بياره عليها وابور رافع للمياه ومواسير تمتد لتفرغ ما بجوفها فى أحواض صنعت خصيصا لذلك وأخر يمكن التحكم فيها لملء الروين. منذ فجر باكر يتقاطر الناس ومرحاتهم إلى ذاك المكان الذى يصير سوقا تتعالى جلبته ويكثر جلابته ولكل شخص فيه مأرب فعند سماع البداوة يظن الناس أن الحال معافا من كل تشويه ومحفوظا من من كل المكاره إلا أن مجتمع ذاك المكان كسائر المجتمعات يعتريه ما يعترى غيره فأبو هرم لا يأتيه إلا قانصا ومتربصا بصيده وماسحا لواقعه بعد أن يحضر رحلة اللورى إلى المدينه لتبدأ رحلة غدره المرصوده بالبعض وغيره يأتون للغزل البرئ وتمتيع النفس برؤية غيده الحسان والطرب بأصواتهن العفويه والبعض يأتى جالبا شياها للبيع أو دجاجا وجناه وفيه تجد الأخبار التى يتبادلها الناس بطرائق وطقوس ينبغى فعلها وفى الدونـكى السبابه والقصابين وبائعى البنضوره والرغيف وللمكان جرس شجى وشيق. ود المساعد عليه الرحمه هو فنى الدونكى الذى يقوم بتشغيله ويقوم بتصليحه من الأعطاب وهو بدوى من الجموعيه الرحل من منطقة فتاشه عربى قح يجيد فن التعامل فهو وجه من وجوه الحكومه هناك كالحكيم والمدرسين ويقيم بمنزل المدرسه مع المعلمين ويقاسمهم الميز ويذبح لهم عندما تأتى المنيحة أو المأخوذة أو الهديه وكثيرا ما تأتى الهدايا \للحكيم دجاجا وبيضا وعتان فهو رجل وسيم صارم القسمات سمح الدواخل تلقفته يد المنية لاحقا وحيدا فى تلك الإستراحه له وعليه من اللطيف الرحمه. الحكيم كان شقيق واطى قلبو عبداللطيف إبراهيم كان رجلا فكها عميقا يحب الطرب فيه نزعه دشينابيه بائنه كان لا يتورع فى أن يبرج ناقزا إذا سمع صوت خلف الله حمد أو ود السافل أو أى من أغانى الحماسه لا بل يجلس ليملص للصوت وطاقيته تغطى حاجبيه فى فراسة يندر أن ترصدها وكان جميل المداخل له من الحكاوى والبلاوى ما يقصر الليل ويملأه سلوى حتى يأتى من الفرقان ما يأخذه لطارئ أصاب أحدهم وعادة تكون الملاريا أو لسعة عقرب أو لسعة دبيب أو لجروح من الشجار وأحيانا يظل مع المريض ليومين حتى يسعفه ثم يرجعونه بدابة حمارا كانت أم جمل ومعه من الخيرات الكثير أقلاها البيض الذى يضعه كله فى حلة واحده بيض لا أشك فى أنه يمكن أن يكون وقود ا لتراكتور ولإسبوع كامل ولكن تلتهمه المجموعه مع الحكى كالتسالى ولا يشعرون وعبداللطيف يقص عليهم أروع القصص وأمتع المقامرات فيتسمر الكل صوبه كشاشة التلفاز أو السينما. بريمه معلم يجيد مهام الطبيخ يصنع العصيد وإدامه ويداه أطعم من أيدى دارسى الفندقه وهو معلم ممتاز ظل العمود الفقرى لتلك المدرسه والتى كان ناظرها نوراادائم كمال الدين والذى كان يعرف جيد الدكوه وجيد الكسره وجيد حلاوه رغيف وجيد العدس إلا أنه كان يخفى عنا الساردين والمعلبات التى كانت ضمن كوته تلك المدرسه الخلويه و يا سبحان الله لذلك النورالدائم أصابعا تجيد صناعة الدكوه وتجيد وضع الكسره وكسرها وتجيد مصافحة الحكام والمفتشين وتسحرهم بسر حزب الأمان والصلاة الناريه. كنت حينها طالبا بالجامعه وأحضر لبعض الإمتحانات فأقترح على هذا النورالدائم أن أعمل معلما معه فأخذ شهادتى الثانويه والجنسيه وأتانى بجواب التعيين فى أقل من أربعه وعشرين ساعه فحقبت أوراقى ولحافى واستعدادى لمعرفة دقائق تلك المنطقه والتى لا تبعد عن السروراب وأمدرمان أكثر من خمسين كيلو إلا أن أنها تختلف فى إيقاعاتها وصورها وأماكنها وتختلف فى لغتها ولغة الإشارة فيها وفيها جاءنا زائرا جعفر نورالدائم وفيها رأيت أم حداقه التى كنت أعرفها لأن أبنائها كانوا أجريه مع الوالد وهم من الحسانيه النمراب وهم شيوخ لعربهم عقيدة فيهم شيوخ بلا فقه ولا قرأن مشهود ولا ولا ولكنها المحبه فمن يحبه الله يحبب فيه خلقه وهنالك رأيت على ود سعيد الصباحابى وألتقيت ببعض البراره من أهل المصاهره والبر بالسروراب ورأيت من القريات من كانت تأتى بهم حوجة سعيتهم إلى أبيار السروراب سابقا وكانت تلك المنطقه هى المدخل والمخرج من أمدرمان إلى الشماليه وفيها رأيت أتياما من الفرنجه تأتى بهم المغا مره عبورا لتلك الصحارى إلى عمق الأدغال بناقلاتهم المتقنه فتلك البقعة من الأرض فتقت فى معارفا وأيقظت فى ضميرى أصواتا كانت خافته وفتحت عينى على جيوب من الحياة كانت خفيه وفيها عرفت نفسى وعرفت ربى وعرفت العالم من حولى وتحولت إلى إنسانا يقظ يحس ويتفاعل ويستجيب عفوا بتعقل ودرايه.
وهنا كانت البدايه وهنا توجد المفاتيح لفهم الدونكى وذكرنى حديثك عن إمكانية الزياده بطرفة تقال أن رجلا سأل آخر عليك الله فى أحسن من هاك فقال الرجل بالحيل فقال له ماذا قال الرجل أقيف النزيدك فقف لنزيدك فى ذاك الحكى.
منصور
أم قفله خباء مسكون بإعجاز ........................................
عصمت.. ياذلك الشلالى الذى سبح عكس التيار....من مصر السفلى الى مصر العليا...كنزى كان او جعفري...تسلل بكنوز النوبه من مصر السفلى لعواصم النوبه فى مصر العليا....بأرض البجروايه منابت الجعلين...ثم أنداح كالملح فى نهر الأعراق السودانيه...يعيد إنتاجيته قرويا ومدنيا....حضريا وبدويا....وتتخطفه المقادير عبر بوابات البقاع والقلاع العصيه....تواقا ذواقا لروائع التعبير....ولحدائق الأكسير....أخاذا جذابا لبدائع الأخيله....ولرغائب الأرواح الممراحه الأريحيه....ياعصمت دلفت بنا الى أحوال من المحال تكرارها....البداوه وحياتها وتجردها من محيط الخداع... ومن مخيط الكوزمتك...بداوة لله.... بضعة شهور قضيتها بمنطقة تسمى أم قفله....وهى ليست بعيدة عن أمدرمان من حيث المسافه....ولكنها بعيدة جدا فى أختلاف شكل ولون الحياة....لابل طعم ورائحة الماء....عظمة الخالق وقدرته تبدو لمن له لب...لابل لمن لا لب له....ولكنه يجحد....تلك أم قفله إمتداد لقبائل القريات التى مركزها أم حروت....عمودية العمده ودمجدد....صاحب أكبر شنب فى العالم بعد الهنود....وبها جيوب من الكبابيش البراره....والحسانيه النمراب والحيولاب...والصباحيه...إنها منطقه غرب المرخيات....يتوسطها دونكى أو بيارة ماء....ومدرسه إبتدائيه وشفخانه...وسوق يباع فيه اللبن والبيض والخراف... وكذلك تجد قهاوى الشاى التى يرتادها سائقى بصات ولواري الشمال.... دناقله وشوايقه.... وكعادة العربان يسكنون فرقان حوالى موارد المياه....ولأن السعيه منها ما يشرب غبا....ومنها ما يشرب يوت....فياتون بالاغنام وزوامل السقا....عادة كما يسموها الحمير الديراويه....ويقولون لمفرد تلك الزوامل اللخدر....وذلك بانه ليس من كريم الحمير....وهنالك الحمامى....وهذا نوع يمتاز بجمال لونه....وطول هيئته...وارتفاع أسعاره...ويركبه الخواص من الناس....حيث يلجم ويسرج وتوضع عليه اللبد الفخمه من سوق العناقريب....ثم البردعه....وتحسب أن راكبه ودالنمير....وعادة ورود الماء تقوم به النسوه.... تتقاطر أفواجهن فجرا لتنال كل واحدة منهن مجالا لتسقى فى الحياض المعموله لذلك....بعد ان تدفق بعضا من الدقيق والملح فى الأحواض....حتى يتثنى للنعم شراب اكبر كميه من الماء....ثم هنالك أماكن لملأ السقا...ويقولون لها ايضا الري....ويجمعونها روين....وقد يبلغ عدد الروين للشخص الواحد أكثر مائه.....لأن البهم لا يجلب الى الدونكى حتى يشتد عوده.... أنها لحظات يصعب تصويرها....القرياتيات يمتلكن السحر ويمتلكن أسبابه.... على الرغم من العروبيه القحه....إلأ أن سحر الأفريقيه يتجسد فى العاجات والسوميت والمشاط ودق الشفاه وخرم الأنوف للزمام الذى يزم ويؤزم الناظر اليه....وكالكباشيات يتقرقبن بالوان أقرب لتسطير القرمصيص....تباع كذلك فى سوق العناقريب خصيصا لهن....وكذلك لهن كرابه بشق واحد...كالذي وضع يده على التتق وأغمض اليمنى من عينيه ليجيد التنشين....فكذلك مدافع القومه ترد اليك البصر لا خاسئا بل حسيرا أسيرا فى القريب البعيد...وتتسع العيون فى قنج نصل رماحها قتال....ولهن وصفاتهن فى التطييب بطيب الهند بخورا وزيوتا تعصر زيت دراويش على الله....وإن أنسى لا ولن أنسى ذلك الحوار الذي دار مع إحداهن ومجموعه من الأطفال....يجرون ويلعبون فرحا بالماء....حتى دلقوا بعض ملأى السقا...فقامت بعد ان شرفت موقله كالغزاله...الدرفن أدكم الهمله الكسع كسع كابسين الروين....يا لها من غنه ويا لها من عفويه....وبينما هى كذلك فاذا برجل جاء ركب زوامله التى يقتلها الظمأ...فأخذت تشرب من حيضانها بعدأن دفقت فيها الملح والدقيق....فأنفجرت يا الحبر أقرع زواملك....ولان الحبر عندهم تطلق للمجنون....فما كان من الرجل الا أن قال لها علك تقرعى البول....وهذة أول مره أتصيد كلمة أكثر قساوة من حبس البول.... يا للباديه ويا للبدو والبداوه...
فيا عصمت أمسك الخشب إنا قادمون
منصور عبدالله
06-18-2011, 11:43 AM
عبد الباقي الجيلي
عبد الباقي الجيلي
تاريخ التسجيل: 06-23-2004
مجموع المشاركات: 1613
الدونكى من الجرس وكأنها جاءت من الدونكه التى هى جزء من الساقيه أصيل.. والدونكى يقوم بفعل الساقيه بلا سلوباق.. ويجوز أن حدث فيها تحريف..ولا أظنها تستخدم فى غير السودان والله أعلم..وذاك بعض إجتهاد إن صح فأجر..وإن بطل فأجران يا عبدالباقى..والدونكى يا عبدالباقى كما البلاج يأتنه وفيهن كل أسباب المكر الأنثوى..وياسبحان الله يعرفن كيف يسبين القوى الأمين ..وكيف يقتلن الضعيف المعى..يفعلن ذلك بكل عفويه.. وهن فى غمرة تركيزهن.. ويتصنعن اللفته والنظره وشد القرقاب ..وهز العاج وصك الحجول.. نساء يصنعن الحياة ويخرجن الهمه من قطيع عفتها الضحى الأعلى.. ومن الدونكى يبدأ الإرتباط بالشباب ..ومن الدونكى يتم تجديد العقد على العزبه.. ومن الدونكى يتعذب العزابه من المعروض غير الملحوق.. فهن كما الرطب على قنن النخل الباسق.. تنظر ولا تنال.. تهوى ولا تتذوق.. فهن أقرب إلى الكل كما القطوف الدانيه.. وأبعد منهم بعد السماك الأعظم.. إلا بمفاتيح الشرع والعرف المتبع.. ومن أراد كيدا فالينتظر كيدا أكبر.. وهن مخروسات بجند لا نراهم.. ولكن نواجههم فور التعدى عليهن.. فالدونكى ملاذا لذيذا له من الأجواء ما يستوجب إنشاء مصايف وبلاجات وفنادق.. ولك السلام يا إبن تندلتى أخينا الجيلى.
أعجبنى السرد جدا ولعل هذه هى المرة الاولى التى أعرف فيهابعض التفاصيل عن حياة البداوة ومصطلحاتها هذا وبالرغم من انى أسكن بجوارهم لسنين وزاملتهم فى الدراسة والعمل وغيره..... ومالفت انتباهى أيضا أن الصورة النمطية العامة قد لا تصلح للتنبؤ بالتفاصيل التى تحتويها فما أعرفه عن تلك االحياة هذه البيوتات الطينية المتفرقة التى أمر بها فى طريقى الى السروراب مع اضافة بعض الكلمات والعادات التى اكتسبناها من معايشتنا معهم فى بعض الازمان.... يبدوا ان حياة البداوة تحمل الكثير من الاعراف والمواقف ويبدوا أن نظرتنا لها تحتاج الى التدقيق والتفحيص ويبدوا أن فضولنا لمعرفة بواطنها قد زاد... فليتك تمنح "عصمت "مزيدا من الوقت! تحياتى لك وللأسرة الكريمة
عمر مهدى
06-19-2011, 00:14 AM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
الباشمهندس عمر المهدى السلام ورحمة الله عليك ومن معك ونسبية البداوة تدخل الكل تحت سقفها وإن أبى البعض ترفعا عنها..فعندما ذهبنا إلى محمد حسين الثانويه كانت تنتاشنا تلك البداوه وكانوا ينادوننا بعرب السروراب وكانت كررى هى ساقية الحليب للبقعه والتمن تتسابق بحوافر الحمير الحماميه والملجه تضيق زحاما بأهلنا وأسواق المواشى وود حدوب والأغبش الضامن ونتبجح بعرب الهواوير والقريات واللحامده والبراره والعياييط وكأننا أكتشفنا تفاصيل الذره نهرب منها بالباب الخلفى وتلحفنا بباب الدينوب تلك البداوه وعلى عروها الكنجالات والجداد المبتل بماء السقو فالبداوة فى الدم والسلام
منصور
06-19-2011, 00:18 AM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
نسبية البداوة) .....كم جميييلة هذه العبارة! ما أروعك يا عم منصور!!! لعلها صادفت فى نفسى وقعا مماثلا لما عايشته فعندما تخرجنا من مدرسة السروراب للأساس وذهبنا الى مدسة كررى النموذجية فى الثوره الحارة 13..كانت ينادوننا بنفس العبارة(عرب السروراب) ولم أعقل كنهها وقتها وحتى الان غير مهتم بذلك! والمهم اننا فعلا كانت تظهر علينا ملامح تلك البداوة نسبيا مقارنة بأولاد العاصمة ("الشفوت")فلم نكن نعرف:الاتارى ولا الكمبيوتر ولاالبلى استيشن ولا حتى بعض العبارات التى يستخدمونها....! ومن أجمل ما أتذكر ذلك الاستاذ الذى كان يسألنا عن أصولنا فأجبته انى من السروراب وزميلى الاخر كان من النوفلاب وللصدفة الثالث كان من الشهيناب..... فأجاب باندهاش:اب..اب..اب انتو كنتو وين؟؟ ههههه حقيقة البداوة تحمل النسبية وأيا كان معناها فإنى أفتخر جدا جدا بموطنى السروراب لك التحية!
عمر مهدى
06-19-2011, 00:21 AM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
لعل أجمل مافى هذا "الدونكى" تلك اللمة الجميلة التى يصنعها فهو لم يتعمد ذلك ولكن الحوجة الاساسية للمياه جعلته قبلة لكل السكان حوله..وبالنظر لتفاصيل ذلكم الاجتماع أجدها تعكس معنيين: الاول : ثقافتهم الخاصة تماما فهم يربون الدواجن ويأتون ليبيعون منتوجاتها وكذلك الالبان ومشتقاته كالسمن والروب وو....ويعتبر ذلك معينهم الاول لتكوين العلاقات بينهم ! كما انها تعكس الثقافة العامة من حب الشباب للغزل وحب البشر لمشاهدة كل ما هو غريب وجديد وكذلك السعى الدائم لمعالجة المصالح...وفى كل الاحوال تتميز تلك "اللمه" بلمحات لا يدركها الا من يعيشها ليت لنا فى زماننا هذا"دونكى" ليجمعنا مثل هؤلاء! تحياتى...عمر
نعم يا أيها العمر ذهبت لتلك المنطقه وأقمت فيها ثلاثة شهور ومن قبل ذلك عرفت عنها من ما يحكيه الأخ مامون الرشيد نايل عن فتاشه وعن طبيعتها وأهلها وأحوالها حيث عمل بها معلما قبل أن يسافر إلى براغ طالبا العلم بعد أن قبل بكلية القانون جامعة الخرطوم ولمامون ذاكره راصده ولغه رفيعه معافاة من اللحن لا بل عميقة معبره وله شاعريه نادره قل ما نجدها عند أبناء جيله على الرغم أن من بينهم أشخاص مفوهين كأبن عمر محمد أحمد والشاعر محمد نجيب محمد على ومن الأشياء التى ذكرها مامون ما سمعه من جموعية فتاشه عن قدرة المرحوم أحمد محمود عبدالسلام الملغب بودجبه على العرضه والبرجه والصقريه ويشبهونه بالحدى أو الصقر الخوجال الدباى وقفاذ على طريقة أهل الشرق وعن معرفته الحقيقيه لأعماق الباديه وعندما سنحت فرصة الذهاب إلى تلك المنطقه ولوقت وجيز أدركت تماما ما كان يقوله مامون عنها ولا أحسب أنها كذلك الآن لأن أمبده تمددت إليها وكثرت فيها ملامح المدينه وسلوكياتها وشوهت صورتها تلك وإذ أحكى ذلك أتمنى أن تجد الأجيال الصاعده فرصا للتعرف على تلك البداوه أيا كانت درجتها فهى جامعة مفتوحه وتلق عفوى أريحى يبقى فى الذاكره وأمتحان لإرادة الإنسان وتحد يجعله يواجه ظرفا آخر فإن قال البدوى مشوار شربة مويه فإنك ستمشى إلى ما شاء الله فإنهم كالإبل يصبرون على العطش ويرتوون حين يشربون وللشاى عندهم معزه وإن طلبوا منك شئ فسيطلبوا منك مشمعا يقيهم من المطر وإن عزموك على شئ سيعزموك لحما وثريد وإن دلوك على الطريق تمعن فى ما يقولون إنهم شعوب لا يدركون التفاصيل ولا يهتمون بها ولكنهم يهتمون بالكليات كما الفلاسفه وهم لا ينسون الفضل أبدا ولا يتورعوا عن فعله لا بل يتمادوا وفيهم من الذكاء الفطرى الكثير وفيهم النقاء والدهاء والمكر فلا تحسبنهم بسزج ويا عمر ما شاء الله عليك نلت ما لم ينله مهدى وجددت الدماء بحرارة الريف وأطراف البوادى أتمنى أن تتوغل أكثرا فأكثر فستزداد فصاحة ولباقه وستعرف الكثير المستتر ولك السلام بيوقسلافك متعك الله فيها بالصحه وحفظك من كل مكروه ولك السلام.
يا حليل ذكريات ايام زمان ....الجلوس فى ظل العصر والبحلقة فى والواردات الى الدونكى...
عالم متكامل ذلك الدونكى..تنشأ حواليه الفرقان فى تباعد يتيح لكل أسرة براحا تتحرك فيه سعيتها..لا بل براحا يحفظ خصوصيتها..ويتيح لها معرفة القادم إليها زائرا كان أم غائر.. مساحة يرعى فيها البهم وترتع فيها السعيه ويجول فيها الدجاج وسواسيوه.. وتتعرف عليها كلابهم وتوفر لها الحمايه ليلا ونهارا.. مساحة يجرى فيها الأطفال يتسلقون الأشجار ويداعبون البهم والكلاب..ويبنون ويهدمون ويتأملون ما حولهم..ويتعرفون على دقائق الأشياء المبثوثه صدفا وودعا وحصى..وزائرهم تعلق له الكفتيره ويغلى له اللبن ويشرب شايا صاموتيا سوهاجا كان أم حادق..على نغم التخابر وتبادل المعلومات..يتعرف على العربان على الأثر وعلى قصه وتتبعه حتى بعد العاصفه ويتعرفون على صاحب الأثر إن كان يحمل حملا أم لا وإن كان أعرجا يدينا أو نحيلا طويلا أو قصير..من الشبح وغوص الأثر فى الرمل..ويعرفون وجهته وزمان مروره لا بل يتعرفون عليه إن كان يمشى أقروبا أو على دابه..ولأن كل خلق الله من الماء فهى الأهم عندهم ومصدرها الدونكى الذين يتدلون إليه ويسدرون عنه أويصدرون بأكبر كمية من الماء تعينهم على حوجتهم وحوجة سعيتهم..وفي الدونكى دكاكين التشاشه..فحوجتهم إلى الشاى والسكر والويكه والزيت والبهار والأسبرو والكروسين..جميعها متوفرة هناك..فحتما ستسوقهم رغبة ما إليه وسيتحلقون لبعض الوقت يلاقون هذا ويداعبون ذلك..ويوزعون البسمات واللهج الحادق.. ويعذبون ويفتنون ويشعلون نيرانا فى أفئدة البعض ثم يروحون..أبدا لا يبخلون عليك بفكة الريق إن جئت سكة عمى أو متمسيا..وإدامهم لبنا صافيا أو ملاح لبن حيث يقطعون البصل ويصبون اللبن حتى يغلى ثم يذرون عليه الباميه الناشفه ويفركونه فركا يذيب تلك الباميه ويلايق ذلك اللبن ويكون ذلك الملاح حاليا لا تشبع منه أبدا..فيا صاحى كل شئ فى الباديه جميل فريد مذاقه فأكرمنا يا الله برحلة إليها لنتعرف عليها أكثر..
العم منصور كل ما تكتب المزيد عن "عصمت" يزداد شغفى لمعرفة المزيد والمزيد .لا أخفيك انبهارى بتلك التفاصيل ولعل منبع تلك "الدهشة" مفردات خيالى التى لم ترسم صورة كهذه للبداوة وبيئتها بل العكس! تبعد فى كثير من الاحيان عن الواقع الذى - بدون تكملة- أستطيع أن أصفه بأنه جميل وجميل جدا كمان! "الدونكى" وبيئته الموصوفة من خلالك أوجد عندى بعض الاستفهامات المتباعدة.......... فبغض النظر عن "الماديات البدوية" التى تحكم حياتهم وبالتعمق أكثر فى ثقافتهم التى سردتها....جعلنى أسأل نفسى سؤالا ...هل هى ثقافة مكتسبة من البيئة التى يعيشونها بغض النظر عن انتماءاتهم الاخرى؟ أم هى ثقافة تفرضها القبيلة أينما حلت ولا تتأثر بمحيطها الخارجى؟ دعنى أكن أكثر وضوحا :إذا تمدن "عصمت" وتغيرت بيئته الى أخرى هل سيحتفظ بتلك القيم والاخلاق؟ أنا فى انتظار ردك على أحر من الجمر تحياتى عمر مهدى
06-19-2011, 09:47 PM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
وكما يقولون فإن الإنسان إبن بيئته..وأن صديقنا عصمت العالم من أهل المدينة والمدنية الأقحاح عاش فى أم درمان وشب فيها أديب وشاعر ساقته مطايا الجو الضامره إلى أوربا حيث يقيم بلندن ويتواصل معنا عبر السايبر الذى جعل كل شئ ممكنا.. إرتحل معى ذلك العصمت فى رحلة على جنح خيال عميق إلى أعماق بوادى الكبابيش ومعه الأخ صديق الموج. الصلعابى الذى يقيم بالمملكه السعوديه والأستاذ يحى عبدالكريم المحامى والذى يقيم بالأمارات المتحده وذلك فى سرد سميته دراويش فى بوادى الكبابيش من أكثر من سبعة عشر حلقة نشرتها سودانايل على التوالى ونالت إعجاب كل من إطلع عليها.. لذا تجد ذلك العصمت دوما يستدرجنى لكى أكتب وهو بذلك يفعل ما تفعله أنت الآن وليس فى ذلك ضير أو ضرر بل ذلك يحرضنى على أن أستجيب وأتداعى إكراما لك وله فأنا أكثر شغفا بالباديه وتراثها وأكثر حبا وتوقا لمعرفة مطلق التراث أين كانت منابته وأكثر إستعدادا للتعمق فى علم الأنثربلوجيا وعلم الإجتماع كلما سنحت لى فرصه أو لاحت إلى سانحه فيا عمر إن أثر البيئه على الإنسان كبير حتى المجتمعات المتقدمه صناعيا فالذين يطلون على المحيطات يرتبطون بالبحر وخيراته كشعوب الأطلسى فى شرق كندا جميعهم سماكه بأحجام تجاريه وفى البرارى يرتبط الناس بالزراعه وتربية المواشى للحمها أو اللبن ولهم ثقافة تختلف عن أهل البحر ولهم طريقة خطابهم فهم أصل الكاوبوى وهنالك أهل الغابات يعرفون المناشير وطواحين الخشب وطرائق زراعةالأشجار كما للهنود الحمر ثقافات وثقافات بإختلاف القبائل الأماكن واللغات فالبلاك فوت يختلفون عن الإستونى والدنى واللاكونا والناكوتا ونبهو ويختلفون عن الكرى والابوجبوى والمهوك وأهل الجنوب يختلفون عن أهل الشمال فى أميركا فأهل الجنوب مناخهم تروبيكال يأكلون الباميه والخضره وأسماك الأنهار وأهل الشمال البارد لهم طرائقهم فأنظر إلى السروراب شرق والسروراب غرب وعن إيقاع اللغه وايقاع التعامل وايقاع الإستجابه إختلاف رغم صلاة الأرحام ولكنها البئه ففى السقاى يتزوج الرجل البنت وبنت عمها بيسر أما فى الغرب فذاك من المحال وغير ذلك كثير فيا عمر تلك هى سطوة المكان وسطوة مجتمعه تشكله ليتماشى معهما بيسر ولله فى ذلك شئون وخالص ودى وسلامى.
منصور! الحكاوي عندك جيت أشوف خبر عرس الزين لقيت وصفاً ما بتفات حليل اسياد ال Deadline الراجني
إنت متأكد إن مانح الحياة ده ماإسمه Donkey? أذكر في واحد من مؤتمرات الدراسات السودانية كان هناك امريكي من من عملوا في السودان في الخمسينات يحكي ذكريات تلك الفترة ومنهاأنه كان يجد جمع دونكي على دوانكي أمرا مسليا. لعله كان يظن أن الكلمة أنجليزية
06-20-2011, 12:45 PM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
الخواجه أحيانا يفقد المنطق ويمنطق الأشياء على هواه وجمع دونكى على دوانكى كجمع صواميل للصومال وذلك جمع تكسير لأنهم كسروا البلد حين تاقوا إلى التغيير وقولك دوانكى على وزن بوانكى كما فى قصيده مسدار أبوالسره لليانكى للقدال أما أن الدونكى يعطى الحياة نقول وبدونه تنعدم يا دكتوره القرايه عندك والدرايه عندك وإنتى وين ياخ حار السلام.
حبيب نوره أولا الحمد لله الذى رفع الساجور وجعل المستحيل ممكنا وأخرج ذلك الحب من الطرف الثالث للناس وقد أعجبنى جدا الإهداء للوالدين وطربت له مثلما سيطربان عندما يعلما بذلك كما لم أفاجأ بذلك بل كنت أتوقعه وسأظل أتوقع المزيد فهل من مزيد. فيا ياسين أن تحكى عن تجربه إنسانيه ذلك يلفت إليك الناس لأن ذلك يلمس شغاف الأرواح ويغمرها فرحا ولم يك الطيب صالح بالطيب صالح إلا بعد أن هبش تلك الأوتار التى دوما توقظ ثبات الإحساس فى الإنسان ويستمر يتاور صاحبه كلما فتحت نافذة على قارعة تلك التجارب الإنسانيه النمطيه التى تجدها فى مطلق المجتمع وتجد أشخاصها بذات الصفات وذات الخصائص التى أخرجها أديبنا الراحل من صدف سكونها لا صدفة بل بغوص وتأمل وأجترار سلس لما بذاكرته الفذه فيا حبيب نوره مشوار المليون ميل يبدأ بخطوه وأنت من أهل الخطوه والحظوه الذين تطوى لهم أطراف الأرض فيقفزون ألاف الفراسخ بسر كان عند جند سليمان. فوفقك الله وسدد خطاك وتجدنى متابع لكل الحراك بصبر وشوق ولك حار السلام.
السلام ورحمة الله ولا مانعا يا نهار أن نتحدث عن الطاحونه والطابونه والجزر وعن عن كل أوجه الحياة المختلفه نسأل الله أن يطلق عقدة الألسن لنفصح عن ما يجيش بالدواخل.
منصور
06-21-2011, 09:29 AM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
اللورى هو الوسيله الوحيده للنقل من وإلى أمدرمان نقطة الإنطلاق هى الدونكى حيث يزحف العربان من الفجر من مختلف الفرقان ليتقاطروا فى الدونكى فمنهم من على زامله ومنهم من جاء داجا ويأتى غير المتدلى إلى السوق والذى يرغب فى أن يوصى لغرض ما من التمباك إلى ما هو أكبر من ذلك وينتظر السائق حتى تكتمل المجموعه وطقوس من اللقاءات تسبق القيام تجدهم يجلسون كيمانا يتخابرون وبجدية عاليه وأنتباه بائن ومنهم من يذهب للقهوه ليرتشف كوبا من الشاى وقدحا من الزلابيه ومنهم من له شياه يود جلبها أو دجاج والنسوه يحقبن التقارير والخراتى خبتا لا تدرى ما بداخلها الله علم باسرارها وقبل الإنطلاق يكون هنالك بورى إنذار قالصعود ثم بورى نهائى ثم الإنطلاق صوب البقعه واللورى كما الفندق الأعيان يركبون مع السائق والعنقاله يتعلقون والنسووة يجلسن فى المفدمه من الخلف والرجال يتحلقون فى الخلف واللورى يشرط الرملة شرطا ويتصعد القيزان ويخترق الوهاد والميع حتى يشرف أمدرمان والتى يظل فيها ولا يرجع منها إلا متمسيا وهذه المره يأتى بكل ما جمع من التسويق الدقيق والزيت والأغراض المختلفه وعادة ما يصل عند المغيب وعند الدونكى يفرغ ما بجوفه وتبدأ رحلة العوده للفرقان فمنهم من يستقل دابته ومنهم من يدب ماشيا وساعة الوصول ساعة سوق آخر وساعة تسليم للوصايا وساعة معرفه لما دار فى الرحله وهكذا تتكرر الحاله كل يوم عند الفجر وعند المساء حتى صارت شرطا حياتيا يستجيب له الجميع بهمة عاليه.
أم حداقه من الحسانيه الحويلاب وليس النمراب ومن النمراب خفير الدونكى الذى دوما يتبجح بأن له زوجتان وأنه رجل خارق وله فى الدخن حكاو وحكاوى إذا سمع الألمامان بما يقول لأستحدثوا عقارا تجرى به القطارات طاقة تفوق الفحم الحجرى والبترول ومشتقاته يا لطيف وهذا الخفير القصير المشنب الداكنه سحنته يعرف كيف يفتق أسباب الأنس وكيف يكلفها ويرعاها بخيالاته الفطرية الذكيه وعلى الرغم من شروط مهنته إلا أننى لم أراه يوما واحدا قضى فيه ليلة بالدونكى بل بأتى عندما ياتى العربان ويذهب حين يذهبون.
06-23-2011, 06:56 PM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
الاخ منصور . سلام من الله يغشاك .وعين الله ترعاك . والله تجدنا نتابع ماتكتب عن زكريات البادية والريف بكل شغف وننسى أنفسنا مع أسلوبك الجميل الممتع فى السرد وكأننا نتحلق حولك فى ليلة سمر ونستمتع بما تقول ونتخيل أنفسنا أبطالا فى حكاويك . متعك الله بالصحة والعافية وأعادك الى ديارك وأهلك و جعلك زخرا لبلدك...
مصعب أحمد
06-23-2011, 06:59 PM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
مصعب إبن أحمد الطيب فضل الله سلام من الله عليك والأسره صغيرها وكبيرها وإن كنت تعشق ذاك الضرب من الحديث فدعنى أقول لك قد كانت لجدك فضل الله محمد عبدالله زريبه ناصيه تطل على خور ودمختار والطريق النازل من الجزولاب على طول جدول التعاون شرقها المرطاقه وغربها الفدادين وشمالها كانت زريبه ثم كبرة دربين تور البقرات وللشرق منها كبرة الطيب محمد الإمام ونورالدائم الطيب وزريبة بنت منصور وإلى الجنوب كان أحمد شيخ إدريس وكانت كبرة فضل الله مزروبة بسدر عالية أغصانه لا يمكن أن ترى عبره سنكيت الدعول ولكنك ترى جبل الكوديق وتسمع صوت الشايه عند حركة التور وكانت تلك الزريبه مصيدة للسمك بعد رجوع البحر فيظل فى ساس الزريبه صيدا سهلا سرعان ما تسمع شطشطة صيجانه فى الحله وتشتم رائحته الزكيه وكانت تلك الزريبه تمور بالعجول والبقر والنعاج والماعز عندما كانت الجزيره عطاية رضايه وكان الضرع أخضرا والكبروسات مسروفة باللبن الصافى عند المغيب وما أجمل الأنس عندما يكون الكل سادرا فى المغيب وما أجمل جدك وأروعه ولا تحسبن ود الصح بلاحق له مهما تمادى فى فكهيته كان رجلا سمحا مرحا حلو الحديث وعف اللسان له بداهة واضحه وسرعه عاليه فى الرد عليه من اللطيف الرحمه اللهم أرحمه وأغفر له وأجعل الجنة مثواه الأخير وأجعل أهله وذويه خير خلف لخير سلف فقد كان مدرسة من طرب وجامعة من جمال وأسأل أبوك ودكتور أحمد يؤكدون لك ما أقول.
منصور
06-23-2011, 07:02 PM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
أخى المنصور . سلام. عندما نبحر مع حكاويك ونعرف من يحكى نستمتع ونحن نربط مانقراءة بصورة والدك حاج عبدالله ودالرحيمة والحاجة سعيدة عليهما الرحمه من المولى عزوجل ونتخيل تعابير وجهيهما فى كل مشهد فيالها من زكريات جميلة نتحسر على زمنها. الجيل الجديد يحتاج الى قاموس ليعرف معانى بعض المفردات مثل تقارير وهى مفردة تقروقة . أسمح لك بأن تقول فضل الله ودعجيلاوى فنحن نفتخربهذا الاسم...
مصعب أحمد الطيب
06-23-2011, 07:13 PM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
مصعب الحاجه سعيده هى المدرسه التى تغنى بها محجوب شريف مفتوحة أبوابها على الشارع وشارع تلك المدرسه مفتوحا على قلبها إمرأة درست فى مدارس غير تلك التى ذهبنا إليها دارسة لكل فنون الطهر والسخاء وقوة الإراده والإنفه إمرأة تعرف الواجب وتفعله إمرأة تستشار فى كل شئ ويعمل الناس بآرائها قدامية كما يقول عنها حسن على مساعد ومصطفى وابوالقاسم الشيخ والمرحوم أبوالسيد إمرأة تعرف الأحساب والأنساب وكأنها تتلمذت على السيده عائشه إمرأة يعرف فضلها العربان والبدوان والغربان ويأتونها بصدور مشروحه ونفوس مستريحه ويخرجون عنها برضاء وثناء وتقدير إمرأة كما الفيلسوف تتعامل بوعى مع القضايا الكبيره والكليات تعامل الواثق العارف ولا تلتفت أبدا إلى التفاصيل الممله ولا تنجر إلا صغائر الأشياء أبدا وإذ أقول ذلك ليس لأنها أمى وأم إخوتى وإخواتى لا بل لأنها أم أصدقائى وأقربائى وجيرانى فهى أم جعفر هاطلاى وجلال حكومه وهاشم ود الخليفه ونورالدائم كمال الدين أم السندى وحسين عبدالحميد وبلوله وأبوالسيد وأبوالقاسم وخيرى وأم أحمد الطيب والجيلانى وشقيقة محمد كما كل أمهات أولئك أمهاتى فزمان عاشت فيه تلكم السعيده لزمان معافى من كل عتوه ولأن الحديث عن الريف فهى أم الريف تزرع بيدها فى الكبره الطماطم البلى وتزرع التبش والباميه والشطه الخضراء وترعى سدرها وتجمع نبقه وتبل سعفها وتضفر برشها وترفع عرشها وتخفض جبهتها راكعة لربها وتتواصل مع الناس بلطف وود وهمه فيا مصعب جئتنى فى ورقى وسآتيك باللصم ذلك العبدالله ود الرحيمه وود المفتاح فأمسك الخشب ولود عجيلاوى اللطف الرحمه اللهم أرحم الحاجه سعيدة رحمتك بالعارفين بالله اللهم أوسع مرقدها وأنر قبرها وآنس وحشتها ودرجها كما الأنبياء عند الصراط وأرفعها فردوسك الأعلى صديقة شهيده فهى فقد كالحاجه رقيه بنت ود الزاكى فغيابهن كحريق ذهب بمكتبات ضخمه كما قال سنقور.
منصور
06-24-2011, 10:21 AM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
بن العم المنصور تقبل تحياتي وسلامي من المتابعين للسرد الرائع وللجميع مودتي،،،
ياسر علي نايل
العزيز ياسر على نايل خالص التحايا لك والتقدير وأنت تقف على محتوى هذا البوست الذى يصف أماكنا وأناسا وأزمانا كما هى ليلتفت الناس إلى الأحداث وأهمية توثيقها علها تكون نقطة لبحث شامل يحوى طرائق الحياة والعادات السائده فى مجتمعات لا تبعد عن مركز المدينة بمسافة تذكر إلا أن لها أصالتها ولها قداستها وقدسيتها التى لا يفرط فيها قـط أهل ذاك المكان بل يحيون بها ويحبون ويحزنزنون ويتواصلون فى ما بينهم ومع الغريب ويعرفون حدودهم ويرعون بقيد العرف والقيم المتعارف عليها دون الخروج عنها أبدا حتى إذا إنطبق السماء والأرض فلهم طقوس زواجهم وختانهم ولهم طقوس حزنهم وفزعتهم ولهم طرائق التآسى والتواسى وطرائق السند والمساعده والنفير وهى مجتمعات ذات ثراء أنثربولجي بائن فعفوية الزى وتميزه وممارسه التجميل بالوشم والشلخ والخرم وإستخدام التجميل بالعاج والسوميت والسكسك والفضه وسيور الجلد المتقنه حزازاتا وأسورة والحرز بالحجبات والسكاكين والشماليخ والسيوف عند اللزوم لا بل السلاح النارى. فيا ياسر نشكرك على المتابعه ونشكرك على التواجد الواعى مع إخوتك هنا فى موقع السروراب وخاص سلامى للوالد والأسره عامة ولمن معك من إخوة بالرياض.
منصور
06-25-2011, 00:02 AM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
جمع الله بينهما لتكلتمل الصفات فى الطهر والنبل والعفة وإذا تحدثت فى الكرم فأيهما اعلى فى الكرم عمنا الاصم ام الوآلدة والحبوبة تتعالى بهما المعالى سويا ويقوماويقعدا فى خدمتك كركبتى البعير صغيرا كنت اوكبير فى كرمهما والتواضع شيمتهما عندما تدخل عليهما عرفتهما صغيرشافعا ويافعا وكبيرا يجودا عليك سويا وبايهما تمسك ام بكلتى اليدين رحمهما الله وغفر لهما فى ميزان حسناتهما وجمع بينهما ربى فى الفردوس الاعلى فى عليّن مع الصديقين والنبيّن يارب العالمين.. الدنيا ساعة اجعلها طاعة
GARAMA
قرمون السلام ورحمة الله عليك وعلى الأسره الكريمه نعم يا عزيزى كما قلت كركبتى بعير فى الفضل والعفوية والسـخـاء ولكن لكل خصائصه وسمح خصاله وكل جيلهما لا يقلان عنهما فى الفضل وكانا كتيم يجيدان فن التعامل وكان كل الأصدقاء يجدان أجمل وأروع التعامل منهما بل يجدون الإطمئنان والثقه والدوافع الإيجابيه فيا قرمه معك ندعوا لهما أن يرحمهما ويغفر لهما ويجعل الجنة مثواهما الأخير وأن يرحم جميع موتانا وموتى المسلمين فى المشرق والمغرب.
منصور
06-26-2011, 10:48 PM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
اللصم هكذا يناديه الجميع لأنه أصم غير مبهل وكان كريما أجربا يذيح الماخد والممانحه عطايا فى السر والعلانيه حساسا شوافا للميل وقضايا رضايا لأهل الحوائج وفى السر كان يناديه قمر عبدالرسول بالظريف ويناديه محمود المبارك بحسبه وكانت تناديه بعض بنات عمه بأبو خجيجه كان عبقريا موسوعيا فى معارفه ملما بتفاصيل التاريخ وبتاريخ الإجتماع تحسب أنه نائل للعالميه من الأزهر أو القيروان وكانت له من القدرات الإستيعابيه ما يدهشك كان حصيفا وصافا إذا تكلم فهو مرتب الأفكار فصيحا بليغا مفوها بشاعرية بائنه وكان إجتماعيا حاضرا فى مجتمعه وكسائر الناس كانت له كبرة تتوسط الجعليين ومحمد ود عبدالواحد وعدالله ود أحمد ونورالدائم ود الطيب وحاج الطيب ود محمد كانت تعج بانواع السدر مختلف الثمار والأذواق كما الرطب منها القنديله والبركاوى والمشرى والتموده وكانت تضج بالأغنام ماعزا وضانا وبقر وكانت يقدل فيها الزباد وجداد الوادى والبو والورل وكان الدقر فيها جارا غير نقار وكان اللصم زراعا ضراعا حلابا وجاب كان له مكانا للكبكبيق ومكانا لعيش البلد ومكانا للبنضوره وكان خور الضراط للبطيخ والعجور والشمام وكان أبدا لا يعرف لا لمن أراد مرقا أوشعبة أو حلفا وكان من ياتيه للقرض يأخذه بالشوالات ومن يخرط له العدسى ينال نصفه ومن يذرى له الكبكبيق والعيش والفول المصرى يلقى مونته ويلقى أجره وكان للأطفال كأمانويل وسانتا يفرحهم بسكويتا وتمرا وحلوى وكانوا يأتونه كما الطير إلى التقى صافات وعندما أخذته المنيه جاء البسطاء الذين كان يبسطهم وكذا الطير من كل حدب وصوب والحزن يملأ أوداجهم _اللهم أرحم اللصم رحمة العارفين بالله اللهم ألطف به وأنر قبره وآنس وحشته وأبعثه صديقا شهيد اللهم أجعلنا وأهله خير خلف لخير سلف ولا تحرمنا من أجره ولا تفتنا من بعده وأغفر لنا وله ولأمة محمد فى العالمين.
شكرا مصعب
منصور
06-27-2011, 04:13 AM
الزاكى عبد الحميد
الزاكى عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 895
في كتاباتك أجد تنوعاً كما السودان في ثقافاته وتعدد أعراقه ولهجاته..والتنوع مكمن الجمال لمن أراد لنفسه متعة تذوق الأشياء بألوان الطيف.. قرأت لزينون شيخ الرواقيين قوله: "إن سنابل القمح المائلة، وجبهة الأسد، والزبد الذي يحف بأفواه الخنازير البرية وأشياء كثيرة أخرى، قد تكون بعيدة عن الجمال من بعض النواحي، ومع ذلك فإن وجودها كجزء من الطبيعة يضفي عليها جمالاً ويجعلها تروق للعقل، فالإنسان إذا كان لديه إحساس عميق بالتعاطف مع كل ما هو مخلوق في الكون، فإن كل ما يراه كجزء من الطبيعة، سوف يولد فيه ميلاً نحو الشعور بالبهجة".. فالجمال أشبه ما يكون بقوس قزح في تعدد ألوانه، وأن الموسيقى مؤلفة من نغمات مختلفة، وأن العالم أخلاط شتى من البشر، كما أن التباين في الحياة والطبيعة يولد إحساساً بالنشوة وليس بالضيق أو الضجر.. فتخيرك للمواضيع التي تتناولها كما الفراشة التي تتنقل من زهرة لزهرة بحثاُ عن الرحيق، يقف خير شاهد على من تكون أيها "المنصور" بإذن الله. أجدني أسعد برحيق حرفك أنّى ذهب: مع شكسبير وجمال السواد في الحسناوات كان، أم مع أولئك الذين يؤمنون بأن "العلم المستقر كالجهل المستقر" أو كما قال النّفري وأصحابه، أو غيرهم وهم كثر من أهل البادية والحضر.. شكراً منصور وواصل هذه السياحة الممتعة..[/green]
06-27-2011, 10:53 PM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
تكتب وكأنك من منصور كتى تذكر زنون وأقواله فى جمال التعدد ووحدة التنوع الدال لوحدة خالقه لكل فطن وتذكر إختلاف الملل والنحل وتذكر وحدتها فى الإنسانيه وتعميرها للكون وأختلاف خصائصها لتبادل المنافع والذى سطرته كما الإليازه كل مفردة فيه داله وكل عبارة فيه حاويه أما نصه كفصوص الألماظ المذهبه ومرصعه بالزمرد فالشكر لك على تنويع حديثك وتنميقه.
منصور
06-28-2011, 01:15 AM
ibrahim kojan
ibrahim kojan
تاريخ التسجيل: 03-29-2007
مجموع المشاركات: 1457
رجعت بي او ذهبت بي او تفجرت او حتي يا هذا أخذتني معك........................................... ............. أهديك هذا المقطع من ظل الدونكي........
(إن أنت رحلت. سأجوب العالم مأفوناً أتنادي بإسمك في الأسواق وسأحكي عنك لكل الناس والاطيار والأوراق وسأجلس في تلك النجمة أرمي صنارتي خجلاً أصطاد نجوماً من بلدك لأحّدثها عنك وأحكي ولتبكي لي فأبكي
أنت جميل يا منصور .......... ( إن الذكري لحم القلب يا صديق)
06-28-2011, 05:28 PM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
كوجان ياخ أنا قايلك زول رهيدات تجيب خبر الدونكى كطلل ذا مخزون عظيم من النظم أما إنك عشاق!!! الدونكى عالم يمتلئ حياة لا تجدها فى البلاجات ولا المصائف المكر والغى فيه بفنون تستحق الدراسة والإعتبار بها وفيه تتناسل أروع وأجمل الصور التى تعلق بالذاكره إل يوم يبعثون وكلما تداعت لك معان تبعث ذاكرة تلك الصور من حافظتها يصيبك ذات الإحساس الذى أصابك أول مرة. كوجان مشتاقين ياخ يا أخصائى القلوب وجراحها.
منصور
06-30-2011, 02:52 PM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
/QUOTE] يا سلام يا عبد الباقي إنت ياخ اعدتني لمكانين عزيزين على نفسي ا الباح حيث عمل والدي أحمد عابدين ناظر مدرسة وحيث أم جمعة بت عجوكي الكهربة الضووكي و كلية التجارة بمعهد الكليات فيبدو أنا كنا دفعة أنا دخلت سنة 85
لك كل الود وشكرا منصور
06-30-2011, 04:29 AM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
إن من سماك نزع لك من الأسماء أجملها حيث أضافك لإسمه المملؤ معان أما الباح والجمع وتندلتتى والغبشه وود عشانا فتلك مراتع الظباء ومراعى الأرايل فجو خريفها نضاهى به رون محمد الواثق ونكسب رغم ظلم التحكيم قيا عفراء لشرق كردفان تنشرح الروح وتشرق الأمانى السندسيه وما قال به عبدالباقى ذلك بعض كل والكل هناك آسر ومؤثر.
لك وللباح السلام
منصور
07-02-2011, 09:56 AM
عبد الباقي الجيلي
عبد الباقي الجيلي
تاريخ التسجيل: 06-23-2004
مجموع المشاركات: 1613
التي يجلبها خور أبو حبل (النيل) شمالي الباح نهايات الخريف
يبدو أن والدي الأستاذ الجيلي علي الشيخ ، قد استلم نظارة مدرسة الباح الابتدائية من والدكم
الأستاذ أحمدعابدين ... في ضحوية خريفية رائعة من طرفة العام 1973م ...
عبقرية المكان وعبقرية الزمان جعلت للباح في نفس المرء أشجاناً ولواعج شوق ... أضافت لها عبقرية أهلها بعداً آخر ... ولمعهد الكليات حكاوٍ أخر ... لا يتسع المجال ولا المقام لذكرها لك ولأسرتك التحايا ... وأرقدوا عافية
07-02-2011, 07:22 PM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
عبدالباقى الجيلى الحمد لله أنتداعت لكم المعانى الجميله وتساقطت إلى حضور الذاكره أروع الذكريات وأروع الأمكنه أو أروع لحظات من الزمان الأخضر فمتعة الإنسان دوما فى جميل المخزون فى ذاكرته فالحمد لله أن أيقظ فيكم أروع الذكرى وجلب إليكم متعة وسعاده ولك ولعفراء السلام.
منصور
07-04-2011, 00:07 AM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
أبوهرم الذى ورد إسمه من قبل كان رجلا متميز فى ما يلبس من الحذاء حتى العمامه مركوبه نظيف لامع وقميص الساكوبيس ينقل له الهواء النقى وسرواله بكنتل وبنايك أحسن الترزى وضعها-وطايا للأرض قفاذا كما الأرنب بحاشا غير أبهر ينظر ذات اليمين وذات الشمال ويرمى بشباكه على طول ساحة الدونكى كان له جملا يطلق عليه الهبار وكان رغم هرمه أو فقدان أسنانه الوسطى فى فكييه إلا أنه يعشق اللحم المشوى وكأنه من فصائل الذئاب المسعوره عاليا ممشوقا أمرها صبوحا بوجه كوجوه الأطفال لذا يسهل الإنجذاب إليه متفرغا كالوارث جزلانه دوما محشوا بالطرادات كجوكية القمار الذى يجيدون لعب الورق يعرف صيده جيدا ويعرف طرائق الإختلاء به ويعرف طرق النفوذ إليه والكل يقول إنه خازى يمتهن الخيانه بسفور ووضوح وهو لا يبالى لا فراسة ولا شجاعه ولكن مرضا تمكنه وما عاد له الخروج عنه بيسر بل صار ضحية أهوائه ونزعاته السفلية الضاره لا يبالى ولا يتورع ولا يهادن ولكنه كما الفراش يحترق ألف مره فى نيران تلك الرغائب الممقوته فهو كالشامة فى الدونكى أول من تقع عليه عينك وأول من تتعرف على حرفته رغم حرافته فأمثال أبوهرم كالسوس ينخر عضد المجتمع ويضعفه وينهيه.
منصور
07-19-2011, 11:21 PM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
للقرياتيه لون كما الكرز وملمسها كملمسه وطعمها كطعمه غير أنها لا بذرة فيها تبلعها كما اللكوم ولها عيوان واسعة يبين أسودها وأبيضها ناطقة وكأن بها لسان يتدفق منها الكحل والدعج وتحفها رموشا أحكم الخالق غرسها لتلسع الناظر إليها بقذف كهاربها ذوات الضغط العالى وهى تعلو وجها أسيل خده وأنفا مزموما بإتقان يرقد تحته ثغر أبدع الله فيه وخصه بما خص به الحور شفاه ووبرد تـكـلب له شعرة جلد الروح دهشة وقوام فارع مبروز مخروط مقعور ولهجا أحدق من عسل المنقه ومكر يشل رادارات الرصد فيك ومشيا كمشى الوجى تتصنعه حتى لا تدرى ماذا تصنع أنت ويتبعها عبق المسك والعنبر والصندل وطبق البوخه الذى تكرفه كما الدعاش نشوة وشدة وتمنى وهى لا تخفى بث شراكها حولك ولا يغيب ذلك على أى من الحاضرين وكأنها أفانين التميز الجذاب الدال على علو كعبها على غيرها من الأخريات على الرغم من تطابقهن فى كل شئ وتشابههن فى كل شئ وإن كنت تحسبنى أخطرف فأذهب إلى أم قفله أو محروت وقف على ذاك بنفسك.
العرب فى المناسبات يجلسون تاياتا تايات ويوزع لهم الراشن لحما غير مشوى وغير مطبوخ وتوزع لهم البقنيه بالسعن فلكل تاية علاق يوكون عليه قربتهم أو سعنهم المتروس دقة كانت أم مهوج ويهبلون نارهم كل مجموعة على نفسها ويحوم حولهم خدام يسأل عن ناقصهم وسكين الذبيحة لا تجف من الدم أبدا والحفل يبدأ قبل مغيب الشمس عينك فى من تحب وتعشق ويقوم الرجل بارجا من تايته تالا حجباته وكالوته وصوت الدشوه كصوت الجبخان فى الدروه ويعلو صوته أرقد يا عيش أنا جرابك ثم يختف شباله ويصتف مع أهل الركزه يذوق حواقة البركه وعروض العريس سوطا يلهب الظهر ويشقق سراته ثم يصد إلى تايته ثانية ليبرد حشاه بقرعة من عسليه وكعبور من شواء ويتبجح فرحا ببسالته والعريس ووالده يمرون على التايات ويمزون مع من يحبون إنها هللولية تستمر لإسبوع كامل سبقه إسبوع التجهيز والبليله واللحم فى قدور جماعه تغرف ما يشاء لك وألبل باركه فى السرح والقفل والبراح والحمير تحتفل كذلك بطريقتها وتتزاوج كما تشاء وترى شابا يحمل فانوسا يمر على التايات ليجمع النقطه فهى دوما عطية مزين إلا من زولك الذى يجلب لك من الدعول كباشا ومن الدخور أردب عيش أو أقل إنه موسم لقتل القرم ونيل ما تشاء النفس من الشواء وعاديا جدا ترى الرجل منهم ينجر فى عظمه بسكين ذراعه وتسمعهم ينجرون كما المرافعين عند فريستهم وللنساء كفايتهن كذلك يتجملن لذاك الفرح ويتقرقبن بالقرمصيص اللامع ويمصعن كما البكار طربا خالصا لله وللحدث وسعايا الذبيحه أحيانا تكون جروره وأصحابها يأتون فى اليوم الثانى لإستلام ما جاد به الكشف وكثيرا ما تكسر الوليمه على صاحبها وكثيرا ما يتركش عقله ويصيح ديل غنم أيش ديل بقر أيش البقره أم لجام والحماره أم صريمه ويا السناهير زاد ملاحيسكم عددا ويبقى هناك حتى يعف أهل الدين عنه ويشهل بركو المحايه وتكويات البخرات ويصد لتايته خلقا آخر.
فى فجر أحد الأيام بعد أن إستيقظنا ليبدأ يومنا الدراسى الشامل لنا من ذلك المجتمع وللطلاب من ما نجود به عليهم فالهبيله التى تعلق عليها الكفتيره وأخرى لزيت اللقيمات كانتا ترسلان لهبا نأوى إليه لنستدفئ من زمهرير الصحراء القارص متحلقين حول تلك النار نستمتع بصوت الزيت يجب الزلابيه وصفير الكفتيره معلنا جاهزيتها لكتح الشاى لنعلق إناء اللبن لنغلى فيه حليبنا المجلوب كروة للحكيم وبينما نحن كذلك فإذا بأصوات كأصوات العتاب من الجراد تقترب منا وما هى إلا هنيهة حتى جاءت ثلاثة دراجات صحراويه عليها فرنجة غلاظ شداد تلونوا بلون الصحراء فجدعوا لنا السلام ورددناه إليهم أحسن وأبرك ثم أشرنا إليهم بالحضور ففعلوا ثم لحقت بهم ناقلة ضخمه بها عدد كبير من الفرنجه وجميعهم من اليانكى فظللنا نعلق الكفتيره إثر الكفتيره حتى كفيناهم جميعا وتقاسمنا معهم الزلابيه وتجاذبنا أطراف الحديث حيث أخبرونا بأن رحلتهم ستمتد من الإسكندريه إلى رأس الرجاء الصالح بجنوب أفريقيا وحدثونا عن الدراجات البخاريه لإستكشاف الطريق وللنجدة والإشاره كما فى الجيوش سألناهم وقتها عن التفرقه العنصريه وعن خامدها إبرهام لنكلون سألناهم عن البحيرات والروكى وتمثال الحريه وناطحات السحاب وعند الهنود الحمر والمكسكان وتوم براون وسألونا عن حظيرة الدندر وعن المستنقعات وعن النيل وهم أعرف بما سألوا عنه منا ولهم من الخرائط ما لأولئك الذين إكتشفوا منابع النيل وسموا فكتوريا بفكتوريا وزادت دهشتهم بأن وجدوا فى تلك البوادى من يقاسمهم الكلام بلسانهم ولهجهم إلا أن البعض منا كان كما البدلاء لا خطاب لهم وعند توجههم لأمدرمان التى سألوا عن بعدها وعن وعورة الطريق إليها أغدقوا علينا من عطاياهم بسكتا وتونه وساردين وكاننا فى رحمتات أو عيد نعطى لنعطى وكانت تلك السويعات سوقا وفتحا للدونكى وبمن فيه لغرابة الدواب وغرابة العرقوب.
منصور
08-10-2011, 10:47 AM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
نعم كان يوما كالشامه فى جبين ذلك المجتمع وسيظل عالقا فى ذكرانا وذكراهم التلاميذ أتيحت لهم كامل الفرصه ليروا بأم عينهم فوج اليانكى الذى جاء به الدرب إلى صحن المدرسه وفى زيهم الكاكى الفريد بناطيل وأرديه وصنادل أحسنوا إختيارها وملامح لم يرونها من قبل ففيهم كل ملامح البيض وكل ألوان عيونهم وألوان الشعر والتلاميذ يناغون إليهم من قرب ويتفحصون أحوالهم وتتساءل عقولهم المتعطشه للمعارف عن الكثير والكثير عنهم والنسوة تركن الأحواض وتركن الروين وتركن السعية ترعى وتمرح لوحدها وجئن لمشاهدة خلق الله العجيب وهن يهمسن ويتحوقلن بدهشة فى بنات وأبناء المطره الذين حلوا بربعهم وكانت دهشة الأمريكان أكبر برؤية هولاء البدو فألتقطوا منهم ومن الجميع صورا أحسبهم نشروها فى الناشونال جيوقرفى وغيرها من دوريات الأنثربولجى والإثنوقرافيك فلم يدق جرس البدء يومذاك قط حيث كان الفصل المفتوح والدرس المتاح على الهواء وكانت دهشة العربان أكبر فى قدرتنا على خطاب الفرنجه وكانت تلك اللحيظات سلوة لنا ولهم حتى توكلوا على خالقهم ويمموا شطر البقعه تتقدمهم الدراجات الناريه ومن خلفها الموبايل هوم الذى فيه كل أسباب الحياة كسائر البيوت حيث رفعوا لنا القبعات ورفعنا لهم القلوب حبا وودا وتمنى.
منصور
08-13-2011, 04:43 AM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
يخجلني أهتمامك وحرصك على ما أكتبهأرجو أن لا يأتي ذلك اليوم الذي تشكر فيه كما يقول اهلونا الطيبون.أتابع باعجاب صورك القلمية "الدونكي" الذي لعب مع دخول "اللوري" دورا في تغيير وجة الحياة في شمال كردفان- اذ يشق معرفة تاريخ نشاة مدارس تحت الدرجة( سبقريد) والاولية واسواق المحاصيل دون تتبع دقيق لنشاة الدوانكي مثل أم دفيس-الخوي-الصقع-غبيش-أم دبيبة –ودبندة الدم جمد-ارمل – في غرب كردفان مثلا- أما ابوزبد والاضية والنهود-وفوجة وام بل فهي تقع أما على مجاري السيول والترع أو الواحات لذلك تعثر كثير من الذين تعرضوا لاغنية الجراري "أندريا" في أخطاء فادحة لانهم اغفلوا النظر اليها من خلال نشأة الدوانكي –لاحظ أنني أعني الدونكي في غرب وشمال غرب كردفان وليس على غرب النيل الابيض لجهلى التام بتلك المنطقة التي تكتب الان عنها.ارجو أن تواصل حتى النهاية رحلتك الانثروبولوجية مع الدونكي .خالص مودتي وتقديري
عبدالسلام نورالدين
08-14-2011, 06:28 PM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
الدكتور عبدالسلام نورالدين سلام من الله عليك وعلى آل بيتك وكيف لا نقرأ لك وأهل اليمن يتزاحمون للإطلاع على ما تكتب فلماذا لا نزاحمهم ونحن أولى بذلك فزاد البيت أولى به أهله بيد أنه زاد واجد يكفينا وغيرنا شبعا ورواء ويا أستاذى من لا يقرأ لك من أمثالى كالذى لا يقرأ للعقاد فعندك يعقد الرأى.نعم أم قفله لا تبعد عن النيل أكثر من خمسين كيلو شمال غرب أمدرمان ولكنها لا تختلف عن بوادى أقصى شمال غرب كردفان فذات البيئه وذات الثقافه وذات الصنائع فالكبابيش البراره والحسانيه الكواهله هم عربان عمق الصحراء وهم أيضا عربان تلك أم قفله إضافة للقريات الذين يتدلون إليها من أم حروت مركزهم وموطن ناظرهم ود مجدد وعلى بعد 50 كيلو غرب تلك أم قفله حيث لا تبعد الإندرابه كثيرا من هناك لتبدأ دار ريح بعبق مسكها وقوة تماسكها وللدونكى دور رائد فى إستقرار إنسان تلك المناطق وفى تنميته وتطويره بإحداث المدارس والمستشفيات والأسواق لتوفير الحدود الدنيا من الإحتياجات والتى تستمر بها الحياة وأم قفله الآن أحسبها صارت جزءا من أمبده المستشرية فى الآفاق والمنتشرة فى الأرجاء دون مراعاة لخيارات تلك العربان بعد أن جاء كل السودان ليستوطن فى الخرطوم تاركا مهنه وصنائعه ليتهمش بإختياره فى واقع المدينه الظالم والمظلم رغم الأضواء والجلبه فأم دم جمد وجريبان وغبيش وود بنده هى الأقرب للنهود حيث ترعرع دكتور عبدالسلام وتعرف عليها وأدرك حقائقها التى شكلت إنسان بيئتها ونقلته من حالة العد إلى حالة أخرى ومن حالة إمتطاء ظهور النوق إلى التسطيح فوق البضائع على ظهر اللوارى الجباره فيا عزيزى إن التهميش فى قلب الخرطوم وفى أقرب الأماكن إليها ولكن هنالك من يحسب غير ذلك.
ولك فى الختام أسمى التحايا وأرقاها ولك الود
منصور
08-15-2011, 06:02 AM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
إن الإنسان إبن بيئته يستجيب لها ويتفاعل ويتشكل بها مزاجه وينجذب إليها وإلى تفاصيلها إنجذاب المحب الولهان عندما يختلى بنفسه ويطهرها بذكر أو تنفل فكان إنسان الباديه يتنقل بالإبل والخيل والحمير والبقر وكانت تلك الدواب التى خلقت له زبنة وزادا وركوب_ تستهويه وينظم فيها الشعر والغناء والدوببت _ يجملها ويعتنى بها ويفاخر بها الآخرين ولا تغيب أبدا عن خراج إبداعه وفنونه وطقوسه فتجد منهم من يقول
وكلتو الفيتريته ودبدب لى سنامو العالى وقالى يا سيدى سوق يا سيدى لا ترتالى
ومنهم من قال
شيشك يا جمل ما تكسر الضانقيل
ومنهم من يقول
النيب شيلن وأتبارن الحاشاى ومالك يا زمن لى كل بطر فشاى
وهنالك الغناء للخيول وللحمير
وعندما تبدل الحال وحل الدونكى محل الساعات والعد وجاءت اللوارى كفتح من الله عظيم أثر فى إنسان تلك الأمكنه وأدهشهم وبان فى آدابهم وفنونهم وذاع صيت ذاك الأدب غناءا يؤرخ لكل حقبه فكانت أغانى البنات السريع قام خلونى برجى قدام لى بو شاديه
وكان اللورى حلى بى دلانى فى الودى
لا بل شمل الأثر قاطنى المدن
فكانت يا سائق البوباى الإشاره جاى واللا جاى
وكانت سائق العظمه سافر
إلى أن وصلنا لعربيتو المارسيدس
وكما أبان دكتور عبدالسلام نورالدين أثر الدونكى على العربان وأثره واللورى فى صناعة لونيه جديده تتماشى مع الواقع الجديد وهكذا دوما يتحول الإنسان ويتحور مبدعا لفنونه وآدابه مستجيبا لواقعه وراسما له لوحات موحيات لأسرار حياته ومن يتتبع ذلك يخرج بتاريخ إجتماع لتلك الشعوب لا شق فيه ولا طق كما تعرفنا نحن على ثقافات من سبقونا من آدابهم وفنونهم سواء كانت معلقات أو موشحات أو اليازات.
منصور
08-15-2011, 09:42 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
منصور..حبابك يا صديقي.. رمضان كريم..و تحية للعقاب.. و بعد.. عارف يا صديق.. في المفازة بين بروكس و مديسن هات.. في مرحال كندا الرئيسي (اسميه المرحال الوسطاني)..لمن كنت زمان بسافر بين البرتا و سسكتشوان.. كنت بقيف في المسافة المذكورة.. ياخي كترة دوانكي.. لمن تحس بالعطش..لكنها هنا ظني بدل ترفع موية بترفع بترول..ناس الرأسمال بيحنو ليها لأنو فيها البترول..و اخوك بيحن ليها لأنو ياهو الدونكي في ذات نفسه..و الدونكي بالنسبة لينا مش مجرد بيارة..و انما حلقة وجدان بتتشكل عبر الزمن..و ماك طالبني حليفة يا منصور كل ما اشوف دوانكي بروكس و مديسن هات..تقول اجرى عليها.. و اتخيل الأسراب اياها تمشي و تجي وفق جدلية حنين انيقة خلاص..
اها وكتين القصة فيها بداية توثيق للظاهرة دي.. يتخيل لي اول من ادخل مفردة الدونكي في مشهد الغناء.. اخونا الفنان هاشم فضل الله (هاشم بابنوسة)..وفي اغنية يا راقصين التويا..كلموا لي ابوي عشان ازور الدونكي..و اجيب لي حبة موية..
و هي هنا.. عساها تعجبك و تعجب ضيوفك المرور..
اخوي يا الطمباري.. قرمنا للجراري..انا بركب اللواري..و بتابع القماري..
و دمت..
كبر
08-15-2011, 08:28 PM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
الأخ محمد النور لك وللأسره خالص التحايا وصادقها ولكم الدعاء بالخير والبركه والصحه والقبول فى هذا الشهر المبارك. نعم تكثر ف أرجاء البرتا تلك الرافعات لرفع الزيت لا الماء حيث تأتيهم الماء من تحتهم ومن فوقهم ومن بين أيديهم أمطارا وجليدا وأنهارا وبحيرات ولكن ذات الرافعات التى رفعت فيك عاطفة الإرتباط بها حيث تداعت لك المعانى الجميله والمشاهد الخلابه المؤثره فى الذاكره وحافظتها المتينه فشكلت أرجل ناقلتك لتبقى فى ذاك المرحال الوسطانى فإرتباط المكان بما فيه أيقظ ثبات ذاكرتك وزلزلها وأحدث فيك الإحساس بالإنتماء إلى مجتمع له أدبه وفنه وله مذاق وطعم حادق فى لسان الذاكره ويحضرنى موقف أشبه بالذى عايشته أنت فى مرحالك الأوسط على مشارف ساسكاتشوان والبرتا فالأخ عمر عوض وعبدالقادر محمد سعيد والإخوه أحمد صديق ومصباح يس والمرحوم يوسف قريب الله قرروا الخروج من كالقرى عندما كان جرفها هالكا وضرعها غارزا حيث كانت واد غير ذى زرع إلى ليوزيانا بجنوب الولايات المتحده وركبوا كرائم الحديد نوقا ضامرات لا تشرب غبا بل كل بضع سويعات وعندما شارفوا مقصدهم بعد رحلة طويله ودخلوا فى مناخ أشبه بمناخ شرق النوير حيث ولد وترعرع أخونا عمر عوض حيث الرش والقش وروث البقر وطعم الحليب فإذا بالجو ذات الجو الذى عاشه بالجكو وأكوبو والناصر وتداعت فيه سيول الذكريات فخر صعقا يقبل ذاك المكان بحالة حسب من برفقته بأن أصابته لوثة فقال لهم هذا هو الجو الذى نشات فيه فدعونى هنا إنى وصلت فسيروا حيث تشاءون فهو لا محالة رأى ما كان يرى فى صباه وعاش يقظة حلما كان يعيشه واقعا وهكذا حال التذكر بالإرتباط أو بتداعى المعانى أما عن توثيقك لمن تغنى بالدونكى كمفرده داله فذلك البيان بالعمل لما قال به دكتور عبدالسلام نورالدين فيا عزيزى كان رابط موسيقاك رائعا تابعت كل ما فيه ربنا يجعله قباما وذكرا حميد وأحسبه سيعجب الكل وهنا جاء دور آخر للدونكى هو دور أثره فى بلاد بقاره ويا كبر أنت أهل فى التوسع فى ذلك فلا تبخل ولك الشكر والسلام.
منصور
08-16-2011, 10:52 AM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
أدرك العرب فى تلك البوادى خلل الحكم الشعبى فى توزيع التموين عبر اللجان الشعبيه وقام منهم جوكيه لم يذهب أى منهم إلى مدرسه ولكنهم درسوا سلوك النظم بفطرتهم وبما لهم من جرأه وما لبعض المسؤلين من إستعداد لتقبل الكروة سرا وجهرة فسجلوا أسماءا لأماكن وأدعوا أن بها ذلك العدد من الناس فسجلت المجالس بذاك الإقرار لجانا شعبيه يترأسها أولئك النفر وينوبون عنها فى المكاتب وعندما كان الريف الشمالى صاحب الكثافه الكانيه العاليه قد تصل عددية المواطنين فى الوحده عشرات الآلاف وينالون خمسه جوالات سكر فى الأسبوع راشنا يدفعون ثمنه من دم قلوبهم وتنال اللجنه الشعبيه فى الريف الغربيه والتى هى لجنة وهمية ذات العدد من الجوالات ومثله من الزيت وغيره من مواد التموين إلا أن تموين الريف الغربى يذهب لجيوب أولئك المهره ذوى المكر العالى واللا مبالاة بالنتائج أيا كانت فكانوا يبيعون التموين تصاديقا للتجار وتملكو بذلك البكاسى واللوارى وجرت على أيديهم النعم وتميزوا فى مجتمعاتهم فمنهم تزوج بثلاث وأربعه وصاروا من كبارات القوم تعرفهم بشواربهم الكثه وهيئاتهم التى تبين فيها البداوة التى فرضت عليها المدنية فرضا ثم تمددوا بعد ذلك فى إقتطاع أميالا من الأراضى وبيعها لذوى الحوجه بأسعار مرتفعه فباعوا حتى كاد أن لا ينجى منهم شارع الأسفلت المتجه شمالا إلى دنقلا ومروى وكريمه وتعرفوا على المحامين وذوى النصب من الناس فصاروا ذوى مهنيه عالية فى تخصصاتهم المنتقاة من العوالم السفليه وصاروا وجوها لا يمكن لمسؤول تجاوزها أبدا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة