التسونامي القادم بالخرطوم - مقال جدير بالمتابعة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 01:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-08-2008, 03:03 PM

democracy
<ademocracy
تاريخ التسجيل: 06-18-2002
مجموع المشاركات: 1707

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التسونامي القادم بالخرطوم - مقال جدير بالمتابعة

    التسونامي القادم بالخرطوم

    ماحك صحفيّ نزق الدكتورة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية الاسبوع الفائت حول الفشل المتكررّ لادارتها الموشكة على المغادرة، في العراق و أفغانستان و قضية الشرق الأوسط المركزية...الخ، فردت قائلة: (مهما يكن فقد نجحنا في أمرين: اتفاقية نيفاشا بين شمال و جنوب السودان المبرمة في يناير 2005، و مشكلة دارفور التى نتعهد بحلها قبل أن نغادر البيت الأبيض في ديسمبر.)

    و في خطاب النصر الذي ألقاه باراك حسين أوباما يوم الأحد بمنيسوتا جاء ذكر السودان في موضعين: أولا، من أهم القضايا التي سترّكز عليها ادارته بعد الانسحاب من العراق هي مسألة دارفور؛ و ثانيا، التعامل بحسم مع الطغاة الضئيلين التوافه petty dictators.

    و في الصحف و المجلات و الدوريات الأمريكية (التي تجدها كلها بموقع خطير اسمه Arts & Daily) استعراض للسيناريوهات القادمة بالسودان، التي يضرب النظام عنها صفحا و يتجاهلها، و تجد أهله يمرحون و يرقصون كأن شيئا لم يكن مثل طيب الذكر ديك المسلميّة؛ و من أهم معالم ذلك الاستعراض ما يلي:-

    يتعرّض غزو أمدرمان في العاشر من مايو الماضي لدراسة و تحليل دقيق كونه بروفة غير مدفوعة الأجر لثمة عملية مشابهة أكثر اتقانا و حبكة (أم لعلها مدفوعة الأجر، فقد تحدث الاعلام السوداني عن دولة أجنبية وفّرت اللوجستيات و الغطاء الاستخباري الأقماري لحملة الدكتور خليل)؛ و يتساءل المحللون ماذا لو هبطت اللاندكروزرات من السماء فجأة، و لم تضطر لقطع ثلاثة آلاف كيلو من العمق التشادي؟ أي ماذا لو حملتها عشر طائرات سي 130 التي تهبط على الرمل و الأودية و لا تحتاج الى ممرات مسفلتة؟؟

    و يتدارس المحلّلون تجربة حلف وارسو في براغ بتشيكوسلوفاكيا في أغسطس 1968 عندما أخذ حلف الناتو على حين غرة، و في غضون ساعتين كانت تلك الدولة في قبضة القوات الروسية و حليفاتها الاشتراكيات، فوضعت نهاية لحكومة دوبشيك الذي أراد أن يقوم ببعض الاصلاحات في مجال الاقتصاد و حقوق الانسان، أقل بكثير مما فعله ليك فالنسيا بعد ذلك بعقدين في بولندا، و ما فعله قورباتشوف في الاتحاد السوفيتي العظيم. و ما يلفت نظر المحلّلين أن الانزال بدأ بطائرة واحدة احضرت طاقما مدنيا من زبانية الكي جي بي... يحملون مسدسات خطيرة داخل معاطفهم، و توجّه كل واحد منهم لجهة معينة بمطار براغ و قام بتأمينها، و في ظرف دقائق معدودة كان المطار في حوزة قوات حلف وارسو، و في خلال ساعة هبطت الطائرات المشابهة لسي 130 و أفرغت مافي بطونها من مدرّعات و دبابات و ناقلات جنود و قوات البيادة على جيباتها، و في خلال ساعتين انتهى الأمر، و صحى جون فوستر دالاس وزير الخارجية الأمريكي من نومه مذعورا، و لعله أضمر شيئا لم تستطع الادارة الأمريكية تحقيقه حتى نهاية الحرب الباردة في بداية التسعينات، و هو الرد على حلف وارسو بعملية مماثلة من حيث المباغتة و الفعالية و الضرب في المقتل الاستراتيجي؛ و لعل السودان الآن يمنح الولايات المتحدة فرصة للرد posthumously رغم فوات الأوان، و لكن للتاريخ.

    و يريد العقل الجمعي للأمة الأمريكية، خاصة جناحها الذي يمثّله الحزب الديمقراطي، حزب جيمي كارتر و باراك أوباما، أن يصحّح خطا آخر، و يزيل وصمة الركاكة و عدم الكفاءة و العشوائية من جبين الجيش الأمريكي؛ فقد أمر كارتر عام 1980 بانزال مفرزة من قوات المارينز على مسافة مائة ميل جنوب طهران بايران علّها تتوجّه من هناك بالطائرات العمودية و الجيبات لتخلّص الدبلوماسيين الأمريكان من أيدي الحرس الثوري و الطلاب، فاذا بطائرة تصطدم بأخري، و حريق يشب و يقتل بعضا من جنود البحرية، ثم يأمر كارتر بالغاء المهمة و العودة لحاملة الطائرات الراسية بالمحيط الهندي؛ ربما جاء الوقت الآن لتصحيح ذلك الخطأ.

    و يشير المحللّون الى أن الرئيس بوش الأب، الجمهوري، ربما بفضل خبرته الطويلة في السي آي اي، كان قد نجح في تطوير عملية الانزال المباغت لانجاز مهمة محددة، و ذلك عندما دخلت مجموعة صغيرة من قوات المارينز في بنما و اختطفت رئيسها نورييقا و عادت به للولايات المتحدة عام 1989، ولا زال بأحد سجونها، و الغريب أن العالم نسيه تماما و لم يرتفع صوت واحد عن ثمة غزو أو تدخل.

    كما يورد المحللون سابقة أفريقية أصبحت جزءا من القانون الدولي و صارت تعطي غطاء أخلاقيا و شرعيا لشبيهاتها، و هي غزو تنزانيا برئاسة المعلمو جوليوس نايريري ليوغندا عام 1978/1979 لطرد عيدي أمين دادا و اعادة تنصيب ملتون أبوتّي.

    و يتأمل المحللّون المبادرات العديدة للرئيس كلنتون طوال فترتي رئاسته في التسعينات، و كيف أنه كان لا يعبأ بمجلس الأمن، و لا بروسيا أو الصين صاحبتي الفيتو، ويتصرف بمعزل عن حلف شمال الاطلنطي؛ و رغم أنه بالسابق كان رجل سلام و ضد حرب فيتنام و لم يتطوّع فيها، فقد أمر الجيش بالتدخل في البوسنة و كسوفو و هاييتي، كما ضرب العراق جوا عام 1998 ضرب غرائب الابل، و ضرب مصنع الشفا بالخرطوم بحري عام 1999، و في كل ذلك دروس و سوابق قانونية.

    عموما، فان معالجة المشكل السوداني همّ ليس فقط لقوى المعارضة و لكن للادارات الأمريكية طارفها و تليدها، لأن في ذلك خدمة لاستراتيجياتها:

    فهي تنوي الانسحاب من العراق بنفطه الذي يقارب الأربعة ملايين برميل في اليوم، اذا سلم من هجمات المقاومة و الأكراد و هلمجرا، فالتجربة برمتها فاشلة تماما؛ و السودان أرض بكر و تربة خصبة لتجربة جديدة منقحة و متقنة و ربما يكتب لها النجاح، فالسودانيون ولجوا أبواب التعليم الحديث منذ عهد الخديوي عباش باشا الذي أنشأ المدارس العلمانية (أي المختلفة عن الكتاتيب المعروفة باسم الخلاوي) عام 1845 و أرسل لها الأساتيذ الذين كانوا مبعوثين بفرنسا مثل رفاعة رافع الطهطاوي؛ و السودانيون عرفوا منظمات النفع العام و الأحزاب السياسية منذ عشرينات القرن العشرين، و لهم ثلاث تجارب في الحكم الديمقراطي لا بأس بها- 54/1958، و 64/1969، و 85/1989، و هنالك طبقة وسطى من تجار و مهنيين و فنيين ذات جذور راسخة، و رغم أنها متناثرة في الشتات... يمكن تجميعها و تنظيمها و العودة بها للخرطوم بصورة أفضل من فلول المنشقّين العراقيين الذين عادت بهم السي آي اي لبغداد، و لكنهم ولغوا في الفساد و انخرطوا في الحروب الاثنية و الطائفية، كمن أراد أن يكحلها فعماها.

    و هي تبحث عن بدائل لنفط العراق، بل نفط الشرق الأوسط كله، و لو وضعت الحرب أوزارها و استقر الأمر بدارفور و بالسودان كله، فان المخزون الذي تنعم به دارفور و تشاد أكبر من المخزون العراقي، و اذا امتدت خطوط النفط حتى المحيط الأطلسي على شواطىء السنغال فانها ستقطع مسافة قصيرة، مارة بصحاري غير مأهولة في تشاد و مالي، و هي بالقطع أكثر أمانا من الفيافي العراقية و السورية؛ و من السهولة بمكان ربطها بشبكة الأنابيب القادمة من جنوب كردفان و شمال جنوب السودان.

    و هي تريد أن تضمن لاتفاقية نيفاشا كامل التحقيق على الأرض باعتبارها انجازا تباهي به الادارة الأمريكية الأمم.

    و هي ترغب فى اضافة نجاح آخر لنيفاشا يتمثّل في حل مشكلة دارفور و اعادة مليوني لاجىء لديارهم من المعسكرات باهظة التكلفة المقامة حاليا بتشاد و افريقيا الوسطى.

    و هي تحلم بتحقيق الاستقرار الاقتصادي و السياسي بأكبر دولة افريقية، و في ذلك فأل حسن و بشارة مطمئنة لباقي المنطقة، بدءا بقرنها الملتهب و وسطها المضطرب و غربها الذي انهكته الحروب الأهلية؛ و ربما ينشأ في السودان ذلك النموذج الذي كان الرئيس بوش الابن يرشح العراق له، أي النموذج الديمقراطي ذو الحوكمة الرشيدة الذي تتأسى به كل دول الجوار؛ و ربما يعني ذلك سحب البساط من تحت أرجل الصين التي سبقت الغرب في الشراكة السودانية فاخرجت النفط و ساهمت بنصيب الأسد في بناه التحتية من أنابيب و مصافي... الخ، و سيتم سحب البساط اذا نجحت الولايات المتحدة و حليفاتها فرنسا و بريطانيا في حل النزاع الدارفوري أو في تغيير النظام برمته في الخرطوم و تمكين أحزاب المعارضة، بما فيها الفعاليات الحاملة للسلاح؛ و اذا نجحت في اعادة اللاجئين و تعمير ديارهم و ايجاد سبل جديدة لكسب العيش و طريقة مثلى للتنمية المستدامة في ذلك الجزء من العالم، عند ذلك سيرد السودانيون الجميل للغرب باعادة الانفتاح صوبه كما كان الحال منذ دخول كتشز عام 1898 حتى قيام ثورة مايو الاشتراكية عام 1969، و مرة أخرى بعد أن غيرت مايو جلدتها في يوليو 1971 و انفتحت باتجاه الغرب بعد ضرب الشيوعيين.و باختصار، فللسودان تاريخ أكثر عراقة من ناحية الارتباط بالغرب في مجال التعليم و التدريب و الثقافة و الذوق و طريقة الحياة،بدليل أنهم عندما عصفت بهم ليالي النظام الاسلاموي الشمولي الراهن، طلبوا اللجوء و وجدوه في الولايات المتحدة و كندا و المملكة المتحدة و هولندا و استراليا، و لاذوا بتلك المنافي بملح بيوتهم، و لا تستطيع الصين أن تنافس في هذه المجالات الانسانية/السياسية، فهي لم تقدم شيئا يذّكر للمهجرين و اللاجئين بتشاد،كما قدمت أكثر مما في وسعها لنظام الاسلامويين من سلاح و عضد و فيتو بمجلس الأمن.

    و هنالك قاسم مشترك أعظم للسناريوهات آنفة الذكر الخاصة بآلية التخلص من النظام القابض في الخرطوم، و هو ضرورة القاء القبض على من تم تصنيفهم كمجرمي حرب ساهموا في تنفيذ أو توجيه أو التخطيط لعمليات حرق منازل سكان قرى دارفور من قبائل الزرقة- الزغاوة و الفور و البرتا و الداجو- و قتل أطفالهم و اغتصاب نسائهم و دفعهم للفرار باتجاه معسكرات النازحين بأطراف المدن الكبرى و اللاجئين بتشاد، و قد يشمل هؤلاء بعضا من رموز النظام، على الأقل وزيري الدفاع والداخليه، و ربما لو تم اختطافهم بنفس الطريقة التي تم بها اختطاف كارلوس الثعلب الماكر من الخرطوم، يكون ذلك في حد ذاته بمثابة نهاية للنظام.

    مهما يكن من أمر فان الأوضاع السودانية لن تستمر على منوالها الحالي، و أمام المؤتمر الوطني خياران: اما أن يتأسّى بالحزب الشيوعي البولندي الذي رضخ أمام نقابة عمال السفن برئاسة ليك فالنسيا، أو بالحزب الشيوعي السوفيتي نفسه الذي أناخه قورباتشوف و امتطاه يلتسين، و ذلك هو صوت العقل و الحكمة والاستيعاب الامثل لدروس التاريخ؛ و اما أن يستمر في المكابرة و تملظ السلطة و التظاهر بالبرود في وجه الرفض لبقائهم حتى تقتلعهم قوى المعارضة بمساعدة الأسرة الدولية من جذورهم كما تفعل التسونامي؛ و بين هذا و ذاك نسأل الله العلي القدير أن يجنب السودان شر الفتن، ما ظهر منها و ما بطن، و أن يحقق السلام في هذا الجزء العزيز من القارة السمراء، حتى يتفرغ للتقدم الاقتصادي و التحول الاجتماعي؛ و السلام.

    الفاضل عباس محمد علي
    [email protected]

    نقلا" عن موقع سودانايل الإلكتروني
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de