الزعيم الأزهري: أيتها الفراشة ابتعدي عنا!...ومنصور خالد (9)...د. عبد الله علي إبراهيم

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 10:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة منصور عبدالله المفتاح(munswor almophtah)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-30-2007, 01:28 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الزعيم الأزهري: أيتها الفراشة ابتعدي عنا!...ومنصور خالد (9)...د. عبد الله علي إبراهيم

    ومنصور خالد (9)

    الزعيم الأزهري: أيتها الفراشة ابتعدي عنا!



    د. عبد الله علي إبراهيم
    [email protected]

    نشرت الصحف في النصف الثاني من عام 1957 سيرتين للسيد إسماعيل الأزهري. كانت السيرة الأولى هي ما حَدَّث به الأزهري أسرة تحرير جريدة الأيام فسجلته عنه وصاغته ونشرته مسلسلاً في ما يزيد عن 60 حلقة بدأت في أول يونيو 1957 وانتهت في تاريخ لم أتبينه بعد. وقدمت الأيام للمسلسل بالإجابة على سؤال ربما طاف بخلد القراء: لِم مذكرات الزعيم وفي ذلك الوقت؟ وقالت الأيام أن تلك هي السنة عن أهل السابقة. وضربت مثلاً بمذكرات تشرشل المنجمة عن خدماته المطردة لبريطانيا في حرب النهر بالسودان ثم الحرب العالمية الأولى فالثانية. واضافت أن مولد الجمهورية السودانية كان على يد الأزهري "وهذا حدث خطير بل هذه فترة هي في تاريخ السودان من أهم الفترات وأخطرها". واتضح لا حقاً أن المحرر من وراء المذكرات في الأيام كان هو الأستاذ بشير محمد سعيد الذي دَرَس على يد الزعيم بكلية غردون في عام 1936. وقد قص بشير طرفاً من خلفية تدوين سيرة الأزهري في كتابه الزعيم الأزهري وعصره (1990). فقد كانت تلك المذكرات القديمة هي نواة الكتاب الجديد. فلم تكد تذهب حكومة الأزهري الوطنية الاتحادية في 1956 لتستبدلها حكومة حلف حزبيّ الأمة والشعب الديمقراطي بزعامة السيد عبد الله خليل البيه حتى اتصلت الأيام بالأزهري تطلب منه نشر سيرته على الناس علماً بالتاريخ وبالرجل. وقال بشير عن مولد المذكرات إنه كان يذهب للزعيم في داره كل مساء "أستمع منه، وأسجل ما أسمعه ثم أمضي فأصوغه، وأدفع به إليه ليراجعه ويعدله كيف شاء". والسيرة مكتوبة بنفس سردي ودرامي لم تفتئت فيه جلائل السياسة على مجريات حياة الزعيم العادية ونوادرها. وسيرة الأزهري في الأيام "خبطة" وممارسة صحفية نأمل أن تطلع عليها ناشئة الصحفيين ليتدربوا في علم التاريخ والرجال معاً وفي حرفة صدق الاستماع والتدوين والنشر.

    أما السيرة الأخرى للزعيم فقد نشرتها جريدة الناس في وقت زعمنا أن السيد منصور خالد كان محررها الخفي أو غير الخفي جداً. وبدا نشر هذه المذكرات غير المأذون بها كردة فعل لنشر المذكرات الشرعية بجريدة الأيام في أول يونيو 1957. وحال سوء الأرشفة لجريدة الناس دون أن أعثر على الحلقة الأولى لهذه السيرة المختلقة للزعيم الأزهري. ولم اعثر في واقع الحال سوى على 3 حلقات من هذه السيرة المدعاة بدأت بتلك المنشورة في 32 يونيو 1957. وسيرة جريدة الناس مما نسميه حالياً بالقراءة الٌمخَرِبة أو الهدامة للنص (subversive ). وهي قراءة مشروعة طالما وضعت مصداقية النص، أي نص، موضع الشك وعرضته لشواظ النقد لتكشف عما ربما أخفاه النص أو تحايل عليه. وهي قراءة تتكي على النص المعلوم بصورة كاريكاتيرية أحياناً لبيان فساد منطقه أو عناصر التزوير فيه. ولم ترتفع جريدة الناس بنصها المخرب إلى هذه الذرى من الفطانة والفكاهة بل هبطت بحرفيتها الصحفية دركاً أملاه عليها ولاؤها الأعمى لعبد الله خليل البيه غريم الأزهري. وجاءت فيه بساقط القول عن خلق الأزهرى مما لم تعتده أذن الصحافة السودانية وإن لم تخل منه مجالس أنس الخرطوم الليلية. وستعنينا بصورة خاصة الحزازات العرقية النيلية الشمالية التي رشحت من خلال النص فجعلته وثيقة سوداء في الاستعلاء العرقي. ولا غرابة أن يعنينا هذا الجانب في سيرة الأزهري برواية جريدة الناس. فقد أصبح هذا الاستعلاء شاغل الدكتور منصور خالد، الذي نتهم أنه كان محرر الناس بلا منازع حين نشرت مذكرات الأزهري بما فيها من جاهلية، في آخر كهولته وشبابه. وصور منصور لنفسه، متى أصبح حرب الاستعلاء شاغله، أنه هو لا غيره من اكتشف سوءة هذه الحزازة العرقية وأنه يا بلد ما فيكي إلا أنا. وقال للأستاذ عادل الباز في 2000 إنه قد التحق بالحركة الشعبية نصرة للأفارقة لينقذنا نحن الشماليين النيليين العرب قاطبة من بغضائنا العرقية. ولا تثريب بالطبع في إفاقة منصور المتأخرة جداً لسوءة العرقية الشمالية النيلية التي روجت لها جريدة الناس. فإن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي قط. ففي الفكر مكان رحيب للأوابين إلى الحق. بل قال أهل الفطن إنه لا يخدم الحق مثل عائد إليه لائذ به. ولكن أوبة منصور إلى الحق عشوائية لا يعترف فيها بسبق آخرين إليه. فلا أوائل عنده في طلب الحق. وحتى لو وجدوا فهو مثل المتنبي آت بما لم تستطعه الأوائل. ولكن من تواضع في حضرة الحق رفعه.

    سأخصص هذه الحلقة من مقالي عن سيرة الأزهري بين جريدتي الأيام والناس إلى عرض المادة في سيرة الأيام الحقة عن الزعيم التي استخدمتها جريدة الناس في قراءتها المخربة لتلك السيرة. وسنقتصر حتى في هذا الباب على المادة المخصوصة التي نفثت فيها جريدة الناس سموم بغضائها العرقية وأوهامها الجنسية .وأعود في الحلقة القادمة لاستعرض فنون جريدة الناس في السقوط من حالق سيرة الأزهري إلى سفح الصحف الصفراء بلا منازع.

    قال الأزهري في سيرته بالأيام إن ميلاده كان بدار جده القاضي إسماعيل الأزهري في يوم الثلاثاء الخامس من رجب الخير لعام 1318 (1900). وقد سماه السيد المكي، شيخ الطريقة الإسماعيلية، "إسماعيل أبا المعارف" بعد أن أذن في أذنه. ولم يخطر لأسرته أن تبعث به للمدرسة إلا بعد عودة والده من القاهرة في 1913 تزينه شهادة العالمية من الأزهر. فقد رتبت الأسرة للأزهري أن يكون شيخ طريقة يرشد الخلق بعد استكمال الخلوة وتحصيل العلم الديني. ولكن والده اختار له طريق المدرسة وأدخله مدرسة الهداية بأم درمان لصاحبها شيخ الطاهر ليدرس الحساب والإملاء فيمتحن للمدرسة الابتدائية (الوسطى) بمدينة مدني حيث أقام جده قاضياً شرعياً لمديرية النيل الأزرق. ونجح الأزهري وكافأه جده بهدايا من حلوى اللكوم. وظل ينال من تلك الحلوى الحبيبة للأطفال وهو يجتاز امتحاناته صعداً . . . وفي المقدمة دائماً.

    ثم ترك الأزهرى مدني ولم يلبث بمدرستها سوى ثلاث سنوات لأن جده القاضي قد نٌقل إلى دارفور التي انضمت للسودان عنوة في 1916 بعد قضاء الإنجليز على حكم السلطان علي دينار. وحرص ناظر مدرسة مدني أن يبقي الأزهري معهم لأنه مٌبَشِر بأن يكون أول لجنة الامتحان لكلية غردون مما يعلى من شأو مدرسته. ولم ينجح مسعى الناظر مع الأسرة فنقلوا ابنهم إلى أم درمان في مطلع عام 1917. وشعر الأزهري بشيء من الوحشة بين طلاب مدرسة أم درمان الوسطى الكثر. ولكنه سرعان ما صار ألفة لفصله وانتزع الأولية كعهده في مدني. وبلغ من حذقه الرياضيات أن صار ناظر المدرسة، مرسي أفندي فهمي، يحضر للفصل ويكل له تدريسها لزملائه في الفصل ثم ينصرف. ووعد الناظر تلاميذه أن يهب ساعة هدية لأول امتحانات لجنة الكلية. وحرص الأزهري على أن يٌحسن الرياضيات لأنها مكمن قوته ولأنها "فراقة الحبايب" كما اشتهرت بذلك. فقد تٌخطيء في الإملاء فتفقد درجة واحدة أما إذا أخطأت في مسألة حسابية خسرت درجاتها كلها. وجلسوا للامتحان ونازل الأزهري امتحان الرياضيات "في قوة وثقة وكان لي ما أردت صرعتها كلها في ضربة واحدة فنلت الدرجة الكاملة". وانعقد لهم الإنترفيو (المعاينة) في كلية غردون وقد اجتمعوا في صفوف بحسب المدرسة وعلى كل صف معلم من ذات المدرسة . ومر عليهم مستر سمبسون، مدير الكلية ومدير المعارف، ولم يختر الأزهري بحجة أنه طلب أن يقبل في الكلية بالمجان. وساء ذلك الأزهري وانقبض له وتبخر حلمه في أن يحصل على الساعة المبذولة لأول اللجنة. ولكن سمبسون عاد من جديد ودعا الأزهري لصف المقبولين ولما أعلنت النتيجة كان ترتيبه الأول وقبلوه بالمجان. وانتهز ناظر مدرسته الوسطى يوم الآباء ليقلد الأزهري الساعة المكافأة.

    كان والد الأزهري قد رتب له أن يلتحق بقسم القضاة ليكون قاضياً شرعياً. ولكن صادف أن عام دخول الأزهري للكلية لم يكن عام استيعاب بقسم القضاة الذي يقبل عاماً ويفط عاماً. ودخل الكلية ليبقى عامه بها ثم يتحول إلى قسم القضاة في عامه الثاني. ولكنه كان على وشك أن يتلقى مفاجأة لم يتحسب لها. فقد قرر والده أن يبعث به ليدرس بالأزهر. وقد سر ذلك الأزهري الذي أراد أن يعود من مصر عالماً يحمل كتابه بيمينه. ومزق من فرط الشوق لأزهر مصر صفحات كراساته التي حوت مادة الإنجليزي والحساب وأبقى على الصفحات البيض وحدها "إذ ما نفع طالب الأزهر بالإملاء الإنجليزي أو الحساب". وفصّلت له أسرته "الكاكولة والبالطو" وهما زي طلبة الأزهر. وكانت خطة الأسرة أن يصطحب ابنها الشيخ أحمد أبو القاسم هاشم الطالب الأزهري إلى القاهرة متى عاد من عطلته بالسودان. وتأخر أحمد مرة ومرات عن موعد سفره. وتطرق اليأس إلى نفس الأزهري حتى كانت الطامة بورود كتاب جده لأبيه أن يقلع عن فكرة إرسال الأزهري للقاهرة وأن يكتفي بدرس الشريعة بكلية غردون. ونزل والد الأزهري عند رغبة الجد مكرهاً لأنه "ما كان ليتنازل عن رأي أرتاه ولا أمر عقد العزم عليه". وانكسرت نفس الأزهري وتهافت حلمه في أن ينهل علم مصر ويطوف بسوحها وينعم. ولما عاد الأزهري للكلية ألحقه مستر يودال، مدير الكلية، بقسم المعلمين. واعترض الجد بقوة على ما أختاره يودال ولكنه قبل منه ذلك على مضض.

    ولم يفرغ الأزهري من سنته الرابعة حتى عرض عليه يودال في أكتوبر 1921 أن يترك مقاعد الدرس ليصبح معلماً بمدرسة عطبرة الوسطى التي كانت بحاجة إلى مدرس رياضيات بصورة عاجلة. ووقع عليه الاختيار في عطبرة ليكون ضابطاً لداخلية المدرسة. وكان طلاب المدرسة، ومعظمهم من أبناء الموظفين المصريين العديدين ممن شغلوا وظائف مصلحة السكة حديد، يحضرون للمدرسة بعض الوقت ثم يقضون بعضه الآخر بمكاتب المصلحة عاملين بأجر ثم يلتحقون بها بعد التخرج مما يعني أن الوسطى هي آخر مطاف تعليمهم. ونوه الأزهري بالنهضة الأدبية بالمدينة التي كان فاضل باشا رأس رمحها. فمتى اجتمع الصفوة في داره بدءوا باستعراض الموقف الدولي العام على ضوء ما يردهم في برقيات وكالة رويترز عقب الحرب العالمية الأولى (1914-1919). وكان الأستاذ عبد الله العربي يأتي بخريطة ليقف المجتمعون عندها على التغييرات السياسية،، على الأرض، التي ترتبت على فوز بريطانيا وفرنسا على ألمانيا في تلك الحرب. ومن ذلك استحواذ الفائزين على مستعمرات الخاسر في أفريقيا.

    وشهد الأزهري مقدمات حوادث ثورة 1924 في عطبرة ثم نٌقل إلى أم درمان الوسطى في يونيو 1924. فشهد أحداث الثورة الدامية في الخرطوم ووقف عن كثب على مظاهرة المدرسة الحربية وصدام جنودها وجنود الاحتلال الإنجليزي عند مستشفى النهر. وأعترف الأزهري أن نصيبه من الثورة كان نصيب المتفرج. وكان ذلك العام هو بداية ارتباطه الطويل بنادي الخريجين بأم درمان، شيخ الأندية، ثم مؤتمر الخريجين بعده في 1938. وكان النادي بعد ثورة 1924 طارداً لأن الإنجليز بثوا عيونهم على مرتاديه حتى أن اجتماعه العام لانتخاب اللجنة الجديدة في تلك السنة قَصٌر عن النصاب القانوني كثيراً. ودعا هذا يودال، رئيس النادي بالأمر الواقع، ليقول: "إن عددكم هذا لا يكفي لتأليف فرقة كرة قدم فكيف يؤلف اجتماعاً عاماً للنادي؟". وعوضوا الاجتماع بآخر حضره عدد أكبر. وحار الأزهري لمن يصوت فتدارس الأمر مع صديقه الدرديري محمد أحمد فصوتا للسيد عبد الله خليل البيه ولكنه سقط إذ لم يحصل سوى على صوتي الأزهري وصديقه.

    وضمت لجنة النادي الأزهري إليها كممثل لشباب الخريجين. وقد أتاح له موضعه ذاك أن يقف عن كثب على تبرع السيد الشريف الهندي بدار لنادي الخريجين. فقد كانت عين لجنة النادي على تلك الدار تريد أن تشتريها كمقر للنادي ولكن سبقها الشريف إليها. ولما فاتحوه في الأمر تبرع بها لهم. ولم يتنازل عن العربون فحسب بل دفع بقية القيمة خالصة للخريجين. وساء الهندي همس بعض الخريجين أنه إنما فعل جميله ذاك للتأثير على المتعلمين. وأغضب ذلك الهندي وقال كلمته الشهيرة: "الخريجين يخرجوا من شفاعة جدي". وخلال تدريس الرياضيات بالمدرسة اصطدم الأزهري بمشكلة القسمة على الصفر. ولا نطيل. وكانت هذه المشكلة موضوع رسالته للماجستير لاحقاً بالجامعة الأمريكية بلبنان. بل ربما كانت هي نفسها سبب ابتعاثه لبيروت في المكان الأول لأنه كتب عن تلك المشكلة لسلطات المعارف. وأطّر الأزهري لبعثته لبيروت بالنظر إلى سياسة بريطانيا بعد ثورة 1924 واتهامها لمصر بالتورط فيها بإخلاء السودان من جنس مصري. واستقر الرأي بالإنجليز على بعثة المعلمين السودانيين، ممن سيحلون محل المصريين، إلى بيروت بدلاً عن الهند أو إنجلترا. فبعثوا بأول دفعة في 1924 ثم بالدفعة الثانية في 1927.وكان الأزهري، الذي سبق أن رفض عرضاً بالتدريس منتدباً في نيجيريا، من بين طلبة الدفعة الثانية. وكان من شغل مستر يودال أن يطوف بهم للتفتيش على حسن قيامهم بواجبهم.

    وفصّل الأزهري في زيارته لبريطانيا عام 1919 وهو طالب بالسنة الثانية بالكلية ما يزال. وهي الزيارة التي قام بها زعماء السودان من مشائخ طرق وشيوخ بادية ورجال دين بتدبير من الإنجليز لتهنئة مليكهم جورج الخامس بالنصر في الحرب العالمية الثانية. وقد اختاره جده، مفتي السودان، ليكون مرافقه في الرحلة.وذهب به الإنجليز مع غيره من المرافقين إلى دكان ربما كان دكان فنيان بالخرطوم وفصلوا لهم جلابية من الصوف وعباءة من الصوف أيضاً واشتروا له حذاء برباط كامل وزوجين من الفنايل الصوفية. وكان مسار الرحلة من الخرطوم إلى حلفا ثم بالباخرة حتى الشلال ثم بالقطار حتى القاهرة فالإسكندرية ثم بالباخرة إلى إنجلترا. وحرص الإنجليز على عزل الوفد عن المصريين. وحَرم دوار البحر الأزهري من متعة السفر بالباخرة. وقال إنهم نزلوا لندن في "يوم ممطر سخيف". وأنزل الإنجليز وفد السودان في خيم بمعسكر ما. وطلب المستر وليس، مدير الخرطوم، من الأزهري أن ينصح طهاة المعسكر عن كيفية الذوق السوداني. وكان مما قاله الأزهري لهم أن لا يشرحوا اللحم طرائق قددا ويرموا بالعظام. وعلق مستر وليس للطهاة: "إنهم يأكلون العظام كما يأكلها الكلاب!". وقدم الأزهري خدماته لأعضاء الوفد الكبار بالترجمة لهم متى تحادثوا إلى الخدم والفراشين. وقال إن السيد علي الميرغني ذكر لاحقاً إنه تعرف علي الأزهري على تلك الأيام. وانقسم أعضاء الوفد حول طريق عودتهم للسودان: هل تأخذهم الباخرة مباشرة لبورتسودان أم يعودوا سيرتهم الأولى إلى الإسكندرية. وعادوا سيرتهم الأولى إلى الإسكندرية ولم يتوقفوا في القاهرة إلا ريثما يأخذوا قاطرة أخرى إلى الشلال فالسودان.

    وتخللت ذكريات الأزهري حادثات طريفة محيرة لم يدر لها هو تعليلاً. ومنها أنه كان في الخلوة ما يزال حين نزل على طرف ضحل من النيل لأنه لا يحسن العوم. وما لبث أن شعر بثقل يعتوره من قدمه حتى صدره. وأغمي عليه وحمله رفاقه إلى أهله فصبوا عليه نقيع الآبري بعد أن شخصوا علته كحالة "كوفار" أي الإغماء من فرط الجوع. وتكرر نفس الشيء عليه في نفس المكان في يوم لشم النسيم أفاق منه بنقيع الآبري ايضاً. وذهب بعض أهله في تفسير إغمائه عند النهر بأنه معشوق من بنت حور. وغاية الأمر أن الأزهري حَذِر الاقتراب من ماء النيل بقية عمره. أما الطرفة الغامضة الأخرى فهي سقوطه مرتين في نفس الموضع من شارع السيد علي بأم درمان إثر "فنجطة" حمار ركبه ليسقيه من النهر. كما روى الأزهري المناسبتين اللتين تعرض فيهما للعقوبة المدرسية وقال إن الأولى منهما علمته تفادي ما يجلب له غضب المدرسة "وبقيت وستبقى عالقة في نفسي. فقد كانت معلماً هاماً من معالم حياتي الدراسية". وهو سيئ الظن في التلقين الذي يسم دروس الجغرافيا. وكان لا يحب الرياضة ولا يحسن لعب كرة القدم ولكنه لا يتأخر عن ميادينها يشهد مبارياتها.

    ومن أطرف ما رواه عن كيف استقبلوا المستر يودال كتلاميذ بمدرسة أم درمان الوسطى. فقد سألهم ناظرهم حسن الظاهر عن الهتاف المناسب ليجهروا به تحية لمقدم مستر يودل مدير المعارف ومدير كلية غردون لمدرستهم. فاقترح زميله السيد على أرباب "أيتها الفراشة، أيتها الفراشة، ابتعدي عنا". وهي شطر من قصيدة إنجليزية مقررة. ووصف الأزهري ردة فعلهم على اقتراح زميلهم: "لم يجرؤ أي منا على الضحك ولكننا رغم صغرنا أدركنا ما كان يجول بخاطر زميلنا الصغير." ومن طرائف وقائع حياة الأزهري أنه استأجر في الكلية طالباً ليقوم مقامه في عمل "الطٌلبة" وهي عقوبة عن خطأ تلزم الطالب بنظافة الميادين بعد الثالثة ظهراً لساعة كاملة قبل بدء فترة الرياضة لكل الطلاب. ودفع الأزهري خمسة قروش للطالب ليسد مسده. والتزم الطالب بالصفقة. فكلما نٌودي على اسم الأزهري للطٌلبة تقدم الطالب المستأجر. فعلها مرتين برغم رفض الكلية للبدل. وأصر الأزهري على شرعية الصفقة. وأخيراً رضخ الأزهري لإرادة الكلية وأدى الطلبة صاغراً. ومن أكثر تلك الحوادث درامية هو استعلاؤه على تحية مستر وليامز مدير الكلية المتغطرس. فكانوا يحيونه ولا يحييهم. فأعلن الأزهري أنه لن يحييه أبداً. ومر عليه يوماً ولم يفعل. فسأله الخواجة عن سبب جفائه. فقال الأزهري إن هذا ما صمم عليه فسأله الخواجة عن العلة فقال الأزهري إن سببها أنك لا ترد التحية.

    وسنرى في الحلقة القادمة كيف أساءت جريدة الناس في قراءتها الهدامة لسيرة الأزهري وأسرفت. فقد نفذت إلى نص الأزهري بجاهلية العرق وبغضائه فمكنت لغول الاستعلاء الثقافي الذي عاد منصور (الذي حدسنا أنه كان محرراً نافذاً بجريدة الناس إبان نشرها لمذكرات الأزهري المزعومة) لإنقاذنا منه بطريقة سيوبر مان منذ التحق بالحركة الشعبية لتحرير السودان في 1985. أليس هذا ديدن الذي يفلق ويدواي؟
                  

06-30-2007, 04:19 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزعيم الأزهري: أيتها الفراشة ابتعدي عنا!...ومنصور خالد (9)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    إن الأزهرى هو ذياك الماسايا أو المهدى الذى أيقظ ثبات هذه الأمه وأنقذها من كيد براثن من تكلس فيها غدرا آخذا خيرها وزارعا لغابات شرها بإتقان وتفان




    منصور
                  

06-30-2007, 05:06 PM

ابن النخيل
<aابن النخيل
تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزعيم الأزهري: أيتها الفراشة ابتعدي عنا!...ومنصور خالد (9)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    عزيزى المنصور التحية لك وعبرك للاستاذ عبدالله على هذا الامتاع....وسوف يظل الاستاد عبدالله احد القلاثل

    الذين اثرو المكتبة السودانية بكتابات علمية رصينة ومن الذين انتفع الناس بعلمهم...لايميل لطق

    الحنك بل يصبر و يبحث وينقب ليزيل الذبد عن تارخنا المعاصر....والله له منا التحية والاجلال على هذا

    الجهد المبزول.....ومن هذه السلسلة اذا صح زعمه يصبح الدكتور منصور رائد الصحافة الصفراء بلا منازع

    وهو صفار سابق لالوان والراية والوطن....

    ولكم من الود اجزله
                  

06-30-2007, 10:12 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزعيم الأزهري: أيتها الفراشة ابتعدي عنا!...ومنصور خالد (9)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: ابن النخيل)

    يا إبن النخيل لك من السلام والود ما يكفيك ولك للفراسة والكياسة الواضحة التقدير والأزهرى هو ذاك الرمز الذى نتفق عليه ولا نختلف فيه بتاتا فهو كغاندى وسيكتورى ومانديلا وأخر أبلوا بلاءا لا يدانى لأوطانهم فالتحيه له مع الخالدين الأخيار.......................




    منصور
                  

07-01-2007, 05:26 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزعيم الأزهري: أيتها الفراشة ابتعدي عنا!...ومنصور خالد (9)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: munswor almophtah)

    Quote: وسنرى في الحلقة القادمة كيف أساءت جريدة الناس في قراءتها الهدامة لسيرة الأزهري وأسرفت. فقد نفذت إلى نص الأزهري بجاهلية العرق وبغضائه فمكنت لغول الاستعلاء الثقافي الذي عاد منصور (الذي حدسنا أنه كان محرراً نافذاً بجريدة الناس إبان نشرها لمذكرات الأزهري المزعومة) لإنقاذنا منه بطريقة سيوبر مان منذ التحق بالحركة الشعبية لتحرير السودان في 1985. أليس هذا ديدن الذي يفلق ويدواي؟ ]


    إنتظار ..
                  

07-01-2007, 06:39 AM

ريهان الريح الشاذلي
<aريهان الريح الشاذلي
تاريخ التسجيل: 02-22-2005
مجموع المشاركات: 2178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزعيم الأزهري: أيتها الفراشة ابتعدي عنا!...ومنصور خالد (9)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: والأزهرى هو ذاك الرمز الذى نتفق عليه ولا نختلف فيه بتاتا فهو كغاندى وسيكتورى ومانديلا وأخر أبلوا بلاءا لا يدانى لأوطانهم فالتحيه له مع الخالدين الأخيار.......................



    شكرا لك يا استاذ علي هذا السرد وفي انتظار المذيد.

    (الحرية نور ونار من اراد نورها فليصتطلي بنارها )

    من اقوال الزعيم اسماعيل الازهري
                  

07-02-2007, 06:47 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزعيم الأزهري: أيتها الفراشة ابتعدي عنا!...ومنصور خالد (9)...د. عبد الله علي إبراهيم (Re: ريهان الريح الشاذلي)

    الأستاذه ريهان

    السلام والرحمه
    لك صادق الشكر والإمتنان
    وستتالى بقايا هذه المواضيع
    بإذنه تعالى




    منصور
                  

07-01-2007, 11:29 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عبدالله علي ابراهيم ( وَ ) منصـور خالد وَ ويلٌ للشجيِّ من الخَـلي ..! (Re: munswor almophtah)

    عبدالله علي ابراهيم ( وَ ) منصـور خالد وَ ويلٌ للشجيِّ من الخَـلي ..!

    ينتصبُ حرف الواو في عنوان هذه السلسلة من المقالات كعود الشجا في حَـلْـقِ الفهم! يزيد من عُسر الإلمام لما يرمي إليه الدكتور عبدالله بمقالاته هذي التى يتكيء فيها على اكتشاف بِركة آسنة ، تعمّد فيها " أخيل" القلم المنصوري ! على غَفْلةٍ من اتباعه ومُتابِعي سـيرتِه القلمية والسياسية ؛ فالواو ، هاهنا ، ربما هو واو المعيـّة أو واو الحال ، أو العطف ، القَـسـَم ، استئناف ، إرجاف ؛ بل ولعلّه يستبطن طرفاً من كل الواوات المذكورة وغير المذكورة حتى ليأخذ حظّه من الواو الضـّكـَـر ! وكذلك، من مَشـهَـديّـته اللاّفتة من حيث تـَكوُّر الواو مركزياً وانطلاقته، من ثَم، بلسانٍ "لـحـَّاق بعيد" يسعفه الجُرح بعد التعديل ، ويُـلهمه التخذيل بعد التجميل ! وهذا ، حسبما أعتقد، هو ديدن هذه المقالات المنصوبة للقدح ولكنـّها ، مع ذلك ، تستهدي كثيراً بالمدح ! وتذهب بعيداُ في الاستطراد تلافياً - ربما - من ذاك المتلاف الذي كثيراً ما استشهد بـِــ :

    وإنّي ابن حربٍ مـا تزال تهــرّني ... كلابُ عدوٍّ أو تـّهِــرّ كِلابي

    الدكتور عبدالله ،دون شك، قد امتعنا ،كدأبه في الكتابة، بتلك الاستطرادات الشائقة التى بدأها بتنويهات " الميدان" : ولكن أين مكمن الفساد يا سيِّد علي عبدالرحمن ، حول سفر الشاب منصور في معيّة رئيس الوزراء البيه عبدالله خليل ؛ ثم عرّج باستطراداته ، تاركاً المحمَل بما حَمل، ليوغل في " بيوغرافي " السيـّد البيه و "طُمام" بطن الفريق العسكري " العجوز " من الحُكُم ! وخيبة حظ البيه ممّا رشَح من بطولات ثورة 24 ، وغيظِه من أقرانه الاتحاديين الذين بردَتْ لهم تلك البطولة إلخ,,,, وهذي ربما الطريقة المُثلى التى يستحسنها الدكتور بتكثير الظباء على " خراش" حتى لايدري خراشٌ ما يصيد! ليسه فقط تطويل الاستطراد ، على أهمـّيته لنا كقرّاء ، بَـلـَـه بُـعد النّجعة في تنجيم المقالات؛ فقد قرأنا أوّلها في النصف الثاني من العام الفائت، ومايزال الدكتور يتعـهـّد نسج هذه الـ "كِـنـَـيْـزية " بِـوَبَر الخمسينات والستينات الدّسِم – كَمَنْ يدهُنُ صوفاً - وعامنا قد أربى عن النّصْف .

    لم تستَعصَ على الدكتور الاستشهادات المؤيِّدة لدعواه – إن صَحّ فهمنا للدعوى!- كيف ، إذن،
    وَ صَـفُّ الحانقين طويل ؟ إن بدأ بالمُنافسين السياسيين ، فلا هو منتهي بأتراب الوَلَه بوزارة الخارجية ، ولا مُكتفي بأقران الصِّنعة " الكتابية " الذين توّهموا زحزحة المنصور عن عرش الكتابة السياسية والاجتماعية الناقدة والناقضة للكثير ممّا يسلكون، إلى "حيث" ككّر الأدب – مُركَب علىالله – بذريعة النّصحِ الشفوق حتى لايقبر موهبته الأدبية التى ارتأوها له ! فتأمّل ؟ هل نُعزِي ذلك لقول أبي عثمان " الجاحظ" في " حتمية " فشو التحاسد بين أهل الصـِّنعة الواحدة ؟ ومع ذلك، فقد أسـتثني الدكتور عبدالله من شرِّ التحاسد ودليلي، صراحته في التنويه بمزايا النّهج والإسلوب والقُدرة التحريرية للكَـتـّاب منصور خالد، تنويهاً يكاد يطمس كل "الظاظا" هذي . وفي هذا المقام لابد لي ، يا عزيزي منصور المفتاح ، أن أعبـّر عن ثقتي في قُدرة الدكتور عبدالله علي ابراهيم ، على بذل هذا المُجتَـنى الفِكري الخصيب لقرّائه ونحنُ منهم ، والعارفين لفضلِه ، ونحن ضمنهم ، دون أن يتنكـّب طُرق المعروف .


    لقد اهتمّ الدكتور عبدالله بالنقد الذي وجّهه إليه الدكتور منصور – وهو يُجلي على الناس تعلية مقام الحركة الشعبية وقائدها الفذ – بحق- الرّاحل جون قرنق - في بعض كتبه (جنوب السودان في المخيّلة العربية) اهتماماً لا هوادة فيه ! وهذه محمدة إن ذهب الى نقض ذاك النقد وابراز عدم الموضوعية فيه بطريقة مباشرة يقتضيها النقض؛ ولكنّه احتقب معه "الناقد ونقده " من حوار صحافي لآخر كأشبه ما يكون بفاكهة مجالس يستطعمُ بها ذائقة المستَـمعين " القرّاء" ، يحوم حول الحِمَى ولا يدخل اللـّج ! والحال أنّه – في رأيِّ – لايقل عن كبّاس زرائب أم حَبَر ، في قدرته على النقض والنقد ، إن شـاء ، سيّما وأنّ من رأي عبدالله ، المشهود، في مواقف المناضل السوداني ، د. جون قرنق دي مابيور : [ لقد كتبتْ عنه النيويورك تايمز (إن قرنق امسك بأنبل قضية، وابتذلها !) هذا هو رأيي بالضبط ] .. لاجَرمْ، فَـلْـتكتُب النيويورك تايمز ، ومع علوِّ كعبها في الرأي الصحفي، فلن يكون مُـنَـزَّلاً ذاك الرأي إن تعارض مع الواقع المعيش ، والعبرة بالنتائج الماثلة في حياة قرنق ..


    في مقاله الرابع من هذه السلسلة ،والمنشور بصحيفة سودانايل الإلكترونية بتاريخ 29 مايو2007 ، بعنوان : ومنصور خالد .. " الناس" منكورة : ذاكرة تختار الجياد ) جاء دكتور عبدالله باقتباس من حوارٍ صحفي مع الدكتور منصور خالد ، نقتبس منه بدورنا [عملنا في أسبوعيات شهيرات :"الحادي" لمحمد أحمد عمر ، و"المستقبل" ليحي عبد القادر ومن خلفه الشريف الراحل حسين الهندي (وتلك لم يبق من آثارها إلا إدريس حسن أطال الله عمره ورحم من سبق ) ، ثم جريدة الناس التي لن ننساها كما زعم كاتب ذو حظ كبير من الأدب ومن قلته (وهو أنا: عبد الله علي إبراهيم) ، وعملنا في "الشباب" نراسلها منذ عهد الدراسة...إلخ ] .. .. وتعليقي: مهما يكن من تدبير عبدالله للإيقاع بمنصور وضبطه متلبـّساً بفارغ القول، إلا أنّني أستبعد ان يفوت على د. عبدالله ، معرّة القراءات اللاحقة لمثل هذا الاحتفاء من جانبه والإقرار(بأنّه المعنِي! دون سواه) بحظِّه الكبير من قِلّة الأدب! كأنّما" يَـحـْـدِقـَها " لشخصِه دون الآخرين ! أم تراه قد سَـعِـد بشهادة منصور له بالحظـَّـيْـن في الاتجاهَيْن ؟ ..

    والزعيم الأزهري ، ما ذنبه الآن؟ .. والتحية للجميع ،،
                  

07-03-2007, 06:11 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله علي ابراهيم ( وَ ) منصـور خالد وَ ويلٌ للشجيِّ من الخَـلي ..! (Re: محمد أبوجودة)

    الأخ العزيز أبجوده التحايا لك والود
    قرأت كتابك عشرات المرات كالذى قاس
    فم عشيقته بودعة وهرول ذهابا وإيابا
    منها إليها وهيهات لى ناجع الصيد
    من صيد يراعك فيرعاك الله لبراعة يراعك
    وروعة حرفك وحرفة حوافر فرسه الساحره
    فيا عزيزى عشمى أجر المناوله باكشيشا
    يفرح نادل الروح السخيه فى إشراك الآخر
    مطالعة هذه الملاحم المناجم الثمينه
    وخالص وصادق ودى


    منصور
                  

07-03-2007, 03:31 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله علي ابراهيم ( وَ ) منصـور خالد وَ ويلٌ للشجيِّ من الخَـلي ..! (Re: munswor almophtah)

    نشرت الصحف في النصف الثاني من عام 1957 سيرتين للسيد إسماعيل الأزهري. كانت السيرة الأولى هي ما حَدَّث به الأزهري أسرة تحرير جريدة الأيام فسجلته عنه وصاغته ونشرته مسلسلاً في ما يزيد عن 60 حلقة بدأت في أول يونيو 1957 وانتهت في تاريخ لم أتبينه بعد. وقدمت الأيام للمسلسل بالإجابة على سؤال ربما طاف بخلد القراء: لِم مذكرات الزعيم وفي ذلك الوقت؟ وقالت الأيام أن تلك هي السنة عن أهل السابقة. وضربت مثلاً بمذكرات تشرشل المنجمة عن خدماته المطردة لبريطانيا في حرب النهر بالسودان ثم الحرب العالمية الأولى فالثانية. واضافت أن مولد الجمهورية السودانية كان على يد الأزهري "وهذا حدث خطير بل هذه فترة هي في تاريخ السودان من أهم الفترات وأخطرها". واتضح لا حقاً أن المحرر من وراء المذكرات في الأيام كان هو الأستاذ بشير محمد سعيد الذي دَرَس على يد الزعيم بكلية غردون في عام 1936. وقد قص بشير طرفاً من خلفية تدوين سيرة الأزهري في كتابه الزعيم الأزهري وعصره (1990). فقد كانت تلك المذكرات القديمة هي نواة الكتاب الجديد. فلم تكد تذهب حكومة الأزهري الوطنية الاتحادية في 1956 لتستبدلها حكومة حلف حزبيّ الأمة والشعب الديمقراطي بزعامة السيد عبد الله خليل البيه حتى اتصلت الأيام بالأزهري تطلب منه نشر سيرته على الناس علماً بالتاريخ وبالرجل. وقال بشير عن مولد المذكرات إنه كان يذهب للزعيم في داره كل مساء "أستمع منه، وأسجل ما أسمعه ثم أمضي فأصوغه، وأدفع به إليه ليراجعه ويعدله كيف شاء". والسيرة مكتوبة بنفس سردي ودرامي لم تفتئت فيه جلائل السياسة على مجريات حياة الزعيم العادية ونوادرها. وسيرة الأزهري في الأيام "خبطة" وممارسة صحفية نأمل أن تطلع عليها ناشئة الصحفيين ليتدربوا في علم التاريخ والرجال معاً وفي حرفة صدق الاستماع والتدوين والنشر.
                  

07-12-2007, 02:32 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله علي ابراهيم ( وَ ) منصـور خالد وَ ويلٌ للشجيِّ من الخَـلي ..! (Re: munswor almophtah)

    ثم ترك الأزهرى مدني ولم يلبث بمدرستها سوى ثلاث سنوات لأن جده القاضي قد نٌقل إلى دارفور التي انضمت للسودان عنوة في 1916 بعد قضاء الإنجليز على حكم السلطان علي دينار. وحرص ناظر مدرسة مدني أن يبقي الأزهري معهم لأنه مٌبَشِر بأن يكون أول لجنة الامتحان لكلية غردون مما يعلى من شأو مدرسته. ولم ينجح مسعى الناظر مع الأسرة فنقلوا ابنهم إلى أم درمان في مطلع عام 1917. وشعر الأزهري بشيء من الوحشة بين طلاب مدرسة أم درمان الوسطى الكثر. ولكنه سرعان ما صار ألفة لفصله وانتزع الأولية كعهده في مدني. وبلغ من حذقه الرياضيات أن صار ناظر المدرسة، مرسي أفندي فهمي، يحضر للفصل ويكل له تدريسها لزملائه في الفصل ثم ينصرف. ووعد الناظر تلاميذه أن يهب ساعة هدية لأول امتحانات لجنة الكلية. وحرص الأزهري على أن يٌحسن الرياضيات لأنها مكمن قوته ولأنها "فراقة الحبايب" كما اشتهرت بذلك. فقد تٌخطيء في الإملاء فتفقد درجة واحدة أما إذا أخطأت في مسألة حسابية خسرت درجاتها كلها. وجلسوا للامتحان ونازل الأزهري امتحان الرياضيات "في قوة وثقة وكان لي ما أردت صرعتها كلها في ضربة واحدة فنلت الدرجة الكاملة". وانعقد لهم الإنترفيو (المعاينة) في كلية غردون وقد اجتمعوا في صفوف بحسب المدرسة وعلى كل صف معلم من ذات المدرسة . ومر عليهم مستر سمبسون، مدير الكلية ومدير المعارف، ولم يختر الأزهري بحجة أنه طلب أن يقبل في الكلية بالمجان. وساء ذلك الأزهري وانقبض له وتبخر حلمه في أن يحصل على الساعة المبذولة لأول اللجنة. ولكن سمبسون عاد من جديد ودعا الأزهري لصف المقبولين ولما أعلنت النتيجة كان ترتيبه الأول وقبلوه بالمجان. وانتهز ناظر مدرسته الوسطى يوم الآباء ليقلد الأزهري الساعة المكافأة.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de