محمد عبد الله الطندب : قال ابن عطاء الله السكندري: «إذا التبس عليك أمران فأحمل أثقلهما على النفس، فإن النفس لا يثقل عليها إلا ما كان حقاً». هل يمكننا القول بأن فتحي شيلا لم يجد حلاً أفضل من كتابة استقالة جماهيرية على مستوى الصحف أم أن شيلا زهد في العمل السياسي في البلاد وهذا يعتبر ناقوس خطر قوي للكل. فكي تكون الإجابة أكثر واقعية وتبعد من العاطفة التي لا تقدّم لنا ءسباباً حقيقية بل إجابات تجميلية يطلقها المرء ليحسّن من صورته في الأعم فلننظر إلى واقع الحزب قبل إعتزال شيلا. فمنذ أن عاد شيلا في معيّة السيد أحمد الميرغني في عام 1002م، راج في الشارع العام أن الحزب الاتحادي سيشارك في السلطة، وقيل إن المؤتمر الوطني حينذاك عرض (05%) نسبة لمشاركة الحزب الاتحادي الديمقراطي في السلطة، ولكن رفضت هذه العروض ويُرد رفض المشاركة لوفاء السيد محمد عثمان الميرغني لتحالفه العريض (التجمع الوطني الديمقراطي). وحتى جاءت نيفاشا وعبرت تحت الجسور مياه كثيرة وجاءت حوارات الحزب مع الوطني فبدأت باتفاق جدة الإطاري وتلا ذلك توقيع اتفاق القاهرة بعد ماراثون حوارات معلنة وغير معلنة أحياناً حتى توِّجت باتفاق وقِّع مع التجمع، وبعد ذلك برز إلى سطح الأحداث اتجاهان، ضد ومع المشاركة في السلطة، ويبدو أن شيلا وقع له هوى الضد بعد أن كان أحد أساطين المشاركة بل أحد المفاوضين الأساسيين في قسمة السلطة مع المؤتمر الوطني، فأخذ يبتعد من التفاوض والتقرّب مع الوطني وحواره، وعندما حدثت أحداث كجبار في العام السابق نشط شيلا في استغلال هذه السانحة وقام بضغوط قوية أدت إلى سحب نائب والي الشمالية ممثل الحزب الاتحادي في الحكومة، وكأنه بهذه الخطوة يستقر لنفسه ويصحح نتيجة تفاوضه مع الوطني خاصة وأن نائب الوالي المستقيل محسوب على فتحي شيلا، وبعدها أصبح فتحي شيلا في حلٍّ مع أي التزام شخصي له مع الوطني فيما يبدو، مما يفسر هجومه القوي على الوطني وشموليته وأفعاله، كما ظل يردد، بل اندفع ناشطاً وسط الجماهير الاتحادية وبحراك قوي شاداً الرحال إلى معظم أقاليم البلاد غرباً وشمالاً وشرقاً ووسطاً، فما يمر اسبوع إلا ونجد شيلا يتحدّث في ندوة أو افتتاح دار للحزب أو حولية ويقدّم خطاباً يصفه البعض بالغلو كما يجد إستحساناً من الجماهير الاتحادية. ولم يعجب البعض هذا الحراك فأخذ يتحيَّن الفرص للانقضاض ضد هذا الموقف الرافض، فمُرر خط في اجتماع القاهرة الأخير يدعو إلى التهدئة الإعلامية تجاه الوطني، فهذا إذاً فرمان أعده البعض بليل بهدف إرهاق أصحاب موقف الضد. ومرَّت أيام وأصبح خطاب شيلا في نظر البعض هو كفر بواح لا يمت لواقع الحزب الاتحادي بصلة وزاد طين المساويء بلة بأن نشط شيلا بعدها في كتابات صحفية يعرض فيها واقع الحزب وحلولا لمشكلاته وفق رؤيته الشخصية فاستغلها البعض بأن المقصود من هذا التقريع الصحفي هي قيادة الحزب، فازدادت الأمور ضبابية وترددت شائعات بأن فتحي شيلا متجه إلى محطة المؤتمر الوطني، ولكن سرعان ما نفى ذلك وظهر في نفس اليوم مستقبلاً وفد عودة جعفر الصادق نجل السيد محمد عثمان الميرغني. ولم تستمر هذه التراجيديا السياسية على ذات المنوال وفجأة سافر فتحي شيلا والتقى السيد محمد عثمان الميرغني وعاد من هناك بروح جديدة عزّزها موقف السيد نفسه بألا تفاوض ثنائي ولا مشاركة ثنائية وطرح مولانا مبادرة الوفاق بدلاً للموقف السياسي السابق فتنفس أصحاب موقف الضد الصعداء وضحك شيلا في نفسه بأن موقفه قد انتصر، ولكن فجأة دهش المراقب البعيد والقاصي بتقديم فتحي شيلا الاستقالة العجيبة!! التي شغلت الساحة السياسية فهي الأولى في أدب الاستقالات من شخصية عامة، فنجد البعض يتحوَّل إلى حزب آخر مثل لاعبي كرة القدم، ولكن شيلا أتانا بما لم يأت به الأوائل على المستوى العام أو الحزبي. فعلى مستوى الحزب لو استقال شيلا قبل أكثر من شهر لقبلها الجميع ولو تحوَّل إلى حزب آخر في ذات التوقيت ربما وجد من تبعه، ولكن التوقيت غير مفهوم وبالتالي غير مبرر لقاعدة الحزب ولا يكفي اعتذاره عن الجرح خاصة بعد لقاء شيلا بمولانا وعودته بروح جديدة، ولعل طريقة تكوين لجان مبادرة مولانا السيد محمد عثمان للوفاق الوطني هي القشة التي شالت شيلا من الحزب خاصة لم يتم ترؤسه لأيٍّ من هذه اللجان. فالحزب الاتحادي أصبحت تتناوشه الألسن والاتجاهات، وأصبح منسوبوه كالأيتام على موائد اللئام في الحوش السياسي العجيب للوطن. فإننا نرجو من قيادة الحزب أن تحسن إدارة هذه الأزمة في هذا الظرف الحرج، وإلا سوف يصبح الحزب الاتحادي في خانة الغائب الذي لا يسأل عنه ولا يؤخذ برأيه إذا حضر، فمطلوب من قيادة الحزب تراتيب قوية وجادة تمكّن الحزب من القيام بدوره وسط القوى السياسية، وإلا ستصبح استقالة شيلا باباً يخرج منه الكثيرون وأدباً له أتباع ومريدون. مولانا السيد محمد عثمان الميرغني، نريدك في السودان اليوم قبل الغد فمبادرتك رغم حاجة الوطن إليها فهي بهذه الطريقة لا تجد حزباً قوياً يقودها ويدعو لها وسط الجماهير، فالحزب الاتحادي أصبح على مداد الصحف والبيانات وهو يبدو ضعيفاً في نظر الكثيرين، ولكن الكل موقن بأن عودتك ستجعل الحزب يقف على رجليه فهو ما زال يمثِّل المزاج السوداني العفوي وما زال هو حزب الوسط وإن ادعى آخرون غير ذلك.. فدعوتي لشباب وقيادات الحزب الوسيطة بأن تجعل من استقالة فتحي شيلا ناقوساً يدق بأن هيا لبناء حزب قوي وعملاق يكون نعم القائد لقوى الوسط والحداثة والاستناد، بعيداً عن الغلو والكراهية في الساحة السياسية السودانية. ونريد أن ننبِّه القوى السياسية بأن تتجه لممارسة عمل سياسي يومي يعود بالخير لتطلعات الجماهير فإن ساستنا يتناطحون في لا شيء ولم يعلموا بأن مؤتمر روما للغذاء الأخير عدّ السودان واحداً من ثلاثة بلدان يمكنها أن تكون سنداً غذائياً للعالم، فنريد من أحزابنا أن تحوِّل الأفكار إلى برامج، تحوِّل الأرض إلى خيرات ترفع فقد المزارع إلى غنى وتعود بالنفع للجميع فيكفي بعدها من يحكمنا أن يمارس السياسة علينا ونحن شبعى. ? عضو اللجنة العليا لإعلام الحزب الاتحادي
مع احنرامى ونقديرى لشخصه لكن اقول اين كان دور امين التمظيم عندماكان الشباب يأن ويشكى من الممارسات اللاتنظيمية وماهى القرارات التى اتحذتهامن أجل الاصلاح وانت فى قمة الهرم الاتحادى؟ -الم تكن أحد الذين يتحملون الحطأ الناريحى فى عدم وحدة هذاالحزب بالقاهرة ( الدعوة التى انطلقت قيل مؤتمر المرحوم الشريف زين بالاسكندرية)؟ -الم تكن احد افراد اللوبى الرئاسى والعشرة المبشرون بالرضاء والذين يعتمد عليهم مولانا فى معظم قراراته؟ - الم تكن شاهدا على التميز القبلى والمفاضلة العرقية بين ابناء التنظيم؟ - الم تكن شاهدا على تحول مدرسة الامام الصوفية الى مدرسة غريبة عن مبادئه التى علمونا لها الاجداد؟ - الم تكن شاهدا على ان باب الريس مغلغا الا من رضيتم عنه والمجموعة المباركةالتى حوله؟ - الم تكن شاهدا على فبركة المواقف ونقل المعلومات الخاطئة لاجل أقناع الريس بأتخاذ موقف ضد زيدا من الناس لانه غير مرغوب فيه من العشرة المبشرون بالرضاء -الم تكن شاهدا على اهدار طاقة شباب الحزب فيما لاينفع وكم من فرص اكاديمية وفكرية ضاعت ؟ اما عن الوفاق فهو امر ضرورى فى هذه المرحلةالناريحية للسودان ولكن يجب ان يبدا بوفاق النفس فحزب مشتت كاالاشلاء كيف له ان يدعو لوفاق يفتقده بداحلة كلكم مسؤلون عن ماوصل اليه حزبكم وليس مولانا وحده كماتحاولوت الايخاء. مولانا يا مولانا اشرع ابوبك فأن عليها اناس غلاظ لايدركون مايفعلون وقال الامام الختم ومن اتى فمرحبا ومن ابى فحسبه اقدر اعترافاتك الاخيرة والمتأحرة أمين التنظيم ان التاريخ شاهدا ومشهودا عليه.
(عدل بواسطة عاصم المشرف on 06-14-2008, 10:29 AM) (عدل بواسطة عاصم المشرف on 06-14-2008, 10:37 AM)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست