|
وظل التنين يرفرف في ليل المدينة
|
حين رفرف التنين ثانية
رفرف التنين في ليل المدينة أخضر الجلدة وهّاج الشعل!!!!!!!!!!!!! محمد عبد الحي
بعد أن تسللت أشرعة الضوء آخذة في الذبول والخفوت والإنحسار حتى ذهبت إلى مثواها الأخير، اجتاحت جيوش من الليل كل الأمكنة وكل الشوارع والأزقة، وأسدل الظلام ستره من كل صوب، وفقد الوهج بريقه إلا البصيص من خيوط الضوء الرفيعة حيناً بعد آخر، وتترائى من بعيد خيوط من الدخان، وأطلق الظلام جيوشه لتنثر قبابها السوداء على كل المساحات، تلك هي الدنيا التي لا تشبه كل الدنى، السابحة في بحار من الظلام، الغارقة في صمتها القاتل، المتمرغة في دياجيها الأبدية.
وتبدأ دائرة الأحلام تطوف بها، أشتات من الأحداث والصور الغريبة تمر بها كسراب تحيط به غشاوة، وهي تتمطى في نوم عميق ذات مساء إذ هي تصحو على أصوات غريبة غير مألوفة لديها، وإذا بضجيج قد غمر الكون بصخبه، وإذا بشيئ غريب، يجوب الأفق متمددا على كل الاتجاهات.
وفجأة إذا بكتلة سوداء تطوف بالكون تتمدد وتتمطى لتلف به وتحيطه وهي تمد أذرعها الاخطبوطية وتضعه في حجرها كاملاً، وتحيطه كما تحيط الأم بطفلها، وتجعله ألعوبة بين يديها، وبدأت رحلة العودة إلى الخرافات القديمة للبحث حول ماهية الكائن الذي تمطى وتمدد فوق سقوف الكون لكونه مستعصياً على التفسير والوصف. حين رفرف التنين في ليل المدينة أول مرة ظنه الناس أنه لن يعود ثانية، وحين وصفوه أول مرة كان (أخضر الجلدة)، ولكن جلدته هذه المرة متلونة بكل الالوان، بدأت خضراء ولكنها تلونت (أخضر، أحمر أصفر،....) متشكلة وفق ما تحيط بها من ظروف (كالحرباء)، وكان (وهّاج الشعل) أول مرة، لكنه الآن بدأت شعله متوهجة متقدة، ثم أخذت تخبو وهكذا تتوهج وتخبو، ثم فجأة عاد إلى لونه القديم وشكله القديم وجلدته القديمة، وهو يتمطى لكي ينفض عنه هذه الجلدة المتلونة ليلبس حلة أخرى أكثر جمالاً وبريقاً وبين هذا المد تضيع من تحت رجليه الأمكنة، وتخبو شعله لا لتتوهج مرة أخرى ولكنها لتخبو ثم تخبو ثم تخبو...
|
|
|
|
|
|