عثمان حسين: تراث مجمع عليه (مقال للاستاذ صلاح شعيب )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 07:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-20-2008, 07:20 PM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عثمان حسين: تراث مجمع عليه (مقال للاستاذ صلاح شعيب )

    عثمان حسين تراث مجمع عليه
    صلاح شعيب


    هذا «الاجماع الحزين» على رحيل عثمان حسين، والذي جعل وفداً كبيراً من الحركة العشبية بقيادة السيد سلفاكير يقوم بتقديم واجب العزاء، إنما هو دلالة عميقة على أن هناك مشتركات عميقة خلقها «فن الغناء» لدى السودانيين جميعهم، ولا يزال الفنانون يحاولون تطويرها برغم أن «فن السياسة» يحاول تهديم كل هذا الرصيد الاجتماعي الذي تواضع عليه السودانيون.
    بل إن الكتابات التي رصدتها بعد وفاة عثمان حسين وضحت أن كل الكتَّاب المختلفين في ايديولوجياتهم ورغباتهم السياسية قد أجمعوا على أهمية تراث الراحل في حياة السودانيين. ووجدت حتى الإسلاميين قد نصبوا خيام الحزن على فنان خدم سودان ما قبل وما بعد سياسات «إعادة الصياغة» بالشكل الذي جعلنا نحتار حول هذا الموقف الجديد الذي جب ما فعله قادة الأسلمة السودانيين حينما حرَّموا الأغنيات العاطفية من البث الإذاعي والتلفازي، وكان نصيب أغنيات عثمان حسين هو نصيب الأسد في تلك المذبحة التي قلت من قبل إنها توازي القرار الذي أصدره الرئيس جعفر نميري بخصوص الرياضة الجماهيرية في عام 1976 وكلنا نعلم أنه منذها أفقرت الرياضة بذات الفقر الذي أصاب الساحة الغنائية بعد القرارات التي طالت الغناء والمسرح من قبل «اجتهادات الأسلمة».
    الشيء الثالث والمهم هو أن رحيل عثمان حسين انعكس حزناً على ثلاثة أجيال معاصرة، فإذا كان الجيل الذي عاصر الاستقلال قد حزن على أبوعفان، كما يناديه بعض أصدقائه، أشد الحزن، وعبّر عن ذلك بكلمات دامعة فإن الجيل الوسط الذي عاصر مايو تقريباً قد سكب الدمعات الحرى، فيما سطر أبناء هذا الجيل الذي غنى من أعمال عثمان حسين بكثير من الاستمتاع كلمات مليئة بالأسى في مواقع الانترنت.
    وربما يبقى العامل الرابع متمثِّلاً في كل الجندر الذي حزن لعثمان حسين، وهو الذي عبرت أغنيته بشفافية جعلت الجنسين ينظرون إليه بإعتباره قد نمى لديهم الإحساس بالكلمة الشفيفة والعاطفة الندية بالشكل الذي لم يفعل كثير من فنانين معاصرين له، فأغانيه التي تنوّعت في مضامينها عبرت عن هجران الجنسين منذ الخمسينيات وبقيت معبِّرة عن هذا الجيل أيضاً. وقد يتفق النقاد الفنيون على أن الكلمات التي شدا بها الراحل امتازت بغنائية عالية وشابها الكثير من رقة التعبير ورهافة الحس، وبرغم أن دور الفنان هو اختيار النص لا كتابته، فإن عثمان حسين كشف عن حس شاعري عميق، حيث عرف مواطن النص الجيد الذي يصلح لأن يجري مجرى الألسن، وأن تكافح معانيه من أجل البقاء.
    ومن هنا تكمن قيمة عثمان حسين ليس كفنان فقط وإنما كرمز ثقافي واجتماعي ووطني لكل السودانيين، مما يجعل المقارنة بينه والآخرين راجحة لصالحه. فقد التزم عثمان حسين طوال تاريخه بأن يكون فناناً وكفى. لا تجمعه جامعة مع الحكومات أو نمط واحد من الأذواق أو الشلليات الإبداعية. إذ نوع شكل التعاون الفني مع كل شعراء بلاده من مختلف الأجيال والجغرافيات. فقد غنى لمحمد بشير عتيق وقرشي محمد حسن وصلاح أحمد إبراهيم وبازرعة والحلنقي والسر دوليب ومحمد يوسف موسى... إلخ.
    لكل هذه الأسباب حق للراحل أن يجد التقدير والترحَّم من كل الناس، ولعله يستحق أكثر من ذلك ما دام أنه رحل وقد خلَّف مكتبة غنائية ظل الشعب السوداني ينهل منها لشحذ عاطفته وترقيقها.
    إن شلال هذا الوفاء الذي تبارى الأدباء والمفكرون وعامة الشعب في دفعه -تعبيراً عن حزنهم وفي ذات الوقت تقديراً للراحل- خلق اجماعاً مدهشاً حول الفنان في ظل ندرة حول الشخصيات السودانية التي يتم حولها اتفاق نسبي، لكونهم خدموا البلد، أو عبَّروا عن أحلام أهلها أو دافعوا عنهم أو أحسنوا الوفاء لهم. ولعل الساحة الفنية والرياضية خصوصاً تعطي في كل مرة نموذجاً عن الدور الذي ينبغي أن يقدمه كل سوداني في مجاله.
    ولكن يبدو أن غالبية الناشطين في الساحات الأخرى قد استمرأوا أن ينأوا بأنفسهم عن تفكير الفنانين والرياضيين ويسيرون في طريق يحققون فيه طموحاتهم الذاتية قبل أكثر من بناء تراث يتفق الناس حول أهميته أو فائدته.
    حينما علمت بوفاة الأستاذ عثمان حسين طافت في خاطري عدة ذكريات بالخرطوم وأخرى حضنها تاريخ أيامنا في مصر.. تذكَّرت زياراتٍ له بمنزله وتواصلاً مع ابنه صلاح عثمان حسين والذي يتطابق اسمه مع اسمي الكامل حين حزف حرف «الياء» في كلمة جده، وقضيت أياماً أزوره في منزله ومرات نلتقي برفقة الموسيقار حافظ عبدالرحمن وعازف الاكورديون المعروف عبد الحي، ولا أنسى ذلك الحفل الذي دعاني لحضوره بالهيلتون في منتصف التسعينيات، وأتذكَّر أنه امتعض من الإجراءات التي قام بها المسؤولون في الإذاعة والتلفزيون من حجب أعماله وأثنى في ذلك اليوم على الموسيقار محمد وردي، بوجود الاخوين حافظ وعبد الحي، ولمست تقديره لزملائه وكيف أنه قال إن مواقف وردي العظيمة، وكان وقتها في قاهرة التسعينيات، مفخرة لكل الفنانين.
    ثم تذكرت اسبوعاً اصطحبته فيه بتكليف من الإستاذ إبراهيم عبد القيوم إلى الاسكندرية للاستجمام هناك.. لعل الفكرة أنه عند شواطئ الاسكندرية وهدوئها يجد ما يلهمه التلحين، وما يمنحه بهاءً نفسياً حين يزور الاسكندرية ويزاور أزقتها وآثارها ويتابع أمواج المحيط، ثم تذكَّرت تكريم مركز الدراسات السودانية له في ذلك اليوم بالجامعة العمالية بمدينة نصر. وقد كان ذلك اليوم استثنائياً وسيتذكره من عاشوا لحظاته حين داعب الوتر بعد غيبة طويلة، فأعادهم إلى زمان جميل..
    زمان كان الوطن يقبل اجتهادات عثمان حسين كونها تدفع للتنمية العاطفية وترقي التذوق الموسيقي وتوجد الفضيلة الغنائية النبيلة دونما تحريم لدوافعها، وهو كذلك زمان تطوَّر فيه الشعر الغنائي مترادفاً مع التطوَّر الملموس في ألحان الفنانين وأعمالهم، فمنحنا «حارم وصلي مالك، أنا والنجم والمساء، شجن، بعد الصبر، ربيع الدنيا، في محراب النيل، عشرة الأيام، الفراش الحائر، القبلة السكري، وغيرها من أغنيات تتسابق نحو الوفاء للاذن والطرب والجمال، ومن بعد تبني تلك الأغنيات في مسيرة عثمان حسين الخالدة، والتي ما فتئت مخلصة للوطن وللأغنية والرومانسية، وهكذا اندرجت أعماله حتى صار رائداً من رواد الرومانسية كما جاء في ديباجة تكريمه يومذاك بالقاهرة.
    لقد تحدَّث في ذلك اليوم الاستاذ السر قدور مقدماً عثمان حسين بكلمات وفية ندية خرجت بكل صدق قدور، أحد شهود العصر الغنائي السوداني، فأطرب الحاضرين بنثره المرتجل المنتقى من فضاء اليوم الختامي.
    وأتذكر أن عثمان حسين ردد مقطع «نحن الفدا.. جنود الردى» لأكثر من مرة بإنفعال واضح كان يعني ما يقول، فتجاوبت الصالة مع رمزه الدافئ هذا.. ثم نهضت الأستاذة سمية حسن من بين الجالسين في مقدمة الحضور.. وصعدت للمسرح وقبَّلته في هامته.. وبعدها أكملت معه الوصلة في لقطة بديعة أكدت أن الفن الغنائي يعي مرحلة تلك الأيام بكل التباساتها وتعقيداتها المتصلة بالسلطة السياسية الحارمة لوصل الناس من الاحتفاء بالغناء، وبأمثال عثمان حسين حينما كان الأستاذ الطيب مصطفى يقرر أن لا صوت يعلو فوق صوت المديح، وحماسيات ساحة الفداء وصوت قيقم وشنان ومحمد بخيت.
    في تكريم الجامعة العمالية والذي تبناه الدكتور حيدر إبراهيم شارك من اليمن الشقيق الدكتور نزار غانم شيخ الطريقة السومانية، هذا المصطلح الذي نحته للمزاوجة ما بين محتويات ثقافية في السودان واليمن، وشارك في الندوة ولم يبخل بأن يشارك عثمان حسين الذي قال «إنه صاغ وجداننا الفني» فغنى، جنى الوزين لعبد القادر سالم، وأغنية أخرى معبراً خلالهما عن حبه لعثمان حسين ووطنه الثاني الذي عاش فيه أحلى سني عمره، مستمعاً لعثمان حسين وعازفاً لأغنياته بالعود في السبعينيات حينما كان طالباً بكلية الطب برفقة والده المحاضر بجامعة الخرطوم عبده غانم.
    وللأسف الشديد يرحل الفنان عثمان حسين دون أن يقف على الوطن الذي ظل يغني له كي يراه في العلا، شامخاً، متحداً، قوياً أمام أنواء الزمان. ولكن!! وليت الأمر وقف عند ذاك الحد ففناننا لم يقف هو الآخر في أخريات أيامه على احتفاء يليق برمزيته الثقافية المعبرة.. لا من قبل المؤسسات الخاصة التي كرّمت الفنانين وأغدقت عليهم العطايا، ولا من المؤسسات الحكومية، ولا يخشى المرء من القول إن احترام عثمان حسين لفنه وشعبه وتاريخه هو الذي جعله بمنأى عن المهتمين الآن بتكريم المبدعين لحاجات في نفوسهم.. ليس من بينها تقدير الإبداع والمبدع في حدِّ ذاته. ولعل الشيء المؤسف أن يهتم الكبار في الدولة بأمر مواراة عثمان حسين الثرى وهم الذين لم يبذلوا قليل جهد في رد الاعتبار له بعد أن تيقنوا أن من الصعب إعادة صياغة الغناء.
    إن الأيام السبعة التي جمعتني بالراحل في شقة الصديق الفاتح عباس بالاسكندرية أبانت لي أصالة معدنه وحلو معاشرته وتواضعه المتناهي وهو العلم الفني الذي استمتعت بغنائه وتعرّفت على تاريخه من خلال تلك الجلسات التي ضمتني وإياه. وأكرر أنه في تلك الايام قام بتلحين أغنية لحسين بازرعة لم يقدمها للمستمعين، ويقول مطلعها:
    «أنبدأ معاً يا حبيبي الحكاية
    أتذكرها أم نسيت الرواية»
    وقد عاصرت لحظات تشكيل اللحن بالعود وكلَّفني بتسجيله في شريط كاسيت كنت أحمله معي لتسجيل الحوارات، وكان الراحل فرحاً بذلك اللحن الذي أعاده إلى دنيا الإلهام. وقال لي إنه سيعمل على اكمال تلحين بقية الكوبليهات وعمل البروفات بمجرد وصوله إلى الخرطوم وتسجيل العمل وتقديمه في حفل كبير، ولا أدري إن تمكّن الراحل من توثيق ذلك اللحن الذي ما زلت أحفظ مطلعه الأول.
    وفي الاسكندرية كان من حظنا أن جاء الفنان كاظم الساهر لإحياء حفل كبير بمنتجع «مارينا» وأبدى لي عثمان حسين رغبة لحضور ذلك الحفل، ولكنه اعتذر لي قبل ساعات من مواعيد الحفل لإحساسه بصداع مفاجئ.. ومن حسن الحظ أن التلفزيون المصري كان يقوم ببث حفلات الساهر على الهواء مباشرة، وقد كان من حسن حظنا أن تم بث الحفل حيث استمع عثمان حسين بكل حواسه للفنان العراقي وأشاد بقدراته الصوتية. وأتذكر أنه قال إن الفنان كاظم يمتلك صوتاً اوبرالياً أكثر منه تطريبياً، برغم تأكيده لصوته الطروب، كما قال إن قوة ألحانه تعبّر عن عبقرية موسيقية لم يشهدها في الجيل الجديد من المغنيين العرب. وكانت فرضياته تستند على أن معظم الفنانين العرب الذين أسسوا عرش الغناء العربي تعاونوا مع ملحنين كبار ولم يتسن لهم التلحين بمفردهم وذكر لي دور رياض السنباطي مع أم كلثوم الذي لحن لها أكثر من تسعين أغنية كما قال، وكذلك تحدث عن دور محمد الموجي مع عبد الحليم حافظ والرحابنة مع فيروز.
    والملفت للنظر أن عثمان حسين توقف مثل غيره من الفنانين الكبار في العقدين الأخيرين عن إنتاج الجديد من الأعمال وظل يتكئ على رصيده الكبير من الأغنيات التي قام بتلحينها منذ الخمسينيات وبلغت ذروتها في السبعينيات. وبرغم وجود عمالقة آخرين في فن الغناء نافسوه في عمق التلحين وتطوير الصورة الشعرية للنص ورحابة الإمكانات الصوتية، إلا أن تلك الأعمال الكبيرة للراحل بقيت راسخة في ذهن المستمع لألحانها السَلِسلة وكلمات السهل الممتنع التي أبدع فيها الشعراء الذين تعاونوا معه.
    وإذا كان الفنان محمد وردي ومحمد الأمين ذهبا بتجديد الأغنية إلى مناطق متقدّمة من التطوير، من حيث موضوع النص وأسلوب اللحن وطريقة التوزيع الاوركسترالي، إلا أن أعمالاً كبيرة مثل «شجن وربيع الدنيا والوكر المهجور والفراش الحائر» واغنيات أخرى، بقيت من أشجى وأعذب الألحان التي هي تطوّر موضوعي لتجارب لحنية سبقت عثمان حسين، وبهذا المستوى من التقدير لإضافات كل جيل، فإن أعمال الفنانين وردي ومحمد الأمين وبقية المطربين القدامى والجدد تمثل بناءً ابداعياً فوق ألحان أعمال عثمان حسين وبقية من فنانين عاصروه. رحمة الله على عثمان حسين. ولتكن الجنة مثواه.

    نقلا عن الصحافة
                  

06-21-2008, 05:05 AM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان حسين: تراث مجمع عليه (مقال للاستاذ صلاح شعيب ) (Re: محمد عبد الله شريف)

    برغم الكثير الذي كتب في رحيل الاستاذ العظيم عثمان حسين والذي اعتبر انه برحيله قد فقدنا نصف ما يربطنا بالوطن من وجدان انساني فعثمان حسين ان لم يكن

    بالنسبة لنا كل جمال الغنا الا انه كان اقلاه يمثل النصف

    مع امتناني لكل من كتب الا انني كنت اترقب مقال الاستاذ صلاح شعيب في رحيل هذا المبدع الفنان لما لصلاح من الثقافة وافر الالمام ولعلمي المسبق برحلة الاسكندريه

    في معية صلاح كنوز من الحكايات اتمني ان يمتعنا بها عن الراحل الاستاذ وياريت لو كان مشروع كتاب

    صلاح شعيب شكرا كثيرا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de