يا أستاذ/ربيع عبد العاطي أن الأمن الخاص أعترف بإرتكاب هذه الجريمة
هناك من يرى أن إنتشار ظاهرة التعذيب في العهد الإسلامي بدأت في فترة حكم الأمويين ، وقد أستدل أصحاب هذه الرؤية بقضية صلب سيدنا عبد الله بن الزبير وتعليق جثته في مكة لمدة ثلاثة آيام ، كما أستدلوا أيضاً بالمجزرة الرهيبة التي تعرّض لها آل البيت النبوي في كربلاء على يد جيش يزيد بن معاوية ، بالفعل ، و في هذه الحادثة بالذات تم قتل الأطفال والنساء ومُنع عنهم الماء كما أقتضت سياسة اليد المطلوقة السراح ، لتقتل من تشاء وتعذب من تشاء بلا حساب ، أما رؤيتي الخاصة أن مدرسة التعذيب بدأت قبل هاتين الحادثتين ، بدأت في ليلة حصار الخليفة الشهيد عثمان بن عفان ، حاصره جنجويد ذلك الزمان ومنعوا عنه الماء وهو الذي اشترى من حر ماله بئراً ليشرب منها المسلمون الماء بلا ثمن ، وهو الصحابي المُبشر بالجنة ، وهو مُجهز جيش العسرة ، فلم تشفع له هذه الأعمال أو صحبته أو مصاهرته للرسول ( ص ) ، فقد خاطب سيدنا عبد الله بن يوسف بن سلام ، وهو يهودي كان قد أسلم ، خاطب جيش الحصار قائلاً : "إن فعلكم هذا لا يشبه عمل الكافرين ولا عمل المؤمنين ..إن الروم والفرس تأسر ولكنها مع ذلك تسقي وتطعم " فرد عليه الجنجويد : أذهب يا إبن اليهودية فلا أم لك ، فعيروه بأمه اليهودية مع أن هذا الرجل نزلت أية من القرآن في حقه عندما أسلم ، ما أود أن أخرج به من خلال هذه المقدمة أن الصراع الإجتماعي وليس الفكر الإسلامي هو الذي ولّد التطرف وإنتهاك حقوق الإنسان ، فالإسلام نهى عن قتل الأسرى وتعذيبهم ، بل هذه الممارسة المرفوضة قامت بها قريش ضد آل ياسر والذين أشتهروا في التاريخ الإسلامي بقوة الصبر وتحمل الأذى في سبيل التمسك بالعقيدة . عاد آل ياسر مجدداً في تاريخنا الحديث ، ربما يختلف المكان والزمان والأسباب ، لكننا شاهدنا شريط فيديو أبو غريب السوداني ، فقد كان مقززً وبشعاً حتى أنكره أصحابه فوصفوه بالمُفبرك ، بدأ في هذا الشريط جنود القوات الخاصة وهم يضربون بالسياط ظهور أطفال صغار ويطلبون منهم الزحف وهم عراة في رمضاء تقلي كالنار ويستحثونهم بالسياط بالإسراع في الزحف ، الجلادين كانوا جنوداً في القوات الخاصة التي أطلق لها السيد/رئيس الجمهورية العنان لتفعل ما تشاء بلا حدود أو ضوابط ، فلا تميز بين الطالب أو موظف الحكومة أو الطفل ، فالكل مُستهدف ، يقول الأستاذ/ربيع عبد العاطي أن الفيديو مُفبرك ، كما فهمت من حديثه مع قناة العربية أن هناك ستوديهات لهوليوود في معسكرات النازحين بدارفور ، فقام مخرج الشريط بجلب كومبارس من الشماليين وهم بزي القوات الخاصة السودانية ، كما جلب المخرج عدداً من الضحايا يُقدر عددهم بأكثر من مائة طفل ، ثم قام بتوليف الفلم فأخرجه كما رأينا من البشاعة مثل أفلام جايسون وليلة الجمعة13 ، فلا أعتقد أن أحداً في السودان – مهما بلغت كفاءته المهنية - أن ينتج فلماً بهذا المستوى من التلقائية ، فصرخات الأطفال لا تدل أنهم يمثلون دوراً في مسرحية مدرسية ، وشتائم الجنود العنصرية تفضح من أين أتوا ومن هم ؟؟ يكفينا من الأخ ربيع عبد العاطي أنه تبرأ من هذا الشريط ، أما قوله بأنه مزور فهذا ليس من إختصاصه ، فهناك جهات فنية متخصصة في هذا العمل ، وهو يقول أن الشريط مزور لأن الأجهزة الأمنية لا تقوم بهذا العمل ثم دعانا لرؤية متحف الأستاذة /سامية أحمد محمد الذي أقامته لأطفال دارفور على وجه الخصوص ونست أن هناك 700 طفل يولدون كل في الخرطوم بلا أب ، لكن ما رأيناه في هذا الشريط هو من صميم عمل الأجهزة الأمنية ، والدليل على ذلك لماذا يطارد المحقق الدولي رموز الحكومة السودانية بتهم إرتكاب جرائم الحرب في دارفور؟؟ وما الداعي إلي دخول القوات الأممية إلي دارفور ؟؟ وكيف مات خمسمائة ألف إنسان من دارفور وكيف تم تهجير ما يقارب الأربعة ملايين ؟؟هذه الأجهزة الأمنية تسببت في تفكيك النسيج الإجتماعي وفتحت أبواب السودان أمام التدخلات الدولية ، وهي تمارس التعذيب والسحل في كل مكان في السودان ، في بورتسودان ، في كجبار ، في سوبا ، وهي تقتل وتخلف الجثث ثم تخفي آثار الجريمة ، هذه المرة هزمت الثورة المعلوماتية التعتيم الإعلامي الرسمي ، ورأى الناس فقط مثلاً صغيراً لما جرى للناس خلال 19 عاماً من حكم الإنقاذ ، وقد شهد العميد الجسور محمد أحمد الريح على فظائع أسوأ من التي رأيناها ، تسمرَ المشاهدون في مقاعدهم ، وصُعقوا من هول الصدمة مع أن لقطات الفيديو لم تزد عن الستة دقائق ، وكل العالم العربي يشاهد لأول مرة جندياً سودانيا – هذه المرة لم يكن إسرائيلياً أو أمريكياً كما جرت العادة – وهو يقوم بتقطيع ظهور أطفال صغار بالسياط ، صور سجن أبو غريب لم تكن مفبركة ، سجن صور غوانتانامو لم تكن مفبركة ، وكذلك فيديو الشهيد محمد الدرة ، أما هذا الفيديو السوداني فهو الوحيد المُفبرك لأن الأمن السوداني لا يقوم بهذا العمل ؟؟ ولماذا يدافع الأستاذ ربيع عبد العاطي عن الأجهزة الأمنية وهو في موقع إعلامي ؟؟ أم الأمر علاقة بإزدواجية الإختصاصات ؟؟ والأمن السوداني لم ينكر إرتكابه لتلك الفظائع ، ففي الفضائية السودانية ظهر ضابط سوداني وأنا أطلقت عليه إسم المُشلخ (T) ، ومن خلال تصريحاته للفضائية السودانية أعترف بأنه هو وجنوده قتلوا كل من أسروهم ، وهذا التسجيل موجود في كل المواقع ، ولذلك كان الأطفال الذين ظهروا في روضة الوزيرة سامية أحمد محمد هم غير الأطفال الذين رأيناهم في هذا الشريط ، فهؤلاء الأخيرين على الأرجح قد قُتلوا منذ ساعة تصويرهم وهم الآن جثثاً متحللة في المقابر الجماعية .فأجسادهم النحيلة لن تقوى على تحمل لسعات السياط والعطش .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست