي غير ديمقراطية
ولكننا ندرك أن شهرة المفكر قد تمثل خط المناعة الأولي له و لا ننسي رد ديجول الشهير للصحفيين أبان مشاركة سارتر في إنتفاضات ومظاهرات الطلبة عام 1968 والقبض علي الطلاب دون التعرض لسارتر عنما سألوه لماذا لم يعتقل سارتر فقال ديجول لا أري أن يكتب التاريخ بأن في عهدي اعتقل سارتر
لكل هذا وغيره أقدم صوتي مسبقاً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب زين العابدين يدعم عبدالله على إبراهيم ويضيف لبرنامجه (Re: munswor almophtah)
|
د.عبد الله علي إبراهيم ... متاهة السلطان عز العرب حمد النيل [email protected] اعتادت منابر الخرطوم ومنتدياتها الثقافية وكذلك بعض المنابر التي تُعلي من مناقشة الشأن السياسي علي الشؤون الأخري,اعتادت علي أن يرتادها الدكتور عبد الله علي إبراهيم كل عام مرة أو كل عامين ارتيادا فوق العادي بما يحمله الرجل من أفكار وأطروحات تتسم بالجدة تكون بمثابة البحث عن مخارج أو حلول حول مشاكل الراهن السياسي وفي كل هذه المرات يخرج الدكتور علي ملأ السياسيين بصكوك جديدة في الأدب السياسي تشكل إضافة حقيقية للقاموس السياسي في بلادنا.
ويحمل وصف الدكتور عبد الله بالكاتب و الصحافي تقليلا من الشأن فما كتبه الرجل ونشره عبر المنابر يجعله علي الأقل مشروعا لمفكر عجمت عوده بالإضافة لما ذكرت تجربته السياسية فوق الارض وتحتها .
ولكن الدكتور كان مثار جدل بين كل المتابعين لما يكتب ويقول حين أعلنت الإنقاذ في عامها الأول عن نيتها في عقد مؤتمر عرف في الأدب السياسي الإنقاذوي بمؤتمر الحوار الوطني, فبينما كانت المعارضة حينها تهتف ضد المؤتمر بشعارات من شاكلة "لا حوار بلا حرية" ,"إشاعة.. إشاعة .. مؤتمر القاعة" وكان قادتها عامذاك أمثال محمد الأمين خليفة وإبراهيم نايل إيدام يتناوبون علي منابر الجامعات للتبشير بأن الأرض ستملأ عدلا – كان الدكتور أحد الذين وافقوا علي المشاركة في المؤتمر في وقت أحجم فيه بعض المدعويين من الذين لا تمتلئ صحائفهم بسيرةِ انتماءٍ لحزب أو جماعة ثقافية تنشد التأثير والتغيير مثلما تاريخ الدكتور عبد الله. وفي كل هذه الحيوية والنشاط الدافق كانت كثير من السهام تتناوش الرجل بعضها يتسم بالموضوعية وآخر يدخل في باب الغيرة السياسية , والأكاديمية.
لم يقتصر الجدل المصاحب للدكتور حين حلوله السودان بفتحه لمنافذ الحوار في المنابر بل فجر هذه المرة المفاجأة في منبر طيبة برس حيث أربك المنظمين لندوة بمناسبة الذكري 53 لاستقلال السودان ليقدم نفسه مرشحا لرئاسة الجمهورية في سابقة لا تشبه الدكتور عبد الله من حيث إنه أكاديمي يحترم المنابر والحضور أيا كان تصنيفه " أي الحضور" من حيث إنه نوعي أو غير ذلك وينسحب ذلك علي الموضوع المطروح للمحاضرة والحوار مما يعتبر قدحا في الأمانة " العلمية " من حيث التحضير لها من قبل طيبة برس ويدخل في ذلك الجانب النفسي والإطلاع أو " المذاكرة" من جانب الحضور.
ثبت من خلال ما طرحه الدكتور في المحاضرة "المفروضة" وأتبعه بتفاصيل حول مشروعه الانتخابي لرئاسة الجمهورية في الحوار الذي أجرته معه صحيفة الأحداث أنه أعد للأمر عدته من حيث قابليته للنشر علي الملأ وليست الحكاية" حركة في شكل وردة "كما قال الدكتور محمد جلال هاشم حين استُطلع في صحيفة أجراس الحرية مما يفجر كثيرا من الأسئلة ذات الصلة .
شهدت الساحة السياسية السودانية قبل 3 أعوام مولد ما عرف بمنبر السودان عبر دعوة تبناها الكاتب الصحافي المهندس عثمان ميرغني وكانت الدعوة لمنبر مفتوح لا ينظر للانتماء السياسي للعضو ويبحث عن مخرج للسودان من الأنفاق المظلمة التي أدخلته فيها سلطة الإنقاذ بتبني المشروع من قبل كل المجتمع بمبدعيه وفنانيه وساسته في خطوة وصفها البعض آنذاك بمشابهتها لحركة "كفاية" المصرية والتي أعقبتها تلك الدعوة بقليل. بل صنّف البعض الخطوة بمحاولة لدخول الإنقاذ عبر النافذة مُعدّلة بمسوح تزعم الليبرالية باعتبار أن مُطلِق الدعوة عرف بانتمائه للحركة الإسلامية ثم ماتت الحركة في المهد.
وبتبني الدكتور عبد الله عبر ترشحه لرئاسة الجمهورية لمشروع نهضوي كبير يستهدف القوي الحية من المجتمع السوداني من الذين طحنتهم آلات السلطة القابضة لن يفصل السياسي المتابع هذه الدعوة عن انتماءاته وإن خرج عن النهر اليساري الكبير ولن تشفع له تلك " الدعومات" للإنقاذ حين مَهدِها ثم نقده لها وكان الأجدي والأنفع طرح الدعوة في مرحلة السرية قبل الخروج إلي العلن عبر الوسيلة المباغتة التي التزمها الدكتور وأن يكون مجال طرحها الواقفين علي السياج من الذين ضاقت عليهم الأحزاب بما رحبت من الحزبيين البارزين في أحزابنا المختلفة مما يعطي الدعوة بريقا يخرجها من الشبهات ومن ثم فليرَ الوعاء الجديد مَن المناسب للترشح لرئاسة الجمهورية وليتفرغ أمثال الدكتور لصناعة وصياغة المترشحين ولا يُعد ذلك سلبا لحق الدكتور في حق الترشيح بل إن ذاك ما يناسبه.
ذكر الدكتور في ثنايا مشروعه أنه سيبدأ دعوته من مسقط رأسه في حي الداخلة في عطبرة مما يمثل أكبر تقديم للعون للإنقاذ في" نسختها الثانية " القائمة علي العودة بالسودان إلي كونه قبائل وبطونا والارتداد به إلي ما قبل 1938 وبالتالي لا ضرورة إذن من منازلة البشير في انتخابات الرئاسة – هذا من ناحية- ومن ناحية أخري فإن مثل هذه الأفكار تهزم المشروعات " الوطنية والنهضوية" التي يتبناها الدكتور ونظائره ولا تعدو كونها عودة بالسودان إلي عوامله الأولية ,والأنفع حتما البحث أولا عن الوسط أو الأوساط التي ينبغي أن تكون مجالا لبعث الدعوة ولابد آنذاك من البعد القومي في الطرح لكيلا تتقزم الفكرة أو "تتأقلم" وبالتالي ربما تتطور إلي "حركة" ولكن ليست في" شكل وردة" في هذه الحالة بل مزيدا من الانفجارات الإقليمية ونذر التفتت .
يصبح غريبا جدا أن يقرأ السياسيون مفاجأة الدكتور عبد الله هذي قراءة بريئة و بمعزل عن الساحة السياسية في وضعها الراهن – ملفات ملتهبة وأخري قابلة للالتهاب ,وانتخابات باتت وشيكة دون أي ملامح تثبت هذا مما يجعل كثيرا من المراقبين يتوقعون احتمال التأجيل أو المواجهة لحديث عن شبهات يمكن أن تحوم حول الانتخابات وأبرزها شبهة التزوير التي طالت أختا لها من قبل فقد صرح الدكتور حسن الترابي ومحمد الأمين خليفة غير مرة بأنهم زوروا الانتخابات عندما كان حزب المؤتمر واحدا.
كما لا يتسق مع مجريات الأحداث ومع مكانة الدكتور عبد الله الأكاديمية والعلمية والفكرية أن تحمله سفائن المؤتمر الوطني إلي سيناريو "انتخابات رئاسية " جديد يضعه في مصفوفة السلطان كيجاب والدكتور أبوضفيرة وغيرهما ينتظرون انتصارا رئاسيا علي الرئيس ويصبح الدكتور عبد الله من المنتظرين.
حين أذاعت الإذاعة السودانية عقب انقلاب عبود 1958 التشكيل الوزاري الذي حمل اسم الأستاذ أحمد خير المحامي وزيرا للخارجية – وهو صاحب كفاح جيل الذي يمثل إنجيل الاتحاديين وسند فكرة الديمقراطية الليبرالية سئل محمد أحمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب زين العابدين يدعم عبدالله على إبراهيم ويضيف لبرنامجه (Re: munswor almophtah)
|
Quote: كل التقارير المتعلقة بالمواجهات التي تمت بين الدولة والشعب أو الشعب والشعب مثل واقعة الضعين و سوبا والمهندسين وبورتسودان وكجبار والمناصير وغيرها.
سأطلب كل بيانات عمليات الخصصة والتصرف في رئات المدن وأراضي المواطنين بولاية الخرطوم وغيرها.
سأطلب تقارير دقيقة عن شركات الدولة الباطنة وسير أدائها ودخلها ومنصرفها. |
والله اني اعلم انك لن تنالها بالغٌ مابلغ اجتهادك واجتهاد من معك.. وان الزمان لايزال للبربر والهمج واللصوص .. ولو اقترب منها احدٌ لطارت رؤوس عن اعناقها.. ولهدمت مساجد وبيعٌ وصلوات.. ولكني وفي اضعف ايماني اعلن ومن مقر اقامتي بالدوحة ترشيحي لعبد الله على ابراهيم لرئاسة تلك الجمهورية..
الرجل اقربهم للصدق.. والرجل اقربهم للعلم.. والرجل اقربهم لما يقول..
عبد العزيز مرشح ع.ع.ا دائرة خليفة الشمالية الدوحة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب زين العابدين يدعم عبدالله على إبراهيم ويضيف لبرنامجه (Re: DKEEN)
|
مرشح الرئاسة في حوار الأحلام مع "الأحداث"(1-2)
أنا لست مخلّصاً ولكن !! حوار :حمزة بلول ...عمار عوض
لم تكن تلك المفاجأة التي فرقعها د. عبد الله علي ابراهيم في ندوة "طيبة برس" بإعلان ترشيحه للرئاسة ، الأولى من نوعها في تحويرات عبد الله لموضوعات المنابر، فقد تنادى بعض المثقفين قبل سنوات قليلة إلى إحدى المنتديات ليستمعوا إلى نقد من عبد الله نفسه لرواية "وليمة لأعشاب البحر" بقلم الكاتب حيدر حيدر التي هزت الدنيا في أيامها الأولى إلا أن الدكتور ألقمهم حجراً عندما قال إنه لم يطلع على الرواية وإنه بصدد موضوع آخر مهم ولم يجد غير هكذا حيلة لجذب الجمهور ! برغم علمنا بهذه السابقة في دراماتيكية عبد الله في طرح القضايا إلا أننا صقعنا كغيرنا من مفاجأته ولم يكن يخطر ببالنا ونحن نتحرك صوب منزله بالحاج يوسف (المايقوما) أنه جاد لدرجة أنه بدأ يستعد رسمياً ويعقد اللجان لابتدار حملته الانتخابية التي يطمح أن تضع أقدامه داخل أسوار القصر الجمهوري رئيساً منتخباً ليكون أول رئيس غير قادم أو (مسنود) من البيوتات الكبيرة ولا مدفوعاً من المؤسسة العسكرية ذات الباع الطويل في سنم قيادة البلاد منذ بزوغ فجر الاستقلال .... تعاملنا معه بذات الجدية وطلبنا أن نأخذ صورة من منزله قبل الانتخابات حتى إذا حدث الذي في باله وتربع على كرسي الرئاسة يكون الشعب على علم بما يمتلكه إبراءً مقدماً لذمته.
نبدأ بترشحك لرئاسة الجمهورية الذي أتى مفاجئاً خاصة وأننا (الأحداث) في حوارنا الأخير معك قبل أشهر قليلة سألناك لماذا لم تكوّن حزباً بعد خروجك من الحزب الشيوعي في السبعينيات قلت بالنص "الأحزاب فكرة فطيرة وانا أحب الناس الفطيرين ولا أتعامل معهم" ماذا تغير في الشهور الماضية هذه لتقم بترشيح نفسك لرئاسة الجمهورية "حتة واحدة"؟
أنا لست بصدد تكوين حزب، ولكن ما أنتويه بحق هو عمل استثارة لحركة اجتماعية راسخة عبر خلق البيئة الملائمة لها لتنمو في ظل طريق واضح تعطي عبره الأمل لتستعيد ثقتها بنفسها ، فأنا لا أتصور أن هذه المقدمات تقودنا إلى تكوين حزب سياسي ، بل هي حركة اجتماعية كما أسميتها انا في البيان الاول ، طبيعتها أنها تتكون من كتل ذات استقلال ذاتي ويتوفر فيها مستوى عالي من العناية بالأشياء عبر العمل في أطرها المختلفة ، مثلاً إذا اجتمع مجموعة من الشباب حول موسيقى معينة أو اتفقت بعض النسوة في الحي على تكوين جمعية خاصة بالاواني المنزلية نجد أنهن كلهن يتحركن في إطار الاستفادة من الطاقات المتاحة واستنهاضها ونجد أن كل القوى تعمل من خلال مركز غامض ويوفر لها المواعين، نحن مثلاً نحن كمركز للحركة الاجتماعية هذه نرى أن الشباب المهتم مثلاً بجمع الطوابع في العالم ونعرفهم بنظرائهم من منظمات وأفراد مع توفير نشرات توضح خصائص هذا النوع من النشاط.
لكن هناك مركز موجود بأي حال ولا يمكن لشخص ان يصل للسلطة إلا عبر الوسائل المعلومة"الحزب أو الدبابة؟
هنالك فروع لأنه إذا لم تعكف بنفسك حول نشاط معين ، لن يكون لك وجود ، لذا فأنا لا يمكن أن أطلق على تحركي مشروع حزب مستقبلي ، وبمعنى أوضح أنك كحزب أو نقابة يمكن أن تكون جزء منا ، وممكن تكون أي شيء آخر وتكون معنا أيضاً، وفعلاً أنا قلت لكم سابقاً لست بصدد تكوين حزب ، لان الحزب في بنائه يحتاج لأن تتوخى فيه أشياء كثيرة ، وترشيحي الآن لنفسي عبر بوابة الانتخابات يمكن أن أقول لكم انني باستمرار كنت مشغول بالطريقة التي يمكن أن أجدد عبرها خدمتي لهذا البلد وبشكل متفرغ.
مأزق السودان لم يبدأ بأوكامبو أو غيره
الناس لا يقرأون كتاباتي بعين "نجيضة"
اختيار التوقيت ألم يكن غير مناسب، خاصة وأن كثيرين كانوا يأملون في مثقف بقامة عبد الله علي إبراهيم أن يطرح آراء وأفكار تساعد في خروج البلاد من أزماتها الراهنة والقادمة وليس أن تخرج عليهم وتطرح نفسك كمرشح لرئاسة الجمهورية؟
ترشحي بني خبرة طويلة ، ومن تنامي هذه الخبرة في البحث عن طريق ثالث(سكة غير اللاعب)، أنا التحقت بآخر حزب كنت أنتمي إليه واخترته عن قناعة في آخر المطاف، ولم أختار الانضمام إلى الختمية أو الأنصار ، واخترت حركة يسارية معينة ومعروفة هي الحزب الشيوعي، وعندما خرجت منها في السبعينات ظللت طيلة هذه الفترة وأنا أفكر فقط، وما كتبته خلال هذه السنوات لم يأت من فراغ وظللت أكتب وبشكل متصل حول المأزق السوداني، وإطلاقاً لم أشعر أن مأزق السودان يبدأ بأوكامبو أو غيره، وإنما أنظر للمأزق السوداني بعمق منذ أن قررت فيه الخروج من الحزب الذي أعطيته نفسي بالكلية ، وهو حزب يحتاج إلى كثير من الأشياء وكثير من هذه الأشياء المطلوبة لا تحدث بداخله الآن، لذا رأيت أنه لا بد من ان أكسر هذه(الصَدَفة)، وأنا منذ أن خرجت من الحزب الشيوعي عام 1978 ظللت أفكر وأكتب بصورة مستمرة ، ومن الممكن أن يكون الناس لا يرون الأفكار التي أطرحها هذه بعين (نجيضة) لكن أنا أقول لك لا توجد كتابة كتبتها ولم تكن مرتبطة بفكرة وبالضرورة لا توجد قراءة غير مرتبطة بقراءة أخرى ، ولذلك انا أجابه هذه المقاومة التي ترونها ، لأن دعاة الصنمية للأشياء ، ودعاة (العادة القديمة) الذين أجد منهم مقاومة كبيرة أقول بكل صراحة إنهم يتحركون بهذا الشكل العدائي لأنهم يدرون تماماً أن عبد الله يكسر في تقليد أصبحوا هم من سدنته ومن أربابه.
بوعي ام بغير وعي منهم؟
بغير وعي لأنهم يظنون انفسهم في الموقع الصحيح ، ويظنون أن القضية الحقيقية هي اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اجتمعت ! أو النقابة اجتمعت ! ...إلخ . إذن أنت في الإطار الصحيح ، وأنا أفتكر أن هذا تبديد للطاقات ، وأقول لهم انتم أشخاص جيدين ، لكنكم لم تعيدوا التفكير مرة أخرى وبعمق في الأشياء التي تقومون بعملها، لذا أنا أقول إن هذا تبديد للطاقات ، وهو بهذا الشكل يقود إلى طائفية جديدة ، فأنا أود أن يعود الناس لما كتبت مثل "الإرهاق الخلاق"، أو نقد الذهن المعارض في كتابي"عبير الأمكنة" أو عرض الكتب في "أنس الكتب"، أيضاً "الشريعة والحداثة ، وهذه الكتب جميعها تمثل عندي منظومة واحدة وليست كتاباً يعقب كتاب ، وإنما الفكرة هي كيف تهيئ على الأقل مادة فكر او جسد فكري يقرأه من يرغب في التجديد . مثلاً أنا عرفت التنوع الثقافي على غير ما يعرفه الناس ، عندما درج الآخرون على تعريفه عندنا رقصة الكمبلا أو يقول آخرون انظروا إلى الكجور أو الطمبور وهي جميعها تعبر عن الفرح بالمفردات المتعددة وليس تنوع ثقافي لذا فأنا أقول التنوع الثقافي في واقع الحال هو ليس مفردات عديدة هو مفردات"مطمسة"، لأنه لو كانت كل هذه الأشياء معترف بها في المسرح والتلفزيون وغيره ممكن هنا يحصل الفرح بأن هذه الفعاليات معترف بها، لكن هناك مفردات تدل على فعاليات معطلة وغير معترف بها وبالتالي هذا يقودنا إلى تعريف للتنوع الثقافي بأنه "غبن سياسي" عندما لا يرى الكثيرون أنفسهم في الشاشة.
السودان ليس رجل أفريقيا المريض
نعود إلى سؤالنا بصورة أخرى ، هل ترى أن السودان يحتاج إلى مخلّص أم إلى أفكار؟
الأفكار لا "تكمل" وأنا أفتكر أنني بنيت جسداً مناسباً طوّق حاجات رئيسية مثل علاقة الدين بالدولة وعلاقة الثقافة بالديمقراطية ، وهي مباحث لا تستكمل وإذا قضيت جل حياتي القادمة متفرغاً في برج عاجي ، هذا غير كافي لذا فانت يجب ان تتحين الفرص تنظر كيف الجسد والطوق الذي أنتجه يمكن أن تعبر به إلى مناطق أوسع أي إلى مناطق الممارسة لأنه في رؤيتي أن الممارسة مسألة مهمة جداً مثلاً لو نظرت إلى الوقائع الماثلة أمامنا في السودان الآن نجد أننا اختططنا لأنفسنا طريقاً ، وصحيح أن البلد الآن يمكن أن تعدد كثير من مثالبها، لكن لن تمنع نفسك من القول أن هناك ضوءاً في آخر النفق. وانا متفائل جداً بتراكم الاتفاقات هذه (نيفاشا والقاهرة وأبوجا) وغيرها لأنها تعطي الإحساس بأن السودان بلغة البناء هو في مرحلة "التشطيب". ونحن نريد قيادة للسودان تعبر به إلى السودان المتآخي والمتحاب مع مكوناته لان قواعد البناء موجودة كما قلنا ( نيفاشا ، الشرق، أبوجا ، القاهرة) . وتفاؤلي هذا يمكن ان تلحظه إذا قارنت حالة السودان بدول أخرى في الجوار لم تظهر عليها موهبة المناقشة والحوار للوصول إلى اتفاقات، وهناك كسل واضح لما أقول نجده في دولة كينيا التي تفاجأ الكثيرون بقربها من الانهيار أيام انتخاباتها الأخيرة، وكل الناس كانت تنظر إلى كينيا بأنها بلد آمن وديمقراطي أيام ما كانت نيفاشا رائجة، وهذا الإحساس نجد انه ناتج من قبضة طغمة أو جماعة كاتمة الأنفاس لذا أننا نجد مع ظهور أول شق في هذا البناء ، اقتربت الدولة من الإنهيار ، ونحن في السودان نجد أنه لم تستطع جهة أن تقمع التعبير الجنوبي ولم يقم أحد بقمع تعبير جبهة نهضة دارفور بل إنها مستمرة واستمرت للتحول إلى تعبيرات مستقلة.
وكثير من الناس ينظر إلى السودان بأنه رجل إفريقيا المريض من كثرة مشاكله لكن أن توجد مشاكل في ظل القدرة على التفاوض عليها وتصل إلى اتفاقات أيضاً وتنقض اتفاقات ويلعب ميزان القوى أشياء كثيرة جداً وهو ما يجعلني أقول أننا في السودان (قدام جداً) مقارنة بأفريقيا والشرق الأوسط ، خاصة إذا وضعنا في اعتبارنا أننا في السودان مشاكلنا أحصيناها عددا . العالم في بعض الأحيان يتدخل ويعالج معنا ، لذا فإنني بدت لي مسألة الانتخابات القادمة التي هي رهينة بالتحول الديمقراطي ، والاستفتاء ، أضف لذلك أنها نقطة تحول في مسار السودان ومنعطف حرج ، في الوقت الذي أجد فيه كثيراً من زملائي يائسين نهائياً، ولا ينظرون للأمر على أنه زاوية حرجة في مسار البلد لكي تتدخل وتمسك ب"رسنها" وتقودها، ولكن ينظرون لها باعتبارها لحظة النهاية ويعجزون عن الحركة باتجاه الحلول.
يعني أنت مخلّص؟
لا ليس كذلك ، بعبارة أوضح أنك تعطي أملاً وتقلب المعادلات الموجودة التي تقود إلى السلطة.
نحن في السودان من الاستقلال وحتى الآن نعلم تماماً طريق الوصول للسلطة يمر بأي محطة ، فالأزهري بنى نفسه عبر مجهود كبير منذ مؤتمر الخريجين حتى وصل القصر الجمهوري ، في الوقت الذي نجد فيه عبد الله علي ابراهيم لا يستند على قبيلة أو حزب يحققان له فيما يرغب ، كيف ستحدث الاختراق وأنت تأتي من بوابة المثقفين ... هل ستعتمد على أصوات بعض نوراب الكبابيش والرباطاب؟
(طيب ما أزهري كان ممكن يقال له هذا الكلام في 1932) لكن نجد أزهري لم يعر هذا التساؤل اهتماماً ، خاصة إذا لحظنا انه أتى عبر بوابة الختمية بعد حين، ولم يحاول في المبتدأ أن يدخل عبر بوابة الطريقة الاسماعيلية معقل أسرته، وهو كان إنسان خرج في إطار حركة الخريجين التي كان يقدر أعضاؤها وقتها بحوالي مائة وعشرون إلى مائة وثلاثين شخص لكن كانت في موضع القيادة وعندما احتاج أزهري للجمهور الأكبر نجد انه تحرك نحو الختمية وهو ما أرى انه قاد في النهاية إلى تلاشي حركة الخريجين عندما دخلت في المساومة وهو ما جعل أناساً مثل محمود محمد طه عندما وجدوا ان حركة الخريجين دخلت في عباءة الطائفية انقسموا عنها وانفصلوا عنها واتهموها بالمذهبية وكونوا حركاتهم الأخرى ، ومن الجانب الآخر أيضاً نشأت الحركة اليسارية والشيوعية في نفس معنى النقد لحركة الخريجين.
إذا سلمنا جدلاً بهذا التحليل فإننا أيضاً يمكن ان نرى ان الساحة وقتها كانت خالية وليست كالآن حيث توجد احزاب راكزة وذات جماهير عريضة مثل الحركة الشعبية وغيرها؟
لا ليس بهذه الصورة المبتسرة لأنك عندما تتحدث عن الحياة السياسية في الأربعينات ، ستجد ان الختمية مؤسسة راكزة أيضاً وزعيمها السيد علي الميرغني يحوز لقب (السير) والسيد عبد الرحمن (سير) وعندهم مشاريع ولديهم دوائر اقتصادية وعلاقات مع مصر وبريطانيا.
طيب مع من ستتحالف للوصول إلى غايتك؟
أنا لست مجرد ولكني أنتمي إلى كتلة تاريخية، وهي المكونة من الحركات النقابية والعمالية والزراعية واتحادات الطلاب تكونت في الأربعينات وتكونت اطراف منها في داخل الحركة الاتحادية وحركة الأشقاء والخريجين التي تحالفت مع مصر وأضحت حزباً من الدرجة الأولى ، والحزب الشيوعي كان (خميرتها). وهذه الكتلة موجودة الآن لكن أصابها التفرق وحلت بها نكسات عديدة بدءاً من عبود ثم تلى ذلك حل الحزب الشيوعي مروراً بإنقلاب 69 ، ومعارك النقابات وفي بعض الاحيان زُج بهذه الكتلة في مغامرات لم تتحسب لها جيداً وكذلك الانشقاقات والانقسامات ، أنا بفترض ان هذه هي كتلتي وهناك ملاحظة مهمة حول عمل هذه الكتلة تتمثل في أنها أخطأت وسمت بنفسها بالقوى الحديثة ليس لتنشر الديمقراطية في الريف وتجدده ، أضحت خصماً على الريف ومعادية له بمعنى أنه في الوقت الذي يتحدث فيه الناس عن انتخابات على مر التاريخ ستجد هذه القوى التي سمت نفسها حديثة تطالب بدوائر للعمال والمزارعين والمثقفين والخريجين وهو ما يعني عندي الخوف من الريف وليس الحرص عليه، لان الريف بحسب رأيهم مملوك للسيد الميرغني والمهدي وهو ما سيأتي لنا بنواب من دوائر مقفولة ،وهو ما يجعل القوى الحديثة في مقام الهارب من الريف بدلاً من اقتحامه وتنشر الديمقراطية فيه وتهز الساكن فيه وتدخل في تحالفات معه اصبحت تنظر إلى قوى الريف هذه بعين خائفة ، والتي نجد أنها تحركت في الآخر وأنشأت حركات هامش أصبحت تنظر إليها كخصم وتسميها (عنف البادي) في الكتاب الذي خرج مؤخراً ، وأقول إن هذا الحلف التاريخي الذي حدثتكم عنه ما زال موجوداً ولكنه فشل في بناء جسور للتحالفات مع قوى الريف حتى يستكمل نفسه كحلف تاريخي يقود البلد إلى بر الأمان.
ما هو طرحك الحالي لبناء هذه الجسور المفقودة؟
أنتم إقرأوا كتبي لأن ما أقوله لك الىن ليس محض تأليف من هذه اللحظة ، بل هو موجود في كتب وأوراق علمية خاصة بي ومنشورة وانا عندي رؤية الآن وهي ظاهرة لكل المتابعين لما أنتج والآن أيضاً سيقرأها آخرون بعد خطوتي الأخيرة بالترشح للرئاسة.
إذا صوبنا النظر مرة أخرى لأمر ترشحك هذا ، نجد ان هناك سؤال منطقي من هم الذين سيعطون أصواتهم لعبد الله علي إبراهيم ، خاصة إذا وضعنا في اعتبارنا ان أغلب الذين يقرأون لعبد الله علي ابراهيم ويتابعون نشاطه الفكري هم من المسيّسين والملتزمين في أحزاب؟
ستصوّت لي الكتلة التاريخية التي ذكرتها لكم مع العلم أن التصويت لي او لآخر هو بيد هذه الكتلة ، وأنا سأخاطبها سواء كانت أفراد أو جماعات، وأنا خارج كداعية لأجدد لها تبعاتها التاريخية (وأقعد ليها) وأحملها حملاً لان تنظر لنفسها بشكل جديد وتعرف أن موقعها ما زال خالياً ، وأنا أيضاً أعلم أنها لم تعد نظيفة من الأفكار الأخرى كما أنها ليست "قاعدة ومنتظراني" ، لكني من جهة أخرى أعلم إلى أي درجة تتوق هذه الكتلة لتجديد حقيقي في مسار الوطن، وغنها لسنين عديدة لم تعط فرصة التفكير لصالح الوطن الذي منذ مجيء مايو نجد انه أصبح خاضعاً لطغم عسكرية سواء في المعارضة أو الحكومة ، وبمعنى أوضح (رأيك على قدر بندقيتك) والسياسة طبعاً ليست هكذا ، فلذلك أنت تجد ان هذه القوى التي كانت في اتحادات المزارعين والنقابات انسحبت وما تبقى منها مجرد "لغاويس" تبع المؤتمر الوطني أو "مزاعم" تحت راية التجمع الوطني الديمقراطي ، ولكي أوضح أكثر تجد ان التجمع الوطني لديه منظمة في لندن ( واجهة تسمى اتحادات النقابات الشرعية) وهذه الواجهة لها أكثر من عشرين سنة لم تخض تجربة حقيقية وتجد أن هناك آخرين يبغون من خلاله حفظ توازن القوى داخل التجمع عندما يعطي صوته في الاجتماعات لحزب معين في مقابل القوى الأخرى المكونة للتجمع ، هذه القوى الحية.....
حية أم ساكنة؟
الكتلة التاريخية هذه ما زالت حية بمعنى انها مستودع شفرة السودان القادم ، ومن هنا تنبع حيويتها وكون أنها أقصيت في مرحلة ما من تاريخ السودان هذا لا يجرح في حيويتها.
بالعودة إلى موضوع ترشحك نجد أن القانون ينص على أن الترشح لرئاسة الجمهورية يحتاج إلى تثنية من حوالي عشرين ألف مواطن موزعين على الأقل في تسع عشر ولاية ، فهل عبد الله على إبراهيم محتسب لهذا الأمر وكيف سيكمل الخطوات الإجرائية الخاصة بالترشح؟
أنا الآن ليس لدي أي تصور لهذا الموضوع ، وأنا أفتكر أن عشرين ألف شخص ليس عدداً كبيراً إذا أتيحت لي الفرصة وأوصلت صوتي للجماهير ، ليس من الصعب أن يثني عشرين ألف على ترشيحي ، لأن هناك سؤال مهم يجب أن نضع إجابته في الإعتبار هل التسع عشرة ولاية هذه بها مواطنون راغبون في التجديد أم لا؟( يعني في أي ولاية ما في عشرين ألف زهجانين وعايزين يغيروا "البتاع ده") .... هؤلاء الناس موجودين وعندهم رؤية حول مستقبل بلدهم ، وهم ليسوا مجموع غاضبين فقط ، لكن لم يقم شخص بمحاولة جمعهم كتفاصيل ، ولو مافي عشرين ألف مواطن يرغبون في التغيير يبقى على الدنيا السلام ومن الأفضل أن تقوموا بإغلاق صحفكم ، لأنو لا يمكن أن أتخيل مثلاً المديرية الشمالية أو الوسطى طوال هذه العشرين عاماً لم يولد فيها من يرغب في التغيير.
مرشح الرئاسة في حوار الأحلام مع الأحداث(2-2)
لا أخشى من عروبتي أو شيوعيتي
لا زلت تتلبسك روح جيلكم السابق وعقيلته "التوصوية" لأن الخطوة الطبيعية التي كان عليك عملها هي طرح أفكارك حول حركة التغيير المطلوبة ، وبعد أن تستكمل بناء هياكلها يتم الاختيار بشكل ديمقراطي لإسمها وبرنامجها ، وكذلك رئيس الحركة ومرشحيها لمستويات الحكم المختلفة ، بما في ذلك رئاسة الجمهورية .. لكنك فرضت نفسك مرشحاً رئاسياً ووضعت الإسم وما استبقيت شيئاً لغيرك؟
الطرق كثيرة إلى روما. أنت تعرض نفسك وتعمل ما أعطاك إياه الرب من الخبرة والعمر ، والمصداقية عند بعض الناس وبعدها التوفيق من عند الله.
هناك حديث منقول عن عبد الله علي إبراهيم لو انفصل الجنوب لأهدى لنا دولة جوار نادرة المثال .... ماصحة هذه المقولة؟
أنا لم أقل مثل هذا الحديث ، لكن هناك بعض الناس ينقلون عني بشكل غير صحيح . انا مقتنع أن الجنوب أصلاً لن ينفصل، والحركة التاريخية في طريق الوحدة... وأنا قبلت الجنوب كآخر بمعنى الكلمة، ولذلك قاومت جماعة الغابة والصحراء الذين يعتقدون أن السودان سيتشكل إلى ان يكون "حاجة واحدة" ليخرج لنا "إنسان سنار" ... ومعنى هذا ان الجنوب سيخضع لعملية تعريب وأسلمة ليكون إنسان سنار.وافتكر إنها صورة قبيحة واستعلائية، وأنا ناقشت هذه الفكرة باستفاضة في مقالي "تحالف الهاربين" لكنه لم يُفهم ... هناك أناس روجوا لعكس ما أردت لكن الفكرة الواضحة أنني أتعامل مع الجنوب بألا أخضعه لأي عمليات مسبقة في ذهني.. أو عمليات أنا أحتفي بها وهي أخرجتني، وأفتكر أنها ستطلع سودانيين آخرين..أفتكر أن الجنوب خضع لتفسيرات من ناس عاطلي موهبة وعاطلي نشاط علمي وممارسة، وحاولوا يقولوا إن هناك عرب "أولاد كلب" متربصين بكم منهم عبد الله علي إبراهيم والشوش ..في ناس قرأوا مقال تحالف الهاربين ولكن هم "ما بفهموا" ... التنوع الثقافي غبن وليس فرحاً .. بمعنى أن الناس في الجنوب والشمال والشرق والغرب يشكلون شخصاً واحداً، بهذا لسانك لن يظهر كلسان للدولة وكذلك شكلك ... ملابسك ... التعريف الصحيح أن يسترد لهؤلاء الناس غير العرب منزلتهم في الدولة والسياسة الثقافية والسياسة وغيره.. وانا أفتكر أنني أكثر شخص أعطيت هؤلاء الأقوام الآخرين مساحات للحركة ، قائمة على خياراتهم هم ، ولا على خياراتي وتصوراتي، وهو أن يأتوا إلى ساحة الوطن أحرار يقيمون علاقاتهم الثقافية مع الناس .. أنا أول شخص تكلم عن أن حتى فرض اللغة العربية كلغة رسمية على هؤلاء أمر غير صحيح .. لأنه في الآخر ينشأ في أذهان الناس صورة السودان هي أنك إذا لم تنطق بالعربية فمعنى هذا أنك لست سودانياً!.. وضربت مثلاً بحركة المرتزقة 1976م الحكم عليهم كان كيف؟ أي شخص لا يتحدث اللغة العربية أو ينطقها بشكل مكسر فهو مدان ! .. والسبب في هذه المسألة أن الدستور كان يقول أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية .. وما أفتكر في 1976 في شخص وقف ليدافع عن عجمة السودانيين غير العرب مثلما دافعت عنهم أنا . لهذا كل ما يقال عني في هذا الإطار نتاج جهالة .. مثلاً هناك شخص يترصدني بسبب أن الطيب صالح مرة علق في ندوة قائلاً :" إن عبد الله علي إبراهيم مخطئ في هذه المسألة ". وأصبح كل من يكتب يقول الطيب صالح قال إنك مخطئ. انا شخصياً افتكر أن واحدة من أزماتنا الكثيرة أننا "سمّيعين" ولا نقرأ، ولا توجد لدينا الثقافة التي تستطيع أن تربط الأفكار ببعضها وهذه هي أم المشاكل .. مثلاً د.حيدر إبراهيم كان صديقي و"يشيلني في رأسه"، لكن لم أستطع أن أقبل تصوره هذا، ودائماً يستفز في النقد وافتكر أنهم عطلوا أنفسهم عن اللحاق بحركة العالم والنظر والمصادر وأنا ربنا وفقني ... وعندما أناقشهم في أفكاري هذه وغيرها يأتيهم نوع من الغرور أن عبد الله عايز ....! لهذا أنا اضطرت للتضحية بهم رغم أننا نشأنا مع بعض وتربينا مع بعض ... وهم أصلاً عن بكرة أبيهم كان عندهم (محبة شديدة في عبد الله).. لكن أنا لا أستطيع أن أجامل ... نحن لم نخرج لكي يكون عندنا حلف على الجمهور على أساس أننا أولاد دفعة.
ألا تخشى هذا العداء من أندادك؟
أنا لا اخشى من هذه النقطة وكذلك لا أخشى من مسألة عروبتي وشيوعيتي .. وفي الآخر أقول لأي شخص المسألة في النهاية انتخابات إذا عندك شكوك حولي "ما تصوت لي" .."إذا إنت بتقراني
أقراني" وإذا أردت أن تفهم مني ، وإذا أردت أن تسأل عني ، يمكنك أن تسأل الناس عني .. وفي الآخر لو اقتنعت صوّت لي .. أو صوّت ضدي .. لكن لا يكون الأمر اتهامات دون معلومة.
الأميون سيفهمون حديثي أكثر من أساتذة الجامعات
ألا ترى أنك تواجه أزمة ، فأنت تعاني من عدم فهم ما تكتبه وسط المثقفين ، ما بالك بدخول انتخابات العامل الحاسم فيها الأميون؟
عندما نقول أميين لا نعني جاهلين ،أميين (ما بفكوا الخط) فأنا أثق في هؤلاء لو جلست وتحدثت معهم دقيقة واحدة أعتقد أنهم سيفهمون حديثي أكثر من أساتذة الجامعات ... ليس لأنهم سذج ، لكن الجبهة التي اختارها جبهة واقعية ليس لها"وغش في رأسها" وتعلم مصلحتها ومتى ما وجدت شخص يعبر عن كل هذه المعاني ستقتنع ... عندما يقول المثقفون أن لديهم المعرفة لأن يستطيعون القراءة وهؤلاء لا يفهموننا ، هذه محاولة تجنب لمواجهة الذات ومواجهة المشكلة التي صنعتها الصفوة المستنيرة التي ترمي جلدها في البادية ... وأفتكر أن البادية هي أكثر خبرة في العمل الذكي الذي يعمل في ظروف شحيحة وتنتج لنا ثروة حيوانية متميزة، كيف نوزع الاتهامات جزافاً! وإذا أردنا أن نعالج الأزمة من المفترض أن نعالج ما أسميته أنا بالعقل البرجوازي الصغير ، الصفوة هي التي كانت تخطط وتنفذ وقوم بالانقلابات وتذهب للحرب وهكذا ... أنا أصر أن جمهوري محتمل يكون أمي وهي مسألة ليست ذات صعوبة عندي .. لأني أفتكر أن المسألة مجرد (فك خط) ونحن أمة نبيها أمّي ... بغض النظر عن تفسير الكلمة ... النبي كان أمّي ... ولا يصح بعد ذلك أن نقول الأمية ميزة سلبية.
هل تتوقع قيام الانتخابات في مواعيدها ويمكنك خوضها والفوز بها؟
أنا ألقي بحجر في هذه البركة لأنني لو تركتها لن تكون هناك انتخابات ، والسبب أنني لحظت أن منهج التفكير المسيطر هو عدم قيامها ، وإذا قامت فعلاً فإنها ستزوّر ...و...و.. أنا أفتكر أن تحركي هذا من شأنه أن يضع الانتخابات كحقيقة من الحقائق التي لا مهرب منها لأنه ليس لدينا سكة غيرها ... ليس لدينا سكة كاملة ذات إرادة وطنية غير الانتخابات ... أي سكة ستكون ماذا يريد أن يفعل أوكامبو .. أيضاً ستحمل معها الانفصال بشكل مؤكد وستضيع البلاد في انتظار المصريين وقطر وغيرهم مما يجعلنا معلّقين بإرادات أخرى .مثلاً اليوم مبادرة قطر معطلة للوضع العربي .. لا يمكن أن تنتظر الناس أعطوك أو منعوك.أنا سأخوض الانتخابات لأقول هذه حقيقة ، وهذا هو المفتاح الوحيد الذي نملكه كإرادة وطنية وكقوة حية مستعادة في الساحة .أنا وأنت لن يكون لدينا سلاح نجند به وندخل به الساحة الخضراء وتقدم لنا "المساوات والتشغيلات"..! نحن الطاقات المعطلة لعشرين سنة أو ثلاثين .. القوة الصامتة والأغلبية الصامتة ، ليس لدينا سكة غير الانتخابات.والقصة ليسس أنني أتكهن أو أنا أتفاءل أو أتشاءم أو ... في النهاية الانتخابات لا بد لها أن تحدث فعلاً وهي المطلب الأول. ليس لأن عبد الله يريد أن يترشح ولكن كما قلت هي الإرادة الوحيدة في يد القوة المستعادة للساحة السياسية بعد زحزحة (الطغم)... وبغير ذلك تستعيد هذه الطغم إراداتها. ويبقى أوكامبو هو البطل والمخلص لنا ...!
الانتخابات ليست سهلة ، ولعلك تدري أن تكلفة الترشيح فقط ملايين، هذا غير المنصرفات الأخرى، ما هي خطتك لمجابهة هذه الصعوبات المالية؟
إذا لم يكن المبلغ متاحاً لكل سوداني يريد أن يترشح فأنا سأخوض معركة لكي يسقط هذا المبلغ لكي لا يكون حاجزاً، وإذا وجدنا أنه بإمكاننا أن ندفعه سندفعه، فقط يجب أن يكون منصفاً لأشخاص مثلي فقراء وأتوا من مواقع فقيرة ، وأنا لن أستطيع أن أدخل الانتخابات إذا لم أوفر المبلغ .. حتى لو في الدستور يمكن أن يعدل "مافي دستور لا يعدل"...أنا أتحدث عن إرادة ضاغطة .. أنا أعمل على أساس أن أضغط لتتخلق بيئة أستطيع أن أعبّر عن نفسي من خلالها .. إذا حددوها مثلاً 300 مليون أو 500مليون معنى هذا أنهم لا يريدوننا أن ندخل ..أنا أحتج على ذلك "يا أيها الشعب السوداني أنا لا أستطيع أن أدخل الانتخابات" هذه الأشياء مهمة .. لن أسكت وسأحتج وأحرك الأمر بقدر ما وسعني ..لا أقبل أن تُقصر الانتخابات على الأغنياء .. وهي في الآخر حربي القادمة .. ولو كنت أريد سكة الأغنياء كنت بقيت في المؤتمر الوطني منذ أن تحالفت معهم لفترة قليلة في عام 1989 وقد أكون مرشحهم للرئاسة الآن ، لكنني اخترت طريق الشعب والفقراء.
أنت قادم من أمريكا وتتحدث عن أمل وتغيير ، هل تظن أنك أوباما السودان؟
لا لا أنا لست أوباما ..أنا أخطر من أوباما وخبرتي السياسية والفكرية تماثل عمره "أنا أعمل بالسياسة قبل مولده" لكن ليس لدي مانع إذا في شخص بفتكر إني في أمل أكون مثل أوباما.
أيضاً قدومك من أمريكا جعل البعض يقول عنك كرزاي السودان؟
أنا أتحدث عن فرص "فاضية" أنا اتحدث عن قوى أنا منتمي لها واشتغلت فيها ، أنا ابن التحالف التاريخي للطبقة العاملة والمزارعين ..أنا عضو فيه. ولما قلت في بياني أنني كنت في ذيل الموكب ثم أصبحت في وسطه وساهمت بأدوار مختلفة فيه لم أكن منتهزاً ، أنا دائماً لاعب أدوار وعندما تفرغت سنة 1970 للحزب الشيوعي كان عندي دور ، حقيقة أنا عملت بعمر أوباما.
التفكير العام يقول إن الطموح سمة شبابية ولا يكون عادة لدى الشيوخ أمثال عبد الله علي إبراهيم متحدث الجبهة الديمقراطية في ندوة أكتوبر 1964 ويأتي ليحقق طموحه القيادي بعد قرابة النصف قرن من نشاطه السياسي؟
أنا لم أشيب في جزئي الأعلى "مشيراً إلى دماغه". أنا في حالة قفزات مستمرة.. لو واصت في الحزب الشيوعي برغم آرائي فيه لكنت أصبحت زعيمه مثلاً ...أنا إنسان أعتني بالطابق الأعلى "وأشار لرأسه"وباستمرار أفكر ، ويمكن أن أقول إنني شخص صاحب "رؤى" أعرف كيف اشتغل ذهنياً شغلاً شاقاً ... وعندما تقرأ من ألف إلى عشرين ألف جريدة وتعمل قصاصات و...و..ماذا تكون؟ في صناعة اسمها صناعة الرؤية مثل صناعة الاقتصاد...وإذا الشخص "مشى في هذا الطريق ما عندو عُمر".
لكن هذا الطريق يقود صاحبه لأن يصبح مفكراً وليس رئيساً؟
في ناس مفكرين قادوا دولهم ، مثلاً في تشيكوسلوفاكيا في مفكر جاء في وقت منعطف قاد الدولة وأعطاها رؤى وحزب مستقبلي ...وهكذا... في وقت من الأوقات يأتي المثقف ..ثم أنا ليس المثقف الذي لا يعرف العمل السياسي ، أنا عضو سكرتارية الجبهة الديمقراطية ..وعضو روابط الطلاب الشيوعيين ... وعضو وقائد حركة أباداماك ..جمعت بين الإثنين.الفكر يكون مستقبل وما بين النشاط العملي ...ولم أكن في وقت من الأوقات مثقفاً فقط أو ممارساً فقط ..أنا لست شخصاً أكاديمياً اقتادوه من مكتبه وقالوا له هيا إلى العمل السياسي والعام...دخلت في الأكاديميات وخرجت لأشتغل نشاط عملي ثم مرة أخرى رجعت عندما وجدت أني احتاج لفترة بيات طويلة ، اخلص إلى أنني لا ينطبق علي موضوع إنك مثقف فقط.
بعض من نظن أن لهم قدرات ذهنية تمكنهم من قراءة الواقع بشكل متقدم يأتوا ليفاجئونا بتحركات لا تتناسب وقدراتهم ، مثلاً المرحوم محمد أبو القاسم حاج حمد عمل حركة"حسم" وراهن على التغيير عبرها رغم أنه مفكر استراتيجي لكن كانت قراءته خاطئة، وفعلاً فشلت الحركة لعدم صلاحية التوقيت الذي اختاره... واليوم يأتي عبد الله علي إبراهيم برغم تاريخه السياسي الطويل بسيناريو مقارب ، مراهناً على حدوث تغيير وقيام انتخابات ، ويبدو أنه لم يتعظ من تجربة سلفه حاج حمد؟
حاج حمد اشتغل في صياغ "أحزاب الفكة" أو ما يسمى أفكار التوالي.ما افتكر انه عمل تعريف لنفسه وعلى خلفية كالتي أتحدث عنها.انا جزء من الحلف التاريخي لكي يقوم بدوره ويكون رقيباً ويكون كذا وكذا ."أنا عارف ماشي وين"... انا لم أناقش أياً من المثقفين ولا أصحاب الرأي ..ولا أرغب في هذا الآن ..أنا عاوز أعمل رمز للبلد ..."ما تجيني قاطع تعال من ركاز معين ، تعال من التزام" لأنه هذه معاني لقيتها في حياتي بين الناس والأهل واستمرت معي طوال هذه السنين. وكل خطتي ستقوم على فكرة هذا التحالف التاريخي ...أين مكامن قوته وأين متاعبه وكذا. ولن أبحث عن أشخاص لمجرد أن لديهم أموالاً يمدونني بها، أو لديهم عمود في جريدة لكي يكتبوا عني .."أنا ما عايز أبقى رئيس جمهورية وبس" ..عايز أبقى رئيس جمهورية من حوله حركة جديدة للتغيير. ولما أكون فيها فعلاً يكون لدي ما أعمله بها وعنها ... ولن أكون معتقلاً بامتنان لجماعات معينة أجاملهم أو غيره.. أنا اتجه للتغيير بطريقة جذرية وتفكر في تغيير وضع البلد بطريقة مختلفة جداً والتي سعينا لها منذ خروج الاستعمار الذي لم نفعل شيئاً لمحو آثاره بشيء جديد ، لم نكن نشتغل فيه من قبل.
هل تتوقع أن تقوم قوى سياسية بالتحالف معك أو دعم ترشيحك مثلاً؟
والله أتمنى ذلك ..لكن "ما في زول حيجيك بأخوي وأخوك" ..لا يمكن أن يأتي لك ليقول نحن معك ...ولكن عندما تعمل تأثيرك سيحصل هذا الأمر ...مثلاً في مدينة عطبرة كان في محجوب ومحمد نور الدين كانت هناك حركة حقيقية ، والزعماء كانوا مضطرين أن يذهبوا إلى عطبرة لأجل أن "يكونوا هم هم" ...لهذا عندما نصير حركة ضاغطة من المحتمل أن تأتي إلينا التحالفات على مستوى رئيس الجمهورية أو نائب رئيس الجمهورية بمعنى يفاوضوك حول منصب نائب رئيس الجمهورية ..." أنا نازل عشان أفوز" لكن ممكن أفاوض على نائب في حالة تحالفات لكن لن اتنازل عن رئاسة الجمهورية.
هناك اتهام يواجهك وهو أن الظرف التاريخي الذي يمر به السودان ووضعه الحالي في هذا التوقيت يخرج عبد الله على إبراهيم ويقول أريد أن اترشح لرئاسة الجمهورية ... البعض يقول إنها ملهاة بطلها عبد الله علي إبراهيم ووصلوا إلى درجة القول بأنها فرقعة من المؤتمر الوطني لكي يشغل الجماهير بشيء آخر ويتناسوا هموم الوطن وأوكامبو وغيره؟
أنا ما عايز أعطي البلاد لأوكامبو .. وهناك بعض الناس يرون أن حل البلد أن يتهم البشير بما يتهم به والعالم يلاحق السودان وكذا وكذا إلى أن من يسقط البشير ... هل هذا هو الحل ؟ ولو انتهى البشير يأتوا ليقودوا الدولة ... ما أفتكر إنها طريقة رصينة أو شجاعة ، إنت كأنك وكلت اعالم ليحل مشاكلك ...وما هو الضمان ألا يأتي الأمر عبر شراء آخرين ...أنا أفتكر أن مثل هذه التكهنات تصادر حقي في أن أترشح لانتخابات متفق عليها.
نحن لا نصادر حقك ... لكن الآن القضية الشاغلة الساحة السياسية موقف الرئيس المتهم .. وأنت رؤيتك المختلفة ؟
أنا أولاً مهمتي أبشر بأن المفاتيح عندنا وما قلت سابقاً .. بدلاً أن تجلس على قارعة الطريق.
لنفرض أن عبد الله علي إبراهيم فاز؟
هذا ليس همي الآن ..أنا في هذه المدة سأستمر ..وسأطلب مقابلة البشير ... وناس دارفور والحديث إلى الناس وتلقي المعلومات.
يعني ليس لديك خطة مسبقة..فقط ستبني على حسب تفاعلات الواقع ؟
الخطة عندي..إنه المفاتيح عندنا .. هي خطة بديلة ومهم أن تفهمها أنها نقيض لما يتحدث عنه الناس ... أوكامبو سيلعب أدوار ... وقد يلعبها في داخل البلاد ، لكن يجب أن نسترد الإرادة الوطنية ... والحمد لله عندنا المفاتيح لذلك ...انتخابات ، استفتاء، وتكوين اتفاقيات ... انا أرى انها منجزات لا يستهان بها هناك ناس ماتوا من أجلها ، كم ماتوا من الحركة الشعبية والجيش وأهل دارفور ؟ وذات المبدأ ينطبق على الاستقلال ، لا ألعب به أبداً ..لهذا ترشيحي كي أشدد على أن هذا هو الطريق .
عبد الله علي إبراهيم يساند قيام الانتخابات بغض النظر عن الرئيس مستقبله السياسي ما هو ؟
قلت لك إنها سياسة في داخل السياسة الأساسية ، جائز أن تتفق عليها أو لا تتفق عليها هي ليست عقيدة.
ما هو رأيك في الجنائية الدولية ؟
"يا سيدي عندي حاجة عايز ألح عليها" ... وهي المفاتيح بيدنا ، مفاتيح المخرج عندنا ...إذا توحدت الإرادة لدينا وإذا ارتفعنا عن الكيد ..إذا وضعنا البشير نفسه في سياقه التاريخي "إذا قلنا نكسة سياسية في الاستقلال هو مش أولهم او آخرهم".
لكنك لم تجبنا على سؤالنا بشكل واضح؟
أي محاولة لشخصنة أزمتنا إلى شخص مصابين الآن منه بالإحباط أو البغضاء أو المرارة وافعل بنا كذا أو كذا هذه سياسة من الدرك الأسفل ، أبعدنا نميري بإرادة وطنية ماذا فعلنا ذهبنا إلى قاعة الصداقة شطبنا اسمه من افتتاحية البرلمان ولاحقنا مصر بأن تعيده لنا لنحاكمه إلى أن توترت علاقتنا معها مما جعلها تؤيد أو انقلاب ضد حكومتنا الديمقراطية قبل أن تعلم بهوية منفذيه، يعني نحن"ما عارفين نميري والبشير في معيار السياسة ومعيار بناء الوطن"هم جناح بعوضة فلنترك ما فعلوه ، نحنا جيلنا كان عندما تتكلم معاه عن عبود يصطك . وجاء الجيل الآخر وهكذا، أنا شخص عشت هذه التجارب أقول ليك يا أخي هذه الحكاية يبدو أنها لم تفهم من قبل الناس لأنها صيغ وتراكمات وبنى سياسية واجتماعية ستخرج هؤلاء الناس يجب أن أشتغل فيها هي لأني الآن أنا متأكد أن البشير لو "شالو أوكامبو" الناس لم تفكر في البديل للبلاد.
يعني أحسن "يجيبوا" عبد الله علي إبراهيم؟
(ضاحكاً) بس جيبوني ...أنا فكرت في الموضوع وما حاولت أحمل الأشخاص والقضايا الفرعية أكثر مما تحتمل.
هل ستعقد ليالي سياسية كما هي عادة المرشحين أم لديك أفكار أخرى للدعاية؟
انقل عني أي إنسان يرغب في أن عبد الله علي إبراهيم يأتيه ويخاطبه في كل مناطق السودان قرى أو أقاليم أنا جاهز ، ولن أعقد ليالي سياسية"نقعد زي القعدة دي" واستمع لأنه من الجانب الآخر نحن ما بنستمع للناس ، الأعمدة الصحفية كلها "ما في زول استمع لي زول" كلها تخريس ، كذا وكذا وننظر في الفنجان.
بمعنى أنك ستكون رئيس قادم من الصوالين؟
أنا أصلاً بستمع للناس لأن عملي في التراث إني استمع للناس وأنا مدرب على الاستماع للناس ، أذهب إلى الكبابيش مثلاً أستمع إليهم وأنقل عنهم . أنا ما عندي شيء أقوله لهم وكذلك أذهب للرباطاب استمع للناس وأشواقهم ومتاعبهم مع تراثهم ومتاعبهم مع الدولة الحديثة ، وهناك قصص كثيرة جداً علمتني أن هناك حكمة أخرى غائبة واسمهم أميين أو ريفيين نحن نطردهم من دائرة المعرفة.
التجمع والأمة عاطلون وتبّع
إنت كنت تحلم بالرئاسة... أو بصيغة أخرى متى فكرت (بالضبط) إنك تترشح للرئاسة؟
أنا كنت بفكر دائماً ما هي الخدمة الأخرى التي سأقدمها للوطن.
منذ متى؟
لا دائماً أفكر وأنا منذ خرجت من الحزب الشيوعي اعتبرت إنها (الخدمة الاولى) بمعنى إنك والله يعني تخلص نهائياً للوطن ، لأنه أساساً أعمل أستاذ جامعي وكاتب وغيره ، والخدمة مستمرة"نفكر ونكتب ونناقش" لكن دائماً هاجسي متى أنا أتفرغ للخدمة الثانية والأخيرة ، وأنا عندما خرجت من التفرغ الأساسي الأول كنت احتاج زمناً لكي استكمل نفسي (ماجستير ودكتوراة) من أجل ان أعيش لأنه أصبحت تواجهني مشكلة المعيشة عندي أنا في السابق كنت أعتمد على الحزب الشيوعي لكن الوضع اختلف وفرضت احتياجاتي العائلية ومشاكل أسرة تحتاج أن تسهم في حلحلتها ، فأخذت وقتاً طويلاً نسبياً لكن أيضاً اعطتني الفرصة أن أجلس في البرج العاجي وأفكر في الأمر كلياً ، وكانت تراودني فكرة ما هي الخدمة الأخيرة.
ألم تكن لرئيس جمهورية بالتحديد ؟
أنا قلت لك إنها أتت من مسألة الاتفاق على الانتخابات.
لم تجب إلى الآن على سؤالي متى فكرت بالضبط في مسألة رئاسة الجمهورية؟
أقول لك مثلاً قبل عدة سنوات تحديداً بعد توقيت الانتخابات ، فكرت في أن الانتخابات مهمة ، ليس أن أترشح كرئيس ، أنا لم أفكر في قيام الانتخابات أنا عملت من أجل أن تكون هناك انتخابات . مثلاً أيام مفاوضات نيفاشا عندما" يقوموا ناس التجمع العواطلية ديل وحزب الأمة" يقولوا لم يشركونا أقول لهم فعلاً لا يجب أن يشركوكم "انتو أصلكم تبع ساكت "، والحقيقة أن المناقشات كانت متجهة إنها "تدفق الناس العندهم سلاح"، وبعدها الاتفاقات الاخرى كلها ساهلة يعني أنا كنت ملح على أن أي درجة من درجات السلام هي مهمة لماذا؟ لأننا نريد أن نسترد لدائرة العمل السيباسي القوى المستبعدة لأن لو الناس بيحملوا السلاح ما في نقابة تحمل سلاح وبالتالي يمكن أن ينسحب الأمر على اتحاد طلبة بالمعنى الحقيقي واتحاد كتاب ....إلخ، لهذا دائماً كان عندي هذا الاعتبار ، كلها أفكار تتناسق وتنتظم مع بعضها.
إلى الآن لم تقطع لنا متى فكرت أن عبد الله علي إبراهيم يجب أن يكون رئيساً للجمهورية؟
صعب جداً بالتحديد أن تقول متى فكرت في هذا الأمر.
أنا أكثر شخص مستعد لانتخابات رئاسة الجمهورية
ببساطة تكرارنا السؤال مبني على أنك لو فكرت منذ فترة طويلة وشرعت فعلياً في تنفيذ فكرتك كان يمكن أن يكون لديك زمن أوسع من هذا الذي اخترته والانتخابات على الأبواب؟
"يا أخوانا مالو هسي منو المستعد غيري" ؟! ضاحكاً ...الرئيس لم يعلن وكذلك الختمية بدأوا اجتماعاتهم قبل أيام في الغريبة ، الصادق المهدي لا يدري ماذا يفعل ، سلفاً يقولون إنه سيدخل المنافسة ومرة أخرى ينفون الأمر برمته ، جدياً ليس هناك شخص مستعد غيري.
هل أعددت خطاب الرئاسة...على طريقة احد رؤساء البرلمان السابقين عندما قال لمن انتخبوه رئيساً لقد فاجأتموني .... ومن ثم فاجأنا نحن بإخراج خطاب جاهز من جيبه وشرع في قراءته؟
يضحك طويلاً .... لا لا الخطاب سيعده الناس ، لانه من غير المنطقي أن أذهب للناس وأقول لهم أريد رأيكم وانا خطابي جاهز "ما معقولة"! ... لازم استمع بشكل جيد للناس وسيكون لدي مستشارين وناس لديهم خبرات واتمنى من هذه الحركة أن تخرج جماعات معرفية وثقافية ويقوموا ببحوث لكي يساعدوا في إعداد الحملة من أولها إلى آخرها.
هل ستحاول ان تجمع كتاباتك في سفر واحد "أعمال كاملة".. لكي يتمكن الناس من الغطلاع عليك بشكل كامل؟
أنا اتوقع أن يأتي شخص ليقول لي سنجمع كتاباتك وننشرها في موقع على الانترنت ، كذلك اتخيل إن ذهبت الأمور كما نبتغي أن نجد أشخاص يوثقون لنا بل أطمح في أن نمتلك مطبعة كاملة ، وكذلك أتمنى أن أجد من يقول لي أنت مظلوم في فهم أفكارك لأن البعض يقول إنك عروبي وأنت ليس كذلك ، بل أنت من أعطاهم حريات وأعطاهم كذا لهذا سأترجم لك كتابك المعني إلى لغة الدينكا مثلاً ... لا توجد حدود للناس الذين يرغبون في التغيير في كيفية استقطاب مادتهم وهي كثيرة جداً ويمكنهم استخدامها كتابة وصورة وتوثيقاً ، على سبيل المثال أتوقع ان تخرج في هذه الفترة وثائق عن الحركة النقابية وكيف نشأت وإضرابها ونشاطها.
هل يمكن أن نقول إنك شرعت عملياً في محيطك الصغير على أقل تقدير "أنذر أهلك الأقربين"؟
أنا أرتب لزيارة عطبرة يوم الإثنين ، وحقيقة هناك شباب متجمعين ومستعدين "حسب كلامهم".
هل نعتبر ان هذه دعوة للصحفيين لمرافقتك؟
ليه لأ ... لكننا سنذهب بالبص وعندما نمتلك طيارة صغيرة سنحملكم بها.
لم أحمل جوازاً أمريكياً تحوطاً لمثل هذا اليوم
وماذا إذا فشلت في جمع الناس من حولك ، إلى أين ستتجه؟
إذا لم أستطع سأذهب ولن أكون حزيناً ، ولن أعود لأمريكا لأدرس في الجامعة مرة اخرى "انا بقدر أعيش لأنو هذا منزلي" ولو جلست وكتبت كتب فقط سأعيش بمبيعاتها ويمكن ان اتجه للتدريس أو أكتب بالصحف.
يعني أمريكا تاني مافي؟
لا لا أن أذهب لكي أحافظ على Green Card... وأنا حرصت على ألا أحمل جنسية فقط Green Card لكي تكفي غرض العمل، وأتت مواقف تستحق التفكير في الجنسية الأمريكية مثل عدم قدوم زوجتي التي كانت تنتظر أربع سنوات من أجل أن تلحق بي ونائب الدائرة قال لي بصراحة ليس هناك طريقة غير أن تكون أمريكياً لكن هذا لم يغريني لكي أسعى لإمتلاك الجواز الامريكي، ولأنني لدي استعداد لمثل هذا اليوم " لو جيتك قلت ليك عندي جنسية أمريكية سأكون قد انتهيت تماماً "، وأي شخص ممكن ينتهي مني.
شكلك جاهز من زمان لمسألة الرئاسة؟
ضحك ثم أجاب .....ااي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب زين العابدين يدعم عبدالله على إبراهيم ويضيف لبرنامجه (Re: munswor almophtah)
|
الأخ العزيز محمد عبدالجليل السلام ورحمة الله وألف حمدا على السلامه
ومليح أنك رايت الأهل والف مبروك لعبدالرحمن الهادى الذى صار أبا
ورأى ذريته وررق قلبه أما عن مشروع الرئيس القادم سنحاول إدراج
ما له وما عليه حتى يعرف نفسه من خلال الآخر ويتعرف عليه العام والخواص
من ما يقول ومن ما يقال فيه وخالص ودى السلام ومامون مقيم بالشارقه
هاربا من غضب الباكستان ومعه نايل ولك السلام................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب زين العابدين يدعم عبدالله على إبراهيم ويضيف لبرنامجه (Re: صباح حسين طه)
|
انتخابات السودان: وإذا الموؤدة سُئِلَت ؟ ترابطٌ بين آليّات المصالحة والديمقراطيّة ووحدة كيان البلاد رشيد سعيد يعقوب [email protected] هل سيكون ممكناً إجراء سلسلة الانتخابات المرتقبة على كافّة المستويات المحليّة والقوميّة عام 2009؟ وكيف تعطّل آليّات السيطرة لحزبي الشمال والجنوب وتتفاعل مع الضغوطات الخارجيّة ومع أزمة دارفور، لتبطِل الرهان أنّ اتفاقيات السلام والطفرة النفطية ستساعدان على الإبقاء على وحدة البلاد والتحوّل إلى الديمقراطيّة؟
كان من المفترض أن يكون العام الجديد 2009 عاماً حاسماً في تطوّر الأوضاع السياسية في السودان. والواقع أن "اتفاقية السلام الشامل" التي تمّ توقيعها في 9 كانون الثاني/يناير 2005 ما بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان قد حدّدت و بوضوح أن يشهد هذا العام تنظيم أوّل انتخاباتٍ ديمقراطية في هذا البلد منذ أن استولى الإسلاميون على السلطة عبر انقلابٍ عسكري عام 1989. و يُنتظَر أن تُجرى الانتخابات على كافة مستويات الحكم، من المستوى المحلّي إلى القومي، مروراً بمستوى الولايات في جانبيهما التشريعي و التنفيذي، وانتهاءاً بانتخاب رئيس حكومة الجنوب ورئيس الجمهورية. وليس أوضح من برهانٍ على حساسية وأهميّة هذه الانتخابات أن المواطن السوداني في الشمال يُفترَض أن يدلي بصوته ثماني مرّات، فيما سيدلي المواطن الجنوبي بصوته اثنا عشر مرّة بالنظر إلى أنّ اتفاقية السلام قد استحدثت مستوى حكمٍ ذاتيّ وسيط في الجنوب ما بين الحكومة المركزية والحكومات الولائية.
لكن العديد من المؤشّرات تتجمّع حالياً لتحول دون تطبيق هذا المكوِّن الهام من "اتفاقية السلام الشامل"؛ الأمر الذي يفتح الباب أمام كلّ الاحتمالات والمخاطر، في هذا البلد الذي يُعتبَر فيه الاستقرار حالةً استثنائية في تاريخه السياسي الحديث ومنذ نيله الاستقلال عن دولتي الحكم الثنائي، بريطانيا ومصر. العوامل التي قد تؤدّي لتأجيل الانتخابات متعدّدة رغم تفاوتها في الأهمية، ويمكن تصنيفها إلى فئتين: عواملٌ يمكن اعتبارها فنيّة، بالرغم من أنّ غالبيتها يمكن تفسيره بدوافعٍ سياسية؛ وعواملٌ يمكن توصيفها بالسياسية باعتبار أنّها تتمتع باستقلاليّة كاملة عن العملية الانتخابية، لكنّها مع ذلك تؤثّر على تنظيمها بصورةٍ مباشرة.
التلكؤ المقصود
"اتفاقية السلام الشامل" هي النصّ المرجعي في كلّ ما يتعلق بتنظيم الانتخابات والتي حدّدت موعدها بما لا يتجاوز ثلاث أعوام من تاريخ تشكيل مؤسّسات الحكم الانتقالية (حكومة الوحدة الوطنية)؛ أي أن موعد تنظيم الانتخابات يُفترَض ألاّ يتجاوز اليوم التاسع من شهر تمّوز/يوليو 2009. ولكنّ الالتزام بهذا الموعد قد أصبح في حكم المستحيل اليوم ولأسبابٍ عدّة.
بدايةً، يفترض تنظيم الانتخابات أن يستنِد إلى نتائج الإحصاء السكاني الذي تم إجرائه العام الماضي. وقد تم تأجيل ظهور النتائج أكثر من مرّة قبل أن يحدّد شهر فبراير القادم كموعدٍ لإعلان هذه النتائج. ومن المؤكّد أن الفترة المتبقية من فبراير لن تكون كافيةً لتحويل هذه النتائج إلى "حصصٍ" ولائية وإقليمية فيما يتعلّق بتوزيع الدوائر وتحديد مواقع مكاتب التصويت والبدء في إجراءات تسجيل الناخبين وإصدار البطاقات الانتخابية. أكثر من ذلك، أن الحكومة المستقلّة في جنوب السودان تحيط موقفها من قبول نتائج الإحصاء السكاني بالكثير من الضبابيّة المقصودة على ما يبدو. فبعد أن كانت قد قرّرت مقاطعة عمليات الإحصاء في أيّامها الأولى، عادت حكومة الجنوب و تحت ضغط الدول المانحة وفي مقدمتها الولايات المتحدة وكذلك الأمم المتحدة للقبول بالمشاركة في الإحصاء. وتعلّلت حكومة الجنوب في البداية بأنّ استمارة الإحصاء لم تضمّن كافة الأسئلة الضروريّة لضمان نتائجٍ تعكس الواقع السوداني بكل تفاصيله. ومن الواضح وفق تقارير المنظمة الدولية أن عمليات الإحصاء لم تجرِ في الجنوب كما ينبغي بل أنّ هناك حديثٌ متداولٌ عن فقدانٍ كاملٍ لاستمارات الإحصاء في ولايتين من ولايات الجنوب العشرة.
تبدو مخاوف الحركة الشعبية لتحرير السودان منطقيّة وإن لم تكن مشروعة كاملاً. فحليفها المؤتمر الوطني لا يتمتّع بتاريخٍ مشرِّف في هذا الجانب وهناك مخاوفٌ من أن يتم "إخراج" نتائج الإحصاء بصورةٍ تتيح لحزب الرئيس عمر البشير استمرار فرض هيمنته على مفاصل السلطة، خصوصاً بعد أن وصف أحد "صقور" هذا الحزب، الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية، بأنّ من يحلمون بإزاحة حزبه عن السلطة "واهمون". أكثر من ذلك، إن نتائج هذا الإحصاء لن ترمي بظلالها فقط على تشكيل الخارطة السياسية في البلاد، بل ستتجاوز ذلك لتحدّد نسب قسمة السلطة والثروة بين أقاليم البلاد المختلفة استناداً إلى عدد سكان كل أقليم، كما تنصّ على ذلك "اتفاقية السلام الشامل". و يتيح لنا ذلك أن نفهم بوضوح لماذا اشترط النائب الأوّل لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب، سلفا كير، ألاّ يقل عدد سكان الجنوب عن 15 مليون مواطن، حتّى يكون الاستفتاء مقبولا بالنسبة لحكومته.
ثانيا، قادت الخلافات بين طرفي الحكم في الخرطوم (المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية) إلى تأخير إصدار قانون الانتخابات الذي وجدت بعضٍ من مواده معارضةً من منظّمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية المعارضة، باعتباره لا يوفّر ضمانات كافية لتنظيم انتخاباتٍ حرة ونزيهة، مثلما أنّه لن يؤدّي إلى عكس توازنات القوى الحقيقية في السودان نظراً إلى أنّه "يُحابي" إلى حدٍّ كبيرٍ الحزب الحاكم، خصوصاً فيما يتعلّق بتقسيم التمثيل ما بين الانتخاب المباشر والنسبي، ونسب تمثيل المرأة. كما أن هناك تأخير في تشكيل اللجان المتخصّصة، وفي مقدّمتها لجنة الانتخابات التي يفترض أن تتولّى تنظيم العملية الانتخابية برمّتها. فتشكيل اللجنة قد غلبت عليه التوازنات السياسية في مقابل الكفاءة الفنية. ومن المؤكّد أن اللجنة التي أعلن عن تشكيلها في شهر نوفمبر الماضي تحتاج إلى وقتٍ طويلٍ لتشكيل هياكلها الإدارية والتنظيمية على مختلف المستويات في المركز والأقاليم، وكذلك توظيف الكوادر، ومن ثم البدء في أعمالها. كما هناك لجنة أخرى يُفترَض أن تلعب دوراً هامّاً في تنظيم الانتخابات: هي لجنة الأحزاب، وهي أيضاً قد شُكِّلت متأخّرة، وعليها الكثير من المآخذ، ويُنظر إليها باعتبارها أداةً للحزبين الحاكمين لتشكيل المسرح السياسي السوداني و ضبطه وفق الإيقاع الذي يلائمهما.
ثالثاً، يلعب الضبّاط الإداريون، وهم موظفو الدولة الذين يتولّون إدارة الهيئات الإدارية اللامركزية، دوراً مفتاحياً في تنظيم العمليّة الانتخابية من حيث الإشراف على تسجيل الناخبين وإعداد مراكز التصويت وتوفير الحماية لها وعمليات فرز الأصوات. وتثير حملة التنقّلات التي انتظمت صفوف الضباط الإداريين خلال الأشهر الماضية المخاوف من أن يكون حزب المؤتمر الوطني الحاكم يسعى لوضع عناصرٍ موالية له في المناطق التي يتوقّع فيها منافسةً شديدةً من معارضيه؛ ما يدفع البعض للحديث عن سعيٍ منظّم لتزوير نتائج الانتخابات، خصوصاً وأنّ أحزاب المعارضة المختلفة لن تكون قادرة على إرسال مندوبيها إلى كافّة مكاتب الاقتراع وتوفير العدد الكافي من المراقبين لمتابعة تنظيم الانتخابات في كل مستويات الحكم. وحتّى في حال اتفاق الطرفين على السماح لمراقبين أجانب بالمشاركة، فإنّ تأثيرهم سيكون محدوداً بدوره بالنظر لاتساع مساحة السودان وانتشار مكاتب التصويت وتعدّد الانتخابات التي سيتمّ التصويت عليها في ذات الفترة.
أخيراً، لم يُحسم موضوع تمويل الانتخابات حتّى الآن. حيث يرفض الحزبان الحاكمان توفير التمويل الضروري ويطالبان المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته. إلاّ أن الظروف التي قد تنظّم فيها هذه الانتخابات، سواءً أن كانت فنية أو سياسية لا تحفِّز دولاً كثيرة للمغامرة بتمويل هذه الانتخابات، وبالتالي توفير غطاءٍ دوليّ لها رغم كل الشكوك والمخاوف حول نزاهتها. وإذا أضفنا لكل ذلك المصاعب المرتبطة بموسم هطول الأمطار في مناطقٍ واسعة من السودان والذي يمتدّ ما بين شهري نيسان/أبريل ونشرين الثاني/نوفمبر، ما يعقّد أو يحول في بعض الأحيان دون تنظيم الانتخابات في بعض المناطق إلى ما بعد نهاية فصل الخريف.
الأزمة في دارفور
تفرِض قضية النزاع المسلح في دارفور نفسها على موضوع الانتخابات من ثلاث زوايا: هل يمكن إجراء الانتخابات في هذا الإقليم المضطرب؟ أم يُفترَض استثناء دارفور من الانتخابات لحين التوصّل إلى حلٍّ للنزاع؟ وإلى أي مدى سيؤثّر اتخاذ قرارٍ من "المحكمة الجنائية الدولية" بتوجيه الاتهام للرئيس السوداني عمر البشير فيما يتعلّق بجرائم الحرب في دارفور على تنظيم الانتخابات وعلى الأوضاع السياسية في السودان ككلّ؟.
إجراء انتخاباتٍ جزئية في السودان ليس بالأمر الجديد. فقد سبق أن استثنيَت أجزاءٌ واسعة من جنوب السودان من تنظيم الانتخابات في عامي 1964 و1986، رغم أن كلا العمليّتين قد نظّمتا في أجواءٍ ديمقراطية وبعد سقوط أنظمةٍ عسكرية كانت تسيطر على مقابض السلطة في السودان. السبب بالطبع هو أنّ المناطق المستثناة كانت مناطق حربٍ وتطبّق فيها حالة الطوارئ. هذا الاستثناء لم يساعِد كثيراً في كلا الحالتين على تهدئة الأوضاع. ومن السهل أن نتوقّع أن يقود أيّ إجراءٍ مماثل في إقليم دارفور إلى زيادة الإحساس بالغبن والتهميش وتعقيد فرص التوصّل إلى حلولٍ سلمية للأزمة مستقبلاً. ونشير هنا إلى أنّ العديد من الأطراف الدولية كانت تعتقِد لوقتٍ قريبٍ أنّه من الأفضل تنظيم انتخاباتٍ منقوصة الشرعية على مواجهة النتائج التي تترتّب على عدم تنظيمها. لكن هذه الآراء تتراجع حالياً، خصوصاً في أوساط الإدارة الاميريكية المنتهية ولايتها؛ وهناك شبه إجماعٍ في المجتمع الدولي على ضرورة أن يسبق الحل السلمي في دارفور تنظيم الانتخابات حتّى تأخذ هذه الأخيرة في الاعتبار أسس هذا الحلّ السياسي بدلاً من أن تفرِض الانتخابات واقعاً يصعب تغييره.
الشئ الواضح أن إجراء الانتخابات في حال تنظيمها سيكون معقّداً في إقليم دارفور. حيث ترفض كلّ الأحزاب والحركات المسلحة ومنظّمات المجتمع المدني تنظيم الانتخابات في الظروف الحالية. إذ من جهة، يُنظر لهذه الانتخابات على أنّها ستكون "سلاحاً" حكومياً في تثبيت الأوضاع التي ترتّبت على النزاع المسلح وفي مقدّمتها عمليات التهجير القسري للسكّان من قراهم وأراضيهم الزراعية وحصارهم في داخل معسكراتٍ للنازحين أصبحت تمثل سجوناً كبيرة و يتعرّض فيها المواطنون لضغوطٍ كبيرة قد لا توفّر الظروف المؤاتية للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات. ومن جهة أخرى، تنظّم هذه الانتخابات دون استحقاقات الحد الأدنى من مطالب أهل دارفور المشروعة والمتعلقة بتقاسم السلطة و الثروة بصورةٍ عادلة؛ الأمر الذي لا يجعل منها كما يروّج البعض وسيلةً بديلة عن النضال بمختلف الوسائل بما فيها السلاح لتحقيق المطالب المشروعة.
يبقى القرار المنتظر للمحكمة الجنائية الدولية بشأن توجيه الاتهام للرئيس السوداني عمر البشير بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات فظّة لحقوق الإنسان في دارفور. إذ لا تستبعد الكثير من المصادر الغربية أن تردّ المحكمة إيجابياً على طلب المدّعي العام الذي تقدّم به في شهر تمّوز/يوليو الماضي. وفي حال حدوث ما صار مرجّحاً، ماذا ستكون عليه ردّة فعل المؤتمر الوطني الحاكم؟. المؤكّد أن الأوضاع ما بعد صدور قرار المحكمة لن تكون مثلما كانت عليه في السابق. عندها لن تكون الانتخابات مدرجة في صدارة الأجندة الوطنية السودانية. فالحكومة السودانية قد هدّدت علناً بطرد القوات الدولية العاملة في إطار بعثة الأمم المتحدة، ليس فقط من إقليم دارفور، بل من المناطق الأخرى وفي مقدّمتها الجنوب في حال توجيه الاتهام للرئيس السوداني. ويُعتقَد بأنّ النظام السوداني سيلجأ إلى إعلان حالة الطوارئ لمواجهة الأزمة، بل أنّ مقربون من دوائر القرار في الخرطوم يؤكّدون أن الرئيس عمر البشير قد أكد في أكثر من مناسبة أنّه سيقوم بتجميد تطبيق "اتفاق السلام الشامل" في حال وجّهت المحكمة الجنائية الدولية الاتهام له شخصياً، ما يعني أنّ تنظيم الانتخابات لن يكون ذا موضوع في ظلّ تجميد القاعدة القانونية والدستورية التي ستقام على أساسها.
التحوّل الديمقراطي
غنيٌّ عن التذكير أن تنظيم الانتخابات النزيهة والحرّة يشترِط توفّر أجواء ديمقراطية تتيح حرية التنافس وتكافؤ الفرص. لذا شدّدت مختلف الاتفاقيات السياسية الموقّعة في السودان، وفي مقدمتها "اتفاقيّة السلام الشامل" مع الجنوب واتفاقية القاهرة مع التجمّع الوطني الديمقراطي واتفاق أسمرة مع جبهة الشرق واتفاق أبوجا مع بعض الفصائل المتمرّدة في دارفور على ضرورة إجراء تحوّلٍ ديمقراطي حقيقيّ في السودان. لكن الأوضاع أبعد ما تكون عن هذه الصورة المثالية. صحيحٌ أن البلاد قد شهدت منذ توقيع اتفاقيات السلام "انفتاحاً" ديمقراطياً نسبياً، لكن كل ترسانة القوانين المقيّدة للحريات ما زالت مسلّطة، يتمّ استخدامها عند الضرورة. والتصريح بصدور عشرات الصحف اليومية والمجلات والأسبوعيّات في السودان لم يرافقه رفعٌ للرقابة. حيث تطبّق الأجهزة الأمنية ما صار يُعرف بالرقابة "القبلية"، التي تفرض سحب المقالات والأخبار قبل طبع الصحف، وتحديد مجالات يحظر تناولها سواء من ناحية الأخبار أو التعليق. ولم تنجح كلّ الجهود والنضالات التي خاضها الصحفيون في السنوات الأخيرة في تغيير هذا الوضع. هكذا حتّى قانون الصحافة والمطبوعات الجديد، الذي يُفترض عرضه على البرلمان الانتقالي، لا يوفّر كل الضمانات المطلوبة. يضاف إلى ذلك أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم يفرِض هيمنةً كاملة على أجهزة الإعلام القومية من إذاعةٍ وتلفزة، مثلما يفرض إرادته على الصحافة عبر توزيع حصص الإعلانات، باعتبار أن الحكومة وشركاتها هي أكبر معلنٍ، ما يحدّ كثيراً من هامش المناورة المتاح أمام الصحافة لاتخاذ مواقفٍ مناوئة للمؤتمر الوطني.
نفس الشئ يمكن قوله عن الحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب وإن كان ذلك بمستويات تقلّ كثيراً عمّا يحدث في الشمال. هناك أيضاً قانون جهاز الأمن الوطني الذي يُعطي سلطة الاعتقال التحفّظي لجهاز المخابرات، وكذلك الحق في منع الأنشطة السياسية، بما فيها الليالي السياسية والندوات بدون تقديم مبرّرات. كل ذلك لا يوفّر فرصاً متكافئة أمام مختلف القوى السياسية الراغبة في خوض الانتخابات، ويدفعها دفعاً نحو عدم الإصرار على تنظيمها، بل وحتّى مقاطعتها، في حال أصرّ الشريكان على قيامها؛ ما يعني استمرار هيمنة حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال وإفراغ الانتخابات من أيّ محتوى ديمقراطي.
قيام الانتخابات في وسط كل هذه الظروف يبدو إذاً غير مرجّح وصعب التنفيذ. وقد جاءت تقرير لجنة خبراء شكّلتها الأمم المتحدة مؤخراً بالتوصية بتأجيل الانتخابات لفترةٍ لا تقل عن 4 أشهر، أي كي تنظّم عام 2010، لتزيد الشكوك حول فرص قيام الانتخابات في موعدها. و يراهن الكثيرون على أن يلجأ شريكا الحكم في السودان (المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية لتحرير السودان) لمادّة في اتفاقية السلام تسمح لهما باتخاذ قرارٍ بتأجيل تنظيم الانتخابات لفترةٍ أقصاها عاماً واحداً من الموعد المحدّد، على أن يتمّ ذلك قبل ستة أشهر على الأقل من موعدها. ورغم الجوانب الإيجابية المتعدّدة لمثل هذا القرار، إلا أنّه سيُلقي بظلاله دون شكّ على استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان المقرّر تنظيمه في عام 2011. حيث تنصّ "اتفاقية السلام الشامل" على أن ينظّم الاستفتاء وفق قانونٍ يجيزه البرلمان المنتخَب قبل عامٍ من موعد تنظيمه، الأمر الذي يبدو مستحيلا في حال تأجيل تنظيم الانتخابات.
هكذا يدخل السودان مرحلةً جديدة من التعقيدات والمصاعب خلال السنوات القادمة؛ ما يكذِّب كل الرهانات على أنّ توقيع الاتفاقيات والطفرة النفطية سيكونان حاسمين في اتجاه تعزيز الاستقرار في هذا البلد. وإذا كان تفكّك الدولة السودانية قد بقي لوقتٍ طويل هاجساً يلوّح به وخيال مآتة لإجبار السودانيين على فتح قنوات الحوار فيما بينهم، إلاّ أنّ هذا الخطر يتحوّل تدريجياً إلى واقعٍ، خصوصاً وأن كل سياسات حزب المؤتمر الوطني في السنوات الأخيرة للبقاء في الحكم تعتمِد على الربط ما بين بقاء السودان موحداً و كدولة، وبين استمرار الإسلاميين في الحكم. لكن هذا الرهان لم يعُد يخيف الكثير من الأطراف ليس فقط داخلياً، وإنما أيضاً إقليمياً وخارجياً.
* رئيس تحرير نشرة ت ت ى باريس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب زين العابدين يدعم عبدالله على إبراهيم ويضيف لبرنامجه (Re: munswor almophtah)
|
الأكاديميون .. وأوهام الفوز برئاسة الجمهورية محمد عبد الله سيد أحمد [email protected] الظهور المفاجئ لعدد من المرشحين لرئاسة الجمهورية من الدكاترة والأكاديميين الأجلاء المشهورين منهم والمغمورين من داخل السودان وخارجه -- وقد يزداد عددهم مع مقبل الأيام -- أثار إستغراب واستهجان الكثيرين . وهناك من لم يصدقوا ترشيحهم أو يأخذوه مأخذ الجد لإعتقادهم أن إعلانهم لترشيحهم هو مجرد حركة إنصرافية مقصودة ربما لصالح المؤتمر الوطنى أو أنها مزاح ثقيل غير موفق ولا يليق . ولكن للأسف فإن كل الدلائل تشهد بأنهم جادون فى ترشيحهم وأنهم قد درسوا هذا الأمر جيدا من كل جوانبه وقتلوه بحثا و اطمأنوا على فرص فوزهم 100 % بحسابات علمية دقيقة إعتمادا على ومؤهلاتهم العلمية وبرامجهم الإنتخابية التى إعتبروها أقوى برامج انتخابية ولم يسبقهم عليها فى السودان أحد من العالمين بشهادة الخبراء واساتذة الجامعات إلخ .. وأن برامجهم هذه ستكون وحدها كفيلة بهزيمة القبلية والطائفية والأحزاب ومن بينها المؤتمر الوطنى الذى جمع مالا وعدده فوق ما يملكه من سلطة . ولن يتبق لهم غير خوض إنتخابات الرئاسية القادمة وإعلان فوزهم . و قد ذكرنى موقفهم هذا بحكاية ذلك الشاب المتخلف عقليا فى إحدى قرى جنوب النيل الأبيض -- والذى يحكى عنه أنه كلما سمع أن هناك حفل عرس يقام فى القرية يقوم مسرعا بنظافة قطيته ورشها بالماء وتعطيرها بالبخور وتغيير فرش سريره ثم يستحم ويغير هندامه ويبقى فى الإنتظار. وعندما يسألونه لماذا فعل كل ذلك يجيبهم بقوله : (يمكن العروس تطفش من بيت العرس وتجينى داخلة جوه قطيتى) !! .. وربما لا يزال على قيد الحياة – و لا يزال فى الإنتظار
ومع الفارق الكبير بين عقلية وتفكير ذلك الشاب المتختلف عقليا وبين العلماء الأجلاء والدكاترة الأكاديميين العظام المترشحين لرئاسة الجمهورية وإحترامى لتفكيرهم ونبل أهدافهم ، إلا أننى أرى أن هناك وجه شبه كبير يجمع بينهما وبين ذاك الشاب المتخلف عقليا فى توقعهم لحدوث المستحيل بل وإنتظارهم لحدوثه وكل منهم يراهن على توفر فرص فوزه وأن رئاسة الجمهورية سوف تأتي اليهم م سعيا تجرجر أزيالها مثل عروس صاحبنا المتخلف . وهم فى إعتقادى ورغم أكاديميتهم وعلمهم لم يدرسوا الواقع السياسى جيدا قبل أن يعلنوا حتى عن ترشيحاتهم فى الوقت غير المناسب ، وقبل أن يطمئنوا الى أن القوانين المقيدة للحريات وقانون حرية الصحافة بما يتفق والدستور الإنتقالى قد عدلت وهي أهم الدعامات لإنتخابات نزيهة ومحايدة . وهم بإعلان ترشيحهم المبكر كأنما قطعوا الشك باليقين بأن الإنتخابات آتية لا ريب فيها وفى موعدها المحدد حتى وإن لم تستقر الأوضاع فى دارفور ولم تهدأ التوترات فى المناطق الأخرى وحتى قبل أن تنجلى أزمة المحكمة الجنائية وتداعيتها . وهم بإعلانهم لترشيحاتهم كانوا أشد إطمئنانا على فوزهم برئاسة الجمهورية مراهنين على برنامجهم الأنتخابى وحده دون اعتبار لما تملكه القوى الأخرى من سند لا يملكون معشاره -- هذا إن قامت تلك الإنتخابات فى الأساس -- ورضوا أن يخضوها مع الخائضين دون مشاركة القوى الأخرى وتأكد لهم أو لم يتأكد لهم أنها ستكون انتخابات نزيه ومحايدة ولن تتعرض للتزوير . ثم على افتراض أن الإنتحابات قد قامت بالفعل وفى موعدها المحدد ، وأن المعجزة أو المستحيل قد حدث ، وأن النظام الذى تمكن وتمترس خلال عقدين من الزمان فى مفاصل السلطة فى الخدمة المدنية والقوات النظامية وتمكن من كل الثروة قد فرط لأحدهم ليفوز برئاسة الجمهورية رغم جهل غالبية السودانيين لشخصه فهل سيكون من الممكن لهذا الإكاديمى الفائز أن يتمكن وحده كرئيس جمهورية من إحداث تغيير فى النظام ؟ ألا يمكن لنظام كهذا أن يدير شئون الدولة وهو خارجها أو يضع العراقيل له وهو فى قمة السلطة من داخل الحكومة نفسها ومن خارجها ؟ ! ..
إن إحداث التغيير فى إعتقادى معقد وأصعب مما يتصوره أولئك الإكاديميون ومشكلة السودان باتت أصعب من أن يحلها فوز أكايمى لرئاسة الحمهورية فى إنتخابات رئاسية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب زين العابدين يدعم عبدالله على إبراهيم ويضيف لبرنامجه (Re: munswor almophtah)
|
والله اني اعلم انك لن تنالها بالغٌ مابلغ اجتهادك واجتهاد من معك.. وان الزمان لايزال للبربر والهمج واللصوص .. ولو اقترب منها احدٌ لطارت رؤوس عن اعناقها.. ولهدمت مساجد وبيعٌ وصلوات.. ولكني وفي اضعف ايماني اعلن ومن مقر اقامتي بالدوحة ترشيحي لعبد الله على ابراهيم لرئاسة تلك الجمهورية..
الرجل اقربهم للصدق.. والرجل اقربهم للعلم.. والرجل اقربهم لما يقول..
عبد العزيز مرشح ع.ع.ا دائرة خليفة الشمالية الدوحة
دكين السلام والرحمه وكل سنه وأنت بألف خير وليتك تحدثنا عن علمك
النافذ ذلك ورؤيتك التى ترى ما لا يرى وآتنا بصيص من بصيرتك الفراسية
الحديده ولك السلام ثانية فإن إثارة الأستعداد للإنتخابات توريط لمن يود
التعدى على أتيانها وليتها تتحقق ولكل زمن حقيقه ولكل حقيقة محقق ورجال
يحمونها بقوة خالقهم..............................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب زين العابدين يدعم عبدالله على إبراهيم ويضيف لبرنامجه (Re: munswor almophtah)
|
لأستاذه الأخت صباح حسين طه
عرف دكتور عبدالله أهمية دور المثقف وفعاليته
ورصد حجم دوائر الخريجين ذات الحجم الكبير
والأثر الفاعل فأراد أن يستثمر قدراتها
التى دوما تذهب إلى القوه التقليديه
فعلى أقل الفضول ستتغير طرائق وخطط الإستقطاب
هذه المره وسيفكر الناخب التقليدى بطريقة
تختلف عن طرائقه السابقه وسيكون هذه المره
إستقطاعات لقطاعات واسعه فى دوائر تقليديه
من فعاليات أخر لم يك لها وجودا البته فى
الإنتخابات السابقه وسيكون هذه المره تنويرا
يكشف حقائق المسلمات ويشكك فى عفوية الإعتقاد
فيها ولك وعليك السلام ولك الشكر.................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب زين العابدين يدعم عبدالله على إبراهيم ويضيف لبرنامجه (Re: munswor almophtah)
|
لماذا أزعجهم عبد الله علي ابراهيم.. أو عن الامتعاض الليبرالي مجدي الجزولي [email protected] الفكرة الأولى التي أود أن أشحنها في ذهن القارئ هي التي تقول أني متعاطف مع ترشيح عبد الله علي ابراهيم نفسه لرئاسة الجمهورية، وأكتب فيما يلي دفاعا عن المرشح وفعلته، وبذلك يكون الاتهام مبذولا دون أن يجهد البعض أنفسهم بابتذال المكتوب بحثا عن معنى مندس. فقط بهذه الطريقة يمكن أن ننتقل إلى صلب الموضوع.
الاحتجاج على عبد الله هو في الواقع الظاهرة التي تستحق الاهتمام وليس الترشح، فهو عندي فعل سياسي قام به مواطن تحقق بأشراط الترشح كما وصفها الدستور ظاهرا للناس، وهنا مقام الفعلة، فالدستور مهلك من تبع نصه حرفا بحرف. هذه فضيحة كل وثيقة ليبرالية تعلن مساواة الناس واستحقاقهم المواطنة والمشاركة السياسية، كانت تلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أو عهود الأمم المتحدة المتعددة أو الدساتير الوطنية، إذ تتحقق كونيتها ساعة تستبعد غمار الناس من ظلها الفعال وتؤسس المساواة والشيوع، ليس للكافة، وإنما للجماعة الطبقية والسياسية ذات الشوكة لا غير، أي تكتفي بديموقراطية البرجوازية لا تتعداها. بل يمكن الجزم أن هكذا ديموقراطية لا تستوى إلا باستبعاد الغمار.
من هنا يمكن النظر في الحجج التي ساقتها الطوائف المثقفة في وجه عبد الله، فهي دون استثناء تقريبا استهدفت الجوهر الديموقراطي لحق الترشح في اتساق كامل مع الوجه الباطن للعقيدة الليبرالية كما سبق شرحه. أولا بالقول أن عبد الله قفز على المراحل بترشيح نفسه قبل أن يدير حوارا موسعا ويؤسس حركة سياسية ذات قامة تقدمه للناس وفق الأعراف "الديموقراطية" منتخبا عنها، وأنه يجافي الواقع بأن يظن ظنا القدرة على منافسة البالغين في سياسة اليوم، مؤتمر وطني وحركة شعبية، ومن بعدهم الأحزاب الطائفية، وأنه ما أراد سوى الفرقعة والدراما خاتمة لمشوار حياته، وأنه يتوهم شبها بباراك أوباما ويزعم أنه مخلص ومهدي .. وما إلى ذلك.
كان أكثر سوية وشجاعة لو نطق هؤلاء بظنهم (المكتوم) في عبد الله التواطؤ مع علي عثمان ومع المؤتمر الوطني، أو لو طعنوا مباشرة في أهلية وكفاءة عبد الله للرئاسة بنص الدستور الذي وفقه يساقون إلى الانتخابات المنتظرة، أو لو أتوا بعبارة ناقدة لكلمته المعلنه. هكذا لأحتفظنا على الأقل بظاهر تواضعنا على الحقوق الديموقراطية كما ترد بالحرف الليبرالي. لكن الفضيحة الممتعة أن المقال المثقف ضد عبد الله مختصر في عبارة: "رصيدك لا يكفي لإجراء هذا الاتصال"، فقد كشف عن قناعة فعالة بأن السودان سياسته الحرب وسلطته كأس بين ضباط الجيوش وأمراءها، ولا يمكن حتى قبول الاحتمال بأن ينافس أهل الشوكة هؤلاء مواطن لا جيش له، هكذا يستقيم عالم "اليسار الجزافي". زاد المقال المثقف ضد عبد الله بأن كشف عن الحق الليبرالي في واقعيته، أي أن إجازة الترشح لمنصب عام لكل مواطن وقاية آيديلوجية حقيقتها اقتصار هذا الحق على مستحقين، هم في تركيب النادي السياسي السوداني أحد ثلاثة أطراف إما جيش أو طائفة أو قبيلة، وجامع الثلاثة المندس رأس المال، وغير ذلك دراما أوجنون أو مهدية!
السياسة التي تستحق الاسم ليست التي تطرح الممكنات وتقدم إحداها خيارا، لكن التي تسعى في إعادة ترتيب الواقع وبذا تخلق ممكنا جديدا يتجاوز الخريطة المنظورة. هذا كان سهم الحزب الشيوعي السوداني ودرسه أيام صباه بأن جند للصراع الاجتماعي والسياسي قوى كانت بلا إسم، الطبقة العاملة والفلاحين والطلاب، فأعانها على اكتشاف وعيها بذاتها حتى بانت شوكتها وزاحمت النادي السياسي المناكب بمحددات ليس من بينها الدين والقبيلة وإنما بشارة المستقبل والحداثة، مواطنة بجدها. إن كان من نقاش يدار مع عبد الله فهو الذي يخص توجهه لهذه الكتلة السياسية ونجاعة أسلوبه طلب قيادتها ليس بحرفة التنظيم السياسي وإنما مرشحا فردا يريد أن تتبلور حول دعواه "حركة اجتماعية".
أما التبخيس لحق الترشح إن سعى إليه مواطن، أي مواطن، فهو شمولية الليبرالية المبطنة والتي كشفت عنها طائفة مثقفة ما فتئت حلوقها تنشق شقا بالزعيق الديموقراطي وطلب التغيير، لكن ما إن أخذه أحدهم بجده الظاهر، مهما كانت نقائصه، حتى تنادوا إلى "الأمر الواقع" لا يريدون له رجا. عندهم، لو أردنا القراءة بالتخريب، المستقبل محدود ببوابات تحرسها البنادق ولا درب يفضي إليه إلا خلف ضابط مقدام أو زعيم مهيب الطائفة، أما ديموقراطية الناس و"العمل بين الجماهير" فترهات وأوهام "تقدمية" لا قوام لها غير الحبر. بحسب هذا الزعم بلادنا مؤبدة عليها أنثربولوجيا الاستعمار، محض قبائل وطوائف مصطرعة محبوسة وراء الحداثة بل وراء التاريخ، وإن صرخ اقتصادها السياسي ببأس رأس المال وعنف الموارد.
دعونا نقلب الآية، ماذا لو أعلن أحد قادة الحركات المسلحة في دارفور طلبه الترشيح للرئاسة، حينها لوقفت ذات الطائفة المثقفة تنادي باحترام الديموقراطية والتعدد والتنوع محتفلة ومبتهجة، ظني بعد اختبار عبد الله أن هذا ظاهر من الأمر وحقه رعشة أمام البندقية وسلطتها، وشغف بوثبة الجيوش وعنفوانها "الثوري"، كما هي العادة البرجوازية الصغيرة، إذ تحقق السلطة بآلة الحرب، غمار الناس بين يديها شهداء على الدرب يرث تاجهم الأصفياء المثقفون.
إذن فلنتفحص طلبنا الديموقراطية، أنريدها مبذولة للناس على السواء أم نريدها على العقيدة الليبرالية، 500 مليون شرط للمرشح؛ ولنتفحص طلبنا التغيير، هل أمر جد نسعى وعيه بين الناس حتى يتحقق كل فرد بالمواطنة وممارستها بحيث نفتح لبلادنا مستقبل يتجاوز شر دائرة مغلقة بين عصبة عسكرية وطائفية وقبلية، أم هو أمر أشبه بالوزارة الدوارة. هذا معاد هذه الأسئلة، فالقادم إما فتح نستعيد به المواطنة والمساواة، أو ردة مزدوجة إلى ديموقراطية أبطالها ضباط الجيوش ومواطنة حقيقتها هويات منقسمة كما الدارج المجاني دينية وعرقية وثقافية..إلخ.
10/01/09
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب زين العابدين يدعم عبدالله على إبراهيم ويضيف لبرنامجه (Re: munswor almophtah)
|
المثقفون وسلطة الظُلاميه (1- 2) عبد العزيز حسين الصاوي [email protected] كلمة " سلطه " تستدعي الي الاذهان عادة شكلها الرسمي بينما تذهب هذه الدراسه الي ان إعادة انتاج اسلام عصور التخلف هو مصدر سلطة مجتمعية في الفضاء العربي- الاسلامي تشكل التحدي الرئيسي امام المثقفين. وبالنظر لشيوع مفهوم " المثقف العضوي " لجرامشي فلا بد من كلمة استهلالية حوله انطلاقا من طرح محمود امين العالم للمفهوم علي النحو التالي : " أن كل إنسان مثقف، وإن لم تكن الثقافة مهنة له؛ ذلك أن لكل إنسان رؤية معينة للعالم، وخطًا للسلوك الأخلاقي والاجتماعي، ومستوى معينًا من المعرفة والإنتاج الفكري. كل إنسان مثقف إذن، وإن اختلفت مستويات ووظائف ودلالات ثقافته، وهكذا يتسع مفهوم المثقف ليشمل المفكرين والعلماء والكتاب والمبدعين والفنيين، ورجال الدين والأطباء والمهندسين، والمديرين ورجال القانون، والأطباء والموظفين، والموجهين الإعلاميين والصحفيين، ورجال الأعمال والطلبة. بل يتسع كذلك لقوى الإنتاج اليدوي من عمال وفلاحين. وبهذا المعنى الواسع للمثقف ينقسم المثقفون إلى مثقف عام ومثقف متخصص. ولا يشكل المثقفون طبقة اجتماعية محددة؛ بل ينتسبون إلى مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية، من الطبقة الأرستقراطية إلى البورجوازية، والفئات البينية المتوسطة، حتى الطبقة العاملة؛ فلكل طبقة وفئة من هؤلاء مثقفوها المعبرون عنها، سواء بالانتساب الاجتماعي المباشر، أو بالانتماء الفكري. وهناك بحسب تعبير جرامشي المثقف العضوي للطبقة البورجوازية، وهناك المثقف العضوي للطبقة العاملة، وهناك المثقفون المعبرون عن مختلف الفئات الاجتماعية الأخرى. ولعل الفلاحين أن تكون الفئة الاجتماعية الوحيدة - كما يذهب جرامشي - التي ليس لها مثقفوها المعبرون عنها، وإن يكن العديد من المثقفين من ذوي أصول فلاحية " ( كتاب مفاهيم وقضايا اشكاليه).
سنلاحظ علي الفور ان هذا التعريف للمثقف واسع وفضفاض للغايه. وهو امر قد يعود الي انه يعكس الظروف والتجربة التاريخية الاوروبيه سواء من ناحية درجة انتشار التعليم او درجة تبلور الطبقات الاجتماعيه. ايا كان السبب فأن هذا التعريف قد لايكون مفيدا تماما في الاطار العالم ثالثي عموما والسوداني خصوصا بالنظر لاختلافه عن المجتمع الاوروبي علي هذين الصعيدين رغم ان التجربة والتطلعات الانسانية واحدة في نهاية المطاف. ولعل الاقرب الي السياق السوداني هو تعريف ادوارد سعيد للمثقف بكونه : " قد وهب ملكة عقلية لتوضيح رسالة، أو وجهة نظر أو موقف، وجلاء هذا الموقف إلى الجمهور من خلال اللغة. وهو إنسان ليس من السهل على المؤسسات استيعابه". ولايتناقض مع هذا التعريف كثيرا ماتقترحه هذه المداخلة من تعريف للمثقف بكونه الباحث عن الحقيقه فالرسالة او وجهة النظر اوالموقف لابد ان تستند علي حقيقة ما او بالاحري مايعتبره المثقف المعني حقيقه. وهو تعريف مشتق ايضا من محاولة هذه المداخله ايجاد تفسير مختلف للازمة السودانيه مفارق للسائد وبالتالي اطار مفارق لمهمة المثقف السوداني بالذات ونوعية وطبيعة السلطة التي يواجهها كما سيتضح لاحقا.
الحقيقة هي دائما نسبية لان الواقع متغير وافاق قدرات العقل البشري تترامي يوما بعد يوم لذلك فأن هناك علاقة تناقض دائمة بين الثقافة والمثقفين والشموليه والشموليين سواء كانت سلطات دول او سلطات ايدولوجيات وبصرف النظر عن توزعها بين المحافظة والتقدم، لان لبها هو ادعاء امتلاك الحقائق والارتكان الي ثوابت. خلال حين طويل من الدهر اعتبر القطاع الاكبر من المثقفين السودانيين حتي اواخر السبعينيات، وصاحب المداخلة يحسب نفسه ضمنه، ان السلطة السياسية التي يمكن التعامل معها ايجابيا، مع المحافظة علي الاستقلالية النسبيه، هي الملتزمة بقضايا التحرير الوطني والاجتماعي. والعكس صحيح، فقد سعي هذا القطاع دوما لايجاد سلطة بهذه المواصفات بالتعامل سلبا مع سلطات اعتبرها غير ملتزمة بهذه القضايا. هذا الوضع شكل احد العوامل التي وصلت بنا الي ماتدعوه هذه المداخلة سلطة الظلاميه التي تتعدي انعدام تلك المواصفات فيها الي احلال مواصفات مغرقة في التناقض معها التزاما بما تعتبره حقائق الهية مطلقه، وكون مواقعها الاهم تغلغلت في مكونات المجتمع نفسه وليس سلطة الدوله فقط، بهذا اضحت مستقلة عنها الي حد او اخر ولن تزول بالضرورة بزوالها بل انها قد تشكل اساسا موضوعيا يعيد انتاجها. الظلامية مصطلح مغاربي وربما تونسي بالذات يشير الي نقيض الاستناره التي تعني سيادة العقلانيه والانفتاح الذهني والشعوري موصولة بعصر التنوير الاوروبي خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر بعموده الفقري وهو الاصلاح الديني.
تركيز قطاع المثقفين السودانيين المذكور علي الديموقراطية الاجتماعيه علي حساب السياسيه وترويجه للنماذج السلطوية العربية وغير العربيه التي تجسد هذه الفهم ساهم كثيرا في تعطيل نمو الوعي الديموقراطي السياسي، المنفذ الوحيد نحو عصر تنوير سوداني يستجيب الي خصوصيات واحتياجات محليه مستفيدا من منتجات عصر التنوير الاوروبي وامتداداته الراهنه، وساهم بذلك في تهيأة العقلية النخبويه لتقبل شمولية الاصولية الاسلاميه عندما حان زمانها. علي ان المصدر القاعدي للظلامية السودانية هو اختلاف التجربة والظروف التاريخية بالمقارنة لاوروبا حيث تغلغلت العقلية والسلوكيات المستنيرة والعقلانية في المجتمع لاسيما في النظرة للدين نتيجة عصرالتنوير والثورة الفلسفية والفكرية، والصناعيه لاحقا، الذي استفاد من منجزات الحضارات السابقه ولاسيما الحضارة العربية الاسلاميه. السودان لم يقدر له توفر هذه البيئة الملائمة لتنمية الديموقراطيه كعقليه وتصرفات تلقائيه حتي بمقياس الحدود الضيقة التي شهدت فيها مصر مايشبه عصر النهضه والتنوير نتيجة الحملة الفرنسيه اواخر القرن الثامن عشر وعهد محمد علي بحيث عرفت التيارات الليبراليه منذ العشرينات ومن ثمراتها دستور منذ عام 1923 وظهرت فيها شخصيات مثل محمد عبده وعلي عبد الرازق وطه حسين وسلامه موسي حاملة لواء التجديد الديني والنظر العقلي في التراث والفكر الحديث. في غياب هذا الشرط الموضوعي سودانيا اصبح الدور الاهم موكولا للارادة الذاتيه ممثلة في المجموعة المحدودة من خريجي معاهد التعليم الحديث وممتهني بعض الحرف والاعمال المدينية وشبه- المدينيه والاوساط الاخري التي تشاركها القدر المحدود من الاحتكاك ببيئات خارجية اكثر تقدما وهي المجموعة التي شكلت نواة ماعرف في الفكر السياسي السوداني بمصطلح القوي الحديثه وارتبط نشوئها بالحاجة الاستعمارية لادارة جهاز الدوله واستثمار موارد البلاد لمصلحتها. ارهاصات ( النهضة التنويريه ) التي تحققت علي يد هذه المجموعه خلال عشرينيات القرن الماضي متخذة طابعا ثقافيا وادبيا اساسا شهدت تصاعدا مضطردا مع اشتداد عودها طبقيا وثقافيا وسياسيا، ومعه السند الدولي في المعسكر الاشتراكي وحركات وانظمة التحرر الوطني، حتي سبعينيات القرن الماضي تقريبا. بيد ان ذلك تبخر كلية تقريبا منذ ذلك الحين حتي باتت العقليات واساليب الحياة الفردية والجماعيه المتفتحة ابتداء من اساليب الترفيه وحتي اكثر الانشغالات جدية، جزرا معزولة في بحر من التقليدية ذات التأويلات الدينيه بقشرة عصريه. تحت الضغط الباهظ والمستمر بطول سنوات غياب الديموقراطيه نتيجة هشاشة مرتكزاتها في التحديث والنهضه، ومن ثم هيمنة الانظمة الانقلابيه وقصورات الاحزاب الكبيرة انتخابيا والاصغر وكذلك القطاع العريض من الوسط غيرالمنظم حزبيا، تضاءل الوزن النوعي لهذه القوي ( الحديثه ) في تناسب عكسي مع تضخمها العددي. فالتوسع الكبير في المنظومة التعليميه صاحبه تفريغ كامل لمفعولها الاستناري من مستوي رياض الاطفال الي فوق الجامعي، والتوسع الكبير في النشاط الاقتصادي وحجم القطاع الخاص صاحبه تدهور في ادارته وسوء توزيع ركز الثروة القومية في اقلية صغيره منهيا الوجود الفعال للطبقة الوسطي، الحامل الاجتماعي للمعارف العصريه، وفي الوقت نفسه حوّل الريف المنتج اقتصاديا الي جيوش جرارة من النازحين نحو المدن فقدت معه الاخيرة طابعها ودورها الحضري التحضيري.
الدليل الصارخ علي حلول الظلامية مكان ارهاصات الاستناره هو ان هذه الفئات ( الحديثة ) المتوسعة نفسها باتت الارض الخصبة لظاهرة مثل الحجاب المديني بلغ من انتشارها انها اصبحت الزي النسائي العادي ( بأمتداده الذكوري في انتشار الجلابيه ).. رمزا قويا لعودة ظافرة للاسلام التقليدي، أسلام النصوص والحرفيات بدلا من اسلام التاريخ والواقع المعاش. بيد ان اهم انتصاراته هي علي الارجح استيلاؤه علي الموقع الرئيسي في اوساط انبه الطلبة الجامعيين في كليات الطب والهندسه ممثلا في انصار السنه السلفيين بينما بقي الاسلام السياسي التقليدي عموما بتفرعاته المختلفة القوة الرئيسية في القطاع الطلابي تتحالف ضده اكثر من عشرة تنظيمات لاتلبث ان تغرق في خلافات تعكس مدي افتقارها للوعي الديموقراطي وهشاشة تكوينها كأمتداد لحالة القوي ( الحديثة ) خارج المجال الطلابي. الخلاصة هي ان الظلامية تحكرت في قلب المجتمع نفسه بحيث لم تعد السلطة الراهنة، علي دورها الهام كحركة ثم كسلطة دوله في توليده، سوي احدي تجلياتها. لقد اكتسبت الظلامية حياة خاصة بها وديناميكية توليد ذاتي قد تصل درجة دخول بعض اقسامها الاكثر تطرفا في صدام مع سلطة الجناح الحاكم للاسلاميين تحت تأثير فكر قاعدة بن لادن وممارساتها.
( الاحداث الاحد 11يناير 2009 )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب زين العابدين يدعم عبدالله على إبراهيم ويضيف لبرنامجه (Re: munswor almophtah)
|
(انقلها إلى موضعها في النص)
أمك! أوباما
د. عبد الله علي إبراهيم , [email protected] زارني صديق قديم في أول يوم حملت الصحف ما نشيت ترشيحي لرئاسة الجمهورية. وقال لي إنه كان في كشك للجرائد حين سمع رجلاً خلفه يشير إلى مانشيت ترشيحي ويقول: "أمك أوباما". وتجدني حرصت طوال مقابلاتي الصحفية وغير الصحفية أتمنع عن التشبه بالرجل برغم أن التشبه بالفالحين فلاح. فقد كرهت دائماً صيغة "عبد الوهاب السودان" و"بوب مارلي السودان" لتي تجعلهم الأعلين وتجعلنا الأدنين.. فهم رجال (ونساء) ونحن رجال (ونساء) كما قال المهدي عليه السلام في العزة بالأصالة لا الوكالة والتشبه. وقلت في لقاءاتي إن من أراد تشبيه خطتي بأوباما فليفعل تفاؤلاً بالخير كما نقول ولا غير .
ولكنني قرأت منذ أيام كلمة عجيبة للمفكر الأمريكي روبرت بلاه عن الريئس أوباما. فقد نظر إلي مثاله من زاوية لم تخطر لي من قبل. فأكثرنا نظرإليه كرمز لشيء جديد مقارنة بالرئيس بوش أو غيره. في حين نظر إليه بلاه كإنسان ناضج وحسب. وهذا نظر مربك لأننا نظن النضج في كل بالغ ونراه أهلاً للقيادة في العمل العام. ولكن بلاه يعتقد النضج كسباً لا يقع بمرور العمر وتقدمه بل بطلبه والسهر عليه وإنمائه.
قال بلاه إن أكثر ما استرعى انتباهه في شخص الرجل هو نضجه
(grown up)
ولا يعجبني تعريب هذه الكلمة. وافضل لو عربتها إلى " الترعرع" لأعطي عملية النضج طابع العملية لا المنتوج. فهي ليست بضاعة جاهزة تقع بتراكم السنين لكل منا نفس الحظ. ولكنها مطردة تبدأ ثم ترتقي كدحاً يتنافس فيها المتنافسون.
قال بلاه إن الترعرع مهمة معلقة على عنق كل إنسان في الحياة ولكن معظمنا لا يحسن المهمة. فحتى الموهوبين من الرجال والنساء في الفن والعلوم والسياسة (وهي ما نطمع أن تكون مظان حكمة ونضج) في الغالب لم يترعرعوا بكفاية. فتجدهم مصابين بعور واضح حتى مع إعجابنا بهم. ولايريد بلاه بهذا أن يقول إن أوباما قد بلغ حد الكمال. فلا أحد ببالغه. ولكنه يسفر عن نعمة الترعرع-النضج التي أراد عظام الفلاسفة مثل كونفشيوس وسقراط غرسها في حوارييهم. وقال إن المرء لا محالة سيوفق لو كان على حظ كبير من الذكاء. واحترز قائلاً إننا نعرف أذكياء لا حصر لهم لم يبلغوا النضج. وجوهر النضج بحسب بلاه أن يتمتع المرء بحظ عظيم من الحساسية الأخلاقية.
وأضاف بلاه إن عجبه من فوز أوباما (حتى كاد ينكر الفوز نفسه) أنه لم يتوقع أن يرى في ما تبقى له من عمر ريئساً أمريكياً مترعرعاً أو ناضجاً. فهو قد شهد في حياته نفراً منهم اقتربوا جداً من معيار الترعرع ولم يبلغوا الغاية منه. وبوش بالطيع مثل بليغ على الريئس العبيط (وهو في اللغة العربية اللحم النيء أصلاً). وقرأت بعد حرب العراق لصحفي يستنكر الحرب وينسبها للعب العيال قائلاً: "أليس بيننا كبير
" (grown up)
ولكن بلاه يستثني الرئيس الأمريكي روزفلت (1933-1945 ) ويعده في الناضجين. فقد استمع له كشاب وأعجب به. ويراه نموذجاً وأضحاً على الترعرع والنضج.
لقد أخذت دائماً على رجال العمل العام عندنا أنهم صفر في النضج. وعلة عدم نموهم أنهم لم يطلبوا القيادة كفاحاً. فقد وقعت لأكثرهم بالتعيين أو القوة. فأكثرهم مثلاً لم يعان ليحصل على تفويض من الناس ليكون من أهل حلهم وعقدهم. وقرأت كلمة دقيقة أحسبها للمرحوم مامون بحيري أنه لو جاء السيد عبد الله خليل منتخباً من دائرة أم كدادة حقاً لا "أم كدادة ما ذنبها" لتردد كثيراً في استدعاء العسكر للحكم في ملابسات تضعضع مركزه القيادي في معادلة التحالف الأنصاري الختمي أنذاك. فالحس العالي بالإخلاق الذي نبه إليه بلاه في الناضج قرين بممعاكة العمل العام والتجمر فوق لهب طلبه بالمنافسة.
أعادتني ملحوظة بلاه عن أوباما إلى عقيدة راسخة عندي وهي أن أهل الحل والعقد عندي (بعد خبرة عمر طويل في العمل العام) مصابون بمتوالية "بيتر فان". وهي متوالية معروفة تمنع المصاب بها من الترعرع والنضج. فالواحد منهم يتجمد عند حماسته أو فحولته الأولى ولا يترعرع. فلا يولايها بالتثقيف ولا بمعاناة نقص الأنفس والثمرات بجأش رابط ولا بالإعراض عن اللغو ولا ولا.
فإن شبهني أحدكم بأوباما فليقل ""أمك مترعرع أخر". سيثلج ذلك صدري.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب زين العابدين يدعم عبدالله على إبراهيم ويضيف لبرنامجه (Re: munswor almophtah)
|
الأنثروبولجي المشاكس: عبد الله علي إبراهيم
آخر الرادكاليين وأول المحدثين
"هل له بجرعة من جنون (سانكرا) العذب القتيل"
منى عبد الفتاح [email protected] بالرغم من سهولة رؤية الخط الفارق بين المفكر والسياسي, إلا أن عبد الله علي إبراهيم ، بحركته الدؤوبة في دروب الفكر والسياسة والأدب ، استطاع أن يجمع بين الحضورين ، فحضوره الفكري وفعاليته السياسية أثارت جدلاً مستمراً بلغ ذروته عندما أعلن ترشحه لرئاسة جمهورية السودان خلال ندوة سياسية حول معاني الاحتفال بذكرى استقلال السودان بمركز"طيبة برس" بجامعة الخرطوم ،نهاية العام الفائت 2008م وقد كان موضوع الندوة هو دحض فكرة "السودان رجل أفريقيا المريض " المنقولة عن مقولة الرئيس الغاني الأسبق أحمد سيكوتوري .
وبالرغم من اسهاماته الحيوية وتاريخه العملي الطويل إلا أنه كثيراً ما تجرع مرارات سوء الفهم من مجايليه بتحوير أفكاره الناقدة لبعض مثقفي عصره"جيل الستينات"، حتى أنه قرر أخيراً أن الأميين الذين فرطت السياسة في ذكائهم وخاطبهم المثقفون من علٍ ، جاء الزمن للتوجه إليهم ببرنامجه الإنتخابي وأكد أنهم سيفهمونه أكثر من المثقفين.وهو بهذا لم يخرج عن النهج ولكن انفعاله بقضايا بلده وبحثه عن دور يخدم به البلد فعلياً لا نظرياً مثلما يفعل أنداده من داخل"الصوالين" كان المحرك الأساسي لترشحه. ولم يكن اختلاف العصر العامل الوحيد وراء توجهه هذا ولكن كانت ضرورة الالتفات إلى الالتحام بقوى الريف التي أسماها ب(القوى الحية) من محفزات تحركه الجاد نحو هذا التوجه، فثقافته أتت أؤكلها عندما انقسم أسلوبه ، وهو السوداني الذي حصّل الثقافة الأمريكية وزاوج بينها وبين الثقافة العربية وثقافة الفلكلوري الأنثروبولوجي العارف بأحياء وثقافة المدينة كما مضارب بوادي (الكبابيش) و(الرباطاب) اللتين تدارس طبيعة حياتهما وسلوكهما الاجتماعي.
ولكن ما رسخ في ذهنه من الصور والمعاني المأخوذة عن حي "الداخلة" بمدينته "عطبرة" المدينة العمالية الأولى ، فما زال يتذكر مشاركته في مظاهرة هيئة شئون العمال ضد الاستعمار عام 1948م وهو فتى يافع وحين نادى منادي من أقصى المدينة بخبر توقيع إتفاقية الحكم الذاتي وتقرير المصير للسودان عام 1953م .
عبد الله علي إبراهيم - هكذا يُنطق إسمه كاملاً لكل من أراد التحدث عنه – كاتبٌ ومفكرٌ أكاديميٌ وصحفيٌ ومسرحيٌ ولد سنة 1942م في القلعة ،مركز مروي في شمال السودان. درس الأولية في أبو حمد وعطبرة ، ثم عطبرة الأميرية، ثم الثانوية بعطبرة . ونال البكالريوس والماجستير من جامعة الخرطوم، والدكتوراه من جامعة انديانا. عمل أستاذاً في جامعة الخرطوم، ثم زميلاً في جامعة نورث ويستيرن الأميركية، والتحق بعدها بالعمل بجامعة ميسوري بولاية كولومبيا.
أفكاره التي ظل ينادي بها موثقة في مجموعة من كتبه مثل : "النهضة والمقاومة في ممارسة الحزب الشيوعي" ، "الحركة الإسلامية واليسار والديمقراطية الليبرالية :بئر معطلة وقصر مشيد ، صدأ الفكر السوداني"،"الشريعة والحداثة" ،"الديمقراطية والثقافة في السودان" وله أيضاً: "العين الحارة للرباطاب" و"صراع المهدي والعلماء" و "فرسان كنجرت: تاريخ بادية الكبابيش" .أما كتابه الصادر أخيراً "هذيان مانوي: التجديد الإسلامي والقضائية الثنائية الاستعمارية في السودان."فقد اعتبره اعترافاً بهزيمته على أيدي الإسلامويين بعد قتالهم طويلاً منذ أن كان نقابياً نشطاً وناشراً وأكاديمياً منذ دخوله جامعة الخرطوم في الستينات.
ولجلاء ملامح علاقة د. عبد الله بمن حوله، لا بد من إيضاح علاقته بأسرته فوالده أثر فيه كثيراً حيث كانت له تجربته السياسية الخاصة رغم قصرها ومراراتها ،فقد كان من ممثلي حركة العمال "نقابة السكة الحديد في عطبرة عام 1947م". لكن تجربته لم تكن سعيدة على أية حال حيث أصيب بخيبة أمل من مؤامرات النقابيين والسياسيين، "حتى الشيوعيين." ولهذا نصح ابنه وهو يعاني الإحباط من تجربته تلك أن يبتعد عن هؤلاء ، وأن يقدم نصائحه "من على منبر المسجد ". وكأنها نبوءة تتحقق بعد كل هذه السنوات، فيجيء الابن الآن ويرشح نفسه مراهناً على هؤلاء الناس الذين وصاه أباه بتوجيه رسالته لهم.
تفرغ عبد الله للحزب وأودع السجون واختفى تحت الأرض وتآنس بكتبه "أنس الكتب " وعبير الأمكنة" وللدكتور لغة آسرة وحسن بيان ساحر وسخرية لاذعة في غير تقليل من شأن الآخر.وكل هذه الإمكانيات فعلت فعلها فيه فوسعت آماله ، وشحذت عقله فأضحت معاني النضال أكثر دقة وأقل حماسة فافتتن بعرض تصوره الجديد عن ماهية النضال بالعمل وليس داخل صوالين "المثقفاتية" . ظهرت آثار ذلك كله في كتاباته الصحفية، وأشارت إليه كتبه الأخيرة فتحدث النقاد وفجرَوا في النقد وكانت بعض أفكار هو مثيرها مثل "الإرهاق الخلاق" أحد مسائل الجدل النقدي المثار في كتاباته شبه اليومية في الصحف السودانية وندواته ومشاركته في المؤتمرات العالمية التي كان آخرها بالسنغال شهر ديسمبر الماضي.
والحديث عن هذا الشكل من التجديد في الفكر قصره بعض نقاده على الفترة التي قضاها بأمريكا أستاذاً للتاريخ الأفريقي بجامعة ميسوري. ربما كان في الأمر شيءٌ من هذا، غير أن عبد الله ينفي تشبهه بأوباما وذلك لخبرته السياسية والفكرية التي تماثل عمر أوباما ، فالدكتور يعمل بالسياسة قبل مولد الرئيس الأمريكي المنتخب .لا يتردد إبراهيم في تزيين تصريحاته للصحفيين بمثل عباراته البسيطة في عمق مثل "أنا أخطر من أوباما" وأخطر هذه في العامية السودانية تعني التفرد والتميز في قوة.ولعله من الذكاء أن يجعل الباب موارباً في قبوله التحاور مع القوى السياسية الأخرى ودعم الأطراف المختلفة بذهن منفتح سالكاً الطريق إلى (غمار الناس) وعامتهم بتنظيمه السياسي الإجتماعي الجديد (القائمة الوطنية للنهضة "قون").
"لا أخشى من شيوعيتي ولا من عروبتي" ، قالها في حواره مع صحيفة "الأحداث". وفي عدم الخشية هذه شيءٌ من شوق قديم حين كان ينادى كثيراً مبدياً اهتمامه اللازم بالثقافات واللغات غير العربية بالسودان تحقيقاً للتعايش السلمي والوحدة الوطنية ، وحين زاوج بينه وبين برنامجه الانتخابي الحالي الذي أعلن فيه كفالة حرية اللغات السودانية في المحاكم ومفوضيات الأراضي، بالإضافة إلى اهتمامه بذوي الحاجات الخاصة وضحايا إضطراب الحكم وسفهه وضحايا العنف والعنف المضاد ، وأفراد المعاشيين والمفصولين تعسفياً وقدامى المحاربين من القوات المسلحة والمهمشين الذين رفعوا السلاح في وجه الدولة وقدامى المحاربين من قادة العمل النقابي. كاشفاً بذلك عن أساسيات برنامجه الرئاسي فيما أسماه بإستئناف تحرير الدولة من نموذج المستعمر(بيروقراطية الدولة ووزاراتها المطلة على شارع النيل)، بإستتباب دوران الحكم بالإنتخاب وتنزيله إلى أدنى فأدنى ومسآلة أولى الأمر وأصحاب الوظائف العامة، خضوع السلطان العسكري والشرطي والنظامي للإرادة المدنية للشعب ممثلاً في ممثليه المنتخبين، إعادة فتح التحقيقات في حوادث الضعين وسوبا وبورتسودان والمناصير وكجبار ومراجعة الخصخصة وسياستها وقراراتها وتقارير عن أصول الدولة وشركاتها العامة والخاصة.
عبد الله علي إبراهيم ، آخر الشيوعيين، مجازاً يمثّل حقيقة خروجه من الحزب الشيوعي عام 1978م قبل غروب نجم الشيوعية وانهيار الاتحاد السوفيتي 1990م وكان قد بدأ استلام مهامه في الحزب الشيوعي عام 1970م. ترشحه للرئاسة هو مهمته الوطنية الثانية كما يقول ، بعد أن أنهى مهامه في الحزب الشيوعي، معالجاً في كتاباته ما أسماه بصدأ الفكر في الأحزاب السياسية السودانية المعروفة بالعقائدية مثل الحركة الشعبية لتحرير السودان، اليسار الشمولي غير الشيوعي أو كما أسماه باليسار الجزافي ،الحركة الإسلامية والحزب الشيوعي السوداني.
وعبد الله علي إبراهيم، أول المحدثين المبادرين لمعالجة قضية المعاصرة والحداثة التي كانت للعرض فقط . فبينما يرى الآخرون الحداثة هي الانطلاق من مفهوم جديد للفكر يغاير المفهوم القديم يراه هو اتصال غير منقطع بتراث أمته ، يعبر عن وجدانها وتطلعاتها حتى لا يفقد هويته المميزة.
اتخذ قناعة سياسية محددة، ظل ينافح عنها طويلاً فهو يذهب إلى دحض فكرة أن السودان رجل أفريقيا المريض كما قال سيكوتوري ولا يؤمن بأن السودان دولة فاشلة ولكنه دولة في إتجاه ترتيب البيت الداخلي وليس كالدول المجاورة الأخرى التي إنهارت كالصومال والكنغو وما حدث في الحدود بين إريتريا وإثيوبيا ولبنان.وجه سهام نقده لجماعة "الآفروعربية" لتثبيتها للصورة الخاطئة للأفريقي الجنوبي كما رسمها الاستعمار ، فردوا السهام بأحدّ منها وناصبوه الترصد لما ينطلق عنه من أفكار.استغرب لدعاة التحول الديمقراطي أن يبلغ بهم الاستخفاف بانتخابات ديمقراطية كما نصت اتفاقية السلام "نيفاشا" الموقعة عام 2005م. هذه الاتفاقية التي نصت على كل الجوانب المطلوبة في الحكم الديمقراطي اللامركزي وعلى سيادة حكم القانون والمساءلة والعدالة، وأن يتضمن الدستور وثيقة الحقوق والحريات الأساسية التي التزمت باحترام حقوق الإنسان وكفالة الحريات الأساسية والمساواة أمام القانون إضافة لمنع التعذيب والمعاملة القاسية وحق المتهم في محاكمة عادلة. كما كفلت حرية التعبير والإعلام، وأكدت حق التجمع السلمي وحرية الانتماء للأحزاب السياسية والاتحادات والنقابات. كذلك نص الدستور على قيام الانتخابات العامة برقابة دولية في عام 2009م. وهي الاتفاقية التي بفضلها أصبح الإطار الدستوري موجوداً لحسم قضية التحول الديمقراطي.
والدكتور المعاصر للتحولين السياسين عام 1964، ثم عام 1985 الذين تما بعد ثورة شعبية أسقطت النظام الشمولي ثم تراضت القوى السياسية وقوى المجتمع المدني على دستور انتقالي وحكومة انتقالية وقانون انتخابات أجريت على أساسه انتخابات عامة أفضت لجمعية تأسيسية،يراهن الآن على أن التحول هذه المرة يختلف عن التحول السياسي الذي عرفه السودان، حيث أنه يتم من خلال هذه الإتفاقية "نيفاشا" عبر اتفاق سياسي يوافق النظام القائم على التحول طواعية.
وقبل أن يبعث برسالة إلى مخدمه (جامعة ميسوري بالولايات المتحدة الأميركية) يعلمه فيها بقراره البقاء نهائياً بأرض الوطن بعد وصوله إلى المعاش الذي بلغ سنواته الإختيارية. وبعد أن زار قبري والديه في كل من الخرطوم بحري وضاحية الحاج يوسف وأهداهما هذا القرار ، ثم بعد ذهابه إلى مدينته عطبرة"حي الداخلة" وملاقاة جيرانه وأصدقائه وأهله ، لا يزال"منطق الجرأة" والشجاعة طابعاً لحملته الانتخابية، وفي كل هذه الخطوات لا يفارق خياله طيف كلمة "توماس سانكرا"رئيس دولة بوركينا فاسو القتيل آخر الثمانينات ، التي دعا فيها الأفارقة إلى التحلي بدرجة مناسبة من الجنون ليقووا على تغيير أفريقيا...فهل لعبد الله "بجرعة من جنون سانكرا العذب القتيل"؟.
عن صحيفة "الأحداث
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب زين العابدين يدعم عبدالله على إبراهيم ويضيف لبرنامجه (Re: munswor almophtah)
|
السفرة التودر جملك ولا القعاد البوم
د. عبد الله علي إبراهيم , [email protected] للدكتور عبد الله الطيب كتاب اسمه "التماسة عزاء بين الشعراء". وفيه تعزى البروف عن نكد من حوله بإدامة النظر في الشعر. وقد أحزنني نكد قلة من صفوة الرأي بإساءة تأويل ترشيحي لرئاسة الجمهورية والتمست العزاء في مجالس أنس جمعتني بخيار الناس.
ظللت أسمع عن الشيخ المعلم العبيد سويكت زمناً طويلاً حتى رأيته مؤخراً في مناسبات سعيدة وحزينة لآل الأحمدي. وكنت دائماً أحسده من على بعد لاسمه الجاذب: العبيد سويكت. وتفاقم حسدي له منذ ترشحت لرئاسة الجمهورية. فأنا اعتقد أن اسمي (عبد الله علي إبراهيم) ربما كان نقطة ضعفي الكبري التي تتضاءل معها هناتي الأخرى مثل ضعف قاعدتي الحزبية والجهوية أو فقدان سوائل الكاش. فالعبيد سويكت كاسم مما يذكر كله جملة واحدة وكفاية. أما اسمي فهو مما يذكر مثلثاً ولا ينفع اجتزاؤه. واتصوره مثل الهضبة بلا عالي واطي. وسمعت من يناديني "على إبراهيم" أو عبد الله إبراهيم" طلباً للاختصار المضلل. ولو خيروني لأخترت اسماً مثل طارق البحر أو مجدي الجزولي من الرجال أو هالة الأحمدي ومنى عبد الفتاح من النساء. فهي اسماء أولها سهل وآخرها جبل.
حكى لنا الشيخ السويكت عن عابد صالح بالأبيض زمن زلزال جبل الدائر (الذي لا ينطلع لزول كما قالت الأغنية) في الستينات الباكرة. وهرع السويكت فزعاً إلى الرجل الصالح قائلاً له ألم تسمع بالدوي والزلزلة. فقال الرجل وعليه سمة دروشة ماكرة: لم اسمع شئياً. قال السويكت: البلد مقلوبة يا مولانا. قال الرجل: والله قته عربات اصدمن في الشارع. قال السويكت: يا شيخنا الدنيا قائمة قاعدة والأمة مدروكة وإنت ما جايب خبر. الدنيا جائلة وإنت تقول لي عربات اتصدمن. وحين أطال السويكت العتاب قال الرجل الصالح بصوت خفيض: الناس فجرت يا مولانا. جبنا ليهم الزلازل من تركيا. وددت لو لي هذه السيطرة على الطبيعة لإرهب الناس عن الفجور الذي هم فيه .
أما العزاء الآخر عن كدر المكدرين لترشيحي لرئاسة الجمهورية فقد لقيته حين عٌدت منذ أسبوع الأرباب الحسين مفضل الحسين عمدة أبو هشيم من دار الرباطاب. لم أر الأرباب (الذي ينتمي لأسرة الحجولة من أعيان الرباطاب) منذ 1966. وكنت نزلت ضيفاً على والده العمدة مفضل الحسين خلال جولتي لجمع المأثور الثقافي لشعب الرباطاب بتكليف من شعبة أبحاث السودان بجامعة الخرطوم التي أصبحت معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية الحالي. وقد أكمل شغلي بينهم عام 1976 الأستاذ عبد الباسط سبدرات الطالب آنذاك بكلية القانون بجامعة الخرطوم. وأصدرنا كتاباً جمع فأوعى من أدب الرباطاب في "سلسلة دراسات في التراث الشعبي" حررته عام 1968 بالتضامن مع الدكتور أحمد عبد الرحيم نصر.
والعمدة مفضل نادرة يسوس الناس بالطرف. ولذا قال الرباطاب إن حكامهم الحجولة سحارين ومساخ. وأذكر له طرفة البطيخ. فقد اصطحب العمدة أحد رعاياه إلى بربر وقضى له عوجة ما مع المجلس الريفي. وفي طريق العودة اشترى الرجل خمس بطيخات. ولما نزلا في محطة ابو هشيم طلب العمدة من الرجل أن يقسم له من بطيخه. فأخذ الرجل الممتن للعمدة بطيخة ودفع للعمدة بالأربع بطيخات الأخرى. فنظر له العمدة ملياً راضياً وقال له:" والله يا فلان البطيخ بتعرف لقسمتو."
كان الأرباب الحسين لدي زيارتي تلك فتى حدثاً جميل الوجه طر شاربه حجولياً بطراناً له تفانين في تدخين السجائر. ولدي عيادتي له في أم درمان ظل يدلي لنا بطرفة بعد طرفة. ودارت بعض طرفه عن رجل كان قد أخذ للشراب حتى أخذه الشراب عن نفسه. فركب يوماً القطار قاصداً عطبرة. وكان شبعاناً كما يقولون. فلف تصريح السفر في حقة صعوطه ورقد على الكنبة ونام. وجاءه الكمساري فأيقظه. فتناول الرجل حقته وأخرج التصريح ومده للكمساري وهو راقد لم يزل. فنظر الكمساري في التصريح. وسأل الرجل: إنت مسافر وين. فأجاب الرجل الشبعان بغير أن يحرك ساكناً: كمساري وأمي. التصريح ما واضح. فقال له الكمساري: ولكن هذا قطار حلفا وأنت في نمرة ستة. والقطر المسافر لعطبرة في المحطة الآن فأنزل وأركبه. بدا لي أن من استهانوا بترشيحي للرئاسة مثل الرجل الشبعان تصريحه في حقة وشبعان وماشي غلط وفصيح كمان.
أما العزاء الأخير فهو عزاء حقاً. فقد أراد السيد أبو حس ، نسيبي ان يهون عليّ تكسر نصال المنكرين على نصال الجاحدين فقال لي: يا عبد الله دي مخاطرة قبلتها نفسك وفكرت فيها يبدو كتير. ولا يهمك. العرب بتقول السفرة التودر جملك ولا القعاد البوم.
أعادتني تعزية أبو حس إلى مقطع من قصيدة لشيخنا المجذوب ذكر فيها مروره بالخرطوم في طريقه منقولاً من بورتسودان إلى بحر الغزال بغير مكث بالخرطوم. فوصف من تحلق بحانات المدينة السقيمة بأنهم "رخم وبوم". ولا أعرف إن كان شيخنا المجذوب قد استل من بين ثنايا دروشته زلزالا للفاجرين من تركيا أو إيران.
في السفر قد تضيع راحلة السفر. ولا تثريب. أما القعاد البوم فيغري باللؤم.
--------------------------------------------------------------------------------
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب زين العابدين يدعم عبدالله على إبراهيم ويضيف لبرنامجه (Re: munswor almophtah)
|
Quote:
الاخ الفاضل الاستاذ منصور المفتاح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,,,,
اشكرك كثيرا علي هذا البوست المهم وهو بداية فعلية ورسالة لكل القوة السياسية بالمنبر لان تتجه الي الاستعداد للمرحلة القادمة والحاسمة في تاريخ السودان المعاصر ( نكون او لا نكون ) وحقيقة لا اعرف البروف ولم أقرأ له من قبل أي موضوع او كتاب وهذا حال الكثيرين من شعبي ولكن ما سطره الدكتور عبدالله علي ابراهيم مفرح لانه جاء صادقا ومعبرا عن المثقفين والمهمشين ومحزن ومبكي لانه تاخر كثيرا بعد تفرق المثقفين الاوائل اصحاب الانجاز الحقيقي في مؤتمر الخرجين ايادي سبأ كما يقولون . نحن جيل مايو وجيل الانقاذ نحمل المسئولية كاملة للمثقفين الوطنيين لتاخر هذه الخطوة كثيرا والتي كان يجب ان يعودوا اليها منذ نوفمبر 1958 وهو التاريخ الواضح والحقيقي بتحرير شهادة فشل السياسين رسميا وعلي راسهم التيارين الكبيرين (الامة والاتحادي ) في مسرحية المصالح الخاصة المستمرة الي يومنا هذا بدون خجل او حياء انا استغرب كيف لهولاء ان يتقدموا الصفوف مرة اخري وقد لحقتهم اللعنات بسبب توليهم امرنا واستغلال اهلنا البسطاء لارتباطات عقدية فيها كثير من الخروج عن الكتاب والسنة وتمكين هواهم . كما فات علي الكثيرين الذين تكرموا بالرد علي الدكتور بهذه الجزئية الدقيقة والمختصرة في كلماتها والشاملة لكل مشاكل الشعب والتي قصد الدكتور ان يجعلها بين السطور دون الاشارة اليها في بلاغة حاذقة
وماذا أطلب بالتحديد؟
لن أفصل في برنامجي لا منعاً للإطالة فحسب بل لأنني أخشي أن يكون قولي مكروراً أنسج من قماشة الأزمة ذاتها في طلب مستحيل لتفكيكها والشفاء منها. فقد سمعت الأمريكيين يقولون أنك لا تحل شِبكة ما وكل زادك هو نفس الفكر الذي ورطك فيها أول مرة. ويقول أهلنا الملوية من البهم ما بتحل رقبتها. فلكي نوفق إلى الحل الصواب (لا المسكنات وجراحة التجميل وعدي من وجهك) رأيت ان تكون مناسبة ترشيحي باباً لفتح باب الحوار الوطني على مصراعيه حول أدق وأعصى متاعبنا بروح سمح وأريحية تشترط الآخر لسداد الفكرة والاستنارة. لقد انقطع حبل هذا الحوار دائماً لتطوع نفر منا باحتكار الرأي وفرضه بانقلابات عسكرية-مدنية متساوقة. فجعلوا من رأيهم عقيدة بينما تعصب معارضوهم وجعلوا من رأيهم غبائن. واصبحنا جميعاً وقلوبنا شتى.
لفتح باب الحوار الوطني على مصراعيه حول أدق وأعصى متاعبنا بروح سمح وأريحية تشترط الآخر لسداد الفكرة والاستنارة
لفتح باب الحوار الوطني على مصراعيه حول أدق وأعصى متاعبنا بروح سمح وأريحية تشترط الآخر لسداد الفكرة والاستنارة
حول أدق وأعصى متاعبنا حول أدق وأعصى متاعبنا
ليس بيدي الا ان اشكرك علي تفضلك بما اعلنته والدعاء لك بالتوفيق ولكنني اعدك باننا اذا اجتمعنا مع اخوة لنا علي كلمة سوانا بيننا سوف نقف من خلفك او خلف المرشح الوطني الوحيد المتفق عليه لرئاسة الجمهوريه وهذا عشمنا ضد طواغيت السودان وسوف نقف مع كل المرشحين الوطنيين في القوائم الاخري . ونحن نتمني ان نجتمع مع القوي الاخري الموثرة خصوصا في الجنوب المحسوم امره والشرق والغرب اللذان سوف يشهدان تاريخا جديدا باذن الله ضد الطواغيت العسكريون والسياسيون من اجل سودان العدالة والسلام والامن والوحدة وادعوا لنا بالتوفيق في مسعانا للم الشمل مع بعضنا في مشروعنا القادم الذي يهدف لترجيح المصالح العليا للدين والوطن . كما ارجو ان لا تلفت الي كتابات مسبطي الهمم واصحاب الهوا والميل والملتفين حول مزيد من الطواغيت والانهيار والدمار .
الحزب الطيبي السماني القومي
|
تحياتي منصور المفتاح فتح الله عليكم بالخير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب زين العابدين يدعم عبدالله على إبراهيم ويضيف لبرنامجه (Re: محمد المعتصم ابراهيم)
|
الأح محمد المعتصم إبراهيم السلام ورحمة الله عليك حسنا أتيت من باب ولج منه الخير إلى السودان وعبر طرقه وطرائقه المختلفه وحسنا إن اجتمعت كلمتهم لتكوين كيانا لهم ينادى ببرنامج يوافق أمزجة الناس التى ملت كل البرامج والطرائق المختلفه وأشكرك على الإهتمام الموضوعى لتفعيل الإستعداد الحقيقى للإنتخابات القادمه التى نتمنى أن تكون نتائجها مرضية للجميع لا بل تحمل ملامحها بشارة حلول المستعصى من مشاكلنا المتأصله ولك السلام.....................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حوار (Re: munswor almophtah)
|
عبد الله علي إبراهيم مرشح الرئاسة: واحدة من أكبر متاعب النظام تتصل بانعدام ثقة الناس في القضاء الأحد, 15 مارس 2009 11:24 حاوره : مؤيد شريف سراج النور
ــ أثمن وأقيم الجهادات المختلفة لأهل الأقاليم في دارفور والشرق وكلها نهضت لأنها تريدأن تكون بعض هذا الوطن كمواطنين. ــ واحدة من أكبر متاعب النظام تتصل بانعدام ثقة الناس في القضاء. ـــ لا يجب أن نكون علي نموذج من قال طه حسين بلسانه :"أنت شكاء بكاء كأختك الصغيرة". ـــ الديمقراطية تحتاج الي صراع من أجلها وأن تحرسها بالجمهرة. ـــ يجب أن نخلق الوعي حول الانتخابات وأنها هي المخرج الوحيد والذي بين أيدينا. مقدمة الحوار: ربما تعرفنا علي د.عبد الله علي ابراهيم من خلال كتاباته السياسية والادبية والثقافية وهي كتابات كثيفة وذات طبيعة "شعبية" في اتجاهاتها وحتى في لونية اللغة المستخدمة ، فالرجل يجنح لاستخدام لغة بسيطة أقرب الي الوجدان الشعبي وإن كانت معقدة في بنائيتها كما يصفها البعض. هذه البساطة ليست قصرا علي الألفاظ إنما هي نمط وأسلوب حياة عنده ، فقد تجده منبسطا يرتشف الشاي في قارعة الشارع يبادل الناس الحديث وتحسه واحد منهم لا يقطعه عنهم قاطع ، يبادلهم الهم ويسمع منهم في عفوية تامة .وجاءت مباغتته للأوساط الثقافية باعلانه المفاجئ لعزمه الترشح لرئاسة الجمهورية ما فجر نقاشات وجدالات اختلفت في حساب جدوى وفعالية الخطوة. دار بيننا هذا الحوار وقلبنا سوية في أوضاع السودان وامتد بنا الحوار لساعات عدة لم نحسبها وهو ما أطال الحوار لاكثر من حلقة . وأتأمل أن نوفق في ذلك إذا كان الناس يجمعون علي حراجة الإنحشار الذي يعيشه النظام ، وما ينسحب من هذا الوضع علي الوطن ، وأنت تقول وتصفه بأنه "منعطف ولود!!" ، فما هو باعثكم لهذا التفاؤل ؟ حاصل ترتيب في البين ، ترتيب داخلي سنين عددا ، ترتيب داخلي ، وأنا دائما ما أشير لنجاحنا عبر التاريخ وفي السنين الأخيرة بوجه خاص لأن نصل الي مجموعة مواثيق في قسمة السلطة وقسمة الثروة . والحق أني لا أنظر اليها كتقسيم للسلطة والثروة بل أعتبرها خطوات باتجاه شر المواطنة علي مواقع ومناطق واقاليم كانت مستبعدة من المواطنة وتشتكي من انعدام أثرها في السلطة وتقول يأنها ليست مواطنة وهي مظلومة وليست لها حقوق في المال والمواطنة . أفتكر نحن الان نسير في طريق المواطنة "السابغة" وتم هذا عن طريق صراع عنيف . وأنا أثمن وأقيم الجهادات المختلفة لأهل الأقاليم في دارفور والشرق وكلها نهضت لأنها تريد أن تكون بعض هذا الوطن كمواطنين . وأختلف معهم في التكتيكات وأرى أنه كان بامكاننا، وبديمقراطية 1986م، كان بوسعنا أن نصل الي هذه الغايات بشكل برلماني، بشكل ليبرالي، بشكل سلمي ، لكن حطت بهذا الموضوع متاعب وتفرقت السبل ، وما لم نبلغه بالسلم وبالنظام البرلماني بلغناه بالحرب والاقتتال ، وهذا ثمن باهظ ، ولكن هو الثمن الذي ينبغي أن يدفعه كل من يريد أن يبني أمة فيها خليط من الناس . وأنا افتكر أن هذا سببي للتفاؤل : أننا نحن المعاني بتاعت المواطنة السودانية اكتملت ، المواثيق المؤدية الي ذلك تحت تصرفنا ، بعضها لم تكتمل في دارفور . وكما يسموها في البناء ، مرحلة التشطيب . ومرحلة التشطيب تدخل فيها الانتخابات ، وهي تمثل فرصة للسودانيين أن يختاروا مشطبين جيدين . لانو اذا استمرت الانقاذ ، عند كثير من الناس هي غير مؤتمنة علي المواثيق ، وهي مورطة في تواريخ الناس يذكروها هنا وهناك ، اذا نحتاج لفتح صفحة جديدة للانتخابات ، وبهذه الصفحة تأتي طواقم سياسية سواء علي مستوى رئاسة الجمهورية أو البرلمانات تكون في حل من التواريخ القديمة والحزازات القديمة والثارات القديمة والثوابت القديمة ، وتتصف هذه الطواقم بخلق الوفاء بالمواثيق وعندها اعتبار لبناء الوطن بشكل .....، ومن الجانب الاخر عندنا طريق الانفصال أو الاتحاد والذي يتحقق من خلال الاستفتاء وهو أيضا طريق يحتاج الي قدر كبير من الأمانة والخلق السياسي ورجال في قامة بناء وطن وليس رجال في قامة الحرب من أجل وطن ناقص او مشوه او غير مكتمل وهنا مبعث تفاؤلي من أن الاشياء التي تنتظرنا ولود . ولكن كل شيء حامل لجينات الخصوبة والوعد وأيضا هو يحمل الجينات السلبية وجينات الاجهاض ، طريقان شتى مستقيم وأعوج ونحن نريد الطريق المستقيم ونفس المعطيات هذه يمكن أن تسوقك الي طريق أعوج . هناك رأي آخر قد لا يري في الاتفاقات - والتي تراها بناءاً كاملاً وأساساً صالحاً وما ينقصه فقط هو التشطيب - قد لا يري فيها هذا المعنى ويعتبرها ثنائيات جزئت المُشكل وعمقت النزاعات الطرفية ويستشهدون بأبوجا ؟ أفتكر أن هذه ثوابت بعض الناس وظلوا يكرروا ويعيدوا هذه المسائل من أن هذه ثنائية وتلك ثلاثية وهذه قدها رباعي ، وهذه الثوابت التي أرفضها وأطالب بالتخلص منها ، فلا شيء في هذه الاتفاقات يمنع من أن تجدد ، تمدد عمرها وتراجع ،والسؤال هو كيف توجد قيادة تسوق الناس في طريق المعقولية ... قيادة أم مؤسسية واليات للدولة ؟ البرلمان هو مؤسسة وفيه قيادات ، رئاسة الجمهورية هي مؤسسة ، القضاء مؤسسة والجهاز التنفيذي والتشريعي ، ونحن نريد أن نجدد هذه المؤسسات ، فعلي سبيل المثال فصل القضاء واستقلاليته . ويتضح الان ان واحدة من أكبر متاعب النظام تتصل بانعدام ثقة الناس في القضاء واذا صح هذا الاعتقاد أو لم يصح فلا يوجد انسان عاقل يأخذ قضيته ويتجه بها الي القضاء ، لانه يعتقد أنه سيرد ردا وسيسمع صوت الحكومة مرة ثانية .هذا يؤكد علي أهمية تامين مسألة استقلال القضاء وفصل السلطات التشريعية ليكون عندها عقل وخيال ومسؤولية وكذلك الجهاز التنفيذي ،وأرى أنه لا يجب أن نكون علي نموذج من قال طه حسين بلسانه :"أنت شكاء بكاء كأختك الصغيرة" ، وبامكانك أن تشكو من الثنائية ، الا أن الطريق الان قد شق ، طريق مشقوق بالوعد ده ، ولا احد بامكانه أن يعطيك الضمانة للديمقراطية ويحملك اليها حملا أنيقا . فالديمقراطية تحتاج الي صراع من أجلها وأن تحرسها بالجمهرة . وهذه علاقة غير موجودة ، فهذه الكعارضة والتي أكثرت من التشكي من هذه الاتفاقات كان عليها أن تصطصحبها بانتفاضة جماهيرية ويكون الناس ذهنهم مصوب نحو هذا الطريق وبالتالي سيكون هذا الطريق محميا فمثلا ابوجا ناقصه وليس لأنها تعكس نقصا عندنا ولكن لأن العالم كان في حوجه لأبوجا واصطنعت اصطناعا وفرضت فرضا علي الاطراف واصبحت ناقصة وهذه يوضح لنا فساد فكرة أن العالم لديه حلولا لأزماتنا وهذه مدعاة لنا لنجتمع علي الوطنية وعلي أن الاتفاقات الاخري والقادمة يجب ان نسبغها بارادتنا وأن نمتلك القدرة علي حساب الاشياء . وفي أبوجا كانوا يريدون أن يتخلصوا من السلاح والقوة الوحيدة في ذاك الوقت ، لماذا ؟ صونا لاتفاق نيفاشا . ولا يمكن لك أن تعالج مشكلة ما من السودان ليس لانها مهمة في حد ذاتها ولكن لانها تفسد اتفاقا اخرا . وأعتقد أنه لا يجب علينا أن نعطل الابداعية السياسية وصناعة السياسة عندنا كمواثيق وكقدرة علي التفاوض وككسوب للغايات كأجهزة كل يختص بمسألة ، ولا يجب أن نعطل كل هذا بتشكي العجائز هذا ( ده ما بقدرو وده ما بحملو والتوب ده ما جبتو...) وهذا ليس حديث سياسيين ، هذا حديث قانونيين . ودائما يجب أن يوجد القانون بين ضفتي كتاب ، وهذه طريقة القانونيين في حياتهم وممارستهم ، الا أن السياسي وبالرغم من انه يطلب أن يأخذ القانون بيده فعمله أن يخلق البيئة التي تأتي بالقانون ، وطبعا هناك غلبة للقانونيين في حياة السياسيين في كل الاحزاب من أولها الي آخرها ، وهذا عقلهم السائد في العملية السياسية : التشكي ، النظر الي القوانيين وانتظار صدور القوانين وتجميد الأوضاع لحين حضور القوانين ..... بالنظر لدولة الحزب الواحد والدولة الامنية القابضة ، أليس من الاجحاف تعليق كل اللوم العنيف علي الاحزاب وتشكيها ونترك حزب الدولة القابض بقوة القمع والسلاح ؟ دي الشكوى ذاته .. ده تشكي برضو .. الحكومة كعبه يعني حنقول الكلام ده كم مره .. نقوله منذ 89 .. وفي كل صباح جديد نقوم بالشغلانية الروتينية دي بتاعت انو الحكومة رديئة؟! ده كلام ما يصح ... اذا ما هو المخرج من "حالة التشكي" في رأيك ؟ كما قلت لك . مادامت هذه الحكومة "بطالة" فيجب علينا التفكير في استبدالها . ربنا قال بالانتخابات . وهل يمكن أن تقوم انتخابات في أجواء من الكبت والاستفراد؟ وهل الاجواء اليوم مناسبة لانعقادها حرة وشفافة ونزيهة ؟ لا يوجد جو مناسب أصلا لأي حاجة . يجب عليك أن تخلق الجو . وكيف نخلق الجو ؟ يجب أن تقول للناس أن الانتخابات هذه طريق كذا وكذا كما قدمت لك . ويجب أن نخلق الوعي حول الانتخابات وأنها هي المخرج الوحيد والذي بين أيدينا . أما بقية المخارج فهي كالاتي : أوكامبو ، أوباما . وكلها أوب أوب ... واذا كنت تمتلك هذه المخارج في يدك فاذهب وأعمل بها . أو أن تطيح بهذه الحكومة بالعنف . وهذا مخرج ؟ ألم يجرب ؟ وماذا تحقق منه ؟ أنا أعتقد أن الانتخابات هي المخرج لأنني من الناس العايز يسترد قوى الشعب الحية للساحة السياسية من العمال والمزارعين والرأسمالية الوطنية الجمهرة العامة هذه وبعد عشرين عاما من الغياب ترجع من جديد ليكون لها صوت ورأي ووجهة نظر ونقابات وتصرفات ، وخلال العشرين سنة الفائتة سادت الطغم العسكرية ، وأصبح اذا لم يكن لديك سلاحا فلا أحد يستمع لحديثك . هذا يحيلنا الي مسألة أساسية جدا ، وانت تتحدث عن انعدام الفعل لقوى الشعب ، أليست هي نفسها مكبلة بترسانات من القوانين الاستثنائية والاجراءات الاستثنائية أيضا ؟ يا مؤيد أنا كل ما اخرج بك تعود بي ؟ كيف يختلف هذا السؤال عن السؤال الذي سبقه ؟ هذه دليل علي انها حالة مستمرة ؟ألا تؤخذ في الاعتبار ؟ الأصل أجواء طبيعية و... الأصل أن تنتزع هذه النقابات من الناس ، وأنا أوريك انو نقابة المحامين هذه المعارضة غلبه تنتزعه . وهناك حيل كثيرة جدا لكن منذ أن تنتهي الانتخابات القوى المعارضة للنظام تنسحب كلية . تنسحب اعتراضا علي أجواء معينة. مش تنسحب من العمل العادي ده العمل النقابي القانوني . ودعنا نعتبر انك مش خدعته ، نعتبر انو انك سقطه العمل ان تستعد للمرحلة الجايه ، والجوله الجايه أن تستمر في النظر الي المهام القانونية المواد الظلم الحاصل التركيبة بتاعت القضية الدستورية . والان لدي مبحث يهتم بعدم وجود الحاح يعرف بماهية الاصلاح القانوني . وانا لا أريد منك أن تنصرف ، بل أطالبك بتكوين هيئات وتكون سلاسل للنشر . ويجب أن تسائل نفسك عن ما أنجزته للناس حتى ينتبهوا لأنو القيادة الانية قيادة خائبة . والناس تعاني ظلما شديدا الان وأنا قابلت الكثير من هذه النماذج ومثال ذلك مسألة النيابة هذه : فالنيابات الان انتزعت مهام التحري من القضاة وأصبحت النيابات لانها اصبحت جزءا من وزارة العدل تتصرف في القضايا كما شائت ، خاصة قضية عرضتها علي صحيفة (الاحداث) . الناس الان لا تشعر بان هناك قوة اخرى بديلة تتحدث بلسانهم وتعبر عن متاعبهم وقادرة لتكتشف مهنيا أين تقع مظالمهم وأين الاصلاح . أين ترى جذر النزاعات والصراعات في السودان؟ أفتكر أنها صراعات مشروعة . وجذرها هو أننا في القومية الشمالية السودانية والتي ابتدرت الحركة الوطنية نجحت في مسألة التحرر الوطني واطاحة بالانجليز لكنها فشلت في انجاز الخدمة التالية والمتمثلة في عمل إلفة في هذا البلد ، لأنها كانت تدور في مساحة ضيقة تلتزم بالسودان النيلي فقط والسودان النيلي يظل مشبعا بتراثه العربي الاسلامي والذي مثل صوت الحركة الوطنية وغاياتها: (أمة أصلها للعرب) ، وعلاقات مع مصر تعتبر أزلية تحركات في فلسطين .. وهذه الجماعة عندما قدمت الي الحكم لم تنتبه لوجود لغات اخرى وقوميات أخرى وعلاقات أزلية أخرى .. ودائما ما كنا نقصر العلاقات الازلية بعلاقات السودان بمصر فقط ولكن اتضحت لنا مؤخرا علاقات أزلية بين تشاد ودارفور وكينيا والجنوب وبين أرتريا والشرق. بالأمس كنا نقع في حالة من التعميم ولم نكن نرى بغير نحن في السودان ومصر وهذا هو كان تصورنا للسودان .. والقصة في أن هذه الجماعات استبعدت وهي نفسها كانت في فترة طويلة في ملهى وفي منهى عن هذه الأشياء، وتدريجيا وبسبب السياسات الخاطئة اقتحمت هذه القومية الشمالية حياتهم وافقرتهم ودفعتهم الي النزوح والجوء الي المدن .. وحتى قيام نظام 17 نوفمبر كان الانجليز يقفون حائلا دون دخول اي استثمارات رأسمالية الي مناطق جبال النوبة بالذات في القطاع التقليدي . وبدخول نظام 17 نوفمبر بدأ الناس هنا يشعرون بالرغبة في الثراء ففتحت مناطق جبال النوبة للزراعة الألية في هبيلة وغيرها ليدخلوها قدامى الضباط وضباط بالمعاش وبدأوا يقترضوا من البنك الزراعي تمويلات زراعية والبنك الدولي نفسه كان مشاركا في هذه العملية من خلال اعتقاده بعدم ترك هذه المساحات الخصيبة لكسالى واعراب وزنج . وهذا ما خلق الاشكال مكرر .. ويمكن أن تجد هذه الصورة في القضارف ورفاعة وكل منطقة .. وبعد أن كان هؤلاء القرويون أمنين لاقتصادياتهم المعيشية الطبيعية أزعجناهم عنها ودفعناهم باتجاه المدن لتتشكل لهم فهوم جديدة ووعي جديد وبداوا يشعروا بحقوقهم .. ولذلك فبالامكان أن نعزي ما تسمى بحروب السودان للادارة الغلط ، مية في المية غلط .. وليس بامكان أي شخص أن يعترض علي مشروعية هذا الغضب .. وقد أختلف في التكتيكات وكنت دائما اعتقد أن هذه المكاسب المتحققة عبر الحروب كان يمكن أن تتحقق عبر السلم وعبر طرق واعية ومتدرجة ، وفي بعض الحالات في شكل قفزات لذلك فكنت أنقد الحركة الشعبية في أنها لم تعطي الديمقراطية ولم تعطي البرلمان فرصة ورفضت أن تكون طرفا في برلمان 1986م وكان بامكانها ان تكون القوة الوحيدة في البرلمان . وافتكر اليوم وحتى يوم القيامة اذا لم تنقد الحركة الشعبية نفسها في انها لم تكن طرف في تلك العلاقة البرلكانية وانها وبسبب عدم وجودها فيه أضطرت لحرب ، والبرلمانات علي هذه الشاكلة لا تقوى علي الحروب بسبب ضعف الميزانيات والتي يطلب منها بالايفاء بمطلوبات الحرب والشعب والعمال والمدرسين في آن (طوالي حيجيك الجيش ويقول ليك بلا مدرسين بلا كلام فاضي) وهذا الذي حدث بالضبط في 1989م وأي طحنية كانت بتطلع كانوا بودوها الجيش والناس يقولوا ليك الطحنية معدومة. الطحنية كانت في لكن ومان الحكومة كانت بتدي حبه للجيش وحبه للناس والان اختلف الامر بعد استلام الجيش للامر اصبح يوزع هذه الاشياء .. ووضعوا الديمقراطية في وضع حرج . وأسوأ من ذلك الشيوعيين والذين يدعون الديمقراطية ، جاءوا وساندوا الدعوة لمحاربة الرلمان واصبحوا يدعون للاطاحة بالبرلمان بالقوة . وحدث ذلك في أثناء ثورة السكر في عهد الصادق وفي دعمهم لحركة قرنق وتحركهم معها بحملهم للسلاح . قد أكون توسعت في مسألة انزعاجي من التكتيكات . ويمكن القول بان هذه النزاعات هي صادرة من مظالم تاريخية نتيجة أن الحركة الوطنية حصرت خيالها في الشريط النيلي ولم توفق أصلا في أن تفيق علي نحو مسؤول في خطاباتها . وهي تفيق فقط عند المتاعب والحروب وبعد التفجر تبدأ في السعي نحو الاتفاقات ، ولا يوجد لديها الخيال الذي يقول بان هذه بلادنا وهؤلاء هم مواطنينا ويبادر من ثم باتفاقات تأتي علي نحو دقيق من أجل تأمين البلد . للأسف الطريق الذي نبني بها الوطن هي طريقة أشغال شاقة ووددنا دائما أن لا تكون كذلك . هل تتحدث عن قومية شمالية أم ...(مقاطعاً).. أنا أسميها بالبرجوازية الصغيرة أو الأحزاب الاقطاعية وشبه الاقطاعية أو الصفوة الشمالية . وفي الجانب الاخر ايضا يمكن ان نصف الحركة العمالية بالفشل ويمكن أن نصف مرحلة السودنة بأنها مثلت مرحلة تهافت وجشع هؤلاء الذين ورثوا النظام وهم من ولدوا الأزمة . فمثلا الجنوبيون كانوا قد حصلوا علي ثلاثة مواقع فقط من مجموع 300 موقع وظيفي بعيد السودنة . وأنظر في الجانب الىخر ما كان يقوله العمال للحكومة : "الأجر المتساوي والعمل المتساوي" وكانوا يريدون حل مشكلة الجنوب وانهاء حالة التمييز الوظيفي وفي الدخول أيضا . والانجليز هم من ميزوا بين الشمال والجنوب في الاجور بسبب سوء ظنهم في الجنوبيين وأن "القروش" لا تصلح معهم في الأصل وبامكانهم أن يواصلوا حياتهم بوسائل أخرى . اذا ، الحركة العمالية كانت واعية أن المسألة ليست في ان "تكبر كومك" ، بل في أن تتنازل عن كومك أو أن تقتسم كومك . وفي حال لم تقم بذلك سيكون الاستقلال مفخخا بهذه المظالم والتي صنعها الانجليز وستنتقل هذه لمظالم لتكون أنت صاحبها . وهذه ما حدث . وأصبحنا ورثة الاستعمار وهم اليوم يوصفوك بالمستعمر عديل . كيف يمكن أن نفسر الاستعدادية العالية من العنف والمتصف بها النظام الحالي ؟ يجب أن نقول بان العنف هذا كيف يقاس ؟ وقياسا علي ماذا ؟ لذلك أنا دائما أفضل أن يقاس العنف بنظام عبود ونظام النميري وهذا النظام ، وجميعها نظم متصلة . فقط حدثت لها تقطعات ، ووصفتهم من قبل بأنهم جمعا خرجوا من "نقتيف" واحدة ، والصورة هي في هذه القومية الشمالية وصفوتها التي لن تستطع أن تبني الوطن بشكل عادل ومنصف ، وما أن ينقلب الهامش عليها حتى يتدخل الجيش وينقلب عليها لحماية بيضة الوطن . ومن بعد يستمر حكمه لست سنوات أو 17 عاما أو 20 عاما . في رأي لا بد من الربط بين هذه الأنظمة الثلاث حتى نقيم سياساتها علي نحو بعيد المدى للفئات الاجتماعية الحظية في الشمال . وجميعها نظم عنيفة . وللأسف بدات المعارضة الضريرة لهذه النظم في التمييز بينها ، فتقول حينا بان نظام عبود كان "حلو" ، نميري كان محتمل ، لكن النظام ده ابن كلب جدا . هم دائما بيعملوا للنظام والذي يواجهوه مباشرة أسوء من الفائت ، وهذا غير صحيح . وليس المهم أن "تعزل" بين الناس الآذوك حتى وان كان هناك نظام اخف ضررا من الاخر أن تقبل بالأخف ضررا ، وما الذي يجبرنا علي تقبل من يعنف علينا بشكل أخف ، ده كلام معارضة ساكت .. ويريدون أن يجعلوا كراهية هذا النظام بشروطهم هم . عبود لم تكن له حربا دينية تصنع شرخا اجتماعيا كبير ؟ هذا غير صحيح . من فرض يوم الأحد علي الجنوبيين ؟ من فرض عليهم المعاهد العلمية ؟ أول تمرد أو حركة سياسية لوليم دينق وجوزيف ادوهو وهي الاحزاب الاربعة المكونة لحزب سانو كانوا ثائرين علي الفروق الدينية . ما قصدته أن عبود لم يصل مرحلة أن يقول أن الجنسية السودانية هي لا اله الا الله وأن وثيقة السفر السودانية هي محمد رسول الله (ص) ؟ أنت أيضا تميز بين أن يظلمك أحدهم اسلاميا بعبارة ويظلمك آخر بعبارة أخرى . وهذا ما حدث في الحالتين . أنا أميز الفعل الاكثر ضررا علي وحدة البناء الوطني ؟ هذا ليس معقولا ، أن تقول من يضرك أكثر هو الملام . أنا أرى أن لا يؤذينا أياً منهم .
المصـــدر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حوار (Re: munswor almophtah)
|
د.عبد الله علي إبراهيم مرشحا للرئاسة؟؟
حتى هذا لا يبشر بخير!!
عزالدين صغيرون
لا أنا ،ولا غيري يستطيع ،أو يحق ، له أن يشكك في وطنية الدكتورعبد الله علي إبراهيم ، ولا في غزير علمه ونجاحه الأكاديمي ، أو في نزاهته وطهارة يده ، وهذه صفات تكفي لأن تؤهله ليترشح لرئاسة السودان عن جدارة ،- إذ حكمه قبله بعض ممن يفتقرون إلى شئ منها- ، بل وتؤهله لرئاسة أي بلد في منظومة دول العالم الثالث مما هي أعلى شأناً – سياسيا و اقتصاديا- من السودان.
ورغم هذا ..
فلا ترشحه لو فاز سينقذ السودان مما يواجهه من خطر يهدد وجوده..
ولا ترشحه هذا مما يبشر بخير أو – حتى – أمل في نخب السودان السياسية والثقافية والإجتماعية لصناعة مستقبل حقيقي ومستدام!.
لماذا؟!.
* باختصار شديد ،لأن الدكتور يمثل رمزا من رموز" النظام السوداني" القديم ، ووجها من أوجهه المتعددة ، ويعكس فكريا كل مظاهر تناقضاته وإشكالاته المزمنة ، وبالتالي لايمثل "قطيعة" – على أي مستوى – في سيرورة هذا "النظام" ، الذي ظلّ يعيد إنتاج نفسه منذ قيام مملكة سنار الزرقاء ويتناسل – مجددا جلده كل مرة – إلى اليوم.
*وباختصار أشد: الدكتور ابراهيم منخرط حتى النخاع في صراع التناقضات الداخلية لهذا" النظام" ، وهو جزء أصيل ومنحاز في الحلقة المفرغة التي يدور فيها بشكل عبثي بلا نهاية ، ويعيد" تدوير" أزماته بلا جدوى.
وعلى كل ،فإنك لا تستطيع أن تحاكم إنسانا – خاصة إذا كان مثقفا ومفكرا – على قناعاته الفكرية أو خياراته الآيديولوجية ، فهذا حق مشروع وطبيعي لأبعد مدى ، ومن المنطقي تماما أن يسعى أي إنسان لتعزيز مواقعه ، وأن يسعى لكسب المزيد من النفوذ الإجتماعي مستغلا في ذلك ،
- أو موظفا – رصيده المعرفي ، كوسيلة لتحقيق ذلك ، أو متدرعا بآيديولوجية ما تعزز موقفه التنافسي.
(2)
لا أريد أن أخوض في مسيرة الدكتور الفكرية - لا لعدم أهمية ذلك ولكن لأنه خارج سياق موضوعنا الآن - وما اعتورها من تقلبات ، قفزت به من قمة الأممية/الطبقية إلى ذرى الأممية/الإسلاموية ، ولا أدري كيف استطاع أن يعبر هذه الهوة السحيقة ، إذ لم يكتب الدكتور لنا شيئا عن هذه الرحلة الروحية والفكرية الفذة .
وقد تكون طبيعة علاقته بالفكر الماركسي والحزب الشيوعي التي وصفها بأنها كانت تعاقدا شخصيا مع "أستاذه" عبد الخالق محجوب ، سببا لعدم كتابته عن الموضوع ، فليس وراء هذه التجربة - كما نفترض - زخما روحيا
وفكريا يستحق عناء الكتابة ، أو أهمية اجتماعية وسياسية تستحق الذكر!!.
كل ذلك لا أهمية له فيما نحن بصدده..
* أن يكون شيوعيا ثم يتحول عروبيا/إسلامويا!.
* وأن يتبنى مشروعا عروبي/إسلاموي ، زاعما بأن "الشمال السوداني كله ينتمي الى الثقافة العربية الإسلامية إنتماء يمتنع معه التمييز بين شمالي وشمالي آخر ،يساريا أو يمينيا ، حاكما أو معارضا ،غنيا أو فقيرا!"" حسب ما قال عبد العزيز البطل في مقال له .
*أو أن يدين إنقلاب عسكر الجزائر على نتائج الانتخابات التى جاءت بإسلامييها إلى الحكم ، متذرعا بموقف مبدئي يرفض الإنقلابات العسكرية ، ثم يقف إلى جانب صف عسكر/إسلاميو السودان في إنقلابهم على حكومة منتخبة في نظام ديمقراطي!.
كل ذلك - رغم دلالاته البليغة والعميقة - فيما نحن بصدده ، لا أهمية له ، فهو حر في إتخاذ ما يراه من مواقف وفق قناعاته الفكرية ، أو وفق ما يخدم مصالحه ، وما يقيمه من حدود أخلاقية يرتضيها و يلزم نفسه بها في مختلف مواقفه .
فهذا حق لا ينازعه فيه منازع.
وطالما اختار الدكتور الفاضل الإنحياز إلى الخيار الإسلاموي العروبي ، فلا بأس في ذلك ، إلا أن خيارا مثل هذا يجرده من أهلية أن يحكم أمة خليط فيها الزنوج والقبط و الحاميين إلى جانب العرب والمستعربين ، كما فيها المسيحيون والوثنيون واللادينيون ، وربما الملاحدة أيضا.
أمة – حتى بين مسلميها – يوجد السني ، والصوفي ، والشيعي ، والعلماني ، ويفترض أن يتمتعوا جميعا بنفس القدر المتساوي من الحقوق ، والعدالة في حظوظهم من الفرص ، بغض النظر عن إنتماآتهم الجهوية أو الدينية أو العرقية.
(3)
حسنا..
ربما يحاججك البعض بأن منطق الحرية والعدالة السوي يفرض أن تعطى لأصحاب مختلف الآيديولوجيات والتوجهات الفكرية الفرص المتساوية في التعبير عن آرائهم وأفكارهم ، والفرص المتساوية في التنافس لكسب الأصوات التي تؤهلهم- أو قل تفوضهم – للحكم.
إلا أن هذا يقودنا إلى مناقشة مسألة الحرية ، ومحدداتها.
فمنطق "النظام السوداني القديم/القائم" يعطي هذا الحق للجميع نظريا وفي الظاهر ، بينما هو يكرس سيطرة وسلطة مكون واحد من مكونات الاجتماع السوداني في الواقع.
والحرية في منطق مثل هذا إنما تعني حرية المكون القوي المطلقة في السيطرة على بقية المكونات بقمعها وإخضاعها بالقوة ، أو بصهرها في بوتقته ، وإعادة إنتاجها أو إعادة تصنيعها وقولبتها هويويا، وذلك لعدم توازن القوى الداخلية المكونة للكيان السوداني.
وعدم توازن القوى السياسية و الإقتصادية والاجتماعية بين المكونات يؤثر سلبا – كما هو متوقع – في توازن مجمل كيان الدولة..
ولا يمكنك – بالتالي – أن تتوقع قيام دولة مستقرة قابلة للبقاء ، أو مؤهلة لأن تتطور وتصير دولة قوية..
لأن المراهنة على بقاء دولة تقوم على قمع "الأقلية" ل"الأغلبية" إلى ما لا نهاية له من زمن ، هو رهان خاسر بلا أدنى جدال أو شك.
ولكن أليس غريبا أن نقول هذا ، الآن؟؟!..
أوليس مما "يفقع المرارة" أن نردد مثل هذه البديهيات المبتذلة ؟!.
وخلاصة الأمر :إن ترشح الدكتور عبد الله لرئاسة الحكم في السودان لن يحل مشكلة هذا البلد المزمنة ، بقدر ما سيعمق أزمته ، ويسارع في إيقاع رقصة انهياره الوشيك، لا لعيب فيه ، أو لنقص في كفاءآته الذاتية ، ولكن لأنه ييساطة ليس الرجل المطلوب "هنا" و"الآن".
فهو إمتداد لما ظل قائما دوما..
وهو نسخة - غير أصلية- للنظام القائم/أبدا..
بينما المطلوب تحديدا هو "نظام سوداني" جديد..
أولم يكن هتافنا في آخر معاركنا "الشعبية" من أجل الحرية في مارس/ابريل : مليون شهيد لوطن جديد ؟
هذا هو المطلوب الآن وبإلحاح ..
ونواصل
عزالدين صغيرون
Email:[email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
|