كـــمبا ......... قصه قصيره

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 04:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-17-2008, 10:38 AM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كـــمبا ......... قصه قصيره


    لا شك فى أنها ... وبعد أن تفرغ من الصغار .. , سوف تأتى تسألنى عن أمــور شتى كعادتها .., وتختار بذكاء مدخلها الى ذهــنى المنهمك فى كــوم من الكتب الشـاحبه أمامى كجذوة حب ميــت .
    كانت تهمس بحذر متقن , وفتيات الجيران قد تكومن هناك فى دائره صغيره فى الركن الجنوبى فى باحة البيت العتيق ... تتوسطهن الخالة ( ذكــيه ) وهى تحاول جاهده الكشف عن المستور والمخبأ فى الغيب والصدور ..
    لقد اعياها البحث والمراهنات ان لم يكن لفاطمة فعلى الأرجح لأختها ( هــاديه ) موظفة البنك ... والتى يبدو عليها اليوم طرب خفى وضحكة مجلجلة ترسلها بين الحين والآخر ... ضحكة غابت عنها طويلاً ولم نعد نسمعها منذ أن إختفى خطيبها ( حسان ) وهرب قبل عام وثلاثة أشهر , وأختفت معه سيارته البيضاء الفارهة من أزقتنا ..
    قال محجوب مدير المدرسه :- كانت تأتى عند المساء , فتبدو العلامة الشاذة الوحيده فى حارتنا , يلتف حولها الصغار مشدوهين ويرمقها الكبار بحنق , وسلمان الأطرش يظل فى حراستها حتى يخرج حسان , يصافحه الاطرش بحرارة بلهاء , يعطيه بعض نقود ويجرى فرحاً ...., عموماً لا أحد يجزم بمكانه الآن , قيل انه هرب الى السعودية معتمراً , وذكر أحد القادمين عبر الصحراء الغربيه أنه رآه على ظهر شاحنة جهة ( حمرة الشيخ ) على الحدود الليبيه ... ,
    أما الرواية التى أجمع عليها معظم الناس فقد رواها حاج أحمد قائلاً :----
    " كان يعمل لحساب أحد المرابين فى سوق المحاصيل , وتورط فى مديونيه كبيره مع زمرة من التجار الجدد و ( بنوكة الزمن ده ) هكذا تسميها ( كمبا ) بائعة الخضار وأم اليتامى الثلاثه ,و تنطقها بطريقة مثيرة للضحك ...!!!
    أقتربت جدتى منى هامسة " صحى يا عصام وليدى الحكومة زادت ليكم الماهيه ؟؟؟ قلت لها : نعم الماهيه زادوها والضرايب زادوها تانى !!!
    لحظتها طرق صديقنا ( عماد ) الباب بطريقته المعهودة والتى دائماً تذكرنى بعهد البيوت القديمه تلك ...!!! فأنتابنى فرح غامر بفك الحصار , حيث كان لزاماً على ان أتحمل تداعيات الجدة والتى غالباً ما تتحدث معى حول امور لا تهمنى وأجهلها تماماً, وبينما أنسحبت هى تجرجر ثوبها القديم , جال عماد ببصره فى فناء البيت حتى توقف تجاه كوم الفتيات وتبسم ساخراً :- أتدير محلاً لممارسة الدجل والخرافة أيها المحارب القــديم ؟!!!!
    أجبته :- لا ياصديق كلما فى الامر إنها لعبة إستحدثتها إحدى الفتيات وإستجلبن لها خبيرة فى علم الباراسايكولوجى من الحى المجاور!!!!
    رفع حينها شقيقى ( عــدلان ) الملاءة عن وجهه باعثاً زفيراً وانة حارة.... :- الملاريا عدو لا تأمنه قفاك ..... ضحكنا عليه ثم تمطى حطاماً حــزيناً ..!!
    كان عدنان قد درس الجامعة معه فى عاصمة الرشيد , لا يكبرنى كثيرا بيننا ثلاتة اعوام بالتمام والكمال , لكنه أبعدته عنا الزوجة بتفاصيلها ... الاطفال ... الحليب ... البطاطس ... المدارس ... وطموحاتها الأنثوية التى أخفتها عنه ذات عشق محموم ...!!!!!
    أحياناً يهرب عدنان إلينا خلسة وأحياناً أخرى يتمرد علاينية على سلطات زوجته ..,هارباً من الروتين والرتابة محتفياً بأماسينا الحالمه الجميلة وعالمنا الذى شيدناه عنوة رغم كل المحاذير وجبروت الراهن المأساوى !!!!!! كنا نتوافد الى غرفة عماد التى تتسع لكل أبناء جيله المأزومين ....!!!!!!
    أذكر يومها وبعد أن داهمته جحافل الملاريا اللعينة .., وقف فينا صائحاً وواعظاً :-
    أسمعوا ياشباب أروع ما فى حياتكم هذه أن تظلوا هكذا ... هى الحياة ..... صحنا معه بأعلى صوتنا ... هى الحياة ..!!! صدقونى :- هذا المنفى المسمى زواج ... خديعة أجتماعية كبرى ..!!! وبقايا فلسفات متحفية لأزمان غابره ..!!!
    أحياناً يساورنى شعور بالكبت والندم حتى أن رائحة الزنازين أخالها تكمم أنفى ... أحتاج الآن أن أجرى .. أجرى ..طليقاً مثل فراشة .. مثل غزالة بريه .. أقفز طليقاً فى الفضاء .. طليقاً كأى عصفور فى اللا متناهى ... !!!!!!!!!
    قاطعه عماد زاجراً :- يا أخى أرحم نفسك وأرحمنا معك ..., لقد مللنا فلسفة الأزمات تلك .. أنك تزوجت من تحب وهى فتاة جامعيه ومثقفة ...!!!
    صاح عدنان فيه غاضباً :- لا .. لا .. لا .. وبلاءاته خفنا انه سوف ينهار باكياً ..
    جــــامعية ...؟؟؟؟ فقط هى أفضل المتاح ( لا فرق كلهن فى الهم سوى ) ..
    وأسأل مجرب ولا .......... ( رددناها معه ) .........................
    فى الزاوية الأخرى من فناء البيت العتيق تصاعدت أصوات الفتيات , وإنطلقت من إحداهن ضحكة عالية مجلجله .. ضحكة تململ لها عمــاد فى كرسيه وشرد بذهنه بعيداً , ثم تتأتأ وهمس فى :- الضحكة أياها ... نعم ... إنها جين مورس .. جين بلحمها وشحمها ..أنثى من من طراز مثير ومثير جداً للفحولة البحته ... هاديه .. هاديه .. ها ... , إلتفته إليه :- تمهل " رغم إختلاف الأمكــنة فكلهن متشابهات " .... وإنسحبته منه الى المطبخ كنت أعلم مدى تعلقه الجنونى بها وحتى عداؤه االسافر للطفيليين كان يحمله شيئاً من حقده الخاص لذاك " الجوكى ..حسان " الذى إختطفها منه فى معركة لم تدم طويلاً ..., حيث كانت للعربة البيضاء الفارهــة فعل السحر عليها حينها تأزم وأدمنها .., أصابته بهذيان عنيف وأضاعت كبرياءه .
    بدأ لى كرائعة ماركيز ( ليس للكولونيل من يكاتبه ) ....!!!!!!
    مررت من المطبخ بجدتى أحمل أكواب الشاى , أشارت على بأصبعها , دنوت منها , تلعثمت ... أيقنت أن هنالك أمراً خطيراً .., قالت :-
    جانا عريس لى هادية بت حاج عثمان ..,؟؟ تاجر كبير إلا بى أولاده !!!
    ده منو يا حاجه ؟؟ سألتها ... قالت :- التاجر الكان شغال معاهو خطيبها الأولانى .. خطيبها الطفش ...!!!!!
    زعــقت .. تمايلت الأكـــــواب فى يدى ..., إنسحبت جارياً ... وأنا أردد بحزن عميق
    ..:---
    يا أم أحــمد
    دقى المحلب ..
    فى توب أحمد
    وأحمد غــايب فى أم ركايب
    جانا كــلب ..
    ســـــنونو صفر
    جانا كلب سنونو صفر
    حلب الناقه
    فى الشرنقابه
    جانا كلب سنونو صفر ... جانا كلب سنونو صفر ...
    ----------------------------------------
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de