|
|
 تعالوا نحكي عن تجاربنا مع السفر بالطائرة
|
مدخل
يعتقد العديد منا أن السفر عن طريق الجو من أخطر وسائل النقل ولكن في الحقيقة أثبتت الإحصائيات التي تؤكد لنا أن السفر عن طريق الجو يعتبر الأكثر أمناً عن السفر بالبر أو البحر.. إذا قارنا عدد حوادث السيارات التي تقع بصفة يومية في أي بلد من بلدان العالم نجدها تفوق في مجملها أضعاف مضاعفة عن حوادث الطيران والتي تحدث في أغلبها ليس فقط نتيجة لخلل ميكانيكي في محرك الطائرة أو لضعف الصيانة الدورية وإنما أيضا قد تحدث بسبب أخطاء بشرية يرتكبها قائد الطائرة نفسه في إتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب من أجل سلامة الركاب والطائرة أثناء الخطر.
الكثير منا عندما يقرر السفر على الطائرة تتولد في دواخله أحاسيس ومخاوف بالخطر الدائم (Phobia - فوبيا) وهي الخوف غير المبرر من المناطق المرتفعة- تبدأ منذ دخوله الطائرة والجلوس على المقعد وربط الحزام وبعد إقلاع الطائرة وأثناء تحلقها في الجو خاصة إذا كانت الرحلة بعيدة وتستغرق زمناً طويلاً للوصول قد تصل أحياناً الى أكثر من 10 ساعات.. علماً بأن الطائرات مزودة بأجهزة الأمن والسلامة اللازمة وطاقم الطيران المدرب لمواجهة الأخطار وكيفية التعامل معها .. قد تجد البعض من الركاب في حالة من الإضطرابات النفسية ويتصبب منه العرق الغزير وينظر الى الساعة بإستمرار وهو في حالة قلق وتوتر شديدين ويحسب الساعات والدقائق وبعد المسافة مابين الحينة والأخرى ويتمنى لو أن عقارب الساعة والدقائق تدور بسرعة البرق حتى يصل الى نقطة الوصول ويتخلص من هذا الكابس الذي يراوده طوال زمن الرحلة.. وبمجرد وصول الطائرة وملامسة علاجتها الأرض وهبوطها في أرض المطار تذول كل تلك المخاوف والأحاسيس ولم يعد في حاجة أخرى للنظر الى الساعة أو الى شاشة العرض أمامه لمعرفة بعد المسافة..
كثيراً من المرات تدخل الطائرة في منطقة مطبات هوائية تؤدي الى إهتزاز الطائرة وهبوطها فجأة عن مستوى
خط السير ويضغط قائد الطائرة على الزر الذي ينذر بالخطر ويعلن في المايكرفون منبهاً الركاب لربط أحزمة المقاعد حرصاً على سلامتهم ثم يبدأ في مصارعة هذه المطبات الى أن يتم إجتيازها وزوال الخطر.. وعلى الرغم من أن المطبات الهوائية وهزات الطائرة تعتبر عادية جداً بالنسبة لطاقم الطائرة لأنها ظاهرة طبيعية وتصادفهم في رحلاتهم الجوية عدة مرات، إلا أنها تسبب نوع من الذعر لدى بعض الركاب وتدفعهم الى الشعور بقرب موعد الموت.. لذلك نجد أن شركات الطيران توفر وسائل ترفيهية متعددة من أفلام وألعاب وموسيقى متنوعة وأصناف من وجبات الطعام الشهية بالإضافة الى المشروبات والعصائر والفواكه الطازجة في محاولة منها لكسر حاجز تلك اللحظات المملة والشعور بالخوف الذي تمركز داخل عقل الراكب حتى ينسى أنه معلق في الهواء.
يجب أن نسلم بأن حوادث الطائرات هي مسألة قضاء وقدر وأن الموت واحد ولو تعددت الأسباب.. لذلك يجب أن لا نخاف من ركوب الطائرات عند السفر.. فالشخص الذي يخاف من ركوب الطائرات لا سمح الله قد يموت بحادث سيارة أو غرق في البحر..
حكي لنا أحد أعمامنا السودانيين (الله يطول عمره) قصة غريبة.. قال: كان يعرف أحد الأشخاص الذين كرهوا العيش في العاصمة.. تركها وسافر الى الجنوب للعيش هناك.. وقرر عدم الرجوع الى العاصمة مهما كانت الأسباب والدواعي.. غاب ذلك الشخص عن أهله سنين طويلة ضاربا عرض الحائط بكل نداءات أهله المتكررة ومطالبته له للعودة الى الخرطوم.. وفي يوم من الأيام سأله أحدهم عن الأسباب التي تمنعه من الرجوع الى أهلك في العاصمة.. رد ذلك الشخص قائلا: (والله خائف يوم أرجع الخرطوم تضربني عربية وسط الزحمة العجيبة ديك وأروح فيها).. ولكي تؤمن بأن مسألة الموت في النهاية هي مسألة قضاء وقدر... ويا سبحان الله.. حدث ظرف طارئ وتطلب سفر ذلك الشخص الى الخرطوم.. ركب القطار ووصل الى محطة الخرطوم ثم ركب حافلة حملته الى المحطة الوسطى.. وبمجرد أن وطأة رجله اليمنى الأرض جاءت سيارة صدمته ومات على الفور..
تعال أحكي لنا عن تجربتك:
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: تعالوا نحكي عن تجاربنا مع السفر بالطائرة (Re: عزيز عيسى)
|
في عام 1986 سافرت من أديس أبابا الى الخرطوم على طيران لوفتهانزا..
وصادف ذلك يوم وقفة عيد الأضحى..
الطيارة كانت مزدحمة بالركاب معظمهم كانوا سودانيين قادمين من منطقة الخليج وشرق أسيا
والكل يريد اللحاق بالعيد ليقضيه مع الأهل..
وبمجرد ركوبنا الطيارة وتحلقها في الجو لاحظت العديد من الركاب كان يحتسى الخمر بشراهة..
الظاهر كانوا عطشانين شديد..
كان يجلس في المقعد المجاور منى أخ سوداني وأعتقد إنه كان قادم من منطقة الخليج
كان يحتسى الخمر طوال فترة الرحلة ساعتين ونصف الساعة ..
سأحكي في النهاية ماذا حصل لأخينا هذا..
ولأن الموسم موسم خريف..
في ذلك اليوم كانت الأمطار تهطل بغزارة
منذ أن تحركت بنا الطائرة من أديس أبابا
وحتى لحظة وصولنا الخرطوم في المساء..
الرياح كانت قوية وشديدة جدا وعندما وصلنا الخرطوم
بدأ الركاب في ربط الأحزمة والتهيء للهبوط
حاول الطيار الهبوط في المرة الأولى
ولكن فجأة شعرنا بأن الطيارة بدأت تتأرجح
وتتهاوى ثم إرتفعت فجأة عن سطح الأرض
وعادت في الصعود الى أعلى بسرعة جعلت كل الركاب في حالة من الإستغراب..
بدأ الطيار يحلق بالطائرة فوق سماء الخرطوم
ودار حول العاصمة المثلثة مرتين دون أن يذكر السبب..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تعالوا نحكي عن تجاربنا مع السفر بالطائرة (Re: عزيز عيسى)
|
حاول الطيار الهبوط للمرة الثانية
ولما إقتربت الطائرة من ملامسة أرض المطار
بدأت تتأرجح بشدة وخشى الطيار من عدم إستطاعته التحكم على توازنها
وذلك بسبب الرياح القوية..
تناول الطيار المايكرفون وبدأ يتحدث للركاب قائلا بأنه حاول الهبوط
في المطار مرتين ولكنه لم يستطع بسبب الأمطار والرياح الشديدة
وإنه لايريد المغامرة بأرواح الركاب والطائرة معا
ومن أجل سلامة الجميع سيجد نفسه مرغما علي إتخاذ القرار
وأنه سيتجه بالطائرة الى مطار القاهرة..
في تلك اللحظة كان الجميع صاحي
وقوبل الإعلان بالأحتجاج وعمت الطائرة نوع من التذمر والفوضى
وتعالت الصفافير والصياحات من قبل الركاب السودانيين..
ورفضهم الذهاب الى القاهرة
لأن اليوم التالي يوم عيد الأضحى..
تدخل طاقم المضيفين وحاول تهدئة الجو والركاب دون جدوى..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عزيز عيسى
محمد سنى دفع الله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست