|
كيف تصبــــــح ســــــــــــخيفاً ..؟!!
|
لست أنادي بكمٍ آخر من السخافة ..!! ولا أطالب بزج سخف جديد .. لقائمة متضخمة .. تشكو الترهل .. والسمنة ..!! بل هي : محاولة ( لسكب ) مياه بعض الوجوه .. التي حاصرها سد التبجح ..!! ولعل أحرفي ستدك ذلك السد .. أو ستحدث فيه ثقباً .. ونسأل الله أن تتوالى الثقوب .. وتتكشف العيوب ..!! كيف تصبح سخيفاً ..؟ - طريقك نحو السخافة ( محفوف ) بالورود ..!! فلست بحاجة عضلات .. أو مجنزرات .. أو واسطات ..!! ولست مطالباً بحمل أعلى الشهادات .. أو نيل أرقى الدرجات ..!! حتى تكون سخيفاً اتبع ما هو آتٍ : - مارس الثرثرة و أخواتها ..!! فهي طريقك نحو الشهرة .. ومتجرك الرابح في مضمار البحث عن كل ما هو سخيف ..!! اطعن بلسانك كل ذي لب .. وسله على من تشاء من أولي الأدب ..!! ولا تفوت الفرصة في النيل من كل مجادل أو محاور أرب ..!! فإن ضيعت فرص الثأر .. فسيغدو لسانك كفأر ..!! وكيف تبدو إن أمسى فمك جحراً .. وملاذاً لقطيع من جرذان ..!! وهل ستصبر على شماتة مدمني السماجة و الهذيان ..؟! إذاً لا تدع لهم أن يهاجموك .. فأنت زعيم الثرثارين العرب..!! وإن تركت منصبك .. فما تفعل بلسانك المتكدس على رصيف البذاءة ..!! هل تدعه لقمة سائغة لكل ( قدم ) تسير عليه حافية ..؟! أم تتبرع به لمنظمة ( عقوق ) اللسان ..؟! أعلم أنك لن ترضى بفقده .. فهو سلاحك البتار .. وبطلك المغوار .. !! فإن خضت حواراًَ .. كان لك نعم المعين .. وخيراً من أعتى السكاكين .. !! فلا تهمله بصمت .. أو تعره لهدوء .. أو تهبه لأخرس ..!! فبه سترتقي في عالم السخافة .. وستحرز قصب السبق في السفاهة ..!! - فإن طلبت السخافة بغير لسان .. فإليك البيان : ابتع قلماً ..!! و املأه حبراً .. بل كبراً ..!! وسدد الرمي نحو كل من تشاء .. !! لا تصغ لأنين الحروف .. ولا تلن لصرخات الجمل ..!! فقط جند الهش من الكلمات .. وعضدها بأحط المعاني .. وحينها سترضخ لك الساخفة .. وستكون سيدها .. وملكها .. وعاهلها دون منازع ..!! فمن غيرك استطاع أن يذكي بقلمه ( الطهر ) .. بخنجر مسموم من ( عهر ) ..!! ومن غيرك حوى الرث والهزيل .. من العبارات .. والأباطيل ..!! إنه قلم ذو خطر .. ومن يدنو منه تحل عليه اللعنات .. والكدمات .. و الساقط من الكلمات ..!! - ومن طلب السخافة من دون لسان وقلم .. فعليه بهذا الألم : هو ألم .. بل ورم .. بل سرطان يجلب للشاب الهرم ..!! إنه الطريق الأسرع لئن تكون سخيفاً ..!! بل إنه العضو المنتدب لكل سخافة .. ورتابة .. وخزعبلة ..!! لا أبالغ إن وصفته بآفة العصر الرخيصة السهلة اليسيرة لكل من رغب في غفوة هادئة في دثار الرذيلة ..!! إنه ( الكيبورد ) أو ما يسمى بلغتنا المهجورة ( لوحة المفاتيح ) ..!! فهي الوسيلة الأسرع .. والطريقة الأنجع .. لهتك المشاعر .. وقتل الذوق الرفيع ..!! فكم من ( كويتب ) رمى بفجوره علينا عن طريقها ..!! وكم من ( شويعر ) شعّر رؤوسنا .. بل كسرها بمداعبة ماجنة للوحته ذات الفجور ..!! وكم من ( فارغ ) جعل همه كله في ( شات ) .. يرسل القبح في كلمات .. ويعكر أذواقنا بأقسى ( الصفعات ) .. !! لا يأبه لأي أحد .. فهو في عالم المجهول .. بسخافته يصول ويجول .. فكيف يخشى الشماتة .. وهو يقبع في ( جسد أعور ) يدعى : يوزر ..!! ومن منا يقدر على فك طلاسمه .. وكشف غوامضه ..!! لا أحد .. !! إذاً .. يحق له أن يهرف بسخف .. ويهمز بسخف .. ويلمز بسخف .. فمن جعل الناس هم ( الرقيب ) .. فلا تنتظر منه إلا سخافة بحجم الهواء ..فما عسانا أن نرث من ( خواء ) .. إلا سفهاً معلباً خالياً من المواد ( الحافظة ) للعقل .. ومزودة بكميات هائلة من صديق النفوس الضعيفة المدعو : غبــــــاء - فهل عرفت كيف تصبح من السخفاء ..؟ آمل ذلك ..!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|