|
تلودي.. الجوع في موسم المطر!..
|
خط الاستواء عبد الله الشيخ
الجبال التي حررت السودان من الاستعمار التركي تعاني من المجاعة, وللمجاعة أسماء دلع كثيرة, من بينها "الفجوة الغذائية". الجبال.. جبال النوبة, هي أول منطقة (حُظيت) بتوقيع اتفاقية لنشر القوات الدولية, والقوات الدولية لها كذلك أسماء دلع كثيرة.. منها "الهجين", الذي يلعب الدافوري بكرة الشراب في دارفور!.. مناطق واسعة من ولاية جنوب كردفان وجبال النوبة, أسواق تلودي وكلوقي, والمنطقة الشرقية, وأبوجبيهة وصل جوال العيش فيها مائة ألف جنيه.. يشتهي الناس هناك عيش (الكُلم), الذي كان غذاءً للمواشي.. يتهيأ لأهل الخرطوم, وما يسمى بالمدن السودانية أنّ زخّات مطر الرشاش ستردم الفجوة الغذائية.. والحقيقة أنّ المطر الكثيف في العام الماضي هو أحد أسباب المجاعة, بأسماء دلعها التي لا تحصى.. انهمر المطر بغزارة في العام الماضي, وأهل الجبال لا زرعوا ولا حصدوا.. وبدأ الخريف الآن بأوحاله، وتقطعت بالناس السبل.. فلا وجدوا تقاوي.. ولا زرعوا.. ولا حصدوا.. وسوق الله أكبر يعيش هستريا ارتفاع الأسعار كلما ارتفعت مناسيب الأمطار.. كيف يمكن الوصول إلى أهالي الجبال الآن.. إذا استجاب للنداء (أبو مُروة)؟.. كان من الأفضل أن نرمي باللوم على الأمطار حتى لا نجرح أحاسيسهم المرهفة؛ وهي بالطبع أحاسيس مرهفة !!.. لأنّ (الجماعة) استلموا أخبار الفجوة الغذائية في وقت مبكر.. ويشرع الأهالي الآن في تقديم مذكرة تحانيس جديدة للولاية (تقديراً لتجشّمها مشاق التعرّف على الحاصل في وقتٍ مبكر)!.. من غرائب الجبال أنّ المطر هو شماعة الجوع, وأنّ المنطقة التي حضنت شرارة الثورة من الأعاصير في القرن التاسع عشر تغرق في أوحال أمشي وتعال.. ومن الغرائب أن يدخل أهالي الجبال في إجراءات ومذكرات وتحانيس للمسؤولين من أجل سد الرمق.. فيا أهل الخير، إنّ جنوب كردفان وجبال النوبة تغرق وتجوع.. وهل عرفتم الجوع في الزيفة؟.. أدركوا أهل الجبال, إنها المكان الحصين (بطن أمك).. المكان الذي تحتاجون إليه.. وأنتم ترون تزايد أعداد الأتراك والمتوركين.. أعداد تفوق حملة هكس باشا بـ 5, 6 مرات!.. كان جنود هكس 12 ألفاً.. هل يستطيع أي كائن في ما يسمى بالمدن السودانية أن يطلعنا على العدد الإجمالي لـ (ضيوفنا الكرام)!!.. من يتقى الله بشق تمرة هناك.. في (بطن أمك)؟.
|
|
|
|
|
|