رؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان لمستقبل البلاد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 03:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-10-2008, 01:01 PM

democracy
<ademocracy
تاريخ التسجيل: 06-18-2002
مجموع المشاركات: 1707

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان لمستقبل البلاد

    رؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان لمستقبل البلاد:

    استراتجيات وسيناريوهات تطور السودان الجديد

    د. الواثق كمير
    [email protected]


    أمراض السودان القديم

    اتساقاً مع تعريف الأزمة السودانية بأنها "مشكلة السودان" وليست "مشكلة الجنوب" فحسب، فإن تصور الحل يكمن في تحوّل السودان ككل، وذلك بعد إجراء تحليل متعمق ودراسة متأنية للسودان القديم.

    الحاجة للسودان الجديد تحتمها أمراض السودان القديم فهو الترياق المضاد الوحيد لهذه الأمراض.

    يعانى هذا السودان من مشكلتين أساسيتين هما

    التصورات الذاتية المشوهة لمجموعات الأقلية الأفريقية-العربية الهجين عرقيا وثقافيا ودينيا وإلصاقها لنفسها هوية أحادية إسلامية-عربية، وفرض هذه المجموعات لهذه التصورات المشوهة كإطار لهوية السودان ككل في إغفال تام لتركيبته التعددية.

    فشل هذه الأنظمة في صياغة وتفصيل برنامج اقتصادي سليم لمعالجة التخلف الاقتصادي والتنمية غير المتكافئة.

    التمييز والتباينات الحادة في المجالات السياسية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المترتبة على هذا الإطار المشوه للهوية الوطنية.

    الإطار النظري لرؤية السودان الجديد

    لا تكمن الأزمة السودانية في مجرد تعدد واختلافات الهوية، إنما في عواقب التصورات الذاتية المشوهة لها من ناحية المشاركة في تشكيل وتقسيم السلطة والثروة والموارد والخدمات وفرص التنمية والتوظيف.

    وبالتالي، لابد من اتخاذ تدابير تصحيحية لترسيخ الشعور الشامل بالانتماء كمواطنين يتمتعون بحقوق المواطنة الكاملة وعلى قدم المساواة.

    بينما أنه لا يمكن فرض الهوية بالتشريع وتغييرها في ليلة واحدة، إلا أنه من الممكن فوريا وضع إطار دستوري وقانوني يكفل المساواة في حقوق وواجبات المواطنة، مما يسمح عبر الزمن بتطوير هوية قومية شاملة يفخر بها وينتمي إليها جميع السودانيين.

    يتيح هذا الإطار النظري للسودان الجديد التأمل في ومعالجة أمراض السودان القديم (المعروضة أعلاه) ببناء سودان موحد، ديمقراطي، وعلماني، أي إعادة هيكلة السودان دستوريا واقتصاديا وثقافيا. فالمرتكزات النظرية للرؤية في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية للسودان الجديد هي:

    بلورة هوية سودانية:

    بلا شك أن السودان مجتمع متعدد الأعراق والثقافات. وإن إحدى مشاكل السودان القديم أنه كان، وما زال، يبحث عن ذاته ويطرح تساؤلات مضنية حول هويته الحقيقية، فنحن قطر عربي كما أننا قطر أفريقي، ولكن هل نحن هجين؟ هل نحن عرب أم أفارقة؟ فمن نحن؟

    إذن، لا يصح تعريف الهوية السودانية وفقاً لعاملين اثنين فقط (العروبة والإسلام) مع استبعاد بقية المحددات الجوهرية المتجذرة في تنوع السودان التاريخي والمعاصر.

    الوحدة على أسس جديدة

    إن الوحدة التي تأسست على هذه المكونات الجزئية وما صاحبها من تبعات سياسية واقتصادية واجتماعية ستظل دوما هشة وغير قابلة للاستمرار. فلابد للترتيبات الدستورية والمؤسسية وبرامج وسياسات السودان الجديد من أن تعكس هذين النوعين من التنوع التاريخي والمعاصر. وهذا من المتطلبات الضرورية لبناء أمة عظيمة موحدة طوعيا في تنوعها بدلا عن أمة منقسمة على نفسها بسبب التنوع.

    إن الإصرار والمثابرة على تماثل دين واحد مع الدولة، وبالتالي إقامة دولة دينية لا يقود إلا لإحداث شروخ عميقة في نسيج المجتمع السوداني مفضيا في آخر الأمر إلى شظى البلاد وتفسخ الدولة السودانية. ومرد ذلك ليس فقط لأن كل السودانيين لا يدينون بالإسلام، بل لا يوجد إجماع حول قوانين الشريعة حتى وسط المسلمين أنفسهم.

    الدستور، وليس الدين، هو مصدر التشريع في السودان الجديد، دستور ديمقراطي يكفل حرية الأديان، ويشمل فصلا عن الحقوق الأساسية.

    إعادة هيكلة السلطة

    وهذا يعنى ابتداءا إعادة هيكلة السلطة المركزية بصورة تضع في الاعتبار مصالح كل المناطق والقوميات المهمشة، سواء أولئك الذين حملوا السلاح أو الذين ظلوا يعارضون بصبر وفى صمت.

    لامركزية السلطة وذلك بإعادة تعريف العلاقة بين المركز في الخرطوم والأقاليم ومنح سلطات أوسع لهذه الأقاليم في شكل فدرالي أو حكم ذاتي، أين ومتى ما كان ذلك ضروريا، حتى تتمكن الجماهير، وليس النخب الإقليمية، في ممارسة سلطات حقيقية من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية وترويج وتطوير ثقافاتهم المختلفة.

    الحكم الديموقراطى وحقوق الإنسان

    سودان جديد ديموقراطى لا تكون فيه المساواة والحرية والعدالة الاقتصادية والاجتماعية مجرد شعارات بل واقعا ملموسا يعيشه الناس.

    تعميق حقوق الإنسان وكافة الحقوق الدستورية واحترام استقلال القضاء، بما في ذلك محكمة دستورية لا تنتهك حرمتها والالتزام بحكم القانون من قبل الحكومة والمحكومين وتأسيس خدمة مدنية ذات كفاءة واستقلال حقيقي على كل مستويات الحكم.

    إعادة صياغة النظام التشريعي بأسلوب يضمن تحقيق التوازن والضبط ويكفل السلطات الممنوحة للأقاليم لكي لا يتم سحبها أو إضعافها بواسطة مراكز السلطة الأخرى.

    التنمية المتوازنة والمستدامة

    تطوير منظومة اقتصادية يتم من خلالها الاستخدام العقلاني والرشيد لموارد البلاد الطبيعية والبشرية الوفيرة لوقف التنمية غير المتكافئة ولوضع حد لكل أشكال التهميش والحرمان وللتوزيع العادل لثمار النمو والتنمية.

    الاقتسام الملائم والعادل للثروة بين شعوب وقوميات السودان المختلفة جزء لا يتجزأ من منظومة التنمية المتوازنة.

    سيناريوهات تطور السودان الجديد

    السيناريو الرئيسي

    استرشدت الحركة الشعبية في نضالها من أجل التحرير وتحقيق السودان الجديد بجملة من المبادئ الأساسية والتي حددت الحركة عل ضوئها موقفها التفاوضي في كل جولات المحادثات مع حكومات الأمر الواقع في الخرطوم، منذ التوقيع على إعلان كوكادام في مارس 1986:

    تشكل وحدة البلاد على "أسس جديدة" حجر الزاوية لرؤية السودان الجديد، ولكن لا يمكن لهذه الوحدة أن تقوم حصرا على شروط مقررة أو شكل معد سلفا. بل تصبح الوحدة قابلة للحياة والتطبيق فقط في حالة الاتفاق على عناصر الإطار النظري للسودان الجديد، التي عرضناها أعلاه، وتنفيذها بمصداقية حتى تصير الوحدة جاذبة ومرغوب فيها.

    ولتنزيل المثل العليا التي ينطوي عليها السودان الجديد على أرض الواقع فلابد من النظر إلى المفهوم من منظور "تطوري". فابتدءا، يمكن الاتفاق على وتفصيل المبادئ المعيارية للانتماء والمساواة الكاملة في حقوق وواجبات المواطنة، بينما التنفيذ الكامل لهذه المبادئ يمكن فقط السعي لتحقيقه تدريجيا وعلى مراحل.

    السيناريوهات البديلة
    إن لم يتحقق السودان الجديد، فالسيناريوهات البديلة تشمل مختلف أشكال ودرجات ممارسة حق تقرير المصير، تتراوح بين درجات من الاستقلال والحكم الذاتي، بما في ذلك الترتيبات الفدرالية والكونفدرالية، أو تقسيم وتشظى البلاد، على الطرف النقيض. بمعنى آخر، من الممكن الاتفاق على درجة من "الانفصال" بحيث يكون كل كيان قائم بذاته، في حين تتم الدعوة إلى التعايش السلمي والتعاون المتبادل.

    وحتى في حالة الانفصال، ستستمر المبادئ المعيارية للسودان الجديد في إرشاد وتوجيه التطور الدستوري وأنظمة الحكم في الكيانين، الشمال والجنوب. بمعنى آخر، فمن منظور طويل الأجل يمكن للمرء أن يتصور قيام أطر وهياكل جديدة تتطور من خلالها أسس ومبادئ بناءة وأكثر رسوخا لأشكال ودرجات مختلفة من الوحدة المستدامة.

    من الجائز أيضا التسخير الفعال لعلاقات التعاون الإقليمي لتعزيز تحقيق المبادئ المعيارية والمرتكزات الأساسية للسودان الجديد
                  

06-10-2008, 01:10 PM

democracy
<ademocracy
تاريخ التسجيل: 06-18-2002
مجموع المشاركات: 1707

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان لمستقبل البلاد (Re: democracy)

    هل أصبحت الحركة الشعبية الممثل الشرعي الوحيد لأهل شمال السودان؟
    [/B] د. عبد الوهاب الأفندي
    [email protected]


    في أعقاب الهجوم الأخير من قبل حركة العدل والمساواة على العاصمة السودانية، بادرت الحكومة باعتقال الشيخ حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي ومجموعة من قيادات الحزب بتهمة التواطؤ مع الحركة الدارفورية المتمردة. ولدى وصوله إلى العاصمة من جوبا حيث كان المؤتمر الثاني للحركة منعقداً، واطلاعه على حيثيات الاعتقال، صرح النائب الأول لرئيس الجمهورية (وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان) الفريق سلفا كير ميارديت بأن البينات التي اطلع عليها في حق الشيخ الترابي ومساعديه ضعيفة ولا تبرر استمرار اعتقالهم. وقد دفع ذلك بالحكومة إلى إطلاق سراح المعتقلين بصورة فورية تقريباً.

    بعد أيام صرح رئيس جهاز الأمن والمخابرات اللواء صلاح عبدالله (قوش) في لقاء ضمه والمشير عمر حسن البشير رئيس الجمهورية في مع القيادات الأمنية بأن جهاز الأمن والمخابرات لن يكتفي من الآن فصاعداً بجمع وتحليل المعلومات ما دامت البلاد تتعرض لتهديدات خطيرة من نوع هجوم العاشر من مايو على العاصمة، بل سيتصدى للدفاع عن الدولة وأمن المواطنين بكل الوسائل. وقد أيد الرئيس هذا التوجه، ولكن الفريق سلفا كير علق –وفي العلن أيضاً- بأن مثل هذا التوجه مخالف للدستور الذي ينص صراحة على أن مهام جهاز الأمن تقتصر على جمع وتحليل المعلومات وتقديمها للجهات المختصة. أما سلطات الاعتقال والاستجواب فهي للشرطة، بينما مهمة الدفاع عن البلاد ضد الأخطار الخارجية فتقتصر على الجيش.

    في سياق متصل، وبعد الأحداث الأخيرة وما رشح من حديث عن تجاوزات قانونية تمثلت في الاعتقال العشوائي للمشتبه في تورطهم وإساءة معاملة المعتقلين، كانت الحركة الشعبية على رأس تحالف ضم فيمن ضم الحزب الشيوعي والمؤتمر الشعبي وحزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي وحركة حق وعدد من منظمات المجتمع المدني، سمي "الهيئة الوطنية للحماية والدفاع عن المتأثرين بأحداث (10 ) مايو". وقد انتقدت الهيئة (التي ضمت أيضاً كبير مساعدي رئيس الجمهورية مني أركو مناوي!) الحكومة بارتكاب تجاوزات عديدة في حق الأبرياء أثناء ملاحقتها للمطلوبين.

    قبل ذلك كانت قيادة الحركة الشعبية قد انتقدت الرقابة الأمنية على الصحافة، وطالبت باتاحة الحرية الكاملة للإعلام، لأنه بدون حرية إعلام لا يمكن أن تعقد انتخابات حرة ونزيهة كما قال ياسر عرمان، أحد قادة الحركة. وكانت الحركة الشعبية قد دعم أيضاً قضية المتضررين من قيام سد مروي وطالب –كما فعلت معظم أحزاب المعارضة، بانصاف المتأثرين وتعويضهم تعويضاً مجزياً والاستماع لمطالبهم.

    وفيما يتعلق بقضية دارفور طالبت الحركة الشعبية بسرعة حل الأزمة، كما استضافت فصائل التمرد في دارفور في عاصمة الجنوب جوبا في وقت سابق من هذا العام، حيث مكث القادة هناك لأسابيع بينما كانت قيادات الحركة الشعبية تسعى للتوفيق بينهم حول حلول مرتضاة لأزمة دارفور.

    لقيت كل هذه المواقف إشادة تكاد تكون إجماعية في الإعلام القومي، بل أصبح كثير من المظلومين يطرقون أبواب قيادات الحركة الشعبية طلباً للعون، كما حدث من معارضي سد كجبار وغيرهم من المتضررين من السياسات الرسمية. ويشكل هذا تحولاً غير متوقع، بل إنه أشبه بالانقلاب في السياسة السودانية. فمن المعروف أن الحركة الشعبية لتحرير السودان نشأت للتصدي لما وصف بأنه ظلم أهل الشمال لأهل الجنوب، ومن المفترض فيها أن تكون المتعصبة لمطالب أهل الجنوب وبقية المناطق المسماة بالمهمشة، والتي تربط الحركة الشعبية تحالفات معها. أما مطالب وشجون أهل الشمال، فمن المفترض أن تتصدى لها الأحزاب الكثيرة التي تزعم أنها تمثل أهل الشمال، وعلى رأسها المؤتمر الوطني الحاكم. ولكن هذه الأحزاب، ومنها المؤتمر الوطني، أصبحت مما يستجار منه لا ما يستجار به، إما لعجزها عن الفعل، وإما لأنها لا تحفل بما يعانيه من تدعي تمثيلهم، حيث أن قياداتها مشغولة بهمومها الذاتية من بقاء في السلطة أو وصول إليها.

    المفارقة خصوصاً فيما يتعلق بالمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية التي أنشأته، هو أن هذا التجمع نشأ أساساً كحامل للواء القومية السودانية الشمالية ضد ما وصف بأنه تغول أهل الهامش. فالجبهة القومية الإسلامية لم تتحول من تنظيم صفوي صغير إلى تنظيم له عمق شعبي إلا بعد أن رفعت شعار التصدي للجيش الشعبي وطموحاته. فقد كانت العلامة الفاصلة في تاريخ هذه الحركة ما سمي بالمظاهرة المليونية التي نظمتها الجبهة في العاصمة السودانية في سبتمبر عام 1985 بعد الإعلان عن محاولة انقلابية فاشلة ضد الحكومة الانتقالية التي نشأت بعد إسقاط حكم الرئيس الأسبق جعفر النميري اتهم بها موالون للجيش الشعبي.

    قبل تلك المظاهرة، كان مصير الجبهة ما يزال في الميزان، حيث كان التجمع الوطني المهيمن على الشارع والحكومة يتهمها بأنها من بقايا النظام السابق ويدعو إلى عزلها ومعاقبة قياداتها. ولكن بعد تلك المظاهرة أمنت الجبهة موقعها في الشارع، بينما بدا انحياز قيادات الجيش لها أكثر وضوحاً. وفي غضون هذا تحولت الحركة من حركة مطلب واحد (الحفاظ على قوانين الشريعة) إلى حركة ذات توجه قومي شمالي (وهو تحول أشرت إليه بتفصيل أكثر في مقالة أكاديمية نشرت عام 1990). وكان من توابع هذا التحول أن الحركة بدأت في بناء تحالفات مع القيادات الوسيطة في الجيش، ومع القبائل العربية في مناطق التماس، كما تبنت المواجهة مع الحركة الشعبية والقوى المتحالفة معها، ودعمت الخط المتشدد الرافض لأي حل وسط مع الحركة. وقد استخدمت هذا الخط من أجل تعبئة الرأي العام لصالحها وضد الحركة، وهي تعبئة كانت تصبح أيسر كلما كسب الجيش الشعبي مواقع جديدة، خاصة حينما كان يهدد الشمال كما حدث حين هاجم كردفان في عام 1986، أو حين أسقط طائرة مدنية في ذلك العام، أو حين هاجم مناطق الكرمك وقيسان في شرق السودان في العام الذي تلا.

    وخلال الأعوام التي سبقت الإنقاذ، طورت الحركة الإسلامية خطاباً معارضاً لخطاب الحركة الشعبية الذي كان يدعو إلى التشديد على هوية السودان الافريقية غير العربية، وركزت على ماوصفته بأنه تهديد من عناصر معادية لهوية السودان العربية الإسلامية. وفي التسعينات طور نظام الإنقاذ هذا الخطاب كخطاب تعبئة غلب عليه الطابع الجهادي الإسلامي، ولكنه لم يخف كذلك طابعه القومي، إن لم نقل الشوفيني، كما هو مستبطن في شعارات مثل "حماية الأرض والعرض"، مما يوحي بأن الصراع هو ضد عناصر من البرابرة يهددون ما هو أبعد من العقيدة. وقد وجدت هذه الشعارات أذناً صاغية بين قطاعات عدة في السودان الشمالي.

    وقد كان توجه الحركة الشعبية إلى المطالبة بحق تقرير المصير للجنوب في منتصف التسعينات عبارة عن اعتراف غير مباشر بالهزيمة في هذه المنازلة، وخط رجعة عن مشروع "السودان الجديد" الذي كان يطمح إلى تعبئة ما يكفي من القوى الشمالية في إطار "الأغلبية الافريقية" لمواجهة خطاب الإنقاذ العروبي. وقد تعزز هذا الاستقطاب بعد الفشل التي منيت محاولات الجانبين لاختراق وبناء تحالفات "خلف خطوط" الطرف الآخر، كما فعلت الحركة الشعبية عبر "التجمع الوطني الديمقراطي" الذي جمعها مع الأحزاب الشمالية الرئيسية، وفعلت الإنقاذ عبر اتفاقية الخرطوم لعام 1997، التي وقعتها مع فصائل منشقة عن الجيش الشعبي. فقد انهارت هذه التحالفات وعادت معظم الأطراف إلى "قواعدها".

    ولكن تحولاً مهماً طرأ على الساحة السياسية في السنوات الأخيرة، تمثل في ما يشبه الانقلاب في المفاهيم. فقد فشل المؤتمر الوطني في دعم موقعه باعتباره الحزب الغالب بين أهل الشمال، لعدة أسباب أبرزها الأسلوب الاستعلائي الذي ظل يتبعه مع المواطنين، واعتماده الزائد على أجهزته الأمنية أو توزيع المال والمناصب لحشد الدعم. إضافة إلى ذلك فإن انشقاق الحركة الإسلامية وتفجر أزمة دارفور والمواجهة المستمرة مع الصحافة ومع كثير من الأطراف الشمالية، مثل النقابات، والمتضررين من سياسات الحكومة في أكثر من موقع، كل هذا أفقد المؤتمر المزيد من الدعم. وبالمقابل فإن تولي سلفا كير قيادة الحركة الشعبية أحدث تحولاً مهماً في وضع الحركة، لأن منهجه التصالحي جعل الحركة تبدو أقل تهديداً للشمال في الوقت الذي بدا فيه المؤتمر الوطني أبعد عن تطلعات أهل الشمال، بل في تناقض معها، كما هو الحال في دارفور ومنطقة سد مروي.

    ولا شك أنها ستكون مفارقة ذات دلالة بالغة لو أن الحركة الشعبية استمرت تحقق التقدم في الشمال على حساب المؤتمر الوطني الذي ظل يطرح نفسه على أنه المتحدث باسم الشمال والشماليين دون أن يحفل بالاستماع لأصوات من يدعي الحديث باسمهم.

    شهد شاهد" من أهليهم


    --------------------------------------------------------------------------------
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de