|
|
 حادثة ضرب الاسري من الاطفال من حركة العدل والمساواة وبيوت الاشباح في السودان ! (الحلقة الاولي)
|
(الحلقة الاولي)
الشكر والتقدير للأخ بكري ابوبكر صوت الضمير الحي , وصحيفة سودانيز اون لاين ملاذ المنادين بالعدل والحق والحريات والدفاع عن المسحوقين والمهمشين في زمن تحالف الفساد والاستبداد , وتسيد الظلمة والجهلة وفاقدي الاهلية الاخلاقية , وانعدام الانسانية وخُلق ديننا الحنيف وذلك لأبقائه شريط فيديو ضرب الاطفال من اسري حركة العدل والمساواة كما يزعمون , والصور تنطق جهراً وكشفت لأنظار المشاهدين في اركان العالم جزءا يسيراً مما ظلوا يفعلونه سراً في بيوت الاشباح منذ انقلاب الجبهة القومية الاسلامية المشؤوم في 30 يونيو 1989 , وظلوا ينكرونه بأستمرار رغم التوثيق استناداً علي شهادات الضحايا الاحياء ووثائق منظمات حقوق الانسان العالمية .
شاهدت الشريط عدة مرات وهذا ما سمعته من اصوات جلاوزة الجلادين : (دنقر , دنقر – دقو دقو – امرق الشافع ده – هناي يابن الكلب هناي – دق العبد دق العبد – واي واي يابن الكلب – صراخ وبكاء الاطفال ويسمع بوضوح وقع الضرب علي اجسادهم العارية او شبه العارية – هوي دنقر تحت يا زول – هوي احسن ليك – دكتور خليل وين .) ودون شك استمع كل من شاهد الشريط لهذه الاصوات .
ان نظام الجبهة الذي هو المؤتمر الوطني نظام نازي عنصري تشّرب ثقافة احتقار واضطهاد الآخر واستباحة حرماته لدرجة تعريضه لأشد التعذيب بل قتله . وعندما نصفهم بالنازية فذلك ليس تجنباً عليهم , فهتلر كان يعتقد ان الجنس الآري هو انقي الاجناس وما عداهم من الهوام وبخاصة اليهود الذين هم بدورهم يعتقدون انهم شعب الله المختار ! اما في السودان فهناك قسم كبير من المستعربين تري انهم السادة وما عداهم من السودانيين هم العبيد خاصة من اتوا من الجنوب او الغرب مثل ذلك الجلاد الذي ينعق بقوله حاثاً زملائه الجلادين (دق العبد دق العبد) ! وغزو حركة العدل والمساواة لأمدرمان اخرج المُضمر في الصدور وكشف المستور والذي كان يتناقل بين المستعربين ولا يجهرون به من اقوالهم وافعالهم نحو (الغرابة) . وما كتبه في هذه الصحيفة طالب جامعة الخرطوم الرزيقي (العربي) الذي جعلوا منه عدواً لهم وآل علي نفسه ان يلتحق بثوار دارفور لينتقم منهم وذلك بعد ان اعتقلوه وسبوه واهانوه وضربوه من غير سبب سوي انه من دارفور وسحنته وشكله يشبه قبائل (الزرقة) من دارفور كما يسمونهم ثم اطلقوا سراحه بعد ان استيقنوا من هويته , واما غيره من الزرقة الذين اعتقلوهم فلا يعلم الا الله مصيرهم علي ايدي هؤلاء العنصريين المتوحشين .
واما ما قام وتقوم به اجهزة امن الجبهة او المؤتمر الوطني فهو يماثل تماما ما كان يقوم به جهاز الجستابو النازي , وما حدث من ضرب مبرح لأطفال دارفور هو قطرة من بحر لما فعله جلادو الجبهة في بيوت الاشباح من تعذيب للمعتقلين من صفوة رجال الشعب السوداني من نقابيين واساتذة جامعات ومعلمين واطباء ومهندسين وصحفيين ومحامين بل لم يستثنوا احداً ممن توهموا انه معارض لهم من جميع فئات الشعب السوداني .
لقد نشرتُ قبل عدة سنوات في هذه الصحيفة مقالاً مطولاً واعدت نشره عن التعذيب في السودان ولا زال المقال موجودا في الارشيف واستندت فيه الي كتاب بعنوان (التعذيب في السودان – حقائق وشهادات) , اصدره مركز النديم بالقاهرة للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف وهذا المركز يضم اطباء اخصائيين مصريين متطوعين استقبل وعالج مئات ضحايا التعذيب في بيوت الاشباح في السودان من السودانيين .
وانا الان بصدد نشر مقتطفات من كتاب آخر بعنوان (التعذيب في السودان) اصدرته المنظمة السودانية لحقوق الانسان – فرع القاهرة و وهذان الكتابان ليسا متاحان في السودان بالطبع , واهدف من ذلك الي فضح هذا النظام النازي وتعريته وما ارتكبه من جرائم بشعة في حق الشرفاء وافضل الرجال من السودانيين في بيوت الاشباح , وان تظل هذه القضية حية في اذهان الناس , وأن يعلم بها من لم تتح له الفرصة ليعرف عنها , كما تكشف المخازي والجرائم البشعة التي ارتكبت في بيوت الاشباح , فهذا نظام جُبل علي الكذب والمكر والخداع والتضليل مستندين في ذلك الي ما يسمي فقه التقية , اي يظهرون غير ما يبطنون في اقوالهم وافعالهم وهذا هو النفاق بعينه , ويكفي دلالة علي ذلك انهم انكروا عند انقلابهم اي صلة بالجبهة الاسلامية وانما كان تحركهم بأسم القوات المسلحة و وظلوا علي هذا الحال ردحاً من الزمن , وعندما تمكنوا من السلطة بالقهر والبطش اسفروا عن حقيقتهم , وهم يلبسون لكل حالة لبوسها , فقد بدأت هذه العصبة تحت مسمي الاخوان المسلمون ثم تغيرت الي جبهة الميثاق الاسلامي , ثم الاسلاميين , فالجبهة القومية الاسلامية , واخيراً وليس آخراً حزبا المؤتمر الوطني وحزب المؤتمر الشعبي . كالحية تغير جلدها وتظل كما هي بسِِّمها وخطرها .
وحتي تحين ساعة الحساب وهي قادمة لا محالة ان عاجلا او آجلا لأن جرائم التعذيب لا تسقط بالتقادم , وسيقدمون لمحكمة الجزاء الدولية بلاهاي والتي ستبدأ قريباً ان شاء الله بمحاكمة احمد هارون وعلي كشيب , وسيتوالي القصاص من الجناة , من اكبرهم الي اصغرهم من ادوات التنفيذ .
وجاء في كتاب التعذيب في السودان (صفحة 14) , وقد تعرض المئات من السياسيين والنقابيين واساتذة الجامعات والصحفيين والمحامين لأبشع انواع التعذيب . منهم من عُذب حتي الموت ومنهم من فقد بعض اطرافه ومنهم من خرج من المعتقلات السرية (بيوت الاشباح) بحالات صحية سيئة .
ومؤخراً تلقت المنظمة السودانية لحقوق الانسان بقلق بالغ تقريراً من شاهد عيان حول عمليات التعذيب التي تتم داخل بيت الاشباح رقم (1) وهو المقر السابق للجنة القومية للأنتخابات والذي قامت السلطات مؤخراً ببناء عشرة زنازين داخله للحبس الانفرادي ويوجد في داخل هذا المنزل اعداد كبيرة من المعتقلين من بينهم ثلاثة عشر معتقلا يحتجزون في قسم واحد وهم :
ميرغني عبد الرحمن الحاج : وزير التجارة في العهد الديمقراطي
كمال الجزولي : عضو مجلس نقابة المحامين
مضوي محمد احمد : سياسي معروف وعمره تجاوز السبعين وكسرت يده
التيجاني حسين : صحفي
محمد سيد احمد عتيق : صحفي
طارق فريجون : مخرج تلفزيوني
عبد الرحمن ادريس : قاضي سابق
حاتم الجمري : ملازم امن
رقيب محمد ادريس
احمد عبدالمجيد
رقيب مايكل
ابو عبيدة : خريج جامعة الخرطوم
اكرم : خريج جامعة الخرطوم
ويتعرض هؤلاء لأشكال مختلفة من التعذيب فهم يضربون يومياً بالسياط ويعلقون من ايديهم علي ابواب الزنازين ويتعرضون لتحرشات افراد جهاز الامن والاساءة بالالفاظ النابية ويتم اخذهم علي دفعات ليلا ويرحلون لمنطقة سوبا حيث يعلقون من ايديهم بحبل متصل ببكرة اعلي بئر عميقة يتم انزالهم داخلها بسرعة وتنبعث من داخل البئر رائحة نتنة (غالباً رائحة جثث حيوانات او آدمية) ويتم ارجاعهم للمعتقل مرة اخري وهم في حالة سيئة . ويشرف علي تعذيب هذه المجموعة شخص يدعي الشيخ حسن وهو امام مسجد القيادة العامة بالخرطوم .
وفي الساعات الاولي من صباح الجمعة 15/5/1992 تعرض هؤلاء المعتقلين لتعذيب خاص اذ حضر افراد الحراسة وهم في حالة هياج كامل واخرجوا المعتقلين وقاموا بضربهم بقسوة شديدة .. ويذكر ان السبب في ذلك يرجع الي ان قوة من الامن كانت قد داهمت منزلا بالخرطوم في الليلة السابقة واستخدمت الرصاص مما ادي الي مقتل قائد القوة عن طريق الخطأ وهو الملازم طلال الطيب غزالي وسلمت جثته لذويه ومنعوا من الحديث حول سبب وفاته .
(ادلي شاهد العيان بهذا التقرير في يونيو 1992 )
ونواصل
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
هلال زاهر الساداتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست