دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
أمــدرمان .. ( لا يمكن تبين هويتها .. فهي مسلوبة اللحاء .. وليست حرازة )
|
توغلت في الشوارع ذاتها .. وذاكرتي المقبلة على ثلاثينيتها مازالت بخير .. تبحث عن الأمكنة .. عن آثار المدينة ... منذ متى تهدم كل شيء .. عشرون عاما ظللت أتجول فى تلك الشوارع .. متوشحا الحان ضاعت في أرشيف الذاكرة .. أناشيد المدارس .. وبعض همهمة الدراويش .. ( الكنداكة سيدي سيدي الأراكا .. الكنداكة سيدي سيدي الأراكا ) رقصات البنات.. وأغانيهم.. أتابع السير.. تتسع في قلبي نوافذ الحنين .. وعيوني تتناسل أسئلة .. إنها ( خرائب ) !! .. مثل إي ( راكوبة ) على بيت جالوص .. تعاني الرياح .. وتعوج .. بصقت ( الأغنية ) .. دون إي أسف .. ..... ..... ..... الشمس غابت خلف أحدي الباصات العامة .. مخلفة طشاشات حمرتها على جدران المدينة .. طيور ( القمري ) .. تخيم على جثة شجرة يابسة .. ( لا يمكن تبين هويتها.. فهي مسلوبة اللحاء .. وليست حرازة ) .. عندها.. علمت أن السنين التي فصلتنا كانت أكثر بكثير مما كنت احسبه من الأيام والليالي .. بدوت كمن يستأنس الوحش .. مدينتي بدت كالوحش الكاسر الذي يلتهم كل أشيائي .. حتى ذكرياتي .. ليست هناك .. مدرستي التي اذكرها جيدا.. نادي الشاطئ الرياضي .. جدران الحي التي كنا ندوخها بخطوطنا الفحمية أنكرتني .. الحمائم التي كنا نجلبها من بيوت الإغريق .. والتي تحكي عراقة ذلك التاريخ .. أحياء المدينة ..الملازمين .. حي السوق .. بيت المال .. ود أرو .. المسالمة .. حي العرب ..القماير .. العرضة.. العباسية .. بانت .. الهاشماب .. ابوعنجة .. الثورة .. شاطئ النيل الممتد .. الذي يحتفظ بملايين الأسرار العاطفية التى نسجت فيه .. دون أن يعلمها احد .. خليط المدينة .. وسحنات الناس.. الحنين الذي يشكل خاصية المدينة.. نكهة السوق الممزوجة برائحة البهارات الهندية .. مقهى ( الطُُرش ).. ونكهة القهوة .. وعندما نخرج بعد يوم دراسي من مدرسة ( الأهلية الثانوية ).. شلليتنا.. و التى كانت مزيجا من الفوضي والانضباط .. وانتظار الخروج لتفحص المركبات العامة .. بحثا عنها .. اندية المدينة .. منتدانا المتواضع الذي كنا نقيمه .. صديقتي التى تكبرني باعوام .. عندما كانت تعتقد فيُ أشياء جميلة .. عذراً لا اعلم عنها شيئا الآن .. ثالثنا .. صديقي ( عمار ) ذلك الشاب المرهف .. عاشق القلم .. علمت أنه فقد ساقيه فى حادث مروري .. لم أقوى رؤيته على تلك الحال .. الوجود ..نفسه غادر المكان .. يااااه انه زمن طويل .. كل شى بات غير مألوف لدي.. النيل الذي كنت أهابه . ولا أفارقه.. الذي لم أكن اعلم انه سوف ينكرني أبدا.. وجدتني أنكرته .. النيل الذي يشكل روعة تلك البقعة .. .... .... .... ( وأنا أقف هناك تنازعني رغبة في أن أنتعل الشاطئ تاركا ورائي الرفيقة .. التي استبدلتها بأقدامي ما أن قيل أني رجل .. إنه يعبث بأصابعي بوخزات تعيدني لأرض تساويت وترابها.. وأنا كنت أختبئ أعواما فيها .. أرضي القريبة جدا إلى ما يسمى النيل رغم اتساعها و عمقي فيها.. أسألني ألا أحس برابط بين دفء الشاطئ وتمردي على أرض واقعي ؟ .. وأي واقع هذا الذي يجعلني رجلا ما.. رجلا بلا ملامح إلا هذيانا للحزن .. و أي خطوط هذه التي ستسرق الوقت واللون كي ترسمني صاخبا على رمل هذا الاتساع.. "عفواً .. كنت أناجي ذلك النيل الذي أسكنته الكثير مما عندي .. )
صديقي الذي عاد معي بات يلعن الزمن بعد إن تأكد من فقدان الكثير .. بعد استجماع القوى واستجداء الملامح .. بدأت أعي بأنني هو من استوحش وليست مدينتي العريقة .. ربما فقدنا بساطتنا وعفويتنا فى زحام الحياة .. على المدن و المطارات التي مررنا بها .. المدينة كانت دوما الحنونة وستظل .. ربما قسى عليها الدهر .. وجارت بها الأيام .. وهجرها أهلوها .. فحينًا تنام عطشي .. وحيناً آخر تلتحف الظلام ..
ولكنها ما فتئت تحاول ترويضنا من جديد لكن للاسف .. لم يطل بنا المقام لنبدا رحلة اخري بمزيد من الخوف وحلم آخر بالعودة قريبا..
--------------------------------------------- * الكنداكة : كانداس و هى الملكة الأم فى المملكة (المروية) .. * مدرسة أمدرمان الأهلية تأسست سنة 1955
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أمــدرمان .. ( لا يمكن تبين هويتها .. فهي مسلوبة اللحاء .. وليست حرازة ) (Re: humida)
|
Quote: صديقي الذي عاد معي بات يلعن الزمن بعد إن تأكد من فقدان الكثير .. |
.. هذا كل ما اخشــاهـ ..عوامل التعرية الداخلية .. كل ما تركنــاهـ هناك .. تبدل.. اعزاء رحلوا في صمت .. ازقــة اتسعت بحجــم البعــد.. .. اخبرني صديق في مكالمة هاتفية .. برحيل ( درش ) .. آلمني رحيل ( درش ) .. كما آلمني رحيل (حسيــــــن)( وماثيو ).. درش من ( مجانين ) حارتنا إلا أنه راجح العقل .. يعلب كرة القـــدم.. أحرف ما يكون وعندمــا يغني حنينا( ياسلوى قلبي شن ســـوا ).. يحكي ماساته وينقلك صوته لحي العـــرب والعرضة .. ما عاد هناك ( درش ) ... ولا إبراهيم عوض .. محمد العربي .. احرف ما يسوق ( العجلة ) ويقوم سداري حتى في الشارع العــام .. بالرغم من أنو ( كفيف ) بالميلاد.. .. ( مــاثيو.. ).. كم امتعنــا بحضورهـ التلقائي .. وترتيبه .. اسبــوع للعمل .. وآخــر للطشمة .. وأسبوع للراحــة .. وآخر للعبادة يقضيهــا في مسجد ( قليـــج ) وسط السوق .. لانعرف لــه أهــل ولا معـــارف سوى ( طبلية السجاير ) مقابل حديقة المــوردة .. في أسبوع ( الطشمة ) يتناوب الدوام فيها ..أي عابـــر .. أو أي عابــره فقط لانه ( ماثيو ) .. مع الدعــاء بالرحمـة ( لحسين ) .. يأتيني صوتـــه ممازحــا وهو في كامل اناقتــه: ( قيمّني يا بطـــه ).. ارد مقيمــا شياكتـــه: الفنــــله جبانــة جدا يا كمندان ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أمــدرمان .. ( لا يمكن تبين هويتها .. فهي مسلوبة اللحاء .. وليست حرازة ) (Re: humida)
|
وعن خور ابو عنجة احكي .. فلا الخور صار خوراً ولا تلك الحجارة الصماء صارت بالحجارة .. الدافوري حفيان في نص الخور تشوت الكورة مرة وتشوت الحجر عشرين مرة .. الدم يسيل من الأصبع الكبير بعد الشوتة ضفاري واللجوء لأقرب دلقان أو الدخول لي اقرب بيت من الميدان وتوشك على المطبخ والمنقد ورحلة البحث عن الهبود (الرماد) .. يااااااااااا حولاااااااااااااااا يا ولد مالك الضربك شنو ؟؟ هكذا تسألك جارتكم التي اقتحمت بيتها دون إستئذان وجري تجيب ليك ليمونة أو فتيل الريحة .. الخور حالياً كله الات حفر وترميم فيما نسميه البحيرة ...
شجرة اللالوبة وبنات المتوسطة وهم في الطريق لمدرسة الموردة .. يأتي الحسان من ابي كدوك والعباسية غرب وانت تشرب الشاي بي عيشة وتلبس الردا والفنيلة على طرف الحجر واضعاً فردة السفنجة الظهرية على الحجر ..
اين الان مع مدارس الاساس وإبنة الخامسة عشر تقود معها في سربها طفلة الخامسة ؟؟؟
عوض عيش زول شين شديد لكن سخرية القدر جعلته يعشق الفنانة ماجدة الرومي !!!!!
ابية الكوتش التحفة في ميدان الرابطة يراقب المباراة اسامة يمرر لصديقه حاتم مطر حاتم مطر لي اسامة تاني ويصرخ ابية : يا حاتم بطلوا لي كورة الحسب والنسب دي ..
حاجة الروضة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! وااااااااااااااااااااااااااااه من مديدة الحلبة والبلح عند الحاجة الروضة .. رحمها الله فبعدها صار الشارع يسمى شارع المدايد ..
سمك شعيب !!!!!!!! لا احب السمك ولا اكله طيلة حياتي ولكني دوماً ما اتواجد عند عمك شعيب فهنالك عالم اخر وحياة اخرى !!!!!!
كشك الليمون وسوق الموردة !!!!!!
الريفيرا التي الان يكسوها جمالاً مزيفاً كانت محطتنا ونحن في طريقنا لي فريق ريد وملاعبة فريق القراقير..
بلحجة ابو دقن تشوفوا تقول إمام جامع ولكن إياك ثم إياك ان تخطئ في الكورة فالسب واللعن هو مصيرك وتتبخر هذه الدقن وهذا الوقار ..كللللللو إلا الكورة ..
نادر كتكوت والموتر ..يترك عمله وشغله فقط للحوامة حتى يتأكد من ان الجميع داخل المنزل فاليوم مباراة مهمة لي فريق رابطة ابوعنجة ضد ودنوباي ..
حفلة بي زيدان والعجاج فووووووووووووووووووووق والناس حاتاهو قرض لا في زول طاري عشا ولا في زول طاري كرسي ..
امسيات الفاتح الكوتش وتضرب الفاخر (2*1) وماف احلى من كده !!!! دكان شوت الجنوبي والفول بي زيت السمسم ...
ياخ اقول ليكم حاجة ... امدرمان ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أمــدرمان .. ( لا يمكن تبين هويتها .. فهي مسلوبة اللحاء .. وليست حرازة ) (Re: humida)
|
العيد وافى فهاتي الكأس ما الخجل كي لا نرى جثة أمدرمان تحتضر
أمدرمان هذه المدينة الأليفة التي خبرتها وأفزعتك أيلولتها للشيخوخة مسكونة بالفتوة رغم القترة التي أعترت وجهها يا حميدة .. فشيوخها أوتاد الأرض مازالوا هناك الشيخ حمد النيل والشيخ دفع الله وقبة المهدي الإمام وبيت الخليفة عبدالله التعايشي .. والطوابي ترقد على صدر نيلها .. فمالك تبتئس .. ذكرني حكوك المبتئس بصديق لي قديم كان قد بعثني برسالة قال فيها أن أمدرمان قد تغيرت والجامع الكبير قد أصبح صغيراً جداً بالنسبة لعباس رشوان وعبدالله شلقامي "أصحاب محلان تجاريان كبيران كانا يجاوران الجامع الكبير" .. وحي العرب لا تسمع فيه إلا عواء الكلاب وصياح الديكة .. المظاهر حي للمظاهر وكفى.. وكلام كثير ختمه بـ: ماذا يحدث إن لم تشاهد حبيبتك لمدة أربعة سنين ثم فجأة تجده أمامك!! وتقرحت عيناي من كثر البكا وتورمت رجلاي من شوق الرحيل مثلك قضيت طفولتي وشبابي الباكر في أمدرمان متنقلاً بين أحيائها القديمة القلعة – ودنوباوي - سوق الشدرة – السوق الجديد – الاهلية الوسطى – الفتيحاب القديمة – الثورة الحارة الرابعة – وسكنتني أمدرمان مثلما سكنتها .. لهذا أصاب كلامك أشيائي .. الأهلية الوسطى أمدرمان التي قضمها شارع كبرى شمبات .. أصبحت أراها ضيقة مثل قفص الإتهام .. وأحتار ما الذي تغير .. حتى ميدان الكرة أمامها الذي كان ينهك رئانا في الجري أصبح ميدان تتوسطه حفرة سوداء (فودة) تقف حولها عربات أمجاد للبيع .. وما أكثر الأمجاد الضائعة وتلك المعروضة في سوق الله وأكبر .. وصرت مثلك أحاذر الشارع الذي تلقيت فيه نبأ وفاة صديقي أحمد طه حيث دكان والده خلف سوق العناقريب .. ولكن صديقك عمار سيكون قد تأقلم على الواقع وبحاجة للإنعاش المعنوي ولقاء أصدقاء الشباب وحكاوى العمر الزاهر .. (لتمسح هذيان الحزن الذي علق بالرجل)
نعم .. نعم نحن من إعتورت عيوننا الغبشة.. نمشي ونجيها وهي تقبض على سرها الدفين ويحتضن جوفها الرجال الذي رووها عرقاً ودماً .. وهي الطابية المقابلة النيل والعافية التشد الحيل .. فواصل هذا السرد المبين عن هذه المدينة الفاضلة .. حتى تلج سوح فتوتها الكامنة.. وبجيك تاني.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أمــدرمان .. ( لا يمكن تبين هويتها .. فهي مسلوبة اللحاء .. وليست حرازة ) (Re: humida)
|
رغم اني بت الخرطوم وتحديدا الحلةالجديدة لكن معظم طفولتي ومراهقتي قضيتها هناك قضينا اروع ايامنا في فرقة الاستاذ جهاد عبد المجيد في مدرسة الاهلية ..الشهداء... العرضة... بانت... العباسية ..السوق.. الموردة وما ادراك ما الموردة... حي مكي ...الملازمين... بيت المال... حي ازهري وخالي محمد ديسكو... واشلاق البوليس وبنات الزين ....والحيشان التلاتة (التلفيزيون---الاذاعة---المسرح) والفنون الشعبية
كلية المعلمات واولاد صلاح الدين واولاد اهلم وبيتهم المشهور الجنب مستشفي الدايات
البقية تأتي لاني لسع ما انتهت من اهم مرحلة قضيتها
| |
|
|
|
|
|
|
|