|
الفركة بالشريط .. والفرخة بالمعيط ..العرس أيام زمان ..!!!
|
تعتبر الاعراس في السودان .. مدرسة فنية واجتماعية واقتصادية وسياسية .. ووكان المهر .. في العشرينات والثلاثينات .. يترواح بين خمسة .. وخمسين جنيهاً .. حسب مستوي الاسرتين المتصاهرتين .. وكان ينقسم الي نوعين .. مهر مصحوب بشيلة .. او متكفي ..
والشيلة قد تكون بسيطة .. تكلفك عشرين جنيهاً .. وهي عبارة عن .. ثياب قليلة للعروس .. وكمية عطور ناشفة ولينة .. وعطور لاوندة (برافانات)
ومواد الطعام .. مثل السكر والدقيق والتمر ( للشربوت ) .. والفرق يأتي في الكميات .. وفي أنواع الملابس والعطور .. وهنا قد تترواح تكاليف الشيلة .. بين خمسين و 100 جنيه .. للطبقة الوسطي .. بينما ترتفع تكاليف زواج الاغنياء الي 1000 جنيه .. فالملابس حرائر غالية .. اضافة الي العطور الباريسية ..
وكان لابد للعريس من بناء قطية .. خصوصا في مناطق سنجة والقضارف .. واشباههما .. سواء في منزل اسرته .. او اسرة العروس .. القطية الجديدة يجري ( لياسها ) .. يعني طلي حائطها الدائري الداخلي .. بمادة الزبالة .. ثم تدهن بالجير او حتي الرماد .. وبعض القطاطي .. يكون لها كجرة .. بضم الكاف واسكان الجيم .. وهي ستارة لها مدخل ومصنوعة من البروش المصبوغة .. (الحصر السودانية المصنوعة من السعف سعف النخيل والدوم .. وقشوش اخري لطيفة يسمي واحد منها .. انزورة) .. وتصبغ بالألوان المستوردة والمعروفة باسم التفتة .. ( بكسر التاء واسكان الفاء ) .. وهي تشمل الزيلقون .. وهو اللون الاصفر .. واللونين الاحمر والاخضر .. صانعات البروش يعرفن كيمياء التلوين .. بحيث ينتجن اللون الاسود - مثلا - .. من مزج ألوان اخري .. والكجرة .. يسميها الشايقية اللكيبة ( بفتح اللام والمقطع الاخير - كيب - ينطق كما ننطق كلمة بيت ) ..
اما عن ليلة الدخلة .. والمزيقة والدلوكة .. كانت توجد فرقة المديرية .. وهي تعار مقابل رسوم معينة لحضور حفلات الزواج .. وأدوار هذه الموسيقي .. انجليزية واسكتلندية .. ( قرب ) .. وموسيقي سودانية مستعارة من الأغاني الشائعة .. الدلوكة .. تدعي للسيرة - الزفة - ثم للتطريب أيضا .. وأغانيها قبلية فروسية موروثة .. وتطورها كان محدوداً .. ونقراتها مثيرة .. تجعل الناس .. ( يهوشون ويعرضون ) .. وأحياناً يلعبون ( الصقرية ) .. قدام الدلوكة ..والمتفرجين .. مغنية الدلوكة .. يضع لها المتفرجون القروش علي جبهتها ..
والسيرة في الغالب من بيت العريس الي بيت العروس .. ولكن هناك زورة للبحر ( النيل ) .. او الي مزار احد شيوخ الطرق الصوفية ..
ولدينا نحن السودانيين .. قديماً او حديثاً .. تعظيم النسيبة .. فالحماة في السودان محترمة جدا .. والسودانيون يبرون القسم بها حتي غيابياً .. اما عن تكاليف العوازيم .. فمن تقديرات الثلاثينات .. ان عازومة العرس لـ 300 مدعو .. لمن تكون تزيد تكاليفها علي 150 جنيهاً ..
وكان أهل العروس .. لابد أن يؤثثوا غرفة النوم .. عنقريبان مخرطة .. احدهما كبير والآخر أصغر .. ومرتبات .. وأربع مخدات .. وملاءتان وسحارة .. والسحارة صندوق من الخشب عرضه اكثر من متر وأرتفاعه 75 سنتيمتراً .. وله قوائم .. وواجهته صفيح مزركش .. وطربيزة متوسطة الحجم .. وطقاطيق وبنابر .. ( الكراسي الصغيرة المنسوجة ) .. وزير ماء جديد فوق ( الحمالة ) وتكون مصنوعة من أسياخ الحديد .. ومربوطة بها بالات جوالات الجوت المستورد من الهند .. وسباتة حمراء علي الارض .. وبروش بحجم السرير مزكرشة .. وبرش صغير أحمر له رأس لوضع الرأس في الصلاة .. ( أو تبروقة وهي البرش المستدير الحجم ) .. ومشعليب ( كابدلو ) .. شبكة حبال سعف لتعليق الاطعمة .. ( الفلاتة يسمونها دواء الكلب ) .. معدات الشاي .. كفتيرة مصنوعة من معدن ثقيل .. وبراد صيني كبير ..وأخر صغير .. وجك صيني من أجل اللبن .. وسكرية وملاعق وكبايات زجاج صغيرة الحجم عليها زركشة حمراء .. ومصفي مصنوع من الصفيح .. وكبايات زجاج كبيرة للشربات .. وصواني مصنوعة من النيكل .. ومعدات قهوة .. فندك وقلاي وجبنة طين و شرغرغ .. وصينية صغيرة وفناجين صيني .. أما في المطبخ .. طقم صحون صيني مختلفة ومعها صحن كبير ( باشري ) .. وسلطانية للملاح .. وومكمامة وصينية نحاس كبيرة .. ينقشون عليها اسم العروس .. وطباقة غطاء ( جمع طبق ) .. متعددة مصنوعة من السعف ومزركشة .. وكيزان صفيح وطلس وألمنيوم .. لشرب الماء ..
ان العريس حينما يستقر بمنزله يصير من واجبه ان يزيد المعدات .. دولاب وطرابيز .. وحمار للهدوم .. وحلل وصواني .. وصحون وبراريد ... الخ .. كذلك عليه ان يزيد ملابس زوجته .. والحقيقة انه قبل اكمال اربعين يوماً عليه ان يكسو نسيبته .. بما يناسب سنها .. ويكسو حمواته الاخريات والاولاد والبنات الذين تضمهم العائلة .. ومن المحتمل ان يحضر كراسي جلوس وطقاطيق زيادة .. اذا كان متفلهماً .. او يشتري فونوغرافاً .. ومجموعة أسطوانات .. وحسب ذوقه يقوم بتزيين الجدار .. بلوحات مصورة مطبوعة في مصر .. مثل صورة أبي زيد الهلالي .. والزير سالم والزناتي خليفة وعنترة بن شداد وسيف بن ذي يزن .. وأحيانا صورة متخيلة للامام علي كرم الله وجهه ..
وفي بيت العرس السوداني ..
تري ألوانا من الرقص النسوي .. والعروض الرجالية .. ومنها رقصة الرقبة المشهورة ..
وايضا كان يوجد .. ما يسمي بصفقة البنات .. وهي مؤسسة يديرها البقارة .. في الاعراس ويديرونها في كل ليلة .. وغناؤها يحتوي علي مدح بعض الشباب .. وأحيانا ذم البعض .. فرديا أو جماعيا .. ومن اشهر ما قالته بنات البقارة .. الجلابة عردوا .. خلوا الحسووة !!! والجلابة هم التجار من ابناء وسط وشمال السودان .. وعردوا .. هربوا خائفين .. والحسووة مريسة عسلية المذاق لم يكتمل اختمارها .. وتعطي الاطفال مجففة .. وهي لذيذة تعادل العجوة ..
وايضا هناك جلسات المجادعة .. وهي مناشدة مشتركة لأشعار الدوباي ...
وهناك الحكامات .. وهن نساء بقاريات عجائز لهن فصاحة شديدة في المدح والذم .. ونفس الوظيفة يؤدي مثلها رجال البقارة ويقال لأحدهم ( البوشابي ) أو ( الهداي ) ..
ومن الرقصات ايضا .. توزة الجنوبيين .. ورقصة البقارة التي تشبه مسيرة البقر ورقصات جنوب النوبة مثل الكمبالا ..
والربابة كانت موجودة .. وقال مغنيها .. أمه خليني أمه خليني خير النور يناديني كان فركة بيكسيني .. كان فرخة بنتيني الفركة بالشريط .. والفرخة بالمعيط .. ( هذا هو رد الأم لحماية ابنتها من الغواية ) ..
واترك لكم ان تتذكروا .. ( حليل موسي ) ... أن كنتم من أهلنا الغبش
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفركة بالشريط .. والفرخة بالمعيط ..العرس أيام زمان ..!!! (Re: humida)
|
موضوع تراثي ضارب عريق .. وأنا بقرأ فيه وكأني أجد عبق البخور والضريرة والحريرة والخمرة .. ورائحة التقلية والنعيمية والسكسكانية والسمن البلدي.
شكراً على النقلة الحلوة دي يا أستاذة حميدة .. تشبه النقلة بواسطة كبسولة الزمن في برامج الخيال العلمي للأطفال عندما تنقلك أربعة عقود إلى الوراء.
لكنك لم تذكري تقليد اسمه "القطر" وهي هدايا تحملها أم العروس إلى أم العريس .. وقد حصلت لنا نقلة كبسولية قبل أسبوع فقد حملت أختي "قطراً" إلى قرية نائية من قريتنا في منطقة النيل الأبيض تبعد من قريتنا مسيرة 10 ساعات.
تحياتي لك ..
أخوك .. جـــأد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفركة بالشريط .. والفرخة بالمعيط ..العرس أيام زمان ..!!! (Re: JAD)
|
Quote: لكنك لم تذكري تقليد اسمه "القطر" وهي هدايا تحملها أم العروس إلى أم العريس .. وقد حصلت لنا نقلة كبسولية قبل أسبوع فقد حملت أختي "قطراً" إلى قرية نائية من قريتنا في منطقة النيل الأبيض تبعد من قريتنا مسيرة 10 ساعات |
حميده .. مذكر ..
يمكنك .. ان تعطينا المزيد ..
البوست بوستك
| |
|
|
|
|
|
|
|